المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في شان مرجعية سماحة السيد أمر



ابوقاسم
07-02-2003, 10:30 PM
بسمه تعالى

في شان مرجعية سماحة السيد أمر

أولا: لعله من المفيد ترديد فحوى قول سماحته في هذا الموضوع وهو انه لم يكن يرغب في إعلان تصديه للمرجعية الشرعية لولا إلحاح أصحاب الفضل والسماحة في هذا الشان وإلحاح القطاعات الشعبية الواسعة على سماحته أن يصدر فتاواه في أمور العقيدة والشرعية واحكام التكاليف الشرعية ، فمن اجل تسهيل أمور الناس ، والتراما بالتكليف الشرعي ، كان لا بد من إعلان آراء سماحته في الأمور الشرعية كافة .

ثانيا : إن سماحته لم يفاخر يوما في أمر من هذا النوع ، بل رأيناه بصدق يزداد تواضعا ولين عريكة ، والأهم من ذلك ، تقربا إلى الناس ، مصداقا لقول الله النبي الرحمة : ] واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه [ ( الكهف ، 28 ) .
ولم يشغله أمر المرجعية عن متابعة قضايا الناس وشؤونهم وحل مشاكلهم وارشادهم إلى كل مفيد وسديد . والمؤلف يعلم هذا الأمر تماما ، وما على يريد التأكد من ذلك إلا متابعة سماحته وتحركاته .

ثالثا : إن قرب سماحة السيد من قضايا الدين و الدنيا وشؤونهما ، جعله قادرا على تلمس العديد من الحلول للمشكلات الفقهية والتعقيدات الاجتماعية وحتى السياسية والاقتصادية ، ولا نطن أن في ذلك ما يدان به سماحته أو يؤخذ عليه .

رابعا : إن ما اسهم في نشر فكر سماحة السيد وفتاواه ، هو تصديه لشؤون وقضايا نأى عن الخوض فيها العديد من المراجع ، اوهم أحجموا عن الإعلان عن آرائهم بها لسبب أو لاخر ، لكن جرأة سماحته في إعلان رأيه صراحة في ما توصل إليه في اجتهاداته ، جعل الناس تقبل على تقليده ،لأنها رأت فيه الفقيه الذي يعايش قضاياها ويعاصرها ، وهو إلى ذلك منخرط في لجة مسارها وهمومها ولا يقاربها عبر مناظير ، ومن بعيد .

خامسا : كل من له خبرة وتمرس في شؤون الفتوى والاجتهاد ، يعلم مدى مشقة العمل على إنتاج الاجتهادات الجديدة ، وكم هو شاق هذا الطريق العلمي الحيوي والفعال ، وبالتالي ، فان سماحته حين يتصدى لمثل هذا الأمر ، فانه يزيد إلى مشاغله ومتاعبه شغلا آخر وهما جديدا ، وهذا الأمر كما نعلم ويعلم المؤلف ليس امتيازا شخصيا ، وانما زيادة في تحمل المسؤولية وأعبائها ، وزيادة في حمل العالم الذي سيحاسب عليه أمام الله يوم القيامة .

سادسا : لعل الهجمة على سماحة السيد تتعلق في جانب منها في انه تصدى – وهو في قلب الحركة الإنسانية الإسلامية والعالمية – لشؤون المرجعية ، في وقت قضى التقليد أن يكون المرجع الفقيه في منأى عن الجمهور وبعيداعن حياتهم اليومية، وعلى مسافة من مشاكلهم ومعاناتهم المعيوشة ، إضافة إلى بعده بالإجمال عن قضاياهم الكبرى ، وهذا ما لا ينطبق على سماحته كما لم يكن ينطبق على سماحة السيد الإمام الخميني (قده) من قبل . وما أشبه الهجمة على سماحة السيد بالهجمة على سماحة الإمام الذي كفر وزندق واستبعد لانه أراد يطلق الإسلام للحياة ، بدل أن يكون لشريحة >>مقلقلة << لا ترى في الإسلام سوى الجدل والسجال وراء الأحاجي المقفلة .

سابعا : إن سماحة السيد منسجم مع نفسه ومع قناعاته في مسألة المرجعية ، فهو صاحب وجهة نظر في شأنها ، ورأيه موجود في جملة كتابات سبق أن نشر العديد منها حول ما أسماه >> المرجعية المؤسسة << ، وهي في جوهرها تطوير في شكل والمضمون لرأى السيد الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر حول >> المرجعية الرشيدة << ، وجوهر هذا الطرح يقضي بأن المرجعية لا بد من أن يتطور دورها ووظيفتها التقليديان على ضوء اتساع دائرة اهتماماتها والمدى الذي يناط بها التصدي له تفرغ العناوين الكبيرة لمهامها على العنوان الأصل وبالتالي عدم قدرتها في شكلها الحالي على القيام بدورها كما ينبغي إن لم تتحول إلى المؤسسة تأخذ بعين الاعتبار اتساع جمهور التابعين والمقلدين كما ونوعا ، بما يجعلها قادرة على متابعة شؤونهم وقضاياهم من موقع المسؤولية والحرص عليهم بما يكفل لهم وضعا افضل تواصلا أعمق ومشاركة أكبر ففي تداول شؤون الأمة مع مختلف قطاعاتها الواسعة والموزعة جغرافيا تقريبا على أربع رياح المعمورة .

من كتاب: مأساة كتاب المأساة . السيد نجيب نور الدين. ص 194 –1961
:::::::::::::::::::
أبو قاسم المنامي
سيد الوعي أبوا لنهى ** فضل الإله الصابر الهضيم

سمير
07-03-2003, 12:27 AM
الله يحفظ السيد محمد فضل الله ويطول فى عمره ويرد عنه كيد اعدائه