المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عمليات التجميل تعطي الرجل الوسامة والشباب .. والمقابل «خراب بيوت»



على
03-14-2005, 06:09 PM
القاهرة.... منى مدكور

حين بدأنا التحقيق عن عمليات التجميل، التي يقبل عليها الرجال، لم نكن نتوقع أن تحتل مصر المرتبة الـ24 على مستوى العالم. فالأرقام تؤكد أن نسبة الرجال الذي يقبلون عليها تزيد عن 45 % من إجمالي المترددين على مراكز وعيادات التجميل، معظمهم من الفنانين والمشاهير ورجال الأعمال، بل والوزراء ايضا، وقليل منهم فقط من الطبقة المتوسطة نظرا لارتفاع أسعار هذه العمليات التجميلية.

يقول دكتور التجميل، محمد حسنين الشريف ـ طب الازهر «إن كانت المرأة تتجه لجراحة التجميل لشد تجاعيد الوجه والرقبة وشد منطقة الجفون، ومناطق أخرى حساسة في الجسم كالأرداف، ومنطقة الصدر على سبيل المثال، فإن الرجل تتركز معظم العمليات التجميلية عنده على منطقة البطن (الكرش) لشفط الدهون، وترهل الثدي وكبر حجم الأنف والأذن وتساقط الشعر(الصلع) واحيانا تكون هناك عمليات تجميلية معقدة، خاصة بالأعضاء التناسلية لما بها من تشوهات خلقية أو وراثية. أما الدكتور مصطفى الالفي أستاذ جراحة التجميل بالقصر العيني فيقول: «إن إجراء الرجل لعملية التجميل لم يعد مقصورا على مناطق أو حالات معينة كالصلع وتقويم الأنف أو تصغير الاذن أو الأثداء المتضخمة، ولكن الأمر تعداه الآن لعمليات التجميل لشفط الدهون من البطن وربما الأرداف ايضا، علاوة على ازدهار عمليات التجميل المتعلقة بشد تجاعيد الوجه والجفون، وحقن البوتوكس، بعد أن كانت مقتصرة على النساء فقط حتى وقت قريب.

ويضيف دكتور مصطفى «طبقا لآخر إحصائية صدرت عن الجمعية العالمية لأطباء التجميلISAPS))، التي تم رصدها من قبل 850 عضوًا في 30 بلدًا، احتلت الولايات المتحدة المركز الأول في عدد عمليات التجميل بنسبة 21%، واحتلت البرازيل المرتبة الثانية بنسبة 14%، ثم المكسيك بنسبة 8%، وبريطانيا المرتبة الثالثة في عام 2000، ولكنها لم تستجب لإحصائيات عام 2001. وجاءت أستراليا في المرتبة الرابعة بنسبة 6.28%، وفرنسا في الخامسة بنسبة 5.65%».

أما بالنسبة للدول العربية التي اشتركت في الإحصاء فقد احتلت الأردن المرتبة 22 بنسبة 0.47%، ومصر المرتبة 24 بنسبة 0.33%، وأخيرًا الإمارات في المرتبة الـ 26 بنسبة 0.27%. وفي مجال أكثر عمليات التجميل إقبالا من الرجال تحديدا جاءت عملية تنقيح الندبات scar revision المركز الأول، يليها عمليات تجميل الأنف Rhinoplasty، ثم شفط الدهون Lipopasty.

وتنقسم العمليات التجميلية الجراحية إلى نوعين: ـ جراحات تجميلية Surgery Cosmetic وهي التي تستخدم لتغيير شكل أعضاء طبيعية في الجسم من أجل تحسين شكل الشخص وزيادة ثقته بنفسه.

وهي إما أن تكون جراحية مثل عمليات الأنف وشفط الدهون وتكبير الثدي للسيدات وشد الوجه، أو غير جراحية مثل الحقن بالبوتكس والكولاجين والمواد الكيماوية الأخرى التي تزيل التجاعيد. ـ جراحات الإصلاح أو إعادة البناء Reconstructive Surgery وهي التي تستخدم لتغيير شكل أعضاء غير طبيعية في الجسم كانت نتيجة عيوب خلقية أو عيوب في النمو أو إصابات حوادث أو أمراض أو أورام، وهي عادة ما تستخدم لتحسين الأداء الوظيفي للعضو زيادة على الشكل الخارجي له. والجراحة التجميلية مكلفة إلى حد ما، وعادة لا تدخل ضمن التأمين الصحي في معظم الدول، أما جراحات إعادة البناء; فهي أقل تكلفة، وعادة تدخل تحت مظلة التأمين الصحي، وتختلف بشدة بحسب حجم العملية وقانون الدولة.

بينما يؤكد الدكتور محمد قائلا: إن هناك العديد من المراكز التي تقوم بالنصب على الناس ويساعدهم في ذلك أطباء تخلوا عن ضميرهم لأجل المال، فعلى سبيل المثال من المهم أن يعلم من سيقوم بعملية شفط للدهون أن هذه العملية الجراحية لها أعراض جانبية خطيرة مثل حدوث تجلطات في الدم قد تسبب انسداداً في مجرى الدم إلى القلب أو الرئة، كما قد تؤدي تلك العملية إلى حدوث ضعف في الدورة الدموية عامة، وقد تؤدي إلى حدوث صدمة إذا شفطت كمية كبيرة من الدهن ولم ينقل للمريض دم أو بلازما.

* شهادة امرأة
* تنفي السيدة ح. ف، 44 سنة، أن يكون سبب إقبال الرجل على العمليات التجميلية إرضاء زوجته. وتقول بحزن ممزوج بالغضب. من قال إن الرجل يتجمل لزوجته؟ هذا غير صحيح، ربما كان ذلك أيام الخطوبة فقط، حيث كان يحرص أن يأتي انيقا لافتا للنظر، اما الآن فالأمر اختلف كثيرا، فهو لا يحاول أن يرضي زوجته بل امرأة أخرى أو نرجسيته، وليس أدل على ذلك من تجربي.

فالوسامة لم تفدني ولم تدخل الاستقرار لحياتي بل العكس تماما. زوجي وسيم بالفعل، لكنه مهووس بمظهره، ويريد أن يظل شباب «على طول». كل يوم يقف أمام المرآة ليلاحظ اي تغيير طرأ على بشرته وينزعج جدا، مثلا إذا ما لا حظ بها بعض البثور أو الخطوط. كانت بداية مأساتي عندما تخطى الخمسين من عمره واصبح مقتنعا أن شكل انفه غير متسق بالمرة مع شكل وجهه. حاولت إقناعه بكل السبل انه أكثر الرجال وسامة في نظري، وإنني عاشرته أكثر من 25 عاما، ولم ألحظ أن انفه كبير ابدا كما يتصور من دون جدوى. فقد فوجئت به في احد الأيام يدخل المنزل وعلى انفه ضمادة كبيرة، وأخبرني انه اجرى عملية تجميل في انفه.

لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد توالت العمليات الواحدة تلو الأخرى، مرة لشفط الدهون «لأن جسده ترهل ولم يعد يستطع ارتداء البنطلونات ذات المقاس الأصغر»، ومرة اخرى عملية جراحية لحقن التجاعيد في بشرته المنهكة بالبوتوكس. والأدهى كان عملية إعادة زرع شعر الرأس بعد أن تساقط لعوامل الوراثة وصباغته بلون على الموضة. طبعا أصبح مظهره شبابا، وبت أبدو وأنا بجانبه كأنني أمه، وهو الأمر الذي قام بتعديله أيضا بتطليقي والزواج من فتاة صغيرة من عمر ابنائه. لو املك القدرة على حرق كل عيادات التجميل في مصر لفعلت ذلك من دون تردد، بعد أن طعنني زوجي المتصابي في الصميم، ولم يراع عشرة السنين الطويلة.

* شهادة رجل
* إذا كان على المرأة أن تتجمل وتتزين لأجل زوجها، لم لا يبادلها نفس الشيء؟ فأنا اقوم بهذه العمليات من أجل زوجتي ولإرضائها، خصوصا بعد أن اصبحت لا اعجبها ولا ارضي غرورها كامرأة. حاولت دائما أن اكون مهندما أمامها داخل المنزل أو خارجه. النظافة قبل كل شيء والأناقة من اهم الأشياء التي أحافظ عليها حتى بعد زواجنا طوال 4 سنوات، كنت احرص خلالها الا تراني ابدا مهوش الشعر أو متسخ الاظافر، أو أن تصدر من فمي أي رائحة كريهة حتى وان كانت رائحة السجائر.

ومع ذلك كانت كل يوم تخترع لي شيئا جديدا لا يعجبها في شكلي. مرة تشكو ان رائحة العطر تزكم انفها، ومرة قصة شعري اقصر من اللازم، وهكذا. كل هذا تحملته بصبر وقلت إنها تريدني في عينيها مثالياً دائما، كما رأتني اول يوم، إلى أن وصل الأمر ذات يوم أن قالت لي إن شكل أذني لا يعجبها، وأنها باتت تصاب بالحرج من صديقاتها، لأنها تكاد تلمح السخرية في اعينهم. وظلت زوجتي تحاول إقناعي مرة بالدلال ومرة بالغضب والتهديد، إنني لا بد أن اجري عملية تجميل لأذني حتى لا تشعر بالنقص أمام قريباتها وصديقاتها.

لا أنكر أن هذا الأمر اهانني نفسيا كثيرا، وافقدني الثقة بنفسي، لكني مع ذلك اجريت عملية جراحية لأذني تكلفة كل واحدة منهما 4 الآف جنيه بخلاف مصاريف الإقامة والدواء.

ولكن للأسف فشلت العملية، ولم يتغير شكل أذني، بل يمكن أن اقول انها اصبحت مشوهة بالفعل جراء عملية نصب كبرى تعرضت لها من قبل احد مراكز التجميل الشهيرة، المعلن عنها في كل الصحف تقريبا. قمت بعمل محضر ضد الدكتور المعالج، لكنه «فص ملح وداب»، بعد أن اخلى المستشفى التجميلي مسؤوليته عنه. ما يحز في نفسي أكثر هو انصياعي لرغبات زوجة أنانية لا تحب إلا مظهرها الشخصي أمام الآخرين..

لقد انكسر شيئا ما بداخلي تجاهها بعد أن اعيتني السبل لإرضائها. لا ادري إن كنت سأستطيع العيش معها بعد هذا أم لا، خاصة أنها بدأت في الإلحاح على من جديد لإجراء عملية جراحية أخرى إصلاح الأولى.