المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سقوط صفحة كتابات



العقيلي
07-06-2003, 10:44 AM
سقوط صفحة كتابات

استبشرنا خيراً عندما راينا صفحة كتابات تولد على صفحات الأنترنت. وكم كانت زيارة الصفحة ومتابعة ما يكتب فيها من نقاشات وحوارات موضوعية تتناقش في شؤون الوطن وشجونه ذات فائدة. ولكن بدأت تبرز أعراض تشوهات على هذا المولود الجديد "كتابات" أصبحت تزداد وضوحاً كلما مر زمن أطول على وجود هذه الصفحة في الفضاء الألكتروني. ورغم انني لا أدري على وجه الدقة من هي الجهة او الشخصيات التي تقف وراءها، الا انني استطيع أن أقول وبكل تأكيد بعد ملاحظة التدني والأنحدار الذي تسقط فيه الصفحة ان الذين يقفون وراءها ما هم ال هواة حرية وآراء بحيث لا يميزون بين الحرية بأجوائها الطبيعية التي تستطيع ان تنطلق بها لتنفتح على الأنسان العراقي الذي يعتبر من أكثر المحرومين من الحرية. او انهم ثلة لا تنتمي الى الواقع العراقي وانها مفصولة عنه بشكل كامل بحيث لا تعي ما تعرضه في صفحتها من آراء.

الأنحدار بدأ عندما نشرت كتابات كتابة لكاتبة مغمورة تتحدث بأسلوب ابعد ما يكون عن اللياقة والأدب ومستفز لمشاعر ما يزيد عن مليار مسلم يعتقد بوجود رب العالمين سبحانه وتعالى. وقلنا لعلها زلة زلتها كتابات وانها سمحت بنشر هذه الكتابة ربما عن حسن نية وربما تكون الكتابة قد افلتت وتم نشرها بسبب فهم المشرفين على الصفحة لموضوعة الحرية والتعبير عن الرأي.

ولم يمر شهر او نيف عن تلك الكتابة المسمومة الا وبنا نتفاجأ بنشر ما يسمى كتاب "قراءة نقدية للأسلام" في حلقات لكاتب مغمور آخر تفتخر الصفحة بنشره بتعليقها عنه انه كتاب ينشر لأول مرة على صفحة كتابات. والكتاب لا يزيد ان يكون قيئاً يجتر بعد ان اجتره آخرون غير صاحب الكتابة عشرات المرات. والمعلومات التي ينشرها صاحبها لا تدل على ان كاتبها يمتلك ثقافة او وعياً او حتى علماً فيما يكتب وكل ما هنالك انه يمارس عملية الأقتطاع واللصق وتكرار أفكار لم تستطع الصمود قبل مئات السنين في وجه دين يؤمن به مايزيد عن 98 بالمائة من العراقيين. الكتاب ملئ بالأخطاء اللغوية والمعرفية والتاريخية ويمتلئ كذلك باثارات مسمومة تستفز مشاعر المسلمين لأنه يتهجم على دين نؤمن نحن المسلمون انه دين الله الخالد، ويستعمل تعابير هي اقرب الى السوقية في تعبيره عن الشخصيات الأسلامية. ورغم انني اعطي اي انسان الحق في ان يعتقد بالذي يريده دون ان يسبب الأذى والضرر للآخرين، الا انني اقف متسائلاً امام هذه الصفحة كيف سمحت لنفسها ان تسمح بنشر أفكار تستفز مشاعر ما يزيد عن 98 بالمائة من الشعب العراقي بأسم الحرية، وهي برايي حرية كاذبة مخادعة تستعمل معنى أنسانياً سامياً وهبه الله للأنسان لكي تقضي على مقدسات الأنسان نفسه. وهي لا تختلف كثيراً عن المبدأ الذي تستعمله صفحات الدعارة والجنس والتعري الرخيص، ولا تختلف عن ما يمارسه الكثيرون بأسم الحرية هنا أو هناك. والأمثلة كثيرة لا مجال لذكرها. انني استطيع ان أبدأ كتابة مقالة تستهين بأب وجد وأم وأخت صاحب كتابات بنفس الطريقة الأستفزازية، واستطيع ان ابدأ كتابة مقالات تجعل نجار مأبوناً او مأجوراً اذا استعملت نفس المنهج في الحرية الذي تستعمله كتابات في عرض كتاباتها. ولكن للحرية حدودها التي تحددها انسانيتنا. وانسانيتنا تقول بلزوم احترام مقدسات الآخرين، وأهم هذه المقدسات هو ديننا العظيم الأسلام.

كان من الممكن أن اتقبل ان تنشر صفحة صهيونية او مسيحية او عنصرية نازية مثل هذه الصفحات من كتاب نجار وهي بكل تأكيد لا تحترم الأسلام والمسلمين، ولكن من المعيب حقاً ان تنشر صفحة تدعي انها عراقية وانها مهتمة بالحرية مثل هذه الكتابات. ولنتعلم من اجواء الحرية التي نعيشها في الغرب، ورغم انني متواجد في السويد منذ ما يقارب عقد من الزمن الا انني لم أر برنامجاً يتعرض لله او الأسلام في الأعلام السويدي، كما ان القانون السويدي الذي يعتبر من اكثر القوانين ليبرالية في العالم يجرم التعرض للدين والعرق أياً كان شكله.

أخيراً انني ادعو اصحاب صفحة كتابات والمشرفين عليها الى تناول موضوعة الحرية بشكل أكثر مهنية يحترم مقدساتنا الاسلامية وعقائدنا ويبتعد بنا عن ترهات تكتب بأسماء مغمورين لا نعرف من هم ومن اين جاءوا وماذا يهدفون. والصفحة المحترمة هي التي تحترم شعبها ومقدساته واستطيع ان أؤكد ان نشر مثل هذه الكتابات لا يخدم الوطن والمواطن في هذه المرحلة بأي شكل من الأشكال. اتمنى ان يدرك اصحاب كتابات الخطر الذي يحيق بصفحتهم وان يتداركوا التشوه الذي حصل في وليدهم قبل فوات الأوان. واتمنى الا يكون الوليد ابن حرام.

موالى
07-06-2003, 06:23 PM
الأخ العقيلى

اتفق معكم فى نقاط كثيرة ، ولكن ألا ترون فى أن من واجب القراء الرد على الشبهات التى طرحها الكاتب المذكور فى مقالاته ، بدلا من الطلب من ادارة كتابات منعه ، فلربما ادت الردود الواعيه إلى تغيير نظرته تجاه الأمور ؟؟

العقيلي
07-06-2003, 11:34 PM
عزيزي الكويتي
كيف ترد على انسان يتعامل مع النص المقدس باسلوب بعيد جداً عن اية موضوعية.
اسلوبه جدلي اكثر من ان يكون طلباً للحقيقة هذا اولاً
ثانياً النقاط التي طرحها طرحها عشرات من المستشرقين واتصور ان القرآن والدين نفسه ردها بثباته وبمعجزته.
المسألة الرئيسية التي ناقشتها هي مبدأ احترام الدين والتشريع الأسلامي الذي يراد له كما يبدو ان يتحول الى ان يتحول الى موضوع يداخل فيه شحيط ومعيط.
من الممكن ان نتقبل مناقشة تطبيقات عملية مارسها مسلمون مستندين على فهمهم لموضوعة معينة، ولكن لا استطيع ان اتقبل ان نبدأ تقبل ما اذا كان محمد نبياً ام لا او ما اذا كان القرآن منزلاً من الله او مجرد كتابات اختطتها بعض الأيدي. انها مسألة خطيرة ينبغي التنبه اليها في اوضاع تلزمنا الأحتكام الى مقدساتنا. ايمكن لأي شاء ان يرتد او ينحرف ولكن ليس من حقه ان يسفه ديني.