المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شقيق حسن البنا: الفقهاء هم الذين اخترعوا الحدود في الإسلام



جبار
04-02-2005, 09:45 PM
غضب بالأزهر ضد دعوة حفيد مؤسس الإخوان لتجميد تطبيق الحدود

استنكر علماء أزهريون الدعوة لتجميد العمل بمبدأ العقوبات الجسدية وعقوبة الرجم في الإسلام وحكم الإعدام، متسائلين عن جدوى إثارة مثل هذه القضايا في مثل هذا الوقت. وأكدوا أن «العقوبات» في الإسلام، والتي يطلق عليها لفظ «الحدود»، إنما شرعت لردع المجرمين وتنقية المجتمع من الفساد ونشر الأمن بين الناس.

وكان الدكتور طارق رمضان، حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، حسن البنا، قد دعا لتجميد العمل بمبدأ العقوبات الجسدية وعقوبتي الرجم والإعدام. ورغم هذا الغضب فقد، أعرب الكاتب الإسلامي جمال البنا، شقيق مؤسس جماعة الإخوان، عن اعتقاده بأن الفقهاء هم الذين اخترعوا الحدود في الإسلام.

وفي تعليقه قال الدكتور عبد الفتاح الشيخ، رئيس لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية، رئيس جامعة الأزهر السابق لـ«الشرق الأوسط»: إن الحدود والعقوبات في شريعة الإسلام إنما شرعت لردع المجرمين وحماية المجتمع من الفساد، فعقوبات الرجم والجلد وقطع يد السارق والإعدام وغيرها، هي من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، فلا يجوز للمسلم أن ينكرها، ومن ينكرها ينكر أمراً معلوماً من الدين بالضرورة، كما قال الشيخ. وأضاف أن أمثال هذه الدعوات المشبوهة لا تستحق الرد، عليها لأن الإسلام راسخ في قلوب أبنائه، وهذه العقوبات شرعت منذ أكثر من أربعة عشرة قرناً، وعندما طبقت عاشت المجتمعات الإسلامية في أمن واستقرار، فهذه العقوبات لا تطبق إلا على المفسدين.

ومن جانبه أكد الدكتور عبد العظيم المطعني، أستاذ الدراسات العليا في جامعة الأزهر وعضو المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية، أن العدل لن يطبق إلا بتطبيق هذه العقوبات، فتطبيق هذه العقوبات يرسخ قاعدة العدل والأمن والاستقرار في المجتمع ويبعد عنه الفساد ويطهره من المجرمين.

وأضاف أن من يدعو لإلغاء العقوبات في الإسلام إنما يريد هدم الإسلام وتشويه صورته، وأمثال هؤلاء بلا شك مأجورون وعملاء ليس فيهم خير للإسلام.

وقال الشيخ يوسف البدري، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، إن الإسلام عادل في أحكامه، حيث يعمل في تشريعاته على حفظ الكليات الخمس، وهي الدين والنفس والعقل والعرض والنسل والمال، ولذلك شرع من العقوبات ما يردع المجرم، ويزجر من تسول له نفسه العدوان، فلحماية الدين كان حد الردة، ولحماية النفس كان حد القصاص، ولحماية العقل كان حد شرب الخمر، ولحماية العرض، والنسل كان حدان، هما حد القذف وحد الزنا، ولحماية المال كان حد السرقة، أو قطع اليد. واشترط الإسلام في تنفيذ هذه العقوبات إشهاد الناس حتى يروا بأنفسهم قسوة الحد، فينزجروا عن فعله. ولم تكن العقوبات في شريعة الإسلام للتشفي أو العدوان، إنما امتثالاً لأمر الله الذي قال في كتابه «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب».

بينما يرى الكاتب الإسلامي جمال البنا، شقيق مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، أن الحدود في الإسلام لم يعن بها العقوبات المقدرة، مشيراًُ إلى أن هذه العقوبات المقدرة لم ترد إلا في خمس آيات اتسم معظمها بالاقتضاب (في السرقة والزنا والقذف والحرابة، وفي القصاص)، ولم يذكر القرآن جزاء للخمر أو الردة.

أضاف أن فلسفة الإسلام في الجريمة والعقاب مختلفة تماماً عما قال به الفقهاء المسلمون، فعلاج العقوبة والقضاء عليها ليس بتطبيق هذه الحدود التي اخترعها الفقهاء، وإنما بترسيخ الوازع الديني في نفوس أفراد المجتمع.