المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يتيم من يمسح على رأسه



نبضات ولائية
03-04-2005, 07:17 AM
بسمه تعالى
( يتيم من يمسح على رأسه )
( أيتام آل محمد )

قد يفهم من كثير من المؤمنين والمؤمنات أن حالة اليتم هي عندما يفقد الصغير أحد والديه وبالخصوص والده أو يكون بلا ولي ,,, ولكن إخواني وأخواتي أريد أن أطرح اليوم في هذه الكلمات حالة من حالات اليتم نحن غير ملتفتين لها وهي في نظري والتي لا أجد مصطلح لها أعبر عنها من خلاله , ولكن أذكر المعنى فقط ... وأرجو أن تشاركوني هذا الطرح وتنظروا له بعين الاعتبار والأهمية فهو موجود بيننا بقوة في كثير من الشباب والشابات المؤمنين ...
اليتم المقصود في هذا الكلام هو حالة من عدم الفهم وعدم المشاركة التي لا يحصل عليها الإنسان في أفكاره ومشاعره من الناس الذين يعيشون معه ...
ولتوضيح الأمر أقول ,,, إن كثير من الشباب والشابات يعيشون أفكاراً وطموحاً رسالياً إيمانياً وحتى غير ذلك ولكن لا أحد ممن يعيشون معهم يفهم ذلك ولا يعيشه معهم فيعتبرون أنفسهم وحيدين ولا يجدوا بمصطلحنا ناصراً ولا معيناً ,,,
وأنا هنا أخص بالذكر الحالات الرسالية الإيمانية التي تعيش في قلب الشاب المؤمن والشابة المؤمنة ,, فيعيشون حالات إيمانية من أمثلتها :
أ‌- الطموح للوصول إلى أعلى مستوى من الثقافة الدينية والتكامل الإنساني .
ب‌- الخيالات الروحية والعلاقة القريبة من الأولياء وبالخصوص بأهل البيت عليهم السلام والإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف وبالنسبة للنساء التشبه بالزهراء وزينب وغيرهن من النساء العظيمات كبنت الهدى مثلا لمن عشق حياتها وقصصها .
ت‌- الحالة المستقبلية التي يعيشون هواجسها ولا يعرفون الطريق لوعي هذه الحالة وكيفية التعامل معها .
ث‌- حب العبادة وعشقها فنرى كثيرا يتعلق بالنوافل وقراءة القرآن ولكن لا احد يعينه ويوضح له الطريق إلى أن تضعف هذه الحالة عنده ( وقد طرحت هذا الموضوع بشكل موسع قليلا في مقال سابق ) .

وغيرها من الحالات
والموضوع هذا فيه خواطر في نفسي كثيرة ولكن ليس بإمكاني الآن ذكرها وأيضا تحتاج إلى كتاب يؤلف في الخواطر الإيمانية في الفكر الشبابي نرجو أن نتوفق لطرحه والعمل عليه أو من يستطيع التباحث فيه والكتابة حوله .
ومن خلال لقاءاتي بالكثير من الشباب وخصوصاً عندما في سجن الظالمين والأعداء وكنا نطالب بحقنا . فكنت اجلس مع كثير من الشباب ويتكلمون من قلوبهم ويفتحوها لمن يكون قريبا منهم , وأكثرها أحسه فيهم أنهم لا يجدون في بيوتهم من يربيهم ويهتم بأفكارهم ..طبعا لا اعني التربية السطحية بل العميقة والاهتمام بالأفكار والطاقات فيهم .. فعندما يعيشون حالة إيمانية ويصلون كثيراً ويتعلقون بالقرآن لا يجدون من يقف معهم ويوجههم بل بعضهم لا يحصل إلا على الاستهزاء من أهله للأسف أو من أصدقاءه وهذا يترتب عليه ردة فعل سلبية فيحس في نفسه أنه يتيم في بيته حتى لو كان والداه موجودين .. واذكر لكم كلمة من سماحة الشيخ الدكتور فاضل المالكي في تأبين السيد الخوئي قدس سره , يقول المالكي أنه عندما بعثني السيد الخوئي قدس سره إلى منطقة الاهوار في جنوب العراق قال لي كلمة وهي ( إذهب إلى هناك إنهم أيتام آل محمد , إذهب إلى هناك ) فهنا نشعر انه لم يرسله إلى من فقدوا أبويهم فقط بل أرسله إلى هناك لأنهم لا يجدون الأب المعنوي وإنهم محتاجين لمن يشعر بهم ويحس بأفكارهم , ويهذبهم ويربيهم ..
وأيضا اضرب مثال آخر وهو ,,و إن هناك كثير من الشباب وخصوصا صغار السن بالمستوى الشبابي شاركوا في الانتفاضة عندنا وأحبوا العلماء واتجاه العلماء وحركة التغيير في البلد واهتموا بالعمل الإسلامي في قراهم ومناطقهم ولكن اعرف كثيراً منهم لا يجدون تأييداً من قبل الأهل وبالعكس فإنهم يجدون العتب والنزاع دائما وكأنما إن الأهل يعيشون في وادي غير الذي يعيشه الشاب فيحس وحيدا في دربه الإيماني وأهله بعيدين عن هذا الجو ويتحسر على ذلك ويقول في نفسه كيف أن أهلي لا يحبون توجهي الإسلامي ويرغبوا في توجه آخر غير الإسلامي أو على اقل التقادير لماذا لا يشجعوني في دربي الرسالي ويهتموا في أفكاري ومشاعري وهم يعلمون أن دربي صحيح ويعينونني عليه ,,,, وهناك أمثلة كثيرة ,, وطبعا أنا أتكلم من واقع نعيشه نحن الشباب واعلم أن هناك في فئة الشابات كثير من ذلك ,,
فإلى متى نلتفت إلى الروح الإيمانية في أنفس شبابنا وشاباتنا ونتركها من غير رعاية ونحن نعلم أنها إلى خير ,, وحتى من لا يمتلكون التوجه الإيماني أحس منهم لأني اختلط معهم كثيرا وارى أنهم بحاجة إلى من يعطيهم الوجه الحسن والتعامل الطيب ليتغيروا وقد اكتشفت ذلك في أشخاص كثيرين ممن لا يحملون الالتزام ولكنه عندما يرى احد الملتزمين يحبه ويسمع كلامه ويحترمه فإنه يفتح قلبه له وتكون هذه الحالة بادرة أمل في تغيير كثير من الشباب الضائع الذي لا يجد من يرشده ...
ونحن نعيش نعمة الولاية ودروسنا كلها مقتبسة من أهل البيت عليهم السلام ونعرف قصة الإمام الكاظم عليه السلام مع بشر الحافي الذي تغيرت روحه من الشر إلى الخير بكلمة قالها الإمام عليه السلام , ونعرف قصة الصحابي الجليل مالك الاشتر مع ذلك الشاب الذي اخطأ عليه وكيف كان تعامل مالك الاشتر معه بحيث تغير هذا الشاب من خلال عفو مالك الاشتر عنه وصلاته له ,, فيجب أن نلتفت إلى هذه الحالة , حالة اليتم الإيماني والرسالي في أذهان شبابنا وشاباتنا ونعمل على وعيها وتوعيتها إلى الأسرة والمسؤولين المعنويين في المجتمع فهي حالة عظيمة وشعور رائع وجميل في نفس المؤمن ولكن تحتاج إلى نفس مؤمنة أخرى تكون قريبة لكي تشعر بها .


نسأل الله أن يرزقنا ويرزق شبابنا العلم والمعرفة الحقيقية التي تصل بهم إلى أعلى مستوى من التكامل الروحي والإيماني والرسالي ليخدموا دينهم وأنفسهم وأهلهم .

نبضات ولائية
26/2/2005

دشتى
03-05-2005, 04:41 PM
موضوع جميل يا نبضات ولائية وبالفعل إن الشيعة هم ايتام آل محمد ولكن المالكي وامثاله استضعفوا هؤلاء الأيتام وظلموهم بإثارته التفرقة والبغضاء بينهم