المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النقاب عادة أم عبادة ؟



مجاهدون
03-30-2005, 09:53 AM
فتاة شوهت نفسها بالسواد فتحول الأمر إلى موروث اجتماعي

تحقيق: نورة ناصر

النقاب هو ان تغطي المرأة وجهها كله باستثناء عينيها، وقد عرف عبر الديانات السابقة، وصار البعض يستخدمه اليوم باسم الدين والتدين، وينظر اليه بعض الغربيين على انه رمز للارهاب، بينما يراه البعض الآخر رمزا لا يدخل في الشرع الاسلامي ولم تؤمر المسلمات به، ومن هنا، فإنه دخل في نطاق الجدل والسجال بين المؤيدين والمعارضين.

اما البرقع، فهو عربي المنشأ، وهو ما تستر به المرأة وجهها، وله فتحتان كالنظارة تطل منهما العينان، اصله حيلة كانت من فتاة من قبيلة في الجزيرة العربية شوهت نفسها ليلة خطبتها بوضع قماش اسود على وجهها، وثقبت لعينيها فتحات غير منتظمة تخيف الناظر اليها، وادرك والدها تلك الحيلة، فأقسم عليها بألا ترفع البرقع ما دامت على قيد الحياة، ثم اصبحت تلك الهيئة عادة في القبيلة، ومنها تعلمت القبائل العربية الاخرى البرقع، وبدوره اعتبر من الازياء الشرعية بعد مضي السنوات، ولأن النقاب والبرقع قضية خلافية، فقد تباينت آراء اللواتي التقت بهن «القبس» بين التشدد بفرضه دون اضافات، بمعنى ان المبرقعة او المنقبة ينبغي ألا تتزين ولا تتعطر، الى كونه عادة قبلية لا اكثر، وموروثا شعبيا مرورا بأنه وسيلة للفت الانظار، او اسلوبا للتخفي عن العيون.

وتعتقد بدرية منصور، وهي فتاة جامعية منقبة ان النقاب فريضة دينية يجب التمسك بها، تقول بدرية: «انا ولله الحمد فتاة متدينة اقوم بجميع الفرائض المطلوبة من كل مسلم ومسلمة، والنقاب جزء من هذه الفريضة، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: «يا ايها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين..» والنقاب ستر للمرأة تحافظ من خلاله على احترامها فهو رمز للتدين وهو عنوان لالتزامها خاصة اذا التزمت بشروطه، فلا تتزين ولا تتعطر حتى لا تثير الآخرين من حولها او تعطي صورة مشوهة للمنقبات».

جذب وإغراء

اما هنادي خلف، فهي ترى ان النقاب افضل وسيلة للاغراء ولجذب الآخرين: «انا ارتدي النقاب للفت الانتباه، فعندما اسير من دون نقاب لا يلتفت الي احد، خصوصا ان النقاب يبرز جمال العين المكحلة ويركز عليها. والعين اكبر لغة للتفاهم، فهي تتحدث دون ان نشعر لذلك، وكلما جملنا العيون تحدثت اكثر، وافضل وسيلة لتزيينها لبس العدسات مع وضع الكحل الاسود وتركيب الرموش الطويلة، واخيرا لبس النقاب ثم تأتي صفوف من المعجبين».

وتؤيدها في القول نورة محمد فهي ترى ان النقاب وسيلة سهلة للجذب وللفت الانتباه: «في المجمعات التجارية تذهب المنقبات والمبرقعات الى مثل هذه المجمعات بهدف جذب الطرف الآخر، متعطرة بأرقى العطور الفرنسية الممزوجة برائحة البخور ودهن العود، مخضبة اليدين، ترصع أناملها بخواتم من الماس او خواتم الزركون، ان فتاة بهذا الشكل اكثر لفتا للانتباه من فتاة تسير دون نقاب او عباءة، والشباب تهزه المنقبة اكثر من زميلتها غير المنقبة».

موروث شعبي

بينما تعتقد شاهة حمد ان النقاب او البرقع هو موروث شعبي انتقل الينا جيلا بعد جيل، وصار ارتداؤه اليوم في مجتمعنا عادة موروثة لا يرضى لها بديلا، حتى صار النقاب سمة من سمات الاخلاق الطيبة، ومن يخالف هذا العرف يكن شاذا في مجتمعه: «ارتديت النقاب بالاجبار والاكراه، فوالدي يرى ان النقاب ستر للبنت، ومن العيب ان تخرج المرأة من منزلها من دون النقاب، وبذلك فرض والدي واخواني النقاب علينا، ارتديته وانا في الصف الاول الثانوي، ودخلت الجامعة وانا منقبة وبعد زواجي اقترحت على زوجي ان اخلع النقاب فوجدت عقليته تشبه عقلية والدي تماما، على الرغم من انه جامعي ومثقف، وهنا استسلمت للواقع الذي فرضه المجتمع».

وتؤكد شيخة متعب، على انها ارتدت النقاب من دون قناعتها، فوالدها واخوانها فرضوا عليها النقاب، لذلك فهي تخلعه في كل فرصة تجدها سانحة «انا معلمة واعمل في مدرسة للبنات، وعندما اذهب لمدرستي اخلع النقاب، وعندما يأتي الموجه لتقييمي في الفصل فأنا لا ارتدي النقاب، تسألني زميلاتي عن سبب عدم لبس النقاب امام الموجه اجيبهن بأنني غير مقتنعة بالنقاب، وفي المدرسة لا يتمكن اهلي او زوجي من رؤيتي».

وكذلك تفعل نورية راشد فهي ارتدت النقاب لترضي زوجها الخليجي، ولكن عندما تزور أهلها في الكويت ويتركها زوجها لقضاء اجازتها مع اهلها ويعود الى بلده فهي تخلع النقاب.

اما دلال فهد فهي تخلع النقاب عندما تسافر خارج الكويت: «في السفر خارج الكويت اخلع النقاب والحجاب وارتدي البنطلون وكل ما منعني عنه الاهل.. لقد قتلوا طفولتي لقد اجبروني على الحجاب والنقاب وانا في الصف الاول المتوسط وحرموني من التمتع بالازياء التي تثير كل فتاة، واجد في السفر متنفسا لارتداء ما أتمناه».

مصيدة للزواج

لكن الامر مختلف عند فاطمة خلف فقد ارتدت النقاب من اجل الزواج: «كلما يخطبني شاب ويعلم انني غير منقبة فإنه يطفش او يشترط ارتداء النقاب، وبعد مرور السنوات وعندما وصلت الى سن السادسة والعشرين خشيت ان يفوتني القطار، فاستسلمت وتنقبت من اجل الحصول على زوج لاتدينا، وبالفعل تزوجت وانجبت، وانا غير ملتزمة بالنقاب، اخلعه امام الطباخ والسائق، المهم انني ارتدي النقاب امام زوجي فقط».

غش

اماني عبيد، من جانبها، ترى ان النقاب يعطي الفرصة الكبيرة للغش في الامتحان «فعند استخدام الهاند فري ووضع سماعة التلفون النقال بالاذن لن يتمكن المراقب من ملاحظة ذلك وبما ان قاعة الامتحان كبيرة فلا يتمكن المراقب من سماع الهمس عندما تطرح المنقبة السؤال للشخص الذي يغششها في الامتحان».


خبير كندي: يقي من السرطان
عادة اجتماعية تأثيرها كبير على حياة الإنسان


قال طبيب كندي في السعودية ان النقاب ليس مجرد زي محتشم للمرأة، بل انه يقلل من خطر إصابة النساء بسرطان الأنف والحلق، لانه يمنع الفيروسات من دخول الجسم.

وقال الطبيب مالاكر: «النقاب يقي من العدوى في الجزء من الجهاز التنفسي، وتنخفض بشدة الاصابة بسرطان الأنف والبلعوم لدى النساء في المملكة العربية السعودية مقارنة بالرجال».

واضاف مالاكر رئيس قــسم العــلاج بالاشــعاع في مستشفى الملــك عــبدالــعزيز آل ســعود: «انه لأمر شيق ان عــادة اجتماعية بســيطة يمــكن ان يــكون لها هذا التــأثير الكــبير علــى حــياة الإنسان».

سعاد الصالح:

النقاب لم يذكر في القرآن وورد مرة واحدة في الـحديث


نلاحظ تضارب الآراء حول النقاب بين معارض ومؤيد له، ولمعرفة حقيقة النقاب وهل هو واجب على كل مســلمة، لا بد من الرجــوع لرأي الديــن والشــرع.

تقول الدكتورة سعاد صالح: «ان كلمة النقاب لم تذكر في كتــاب الــله اطــلاقا، وإنما ذكــرت فــي ســنة الرسول، صلى الله عليه وسلم، مرة واحدة حينما قال عــليه الصــلاة والســلام: «لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين». اذا عندنا احاديث كثيرة وأدلة قرآنية كثيرة ان النــقاب ليــس فرضــا، وانما هو فضيلة وفضل لمن أرادت أو لمن اختارت. وهناك فريق آخر من الفقهاء وهي روايــة في المذهــب الحنبلي فقط تقول انه فرض، وأُنبه واحذر بأن الأثر على ترك الفرض يختلف تماما عن الأثــر المتــرتب على تــرك المــباح، لان الذين يقولون بفريضته ينظرون إليــنا جمــيعا على أننا قد خالفــنا شــيئا مفروضا، أو معتقدا أو حكما مفروضا علينا، وهذه المخــالفة يترتب عليها الاثم والعقاب، بينما الذين يقــولن بإباحته فإن الاباحة يســتوي فيــها الفــعل والــترك، فلا يترتب على الالتزام به ثواب ولا يـترتب على تركه عقاب».


النقاب والسيارة:
مسألة غير محسومة والآراء حار وبارد على سطح واحد!

بعد صدور القرار الخاص بمنع المنقبات من قيادة السيارة او مخالفتها، تضاربت الاقوال في علاقة النقاب بأمن البلاد، فمنهم من يرى ان النقاب يؤثر تأثيرا مباشرا في الامن ومنهم من يرى ان هذا القرار ظالم، لان النقاب لا علاقة له بالامن او بالارهاب.

ولمعرفة المزيد، التقينا بعدد من المواطنين والمقيمين لنتعرف على وجهات نظرهم المختلفة، يرى علي الشطي، مدير معارض الكويت، ان النقاب لا علاقة له بالأمن، لان التنكر يمكن ان يتحقق بعدة وسائل، بل ويتساءل الشطي، لم تمنع المنقبة من قيادة السيارة؟ هل يؤثر النقاب على القيادة مروريا؟ الا يمكن ان يتم التخفي بوسيلة غير النقاب؟ الا انه اكد في نهاية حديثه انه يحترم القرار الصادر، ويجب تطبيقه، لان كل قرار يصدر انما فيه مصلحة البلد. وتتفق وجهة نظر الشطي، مع وجهة نظر شيماء عبدالرزاق، فهي مع القرار، الا انها تتمنى وجود موظفات مع الدوريات للتحقق من هوية السيدة التي تقود السيارة، حتى لا تدفع السيدة غرامات لا ذنب لها فيها سوى انها منقبة، اننا بالفعل بحاجة الى دورات تدريبية لتخريج موظفات مؤهلات للعمل بالتفتيش والتحقق من تطبيق الصورة، اما مها احمد فهي مع القرار، لانها ترى ان النقاب اسهل وسيلة للتخفي وطمس الشخصية، اما وسائل التخفي الاخرى قد تأخذ وقتا طويلا، ثم ان النقاب في مجتمعنا لا يتم ارتداؤه لسبب ديني فقط، وانما يتم ارتداؤه لاسباب اخرى منها للفت الانتباه، ومنها لاسباب تتعلق بالعادات والتقاليد، ولكن بالوقت نفسه حتى يصير القرار عادلا لابد ان يطبق في جميع انحاء البلاد.

اما الفئة الاخرى فهي ضد القرار، يؤكد المهندس عياف ميسر العياف، ان الشرع لا يمكن ان يتعارض مع الامن، لان التنكر يمكن ان يكون بعدة طرق، وهو ضد القرار لانه لابد من احترام خصوصية الناس بالشرعية، واذا ما تمت المخالفة فأنا سأدفع ولا ابالي.

ويوافقه في الرأي المهندس محمد علي الطبيخ، فالنقاب لا يمكن ان يؤثر في امن البلاد، وهذا تقصير من الداخلية، فعليها ان توفر موظفات للتفتيش لتطبيق الصورة والكشف عن الوجه، فإن وجدن لا تمانع السائقة من كشف وجهها امام الموظفة، اما سالي محسن كريم، فهي ضد القرار، لانها ترى ان النقاب حرية شخصية، ونحن في بلد ترتدي غالبية نسائه النقاب ولا يمكن ان نعتبره ظاهرة جديدة، ولا يمكن ان يؤثر في امن البلاد.