المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اكتشاف لبنان سيراً على الأقدام هواية تجذب الصغار والكبار



جمال
08-18-2005, 07:00 AM
بيروت: فيفيان حداد


يزداد الإقبال على الرحلات الجماعية سيراً على الاقدام لاكتشاف لبنان. وتهتم بتنظيم هذه الرحلات النوادي الرياضية والمؤسسات الاجتماعية وبعض الشركات السياحية الخاصة.
وادي قاديشا وقمع الهرمل وجرود اللقلوق والبترون والقرنة الحمرا وينابيع شبروح ومغارة افقا وغيرها من المعالم اللبنانية اصبحت اليوم مشروعاً سياحياً باستطاعة الراغبين القيام به مع مشائين متمرسين او مبتدئين او هواة، كذلك تقبل عليه عائلات لبنانية ترغب القيام بالرحلات نفسها.

والمشاركة في هذا النوع من السياحة يستقطب الاجانب. ويمكن القول انهم اصابوا اصدقاءهم بعدواهم لأن ذلك يدخل في ثقافتهم السياحية. وتتراوح كلفته ما بين الـ 10 والـ 30 الف ليرة لبنانية (ما بين 7 و20 دولارا) ويتضمن في الحالات الاخيرة نقل المشاركين في حافلة خاصة وتناول الطعام.

«دروب لبنان» و«يا الله نمشي» و«الأفق الأخضر» وLiban trec و«بلدتي»; جميعها مؤسسات تشجع على سياحة المشي في مناطق لبنانية. وقد استعانت بالتقنية المتطورة لنشر برامجها الاسبوعية وتوزيعها على هواة المشي من خلال رسائل او بريد الكتروني.

ويقول ميشال مفرج، أحد رواد هذه الهواية ان الفكرة راودته منذ الصغر عندما كان يمارس رياضة المشي مع اصدقائه، فاكتشف معهم نصف اراضي لبنان، بعدها قرر التوغل اكثر فأكثر في مناطق من بلاده كالشوف، واقليم التفاح وارز الباروك، اضافة الى مناطق اخرى في كسروان، فقام باتصالات مع عدد من الشباب الجامعيين، وبدأ مشواره الطويل في سياحة وطنه لبنان.

ولان المشي تتخلله صعوبات كثيرة، تم تقسيم الرحلات وتصنيفها الى ثلاث: رحلات الفئة الاولى وتختص بالمبتدئين والعائلات وهي الأكثر سهولة. رحلات الفئة الثانية للهواة وتعتريها بعض التعرجات والمرتفعات، ورحلات الفئة الثالثة للرياضيين، وهي الأصعب، اذ يتخللها تسلق جبال وطرقات وعرة ومسافات لا تقل عن عشرة كيلومترات.

وعادة ما تتم هذه الرحلات ايام الآحاد والأعياد حتى يتمكن الموظفون من ارتيادها. وتنطلق صباحاً لتنتهي مساء وتتضمن احياناً رحلات بحرية او يتم خلالها التعريج على شاطئ البحر او متحف او مركز اثري.

فاديا داغر، وهي موظفة في مصرف وتواظب على ممارسة هذه الهواية منذ سنوات، تقول: «قد لا يتخيل البعض ماذا تحمل ارض لبنان من آثار ومعابد وجسور طبيعية غير معروفة اضافة للكهوف والمغاور التي شهدت حكايات تاريخية مثل هروب الأمير بشير الى احداها في نيحا الشوف».

اما العنوان العريض لهذه الرحلات، فهو عدم التعرض للطبيعة بأي شكل من الأشكال، سواء من خلال قطف الازهار او صيد الطيور، وحتى قتل الحشرات والحيوانات الزاحفة فهي طبيعية وتحافظ على التوازن البيئي وعلينا ان نتقبلها كما هي. وللقيام بهذه الرحلات يتوجب على من يمارسها التزود بلباس خاص يقيه التعب ولسعات الحشرات السامة والمزروعات الشائكة، منها الاحذية الرياضية والقبات الواسعة والثياب الفضفاضة التي لا تعيق المشي.

ولا تقتصر هذه الرياضة على الكبار فقط، اذ اعتُمِد فريق تنظيم الرحلات للاطفال وتلاميذ المدارس مع دليل يشرح لهم طبيعة ارض لبنان وأسماء الازهار والأعشاب على ألا يستغرق هذا النوع من الرحلات اكثر من ساعة او ساعتين من الوقت.