المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا يصبح الفرد إرهابيا؟



على
05-13-2005, 10:06 PM
عبدالفتاح الدربي

الارهاب هوجريمة ضد الانسانية، يتعدى فيها المعتدي على حياة الاشخاص الابرياء، يخلق جوا من الكراهية والخوف ويساهم في تكوين الشقوق بين الديانات والمجموعات العرقية على مستوى عالمي ويشكل الارهاب احد اخطر الانتهاكات للسلام والقانون الدولي وقيم الكرامة الانسانية, ان الارهاب هو هجوم على حقوق الانسان ليس هناك أي مبرر للهجوم على المدنيين وغير المحاربين باستعمال اساليب الرعب والاعتداءات المميتة.

هناك حالات يجمع المراقبون على انها أعمال إرهابية بلا أدنى ريب من ذلك فلسطين ولبنان (صبرا وشاتيلا وقانا) والاعمال الارهابية في السعودية والكويت والمغرب والجزائر والقاهرة وما يحدث الآن في العراق و11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن ومدريد، وغيرها من مناطق العالم، وهنا سأتحدث عما يخصنا كعرب ومسلمين ولماذا يعتبر العرب والمسلمون من قبل بعض التيارات الغربية انهم صداع العالم المزمن؟ طبعا السبب هو الجماعات الارهابية وكيف يفكرون وما الأسباب التي أدت إلى ان يكونوا إرهابيين؟!

أولاً: نقائص العقل لدى هؤلاء.

يفتقد هؤلاء القدرة البانورامية الشاملة ويركزون على جزء أو بعض أجزاء من المشهد العام دون احتوائه كله وهؤلاء لا يرون الألوان الرمادية وحسبهم فقط الأبيض والأسود، فلا يرى الواحد منهم الحلول الوسطية، فإما براءة أو إعدام إما كبيرة من الكبائر أو هفوة من الهفوات إما ملاك أو شيطان, لاحظ ذلك لدى بعض وعاظنا على المنابر فهم لا يرون سوى قعر الجحيم أو الفردوس الأعلى، وكل مرتكبي الذنوب أي ذنوب في نظرهم آثمون وسيصلون سعيرا, ولا يسع هؤلاء آراء الآخرين ولا يقبلون الاختلاف والخلاف ولا يتقبلون الانتقاد إذ يرون فيه مساسا مهينا للذات، هؤلاء عقول مشوشة بفعل التأثيرات والعصبية والجهل والأمية.

ثانيا: الجهل العلمي

كثير من هؤلاء في العالم العربي من يعلم هل طبقات الأرض عددها خمس أم تسع وليس هناك من يعرف هل طبقات الجو خمس أم ثلاث,,, الخ,

ثالثا: الطغيان الإعلامي والشعارات

اعتقد أن الشعارات وقناة «الجزيرة» هي أفيون العرب وليس الدين كما قال لينين، فللأسف تركوا ما يحضهم عليه دينهم للعمل والإنتاج وإعمار الأرض وظلوا مخدرين بشعارات يشربون منها كلما ضاقت عليهم لتخدرهم عن ألم نكبة او مصيبة فكم هي ملعونة المخدرات التي تدمر جسدا والشعارات التي تدمر أمما, تلك مسؤولية بعض القنوات الفضائية المتعصبة حيث تجلب لنا كل يوم أصحاب الشعارات ليعودوا بنا للخلف كثيرا ويلوثوا عقول الأمة ويلقوا بها إلى الهاوية,,,

لم لا نتعلم من التاريخ والمنطق مرة واحدة هذه الشعارات والقنوات الفضائية تظهر الوضع العربي الراهن بشعور ينتاب الغالبية الساحقة من الناس بأنها استبيحت كرامتهم داخليا من قبل الأنظمة الديكتاتورية وزلمها واستبيحت خارجا من قبل قوى كبرى متفردة وهذا شعور يمكن أن تنتج منه سلوكيات سلبية تزيد المأزق الحضاري تفاقما, إذن هؤلاء يلعبون على الوتر الحساس في العاطفة الدينية، وتساعد هذه القنوات الفضائية على إيجاد نجم يخاطب الجماهير باسم العاطفة الدينية ويستولي على القلوب وتطيعه العقول.

يقول الفيلسوف الفرنسي غوستاف لوبون «ان اكثر الجماهير عاطفيون والقليل من الناس برهانيون، وهذا يعني ان الذين يفكرون هم قلة والاكثر هم الذين يتحركون بالعاطفة، فهذه في خلقة البشر وفي تكوينهم في هذا الامر,

الحل اذن هو العمل على إيجاد الحرية والديموقراطية لأن عبرهما يمكن التغلب على الارهاب، ليس باستطاعة اي نظام أو حكومة أن تتطالب بشرعية أكبر، يجب علينا دعم تكاثر الحركات الديموقراطية في كل الامم والتأكيد على التزامنا مع التضامن والشمولية واحترام التعددية الثقافية، والعمل على مبادرات جديدة للوساطة واحلال السلام, ويجب ان نعلم أن اي اعتداء على امة هو اعتداء على كل الامم، والضرر الذي يلحق بانسان هو ضرر يلحق بكل الانسانية لا مجال لعدم الاكتراث، ننادى الجميع فردا فردا: الى كل الدول والى المنظمات الوطنية والدولية الى المواطنين انطلاقا من المناقشات بين الزعماء السياسيين والخبراء والمواطنين، نستطيع تحديد المجالات والتوصيات التالية التي نعتبر ضرورة توسيعها وتنفيذها كجزء من عملية ديناميكية مستمرة,

- التشجيع الدائم للحوار الثفافي والديني بواسطة الحوار المحلي وانشاء برامج تبادل دولية,
- يجب على السلطات وعلى وسائل الاعلام مراجعة تعابيرها بشكل دائم لضمانة عدم التقوية غير المقصودة للاهداف الخاصة بالارهابيين كالخوف والرعب والكراهية,
- انشاء برامج وطنية ودولية لتقييم المظاهر العنصرية والمجابهات العرفية والتطرف الديني وتأثيرها على وسائل الاعلام,
- بامكان السياسات الاجتماعية والاقتصادية المساهمة بالتخفيف من الحرمان ومن تأثير التغيرات الاجتماعية والاقتصادية السريعة التي تولد حقد هذا العنصر الذي طالما استغله الارهابيون,

- بذل جهود جديدة لتخفيض اللامساواة الهيكلية في المجتمعات للقضاء على التمييز ضد مجموعات معينة وهذه مسؤولية السلطات,
- دعم البرامج التي تركز على تشجيع تعليم المرأة وتمثيل المجموعات المحرومة تنفيذ اهداف تنمية الالفية للعام 2015. كما أتمنى انشاء مركز موحد تساهم فيه الحكومات العربية (تحت اسم السلام والعدالة في الوطن العربي) في كل الدول العربية يفيد في توعية الناس بكل ما ذكرته ويشكل هذا المركز الفكر العربي المنفتح وليس المتعصب وترتكز رؤية المركز على مجموعة مشتركة من القيم والمبادئ العالمية, حرية وكرامة الانسان وحماية وتقوية المواطنين وبناء وترسيخ الديموقراطية في كل أبعادها ومستوياتها وتعزيز السلام والعدالة, بقيادة وادارة كثير من رجال الوطن العربي والذي يشهد لهم التاريخ بالفلسفة والحوار الحر مثل السيد / احمد الربعي والسيد / سعد بن طفلة والسيد/ عبدالله النفيسي والسيد / سامي الفرج انحنى احتراما لهم, وليس طبعا فيصل القاسم ابو برنامج صب الزيت على النار,

Darbi_a@hotmail.com