المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصحفي الإيراني أكبر غانجي يواجه الموت بعد 60 يوما من إضرابه عن الطعام



موالى
08-10-2005, 12:06 AM
الثورة تأكل أبناءها"

دبي- حيان نيوف

في غرفة محاطة بالحراس ومندوبي أجهزة الإستخبارات بالطابق الثاني عشر من مستشفى "ميلاد" الإيراني وسط طهران، يرقد الصحفي والمعارض الإيراني أكبر غانجي وقد اقترب من حافة الموت بعد دخوله اليوم الستين مضربا عن الطعام.

تدهور صحة غانجي وصولا إلى درجة فقدان الوعي أقلق منظمات حقوق الإنسان المحلية والعالمية، فأرسلت له منظمة "مراسلون بلا حدود" تناشده إنهاء إضرابه عن الطعام، وكذلك فعلت محاميته الناشطة والحاصلة على جائزة نوبل للسلام، شيرين عبادي.

مناشدات لإنهاء الإضراب

دوليا، ناشدت منظمة "مراسلون بلا حدود " الفرنسية المعنية بالدفاع عن الصحفيين الصحفي الإيراني المضرب عن الطعام أكبر غانجي أن يوقف إضرابه عن الطعام وذلك بعد أن قامت السلطات الإيرانية بتطويق منزل عائلته وهددت باعتقالهم بتهمة التجسس و إعطاء معلومات لوسائل إعلام أجنبية.

وقال أمين عام المنظمة روبير مينار، في رسالته إلى غانجي ، ووصلت "العربية.نت" نسخة منها، إنه "يدرك أن هذه الرسالة سوف تصل إلى غانجي رغم أن سريره في المستشفى تحت الرقابة"، وأردف يقول "نحتاجك ونحتاج روحك القتالية لمتابعة النضال .. لا نريد أن نخسر صوتا من أنبل الأصوات واقواها".


غانجي يواجه الموت

علمت "العربية.نت" من مصادر في المستشفى، الذي يرقد فيه غانجي، أن "حالته حرجة جدا وأن غانجي لم يتعاون مع الأطباء أبدا ولم ير أسرته منذ فترة طويلة".

هذه المعلومات أكدها لـ"العربية.نت" الصحفي حسن هاشميان ، الذي أشار إلى أن حالة غانجي الآن "قد تؤدي إلى وفاته ولذلك كل الأحرار طالبوه بإيقاف إضرابه عن الطعام".
وقال هاشميان، الصحفي في يومية "إيران"، " كنت في المستشفى ولكن غير مسموح لنا أبدا أن نصعد إلى الدور العليا في المستشفى المؤلف من 12 طابقا حيث توجد في الأعلى قوى الأمن والإستخبارات وكل من يحاول الدخول هناك يقبضون عليه".

ونقل هاشميان عن طبيب في المستشفى قوله إن غانجي " في حالة من الخمول وهو غير واع وضعيف حيث انخض وزنه كثيرا إلى قرابة 45 كيلوغراما بعد كان حوالي80 قبل إضرابه".


الثورة تأكل أبناءها

ويعتبر المعارض أكبر غانجي أحد أبرز المعارضين لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران بعد أن كان من مؤسسي هذا النظام وأحد مرافقي مؤسس "الثورة الإسلامية"، آية الله الخميني. ويرى مراقبون في طهران أن تبدل موقف غانجي وغيره من أبناء الثورة الإسلامية جاء بعد أن تبخرت أحلامهم وآمالهم بالأهدف التي جاءت لتحقيقها "الثورة"، وهذا ما أسماه الكاتب الإيراني بهمان نيرمند: "الثورة تأكل أبناءها".

وغانجي، المعتقل منذ أكثر من 5 سنوات، قام على أثر الإفراج عنه لفترة قصيرة في بداية يونيو/حزيران الماضي بمواصلة اضرابه عن الطعام الذي بدأه قبل ذلك.

كتابات غانجي

وانصب غضب السلطات الإيرانية على غانجي عقب اتهامه الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني بضلوعه في عمليات القتل التي استهدفت مجموعة من المثقفين والمعارضين عام 1999.

وبل اعتقاله الأخير، نشر غانجي مقالة شديدة اللهجة دعا فيها الايرانيين الى مقاطعة الانتخابات الرئاسية ، وهاجم بشدة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي ، كما ندد بـ"التعذيب النفسي والجسدي" الذي يستخدم في سجن "إيفين" المخصص لانتزاع اعترافات من السجناء.

واستمرت انتقادات غانجي للنظام الحاكم في إيران فلم تتمكن أسوار السجن من منع رسائله ومقالاته من الخروج للصحافة في الخارج؛ وف رسالة له صعّد غانجي لهجته ضد "مرشد الثورة" علي خامنئي ، وقال "خامنئي يتمتع بسلطات غير محدودة ويتحمل المسؤولية عن كل ما يحصل في ايران، ولكن لا يسمح بانتقاده وهذا احتقار لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان ويكفي 16 عاما من استبداد خاميني".

ومعلوم أن قضية غانجي تحولت إلى قضية دولية أثارتها الجمعيات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان كما تطرق إليها الرئيس الأمريكي جورج بوش، بينما ترفض السلطات الإيرانية إطلاق سراحه وتذهب في منحى آخر زاعمة أن " الوضع الصحي لغانجي طبيعي جدا، وأنه لم يقم قط بالاضراب عن الطعام وأن سبب تحويله الى المستشفى هو فسخ غضروفي يتطلب المعالجة الجراحية".