المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعد الإمامة: مسلمة أمريكية تصر على الصلاة في صفوف الرجال



على
06-28-2005, 07:29 AM
منظمات إسلامية تدرس إلغاء فصل النساء في مصليات مستقلة


http://alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2005/06/27/2302361.jpg


مسلمون اتهموا نعماني بإثارة ضجة للترويج لنفسها وكتابها

دبي- العربية.نت

لا زالت قضية إمامة المرأة للرجال تجد من يحركها في الولايات المتحدة بعد شهور من قيام ناشطة أمريكية بإمامة الرجال في صلاة جمعة مختلطة في مبنى ملحق بإحدى الكنائس في نيويورك، وفي آخر التطورات قامت مسلمة أمريكية باقتحام مصلى الرجال في صلاة الجمعة الماضية لتؤدي الصلاة بينهم بعد أن فشلت محاولاتهم لإخراجها.

وحسب صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" فإن المرأة التي تدعى إسراء نعماني –وهي صحفية في جريدة وول ستريت جورنال وناشطة تبنت الدعوة لاختلاط الرجال والنساء في الصلاة وتلقت تهديدات بالقتل بسبب ذلك- اقتحمت حشود المصلين في قاعة الصلاة المخصصة للرجال يوم الجمعة الماضي في مسجد مزدحم بلوس أنجلوس وأصرت على الصلاة بينهم دون الصلاة في المكان المخصص للنساء.

وتنوعت ردود الفعل الرافضة لسلوك نعماني فقد صاح بها أحد الرجال في المسجد قائلا "ليس مسموحا لك بالصلاة هنا مع الرجال"، بينما حاولت امرأة مسنة ملاطفتها في البداية وحين أصرت على موقفها أمسكت بمرفقها وحاولت سحبها من مكانها، فيما وصف رجل آخر نعماني بأنها "امرأة مريضة عقليا"، وعندما تقدم أحد الحراس نحوها بدأت بالصلاة قائلة "الله أكبر.." وهكذا تمكنت من فرض نفسها في المسجد.

وبعد هذه الحادثة التي ترويها الصحيفة، آثر المصلون من الرجال أن يضعوا حاجزا يفصل إسراء نعماني عنهم، فوضع قادة من "المركز الإسلامي في جنوب كاليفورنيا" شريطا أحمر حول المكان الذي تقف ضمنه نعماني وطلبوا إلى نساء أخريات الانضمام إليها، ثم بدأت الصلاة.

نعماني –وهي مسلمة من أصول هندية تبلغ من العمر 40 عاما وأم دون زواج لأحد الأطفال- وصفت ما حدث بأن "المرأة منذ صلاة الجمعة هذه استطاعت مجددا أن تصلي في الصالة الرئيسية للمسجد مع الرجال وأوجدت بذلك حقيقة جديدة في العالم الإسلامي"، وأضافت قائلة "يجب أن نسترد مساجدنا وعبر التعبير عن أن الإسلام يعطي أهمية كبيرة للمرأة".

الخطوات التي تقوم بها نعماني –ومن بينها تلك الحادثة الأخيرة- تثير الغضب بين قطاعات واسعة من المسلمين وقد وصفها مترددون على المركز الإسلامي في لوس أنجلوس بأنها محاولة لخدمة مصالحها الشخصية للترويج لكتابها الذي أصدرته مؤخرا تحت عنوان "الوقوف وحيدة في مكة".

ولكن الصحيفة تقول إن المؤيدين والرافضين لما تقوم به نعماني يجمعون على أن تلك التحركات نجحت في وضع قضايا مثل مكان صلاة المرأة داخل المسجد ودورها القيادي فيها ومشاركتها في صنع القرار في المسجد موضع البحث والنقاش، وأضافت أن عددا أوسع من المسلمين في أمريكا الشمالية صاروا يطالبون اليوم بأدوار أكبر للنساء.

سارة الطنطاوي، 28 عاما، وهي مسلمة أمريكية من أصل مصري تعيش في بوسطن وناشطة مؤيدة لإسراء نعماني شكت مما اعتبرته ازدواجية بين وضعها في العمل ووضعها في المسجد، وقالت للصحيفة: "لا أدري كم من النساء المسلمات اللاتي تحدثت إليهن –بعضهن طبيبات أو محاميات محترفات- يحظين بالاحترام ويقدمن إلى أول الصفوف في حياتهن العامة، وحين يدخلن المسجد يقذف بهن بالمنجنيق إلى عالم ينتمي إلى العصور الوسطى"، وتصف نفسها بأنها صارت "مدمرة روحيا" تجارب طويلة تم فيها إلقاؤها إلى مؤخرة المسجد وتعرضها للمعاقبة في حال لم تغط نفسها".

وأطلقت الطنطاوي ونشطاء مسلمون آخرون مؤخرا ما أسموه الاتحاد التقدمي الإسلامي في أمريكا الشمالية، وقد نظموا اجتماعا خلال هذا الشهر للجدل حول عدد من الأسئلة المثيرة للجدل مثل حق المرأة في إمامة الصلاة، وقد ظهر في هذا التجمع من دعم هذه الأفكار مثل الدكتور خالد أبو الفضل أستاذ الشريعة الإسلامية الذي اعتبر أن الإسلام يقدم لإمامة الصلاة "الأعلم والأحفظ" بغض النظر عن جنسه، وشدد على أن المسلمين في معظمهم جهلاء بحقيقة تنوع تاريخهم الفكري وأن هناك نحو 3 مدارس فكرية أيدت إمامة المرأة للرجال في الصلاة.

وفي مقابل تلك الآراء التي لا تلقى قبولا واسعا بين المسلمين، ترصد الصحيفة عددا من المواقف التي اتخذتها جمعيات إسلامية قبل فترة من الخطوة التي قامت بها النعماني للسماح للنساء بالصلاة في صالة واحدة مع الرجال، فخلال العام الماضي نظم التجمع الإسلامي في أمريكا الشمالية (اسنا) –وهو الذي يدير أكبر عدد من المساجد في أمريكا- دورة تدريبية لأئمة المساجد تركز على الحاجة إلى منح النساء أدوارا أكبر في الأنشطة التي تتم داخل المسجد وعلى منحهن مساحة ملائمة للصلاة خلف الرجال في نفس القاعة.

وبالمثل فقد أعد مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) –المهتم بالحقوق المدنية للمسلمين في أمريكا- كتيبا سيتم توزيعه في أنحاء الولايات المتحدة يؤكد على أن الإسلام يدعو إلى المساواة الروحية بين الرجال والنساء.

وكانت دراسات أشارت إلى ارتفاع نسبة الفصل بين المرأة والرجل في المساجد الأمريكية، حيث سجلت أن نسبة 66% من المساجد تضع النساء خلف ستائر أو جدران أو في غرف منفصلة في عام 2000 مقارنة مع 52% من المساجد عام 1994.

وكانت نعماني صحفية في صحيفة "وول ستريت" الأمريكية ونشرت كتاب "الوقوف وحيدة في مكة" ويحكي عن صراعها الداخلي كمسلمة بعد وقوع الهجمات على نيويورك وواشنطن، ثم رحلتها إلى مكة لأداء مناسك الحج في 2003 وعودتها إلى أمريكا مجددا لمهاجمة ما أسمته "التسلط القيادي" في مسجد المنطقة التي تعيش بها، وقد قامت بإمامة عدد محدود من النساء والرجال في صلاة بعد أيام من خطوة اكبر قامت بها الدكتورة أمينة ودود أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة فرجينيا كومنولث الأمريكية التي أمت رجالا ونساء في صلاة جمعة في نيويورك.. وتعرضت نعماني–حسب روايتها- لتهديدات بالقتل بسبب الآراء التي تدعو لها.

تجدر الإشارة إلى أن مفتي مصر الشيخ علي جمعة قال إن جمهور العلماء المسلمين بينهم خلاف حول مسألة إمامة المرأة للرجال، مشيرا إلى أن الجمهور وهم معظم الأئمة المعترف بهم لا يجيزون ذلك في حين أجازه عدد محدود من الأئمة مثل الطبري وابن عربي، وإن كانوا أيضا يختلفون في مكان وقوفها هل يكون أمام الرجال أم بمحازاتهم باعتبار السترة التي قد تنتفي خلال حركات الصلاة المختلفة.