المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أين يقضي اللبنانيون إجازاتهم هذا الصيف؟



جمال
05-29-2005, 12:07 PM
خيارات محدودة بميزانية متواضعة


بيروت: سيرين عبود

سؤال يتكرر مع بدء ارتفاع درجات الحرارة في بيروت ويحمل اجابات مختلفة تندرج في خانتي الفئات العمرية والميزانيات المرصودة للرحلات. انطلاقة الموسم السياحي الخارجي تبرزها اليوم ابتسامة العاملين في هذا القطاع الذي يستعيد عافيته مع حرارة الصيف. ويشير هؤلاء الى أن قضاء الاجازة خارج لبنان لم يعد نشاطا مقتصرا على الطبقة الميسورة حصرا، اذ باتت غالبية اللبنانيين، خصوصا الموظفين، تنتهز حلول اجازة الصيف للسفر، في ظل العروض الوافرة التي تقدمها مكاتب السفر والسياحة ونظام التقسيط الذي اقتحم هذا القطاع بخطى ثابتة.

وجهات اللبنانيين السياحية

* والحديث عن خيارات اللبناني لوجهته السياحية يبرز ان الميزانية وسهولة الحصول على تأشيرة الدخول يشكلان المعيارين الأساسيين، وفي هذا الاطار تتحدث المسؤولة الاعلامية في احدى شركات السياحة والسفر «ان الميزانية المحدودة التي يرصدها اللبنانيون لرحلاتهم الصيفية تجعل تركيا (الوجهة البحرية) واليونان (رودوس) تحتلان الصدارة في الحجوزات»، مضيفة «ان هذين البلدين يستقطبان الفئات العمرية المختلفة، علما انهما يؤمنان هدف اللبناني من الرحلات والمتمثل في السياحة والتسوق».

ويبدو ان المنافسة ضمن هذه الفئة واضحة، اذ تكثف هذه المكاتب عروضها المتمحورة حول تأمين رحلات أسبوعية عبر طائرات «تشارتر» مستأجرة مع تذاكر السفر والاقامة لمدة 7 أيـــــام في فنادق من فئة 3 أو 4 نجوم بأســــعار تبلغ حوالي 500 دولار، مما يجعل التهافت عليها بارزا.

كما ان الرحلات التثقيفية والتي تتضمن زيارة أكثر منطقة في دولة واحدة أو في دول عدة تنحصر على الفئات الشابة لأنها تتطلب الاكتفاء بأمتعة قليلة واطلاق العنان للترحال من دولة الى أخرى، فهذا البرنامج الحافل والذي يشمل دول أوروبا (ايطاليا واسبانيا والبرتغال) والمغرب العربي لا يغري العائلات بل يقتصر على الافراد الذين يضعون لرحلتهم هدفا متمثلا في اكتشاف مناطق عدة من العالم والتعرف الى الحضارات المختلفة. لكن صعوبة الحصول على تأشيرة سياحية الى الدول الأوروبية يقلل من مبيعات هذه الفئة، فضلا عن ان اغراء الاكتشاف يصطدم بالمسافات الطويلة التي يتفاداها اللبنانيون في اجازاتهم.

التسوق والحياة الليلية متعة اللبنانيين في السفر

* ورغم الاشارة الى ان هذه الفئة تستقطب فئة معينة، خصوصا انها تتطلب ميزانية تتراوح بين 1200 و1500 دولار، إلا ان ثمة ملاحظة يوردها المسؤولون في مكاتب السفر وهي ان اللبنانيين لا يبحثون عن المغامرة والترحال في رحلاتهم بل ان سياحتهم تحمل عنواني التسوق والحياة الليلية في بلدان ذائعة الصيت. وفيما تحدد الميزانية المرصودة لرحلاتهم وجهتهم السياحية فإن الهدف من رحلتهم معروف ومحدود.

والسائح اللبناني، واع لخياراته ولو انه لا يخطط كثيرا لأسفاره، ويسهم الحديث بالتواتر والتقليد في تحديد وجهته السياحية، فهناك حالات ضئيلة ينصح فيها بتغيير البلد الذي ينوون قضاء الاجازة فيه تبعا للميزانية المرصودة، خاصة ان هناك زيادة واضحة في سياحة الطلاب الجامعيين خلال هذه الفترة. رحلات اللبنانيين الى البلدان العربية

* زيارة البلدان العربية تحتل مكانة عالية في جدول سفر اللبناني لقضاء اجازته، فموقع مصر في سياحة اللبناني يدفع معيار المناخ الى الواجهة، ولكن الطقس يلعب دوره، لتكون نهاية مايو (أيار) موعد وقف الحجوزات الى مصر بسبب الحرارة المرتفعة التي يتلافاها اللبناني خلال اجازاته، كما ان شرم الشيخ تدرج على لائحة «أفضل المبيعات» خلال الربيع وعطلة اعياد الفصح والميلاد ورأس السنة.

رحلات مثالية لقضاء شهر العسل

* لشهر العسل خانة مستقلة تفرد لها الوكالات عروضا خاصة غالبا ما ترتكز في الجزر اليونانية واسبانيا، كما أنها تشهد وجهات مبتكرة يرغب الزبائن في قضاء أوقاتهم فيها، وهنا يبرز دور شبكة الإنترنت التي يعتمد عليها البعض لتحديد مكان رحلته.

السياحة اللبنانية الى الخارج رهن بمجالات التسوق والترفيه والحياة الليلية، والفضول اللبناني يدفع نحو الراحة وليس الاكتشاف. فلبنان هو وجهة العرب الصيفية وأهله يفضلون بلاد العثمانيين واليونان. حصة الأطفال من الإجازة الصيفية

* للاطفال حصتهم ايضاً من الاجازات الصيفية، اذ يشكل هذا الموسم ملاذاً لهم بعد عام دراسي حافل. وفيما يفضل البعض منهم الاستفادة من هذه الاجازة في المخيمات الكشفية التي تنظمها الجمعيات الاهلية خلال فصل الصيف، يؤثر بعضهم قضاءها على الشواطىء الرملية.

نادر (14 عاماً) ينتظر فصل الصيف للإلتحاق بالمخيم الكشفي السنوي، الذي تنظمه جمعية، ينشط فيها في جبل لبنان، ويقول «ان الفرصة تكون مفيدة للاستفادة من المهارات المختلفة وتحدي الذات».

اما نور (12 عاماً) فيعتبر ان فصل الصيف مرادف لشاطىء البحر حيث يقضي ساعات طويلة في ممارسة رياضة السباحة.

وتعمد بعض المدارس الى تنظيم «ايام رياضية» تترافق مع فصل الصيف. وتشمل على سبيل المثال يوماً مخصصاً للفروسية وآخر للسباحة مع ما يرافقها من رياضة مائية وثالث لرياضة المشي في المناطق الجبلية.

وتقول ليلى (12 عاماً) في مدرسة الليسيه الفرنسية في بيروت، انها تنتظر هذه الايام بفارغ الصبر، فهي تسمح لها بممارسة انواع الرياضة غير المتوفرة في الاوقات العادية. مع الاشارة الى ان التكاليف التي يتكبدها الاهل لارضاء اولادهم ليست متواضعة، اذ ينبغي وضع ما يقارب المائتي دولار عن اربعة ايام رياضية على سبيل المثال.