المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تتخلين عن عملك من أجل زوج وأطفال؟



على
03-14-2005, 06:05 PM
فكري ألف مرة قبل أن تتخذي القرار



دخول المرأة سوق العمل وحصولها على استقلاليتها وتحقيقها لذاتها، لم يكن بلا ثمن.
فالدراسة أصبحت حقا لا تتنازل عنه، بل وأصبحت ترفض فكرة الزواج الى حين التخرج، والحصول على عمل يرضي طموحها، سواء اكان العمل حاجة ضرورية لاعالة اسرتها، او لمجرد تحقيق الذات اذا كانت تنتمي لأسرة ميسورة. لكن المشكلة التي تواجه عددا لا يستهان به من الفتيات، تتمثل في اضطرارهن إلى مراجعة حساباتهن وقراراتهن، عندما يصلن إلى مرحلة الزواج، لتجد نفسها تواجه السؤال الملح: ما إذا كانت مستعدة للتخلي عن العمل من اجل رعاية زوج وبيت واطفال؟ جواب بعض الفتيات سيكون حتما ايجابيا، خصوصا أن السؤال مطروح بصيغة مغرية تدغدغ الخيال وترسم مستقبلا ورديا لاسرة صغيرة ترعى فيها الام اطفالها داخل البيت ويعمل الزوج خارجه بكل جد لتأمين متطلبات الاسرة ويوفر لهم حياة رغيدة.

بيد ان الواقع، للأسف، بعيد جدا عن هذه الصورة الرومانسية، بسبب المتطلبات المادية التي باتت تفرض نفسها بقوة، رغم وجود فئة من الرجال يرفضون عمل زوجاتهم لاسباب موضوعية احيانا، وفي احيان اخرى لأسباب انانية ورغبة في فرض السيطرة لا اقل ولا اكثر، لذلك قد يضع بعض الرجال التخلي عن العمل شرطا اساسيا لاتمام الزواج، لكن الأسوأ عندما يؤجلون طلبهم هذا الى ما بعد الزواج لتجد المرأة نفسها بين نارين: هل تضحي بعملها ارضاء لهذا الزوج ام تتشبث بحقها في العمل وينهار اساس البيت الذي طالما حلمت به؟

قبل ان تتخذي القرار بترك العمل «من اجل عينيه» لابد من التفكير مليا في العواقب المترتبة عن قرارك، فقد تشعرين بالندم بعد فوات الاوان، وقد تجدين نفسك عرضة لهواجس نفسية وتكتشفين ان عملك هو رأسمالك الحقيقي وان لا شيء بالامكان ان يعوضك عنه..

تقول امامة الكتاني رئيسة الرابطة المغربية للاسرة ان خروج المرأة الى العمل لم يمنعها من مواصلة مسؤوليتها داخل البيت. لكن المساواة بينها وبين الرجل تمت على حساب راحتها النفسية والجسدية، لان مسؤوليتها تضاعفت، فالمرأة منحها الله طاقة غريزية، لتربية الاولاد والاعتناء بالبيت لا يملكها الرجل، ونتيجة لذلك تحولت الى خادمة داخل البيت وخارجه، وهذا الوضع تعاني منه النساء في المجتمعات الشرقية على الخصوص. فالزوجان اللذان يعملان معا في المجتمعات الغربية يتقاسمان المهام والمسؤوليات بالتساوي، بينما عندنا لا يتقبل عدد كبير من الرجال ان تعمل زوجاتهم خوفا من ان استقلاليتها المادية التي قد تمنحها هامشا من الحرية في اتخاذ القرار وتحرمه من الشعور بانه هو معيلها الوحيد وبان مصيرها بيده..

واكدت الكتاني ان «عددا كبيرا من القضايا المطروحة على المحاكم المغربية سببها عمل الزوجة ورغبة الزوج، اما الاستحواذ على راتبها او مطالبتها بترك العمل وتهديدها بالطلاق، وقد يكون السبب أحيانا أن عملها افضل من عمله وراتبها اكبر من راتبه، وهي مفارقة غريبة تضع المرأة وسط جحيم حياة زوجية غير مستقرة، تدفع عددا كبيرا من النساء الى التضحية بالعمل، مقابل التخلص من المشاكل اليومية والضغط الذي يمارسه الزوج عليهن». واضافت الكتاني: «اذا بحثنا عن جوهر هذه المشكلة، فسنجد بانه مادي في الاساس، فاذا طلبنا من مجموعة من النساء في مجتمعاتنا العربية ان يتركن عملهن ويتفرغن للبيت ورعاية الاطفال مقابل راتب شهري وان كان اقل من الراتب الذي يحصلن عليه من عملهن، فبرأيي ان الغالبية ستقبل العرض من دون تردد، وهذا ما يحصل في فرنسا، حيث تحث الدولة الامهات على العودة الى البيت مقابل تقديم دعم مالي لهن».

واوضحت الكتاني انه اذا شعرت المرأة بان زوجها يضغط عليها لترك العمل فقط رغبة في التسلط وفرض السيطرة، فعليها ان تفكر الف مرة قبل ان تتخذ قرار التضحية بعملها، لان مثل هذا الزوج لا يؤتمن، وقد تجد نفسها بعد مدة وقد تخلى عنها وعن اطفاله وتركها من دون معيل او عمل يحفظ لها كرامتها. وختمت رأيها بالقول إنه لا وجود لحل واحد ننصح به المرأة التي تصادف مثل هذا المشكل في حياتها، لان لكل زيجة ظروفها الخاصة المؤثرة فيها، والمطلوب هو «الحوار والتفاهم والمحبة، وان يكون الزواج قائما على المرجعية الاسلامية التي جعلته مصدرا للسكينة والرحمة».