المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الزواج السري ... من العرفي الى الكاسيت وبالوشم والطوابع



دشتى
04-10-2005, 11:44 AM
القاهرة ــ من ايهاب حشيش: منذ سنوات عدة مضت ليست بعيدة كانت الفتاة التي توافق على الزواج في السر تجلب العار لأسرتها وأهلها على الرغم من أنه يمكن أن يكون زواجا شرعيا لكن تحول الظروف دون اعلانه، وعندما عرفت ظاهرة الزواج العرفي قامت الدنيا ولم تقعد، دراسات هنا وهناك من كل الجهات لدراسة أين الخلل، أما الآن فقد أصبح الزواج العرفي موضة قديمة تراجعت وحل محله أشكال جديدة عن أنواع الزواج السري نتعرض لها في هذا الملف ونحمل ناقوس الخطر الذي يجب أن ينتبه اليه البيت المصري الغارق في همومه ومشاكله يجري وراء رزقه دون الالتفات للأبناء وهم وقود الخطر، أنواع الزواج السري تعددت، والأسباب تنوعت.

في البداية انتشرت موضة ما يسمى بالزواج العرفي، التي تحولت حاليا الى ما يشبه الموضة القديمة، ويقوم الزواج العرفي على مجرد اتفاق الشاب والفتاة على الزواج سواء أمام أصدقائهما أو أي شاهدين أو حتى من دون شهود وتتم كتابة ورقة، يوقعها الطرفان تقول أنهما اتفقا على الزواج، ولا يحتاج هذا النوع من الزواج الى تسجيل رسمي أمام المأذون أو في المحكمة الشرعية فهي عبارة عن ورقة يسمح للطرفين بممارسة كافة الحقوق المسموح بها لأي زوجين، وتتميز هذه الورقة بأنها غير مكلفة ولا تحتاج الى أي اجراءات للتوثيق، كما أن هذا النوع من الزواج لا يلزم الطرفين بأي أعباء، حيث يقيم الشاب في بيت أهله، والفتاة في بيت أهلها، لا يلتقيان الا عندما تكون لديهما الرغبة في اللقاء لاشباع غرائزهما، ويتم اللقاء في العادة في بيت أحد الأصدقاء أو الصديقات.

ويرى البعض أن الزواج العرفي نوعان أولهما: ما سبقت الاشارة اليه وهو مجرد ورقة غير موثقة ولا تلزم بأية حقوق.

والثاني: يراه البعض عقدا صحيحا شرعا تتوافر فيه أركان الزواج الصحيح لكنه يفتقد الى التوثيق فقط، وهو ما يعرض حقوق المرأة للضياع.
ويرى رئيس جامعة الأزهر سابقا الدكتور أحمد عمر هاشم أن الزواج العرفي حرام حتى اذا كان مستوفيا للأركان، فعدم التوثيق يعرض حقوق المرأة للضياع، واذا افتقد الزواج أحد أركانه فانه لا يعد زواجا.

ويتفق مع الدكتور عمر هاشم العديد من الأئمة منهم رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشيخ عطية صقر، والذي يشير الى أن هذا النوع من الزواج انتشر بكثرة في أوساط الطلاب والطالبات، الذين كان من السهل عليهم جدا كتابة الأوراق، ثم تمزيقها وقت اللزوم، وفي كل الأحوال يلقى هذا النوع من الزواج اعتراضات كبيرة لما أحدثه من جلبة داخل المجتمع حيث تحول الى ظاهرة, محذرا من أن هذه الظاهرة تحولت بمرور الوقت الى عادة أصيلة، بل وتخلى الزواج العرفي عن عرشه الذي احتله لفترة، ليحل محله نوع آخر من الزواج الأسهل والأقل تكلفة من كتابة ورقة ثم تمزيقها.

زواج الكاسيت
كما يوجد أيضا زواج الكاسيت، حيث تحول الزواج العرفي بعد فترة الى موضة قديمة، وحل محله موضة الزواج بشرائط الكاسيت، ومن خلال هذا الزواج لا يحتاج الطرفان الى كتابة ورقة أو لشهود أو غيره من تلك الأعباء!!! التي رأى الشباب أنها تعوقهم، وأصبح من المعترف به، أن يقوم الشاب والفتاة الراغبان في الزواج بترديد عبارات بسيطة كأن يقول الشباب لفتاته أريد أن أتزوجك، فترد عليه بالقبول بتزويج نفسها له، ويتم تسجيل هذا الحوار البسيط على شريط كاسيت، وبعدها يمارس كل منهما حقوقه الزوجية كأي زواج عادي.

زواج الوشم
كما يوجد ومع التطور الذي يشهده العالم، تطورت الأساليب التي يمارسها الشباب في الزواج، فظهر الزواج بالوشم، واشتهر هذا الزواج عن طريق قيام الشاب والفتاة بالذهاب الى أحد مراكز الوشم ويقومان باختيار رسم معين يرسمانه على ذراعيهما أو على أي مكان يختارانه من جسميهما، ويكون هذا الوشم بمثابة عقد الزواج، وبموجب هذا الوشم يتحول الشباب والفتاة الى زوج وزوجة لهما الحق في ممارسة كافة الحقوق الزوجية.

وأيضا زواج الطوابع، وهو آخر صيحة من صيحات الزواج المنتشرة هذه الأيام ويتم هذا الزواج عبر اتفاق الطرفين على الزواج، ويقومان بشراء طابع بريد عادي، ويقوم الشاب بلصق الطابع على الجبين، وبعد عدة دقائق يعطي الطابع للفتاة التي تقوم بدورها بلصق الطابع على جبينها، وبهذا تنتهي مراسم الزواج، ويتحول بعدها الشاب الى زوج، والفتاة الى زوجة، وسط تهنئة فرحة الأصدقاء الذين يساعدونهما على تحمل تكاليف الزواج عبر توفير مكان لهما ليلتقيا فيه بخصوصية، وليمارسا علاقتهما الزوجية بدفء وخصوصية بعيدا عن العيون المتربصة.

هذه الأنواع المختلفة من الزواج أصبحت واقعا معروفا في أوساط الشباب العربي ومن الواضح أن الموضة في تطور، وأن هناك الجديد دائما لدرجة أن بعض الاحصاءات القانونية أكدت أن هناك حوالي 14 ألف قضية مرفوعة أمام المحاكم الشرعية لاثبات البنوة من هذه النوعيات من الزواج في مصر وحدها.

الدكتور أحمد المجذوب مستشار المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أكد على انتشار ظاهرة الزواج السري بين قطاعات عريضة من المجتمع المصري لكنها أكثر تواجدا بين طلبة الجامعات والمعاهد العليا والمتوسطة، الى الحد الذي بلغ معه الاستهتار أن هناك نماذج مجهزة على الكمبيوتر كصور لعقد الجواز العرفي تباع في المكتبات أمام بعض الجامعات ومن السهل العثور عليها, مؤكدا أننا أمام مشكلة حقيقية نحتاج لمواجهتها بشجاعة فالقطاع المنتشرة فيه هو عماد المستقبل ويجب أن يمد له يد العون سواء بالتوعية والنصيحة حتى لا يقع فيه أي شاب أو فتاة ومد يد العون لمن تورط في مثل هذه العلاقات اما عن جهل أو غير قصد فهؤلاء هم أبناؤنا أو اخواننا ويستحقون منا كل الاهتمام.