المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مع الشيخ التبريزي في آرائه وفتاواه (8)/ حذاري يا شيخ من مؤامرات «الحواريين» )



سيد مرحوم
06-14-2003, 03:06 AM
--------------------------------------------------
قلنا في الحلقات السابقة :

إنّنا لا نهدف في مناقشتنا مع الشيخ التبريزي إلى مناقشة عالم له آراؤه وفتاواه ، والتي يمكن أن يخطأ فيها ويصيب ، وسبحان مَن لا يخطأ ، ولكنّ الهدف هو مناقشة منهج يبتعد بنا عن طريق العلم والتآلف بين الناس وخط يؤدي إلى إيقاع الناس في الخطأ والشبهة ... (7)

وقلنا أيضاً : إنّ الحكم بضلالة شخص أو هدايته وفقاً لبعض القضايا التاريخية لهو من المبتدعات ، ولا نجد له نظيراً عند علمائنا السابقين الذين كانوا كثيراً ما يختلفون ولا يكفّر بعضهم بعضاً ، ومَن أراد المزيد فليراجع اعتقادات الشيخ الصدوق وتصحيحات الشيخ المفيد لها ، ليرى سعة الاختلافات بينهما رغم أ نّهما كلاهما من مشايخ الطائفة ، ولم يكفّر أحدهما الآخر ..

وقلنا في الحلقة (1) : إن هذه الفتاوى تشكل أرضية خصبة لتفريق الأُمّة بل بروز صراعات سياسية ومشاكل اجتماعية تترتب عليها ، فكثيراً ما استترت السياسة وكذلك المصالح الدنيوية بلباس الدين وكثيراً ما اجتمع الاستبدادان السياسي والديني في لباس واحد ومتى ما اجتمعا كان لدينا أبشع أنواع الاستبداد في العالم ...

وقلنا أيضاً : إنّ الاتجاه إلى التكفير والاتهام بالارتداد والضلال والتفسيق وإسقاط الحرمة ، هي أساليب إرهابية واستبدادية امتازت بها العصور الوسطى لا القرن العشرون وما بعده ، وامتازت بها المدرسة الأموية والعباسية ، لا مدرسة أهل البيت (ع) والتي قامت على أساس احترام العقل وحرّية النظر والاجتهاد في الدين .

وقلنا : أنّ الشيخ وقع في ورطة دبّرها له حواريوه الذين يثق بهم ، ولم يكونوا عند مستوى تلك الثقة ، وأفتى بما أفتى ، ورغم أ نّه كُتِبَ إليه بهذا المعنى ونُبِّهَ على ذلك إلاّ أ نّه أصرّ ولم يتراجع عن أحكامه .

وقلنا : ولا نقول ذلك دون دليل وبرهان ، فإنّ المُراجِع لموقع التبريزي وفتاواه يجدها مصممة على التحيّز المسبق ، بحيث أنّ الكثير من الاتهام والتجريم قد ضمّن ضمن الأسئلة ، وكأ نّها مخطط لها توجيه الشيخ ومقلديه نحو استهداف الآخرين والنيل بهم بالتشهير والتكفير ، ولم يسلم الشيخ من الوقوع في الكثير من هذه المزالق ، فراجع وتأمل في ذلك (7) .

وفي هذه الحلقة : نقدِّم للقُرّاء دليلاً حسّياً على صحّة مدّعانا من أن حواري التبريزي ، الذين يعتمد عليهم ، يوجهون فتاواه نحو إيقاع الفتنة ، والتحريض على التكفير والتشهير ، بل على قتل مَن يختلف معهم ، فإنّ المشرفين على فتاوى الشيخ ، من الذين يعدّون الأسئلة المتحيزة والمتضمنة التجريم سلفاً والقائمة في أكثرها على تقطيع النصوص وتزوير الحقائق ، والتي يحرّكونه بها نحو نمط معيّن من الإجابة ـ ولا يعني ذلك نفي مسؤوليته عنها ... ـ هؤلاء قد رتّبوا جملة أسئل ة وأجوبة عن جواز قتل المرتد ومَن يسبّ النبيّ (ص) والأئمة (ع) والتي أفتى الشيخ : بجواز ذلك دون الحاجة إلى محكمة مدنية أو شرعية أو حاكم شرعي أو قاض ديني ، فكل شخص يستطيع أن يقتل آخر تحت عنوان أ نّه مرتد أو سبّ المعصومين (ع) ، فهو يشخّص ذلك ويكون قاضياً ومجرياً للحكم في نفس الوقت دون الحاجة إلى إثبات في محكمة أو لدى حاكم شرعي ، بعد عدّة أسئلة من هذا القبيل تقرأؤها فيما يأت بنصها ، عمدوا ـ حواريو التبريزي ـ إلى حشر سؤال واضح من صيغته أنّ المقصود به : ال سيِّد محمد حسين فضل الله ، ثمّ طلبوا من التبريزي بيان الموقف منه ، فأجاب متفضلاً :

قد ظهر الجواب عن السؤال من الإجابات السابقة ، والله الهادي إلى سواء السبيل .

والإجابة السابقة : هي جواز القتل إذا ثبت عند المكلف الاتهام دون الحاجة إلى إثبات !!

فعُلِمَ بقرينة السؤال والأسئلة السابقة تماماً لهذا السؤال : جواز قتل المعني بهذا السؤال الأخير .

ولغرض تحري الدقّة والانصاف نقول : قد يكون الشيخ التبريزي قد أجاب عن السؤال الأخير ضمن أسئلة أخرى ، ليست تلك المرتبة قبل هذا السؤال المتعلق بإجازة القتل ... ولكن مَن يديرون أُموره ، أو المسؤولون عن موقعه وفتاواه ، قد رتّبوا الأسئلة بهذا الاتجاه ليوحوا للقرّاء بجواز قتل السيِّد فضل الله ـ وغيره ـ ولا يحتاج ذلك إلى مزيد بيان أو إقامة دليل ، لأنّ القرين يعرف بقرينه ، كما قيل .

فتسلسل الأسئلة وترتيبها ضمن باب منفرد برقم (20) يحمل عدّة أسئلة عن جواز قتل المرتد والناصبي دون أيّة أسئلة أخرى ، ثمّ إيراد سؤال متصل ولاحق ضمن الباب نفسه عن الموقف من شخص واحد صدرت منه (كل هذه المقولات ... ) ويفهم منها أنّها من سنخ المقولات الواردة في الأسئلة السابقة بدليل (هذه ... ) ثمّ السؤال عن الموقف منه ، مع التأكيد على أن تلك المقولات صدرت : تعمداً منه على تشكيك أبناء الطائفة ... يعني ذلك في منطقهم : معاداة أهل البيت (ع) بدليل (تعمداً) ...

ثمّ تشخيص هذا الشخص الواحد بأ نّه : (دأب على التحدث بمثل هذه المسائل في المجالس والمحافل العامة واستفاد لذلك من الراديو والتلفزيون ونشره في الكتاب والصحيفة والمجلة وسائر وسائل الاتصال الجمعي ؟ ) ، لبيان أنّ المراد بذلك : شخص السيِّد محمد حسين فضل الله .

فيجب الشيخ التبريزي : قد ظهر الجواب عن هذا السؤال من الإجابات السابقة ...

وكان رقم هذا السؤال : (106) .

والإجابات السابقة ، عن الأسئلة السابقة ضمن هذا الباب (باب رقم 20) هي :

س 102 : هل يجوز قتل المرتد ؟

ج 102 : إذا كان المكلّف عارفاً بالارتداد .... جاز له إجراء الحد عليه .

وس 103 : يتعلق بنفس السؤال السابق .

س 104 : الساب للنبي ... هل يترتب عليه حكم الارتداد الفطري ... مضافاً إلى وجوب قتله ...

ج 104 : مَن سبّ النبي (ص) أو الإمام عمداً وقصداً فحكمه القتل ...

وس 105 : حول نفس موضوع س 104 .

وجوابه : قد تقدّم الجواب في السؤال الأوّل (104) ...

ثمّ س 106 : عن الموقف من السيِّد فضل الله .

وجوابه : قد ظهر الجواب عن هذا السؤال من الإجابات السابقة (أي جواز القتل) .

* * *



فهذا نموذج من نماذج التخريب في الوسط المرجعي الذي يريد زرع الفتنة وجعل الأُمّة تقاتل بعضها بعضاً ، وهو يبيِّن بوضوح حقيقة ما يجري في الخفاء من مخططات خطيرة .

وجملة فتاوى الشيخ التبريزي (عافاه الله) موجّهة بهذا الاتجاه ، والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى ، وكأن مستقبل الاسلام في العالم أجمع : حل القضية الفلسطينية وحل مشكلة العراق ، ومواجهة الهجمة الصهيونية والغربية على العالم الاسلامي كلّها متوقفة على كسر هذا الرجل (فضل الله) والخلاص منه .

أمّا لماذا ؟

لأ نّه وقف حجر عثرة أمام الاحتلال الإسرائيلي وعارض الغزو الأميركي ، ويدعو المسلمين إلى الجهاد والدفاع عن حريم الاسلام ، ونجا من ثلاث محاولات اغتيال سابقة دبّرتها له الـ CIA والموساد الإسرائيلي ... !!

وبإزالته واغتياله فكرياً ، أو شخصياً سيهدأ بال الكثيرين من المسلمين وغيرهم .

فيا سماحة الشيخ التبريزي !

إن كنت تدري فتلكَ مصيبة***وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم

نقول هذا لننبه على خطر ما جرى وما يجري ، ونرجو ـ بكل إخلاص ومحبة ـ ممّن يحبّون الشيخ العمل على تنبيهه للورطة والفتنة التي سيق إليها ، والعمل على إنقاذ الشيخ من هذه المؤامرة ، لكي لا تتخذ فتاواه قميص عثمان : تشعل بها الفتنة وتستغل لإراقة الدماء بين المؤمنين ، وتلك حجّة عليهم جميعاً يسألون عنها يوم الدين ، يوم ينادي المنادي : (وَقِفُوهُم إنّهُم مَسؤُولُون ) .

ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم .



نص الأسئلة وأجوبتها مصورة من موقع الشيخ التبريزي :

الملحق من المسائل بالعقائد :

المرتد

س102: هل يجوز قتل المرتد الفطري لكل أحد إذا أمن المخاطر على نفسه ومن يتعلّق به، أو انّه يتعلق بالحاكم الشرعي أو وكيله بهذا الشأن؟

بسمه تعالى

ج102: إذا كان المكلّف عارفاً بالارتداد ومحقّقاته وأحرز حصوله بالسماع من شخص معيّن ولم يخف هناك محذور في قتله ولو مستقبلاً جاز له إجراء الحدّ عليه، واللّه العالم.

المرتد

س103: هل يجوز قتل المرتد مع عدم الأمن على النفس أو أنّ الإقدام عليه له حكم تكليفي ـ الحرمة ـ؟

بسمه تعالى

ج103: لا يجوز قتل المرتد مع عدم الأمن، واللّه العالم.

الساب للنبي (ص)

س104: الساب للنبي (ص) بحكم الانفعال النفسي غير الواصل إلى درجة سلب الإرادة والاختيار ومع بقاء الإذعان برسالته في النفس هل يترتّب عليه حكم الارتداد الفطري في بينونة زوجته ونجاسته مضافاً إلى وجوب قتله، أو أنّ هذه الأحكام وهي بينونة الزوجة وانتقال المال لمورّثه ولانجاسه مختصّة بالمرتد؟

بسمه تعالى

ج104: من سبّ النبي (ص) أو الإمام (ع) عمداً وقصداً فحكمه القتل، ولكن لا تترتّب عليه أحكام الارتداد الفطري، واللّه العالم.

الساب للإمام (ع)

س105: رجل سمع رجلاً آخر يسبّ الإمام المعصوم فهل يجوز له قتل فيما إذا أمن المخاطر على نفسه أو لابدّ من الاستئذان من الحاكم الشرعي؟

بسمه تعالى

ج105: تقّدم الجواب عنه في السؤال الأوّل، واللّه العالم.

المقولات المتناقضة

س106: إذا كانت كلّ هذه المقولات المتناقضة فيما بينها صادرة من شخص واحد رغم أنّها تنبع من اتجاهات فكرية متعدّدة، فهل يمكن لنا الاعتماد على ما يطرحه من آراء عقائدية أو فقهية؟

وما هو الموقف ممن يرون في ذلك تعمّداً منه على تشكيك أبناء الطائفة بعقيدة العصمة مدّعين أنّه لو كان يعتمد رأياً واحداً لأمكن القول إنّ رأيه مختصّ به أمّا وقد لحظوا في ذلك اغتراف من مشارب متعدّدة بل ومتناقضة فيما بينها، راحوا يجاهدون هذه الأفكار أمام عامّة الناس“ علماً أنّه دأب على التحدّث بمثل هذه المسائل في المجالس والمحافل العامّة واستفاد لذلك من الراديو والتلفزيون ونشره في الكتاب والصحيفة والمجلّة وسائر وسائل الاتصال الجمعي؟

بسمه تعالى

ج106: قد ظهر الجواب عن هذا السؤال من الإجابات السابقة، واللّه الهادي إلى سواء السبيل.
--------------------------------------------------
-----------------------------------------------
الموضوع القادم هو الحلقة الاخيرة وانشاء الله ستكون ( مع التبريزي في آرائه وفتاواه (9) البيـان الخـتامي) فترقبوه00
----------------------------------------------
*هذا موضوع قيم للاستاذ / حسن احمد علي حول اراء وفتاوي التبريزي التضليلية في سماحة اية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (دام ظله) ومن ايده من العلماء والمؤمنين حفظهم الله تعالى0
-----------------------------------------------
الموضوع سلسلة في حلقات مترابطة لذلك من الافضل التواصل معه وقرائته بكل اجزائه00
الحلقة الاولى : هل نقد المراجع بموضوعية تقييم مشروع او تسقيط ممنوع؟
http://www.manaar.com/vb/showthread.php?t=408
الحلقة الثانية : الشيخ التبريزي واركان الاعتقاد المبتدعة
[http://www.manaar.com/vb/showthread.php?t=419
الحلقة الثالثة : مع الشيخ التبريزي في ارائه وفتاواه ( اسس الولاية والاعتقاد)
http://www.manaar.com/vb/showthread.php?t=437
الحلقة الرابعة : مع الشيخ التبريزي في آرائه وفتاواه / بدعة التكفير على اساس التاريخ
http://www.manaar.com/vb/showthread.php?t=463
الحلقة الخامسة : مع الشيخ التبريزي في آرائه وفتاواه (5) شهادة الزهراء (ع) و دليله في ادانة مخالفيه
http://www.manaar.com/vb/showthread.php?t=481
الحلقة السادسة : مع التبريزي في آرائه وفتاواه (6 ) الجزء الثاني من مناقشة مسالة شهادة الزهراء(ع)
http://www.manaar.com/vb/showthread.php?t=495
الحلقة السابعة: مع الشيخ التبريزي في آرائه وفتاواه (7)/ مناقشة المنهج الذي قامت عليه فتاويه التضليلية
http://www.manaar.com/vb/showthread.php?t=508
----------------------------------------------------------------------

موالى
06-14-2003, 08:01 PM
جزاك الله خيرا ياسيد مرحوم على هذه المقالات الرائعة المفيدة .