المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مع الشيخ التبريزي في آرائه وفتاواه (5) شهادة الزهراء (ع) و دليله في ادانة مخالفيه



سيد مرحوم
06-05-2003, 11:53 PM
-----------------------------------------------------------

دليل التبريزي في إدانة مخالفيه :

لقد أفتى الشيخ ميرزا جواد التبريزي بضلال السيِّد محمد حسين فضل الله ووصفه بأ نّه ضال مضل ، وحرّم التعامل معه والترويج له ، وشراء وبيع كتبه ، وحرّم الذهاب إلى حملات حج معيّنة بدعوى أن أصحابها يؤيدونه ، وأفتى بعدم فقاهته وكل ذلك لأن السيِّد محمد حسين فضل الله تردد في رواية واحدة ، وهي رواية مرويّة في كتاب الكافي عن الإمام موسى الكاظم (ع) .

وإليكم نص كلام الشيخ التبريزي بهذا الخصوص ، والموجود على موقعه :

ولكن ظهر أشخاص وبعضهم معممون ومنتسبون للسادات ، (ذرّية النبى (ص) ) فهؤلاء ينكرون شهادة الزهراء (ع) يعني ينكرون قول موسى بن جعفر (ع) من أنّها صدِّيقة شهيدة ، فاحذروا ونبّهوا غيركم !

وكرّر التبريزي استدلاله بهذه الرواية في عدّة استفتاءات ، بل صدّر بها صدر صفحته العقائدية في موقعه ، لذا كان لزاماً على الناس أن يعرفوا هذه الرواية التي مَن لا يؤمن بما جاء فيها يصبح ضالاً مضلاً يجوز هتك حرمته ويحرم التعامل معه وتأييده .

وقبل كل شيء نقول بأ نّنا ممّن يؤمن بولاية أهل البيت (ع) وطهارتهم وعصمتهم وظلامتهم عبر التاريخ ، ولا نريد هنا إثبات مسألة أو نفيها مما الله أعلم بها ، ولكن نريد إثبات بطلان منهج يعتمد على أسس واهية وتصورات وآراء منفردة يستدل بها للحكم على الآخرين بالارتداد والضلال وإسقاط حقوقهم ، على أساس الاختلاف في مسائل تاريخية دون تأمّل أو تحقيق .

ومقدّمةً نقول : أن هذه المسألة ليست من الأحكام الشرعية ـ كالصلاة والصوم ـ التي يجب التقليد فيها ، حتى يأخذ الناس برأي التبريزي دون تحقيق ويقلّدونه فيها ، فهي ليست من الفروع الفقهية التي يجب التقليد فيها .

وإنّما هي من الموضوعات الصرفة ـ كما يقول الفقهاء ـ والتي لا يجوز التقليد فيها ، بل يجب على كل مكلف الفحص والتحقيق والتأكد بنفسه ، وإلاّ أصبح مسؤولاً عن موقفه ويسأل يوم القيامة عن ذلك ، ولا يعذره أن يقول : قال فلان ، مجتهداً كان أم غيره .

يقول السيِّد الخوئي : «لا ينبغي التوقف في عدم جواز التقليد في الموضوعات الصرفة ، لأن تطبيق الكبريات على صغرياتها خارج عن وظائف المجتهد حتى يتبع فيها رأيه ونظره ، فإنّ التطبيقات أمور حسّية والمجتهد والمقلِّد فيها سواء ، بل قد يكون العامي أعرف في التطبيقات من المجتهد فلا يجب على المقلّد أن يتابع المجتهد في مثلها» (التنقيح في شرح العروة الوثقى / ج 1 / ص 349) .

وإذا قال أحدهم أن هذه المسألة من أُصول الدين ومسائل العقيدة ، فإنّها أيضاً لا يجوز التقليد فيها ، قال السيِّد الخوئي (قده) : «إذ المعتبر في الأُصول إنّما هو اليقين والعرفان والاعتقاد ، وشيء من ذلك لا يتحقق بعقد القلب على ما يقوله الغير ، بل هذا هو القدر المتيقن مما دلّ على ذمّ التقليد واتباع قول الغير في الأُصول كقوله عزّ مَن قال : (إنّا وَجدَنا آباءَنا على أُمّة وإنّا عَلى آثارهم مُقتَدون ) » (اُنظر نفس المصدر) .

وقد ضرب السيِّد الخوئي مثلاً آخر لا يرجع به إلى المجتهد ، وعدم جواز تقليده قال : «هذا كموت زيد وولادة ابنه ونحوهما فإنّه إذا علم بها أحد باجتهاده وحدسه لم يكن أي مجوز لتقليده لأ نّهما أمران حسّيان لا يحتاجان إلى الاستنباط والاجتهاد» .
والقضايا المختلف عليها بعضها تاريخيّة وبعضها شخصية هي من هذا القبيل لا غير .

لذا كان لزاماً على كل فرد يريد أن يصل إلى موقف أن يطّلع بنفسه على الأدلة ويحكم فيها ، ولا يجوز الاعتماد على غيره ، لأ نّه بشر مثله يخطى ويصيب ، والمسألة كما تبيّن مما لا يجوز التقليد فيها .

دليل التبريزي وروايته :

أمّا الرواية التي استند إليها الشيخ التبريزي في إدانة مخالفيه وإصدار كل أحكامه ، كما ذكرها في فتاواه واستفتاءاته الموجودة على موقعه في الانترنيت فهي ما رواه الكليني في الكافي (ج 1 / كتاب الحجة / باب مولد الزهراء / ج 2) بسنده عن الإمام الكاظم (ع) أ نّه قال : (إن فاطمة صدِّيقة شهيدة وإن بنات الأنبياء لا يطمثن) .

فكان مستنده أن هذه الرواية الصحيحة صريحة في كون الزهراء (ع) شهيدة ، وبالتالي صحّ أنّها قتلت . إصدار الحكم قبل البحث والتحقيق .

ونودّ أن نؤكد أ نّنا لا نشك في مظلومية أهل البيت (ع) والزهراء (ع) ولا في عصمتهم وولايتهم .

وكذلك فإن أي مُراجع لكتب السيِّد فضل الله يجد أ نّه يصرِّح قديماً وحديثاً بأ نّه مؤمن بولاية أهل البيت (ع) وعصمتهم وطهارتهم ومظلوميتهم ومنهم سيِّدة نساء العالمين الزهراء (ع) أللّهمّ إلاّ مَن كان أُمّياً لا يقرأ ، أو شخصاً أعماه التعصب فهو لا يرى ذلك ولا يجده .

ونعود إلى دليل الشيخ ومستنده ، فنقول : إن كلمة الشهيد لا تعني في اللغة ـ من حيث الأصل ـ المقتول الشهيد ، بل هي كما في مقاييس اللغة من فعل شَهِدَ : «أصل يدلُّ على حضور وعِلم وإعلام لا يخرج شيء من فروعه عن الذي ذكرناه ... » وقد كثر استعمال ذلك في القرآن بمفردات : شهد ، شاهد ، شهداء ، شهيد ...

قال تعالى : (والله شهيد على ما تعملون ) (آل عمران / 98) .

وقال تعالى : (قل الله شهيد بيني وبينكم ) (الأنعام / 19) .

وقال تعالى : (وكذلك جعلناكم أمّة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) (البقرة / 143) .

وقد وردت مفردات شهد ، شاهد ، شهود ، شهيد ، شهداء ، الشهادة وغيره في مئة ونيف وستِّين مورداً كلّها بمعنى الحضور والشهادة بالعلم ولم يرد في القرآن الكريم مورد واحد بمعنى الشهيد القتيل ، ووردت لفظ شهيد في ستّة وثلاثين مورداً ، بمعنى الشاهد الحاضر ولم ترد في أي منها بمعنى القتيل .

نعم ، استعير لفظ الشهيد للقتيل ـ في غير القرآن الكريم ـ قيل لأنّ الشهيد تشهده الملائكة ، إلاّ أن هذه الاستعارة غير موجودة في القرآن ، فراجع وتأمل .

قال العلاّمة الطباطبائي في الميزان : «وقد تقدّم أنّ المراد بالشهداء شهداء الأعمال فيما يطلق من لفظ الشهيد في القرآن دون المستشهدين في معركة القتال ... » وذلك في تفسير قوله تعالى في سورة النساء (الآية 69) : (ومَنْ يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيِّين والصِّدِّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ) .

اُنظر إلى إقتران كلمة الصِّدِّيقين والشهداء ، كما جاء الإقتران في الرواية عن الإمام الكاظم (ع) : (إن فاطمة صدِّيقة شهيدة ... ) .

وأهل البيت (ع) هم حملة القرآن وترجمانه ، وإذا استعملوا مصطلحاً قرآنياً كان مرادهم ما جاء فيه .

قال الطباطبائي : «وعلى ذلك فيترتب المراتب ، فالنبيّون وهم السادة ، ثمّ الصِّدِّيقون وهم شهداء الحقائق والأعمال ، والشهداء وهم شهداء الأعمال ـ لا المقتولين كما أسلف قبله ـ ، والصالحون وهم المتهيؤون للكرامة الإلهية» انتهى قوله .

فمعنى أن فاطمة صدِّيقة شهيدة ، المراد به مصداق هذه الآية المباركة ، لا أنّها مقتولة .

فكيف لم يطّلع الشيخ ميرزا جواد التبريزي على المعنى اللغوي لكلمة شهيد ، وكيف فاتته تلك الاستعمالات القرآنية المتعددة ؟

ولفرض إتمام البحث نقول : إن استعمال الشهيد في قتيل الحرب لم يستعمل في القرآن ـ وقد ورد لفظة شهيد مفردة ومثناة ومجموعة في 55 مورداً ـ وإنّما جاء في استعمال غير القرآن ، استعارة ، وذلك على أساس أنّ الشهيد تحضره الملائكة .

إلاّ أن هذا ليس مراد القرآن ولا الرواية الموافقة للقرآن كما مرّ .

وإذا قال قائل لعلّ المراد في الرواية : المعنيين ، أو الشهيد القتيل .

فيرد على ذلك أنّ المعنى إذا كان عاماً ويستعمل في أكثر من معنىً ، فلا يمكن تخصيصه بمعنىً دون آخر إلاّ بقرينة ، والقرينة القرآنية هنا تدل على أنّ الشهادة هنا بمعنى الحضور والإشهاد المتكرر استعماله في القرآن كما مرّ ، وإليك دليلاً آخر هو قوله تعالى : (والذين آمنوا بالله ورسوله أولئك هم الصِّدِّيقون والشهداء عند ربّهم لهم أجرهم ونورهم ) (الحديد / 19) .

قال الطباطبائي : «والشهداء هم شهداء الأعمال يوم القيامة دون الشهداء المقتولين في سبيل الله» .

أمّا أ نّهم الشهداء المقتولين فقد ضعّف الطباطبائي ذلك بقوله : «وربّما قيل ... الشهداء المقتولين في سبيل الله» إشارة إلى قول البعض بذلك وهو ما لم يتبنّاه لأ نّه مخالف للمعنى اللغوي والاستعمال القرآني للفظ .

وفي آخر الاحتمالات ، إذا تردد ـ عند البعض ـ المراد بين هذا المعنى وذاك ، فإنّ اللفظ سيكون مبهماً ولا يحمل على إرادة جميع المعاني .

قال الشيخ ميرزا جواد التبريزي نفسه في مباحث أُصوله (ج 1) : «ولو ورد في كلامه لفظ مشترك ، ولم تكن في البين قرينة على تعيين المراد من معانيه يكون الكلام مبهماً فلا يحمل على إرادة جميع المعاني» .

فهل غاب عن الشيخ التبريزي كل تلك الاستعمالات القرآنية كقوله تعالى : (إنّ الله كان على كل شيء شهيدا ) (النساء / 33) .

وقوله : (وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ) (النساء / 41) .

وغيرها في مئة ونيف وستِّين مورداً .

وكيف غاب عن الشيخ معنى الشهادة في العربية ولم يطّلع على أصل كلمة الشهيد واستعمالاتها فيه ؟

فكيف حَكمَ على مَنْ حَكمَ بالضلال ، وكيف هدّم ما هدّم ، وهتك حرمة مَن هتك ، وفرّق الصفوف وشقّ الأُمّة على أساس رواية واحدة هذا تفسيرها وهذا تأويلها ؟

وأين قاعدة «الوقوف عند الشبهات» ؟

وأين ما روي من أن «حرمة المؤمن أعز من حرمة الكعبة» .

وأين ما قيل «مِن حمل المؤمن على سبعين محملاً» ، ومن قبول عذره وإعذاره ؟





----------------------------------------
*هذا موضوع قيم للاستاذ / حسن احمد علي حول اراء وفتاوي التبريزي التضليلية في سماحة اية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (دام ظله) ومن ايده من العلماء والمؤمنين حفظهم الله تعالى0
----------------------------------------
-الموضوع القادم انشاء الله سيكون ( مع الشيخ التبريزي في آرائه وفتاواه / تكملة البحث في مسالة الشهادة (6)) فترقبوه
-----------------------------------------
------------------------------------------
-------------------------------------------
الموضوع سلسلة في حلقات مترابطة لذلك من الافضل التواصل معه وقرائته بكل اجزائه00
الحلقة الاولى : هل نقد المراجع بموضوعية تقييم مشروع او تسقيط ممنوع؟
http://www.manaar.com/vb/showthread.php?t=408
الحلقة الثانية : الشيخ التبريزي واركان الاعتقاد المبتدعة
[http://www.manaar.com/vb/showthread.php?t=419
الحلقة الثالثة : مع الشيخ التبريزي في ارائه وفتاواه ( اسس الولاية والاعتقاد)
http://www.manaar.com/vb/showthread.php?t=437
الحلقة الرابعة : مع الشيخ التبريزي في آرائه وفتاواه / بدعة التكفير على اساس التاريخ
http://www.manaar.com/vb/showthread.php?t=463
----------------------------------------------------------------------l]

هاشم
06-06-2003, 06:09 PM
جزاك الله خيرا يا أخى ، على الجهود الخيرة نسال الله أن يجعله فى ميزان حسناتكم .

عباس بن نخى
06-07-2003, 12:23 AM
سوف يكون فى ميزان سيئاته وسيحشر مع محمد بن عبدالوهاب !

سيد مرحوم
06-07-2003, 02:00 PM
المدعو
00عباس بن نخي00

انني ابحث عن الهداية الى الحق في كل حركاتي وسكوني واقسم الله على هذا صادقا00فاذا كنت مخطئا فيما اقول او انطق او انقل او اكتب 00 فانزل الى ساحة النقاش العلمي والموضوعي لعلني اجد من فيض علومكم اليقينية ما اهتدي به وهو ما اراكم تحكمون به علي بالنار والسكن مع اعدى اعداء المذهب و الاسلام 00رحم الله من اهدالي عيوبي00 ولي في ذلك قدوة من اجدادي المعصومين محمد وائمة الحق من اله الطيبين الطاهرين 00

( االلهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه )

المهدى
06-07-2003, 11:46 PM
لا أظن أن كلام المدعو بن نخى مهم فى تقييم من يذهب إلى الجنة ومن يحشر مع من ، فالمذكور من اصحاب التوجه الذى يكفر الآخرين بمجرد الإختلاف معهم ، وقد وجدت موضوع الأخ سيد مرحوم من المواضيع الممتازة التى تحتوى على الأدلة والبراهين ، فلماذا اللجاج فى الحق يا نخى !

دشتى
06-10-2003, 01:29 PM
يعتبر التبريزى من الإخباريين فى مسألة معالجته للأحاديث ، رغم أنه قد يدعى أنه من ألأصوليين ، ولكن ذلك لا يظهر فى منهج البحث لديه ، فهو يتمسك بالأخبار من غير تمحيص ولا تدقيق ، بل يتأثر بالروايات بشكل عاطفى غير علمى وبالتالى يقع فى الأخطاء التاريخية التى يكفر بها مخالفيه وعلى اساس أن مخالفيه ضد منهج الأئمة .