المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إيران في نهاية عهد خاتمي.. مادونا وبيكام في ساحة الثورة.. وعلاقات أفضل بالخارج



على
06-03-2005, 08:56 AM
ثماني سنوات بذرت بذور الإصلاح وزادت الأمل لدى الشباب

يترك الرئيس الإيراني محمد خاتمي بانتهاء ولايته الشهر الحالي، مجتمعا أكثر حرية وانفتاحا على العالم، وإن كان شبابه بصورة خاصة يطلبون أكثر من ذلك بكثير من رجال الدين الذين يحكمون البلاد.

وشهدت إيران خلال ولايتيه اللتين استمرتا ثماني سنوات تبدلات لا يُبدي أي مرشح لخلافته رغبة في التراجع عنها. فلم يعد الأزواج الذين يمرون في الشارع مشبوكي الأيدي يتعرضون لمضايقات عناصر الميليشيات الإسلامية أو على الأقل ليس كما كان الأمر من قبل. وتنتشر الهوائيات على السطوح لالتقاط محطات فضائية تروج لأنماط غربية من الأزياء والسلع والموسيقى. وغزت المنافسة بين شركتي «أديداس» و«نايكي» الجمهورية الاسلامية، فيما باتت تباع صور للمغنية الأميركية الشهيرة مادونا ونجم كرة القدم البريطاني ديفيد بيكام في ساحة انقلاب (الثورة) بطهران.

وحتى المغنية الاميركية الشابة بريتني سبيرز أصبحت نجمة معروفة، كما تمكن الإيرانيون أخيرا من مشاهدة افلام مثل «غانغز أوف نيويورك» (عصابات نيويورك) و«آفيتور» (الطيار) في دور السينما، و«طروادة» على التلفزيون، ولو بعد مرورها على الرقابة التي عدلت في النص.

ويتهافت الشبان على الأماكن العامة حيث يتغازل الفتيان والفتيات. وتتصرف الإيرانيات الى حد ما في طريقة وضع الحجاب، حيث صرن يكشفن الشعر قليلا ويرتدين ألوانا زاهية، فيما قصر المعطف الإلزامي وضاق ليلامس أجساد بعض الفتيات المولعات بالموضة. غير أن العديد من الايرانيين ينفون أن تكون هذه الحرية قد اكتُسبت بفضل محمد خاتمي، معتبرين أنها أمر محتوم بالنسبة لشعب ثلثاه دون الثلاثين من العمر. وقال محمد خاتمي «اعترف بأنني لم أحقق أهدافي بنسبة مائة في المائة، لكن مواقفي أرغمت أولئك الذين كانوا يعارضونها على التكيف مع التطور الاجتماعي».

وأوضح محمد علي أبطحي، أحد المقربين من الرئيس، أن «أكبر نجاح حققه خاتمي كان ترسيخ الإصلاحات في المجتمع (..)، وهو واكب الإيرانيين على طريق الإصلاح بدل أن يسعى ليكون بطلهم».

ورأى المحلل سعيد ليلاز أن «السلطة كانت قبل ثماني سنوات تتدخل في جميع نواحي الحياة الخاصة. أما اليوم، فحتى القضاء وقوات الأمن بدلت موقفها وأخذت المظاهر الاستبدادية للنظام تتلاشى». وأشار إلى أنه «في وسع السلطة حظر صحف مثلما فعلت عام 2000 بالنسبة لمائة مطبوعة، لكنها لا تفعل».

وأصبحت الصحافة تورد انتقادات مدهشة ولو نسبية، غير ان هذه الفسحة النقدية تبقى محدودة، اذ لا يزال المحافظون يمسكون بزمام السلطة وقادرين على ممارسة القمع. وما زال الصحافيون والمنشقون يُزَجون في السجون، فيما يعتبر الطلاب ان الرئيس «تخلى عنهم» خلال المظاهرات الضخمة التي جرت عام 1999 وقوبلت بقمع عنيف.