المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبو مصعب الزرقاوي. كوم»



على
06-03-2005, 08:53 AM
يحارب الحضارة الغربية ويحث الأصوليين على استخدام وليدها الشرعي الإنترنت


http://www.asharqalawsat.com/2005/06/03/images/news.303340.jpg


يطالب الأصولي الأردني المتطرف أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» بالعودة الى أصول الاسلام، لكنه يعتمد في ذلك الى تقنية القرن الواحد والعشرين، مركزا على استخدام شبكة الإنترنت.

ويبث الزرقاوي على الإنترنت تسجيلات صوتية يتعرف فيها المراقبون الحاذقون الى نبرة صوته بدون ان يكون في وسعهم تأكيد ذلك رسميا، ليتبنى اعتداءات وهجمات او يوجه تهديدات او يعلق على أحداث الساعة او يوجه رسائل الى الشعب الاميركي او اسامة بن لادن او حتى لإعطاء أخبار عن صحته مثلما حصل الاثنين الماضي. ويرى بعض الخبراء ان استخدام تقنية الإعلام الحديثة من قبل رجل مطارد من الجيش الأميركي، ينم عن قدرة تنظيمية كبيرة ويكشف عن وجود هيكلة اتصالات متينة الى جانبه.

وهذه الهيكلية يقودها ابو ميسرة العراقي رئيس «القسم الإعلامي» الذي يوقع بيانات الجماعة. ويعتمد الزرقاوي على الأرجح، على الجرائد خصوصا انه يستشهد في بعض بياناته بمقاطع من المقالات الصحافية الغربية، وخصوصا الأميركية، بينما لا يتقن هو نفسه اللغة الانجليزية.

واوضح آلان شويه المسؤول السابق في اجهزة الاستخبارات الفرنسية ان الاصوليين المتطرفين «بصورة عامة والزرقاوي خصوصا سيطروا بشكل فاعل للغاية على الوسائل التقنية». وقال انه من السهل نسبيا إحباط الجهود التي تبذلها اجهزة الاستخبارات في الدول المستهدفة من اجل رصد مصادر الرسائل التي تنشر على الإنترنت.

واضاف لكن «اذا بدلت نقطة الاتصال بالشبكة كل مرة، فليس من السهل معرفة المصدر. يكفي ان يكون هناك ثلاثة او اربعة اشخاص في مواقع جيدة في العراق او في المنطقة لالتقاط الرسائل سواء مباشرة او بشكل غير مباشر، وإعادة بثها». وقالت ريتا كاتس التي تدير في واشنطن معهد «سايت» المتخصص في مراقبة المواقع الجهادية على الإنترنت وترجمة مضمونها، انها تعالج «يوميا بين أربع وعشر رسائل صادرة عن القاعدة في العراق». واضافت «ليس هذا عمل رجل واحد وليس لدي اي شك في انه محاط بفريق من الأشخاص الأكفاء». وتابعت «اذا كنتم تريدون توجيه رسالة الى الزرقاوي فهذا ممكن وستحصلون على رد. ترجمنا العديد من هذه الرسائل وقدرته على التجاوب على الإنترنت مدهشة».

ويعلق الزعيم الارهابي بانتظام على شؤون العالم وعلى ما يجري من احداث في الدول الاجنبية وقد تطرق الى وفاة البابا يوحنا بولس الثاني حتى. كما انه يقيم سجالات ومناقشات مع صحافيين. واستخدام الإنترنت امر مرغوب به في الاوساط الأصولية المتطرفة التي تشجع عليه وتعمل على نشره.

وعلق جيرولد بوست، استاذ التحليل النفسي في جامعة جورج واشنطن، الذي عمل لفترة طويلة مستشارا في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) «وجدت جملة على موقع للقاعدة تقول انه من السهل بفضل التقدم التقني بث معلومات على الإنترنت ونطلب بإلحاح من المسلمين العاملين على شبكة الإنترنت نشر المعلومات حول الجهاد». وتابع بوست «هناك نحو اربعة آلاف موقع اسلامي على الإنترنت تبدل كل يوم»، مشيرا الى انه «ليست هناك اي وسيلة لمنع ذلك ونحن في الغرب لا نعرف كيف نتصدى لتأثيرات هذه الرسائل المتطرفة». غير ان بعض الخبراء حذروا من مخاطر تزوير المعلومات والتلاعب بها، والملازمة لشبكة الإنترنت.

وقال الخبير الجنائي الفرنسي، آلان باور، الذي الف مع كزافييه روفر كتابا بعنوان «لغز القاعدة» انه «منذ شن الحرب على العراق هناك عدد كبير من المواقع التي تعلن بيانات تبن غريبة»، معتبرا ان معظم هذه المواقع «زائفة». ورأى ان تزايد هذه المواقع ناجم عن «إعادة استخدام بيانات المجموعات المتطرفة البالغ عددها مائة، والتي تتصل ببعضها بعضا لتدبير العمليات لكن لكل منها منطقها الخاص». وختم ان «بعض هذه المجموعات قررت استخدام القاعدة كعلامة تجارية لأنه يسهل على الغربيين فهمها. انه استخدام فاعل للدعاية».