المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علاقات الشباب والبنات.. من يضحك على الآخر؟



المهدى
03-07-2005, 10:42 AM
الطرفان تبادلا الاتهامات..


تحقيق: ثائرة محمد

مَن يضحك على مَن من المراهقين: الفتيات أم الشباب؟ نسمع اليوم عن اجندة معارف خاصة بالشباب تحمل أسماء فتيات كثيرات وأرقام هواتفهن من باب الصداقة والمعرفة والتسلية. الفتيات أيضا أصبحن يحملن الاجندة نفسها ويتعرفن على شباب كثر للسبب نفسه.. وربما كان لدخول الشات والإنترنت الأثر الأكبر في تسهيل سبل التعارف بين الشباب والفتيات فأصبح اكثر تداولا من ذي قبل بعد أن كان مستحيلا. اصبح التعارف بين الجنسين اليوم سهلا ويسيرا وأمرا عاديا إن جاز التعبير لاختلاف النظرة الاجتماعية التي باتت اكثر تحررا بحكم الاختلاط بين مختلف الجنسيات في الكويت.

ولكن المهم في هذه القضية عندما يتحول التعارف إلى مسألة خداع من اجل مطامع مادية أو شخصية وملذات ذاتية.. فمن يضحك على من؟ ومن يستغفل من؟ ومن يخدع من؟

يفترض البعض للوهلة الأولى انهم الشباب، فهل حقا هم الخادعون أم انهم موضع الخديعة؟ وكيف تكون صور خداع كل طرف للآخر؟ وما رأي علم الاجتماع في ذلك؟


يعتقد غالبية الناس أن الشباب هم عادة من يضحكون على الفتيات ولهذا تجد هؤلاء ينبهون بناتهم ويوصونهن بعدم الانصياع إلى عذب الحديث مع الشباب وعدم سماع أو اخذ كلامهم على محمل الجد ولهذا فان الشباب دائما هم الأكثر اتهاما بالخداع وبالضرب على الوتر الحساس لدى الفتيات في إثارة مشاعر الحب في قلوبهن..

يؤيد هذا الرأي كل من رولا وايمن عزول واحمد الشاهين الذين أشاروا إلى أن الشباب يضحكون على الفتيات والفتيات يعرفن ذلك جيدا ويرضين به من باب «عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة» ويضيفون قولهم: الفتاة تعلم ان الشاب يعرف غيرها وان مسألة الارتباط بها قد تكون صعبة إن لم تكن مستحيلة. لذلك يضيع الشباب والفتيات وقت فراغهم سويا ويتباهون أمام الأصدقاء بعدد معارفهم من الجنس الآخر..


كلاهما يفخر بعدد معارفه
وتؤكد ميسون صوالحة أن الشاب والفتاة كلاهما يضحك على الآخر وكلاهما يعلم ذلك جيدا لانهما يعلمان جيدا انهما في سن مبكرة وغير قادرين على تحمل أعباء ومسؤوليات الزواج الذي أصبح متأخرا ويتعدى سن 25 في بعض الأحيان حتى يصل الطرفان إلى حد النضوج.. وتقول ميسون:

ـ كلاهما أمامه إنهاء دراسته أولا ثم العمل والوظيفة التي تؤهله لبناء شخصية قادرة على مواجهة واختيار شريك حياته.. أما في سن المراهقة فان المراهقين والمراهقات يعلمون جيدا أنها مرحلة مؤقتة وتنتهي بانتهائها الذكريات والأسماء الكثيرة التي عرفها كل منهما..

وتعتبر صوالحة أن كلا الطرفين يفخر فقط أمام أبناء جنسه بعدد من يعرفه من الجنس الآخر ليوحي للآخرين بأنه مرغوب فيه ومطلوب فيزيد الإعجاب به.

تؤكد ذلك ديمة أبو عامر التي ترى أن الفتيات والشباب اليوم يضحك بعضهم على بعض، ويتوقف مقدار الخديعة على شخصية كل فرد، مشيرة إلى أن أسباب كثرة التعارف بين الجنسين دائما ما تأتي بسبب الفراغ والكبت والدلع أحيانا إضافة إلى عدم الإحساس بالمسؤولية ورفاهية الحياة وكثرة البذخ..


اشتري لي بطاقة موبايل
وحول سؤال من يضحك على من تقول فاطمة خالد الوقيان:

ـ هي مسالة نسبية تتوقف على أخلاقيات الشخص وسلوكه، فبعض الفتيات يضحكن على الشباب بغرض استغلالهم ماديا في الصرف عليهن..

وتتدخل شقيقتها الصغرى منيرة لتخالفها الرأي قائلة: إن الشباب اليوم هم الذين يستغلون الفتيات ليصرفن عليهم، فبعضهم يأخذ من الفتيات مالا بحجة شراء بطاقة للموبايل حتى يستطيع أن يتحدث معها على الهاتف لان رصيده انتهى.

أما دانة الابراهيم فتشير إلى أن بعض الفتيات يخرجن مع الشباب بعد أن تقول الواحدة لأمها أنها ستخرج مع صديقتها إلى أحد المرافق السياحية أو المراكز التجارية ومن ثم تخرج بالفعل إلى منزل صديقتها وبعدها تلتقي أصدقاءها في غياب تام للأهل، وتضيف قائلة:

ـ قد يستغل بعض الشباب بعضا ومنهم من يقع في ورطة اكبر من المال والسلف والدين إلى حد يصل إلى الأخلاق والتعدي والسمعة لان رفقة السوء لا تجلب إلا السوء.. ولهذا فإننا نستغرب كثيرا عندما نرى شبابا وفتيات في عمر الزهور وهم لم يكملوا دراستهم الثانوية بعد يتجولون في الأسواق والمرافق السياحية من دون حسيب أو رقيب أو مرافقة من الأهل بحجة أن الآباء يثقون بأبنائهم وهم مطمئنون انهم برفقة أصدقائهم.. وقد لا ينتبه الأهل إلى هذا الأمر إلا لاحقا بعد أن تقع الفأس في الرأس..


الفتيات الأكثر خداعا
يرى عبد الرزاق العنزي أن الفتيات هن الأكثر خديعة للشباب، ويقول:

ـ كثيرات منهن اصبحن يملكن هاتفي نقال أحدهما يعرفه الأهل والآخر خاص بالأصدقاء والأحبة، تتمكن الفتاة من خلاله من التعرف على من تريد بعيدا عن مراقبة الأهل.. وتستطيع من خلاله التحدث كما تريد ومع من تريد في الوقت الذي تريد من دون ضبط أو ربط من الأهل.

ويعتبر العنزي أن مبالغة الفتيات في لباسهن وفي التبرج ووضع الماكياج، خصوصا عند الذهاب إلى الأسواق كأنهن ذاهبات إلى حفلة عرس، يوحي بأنهن يبحثن عن الشباب ويسعين إلى لفت انتباههم.


24 شابا على الموبايل
ويتحدث نايف العنزي عن إحدى الفتيات عندما دخل شقيقها غرفتها مصادفة فيما كانت في حمامها الخاص، ووقع نظره على هاتفها فاخذ يقلب فيه ويجرب سماع نغماته ثم فتح فهرس الأسماء ليفاجأ بوجود أسماء 24 شابا على القائمة. اتصل بأحد الأرقام فكانت المفاجأة الثانية عندما رد الطرف الآخر قائلا: هلا بهالصوت. وعندما سمع صوت الشقيق اغلق الهاتف.

ثم اتصل الشقيق برقم شقيقته ليجده يرن في مكان آخر من الغرفة وهنا عرف أن شقيقته لديها هاتفان أحدهما للحديث مع الشباب واخر للأهل.. وحدثت بعد هذه الحادثة مشكلة كبيرة بين الأخوين..

ويضيف العنزي قائلا:

ـ إن كثيرا من الفتيات يحتفظن بأكثر من موبايل من اجل التعارف على الشباب، منهن من يقصدن الفوز بعريس للزواج والأخريات بقصد التسلية وضياع الوقت، ولكن لا أخلي ذمة الشباب في محاولاتهم الدائمة لخداع وإيقاع الفتيات خصوصا ان الكثير منهم نيته لا تكون سليمة.


الفتيات يصرفن على الشباب
وتقر فاطمة الكندري بأن كثيرا من شباب اليوم لا يريدون الزواج ويصارحون من يصادقونهن بذلك حتى لا تلح الفتاة على أحدهم بالزواج بعد فترة من الوقت.. وتضيف الكندري قولها:

ـ إلا أن الشباب يخدعون الفتيات في أمر آخر وهو محاولة استغلالهن ماديا حيث يطلب أحدهم المعونة في أمر ما بحجة السلف واعادة المال بعد فترة لانه يحتاج إلى شراء هدية ما لانسانة غالية عليه فتعتقد أنها الهدف المقصود فتسرع بتلبية طلبه بعد أن تكون قد تصرفت واستدانت من والدتها أو صديقتها بحجة شراء مستلزمات الدراسة أو تصليح السيارة أو غير ذلك.. لتكتشف بعد ذلك أن الهدية لم تكن لها وانما لوالدته أو صديقة أخرى، ولا يعيد إليها ما استدانه وانما يحاول مرة أخرى لأنها لن تجرؤ على إخبار أحد بهذه الخديعة وتضطر إلى الصمت..

وتشير الكندري إلى أن بعض الفتيات اليوم يصرفن على الشباب وتقول:

ـ يستغل الشاب عاطفة الفتاة وتهورها واندفاعها في تحقيق مآربه المادية فيما يستغل البعض الآخر طيبة بعض الفتيات خصوصا إذا كن من العاملات في دفع جزء من أقساط سيارته بحجة انه ليس معه ما يدفعه وانه سيعوضها عندما تحل مشاكله ويتمكن من الارتباط بها.. وبالطبع مشاكله تزداد وارتباطه مع الوقت يصبح مستحيلا خصوصا بعد إخبارها بان والده توفي وأن أخاه دخل السجن وعليه مسؤولية العناية بأشقائه واسرته.. الخ حتى تهرب منه ولسان حالها يقول «الله يعوض» على ما صرفته عليه.


إلغاء الشاتنغ
أبو احمد الظفيري يرى أن تزايد الحرية في العلاقة بين الشباب والبنات سببه الإنترنت الذي جعل التعارف سهلا بعيدا عن رقابة الأهل، ويقول:

ـ بسبب شبكة الانترنت اصبحوا قادرين على التعرف والحديث مع الآخرين ومن يحلو لهم من خلال النت كافيه في أي مكان ولهذا أصبحت معارف الفتيات أو الفتيان كثيرة وكل طرف يتسلى ويضحك على الآخر.. والحل هو بإلغاء الشاتنغ الذي اصبح في الكثير من المنازل شبه إدمان.. والمشكلة انه لا يتوقف على التعارف فحسب وانما يدفع بعضهم إلى زيادة الخروج بعضهم مع بعض مما يسبب مشاكل كثيرة خصوصا إذا كانوا في سن صغيرة وما زالوا مراهقين..


علم الاجتماع:
************
مسألة نسبية

عن التسلية والخديعة والعلاقة بين الجنسين في مرحلة المراهقة تحدثنا الباحثة الاجتماعية هناء التميمي قائلة:

ـ إن العلاقة بين الطرفين كانت تحدث في السابق في الخفاء من دون علم الأهل لأنها دائما ما تكون محط نقد وتوبيخ لعدم ملاءمتها للعادات والتقاليد حتى ان كانت بريئة وشريفة وستنتهي بالزواج لأنها مرفوضة شرعا وعرفا.. أما اليوم وبعد الانفتاح على العالم وتحرر المرأة وخروجها إلى العمل مع الرجل إلى جانب وجود الإنترنت الذي جعل العالم قرية صغيرة ووجود الفضائيات التي تدعو إلى الحرية والتحرر فإن التعارف بحد ذاته أصبح أمرا عاديا بعد أن تغيرت مسلمات المجتمع خصوصا في وجود جيل لديه من العلم والمعرفة اكثر من الجيل الذي سبقه..

وتضيف التميمي قائلة:

ـ تعرف الشباب على الفتيات تكمن خطورته لأن كل طرف لا يعرف شيئا عن الآخر ولا يعرف حدوده.. والخطأ هو أن تتعدى العلاقات حدودها لذلك فان هناك الكثير من الشباب والفتيات الذين تمنعهم تربيتهم الحسنة وسلوكهم القويم من إقامة أي علاقة مع الجنس الآخر ولا يسمح الواحد لنفسه بان يرى مشهدا مثيرا على التلفاز أو الفيديو لان تربيته هي التي تحكم سلوكه.

وتختم التميمي كلامها بالقول:

ـ إن ما أريد قوله في هذا المجال انه في الوقت الذي يجب فيه رقابة الأبناء فإن هذه الرقابة يجب أن تكون مرنة لان التشديد قد يأتي بعواقب عكسية ويسبب وقوع الفتى أو الفتاة في الخطأ.. أما من يضحك على من فإنها تبقى مسألة نسبية وتعتمد على التربية ما دام الشخص سليما نفسيا.