المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عائلة من قبيلة آل مرة تروي القتل البطيئ الذي واجهته في قطر



موالى
04-17-2005, 10:30 AM
تسبب القرار القطري بسحب الجنسية من قبيلة (آل مرة) بشتات وضياع مئات الأسر التي ينتظرها مصير مجهول داخل قطر، وذلك بعد سحب السلطات القطرية للجنسية القطرية من أفراد القبيلة بدعوى أن جذورها سعودية.

وطال قرار نزع الجنسية التي تعرضت لها "فخيذة الغفران" - وهي أحد فروع قبيلة "آل مرة" التي تستوطن قطر تاريخيا- 972 رب أسرة وامتدت لتشمل جميع أفراد عائلاتهم بالتبعية والبالغ عددهم 5266 فردا هم عدد أبناء فخيذة "الغفران" بأكملها، وتبع تلك القرارات إجراءات حكومية بفصلهم من أعمالهم ومطالبتهم بتسليم المساكن التي يقيمون فيها كمواطنين وحرمانهم من جميع امتيازات المواطنة من علاج وتعليم وكهرباء وماء وأعمال تجارية، ومطالبتهم عن طريق الجهات الأمنية المختلفة بتصحيح أوضاعهم كمواطنين غير قطريين.

وقالت صحيفة "الوطن" السعودية التي التقت إحدى الأسر التي توفي عميدها بعد رفض أحد المستشفيات القطرية علاجه ان والد الأسرة وعمره 70 عاما أصيب باضطرابات كبيرة بعد سحب جنسيته، وانهارت كليته وتوفي بعد أن رفض مستشفى قطري معالجته أو زرع كلية تبرع بها ابنه بحجة عدم حمله للجنسية القطرية.
وأضافت الصحيفة في اللقاء الذي أجرته مراسلتها "سمر المقرن" أن الأسرة أصيبت بمعاناة شديدة، لكنها (الأسرة) تعتبر نفسها محظوظة وأفضل من غيرها بعد لجؤها للسعودية ومنحها الجنسية، لكن "فهيد المري" أحد أفراد الأسرة يؤكد أن الأسرة التي انتزعت منها حياتها لا تزال تعيش اضطرابات نفسية، ولم تتمكن من استعادة حياتها.

يقول المري إن السلطات القطرية بدأت بقطع الماء والكهرباء عن المنزل دون سابق إنذار، ثم بدأت قوات الأمن رصد أبناء القبيلة على أبواب المساجد، ومداهمة البيوت واعتقال الرجال والشباب، وتوقيعهم بالقوة على صكوك التنازل عن الجنسية.
ويؤكد المري أن هذه الممارسات طالت شقيقه الذي يبلغ 18 عاما، حيث تم حبسه عامين منها 6 أشهر بزنزانة انفرادية، وكانت قضيته "اشتباه بسبب تكرار سفره إلى السعودية "، ويضيف: نحن أصولنا سعودية وأقاربنا في كل أنحائها ومن الطبيعي أن تتكرر الزيارات.
وتصف الأم المكلومة معاناتها قائلة: ضاعت أحلامي وجلس أبنائي الشباب إلى جواري بعد أن كنت أرى المستقبل فيهم وأحلم بشهادات عليا يحملونها، فطردوا من المدارس لأنهم أصبحوا (بدون) عليهم أن يدفعوا رسوماً للدراسة وتتساءل " من أين ندفع وهم أيضاً قطعوا عنا راتب التقاعد؟".
وتضيف: حتى لو معنا المصاريف أبنائي كانوا يخجلون من رؤية زملائهم فبعد أن كنا نعطي الناس أصبحنا نعيش على عطايا المحسنين (...) من المؤلم أن أرى أبنائي محطمين يدرسون مسائي في المرحلة الابتدائية مع كبار السن ويفترض أنهم يستعدون لدخول الجامعة".
وتقول ابنتها "صيتة": منذ اليوم الدراسي الأول بعد سحب الجنسية والمدرسة ترفض دخولي لأنني (بدون) وعلي أن أدفع مصاريف الكتب والدراسة، وتقول صيتة إنها خرجت خجلاً من زميلاتها في المدرسة في ذلك اليوم، ومكثت في البيت إلا أن رغبتها في التعلم أعادتها من جديد للمدرسة "لكن سوء حالتي النفسية جعلت الرسوب حليفي بعد أن كنت أحصل على أعلى الدرجات".