المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحريات الاجتماعية تصرف شباب إيران عن الاصلاح السياسي



على
06-15-2005, 07:41 AM
ادموند بلير وأمير بايوار من طهران

أصبحت جراحات تجميل الانف "ضرورة" وتقلص الحجاب ليسمح بظهور خصلات من شعر النساء في المقاهي العصرية في العاصمة الايرانية.

يستطيع الشبان في الجمهورية الاسلامية اطالة شعورهم دون خوف من تدخل متطوعي ميليشيا الباسيج المحافظة ليمنعوا بالقوة هذا الرمز من رموز "الموضة الغربية".

لكن بعض الشبان الاثرياء في ايران يخشون من أن يلهي هذا القدر المتواضع من الحريات أقرانهم عن معارضة نظام الحكم في الجمهورية الاسلامية ويصرفهم عن المطالبة بالاصلاحات السياسية الاكثر عمقا.

ويخشى البعض من شن حملة تشدد بعد الانتخابات الرئاسية يوم الجمعة.

وقالت ازادة (26 عاما) التي أجرت مثل كثير من صديقاتها جراحة تجميل لانفها "الشباب كان يضغط من أجل الحريات لكن نوع الحريات التي منحتها (السلطات) ليست حريات حقيقية... الشباب لا يدرك أن هذا هو ما يحدث."

واستطردت تشرح وهي تجلس مع صديقها في ركن خافت الاضاءة في المقهى وهو أمر كان محظورا قبل أعوام قليلة "الوجه هو الشيء الوحيد الذي يمكن للفتيات في ايران كشفه."

ومنذ أن وصل محمد خاتمي الرئيس الاصلاحي المنتهية ولايته الى السلطة بعد أن حقق فوزا ساحقا في الانتخابات قبل ثمانية أعوام انحسر الحجاب الذي كان يتحتم أن يغطي شعر المرأة بالكامل ليكشف جزءا منه كما أصبح الاختلاط بين الجنسين أكثر وضوحا في الاماكن العامة وأصبح المتطوعون الدينيون أقل نشاطا.

لكن الهيئات الرقابية المتشددة عرقلت عند كل منعطف اصلاحات خاتمي السياسية والحريات المدنية ومحاولاته لوضع المزيد من السلطة في يد الرئيس المنتخب.

وقال شاهين (24 عاما) وهو طالب "يمكنك أن تلاحظ التغييرات من مظهر الناس. على سبيل المثال الحجاب أو العلاقات بين الجنسين."

لكنه استطرد قائلا ان الشبان انصرفوا عن الاصلاح ليتمتعوا بالحريات الاجتماعية الجديدة. وأضاف "قلت أعداد الشبان النشطين سياسيا."

وفي الاحياء الثرية في طهران حيث ارتفعت أسعار العقارات بسرعة الصاروخ بسبب أسعار النفط الآخذة في الارتفاع أصبحت الحفلات التي يقيمها الشباب في بيوتهم أكثر حرية مع تراجع القلق من أن تقرع بابهم الميليشيات الدينية.

وخلال الاسابيع السابقة على انتخابات الرئاسة التي تجرى يوم الجمعة القادم ويتنافس فيها ثمانية مرشحين وافق عليهم مجلس صيانة الدستور خفت القيود أكثر. واستغل الشباب المؤتمرات لكي يتبادلوا الغزل علانية.

قالت فرح نوز (27 عاما) "انه أمر معتاد. قبل الانتخابات يعطوننا قدرا محدودا من الحرية لكنهم يمنعوها بعد ذلك." وتقول فرح نوز انها لن تشارك مثل كثير من الناخبين الساخطين في الانتخابات لان المؤسسة السياسية اختارت جميع المرشحين.

ويقول محللون ان تخفيف القيود الاجتماعية قد يشجع الحماس ويزيد الاقبال على الانتخابات الذي تحرص عليه السلطات لاظهار التأييد للحكم الديني في ايران حيث يملك الزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي الكلمة العليا فيما يخص شؤون الدولة.

وقال ماهيار وهو مهندس معماري عمره 36 عاما انه لا يزال على موقفه الرافض للمشاركة في الانتخابات. ومضى يقول "انهم يريدون الحفاظ على النظام وسيقدمون كل ما يلزم لذلك كالسماح بقدر محدود من الحرية." وأضاف "من يقبلون هذه الرشوة ليست لديهم مثل عليا للتغيير."

لكن بعض الشباب الساخط بدأ يعير اهتماما أكبر للسباق الانتخابي بعد أن ظهر ما يبدو أنه تآكل في التفوق الذي لا يمكن النيل منه لأكبر هاشمي رفسنجاني رجل الدين البراجماتي المحافظ.

قالت بيجاه (25 عاما) "كنت لا أنوي المشاركة في الاقتراع الى أن أدركت أن شخصا مثل قالبياف يمكن أن يصبح رئيسا وأن الامور يمكن أن تزداد سوءا" في اشارة الى محمد باقر قاليباف وهو مرشح محافظ يأتي في الترتيب الثالث في استطلاعات الرأي.

والان تنوي التصويت لمصطفي معين وهو اصلاحي صعد الى الترتيب الثاني في استطلاعات الرأي بعد رفسنجاني الذي حاول أن يظهر للشباب وجها أكثر تساهلا فيما يتعلق بالقوانين الدينية والاجتماعية في ايران.

وعندما سئلت لماذا لن تعطي صوتها لرفسنجاني قالت بيجاه "لا أريد أن يحكم رجال الدين البلاد. لا بد أن يقتصر دورهم على الدعوة والوعظ في المساجد."