المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التشيّع العلوي تشيّع الاجتهاد أما التشيّع الصفوي تشيّع الجمود والركود



سيد مرحوم
06-29-2003, 11:45 AM
كلمة أطلقها الشهيد الدكتور علي شريعتي ؛

الحلقة الرابعة*
بحث الاجتهاد من أكثر المواضيع المثيرة للجدل والنقاش في كل المنتديات سواء أكانت الكتابية أو ام الصوتية وهو من المواضيع المهمة جدا لأنه يتوقف عليه موضوع آخر وهو موضوع التقليد؛ لذلك سوف نبدأ بموضوع الأجتهاد ثم ننتقل الى موضوع التقليد في حلقة أخرى إن شاء الله ؛ فالاجتهاد- كما جاء في لسان العرب لأبن منظور- هو:بذل الوسع والمجهود في طلب الامر وهو المبالغة في إستفراغ مافي الوسع والطاقة في القول أو الفعل للحصول على الغاية أو الوصول اليها؛ وقد ذكر سماحة المرجع الاسلامي السيد محمد حسين فضل الله في فقه الشريعة ج1 م 9 معنى الاجتهاد : هو بذل الجهد في إستخراج الأحكام الشرعية من مصادرها المعتبرة ؛ وذلك بعد حيازة العالم وإلمامه بالمقدار اللازم من العلوم التي لها علاقة بالشريعة والتي تعطيه المقدرة على ذلك؛ فلا يختلف المعنى الاصطلاحي عن المعنى اللغوي الا في التقديم والتأخير للفظ ومايهمنا في هذا البحث التميز بين مدرستين أو بين خطين إرتكز عليهما فهم مجموعة من الناس لمباديء الشريعة وبالتالي العمل على أساس ذلك الفهم

الاجتهاد يعتبر واحدا من أعظم وأهم المباديء التي يرتكز عليه المذهب الشيعي وهو من المباديء التي تميزه عن غيره من بقية المذاهب ولحاجة الامة الماسة الى من يختص بعلوم الشريعة فيعتبر المجتهد ملاذا آمنا للمكلف الذي يريد مرضاة الله ونظرا للتطور الحاصل في الحياة المادية والتكنلوجية وتشعب متطلبات الحياة والحاجة دائمة الى حل لتلك المشاكل والمسائل المتشعبة؛ ومن أجل ألايبقى الاسلام اسيرا لمعطيات ثابتة قديمة قد لاتستوعب جميع متطلبات الحياة العصرية ؛ فلابد أن يخرج المجتهد( بأحكام وفتاوى تتلاءم مع الواقع الراهن وقادرة على تلبية وإشباع الطلبات المتنوعة للتزود بأحكام الشريعة في مختلف الوقائع وفي كافة المجالات القضائية والأقتصادية والسياسية وغيرها فالأجتهاد الحر يسهم كثيرا في عدم تقوقع الدين نفسه وإنكماشه في زاوية ضيقة وينّمي الذهنية المتفتحة بين المسلمين لاثراء ملكة الاستنباط والاستدلال والبحث العلمي وتهذيب الروح وشحذ همة الانسان للأنطلاق في عالم التكامل والسموّ الفردي والاجتماعي مواكبة لحركة التطور البشري عبر التأريخ) التشيع العلوي والتشيع الصفوي ص 278 الشهيد الدكتور علي شريعتي

فالمجتهد عند التشيّع العلوي هو عبارة عن مشروع نهضوي حضاري يمتلك عقلية متفتحة لمواكبة تطورات العصروالمسائل المستجدة التي لم يبحثها ممن سبقه من العلماء ففي كل زمن فروع جديدة وابتلاءات جديدة يلجأ اليه الناس لحلها تحقيقا للرواية الواردة عن الأمام الحجة صلوات الله وسلامه عليه وعجل الله تعالى فرجه الشريف ( وأما الحوادث الواقعة فأرجعوا بها الى رواة حديثنا) فهنالك حوادث قديمة سأل الناس عنها علماء عصرهم ولكن هنالك حوادث واقعة سياسية او اجتماعية او قضائية حديثة ممكن أن يلجأ المكلف الى فقيه ومجتهد العصر الحالي؛ بإعتباره نائبا للأمام الحجة عج فهو يحمل أمانة الامام الحجة عج والامام يحمل أمانة الرسول في إقامة الحجة على الارض لكن أي مجتهد وأي إجتهاد في (التشيع الصفوي ليس أكثر من إدعاء ضخم ولقب عظيم فارغ من المحتوى وهو مجرد منصب رسميّ ديني للمجتهد أشبه مايكون بالبطريك أو الاسقف أو الكاردينال وكلما إرتدى المجتهد الصفوي لباسا أقدم وكان هندامه أقدم وسلوكه أقدم ونمط حياته أقدم ومزاجه وذوقه ولغته وأخلاقه ومعلوماته كان شأنه وقدسيته أرفع وأسمى وأعظم عند مريديه خاصة إذا كثر جهلا لأصول الحياة الجديدة والاكتشافات الحديثة وتطورات الزمن الذي يعيش فيه !! لايطالع الصحف ولايصغي للمذياع ولايجيد لغة أجنبية ولايعلم أي شيء من شؤون عصره فيصبح في نظر مريديه ماأروعه؟ أنظروا نور عليّ يطفح على وجهه وعينيه إنه ملاك من نور! ليس من أهل الدنيا إنه يتعلق بعالم آخر عالم القدس والمعنوية والانجذاب فلا يتدخل بشؤون السياسة وفوض هذا الحقل الى" الســـــلطان" فالمرحلة هي مرحلة الغيبة الكبرى الارجح عنده ان يوطد جسور الصلة والارتباط بين العبد وربّه وليذهب العالم الى الجحيم! إسأله حول أي مسألة بشأن الحيض والنفاس ,آداب الخلاء وأحكام العبيد وحقوق الاسياد ستجد الجواب حاضرا على البديهة أما المواضيع ذات الصلة بالسياسة والتي يمكن أن تثير سخط السلطان فما شأنه بها ولاعلاقة له مطلقا بمثل هذه الامور) نفس المصدر السابق
هؤلاء هم الذين جعلوا فراعنة العصر يتمادون في غيهم وبطشهم ويتظاهرون بالقداسة والاحتياط وهذا ماعبر عنه إمام الامة الراحل السيد الخميني ( رض) ( إن بعض الرجعيين المتظاهرين بالقدسية يعتبرون كل شيء حراما وليس بوسع أحد أن يقف بوجههم ؛ إن الحرارة التي تجرعها أبوكم الشيخ من هؤلاء المتحجرين لم يتجرعها مطلقا من كل الضغوط والصعوبات الاخرى ) هذه الدقة في الوصف والتشخيص- من قبل الامام الخميني رض- قد كشفت رموزهذا الفكر للأمة هذا التيار الذي لايقبل بالنقاش العلمي بل يفضل لغة التسقيط والتشهير ناسين أو متناسين إن إجتهادات المجتهد لاتمثل الاسلام مائة بالمائة وإلا لأغلق باب الاجتهاد وإعتبر المراجع القدماء أئمة معصومين لايجوز الخروج على أقوالهم وأفعالهم؛ هذه هي الحقيقة التي تكشف المسافة الشاسعة بين المنهجين لكنها تحتاج الى وضع النقاط على الحروف لكشف مصاديق هذين الخطين أكثر لكي يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود ويتهاوى بنيانهم الاجوف
------------------------------------------------------
الحلقة (5) انشاء الله حول ((((التقليد في التشيّع الصفوي هو الطاعة العمياء والتبعية المطلقة اما في التشيّع العلوي فهو علاقة طبيعية بين المتخصص وغير المتخصص )))) ؛كلمة أطلقها الشهيد الدكتور علي شريعتي؛
------------------------------------------------------
* هذا الموضوع للاستاذ أبو منــتــظر المــوســوي- سويسرا وهو عبارة عن تعليقات حول بعض افكار الدكتور الشهيد علي شريعتي الاصلاحية حول التشيع العظيم00 وانزله على شكل حلقات في موقع كتابات الشهير0