المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بورصة نجوم الفن في مصر



زوربا
07-06-2005, 09:42 AM
حالة من الجنون أصابت بورصة أجور نجوم الفن,, فالأسهم في حالة صعود متواصل لا رجعة فيها، بغض النظر عن القيمة الفنية المقدمة أو حتى بحسابات المكسب والخسارة لهذه الأعمال، ومع هذا الجنون تجاوزت الأجور حد المعقول وتلتهم الجزء الأعظم من ميزانيات الإنتاج على حساب المستوى الفني، ليصبح احتراف الفن في حقيقته هو الوقوف في طابور طويل في انتظار أن تطولك طاقة القدر لتفتح لك أبواب الثروة والجاه.

صدق أو لا تصدق، فضخامة الرقم تضعه تحت هذا العنوان، فلم يكن متوقعا هذه القفزة في الأجور بالنسبة لكل من «محمد سعد» و«محمد هنيدي» ليحصلا على «6» ملايين جنيه لكل منهما مقابل قيام الأول ببطولة فيلم «بوحة» والثاني «يانا يا أنت يا خالتي» ليعتليا وما عرش الأجور في السينما المصرية!!

بالرغم من رحلة «محمد سعد» القصيرة مع النجومية إلا أنه تجاوز حدود النجومية والتاريخ الفني في قفزات متوالية، عندما قدم أولى بطولاته في فيلم «اللمبي» حصل على 100 ألف جنيه فقط وكانت المفاجأة أنه حقق إيرادت 31 مليون جنيه ما دفع منتج الفيلم الى ترضيته بسيارة هدية ولكن «سعد» لم يقتنع وقام برفع أجره إلى مليون جنيه في فيلمه التالي «اللي بالي بالك» وبالرغم من أنه لم يحقق إيرادات الفيلم الأول حيث حقق 18,5 مليون جنيه فقط إلا أنه في فيلمه «عوكل» رفع أجره إلى 3 ملايين جنيه وأخيرا وبالرغم من تراجع الإيرادات فقد رفع أجره إلى 6 ملايين جنيه في فيلمه المقبل «بوحه» بالرغم من أن إجمالي ميزانية الفيلم مجتمعة لم تتجاوز 10 ملايين جنيه.

أما «هنيدي» فهو الوحيد الذي ارتفعت أسهمه ثم تراجعت ثم عاودت الارتفاع مرة أخرى حيث كان يتقاضى 2 مليون جنيه عن دوره في فيلم «عسكر في المعسكر» ولكن الفيلم خيب التوقعات ولم يتخط العشرة ملايين في دور العرض ما دفع هنيدي للتنازل عن 800 ألف جنيه من أجره لم يحصل عليها بعد تعويض الخسائر من قبل المنتج وقام بتخفيض أجره في فيلمه السابق «فول الصين العظيم» إلى مليون جنيه فقط مراهنا عليه أن يعيده إلى حلقة السباق وتحقق له ما أراد فعاد يشترط الحصول على 6 ملايين جنيه لنفسه نظير بطولة فيلمه الجديد «يا أنا يا أنت يا خالتي» الذي وصلت ميزانيته إلى 12 مليون جنيه.

وفيه يقدم هنيدي 3 شخصيات منها شخصية امرأة، وهي ليست المرة الأولى التي يقدم فيها هذه الشخصية وإن كانت أنجح المرات التي قدم فيها شخصية امرأة المشهد الذي قدمه في فيلم «صاحب صاحبه» وهويفضح في فيلمه الجديد أساليب الدجالين الذين يزعمون قدرتهم على فك السحر والأعمال ويحاول هنيدي في هذا الفيلم العودة إلى صدارة الشباك التي فقدها في الأعوام الثلاثة الأخيرة.

وفي المركز الثالث يأتي بطل الأكشن «أحمد السقا» بأجر مليون ونصف المليون جنيه وذلك في فيلمه الجديد «حرب إيطاليا» والملاحظ هنا انخفاض أجر السقا بالنسبة لميزانية الفيلم التي وصلت إلى 12 مليون جنيه ويعود ذلك إلى اقتناع «السقا» بتقديم تكنيك سينمائي عال في الخدع والمعارك والتصوير خارج مصر على حساب أجره وهو يراهن على ذلك وتبدو إيرادات أفلامه متوائمه مع أجره خصوصا أنه لم يتقاض سوى مليون جنيه فقط في فيلمه السابق «تيتو».

التاريخ الفني والخبرة ومستوى النجومية جمل لا محل لها من الإعراب في المنطقة الرمادية الدافئة ويتجلى ذلك في تساوي أجور عادل إمام مع كريم عبد العزيز وأحمد حلمي بالرغم من الفوارق السابقة حيث رفع كل منهم أجره من 800 ألف جنيه إلى مليون و250 ألف جنيه في أفلامهم الأخيرة.

ويبدو الزعيم غير مقتنع بهذا الرقم فأعلن أنه بصدد رفع أجره إلى 5 ملايين جنيه وذلك في فيلمه المقبل «السفارة في العمارة» والذي تصل تكاليف إنتاجه إلى 14 مليون جنيه وهو أكبر رقم وصل إليه إنتاج في تاريخ السينما المصرية حتى الآن.

ويليهم هاني رمزي بأجر يتراوح ما بين 500-700 ألف جنيه,, أما أجر نجمتي السينما «منى زكي» و«حنان ترك» فيتراوح ما بين 400-600 ألف جنيه وقد اقتربت «منة شلبي» من نقطة النجومية باقترابها من أجور منى وحنان، بينما تتقاضى ميّ عز الدين 100 ألف جنيه وهو نفس أجر الفنان الشاب «أحمد رزق» الذي يراهن على أول بطولة مطلقة له في بداية الموسم الصيفي المقبل في فيلم «حمادة يلعب» آملا أن يحقق الإيرادات المرجوة ليرفع بها أجره.

في هذا السياق، تبقى ملاحظة خاصة بأن هذه الأجور غير معلنة وتم الكشف عنها من قوائم الضرائب المتأخرة على الفنانين حيث دائماً ما تتعامل شركات الإنتاج بنسختي تعاقد، الأولى وهمية بأرقام زهيدة لتقديمها للضرائب، والثانية، حقيقية تتضمن المبالغ الأصلية ويلتزم الطرفان المنتج والفنان لأن تسريب أي معلومة فيها سيكبدهما مبالغ طائلة نظير الضرائب ونجد على رأس القائمة أيضا محمد سعد حيث استحقت عليه ضرائب قيمتها 4 ملايين جنيه ومحمد هنيدي نصف مليون جنيه وكل من أحمد السقا وهاني سلامة 250 ألف جنيه وأحمد رزق 200 ألف جنيه ومنة شلبي 150 ألف جنيه.

باعتبار أن التلفزيون هو ملجأ رديف السينما، إلا أنه استعاد وهجه من التسويق الفضائي للمسلسلات لتتحول الأنظار إليه ليستعيد النجوم بعضا من بريق فقدوه على الشاشة الفضية آملين أن يعود التلفزيون بمزيد من المردود الجماهيري والمادي الغائب,,, فرض الصراع الشخصي بين إلهام شاهين ونادية الجندي نفسه على التقييم المادي لكليهما فبعد غياب 20 سنة عن الشاشة الصغيرة حصلت نادية الجندي على 2 مليون جنيه نظير بطولة مسلسل «مشوار امرأة» الذي عرض في رمضان الماضي وهو الأمر الذي استفز إلهام شاهين لتقرر رفع أجرها إلى 3 ملايين جنيه نظير القيام ببطولة مسلسلاتها المقبلة.

ويأتى ذلك التصعيد من كلتا النجمتين في الوقت الذي لا تأتي فيه مسلسلاتهما على مستوى من التميز والمتابعة يعادل أجورهما.

أما يسرا التي تعتبر ايقونة شركة العدل جروب فإنها اكتفت بمليون ونصف المليون عن قيامها ببطولة المسلسل خصوصا أن كل شروطها في السيناريو والقصة محل احترام وتنفيذ وهو ما يشبعها في تقديم نفسها في دراما مصنوعة لها خصيصا من أول مشهد إلى آخر مشهد.
التميمة الرمضانية «يحيى الفخراني» أضحى فرض عين في الدراما التلفزيونية لما يتمتع به من تميز وجماهيرية لافتة للنظر من التهافت الإعلاني على مسلسلاته إلا أنه اكتفى هو الآخر بمليون ونصف المليون عن بطولة مسلسل «عباس الأبيض في اليوم الأسود».
بينما تأتي كل من نبيلة عبيد وليلى علوي، ونور الشريف بأجر يزيد على مليون و250 ألف جنيه.

حالة الانفلات التي أصابت أجور نجوم الدراما التلفزيونية حاول المسؤولون تقنينها مع نقابة الممثلين من خلال لائحة للأجور صنفت النجوم إلى عدة فئات وحددت الأجر بالساعة الدرامية بحيث لا تزيد على 25 ألف جنيه ومن هنا فإن أجر أي فنان لن يزيد على 550 ألف جنيه في المسلسل والذي لا تزيد ساعاته الدرامية عن 22 ساعة ولكن هذا التقنين اصطدم بسطوة النجوم الذين ثاروا على هذه اللائحة ورفضوها وطلبوا ترك المسألة للعرض والطلب، بل هاجموا النقابة في التدخل لتحديد الأجور، ما حدا بنقيب الممثلين يوسف شعبان ليدافع عن اللائحة التي لم تصمد أو تنفذ قائلاً: إن السبب فيها ليس محاربة النجوم في أجورهم بل إنقاذ الدراما التلفزيونية من الانهيار والتي تعيش عليها أعداد كبيرة من الأفراد وأن هناك فنانين كبارا يعانون أشد المعاناة ويتعرضون لظلم كبير في أجورهم.

لم يكن مستغربا أن تتصدر قائمة الأغنى بين الفنانين ثلاثة مطربين هم فيروز وعمرو دياب ونانسي عجرم، فعمرو دياب فعليا,, هو المتربع على عرش قائمة أجور المطربين بمبلغ خيالي وصل إلى 5 ملايين دولار بعد تعاقده مع شركة روتانا والذي صاحبه ضجة إعلامية كبرى يليه كاظم الساهر بمبلغ 2 مليون دولار باعتباره المطرب المفضل للأمير وليد بن طلال صاحب شركة روتانا وظهر في الصورة أخيرا المطرب محمد فؤاد الذي لم ينس الصراع التاريخي بينه وبين عمرو دياب وطالب بنفس أجر عمرو ولكن تم رفض طلبه وتم تخفيضه إلى 3 ملايين دولار بينما تدور بورصة المطربات في أقل من مليون دولار تتقدمهن سميرة سعيد بأجر 800 ألف دولار تليها إليسا بأجر 600 ألف دولار ثم نانسي عجرم بأجر 500 ألف دولار ثم هيفاء وهبي بأجر 400 ألف دولار وهو ما تسعى هيفاء وهبي إلى رفعه بدءا من ألبومها المقبل.

المفارقة ليست في الأرقام السابقة ولكن قمة المفارقة تكمن في الأجر الذي يحصل عليه الفنان «وديع الصافي» وهو 25 ألف دولار فقط,, الرقم «الصدمة» الذي لا يتناسب مع تاريخ وقيمة وديع الصافي الفنية مثل صدمة لمحبيه وعشاقه خصوصا أن الكثير اعتبره إهانة لشخصه ولكنهم تراجعوا بعد قبوله لعرض روتانا بهذا الأجر الهزيل معتبرينه هو المسؤول عن ذلك الغبن الواقع عليه.

ويعلن الملحن اللبناني إلياس الرحباني عن بورصة أجور المطربين مؤكدا أن هذه الأرقام الحقيقية التي لمسها من كونه مستشارا اقتصاديا لعدد كبير من شركات الكاسيت في الشرق الأوسط مؤكدا استغرابه من هذه الأرقام المهولة المدفوعة لأنصاف موهوبين في الوقت الذي أكد فيه أن صناعة الكاسيت في الشرق الأوسط صناعة خاسرة ولا تغطي تكاليف إنتاجها وأنه لا يوجد مطرب أو مطربة في الوطن العربي بأكمله مبيعات ألبوماته تعادل نصف تكاليف الإنتاج.

ويضيف «الرحباني»: إن هذا الأمر يضع علامات استفهام حول مصدر هذه الأموال الطائلة التي تتساقط على انصاف مطربين وعلى صناعة خاسرة.

بورصة هلامية لا تثبت على حال وهي الوحيدة التي تخضع للعرض والطلب هكذا بورصة أجور نجوم المسرح والتي يتربع على عرشها الزعيم «عادل إمام» الذي يتقاضى أجرا كبيرا فضلا عن نسبة من شباك التذاكر قد تصل إلى 50% من الإيراد اليومي للمسرحية إذا تنازل عن أجره المحدد,, وهو يتعامل دائما مع فرقة الفنانين المتحدين وهو نفس الأمر الذي ينطبق على الفنان محمد صبحي، لكن الأمر يختلف عندما يكون صبحي مؤلفاً ومخرجا وممثلا في آن واحد.

ويعتبر هنيدي وأحمد آدم ومحمد نجم وصلاح عبدالله ممن يحرصون أيضا على نسبة من الإيراد.

إلا أن الظاهرة اللافتة للنظر في السنوات الخمس الأخيرة هي اختفاء المسرح السياحي العربي في القاهرة ما أدى إلى الإقبال الجماهيري الضعيف على العروض المسرحية وإلى قلة عدد العروض الجديدة خاصة في مسرح القطاع الخاص الذي لم يقدم سوى مسرحية «ربنا يخلي جمعة».