المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما رأيك أن تكون فقيها مرجعا و تقوم بهذه الاعمال , مقال للاستاذ زهير الاسدي



الدكتور عادل رضا
05-11-2005, 01:49 AM
في زمان الجاهلية الأولى كان الناس يعيشون حياة تشبه إلى حد كبيرة ما نشهده في هذه الأيام من ظلم وقهر وفقر وتخلف وانحراف , وقد أصلح الله حالهم برجل واحد ( رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) أعتمد على قوة الشريعة الخالدة ووحي السماء, وأنا على يقين أنه لو اجتمع كل سادة وكبراء ومفكري قريش ومن في الأرض معهم وبكل ما لديهم من إمكانيات لما استطاعوا تغيير الحالة السائدة وقتئذ كما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وكذلك يفعل المهدي عليه الصلاة والسلام في الجاهلية الحديثة , سوف يقضي على كل كيانات الظلم والفساد والإنحراف ويبسط العدالة الشاملة على جميع أقطار الأرض بقوة الإيمان ومبادئ الإسلام الحنيف , فما أحوجنا إلى الدين ومباديء السماء في هذه الأيام .



ولما كان المهدي المنتظر لا يأتي بدين ولا كتاب جديد بل يعتمد على هذا القرآن الذي بين أيدينا وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الموثقة في الكتب التي نقرأها, في القضاء على الظلم والفقر والفساد والإنحراف, وبسط العدالة الشاملة على كوكب الأرض, فإن الخلل لا يكمن في الأفكار والمبادئ والدين الكامل التام المنجز بقدر ما يتعلق بفهمه وتطبيقاته في جميع الميادين التي تتصل بحياة الإنسان ( القانونية والسياسية والاقتصادية والأجتماعية والعلمية والثقافية والعسكرية والتربوية..الخ )



ولما كان المهدي ليس رجل سياسة أو ثقافة أو اقتصاد أو .. بل هو إمام معصوم من صنف رجال الدين , فإن مهمة تحقيق العدالة والإصلاح والقضاء على الظلم والفقر والفساد في هذه الايام من مسؤولية رجال الدين قبل غيرهم , وإذا ما رأيت مظاهر الظلم والفقر في مكان ما كما هو موجود في (العراق الجديد) الآن , فأعلم أن هناك خللاً في فهم وتطبيق الدين الحنيف من قبل رجال الدين ( المراجع) الذين من المفترض أن ينهضوا بمسؤولياتهم في هذه الميادين . فرجل الدين العادل يستطيع ان يصلح رجال الدولة والمسؤولين والموظفين والجيش والشرطة وجميع أفراد المجتمع إذا مارس مسؤوليته إزاءهم بأمانة وأخلاص يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويوصل إليهم الأحكام الشرعية الصحيحة ويجاهد في سبيل أظهار الحق وجعل كلمة الله هي العليا ولا يخاف في الله لومة لائم . وكذلك يفعل المهدي المنتظر عند ظهوره .



وأنا كمسلم افهم الشريعة على قدر ما أعطاني الله من علم وإمكانيات, أعتقد أن رجل الدين العادل الذي يفهم الشريعة فهماً عميقاً يستطيع أن يقضي على الكثير مظاهر الظلم و الفقر والفساد والعنف الموجودة هذه الايام , و استطيع أن الخص مسؤولية الفقهاء في هذه المرحلة بما أراه مناسباً , ليس بالمقارنة والمقايسة مع إمام معصوم بل مع مؤمن بسيط , فأقول :



لو كنت فقيهاً مرجعاً فإنني لن أقدّم رسالة عملية كلاسيكية كما فعل الكثير وقد حذف منها البعض مسائل الجهاد الذي فيه امن وحياة ومستقبل المسلمين , بل أقدم دراسة علمية شاملة للشريعة السمحاء تتضمن جميع الميادين التي تتصل بحياة الإنسان ( القانونية, السياسية,

الاقتصادية ,الأجتماعية, العسكرية, العلمية , الثقافية , التربوية ..الخ ) منتزعة كلها من كتاب الله الذي يقول (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) النحل 89
ولا أقدم رسالة عملية تتضمن عشرات الاحتياطات في مسائل الصلاة مثلاً, كما فعل البعض , فأنا أرى أن الفقيه المرجع إما أن ينزل إلى الساحة مجتهداً بلا احتياط يفهم مقاصد الشريعة فهماً عاماً شاملاً أو ينسحب ويترك المجال لمن هو أكفأ وأجدر منه . وأن الكثير من السلبيات التي يعاني منها العراقيون والمسلمون في هذه الأيام قد تساهم في حدوثها هذه القيادات الفقهية المحتاطة (المترددة) في ابسط مقومات الدين الحنيف (الصلاة) , فكيف بالأمور الكبيرة والمعقدة ؟؟ وأن وجود الفقر والبطالة والسرقة والفساد والعنف في الدولة مع سكوت البعض لدليل على عدم كفاءة تلك القيادات الدينية التي من المفترض ان تتصدى لتلك المظاهر الفاسدة وتعالجها حتى لو كلفها الأمر حياتها كما فعل الشهيدين الصدريين الأول والثاني رضوان الله عليهما, لا أن يجلسوا بين أربع جدران وكأن الأمر لا يعنيهم.



ولو كنت فقيها مرجعاً واطلع على ما يجري على الناس هذه الأيام من ( ظلم , فقر ,بطالة , سرقة, احتلال , عنف, خيانة الله ورسوله والمسلمين , العمالة , التخاذل, تعاون البعض مع الاحتلال الظالم ..الخ) فإنني أول ما أوجه السؤال واللوم إلى الفقهاء مراجع الدين, فأقول لهم:
إن الإسلام جاء ليدخل الله في قلوب الناس ويكون رقيباً من داخلهم على سلوكياتهم ويوجههم نحو السعادة الأبدية في جنة عرضها السموات والأرض , ومن واجب الفقهاء ورجال الدين توصيل الإسلام الصحيح إلى قلوب وعقول الناس, والأحكام الشرعية ( الحلال والحرام ) لتكون رقيباً على تصرفاتهم وسلوكياتهم , فالظالم لا يظلم لولا صمت البعض منكم على ما يفعل وعدم اهتمامكم بتوصيل الإسلام الصحيح له وترككم إياه يفعل ما يشاء دونما تحريض الناس لمحاربته , فانتم بصمتكم إزاء الظلم والظالمين قد يصل إلى مشاركة هؤلاء بظلمهم من حيث لا تشعرون. أين نشاطاتكم في مجال الجهاد و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي هي في صميم العقيدة ؟؟ دلوني عليها إن كنتم صادقين؟؟



والفقر لا يمكن أن يكون لولا تقصيركم في العمل بالاقتصاد الإسلامي والمطالبة بحقوق الفقراء والمحرومين, فالله تعالى مجده يقول: (سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ)(20 لقمان) , وأرض العراق مليئة بالخيرات منها النفط الذي هو رزق الله للعباد, ماذا فعلتم يا فقهاء من نشاط في صرف هذا الرزق للعباد , لماذا البعض منكم تركه للأنظمة السياسية الفاسدة حتى وصل أمر الناس إلى هذا الحال ؟؟ هل توجهتم بالنصح الإرشاد للمسؤولين في ضرورة توزيع رزق الله للعباد ( النفط ) على الفقراء ؟؟ هل ناقشتموهم علمياً في هذه المسائل, هل طالبتم بحقوق الفقراء والمحرومين أم سكتم وكأن مسائل الفقر لا تعنيكم؟؟



إن كنتم تبررون صمتكم بأن تلك الثروة النفطية ليست تحت سلطانكم ولا حول ولا قوة لكم عليها , فإن ما يقارب 4-6 مليار دولار من الأموال الشرعية تدخل سنوياً حوزة أحدكم في النجف وهناك من يحصل على اقل من ذلك, فأين تصرفون هذه الأموال التي تكفي لمحو الفقر من أرض المسلمين كلها وليس العراق فحسب لو كنتم أذكياء وتستثمروها بما يرضي الله؟؟ أين برامجكم الاقتصادية الإسلامية ؟؟ وهل بنيتم داراً للأيتام من تلك المليارات؟؟ أين هي دلوني عليها ؟؟ هل بنيتم دوراً سكنية للذين يسكنون الآن في المدارس والحسينيات والفرق الحزبية التي خلفها النظام المقبور؟؟ أين هي دلوني عليها ؟؟ هل بنيتم مستشفى واحداً أو مستوصفاً واحداً لعلاج المحتاجين ؟؟ هل بنيتم مدرسة ابتدائية واحدة ؟؟ أين هي دلوني عليها ؟؟ هل شيدتم مؤسسات اجتماعية تنظم شؤون المسلمين إسلامياً لضبط سلوكهم والحيلولة دون انحراف البعض في السرقة والعنف والإنحراف ونحو ذلك ؟؟ أين نشاطاتكم من اجل المسلمين دلوني عليها .
لديكم أيها الفقهاء مليارات من أموال المسلمين ولديكم صلاحية الفتوى والإرشاد ومقلديكم لكم طائعين, لو كانت هذه الأموال عند إنسان بسيط في (سوق هرج) لرأينا آثارها أو بعض منها على واقع المسلمين بما ينفعهم, وما رأينا فقيراً واحداً في العراق, وانتم لم تفعلوا ما يرضي الله ولا عباده في تلك المجالات المذكورة ,والواقع يشهد على ذلك , عطلتم أحكام الله وأموال المسلمين, إذن أنتم كما غيركم مسؤولين عن الكثير من المظاهر السلبية التي تحدث في المجتمع بسبب سكوتكم وتقصيركم وتعطيلكم لطاقات المسلمين ولم تحركوها بالاتجاه الصحيح الذي يمنع الفقر والسرقة والعنف والانحراف .



هناك احتلال من جهة موصوفة بالظلم والهمجية والكفر لبلاد المسلمين , تسببت في قتل مائة ألف عراقي أو يزيدون, أكثرهم من المسلمين , ماذا فعلتم يا فقهاء ازاء هذه الجرائم الكبرى ؟؟ هل أصدرتم فتوى تحرم هذه الجرائم , أين هي دلوني عليها .؟؟ هل رفضتم ( ادنتم- شجبتم) هذا المنكر من موقع مسؤوليتكم كفقهاء مؤتمنين على مصالح المسلمين ؟؟ أين ما يثبت ذلك دلوني عليه ؟؟ أنا جزم أن هناك أربعة من المراجع الكبار لا يوجد لديهم نشاط في هذا المجال ..
لو أن مسلماً واحداً قتله مجرم محتل وسكتم عنه لتحملتم مسؤولية دمه أمام عدالة الله في الدنيا والآخر لأنكم رضيتم لأنفسكم أن تتصدوا لأمر ولاية المسلمين تأخذون منهم مليارات من الأموال الشرعية , دون أن تفيدوهم بها أو حتى تكلفوا أنفسكم عناء إصدار فتوى تحرم قتلهم أو موقفاًً واضحاً يشعرهم أنكم تدافعون عنهم أو تنتمون إليهم ..



لو كنت فقيهاً مرجعاً لتوجهت بالسؤال إلى الفقهاء ومراجع التقليد فأقول لهم : إن الله يأمركم بصريح العبارة ويقول : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) (الانفال60)



أين القوة التي أمركم الله ان تعدوها دفاعاً عن المسلمين يا فقهاء الصمت .. دلوني عليها.؟؟ فكما تعلمون أن قوله (وَأَعِدُّوا لَهُمْ) فعل أمر واجب عليكم تنفيذه وليس مستحباً مخيرون الإتيان به أو أتركه , فلماذا تركتموه وفعلتم المستحبات في التختم باليمين واللطم على الجبين والنوح على الحسين, ويا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيما. ؟؟


و أعلموا أن الله قد كتب عليكم القتال كما كتب عليكم الصيام كلاهما فعل أمر واجب الطاعة لا يجوز تركه , وكلاهما له وقت معلوم. فاستمعوا لما يقول :


(.. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )( البقرة183)
( كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (البقرة 216)

إن هذه الآيات المحكمات حجة عليكم ولسوف تُسألون.


أين نشاطاتكم في مجال القتال ؟؟ هل قاتلتم في حياتكم كما قاتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنون؟؟ هل حرضتم المسلمين على القتال دفاعاً عن أنفسهم وممتلكاتهم ومقدساتهم؟؟ لماذا وضعتم خطوطاً حمراء في النجف , وجعلتم بعض المؤمنين يدافع عنها وهربتم بأنفسكم وخذلتموهم؟؟ لماذا تصومون وقت الصيام ولا تقاتلون وقت القتال؟؟ (..أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ؟؟ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )(البقرة 85)


إن بعضكم قد تعهد بإطلاق سراح المعتقلين وعدم ملاحقة المجاهدين من أبناء الخط الإسلامي الصدري مقابل وقف إطلاق النار في النجف مع القوات المحتلة , والله يخاطبكم بصريح العبارة ويقول : (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً)( الإسراء34) فعليكم الإيفاء بهذا العهد الذي هو في أعناقكم إلى أن يخرج آخر مجاهد من المعتقل. وكل يوم أضافي بات فيه مجاهد في سجون الاحتلال منذ ذلك الأتفاق يحمل على ظهوركم المزيد من الأوزار .


لماذا بعضكم يظهر أحكام الصيام للناس ولا يظهر أحكام القتال, حيث لا نجده في رسائل بعضكم وكتبه؟؟ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ؟؟ المسلم بحاجة للتفقه بأمور دينه ومعرفة أحكام الجهاد ولو نظرياً وهذه مسؤوليتكم يا فقهاء , أما فتوى إعلان الجهاد فتلك مسألة أخرى ..
لو كنت فقهياً مجتهداً فإنني اعمل بتكليفي الشرعي أزاء الأمة وأسس لهم جيشاً عقائدياً من الأموال الشرعية والملايين من الشباب المؤمن امتثالاً لحكم الله الذي يأمرنا بصريح العبارة أن نعد القوة المطلوبة لحماية المسلمين , واجعل من مهمات هذا الجيش الدفاع عن حياة وأمن المسلمين من الغزو الخارجي والظلمة والمعتدين ,و مواجهة كل من تسول له نفسه من الحكومات الفاسدة الاستحواذ على ثروات العراقيين ( النفط) إلا إذا صرفوها على الشعب, ( قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق) وأمارس كل أنواع الضغوط على الحكومات لكي تعتبر هذه الثروة رزق الله للعباد عليهم توزيع عائداتها على الفقراء والمساكين وعلى عموم الشعب , ولو سمعت أن فقيراً واحداً محروماً من رزقه الذي جعله الله له في الثروات فإني كفقيه مسؤول مستعد أن أحرض كل المسلمين ضده , بل أخوض حرباً لأجل استعادة حقوق هذا الفقير ومحو الفقر عنه ( لو كان الفقر رجلاً لقتلته- الإمام علي ع) مما يعني ان محاربة الظالم الذي يصنع الفقر واجباً شرعياً لا يجوز تركه . وأن تركه يؤدي إلى حالة ( العراق الجديد ).



لو كنت فقياً مرجعاً , وتصلني الحقوق الشرعية للمسلمين , فإنني أقوم ببناء دوراً الأيتام ومؤسسات اجتماعية لرعاية عوائل الشهداء ومؤسسات ثقافية وتربوية تحول دون وقوع الانحرافات , وأبني المجمعات السكنية للذين يسكنون الآن في المدارس والحسينيات والفرق الحزبية التي خلفها النظام المقبور.



ولما كان الإسلام يحرّم كنز الذهب والفضة والأموال ويعتبرها طاقة للامة يجب أطلاقها وتحريكها في المجتمع, فإنني لا أبيت ليلتي قبل ان أقوم بتوزيع الحقوق الشرعية على المستحقين , كما كان يفعل الأمام علي عليه السلام... يكنس بيت المال بعد توزيع الحقوق ويصلي ركعتي شكر لله ويذهب لينام قرير العين . وهذه مسائل يستطيع ان يقوم بها أي مسلم يخاف الله ويتقه .
ولو كنت فقيها مرجعاً , فإنني أنتخب رجالا ًمخلصين من ذوي الاختصاصات في الميادين التي تمس حياة الناس ( القانونية , السياسية, الاقتصادية,الاجتماعية, الثقافية, العسكرية, التربوية ..الخ ) مهمة هؤلاء متابعة حياة الناس كل حسب اختصاصه وتزويد المرجعية بالإخبار والسلبيات التي قد يعاني منها الناس , لكي أقوم بدوري في الدفاع عن المتضررين ومخاطبة المسؤولين في ضرورة معالجتها, فالمرجع طالما يتصدى لأمور الناس و سمح لنفسه اخذ الحقوق الشرعية فهو مسؤول عنهم أمام الله ,عليه متابعة شؤونهم والعمل على دفع الضرر عنهم وجلب المنفعة إليهم ما استطاع إلى ذلك سبيلاً, و أرى أن التقصير في هذه الأمور واللامبالاة هو السبب في هذا الواقع الذي نشهده اليوم في (العراق الجديد).


إن هذه المسائل وغيرها كثير- سيأتي بيانها في فرص قادمة إن شاء الله – من الأمور البديهية التي يستطيع أي مسلم تقي القيام بها , شرط ان تتوفر لديه أبسط مقومات الإنسانية وقلب خالٍ من أي ميول عنصري اتجاه الناس, فنحن نرى ان الفقيه والمرجع لا يحمل مسحاة أو فأساً ويمارس أعمالاً شاقة, ولا يباشر البناء والتشييد و لا حتى توزيع الحقوق الشرعية بنفسه , بل كل رأس ماله بعض كلمات وختم لا أكثر, يستطيع خلالها القيام بالكثير من النشاطات والفعاليات التي تأخذ طريقها إلى التنفيذ بمجرد أن تصدر من الفقيه أو المرجع , ومع ذلك هناك من يبخل بسطرين وختم يحرّم بهما أو يدين أو يشجب قتل العراقيين والتفجيرات التي باتت تصيب حتى الحرس الوطني والشرطة المكلفين بحماية المدنيين , ويلوذ بالصمت ازاء دماء المسلمين واحتلال أراضيهم وانتهاك حرماتهم .


وريثما يأتي فقيه وينهض بهذه المسؤوليات , يبقى العراقي (المحرر) ينتظر فتوى (من سطرين وختم لا أكثر) صادرة من النجف تحرم بصراحة ووضوح قتل العراقيين لتكون حاجزاً شرعياً يساهم في القضاء أو التخفيف من العنف , أو خبر يحمل بين طياته أن الفقيه الفلاني قد باشر ببناء داراً للأيتام أو مدرسة ابتدائية للأطفال , أو مجمعاً سكنياً للذين يسكنون اليوم في المدارس والحسينيات والفرق الحزبية التي خلفها النظام المقبور, أو خبر يشير إلى رسالة من فقيه للمسؤولين في الدولة يبين لهم حكم الله في أن الثروة الوطنية(النفط) إنما هي رزق الله للعباد , يجب توزيع عائداتها فوراً على الفقراء والمساكين والشعب وأن يقوم وزير النفط أو وزير المالية بكنس بيت المال (من عائدات النفط) بعد توزيعها على المستحقين ويصلي ركعتي شكر لله كما كان يفعل الإمام علي عليه السلام .

Almehdi10@hotmail.com





جميع الحقوق محفوظة للممهدون. نت

Copyright © mumehhidon.net
All rights reserved 2005

JABER
05-11-2005, 08:16 AM
لا أبرأ مراجع التقليد من تقصير هنا أو تقصير هناك ولكن الشعب العراقي عبر تاريخه حظى بقيادات فذه مثل قيادة الإمام على ولكن لم نجده قد إنصلح حاله ولم يستغل وجود تلك القيادات لما فيه نفعه ، فهل هذا يرجع إلى خلل لدى الإمام على عليه السلام أو تلك القيادات ؟؟

بالطبع يمكن إرجاع الخلل الحاصل فى الحياة اليومية إلى الشعب العراقي نفسه وليس الإمام على ، الذي تم قتله فى العراق نفسها !!

لذا لا يمكن تحميل المسؤولية فقط على القيادات الروحية للشعب العراقي عبر التاريخ ، فالشعب نفسه هو يعاني من أمراض إجتماعية تنخر فى التركيبة النفسية والشخصية للفرد العراقي ، وهو ما اشار إليه الدكتور علي الوردى فى مؤلفاته القيمة .