المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (الرجل الخطاب ) .. موضة ظاهرها عمل الخير وباطنها تجارة في الناس!



جمال
03-29-2005, 04:39 PM
أسماء حركية ومكاتب وهمية وراتب الواحد يتجاوز 4 ألاف دينار شهريا

تحقيق: ثائرة محمد

يبدو ان الزواج عبر المرأة «الخطّابة» أصبح موضة قديمة، بل ربما معرضة للانقراض بعد ان اجتاحت الكويت في الفترة الأخيرة موضة جديدة هي «الرجل الخطاب» الذي اصبح يجد فيه الجيل الجديد من الشباب والشابات فرصة للحصول على شريك المستقبل بعد أن انتشرت في الفترة الأخيرة وتنوعت أشكال الزواج تحت مسميات مختلفة تنفذ بعضها مؤسسات خيرية بأسماء مختلفة.. ومنها على سبيل المثال مشروع النكاح ومشروع العفاف وغيرهما من المسميات التي تحمل في مضمونها هدفا واحدا هو تقريب طرفين بهدف الزواج.

وبسبب المشاكل الاجتماعية واهمها مشكلة العنوسة وتزايد نسب الطلاق، ارتفعت اسهم العاملين على توفيق رأسين في الحلال بل وجعلت من هذه المشاريع سواء كانت خيرية أو تجارية محط اهتمام ومتابعة من قبل الجنسين.. إضافة إلى كونها مشاريع ناجحة ومربحة لأنها تضرب على وتر حساس وهو هدف يسعى إليه النساء والرجال على حد سواء وهو الزواج وتحقيق الاستقرار.

ونحن هنا لا نبحث في أهمية وهدف فكرة توفيق رأسين في الحلال مثل ما تقوم به بعض اللجان الخيرية التي لا تهدف إلى الربح وانما إلى القضاء على مشكلة اجتماعية تهدد الجنسين كمشروع لجنة العثمان في الزواج وعملها في إنجاح ظاهرة الزواج الجماعي والفردي.. ولكن ما يثير اهتمامنا هو فكرة «الخطّاب» الذي يعمل من اجل تحقيق الربح المادي بدليل انه يعمل في الخفاء وبلا تصريح رسمي أو تصريح عن اسمه ومكان تواجده.. حيث يخصص لهذا المشروع مكتبا بلا اسم مخالفا بذلك قوانين وزارة التجارة والصناعة.


إن هؤلاء لا يمكن ضبطهم لأنهم لا يعملون وفق مسمى ظاهر لهم (خطاب) وانما يتعمدون التعريف عن أنفسهم بإعلانات في الصحف الإعلانية المختلفة التي تنشر أرقام هواتفهم النقالة تحت أسماء أبومحمد وأبوعلي وغيرها من الأسماء أو الألقاب.

ويزاول هؤلاء «الخطاب» نشاطهم التجاري تحت مسمى مشاريع تحمل أسماء المشاريع الخيرية التي تقوم عليها بعض اللجان الإسلامية التي ذكرناها آنفا.. ولكن هل هؤلاء حقا يقدمون هذا العمل لوجه الله؟ ترى ما طبيعة عملهم؟ وكيف يوفقون رأسين في الحلال عن طريق الهاتف؟ وما المردود الذي يجنونه من جراء هذا العمل؟ وهل الخطاب يتاجر في رغبات الناس؟ وأين تقع مسؤولية وزارة التجارة والصناعة من هؤلاء؟ وما إجراءاتها حيالهم؟

اتصلنا عدة مرات ببعض من يعلنون «خطاب» لإجراء حوارات معهم، وذلك من خلال أرقام هواتفهم التي يطرحونها في الصحف الإعلانية فرفضوا فكرة إجراء اللقاء تماما أو الإجابة على استفساراتنا.. فما كان منا إلا التحايل عليهم لمعرفة طبيعة عملهم.. حيث اتصلنا بهم بعد فترة لمعرفة طريقة إتمامهم الزواج وذلك من باب طلب الزواج.

اتصلت مدعية أني أرغب في الزواج بشخص جامعي وصاحب أخلاق ويعمل في وظيفة مستقرة ومناسبة.. فوجدت «الخطاب» يسألني عن مواصفاتي فقلت له إنني جامعية واعمل براتب جيد.. وبدأت اسرد له مواصفات فتاة مثالية يتمناها أي شاب.. ومن ثم سألته عن اجره ومتى سيوفر لي العريس وكيف سأحضر إلى مكتبه لأتقدم بطلبي وغير ذلك من الأسئلة.. فرد بأنه لا يأخذ أجرا على الطلب لأنه لا يريد أن اذهب إلى مكتبه لأنه يحصل على البيانات من المتقدمين عبر الهاتف النقال فقط «شريطة الاتصال من هاتفك بالطبع».

أما عن توافر العريس فكان رده مفاجئا حيث قال ضاحكا: إن مواصفاتك تناسبني فما رأيك في الزواج بي!.. وباستهزاء سألته: إذن أنت تبحث عن عروس لك من خلال هذا الإعلان وليس لغيرك كما تدعي؟

فأجابني بان لديه طلبات كثيرة لفتيات وشباب تقدموا للزواج وانه يبحث لكل شخص عما يناسبه، وان أحد الخطابين تزوج فتاة كانت قد تقدمت له فوجدها تناسبه فقرر الفوز بها.. وأشار إلى انه يريد فقط توفيق رأسين في الحلال سواء له أو لغيره.. ثم سألته: هل زوجت أحدا بهذه الطريقة؟ فقال: نعم زوجت كثيرين.

فسألته: إذن ما الفائدة التي تجنيها جراء ذلك.. فقال لي بالحرف الواحد: إن المردود الحقيقي يكون بعد الاتفاق والزواج وهذه نتركها لتقدير العروسين إضافة إلى أن ذلك عمل خيري يجازينا الله عليه أجرا..

قاطعته مستفسرة: وفي حالة إرسال عريس مثلا إلى عروس ولم تعجبه أو العكس فما المردود المادي عليك؟

فقال: إن الرؤية الشرعية للطرفين أي التقاء الشاب والفتاة نأخذ عليها أجرا بسيطا من الشاب فقط وليس الفتاة وهو 30 دينارا إلا في حالة إتمام الزواج.. ثم سألته عن جنسيته وعما إذا كان هذا العمل مربحا.. فرفض الإجابة وقال: إن العمل لوجه الله.. وهو عمل سام ولكن في باطنه ربح مادي.


أخي يطلب عروسا
بعد اتفاق بيننا على ما سيقوله دفعت شقيقي الى الاتصال بمكتب آخر ليطلب عروسا ويسأل شخصا يدعى أبويوسف بعد أن يقدم له مواصفات عريس مميزة مطالبا بعروس مميزة كذلك. ثم يسأله عن موقع مكتبه وكيف سيراه ومتى.

لكن أبو يوسف ـ هو الآخر ـ رفض بشدة رؤيته أو الالتقاء به لان الطلب كما قال سابقه يجري عن طريق الهاتف، لأن مكتبه لا يحمل أي مسمى يدل على انه «خطّاب» وان الطلبات يتلقاها عبر الهاتف.. أما بالنسبة إلى المبلغ المطلوب فهو 30 دينارا للرؤية الشرعية سواء كان رد شقيقي الموافقة أو الرفض.. واللقاء مع «الخطاب» يكون بعد الاتفاق المنتظر مع أهل البنت أو العروس. ثم سأله شقيقي: وفي حالة الموافقة كم ستأخذ مني أجرا على خدماتك؟ فرد عليه قائلا: إن الرسوم 100 دينار عن كل 1000 دينار من المهر.. وأنت واخلاقك وكرمك..

ثم يسأله شقيقي عن جنسيات المتقدمين من الشباب والفتيات وهل هم من الكويتيين أو من غيرهم.. فيرد أبويوسف: لدي تشكيلة كبيرة من الطلبات من جميع الجنسيات وهناك منهم المميز والمتوسط والضعيف.. وطلبك متوافر وعليك الانتظار للغد فقط..

وبالفعل اتصل بنا كثيرا ولكننا لم نرد حتى أرسل «الخطاب» رسالة عبر الهاتف النقال يقول فيها «طلبك جاهز اتصل لاحقا» واستمر في الاتصال ولم ينقطع إلا عندما اخبره شقيقي انه قد وجد طلبه عن طريق أحد الأقارب..


عرسان «ستوك»
كنت أتحدث مع إحدى صديقاتي وهي «عزباء» لأخبرها عن فكرة «الخطابين» فوجدتها تعرف بالأمر بل اتصلت بأكثر من «خطّاب» لتجرب حظها.. وبالفعل كانوا على تواصل معها ووجدوا اكثر من عريس لها ولكنها على حد تعبيرها لم تجد بينهم المناسب.. ففي كل مرة تجد في العريس «عيبا».. فهو إما كبير في العمر أو مطلق ولديه أبناء.. أو مشاكل مادية أو «طمعان» في الراتب أو قصير أو غير ذلك مما جعلها تصرف النظر عنهم وعن الفوز بعريس بهذه الطريقة.. على رغم أنها لا ترى في الأمر عيبا خصوصا ان الكثير من الفتيات يتصلن بهؤلاء «الخطاب» لطلب الزواج .. لأنهن لا يخرجن من منازلهن ولا تتوافر لديهن الفرصة لإيجاد شريك الحياة مما يدفع بعضهن إلى البحث عن الزواج بطريقة مشروعة لا تحط من قيمتهن من خلال هؤلاء الخطابين أو غيرهم..


نصب واحتيال
ثمة سؤال يطرح نفسه هنا هو: من قال إن المتصلين من الرجال بهؤلاء الخطابين جادون فعلا في الزواج؟ أليس من الممكن أن يكون هدف أغلبهم التسلية والاستمتاع برؤية فتاة قدمت طلبا للزواج؟ فقد يذهب أحدهم بحجة رؤية فتاة ويعرف عنها ما يعرفه من جملة أمور ثم يرفضها أمام «الخطاب» ويلاحقها فيما بعد أو يضغط عليها بحجة انه يريد أن يتعرف عليها اكثر وان غرضه شريف خصوصا انه تقدم أمام الجميع ومن ثم يستغلها ويخدعها مستغلا رغبتها في تكوين أسرة مستقرة..

أليس هذا ممكنا خصوصا بالنسبة إلى الشباب الذين يشاهدون يوميا أمامهم الكثير من الفرص والخيارات في مجال العمل أو على مستوى الأقارب والمعارف أو حتى في الشارع؟ فهل يعقل أن هؤلاء لا يجدون من يناسبهم والمجال مفتوح أمامهم على مصراعيه لكي يلجأوا إلى الزواج عبر «الخطاب».

هذا السؤال مطروح أمام من يتقدمون.. فقد نستوعب أمر الفتيات وتقدمهن بطلبات للزواج.. لأن وضع الفتاة مختلف عن الرجل من حيث العادات والتقاليد فالأمر ليس بيدها كما هي الحال بالنسبة إلى الرجل.. حيث تلجأ إلى تسهيل مهمتها في البحث عن زوج وتكوين أسرة.. أما الرجل فهناك حالات قليلة يمكن الاقتناع بأسباب لجوئها إلى هذه الطريقة كأن يكون الشاب غريبا في هذا البلد أو لأنه يريد الفوز بعروس مثالية كأحلامه الوردية أو لديه مشاكل صحية ويبحث عن عروس ترضى بوضعه..

وفي جميع الحالات يكون طلب هؤلاء الرجال غير متوافر بسهولة لأن لديهم مشاكل معينة ويحتاجون إلى من يستوعب مشاكلهم. أما الغالبية العظمى من الناس ومن الرجال تحديدا ممن لا مشاكل لديهم. فان الأمر لا يتطلب منهم البحث عبر مكاتب لإيجاد طلبهم خصوصا في ظل توافر وسائل متعددة للزواج ومنها الإنترنت والأقارب والعمل والمعارف وغيرها.


الهروب من الخطابين
بعض المتقدمين الى الزواج عن طريق المكاتب أو أبو فلان وأبو علان يجدون أن اجر «الخطاب» كبير عند الموافقة.. ولهذا فانهم يحاولون التحايل على «الخطاب» والاتفاق لاحقا مع الفتاة من اجل إتمام الزواج بعيدا عنه.. وروت لي إحداهن قصة شقيقها الذي تقدم للزواج عن طريق أحد الخطابين الذي اشترط عليه مبلغا كبيرا عند الموافقة لكنه عندما ذهب الى الرؤية الشرعية وأعجبته الفتاة تحايل على «الخطاب» وأخبره بأنه غير موافق على الارتباط بها ودفع له رسم الرؤية الشرعية فقط ثم قام بالاتصال بأهل الفتاة لاحقا وحدد معهم موعدا للزيارة وجرت الخطبة ثم الزواج من دون علم «الخطاب». إلا أن الأخير اتصل كثيرا بالشاب ليريه عروسا أخرى جديدة لكنه اخبره بأنه ارتبط بإحدى قريباته حتى لا يتصل به.


موقف حرج
هناك من الفتيات من ترى أن الزواج عن طريق الخطابين الرجال محرج جدا بالنسبة إلى الفتاة على وجه الخصوص أمام ذويها إذا لم يتحقق النصيب ورفضها المتقدم.. وكذلك هو الأمر نفسه لو وافق «المعرس» وتزوجها فإن موقفها أمام زوجها في المستقبل سيكون ضعيفا لأن الأمر ما زال غير مقبول اجتماعيا على رغم قبول الفكرة شرعا.. لأن المجتمع العربي ما زال يرى العيب في طلب الفتاة للزواج من خلال «الخطاب».. وقد يقول لها الزوج مع أول خلاف انه أخذها من الشارع.. ولو فيها خير ما كانت عرضت نفسها للزواج بهذه الطريقة.. وهو ما حدث مع اكثر من فتاة..

وترى بعض الفتيات أن فكرة «الخطابة» مقبولة اكثر من فكرة وجود «خطاب» للنساء والرجال معا لقرب المرأة من قرينتها عن الرجل حيث تستطيع أن تفهم وضعها اكثر وتحافظ على سرية الموضوع من الرجل الذي يعد غريبا عنها.. والأمر حساس كذلك بالنسبة إليها ويجرح مشاعرها لأن طلب عريس من رجل أمر صعب للغاية أمام الفتاة..

وتبقى المرأة «الخطابة» افضل في هذا العمل لانه يناسبها اكثر ولطبيعة التعامل مع هذا الأمر فهي اكثر قدرة على الوصف واكثر قدرة على فهم نفسية من أمامها خصوصا من النساء. أما الخطاب الرجل فقد لا يحسن الاختيار أو يختار غير المناسب لعدم تمكن المرأة المتقدمة من التعبير الحقيقي أمامه عن طلبها..

وتجد بعض الفتيات أو الشباب في الهيئات الخيرية مثل لجنة العثمان على سبيل المثال حلا امثل لكلا الطرفين خصوصا أن الأمر فيه كتمان تام وأن العمل خيري وليس تجاريا لأن «الخطاب» لا يتحمل مسؤولية فشل الزواج. ولكن في اللجان الخيرية هناك متابعون دوما لحالات الزواج التي تجري عن طريقهم من خلال الاتصال الدائم بهم للاطمئنان عن أوضاعهم وصحة حياتهم الزوجية.


هل هو زواج ناجح؟
وإذ ندعو الفتيات إلى التفكير قليلا قبل الإقبال على طرق هذه الأبواب، نتساءل: ماذا لو توافر للفتاة عريس ورفض واخر ورفض العرض وثالث وهكذا فمن هو المتضرر في هذه الحالة؟ ان «الخطاب» يربح من وراء لقائها بأحدهم 30 دينارا كل مرة وماذا ستكون ردة فعل الفتاة التي تتوالى عليها عروض الخطابين ويرفضونها.. وما تأثير ذلك في نفسيتها؟ وهل ستبقى سلعة بيد «الخطاب» يقبض كلما رأت عريسا غير مبال بمشاعرها وأحاسيسها؟ ومن يضمن أن يكون الزواج عبر هذه الطريقة ناجحا؟

التجارة ترفع يدها عن «الخطابين من منازلهم»

يقول وكيل وزارة التجارة والصناعة المساعد لشؤون حماية المستهلك عبد العزيز الخالدي: إننا كوزارة لا نستطيع أن نخالف هؤلاء الخطابين لأنهم لا محلات تجارية أو مؤسسات قائمة أو مرخصة من قبل وزارة التجارة والصناعة لديهم مشيرا إلى أن الوزارة مسؤولة عن التأكد من أن أي مؤسسة أو محل أو شركة قائمة تمارس النشاط الذي رخص لها بممارسته.. وفي حالة مخالفتها شروط الترخيص يكون تدخلنا ونقوم بتحرير المخالفة من دون تهاون.

وبين الخالدي انه لو ضبطت أي شركة أو محل تجاري أو مؤسسة تمارس من الباطن هذا النشاط وهو «الخطابة» فان الوزارة ستقوم بتحرير مخالفة ضد صاحب الترخيص فورا وتغلق المؤسسة أو الشركة التي تمارس نشاطا مخالفا لترخيصها ويجري تحويل الأمر فورا إلى الشؤون القانونية.


تحليل أرباح الخطابين


من خلال الاتصال بالكثير من «الخطابين» عبر هواتفهم النقالة المعلن عنها في الصحف الإعلانية علمنا أن هناك تفاوتا كبيرا بين كل منهم في الربح عند إتمام الزواج.. فبعضهم يترك الأمر لكرم العروسين مشددا على أن الإكرامية لا بد أن تكون كبيرة فيما يحدد البعض الآخر الإكرامية بمبلغ مادي.. ومنهم كما ذكرنا من يحصل على 10 في المائة من المهر كأن يحصل على 500 دينار إذا كان المهر خمسة آلاف دينار.. بينما جعل آخرون هذا المبلغ هو «حلوان الزواج». وكان آخر الخطابين الذين اتصلنا بهم يتقاضى عند إتمام الزواج 500 دينار على اقل تقدير من كل طرف على حدة.. وهو لا يرى ذلك حراما أو مبالغة لأن الشرع حلل له الحصول على مقابل مادي لقاء جهوده في جمع رأسين في الحلال.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا يخفي هؤلاء الخيرون من الناس أسماءهم الحقيقية وأماكن تواجدهم ولا يصرحون بسهولة بالمبلغ المطلوب لإتمام الزواج؟ ولماذا يعتبرونه خيريا وهم يتقاضون عنه الأجر الكبير؟

فلو افترضنا جدلا أن الحالات التي تتقدم لطلب الزواج من «خطاب» هي 100 حالة شهريا (وربما يكون ذلك قليلا نتيجة حجم الاتصالات التي ترد إلى هؤلاء الخطابين حسب ما ذكروه لنا) ولو اعتبرنا أن من بين المائة حالة تجري حالة زواج واحدة فقط وباقي الحالات رؤية شرعية فانه بحسبة بسيطة يكون قد حقق 3000 دينار من الرؤية الشرعية و1000 دينار من حالة الزواج.. أي 4000 دينار.. هذا على افتراض أن العريس لا يرى سوى فتاة واحدة فقط.. فكيف لو تكرر الأمر ورأى الشاب المتقدم اكثر من فتاة في الشهر؟

وعلى ذلك فان اقل إيراد لهؤلاء الخطابين يصل إلى 4000 دينار شهريا فيما لا يكلفهم الأمر سوى هاتف نقال ومعلومات يتلقونها عبر الفضاء وإعلانات في الصحف الإعلانية.. وتحت مظلة المشروع الخيري واسماء أبو فلان وأبو علان.. هناك تجارة وربح على «كيف كيفك» والناس يصدقون ويتصلون على أمل.

ونحن نتساءل هنا أين دور وزارة التجارة والصناعة من هذه الإعلانات الصحفية والأرقام المنشورة تحت أسماء «خطاب رجل» في الصحف الإعلانية؟ ومن منحهم حق مزاولة هذه المهنة؟ وما الذي يثبت أنهم صادقون ومحل ثقة؟

ان المردود المالي الذي يحصلون عليه ليس بسيطا وقد يكون فرصة للبعض للقفز واتخاذ «الخطابة» مهنة له.

ولكن على رغم ما تقدم يجب ألا ننكر أن هناك من يسعى إلى توفير هذه الخدمة لوجه الله أولا ثم الكسب المادي.