المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عاش حزينا من عاش بلا موسيقى ..!!



على
06-17-2005, 02:28 PM
جاسم المطير


عندما ابتدعت جمهورية كوبا الاشتراكية ، قبل أربعين عاما، رقصة مثل رقصة ‏(‏ روك أند رول ‏)‏ الأمريكية وأطلقت عليها اسم‏(‏ رقصة موزمبيق‏)‏ من إبداع المطرب الكوبي بابيلو الإفريقي ..
شاهد الشعب الكوبي رئيسه الرفيق فيدل كاسترو والرفاق أعضاء مجلس الوزراء يرقصون ويدخنون في الشوارع تحت الإمطار الغزيرة‏، وكذلك شاركهم الوف الشبان والشابات‏ يرقصون معهم فرحين مسرورين ‏..

في بريطانيا العظمى ظهرت فرقة ‏(‏ الخنافس‏)‏ وهم من أولاد العمال وأحدثوا ثورة في الأغاني البريطانية بمنافسة الأغاني الأمريكية، فصارت الحكومة البريطانية كلها مسرورة بتحويل مسار الغناء والرقص من أمريكا إلي بريطانيا‏..‏ تماما كما حولت الآنسة ماري كوانت خطوط الموضة من باريس إلي لندن عندما اخترعت المينيجوب‏..‏ والميكروجوب‏.‏ وذهب الملايين من الناس من أمريكا وأوربا إلى لندن ليتفرجو علي السيقان الانكليزية البديعة‏ ..‏ في ذلك الوقت كان يرأس بريطانيا هارولد ويلسون فذهب إلي كباريهات اسكتلندا مع زوجته أستاذة الشعر في جامعة أكسفورد يرقصان مع الخنافس ومثلهم تماما .. مسرورين تماما ..‏!‏

وليس غريبا أن يرقص الرئيس جاك شيراك ويصفق ويطبل ويزمر لحصول بلاده علي بطولة كأس العالم عام 1998لاول مرة منذ سبعين عاما ـ كان البطل زيدان الجزائري يرقص ورئيس الجمهورية الفرنسية يرقص مثله أيضا .. أنه الفرح .. أعظم نعمة وهبها الله للإنسان ..!
أما في بلادنا فلا الرؤساء ولا الوزراء يرقصون أو يفرحون .. حتى الشعب ممنوع عليه الرق ص والغناء .. ولذلك وجدنا فرقة الموسيقار حميد البصري تلجأ إلى هولندا .. والملحن الموهوب كوكب حمزة يلجأ للإقامة في الدانمرك وكذا فعل الملحن طالب غالي .. وقارئة المقام فريدة تقيم في مدينة هولندية صغيرة .. ويدفن الملحن كمال السيد في مقبرة ال زهور الدانمركية .. ويتجول المطرب فؤاد سالم هنا وهناك من البلدان ، لأن الفرح والسرور والرقص والغناء ممنوع كلها في العراق الديمقراطي الجديد مثلما كانت ممنوعة في الحكم الدكتاتوري البائد القديم ..!

أقول هذا الكلام وأنا مسرور غاية السرور عندما سمعت بخبر أسعدني من جمهورية موريتانيا الصغرى إذ أصدرت الحكومة الموريتانية قرارا بعد 14 عاما من الحظر، بتداول أغاني المطربة "معلومة بنت الميداح" التي أثارت أغانيها جدلا واسعا في الأوساط السياسية والفنية الموريتانية أثناء وجودها في المنفى .

شكلت الفنانة "معلومة بنت الميداح" ـ التي لقبت ‏بـ "فنانة الشعب"، ظاهرة غنائية فريدة بصوتها العذب الذي يجمع بين الفلكلور الموريتاني والملامح الإفريقية من جهة، وبين موسيقى العصر الراهن من جهة أخرى، الأمر الذي أسهم في تغيير الأغنية الموريتانية، وأخرجها من نواكشوط إلى كافة أرجاء العالم‏.‏

قالت الفنانة "معلومة بنت الميداح" عن نفسها وهي في غاية السرور : " أنا موريتانية‏,‏ عربية‏,‏ تربيت في أسرة فنية‏,‏ تعلمت الفن بالفطرة‏,‏ وأكملت الطريق بالدراسة".. بدأت معلومة
حياتها الغنائية وهي بنت سبع سنين، وكانت انطلاقتها بعد ذلك في نواكشوط‏,‏ ومنها إلى كل من فرنسا وبلجيكا وأميركا‏.‏

تتميز المغنية " معلومة " بإصرارها على تلحين أغانيها بنفسها، منذ صدر ألبومها الغنائي الأول عام‏1986‏‏,‏ وكانت كل أغاني الألبوم باللغة الفصحى‏,‏ وتعالج قضايا اجتماعية موريتانية، إلا أنها اصطدمت بالسلطة مبكرا مع أغنيتها " أيام الزمن تجري" التي انتقدت فيها السلطة السياسية,‏ وتطور الأمر بعد انضمام "معلومة" لدعم المعارضة الموريتانية, وظهور أغنية "حبيب الشعب" التي غنتها للمعارضة؛‏ مما أدى إلى حصارها فنيا في موريتانيا، وهو الأمر الذي أدى إلى منعها من التواصل مع جمهورها المحلي، إلا أنها حققت انتشارا واسعا خارج موريتانيا.

عرف الجمهور العربي المطربة الموريتانية " معلومة بنت الميداح" من خلال برنامج " خليك بالبيت " الذي تذيعه قناة المستقبل‏ اللبنانية ومن خلال برنامج " أماسي" في قناة أبو ظبي ‏,‏ وكذلك من خلال العديد من الحفلات في أرجاء الوطن العربي‏.

تهانينا الحارة إلى الفنانة معلومة لأنها ستغني في وطنها ، و تهانينا إلى الشعب الموريتاني لأنه سيغني ويفرح ويرقص مع أغنيات معلومة ..
أما الفرح والغناء والرقص و الموسيقى فما زالت ممنوعا في وطن حضاري اسمه العراق ..لا يتقدم هذا الوطن المسكين ولا يتحرك ..

فالتقدم إلى أمام حرام لأنه رقص .. الحركة إلى أمام أو يمينا أو يسارا هي رقص وهي من عمل الشيطان ..! سيظل بلدنا بلا موسيقى .. تعازينا الحارة إلى حميد البصري وشوقية العطار وأنوار عبد الوهاب وفريدة وكوكب حمزة وحكمت السبتي وطالب غالي وفاضل عواد وسامي كمال وحتى إلى كاظم الساهر ونصير شمة والى جميع المطربين والمطربات والموسيقيين والموسيقيات والشعراء جميعا والشاعرات بمناسبة وفاة قيثارة سومر في أرض الرافدين ..!!

ملاحظة غير موسيقية :
منذ أن تولى الرئيس محمد خاتمي سلطاته الدستورية بإرادة الناخبين قبل 8 سنوات وحتى اليوم فأن الرأي السائد في إيران يؤكد أنه فشل في تحقيق أهدافه في الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والديني ..!



بصرة لاهاي