المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وكان السبب: نكتة! ............ أنيس منصور



yasmeen
05-15-2005, 06:18 AM
من اجل (السجع) كان لا بد أن يفقد أحد القضاه وظيفته.. أو كان لا بد أن يكون القاضي في مدينة (قم) الإيرانية لتقع عليه (السجعة) فيفقد عمله.. وفي الأدب يدرسون : يا أيها القاضي بقم قد عزلناك فقم!

وأنا ـ والله أعلم ـ قد فقدت عملي سنتين في الشارع بسبب نكتة أو أكثر وبسبب مقال كتبته فاعتبره الرئيس عبد الناصر سخرية منه. فقد اخترعت نكتة ولسذاجتي حكيتها لشقيق الرئيس عبد الناصر المرحوم شوقي عبد الناصر.

وسذاجتي مركبة.. فقد تصورت أن للحاكم أصدقاء.. أو أن لأشقاء الحاكم أصدقاء. وان صداقتهم أهم من الحاكم.. أو من الممكن أن يكون الصديق سترا وغطاء في مهب رياح الغضب ـ غضب الحاكم الشقيق. ومن سذاجتي أيضا انني تصورت انه من الممكن أن اسخر من الحاكم وأن يسكت اخوه عن ذلك.

وان أذهب في سذاجتي لدرجة أن اعترف بان هذه النكتة وغيرها من اختراعي.. وأن اتصور بمنتهي السذاجة أن الصديق أهم من الشقيق. وأن الحاكم اذا بلغته النكتة التي اضحكت الملايين سوف يصبر على ذلك، من دون أن يستعرض قوته فورا لأكون عبرة لكل من يخترع نكته أو يضحك عليها اذا سمعها!

ومرحلة اخرى من السذاجة ولا اعرف كيف، أن رويت نكتة اخرى لصديقي حسن إبراهيم نائب رئيس الجمهورية. والنكتة الثانية عن الرئيس عبد الناصر. وقد اطلقت هذه النكتة ونحن في اليمن.. ضمن وفد الأدباء: يوسف السباعي وصالح جودت ومحمود حسن اسماعيل وكل واحد من هؤلاء محطة اذاعية وتليفزيون ولأنهم جميعا أولاد نكته وصناعتهم الكلام فلا بد أنهم قد نقلوه الى عشرات العشرات إلى مئات الى الوف حتى تلقتها اجهزة المعلومات إلى حاشية الرئيس ثم الرئيس..

كأنني طول الوقت خشيت أن يدعي أحد ملكية هذه النكتة. لقد تفرغت كذلك للنكت وفي نفس الوقت خشيت أن يدعيها أحد غيري..

وبعد ذلك كتبت مقالا مزدوج المعاني والأداء. والهدف هو الاسقاط على النظام الشمولي في مصر.. وكان ذلك بعد تأميم الصحافة ـ تأميم (أخبار اليوم) التي كنت أعمل بها رئيسا لتحرير مجلة (الجيل).. وبعد استبعاد صاحبيها مصطفى أمين وعلي أمين. وكان المقال تعليقا على مسرحية توفيق الحكيم (السلطان الحائر).. وهي عمل فني بديع اساسها خبر ذكره المؤرخ إبن اياس في كتابه (بدائع الزهور).. وهو ان القاضي السوري عز الدين بن عبد السلام قد وجد نصا في الشريعة أنه لا يجوز للعبيد أن يحكموا الأحرار.. ولذلك قرر بيع المماليك والسلطان المملوكي ايضا. وباعهم. اما السلطان فقد شاء توفيق الحكيم أن تشتريه احدى الغانيات!

ومن مسرحية الحكيم ومن تأميم الصحافة ومن بهدلة (أخبار اليوم) ومجيء ضابط لاعلاقة له بالصحافة يحكمها ويتحكم فيها وفينا اقترحت على نائب رئيس الجمهورية أنور السادات وكان مشرفا علينا أن يضع هذه الآية الكريمة على باب (أخبار اليوم): كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب!

وقد انهيت مقالي بهذه الجملة التي كانت كافية لفصلي سنتين في الشارع ـ فصلي من تدريس الفلسفة في الجامعة ومن رياسة تحرير مجلة (الجيل).. قلت في نهاية المقال: وقد وقف العز بن عبد السلام راكبا حماره على حدود مصر: هو بالنيابة عن الأصفياء والحمار بالنيابة عن الشعب المصري!

اما النكتة الفاصلة والضربة القاضية فهي أن رجلا اعتاد أن يجلس في المقهى وأن ينظر في الصفحة الأولى من الجريدة ويبصق عليها ثم يلقي بها على الارض.. فسأله أحد الجالسين على المقهى: هوه سيادتك بتقرأ ايه بالضبط؟ فقال: صفحة الوفيات.. فقال له: ولكن الوفيات في داخل الجريدة..

فكان رده: ولكن اللي في بالي لا بد أن يموت في الصفحة الأولى!

هاشم
06-14-2005, 12:14 AM
كااااااااااااككككككككك

مشكل