المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السفر في الصيف يؤجج المشاكل الزوجية



جون
06-25-2005, 04:36 PM
بسبب الاختلاف على وجهته وانفراد أحد الطرفين بالقرار


تحقيق: ثائــرة محمــد

مع بداية كل صيف تبدأ الأسر في الكويت سواء من المواطنين أو المقيمين بالتخطيط لتحديد الوجهة المناسبة للسفر لقضاء عطلة الصيف، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى نشوب خلاف في وجهات النظر بين الزوجين حول المكان الذي ستقضي فيه الأسرة إجازتها، فالزوجة قد ترغب في السفر إلى أوروبا فيما يفضل الزوج السفر إلى شرق آسيا.

وينشب الخلاف بين الزوجين بسبب اختلاف وجهة نظر كل منهما، ولكن في كثير من الأحيان يتجاوز أحد الزوجين الخلاف ويرضخ للآخر، سواء كانت الوجهة شرقا أو غربا، لتعود الخلافات وتظهر من جديد لتحديد الدولة الأكثر مناسبة، إضافة إلى تكاليف الرحلة المتوقعة. إن الكثير من الأسر باتت في الوقت الحالي تعتمد على السفر بالأقساط، وهنا يظهر الجزء الثاني من المشكلة حول المبلغ المخصص لهذه الرحلة وما إذا كانت الأسرة ستسافر على حسابها أم بالأقساط.

كما أن بعض الخلافات قد تظهر لأسباب أخرى أهمها الرواسب أو التجارب القديمة لأحد الزوجين في دولة من الدول خصوصا إذا كانت هذه التجربة أو تلك مرتبطة بمشاكل معينة أو استغلال، إذ إن كثيرين في تلك الدول السياحية ينظرون إلى الخليجي كأنه ضحية لابد أن تقع في فخ الاستغلال. ومن يسافر إلى الشرق سيعاني الاستغلال والدفع «دبل» ومن يسافر إلى الغرب سيعاني ارتفاع الأسعار وتكاليف السفر واللغة وغيرها.

وتبقى مشكلة التفكير والاختلاف في وجهات النظر بالنسبة إلى السفر مشكلة سنوية قائمة تواجه الأسرة التي تسعى إلى قضاء عطلة سعيدة


يؤيد عبدالستار عبدالرسول فكرة السفر إلى الدول العربية على رغم أن زوجته تتمنى أن تزور الولايات المتحدة وتحلم بذلك، إلا انه دائم الرفض لمبدأ السفر غربا. وعادة ما تخضع زوجته وترضخ لرغبته لكونه صاحب القرار الأوحد. ويقول عبد الستار:

ـ لا مانع عندي من أن أسمع أمنيات زوجتي وأولادي حول الوجهة التي يرغبون في السفر إليها ولكن هذا لا يعني مطلقا أن أحقق لهم كل أمانيهم، فأنا أدعهم يحلمون كيفما شاؤوا وعندما أقرر أحجز للسفر وأفاجئهم بجهة السفر وموعده.

أما عن ردة فعلهم فيشير إلى أنهم يسألونه كالعادة متى ستغير المكان وتحقق الأحلام فيعدهم خيرا ويصمتون لكونهم يعلمون تماما أنه لن يرجع عن قراره.

وحول أهم المشاكل التي يواجهها أثناء سفره يشير عبدالرسول إلى الاستغلال الذي يكون كبيرا في الدول العربية خصوصا بالنسبة إلى الكويتيين والخليجيين لأن البعض يعتبر أن السائح الخليجي لابد أن يستغل سواء من المطعم أو الأسواق أو أصحاب التاكسي.


زوجتي صاحبة القرار
لكن أحمد عبده يعتبر السفر كأي موضوع آخر في الحياة قد يثير الاختلاف أو الاتفاق بين الزوجين حوله. وعمن يحدد وجهة السفر يقول:

ـ في الغالب تكون الزوجة هي صاحبة القرار لأنني أرغب في إرضائها ولأن السفر أوالترويح عادة ما يكون مكافأة مني لأسرتي بعد عناء عام كامل أو أكثر. إن القرار غالبا ما يكون لصاحب الشخصية الأقوى بين الزوجين.

ويذكر أن كثيرا من الأسر تواجه المشاكل خلال سفرها سواء كانت وجهتها الشرق أو الغرب، مشيرا إلى أن الأسرة قد تواجه مشاكل كبيرة إن لم تحسن اختيار المكان المناسب الذي تتوجه إليه، لأن الاتجاه إلى الأماكن الشعبية على سبيل المثال قد يعرض السائح إلى الاستغلال سواء في الدول الشرقية أو الغربية على عكس الأماكن الراقية أو المميزة.

أما يوسف بورسلي فيرى أن المشاكل قد تلاحق الزوجين إذا لم يتحقق الرضا الكامل بينهما أو القناعة التامة حول المكان أو الوجهة التي ستقضي الأسرة عطلتها فيها، لأنه في حالة حدوث أي مشكلة خلال السفر سيلقي الطرف غير الموافق اللوم على الآخر الذي اختار المكان ويتهمه بأنه السبب في إفساد أجواء هذه الرحلة الصيفية. ويقول:

ـ لهذه الأسباب فإن الرضا التام حول وجهة السفر من قبل الزوجين معا يعتبر أمرا ضروريا .. وأنصح باتباع نظام «الدور» في اختيار الوجهة بين الزوجين ليكون الطرفان متساويين في اتخاذ القرار.


استغلال العرب للخليجيين
ويؤكد محمد جمال أن الاتفاق ضروري ومهم بين الزوجين في تحديد وجهة السفر التي تتطلب إضافة إلى الاتفاق دراسة الميزانية المتاحة للأسرة، ويقول:

ـ قد يرغب أحد الزوجين في السفر إلى الدول الغربية ولكن الميزانية لا تسمح، ولهذا يتطلب أمر السفر للسياحة جلسة اتفاق ودراسة للإمكانات المتاحة والدول المقترحة.

وحول المشاكل التي تواجه الكويتي في الخارج يقول:

ـ في الدول العربية ينظر إلى الكويتي أو الخليجي كأنه مليونير ولا يتعاملون معه بالسعر كما يتعاملون مع أبناء البلد أو السياح من الجنسيات الأخرى، ولهذا يشعر الكويتي أو الخليجي بالاستغلال في الدول العربية. لذلك لجأ الكثيرون في الآونة الأخيرة إلى التوجه إلى شرق آسيا أو الدول الأوروبية، ناهيك عن جمال الطبيعة في هذه الدول على رغم غلاء التكلفة في أوروبا الغربية.

وعن الدول التي يفضلها لسياحته يشير إلى أن أفضل الدول هي الدول الجديدة سياحيا التي ظهرت على الخريطة السياحية العالمية ومنها جنوب أفريقيا وبعض الدول الآسيوية.

وتؤكد ذلك لمى عبده التي ترى أن الاستغلال وسوء المعاملة مشاكل موجودة أثناء السياحة في الدول العربية خصوصا إذا علموا أن هذا السائح من دولة خليجية فيتعاملون معه بأسعار خاصة.


مشاكل الغرب
واعتاد جابر عبدالله صرخوه لاعب كرة اليد السفر كثيرا، ويعتقد أن هناك مشاكل تواجه السائح في الدول الغربية ولابد من الانتباه إليها، قائلا:

ـ أولها أن الإنسان العربي سيعاني في طعامه كثيرا سواء بالنسبة إلى المحرمات من الأكل أو بالنسبة إلى الذبح الإسلامي خصوصا في المطاعم لأنها غير مضمونة، وينطبق ذلك على اللحوم والأجبان التي قد يدخل الخنزيز في تكوينها وهو أمر غير مقبول بالنسبة إلى المسلمين.

إن على السائح العربي الانتباه جيدا إلى الأماكن التي يتردد عليها والتأكد من المطاعم ونوعية المأكولات التي توفرها.

كذلك فعلى أي سائح خصوصا الأسرة أن تقوم بإجراء دراسة ورسم خريطة لمشروع السفر الذي قد يزيد أو يقل عن الشهر سنويا خاصة فيما يتعلق منها بميزانية الصرف والسكن المناسب ومعرفة الأماكن السياحية المهمة في البلد الذي سيتوجهون إليه إضافة إلى معرفة العادات والطقوس المهمة والقوانين الرئيسية حتى لا يكونوا عرضة للمساءلة أو مواجهة المشاكل.

ويبين صرخوه أنه وقع على سبيل المثال بسبب جهله ببعض الأمور في مشاكل عند سفره إلى إيران عندما كان يحاول الدفع بالبطاقة الائتمانية إذ واجه مشكلة عدم وجود هذه الطريقة في الدفع هناك، ولابد من الدفع نقدا على عكس الدول الغربية التي تتعامل من خلال بطاقات الائتمان. ودعا كذلك إلى الاهتمام بالوثائق والجوازات خلال السفر إذ إن فقدانها سيدخل أصحابها في مشاكل هم في غنى عنها.


الغروب السياحي
أما محمد عبد العليم فيرى أن الأسرة التي تخرج للسياحة لابد أن تتفق فيما بينها على جهة تنوي التوجه إليها حتى يتم الاستمتاع بالرحلة. وعن نفسه يؤكد:

ـ لم أجد أي اختلاف في وجهات النظر حول المكان المحدد للسياحة مع زوجتي لأننا متفقان على السياحة في الدول العربية فقط.

ويدعو عبد العليم من يرغب في السياحة الخارجية «خارج حدود الوطن العربي» إلى السفر ضمن «غروب سياحي» ينظم له الرحلة كاملة حتى يكون هناك مسؤول عن الرحلة مشيرا إلى أن السفر ضمن مجموعة يمكن الفرد أو العائلة من الحصول على رفقة تؤنسها خلال رحلتها إضافة إلى الاستفادة من الخبرات التي تمتلكها شركات السياحة والسفر في مجال تنظيم الرحلات الجماعية.


حق الاختيار للزوجة
أما رولا رعديد فترى أن من لديه قدرة مادية على السفر للاستمتاع والسياحة فعليه ألا يقصر ولكن...

ـ بشرط ألا يحمل نفسه فوق طاقتها ويحسب إمكاناته جيدا حتى لا يتورط فيما بعد في مشاكل الديون وغيرها.

وتبقى سوريا هي الجهة التي تحب رعديد أن تسافر إليها لأنها بلدها حيث الاستمتاع بالصيف برفقة العائلة.

أما زوجها مازن رعديد عضو هيئة التدريس في معهد السياحة فيقول:

ـ أسلم بالعشرة لزوجتي في تحديد جهة السفر لأن الإجازة الصيفية عادة ما تكون من حق الزوجة والأبناء لتعويضهم عناء عام دراسي كامل.

ويختلف رعديد عن الكثيرين لأنه يعتبر أن السياحة في الدول العربية أفضل منها في الدول الغربية لكون العرب متشابهين في العادات والتقاليد والدين، إضافة إلى أن الدول الغربية ليست بريئة هي الأخرى من استغلال السياح، بل إنها تعرف كيف تستغل العرب جيدا، إضافة إلى السرقات الكثيرة فيها.


لماذا نفضل السفر إلى الغرب
تتحدث ميادة ناصر مدرسة علم الاجتماع في أحد المعاهد الخاصة عن أسباب تفضيل العرب للسياحة في الدول الغربية قائلة:

ـ إن موسم السفر في الكويت منتعش لأن أغلب الناس قادرون على السفر إلا أن الاختلاف بين أسرة وأخرى هو مكان السفر والميزانية الخاصة به. ومعظم العرب المقيمين غالبا ما يتوجهون إلى بلدانهم لقضاء عطلة الصيف هناك. وهذه لا تعتبر سياحة بالمعنى الشامل للكلمة لأن السفر هو لرؤية الأهل والاجتماع بهم.

أما الكويتيون بشكل خاص فإنهم الأكثر اتجاها إلى السياحة شرقا وغربا حتى باتوا يعلمون عن الدول السياحية أكثر من أبناء تلك البلاد.

وتعتبر ميادة أن للسياحة متعة خاصة خصوصا إذا أحس السائح بأنه لا يتعامل معه كغريب في هذه الدولة أو تلك ولا يواجه ما يعكر صفو رحلته خصوصا الاستغلال إذ إن بعض الدول العربية يكون فيها استغلال واضح للسياح سواء في الرسوم أو دخول الأماكن السياحية أو غيرها، حيث إن وجود فروق في الرسوم مثلا تثير انزعاج السائح وتجعله يهرب إلى الدول الغربية.

وتبين ميادة أن تأثير الاستغلال على السائح يتمثل في ردة الفعل التي قد تصل إلى حد عدم رؤية أي إيجابيات في تلك الدولة، بل على العكس من ذلك فإن التأثير يمتد إلى «جماعته» وأصدقائه إذ إنه عندها لن ينصح بالتوجه إلى تلك الدولة ولا يمكنه أن ينقل صورة جميلة عن تلك الدولة التي شعر فيها بالاستغلال.

وتشير إلى أن معظم الدول العربية لا تعرف كيف تستقطب السياح إليها حيث لا يتعامل مع هذا النشاط الاقتصادي على أنه صناعة تحتاج إلى ترويج يستند إلى أسس علمية وليست عاطفية، داعية إلى تنمية البنية التحتية لهذه الصناعة ودعمها من خلال الأنشطة الجاذبة والرسوم المخفضة بهدف خلق سوق سياحة عربية.

خديجة
06-26-2008, 10:39 PM
بالفعل السفر عند الاسر الغير قادرة قد يكون سببا لخلافات كثيرة اذا لم تكن الزوجة متفهمة