المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : باريس مدينة المتعة والسحر وعيد الـحواس والنظر



على
06-10-2005, 07:08 PM
عاصمة النور تشع بالذكريات الجميلة وتفرض إيقاعها المخـتلف على الحاضر

باريس: آلان فاسم

عشرون عاما، هي المدة التي لزمتني لكي اعود الى باريس، والوصول اليها يوما كمغترب مستوطن ولسان حالي يقول: «هاأنذا، ها هنا اريد العيش في نهاية المطاف!»، عودة الى نقطة الانطلاق بعد الترحال بين روما ولندن وبروكسل ومدن اخرى من اقاصي المعمورة.

اللافت في باريس عند العودة اليها بعد غياب طويل هو ذلك التغيير الذي لحق بها من حيث الشكل تحديدا. فهي لم تتسع افقيا، بل تضخمت عموديا. الاحياء القديمة، التي كان يحلو لنا التسكع فيها، لا تزال تحتفظ ببيوتها العتيقة التي تستمد منها سحرها. والحجر في مونمارتر، وبوث أوكاي، ولوماري ما زال وفيا للذاكرة. هذه الاحياء ظلت حتى اليوم تجتذب السياح من كل انحاء العالم. في مونمارتر تحديدا يتنافس اليابانيون، ولا ادري لماذا هم اكثر من غيرهم، منذ النجاح المفاجئ لفيلم «اميلي بولات»، على الوقوف امام الكاميرا لالتقاط الصور امام واجهة مقهى «2 مولان» المخلد في الفيلم، في شارع لوبيك الذي يصعد باتجاه التلة الشهيرة.


لوكس بار

اما انا فأفضل مقهى لوكس بار الواقع على الرصيف المقابل، والذي يبدو اكثر اصالة بلافتته السيراميكية التي تشير منذ عام 1910 الى جادة كليشيه القريبة من هناك. لم يبق من مونمارتر الماضي سوى القليل من بقايا بوهيمية المراسم التي سكنها بيكاسو وموديغلياتي وفان دوغ. فقد حلت محلها متاجر أدوات المتعة الجنسية ومتاجر الالبسة على اختلاف انواعها، ومكاتب الهندسة والاتصالات. ولكن يمكن ان نصادف بين ازقة الحي والسلالم شديدة الانحدار المؤدية الى التلة الشهيرة المتوجة بكنيسة القلب الاقدس، التي تعصى على التسميات، بعضا من جو الزمن الذي مضى، ونكتشف ان نحن تأنينا قليلا اشياء تظهر لنا ان روح المكان لا تزال هنا، صامدة، وحين ترتقي التلة فلا شيء يحجب عنك منظر باريس، وفي الاسفل يلوح ملهى «مولان روج» براقصاته اللواتي ما زلن يجذبن جموع السياح حتى اليوم.


أين البروليتاريا وصبية الأزقة؟

ولكن الى اين راح الباريسيون؟ وأين هم أبناء البروليتاريا وصبية الازقة الباريسية وثقافة الضواحي التي هي ثقافتهم، فأهل هذه الاحياء هم ايضا تغيروا. واصبحت تصادف فيها كل تدرجات ألوان افريقيا والمغرب العربي وبقدر اكبر آسيا. لقد غزا العالم باريس اخيرا بعد ان غزا لندن. واصبحت هذه المدينة، التي كانت تعامل بتعال كل طارئ عليها ولو من جنوب منطقة «لالوار» فما بالك بمن يأتيها من المستعمرات القديمة، اصبحت بدورها مدينة الغزاة.


المطاعم الفيتنامية واليابانية

حين كنا طلابا قبل سنين خلت، كانت المطاعم الفيتنامية القليلة هنا وهناك، تجسد ذروة الطابع الاكزوتيكي في باريس. اصحابها تقاعدوا اليوم واصبح من ابنائهم المحامي والطبيب والمهندس، وظهرت محل المطاعم القديمة سلسلة مطاعم يابانية اكتسحت السوق باطباق السوشي، ومطاعم هندية وباكستانية وتركية ومغاربية واخرى تقدم مطبخ اهل التبت لكن هذه الاطباق الآسيوية من الصين وفيتنام وتايلند تحضر في بعض الاحيان على أيدي مهاجرين غير شرعيين داخل مهاجع بائسة وتفتقر الى الشروط الصحية.


الحي الصيني

لقد تأخرت باريس، لكنها اصبحت بدورها بعد لندن ونيويورك بوتقة تنصهر فيها الاعراق والجنسيات. فبعد المهاجرين الاوائل الذين قدموا من افريقيا والمغرب العربي ولم يلاقوا ترحيبا، اصبحت هناك احياء بكاملها خاصة بكل جنسية على حدة مثل حي البنغال والسريلانكيين، بل وحي الصينيين الذي يمثل علامة العهد الجديد.

واذا كان الوجود الصيني، الضارب في القدم، في لندن، (منطقة كسوهو) يعود الى عهود طويلة يمثل نموذجا مصغرا لـ«التشاينا تاون» تزينه رموز الابجدية المتعرجة والمتشابكة والفوانيس الورقية، وطيور البط المقرمشة، فان هذا الوجود في باريس يبدو اكثر براغماتية. فهناك المتاجر المخصصة للسلع الآسيوية دون غيرها، وهناك المكاتب العقارية التي لا تسمع فيها سوى اللغة الصينية، ومحلات الاحذية والالبسة من الماركات الصينية، ومحلات الحلاقة حسب موضة بكين او شنغهاي.


ذكرى باريس العمالية

الصين في باريس تكبر وتكبر بلا رحمة. ففي حي «بيل فيل» العريق، وتحديدا على احدى روابي باريس المعروفة «مينيلموش»، حيث ظل بعض من يسكنهم الحنين يحفظون ذكرى باريس العمالية سابقا، يبدو شارع «بيل فيل» محملا بالدلالات، فقبل سنوات خلت كان الحضور الافريقي طاغيا لكنه افسح المجال شيئا فشيئا لجالية صينية ما فتئت تتكاثر، وحين تتجول في المكان تقع بالصدفة ايضا على المركز الثقافي الخاص بالاسكيمو لكن «مينلموش» ينتمي الى الماضي، فمباني المنطقة الشعبية القديمة في باريس ذات الباحات الداخلية تحولت اليوم الى مأوى لشباب ميسورين من الطبقة البورجوازية اختاروا النمط البوهيمي في العيش، اما ورش التعدين فقد حلت محلها حانات فخمة مثل حانة «لوشاربون» في شارع اوبركامف وخانة زفير في شارع جوردان حيث تنبعث من القاعات الخلفية انغام من مختلف انحاء العالم تشمل الراب والراي والروك.


مقبرة الأب لاشيز

ومن المعلوم ان لندن مدينة تحوي حدائق كبيرة غناء لا يندر ان تصادف فيها فرسانا، اما باريس فما تحويه هو المقابر ومنها مقبرة الاب لاشيز عند اسفل تلة ميني لموتان وتمتد على مساحة 44 هكتارا وتعد اكبر حديقة في باريس تؤمها الاسر للنزهة ويتوسطها متحف رائع يزخر بالتماثيل المهداة لذكرى موليير ولا فوتنتين وبلزاك وفريدريك شوبان، وتعد هذه المقبرة بمنزلة احتياطي من التحف النادرة حتى ان الدليل السياحي الشهير بايدكر خصص لها عشر صفحات.


الحدائق الرائعة

واذا انهكتك رحلة استكشاف باريس، فانشد الراحة بين افنان الحدائق الرائعة ذات الطراز الفرنسي مثل حديقة Tuileris المجاورة لمتحف اللوفر وحدائق اللوكسمبورغ القريبة من الحي اللاتيني.

اما اذا كان يوم احد وشعرت فجأة برغبة في قضاء نهارك بمعية الاسرة بين احضان الريف من دون ان تبتعد عن باريس فما عليك سوى ان تستقل قطار RER السريع وتحط عند محطة «المدينة الجامعية» لقربها من مساكن الطلاب الاجانب في باريس، وفي مقابلها تستقبلك حديقة مونتسوري احدى اجمل حدائق باريس وهي حديقة شاسعة مصممة على الطراز الانكليزي ولك ان تستريح هناك من عنت الزيارة للعاصمة الفرنسية على ايقاع شلالات الماء وتحت ظلال اشجار الارز اللبنانية وبين عبق ازهار الجيغكو اليابانية، واشجار الحور التي جلبت من فرجينيا والدردار السيبيرية. وجمال الطبيعة من حولك ينقلك اذا سرحت بعيدا الى جمال المعمار حيث تنتصب في ساحة مونتسوري اجمل عينة لتشكيلة من الطرز المعمارية الموروثة من بداية القرن العشرين.


مدينة العالم

باريس، اصبحت اخيرا مدينة العالم، فهناك 15 في المائة من سكانها اجانب اي ما يفوق ثلاث مرات المعدل الوطني الفرنسي ولكن من يتذمر من ذلك؟ لقد اضفى هذا على شوارع باريس مزيدا من السحر فأصبحت عيدا للعيون والحواس، تتمازج فيها الازياء، وترسم اضواء اللافتات رموزا ابجدية لم تكن معروفة حتى الامس القريب، وتتداول فيها كل اللغات وتلتقي كل الروائح والنكهات، كل هذا امتزج في مترو الانفاق رحم باريس الذي يمثل نموذجا للفعالية التي تنسجم مع واقع المدينة بخلاف المترو اللندني، فبعض خطوط مترو باري تنطق باكثر من دلالة، فالخط رقم 9 على سبيل المثال الذي يذهب باتجاه بلدية مونتروي، غالبا ما يطغى على ركابه اللون الاسود، لون الافارقة في الضاحية الباريسية التي تحولت الى ثاني مدينة بعد باماكو من حيث عدد السكان القادمين من مالي.


الفرنسي تغير اليوم

كل لغات العالم تتداول هناك، وحتى عهد قريب كان الانكليز وابناء عمومتهم الاميركان يشتكون من الاستقبال الجاف الذي يلقونه من الباريسيين بدءا من سائق التاكسي وانتهاء بنادل المقهى، ولم يكن النموذج الشائع لساكن باريس يفهم سوى سؤال واحد بلغة شكسبير وهو «بكَمْ»؟ كان يفتعل المناسبة بخبث لسماع السؤال ثم يتكرم من علياء وظيفته كسائق تاكسي او نادل او حتى تاجر بالرد على السؤال.

اما الابتسامة فكانت اختيارية.. هناك حرب عمرها الف عام انتهت بهزيمة تحمل اسم «واترلو» ترمي بثقلها على علاقة الباريسي من الطبقة المتوسطة بهذا الغريب غير المطلع الذي لا يتقن حتى الحديث بالفرنسية.

لكن كل هذا تغير اليوم فسائق التاكسي والنادل في باريس القرن الـ21 يتحدث الانكليزية ويبتسم للسياح الاجانب، وحتى مدام موش نفسها تتحدث بالانكليزية.


«مدام موش»

وموش هذه كانت تمثل شخصية رئيسية في باريس القديمة، تنبعث من مسكنها رائحة حساء الملفوف وغير ذلك من الروائح الكريهة، ولم تكن تفوتها شاردة ولا واردة، كانت تعرف كل شيء عن كل الناس، عمرها غير معروف كما انها سيئة الطبع كما صورها التراث الشعبي، ولكن قد يحدث ان تصبح لطيفة للغاية، كانت موش تعمل حارسة لكنها تحرس كل شي ما عدا لسانها، واسرار سكان البناية الذين في عهدتها، فتتقاسم الاسرار مع البقال والخباز وبائع لحم الخنزير في الجوار، وأحيانا مع رجال الشرطة. وكانت أول ما تقع عينها على شخص غريب حتى تنظر اليه نظرة ارتياب وويل له كل الويل اذا كان يتحدث لغة غير معروفة بدءا بالـ«انغلية» اي الانكليزية. اما اليوم فالسيدة موش اصبحت في الغالب امرأة شابة تتحدث الانكليزية ايضا. هذا في حال وجدتها، لان المباني الباريسية استعيض عنها في معظم الاحيان بصندوق يفتقر الى الاناقة يحتوي على ارقام وحروف تضغط عليها بحسب الرمز السري الخاص بالعمارة لينفتح الباب امامك.


اختفت القرى ملهمة الرسامين

وهنا تكمن مفارقة باريس. فالمدينة انفتحت على العالم، لكن اهلها تقوقعوا على انفسهم. واصبحت المدينة للجميع ولكن كل في بيته. واختفت القرى المنتشرة في المدينة التي كانت تلهم الرسامين والشعراء. وذكرى مونبارناس كما جسدها موديغلياني او بيكاسو انمحت ونبت مكانها برج نيويوركي اثار لغطا كثيرا اثناء بنائه لكنه يشرف على المحطة الجديدة للقطارات المؤدية الى غرب فرنسا. وخلافا للندن التي تضم 477 برجا تظل باريس بابراجها الـ 75 الموزعة في وسط المدينة محتفظة بحجمها الانساني.

مدينة الأثرياء تبقى عيدا للروح

من علامة الزمن الحالي ان تراه اينما حللت في محطة مترو الانفاق، وفي الشارع. وباريس وان كانت تعتبر مدينة الاثرياء فإنها تحتل المرتبة 17 بعد شانغهاي وقبل اسطنبول في قائمة المدن الاكثر غلاء في العالم، التي تتصدرها طوكيو ولندن. لكن باريس تظل، في عين الاجنبي الذي يطؤها، عيدا للروح ولكل الحواس كل بحسب ذوقه وتوقعاته. فاذا كان ينشد الترف فهناك الشانزليزيه بمتاجره الفخمة ومحلات الشوارع المجاورة مثل جادة مونتينيه، معقل دور الازياء الراقية. والا فعليه بالاسماء الجديدة في حي ماري التي تقدم الاناقة المتحفظة التي يطلبها اصحاب المنازل الخاصة المبنية في عهد نبلاء البلاط بأموال لويس الخامس عشر والتي تشهد عليها اناقة ساحة فوسج.

بؤس المهاجرين في الحاضر يطرد صورة الماضي البوهيمي

في مونبارناس لم تعد مصانع الجعة الشهيرة مثل «لودوم» و«لاكوبول» و«لاروتوند» و«لاكلوزي دي ليلا» موجودة رغم بقائها اشباحا لماضيها البوهيمي، في حين احتفظ مصنع لوسيليكت بجوه اللطيف، غير ان الفنانين المتضورين جوعا الذين صنعوا من حي موبنارناس اسطورة هجروا المكان. ولكن لا يندر ان تصادف هناك شكلا اخر من اشكال البؤس الانساني. انه بؤس المهاجرين من شرق اوروبا، هؤلاء الواصلون الجدد التائهون في المدينة الكبيرة في غياب مؤسسات التضامن مع مهاجري افريقيا. وبؤس الشباب العاطلين عن العمل، والمسرحين من الشركات المفلسة والمطرودين الذين القي بهم في الشوارع. وربما التزم الباريسيون بيوتهم هروبا من هذا البؤس الجديد الذي لم يعد بالامكان تجاهله خلافا لما كان عليه الحال قبل 20 عاما.

سحر المدينة يشع مع اكتشافها سيرا على الأقدام

تبقى باريس خلافا للندن المدينة المتفجرة، مدينة صغيرة بكيلومتراتها المربعة الـ 105 التي تشمل غابتي فانسين وبولونيا في حين تفوقها روما ولندن مساحة 15 مرة. لكنها تظل بهذا الشكل ململمة ومنظمة يسهل التنقل فيها، بعكس لندن حيث الانتقال من نقطة الى اخرى يعد بمنزلة رحلة استكشافية.

ولذلك تبقى زيارة باريس مشيا على الاقدام خير وسيلة لتذوق سحرها. فالممرات المظللة مثلا القريبة من البورصة مازالت تكتسي طابعا باريسيا طريفا منذ ان ابتكرتها المدينة في القرن 17 لحماية المتأنقين من زخات المطر والوحل. وفي رواق فيفيان تتجاور المكتبات العريقة ومحلات الانتيك والسلع المستعملة الصغيرة وصالونات الشاي واقبية النبيذ على اختلاف انواعه ومحل مصمم الازياء الشهير جان بول غوتييه. وغير بعيد عن الرواق هناك ممر بانوراما الذي تخصصت محلاته المكسوة بالخشب وفق طراز العصور الوسطى، مثل محل «ستي ستيرن» وغرافور و«اونو ميرو 47» في بيع الطوابع البريدية لهواة جمعها، وبطاقات الدعوة والبطاقات الشخصية. وهي محلات تزهو بوجود اسماء بارزة على قائمة زبائنها من امثال لينين وستالين والجنرال ديغول

الباريسيون والسيارات

المعروف عن اهل باريس انهم لا يحبون استخدام السيارات فهناك اقل من اسرة باريسية من ضمن اثنتين تملك سيارة مقابل ثماني اسر من اصل عشرة على الصعيد الوطني. وباريس هي اكثر المدن التي يستخدم فيها الناس اقدامهم في التنقل لكونها تشجع على المشي، وعندما ينال التعب من زائر المدينة يمكنه الجلوس على كراسي المقاهي المنتشرة على الارصفة مثل مقهى «بوبورغ» المجاور لمتحف الفن الاوروبي الحديث الشهير الذي اندمج بناؤه الحديدي الانيق في مركز باريس.

عاصمة الثقافة

لأن باريس تظل عاصمة الثقافة فهي تصنف على رأس مدن العالم العشر التي تستضيف المعارض العالمية الاكثر استقطابا للزوار.. فإنك بـ 40 سنتا فقط، يمكنك ان تكتشف كل يوم اربعاء على صفحات مجلة باريسكوب الاسبوعية قائمة كل متع العاصمة، وهناك مجلات اخرى مشابهة. وفي ظل توفر 380 قاعة سينما في باريس يمكنك ان تشاهد في كل ساعات النهار تقريبا افلاما من كل البلدان وبكافة اللغات.

ولئن كانت الثقافة في لندن حكرا على النخبة فقط فان باريس تجعلها في متناول الجميع من خلال مسارحها ودور العرض الـ 137، وملاهيها الـ 96، ومراقصها الـ 102، ومقاهي العرض المسرحي الـ 27 ومتاحفها الـ 140 اضف الى ذلك المتع غير البريئة التي تدلك هذه المجلات على عناوينها بلا مراء. وبما اننا في سياق الحديث عن هذا النوع من المتع لا يفوتنا ان نشير الى احياء لاتزال تحكي قصصا بهذا الشأن مثل حي سان جيرمان دي بري المسكون بذكرى جان بول سارتر مجسدة في مقهى يحكي صاحبه كيف قام الروائي الاميركي ارنست همنغواي في سنوات عمره التي كان يحتفي فيها في باريس سُكرا بتخليد ابعاد ما حبته به الطبيعة من فحولة، بالكتابة على جدران حمام هذا المقهى. وقد يحدث احيانا على حد زعم صاحبها ان ينعزل شاب اميركي فيها خفية ليحذو حذو همنغواي.