المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رواية جديدة لسلمان رشدي بطلها اليهودي يُقتل على يد سائقه المسلم



لمياء
07-22-2005, 04:08 PM
لا زالت فتوى الخميني تلاحقه

http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2005/07/22/1405451.jpg

سلمان رشدي و صورة غلاف الرواية الجديدة

دبي- حيان نيوف

ينشر سلمان رشدي، الروائي البريطاني الهندي الأصل، روايته الجديدة "شاليمار المهرج" بداية الشهر المقبل وذلك بعد أن دشنها منذ أيام في مهرجان "بلدة باراتي" على الساحل البرازيلي بحضور 36 مؤلفا من 11 دولة و25 دار نشر.

في الرواية، قدم سلمان رشدي شخصية سياسي يهودي يتعرض للقتل على يد سائقه المسلم، وسوف يعتقد قارئ النص للوهلة الأولى أن سبب الجريمة سياسي إلا أن الحقيقة تنجلي عندما تظهر شخصية امرأة أخرى في الرواية تحكي الرواية من جديد على لسانها كما لو كانت المؤلفة وتكشف أن الجريمة كانت لأسباب شخصية، وليست سياسية.

رواية رشدي الجديدة "شاليمار المهرج" أو(Shalimar the Clown) ستصدر عن دار نشر Random House في 416، لتكون روايته التاسعة حتى الآن. ولكن لماذا جاءت هذه الرواية الآن ومن هم شخصياتها والأحداث التي تدور حولها؟ . يقدم رشدي نصا أدبيا جديدا في عالم الرواية عندما تصبح قصة أي مكان قصة لكل مكان.


حكاية عالمية في رواية

يقدم سلمان رشدي حكاية حب وثأر مع مزيج من القصص القديمة- الحديثة المندمجة في رونق سردي روائي واحد. تعود الحكاية للعام 1991 عندما يتعرض السفير السابق مكسيمليان أوفولس، وهو أحد صانعي العالم الحديث، للاغتيال في وضح النهار، طعنا بالسكين على يد سائقه المسلم من كشمير والذي يسمي نفسه "شاليمار المهرج"- وبالطبع هذا عنوان الرواية. الجريمة حصلت على عتبة منزل ابنته في الهند.

تبدو شخصية مكسيمليان أوفولس أو"ماكس"، كما يصورها رشدي، ذات بعد فكري وحضور مميز، كان سفيرا سابقا للولايات المتحدة لدى الهند وبعد ذلك تحول إلى شخصية أمريكية بارزة في مكافحة الإرهاب. وأما الجريمة، تبدو في البداية كما لو كانت "سياسية" ولكن تتبين في النهاية أبعادها الشخصية.

هذه الرواية هي عبارة عن قصة مكسيمليان أوفولس (ماكس) وابنته وقاتله وشخصية رابعة لامرأة على ارتباط بهم جميعا، والتي تقدم في النهاية قصتها التي تشرح تلك الشخصيات آنفة الذكر.

يتحرك سرد الرواية، الملحمي الطويل، من كاليفورنيا إلى كشمير، ومن أوروبا المحتلة من قبل النازيين إلى عالم الإرهاب الحديث.

بين عالمين ..

ينسج سلمان رشدي التناقضات بين عالمين: عالم الحرب العالمية الثانية والعالم الحديث الذي يواجه الإرهاب. وفي أجواء التناقضات هذه، يقدم شخصياته؛ فمن ناحية يقدم سردا يصور قدرة الإنسان على الإبداع، ومن جهة أخرى يصور قباحة شخصيات أخرى في زمن الإرهاب. الأسماء تتغير ولا يوجد شئ أبدي، قصة أي مكان تصبح قصة كل مكان.

الضحية يهودي والقاتل مسلم

حياة ماكس، المولود في ستراسبورغ الفرنسية لعائلة يهودية، تتقاطع مع "شاليمار المهرج" ابن منطقة جميلة في كشمير(ولكنها تحت وطأة صراع بين الهندوس والمسلمين)، ويحدث هذا التقاطع تحت وطأة تساؤلات كبيرة لماذا قرر أحدهما النيل من حياة الآخر، ويبقى السؤال أيضا: لماذا اختار رشدي أن تكون الضحية في روايته "يهودية" بينما القاتل "مسلم"؟ هذا السؤال يبقى برسم تفسيرات النقاد التي بالتأكيد ستأتي منهمرة على الرواية بعد نشرها الشهر المقبل.


رشدي والفتوى

وأما مؤلف الرواية سلمان شردي، فمنذ أن رفعت عنه فتوى الخميني بإهدار دمه في العام 1998 بدأت حياته تعود إلى مسارها الطبيعي؛ يسافر بين العواصم العالمية، ويلقي المحاضرات، ويعيش حياة عاطفية هادئة ويمارس نشاطه كرئيس لاتحاد الكتاب الأمريكي. ويشعر الآن أنه يمارس كل الأشياء التي كان يقوم بها قبل الفتوى التي صدرت عام 1989 بعد كتابه "آيات شيطانية".

وتجدر الإشارة إلى أن الأنباء تناقضت حول إسقاط الفتوى عن رشدي، حيث ذكرت صحيفة "جمهوري إسلامي" الإيرانية المحافظة بداية هذا العام أن الفتوى التي أصدرها مؤسس الجمهورية الإمام الخميني بهدر دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي ما زالت قائمة. وأضافت الصحيفة "أن الفتوى لا تسقط بمرور الزمن".

واعتبرت الصحيفة أن الفتوى تجددت أيضا في 19 يناير/كانون الثاني الماضي عندما وصف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الكاتب البريطاني سلمان رشدي بأنه "مرتد مهدور الدم"، وذلك في رسالة نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية. رغم ذلك استمر سلمان رشدي في نشاطه منطلقا من أن الفتوى أسقطت عام 1998 ولم تتجدد.

وكانت أول فكرة روائية كونها سلمان رشدي عن كشمير عام 1987 عندما زارها لتصوير فليم وثائقي في الذكرى الخمسين لاستقلال الهند عن بريطانيا، وفي عام 1999 بدأ بكتابة روايته "شاليمار المهرج".

يذكر أن رشدي، وفي أحدث تصريحات له، شدد على أن أحداث سبتمبر/أيلول في أمريكا غيرت رؤية الروائيين للعالم وتركت أثرا بالغا عليهم، وقال "هذه الأحداث أظهرت لي أن قصص العالم تشابكت ببعضها، وفي عالم منكمش تزداد هجراته الجماعية نعيش جميعا في عالم لن تنفصل القصص فيه عن بعضها بعد الآن".