المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرية أميركية جديدة: الاحتلال وليس الأصولية الإسلامية وراء "الإرهاب الانتحاري"



خديجة
06-05-2005, 09:50 AM
الكونغرس يستدعي روبرت بيغ لدراسة كتاب "الموت من أجل النصر"


قال مؤلف كتاب جديد ان تصاعد الهجمات الانتحارية في العراق وفي اماكن اخرى من العالم يأتي ردا على احتلال الاراضي وليس له صلة مباشرة بالاصولية الاسلامية.

واوضح روبرت بيغ الاستاذ المساعد للعلوم السياسية في جامعة شيكاغو ان معظم المهاجمين الانتحاريين كانوا اشخاصا مندمجين بشكل جيد في المجتمع ومنتجين وينتمون للطبقة العاملة او المتوسطة قائلا انهم »مهنيون ونادلات وحراس امن وسائقو سيارات اسعاف ومسعفون وعدد قليل مجرمون. معظمهم متطوعون واول عمل عنيف يرتكبونه هو هجومهم الانتحاري«.

وقال ان سوء فهم المشكلة الى حد بعيد يتجه بالحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد الارهاب الى الاتجاه الخطأ ويمكن في الواقع ان يؤدي الى زيادة اعمال ارهابية انتحارية.
وجمع بيغ ما يصفه بأول قاعدة بيانات شاملة عن كل هجوم ارهابي انتحاري في العالم منذ عام 1980 مستعينا بمصادر باللغات العربية والعبرية والروسية ولغة التاميل مشيرا الى ان وزارتي الدفاع والامن الداخلي في الولايات المتحدة ومكتب الامين العام للامم المتحدة يدرسون المعلومات.

واكد بيغ »ليست الاصولية الاسلامية المحرك الرئيسي للارهاب الانتحاري. تنفذ جميع الهجمات الارهابية الانتحارية تقريبا لهدف ستراتيجي علماني لارغام الديمقراطيات الحديثة على سحب قواتها المسلحة من اراض يعتبرها الارهابيون وطنهم نعم يقتل ارهابيون يوميا ولكن المقياس الحقيقي للارهاب هو العدد ببساطة. المشكلة في الارهاب الانتحاري ان الامداد غير محدود ويحركه الطلب«.

ورصد بيغ هجمات ارهابية انتحارية من لبنان واسرائيل والشيشان وسريلانكا وقال ان الديمقراطيات الرئيسية مثل الولايات المتحدة واسرائيل وفرنسا والهند وروسيا كانت الهدف الاساسي.

وفي كتابه »الموت من اجل النصر.. المنطق الستراتيجي للارهاب الانتحاري« يقول بيغ ان ابرز منظمة ارهابية نفذت الهجمات الانتحارية هي جبهة نمور تحرير تاميل ايلام وهي جماعة هندوسية علمانية في سريلانكا قال انها صاحبة ابتكار »الحزام الانتحاري«.

واضاف ان العراق نموذج اساسي للارهاب الستراتيجي فقبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في مارس 2003 »لم يعرف تاريخ العراق الهجمات الانتحارية« ولكن منذ ذلك الحين تتضاعف سنويا وتصاعدت اعمال العنف بشكل حاد وبصفة خاصة الهجمات الانتحارية منذ اعلان تشكيل حكومة عراقية جديدة يقودها الشيعة في اواخر ابريل. وقتل اكثر من 700 عراقي و 78 جنديا اميركيا في تفجيرات بالقنابل وهجمات اخرى في مايو ليصبح اكثر الاشهر دموية في العراق منذ يناير.

وجمع بيغ معلومات سكانية خاصة بعدد 462 مهاجما انتحاريا وخلص الى ان الفكرة السائدة خطأ »الرأي الشائع بأن المهاجم الانتحاري شخص وحيد يعيش في بؤس على هامش المجتمع مسألة بعيدة تماما عن الحقيقة في واقع الامر«.

ووجهت الدعوة لبيغ لبحث تحليله مع مجموعة من اعضاء الكونغرس وقد اعرب عن امله في ان يوضح كتابه لواضعي السياسات ان الصلة المفترضة بين الهجمات الانتحارية والاصولية الاسلامية مضللة ويمكن ان تسهم في سياسات تؤدي لتدهور الوضع.

واكد بيغ ان الحكومة الاميركية كونت فقط »فهما جزئيا« لما يحرك الارهاب الانتحاري لانها لم تبدأ في جمع البيانات سوى في عام ,2000 واضاف »حين تكون صورة اكثر شمولا يمكن ان ترى ان السبب الرئيسي للارهاب الانتحاري هو التصدي للاحتلال وليس الاصولية الاسلامية والاعتماد على قوات قتالية مدججة بالسلاح لتطوير مجتمع اسلامي من المرجح فقط ان يؤدي لزيادة الارهاب الانتحاري كما هي الحال الآن.