المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضريح الإمام علي يجتذب أعدادا متزايدة من الزوار



مجاهدون
07-03-2003, 01:24 AM
الوطن الكويتية
النجف ـ رويترز:

أخذت السيدة العجوز تنتحب وهي ملتصقة بالضريح في مسجد الإمام وتصيح «مدد يا علي».
وبعد قليل طلب منها احد خدم المسجد ان تتحرك لتعطي الفرصة لمئات الزوار للطواف حول الضريح في زيارة حرم منها كثير من الشيعة خارج العراق أثناء حكم صدام حسين.

تحركت السيدة لكن دون أن ترفع يدها عن الضريح طلبا للبركة. لم تكن هذه السيدة وحدها التي تطلب الدعم والمساندة من الإمام علي في المسجد المزدحم بالزوار.
يعتقد الشيعة بجواز التوسل بآل بيت النبي محمد ليجيب الله دعاءهم. وفي سبيل ذلك فانهم يتقربون لآل البيت بكل الوسائل ومنها القاء النذور من النقود حول الضريح.

ومنذ الاطاحة بصدام بدأ زوار الضريح يتزايدون بمعدل سريع سواء من داخل العراق حيث الشيعة هم الأغلبية أو من خارجه.
يقول علي الرفاعي نائب المسؤول عن الضريح الذي يسمى منصبه بالكليدار ان عدد الزوار يصل الآن إلى نحو 30 ألفا يوميا ويرتفع الرقم في يومي الزيارة وهما الجمعة والأحد من كل أسبوع الى 100 ألف. ويضيف ان عدد الزوار لم يكن يصل إلى خمسة آلاف يوميا أثناء حكم صدام.

وتابع الرفاعي ان بعض الكويتيين يرون التوسع في بناء الفنادق بالمدينة لتكفي الزوار القادمين من الكويت. ونقل عن أحدهم قوله «ستفاجأون باعداد الزوار الذين سيصلون».
فمنذ غزو القوات العراقية للكويت عام1990 توقف الشيعة الكويتيون عن زيارة ضريح الإمام علي ضمن (العتبات المقدسة) وهي المساجد التي تضم أضرحة يعتقد انها تضم رفات بعض آل البيت مثل ضريح الحسين وضريح العباس في كربلاء القريبة.

لكن مسجد الإمام علي يتميز عن باقي العتبات المقدسة. وقد بدأ التشيع لعلي إثر نشوء صراع على تولي أمر المسلمين في القرن السابع الميلادي.
ويمكن رؤية قبة المسجد المغطاة بصفائح الذهب وهي تلمع تحت أشعة الشمس من مسافة بعيدة في النجف المدينة المقدسة لدى الشيعة.
وقال الرفاعي ان طائفة البهرة وهم من الشيعة الهنود صنعوا النصف الأعلى من الضريح من الذهب الخالص كما صنعوا خمسة أبواب للمسجد من الذهب أيضا.
وتبرع التاجر رشاد ميرزا وهو من سكان النجف بتغطية القبة والمنارات بصفائح الذهب.

ويلقي الزوار بالعملات حول الضريح. ويصل ارتفاع النقود من مختلف العملات الى الخصر. وقال أحد الشيعة انه شاهد زوارا من البهرة وهم يلقون بالمجوهرات بدلا من النقود.
وتتفاوت النذور من العملات الورقية الى المجوهرات التي لا تقدر بثمن من الزمرد والألماس والتي يقدمها الملوك والشخصيات الكبيرة مثل التاج المعلق على الضريح وقدمه الملك نادر شاه ملك إيران في القرن الثامن عشر.
ويضم الضريح مزهرة مرصعة باللؤلؤ والألماس والزمرد يقول الرفاعي ان بداخلها مصحفا مكتوبا بخط الإمام علي.

ويقول الرفاعي ان سدنة الضريح يحصلون على خمسي النذور في حين يخصص الخمسان لتطوير المسجد ويذهب الخمس الأخير لفقراء النجف.
وقال أحد الزوار انه قبل سقوط صدام لم يكن عدد يذكر يلقي بالنذور النقدية لأن الحكومة كانت تجمعها.
وتغطي جدران وسقف الأروقة الأربعة داخل المسجد قصع من المرايا التي تتلألأ تحت الأضواء لتحيل المكان الى قطعة من الضياء.
وتشهد النجف وهي مدينة صغيرة على مشارف الصحراء نشاطا كبيرا في قطاع التشييد حيث يقام نحو 20 فندقا جديدا حاليا.

وتتردد روايات عن بناء الضريح لكن أكثرها شيوعا تفيد ان موقع قبر الإمام علي لم يكن معلنا خشية قيام الأمويين بتدنيسه. ووفقا لهذه الرواية فان الخليفة العباسي هارون الرشيد وصل المنطقة حوالي عام 180 هجرية للصيد.
وعندما شاهد غزالا فوق موقع مرتفع أرسل كلابه لصيدها إلا ان الكلاب رفضت الذهاب وكذلك فعل حصانه. فاستبد بالرشيد الخوف وسأل عن السبب. وعندما أبلغه أحد السكان بأنه قبر الإمام علي قرر بناء ضريح من الطين فوقه.

ومنذ ذلك الحين ازداد عدد السكان حول الضريح. وأصبحت النجف المركز العلمي للشيعة في العالم. ومنذ نحو ألف عام نشأ فيها ما يسمى بالحوزة العلمية وهو تجمع لمدارس دينية يتلقى فيها الطلاب العلوم الدينية فضلا عن العلوم المدنية الحديثة مثل الكيمياء والفيزياء.