المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معنى الكلام إنها لعنة الفراعنة



المهدى
02-02-2005, 01:03 PM
أنيس منصور

2 ـ من تورينو (إيطاليا)..
كانت المحاضرة التي ألقاها العالم المصري د. زاهي حواس إجابة عن كثير من الأسئلة.. إلا أهمها: فقد ولدت مع فتح مقبرة الملك توت عنخ آمون أسطورة أو حقيقة (لعنة الفراعنة).. هذه اللعنة ظهرت على شكل موت غريب لكل من دخل المقبرة أو لمس التابوت أو سرق محتويات المقبرة التي كانت ولا تزال بالألوف.. والتي هربت إلى كثير من المتاحف العالمية. أما اللعنة فكانت موتا مفاجئا. ويسبق الموت نوع من الحمى والهلوسة والعرق ثم الموت. لقد أصاب عشرين. ثلاثين من الذين اقتحموا المقبرة وفي مقدمتهم هوارد كارتر الذي فتح المقبرة، والممول البريطاني لورد كارنرفون، وكل الذين حفروا ونبشوا الحرم المقدس للملك توت من العمال المصريين..

وقد شجع على انتشار هذه الخرافة أو الحقيقة أن بعض المقابر ظهرت على مداخلها عبارات تحذر من يتجرأ على سلام وجلال الموت الملكي. كأن يقال: يا داخل هذا المكان الموت لك.. أو لا تتجاوز هذه العتبة وإلا كان موتك محققا.. أو لا تحاول أن تذهب إلى أبعد وأعمق.. حتى رئيس وزراء بريطانيا توني بلير عندما وجد انه من الضروري أن يزور مقابر العمال الذين بنوا الهرم أطلعه د. حواس على هذا التحذير ولكنه كزعيم لحزب العمال رأى أن من الواجب ألا يتجاهل هذه المناسبة السياسية. ودخل ووقف وسمع.. ونحن ننتظر ماذا ستفعل له لعنة الفراعنة؟

وقيل الكثير جدا عن لعنة الفراعنة.. قيل إن الباخرة تيتانيك قد غرقت لأن أحد ركابها قام بتهريب مومياء من بريطانيا إلى أميركا.
وقيل أيضا إن مثلث برمودة ـ تلك المنطقة البحرية الشهيرة بموت كل من يقترب منها بحرا أو جوا ـ يقال إن السبب هو اتفاق بين عفاريت الفراعنة وعفاريت هذه الجزر على هلاك كل من يتطاول على هذه الأماكن المقدسة؟!

ود. زاهي حواس قد روى لنا انه هو أيضا رغم جرأته واستخفافه بأسطورة الفراعنة قد أصابه منها شيء كثير. فالجهاز الإلكتروني الحديث الذي أهدته مؤسسة «ناشونال جيوغرافيك» إلى مصر قد توقف بلا سبب واضح ساعة كاملة! وكما توقف من تلقاء نفسه فقد استأنف التصوير من تلقاء نفسه أيضا. وفي مكالمة هاتفية عاجلة سمع د. حواس أخته تبكي، فقد مات زوجها! واعجب من ذلك أيضا أن هبت عاصفة رملية رعدية ممطرة!! وأغرقت المنطقة كلها. وهذه هي المرة الأولى في التاريخ.. فالمنطقة جافة تماما وبلا أمطار من ألوف السنين!
وقبل ذلك عندما ذهبنا نتفرج على معرض آثار توت عنخ آمون في سويسرا تأخرت الطائرة عن موعدها. وتعطلت بنا السيارة طويلا وانقطع التيار الكهربائي ـ وكلها حوادث لا تقع في سويسرا بلاد الساعات الدقيقة الانضباط!!

وعندي تجربة شخصية. فقد كنت أتناول غدائي مع العالم الأثري كمال الملاخ عندما جاءته مكالمة هاتفية تقول له: إن حمارا قد نزلت إحدى سيقانه في فتحة في الأرض أمام الهرم الأكبر. وذهبنا نرى. واحترقت سيارتي في الطريق. ولما عاد كمال الملاخ إلى بيته وجد حريقا في المطبخ. أما الذي كشفه كمال الملاخ في سنة 1958 فهي «مراكب الشمس» التي هزت عالم الآثار الفرعونية. ولا بد أن الوفاة الغامضة المفاجئة لكمال الملاخ كانت لعنة فرعونية.. فقد مات وحيدا.. لقد انفردت به الحمى والسخونة والعرق والصراخ. يرحمه الله ويرحمنا من لعنة الفراعنة!

مجاهدون
02-03-2005, 11:24 AM
ولم يعتذر خروشوف!

أنيس منصور

3 ـ من تورينو ( ايطاليا)..
وكانت لي تجربة أخرى. فقد أصدرت كتابا عن «لعنة الفراعنة». ولي تفسيرات مختلفة تماما، وهي أن الموت يكون بالسم الموجود في فطريات الحبوب والبذور التي أودعها الفراعنة الي جوار تابوت الميت.. حتي إذا بعثوا من موتهم وجدوا طعامهم. وقد ثبت علميا أن هذه البذور إذا بقيت سنوات طويلة في مكان مغلق، فلا بد أن تنمو عليها فطريات.. هذه الفطريات تميت ولا تموت. وقد حدثنا علماء الفلك المعاصر أن المذنبات والنيازك عندما تتحطم عند دخولها غلاف الكرة الأرضية تبقى هذه الكائنات الصغيرة حية.. او نائمة فلا تكاد تجد أوكسجين الأرض حتي تهب منتعشة. وتكون مصدر الكثير من الأمراض التي نفاجأ بها من حين الي حين.

فالنظرية الفلكية تقول: إن الحياة هنا في الأصل كانت هناك.. أي كانت هناك بشكل من الأشكال قبل أن تنمو جذورها المعقدة والتي نعرفها في أشكال الحيوان والنبات.. والدليل على ذلك أن الصخور التي سقطت من كوكب المريخ على القطب الشمالي وعثرنا عليها وجدنا بها شكلا من أشكال الحياة. وكل أبحاث الفضاء في كواكب المنظومة الشمسية وآخرها في القمر «تيتان»، أحد اقمار كوكب زحل، إنما لمعرفة إن كانت هناك مياه ـ بقايا أنهار أو بحيرات تحت أو فوق سطح هذا القمر ـ وحيث توجد المياه توجد الحياة، أو كانت الحياة. والله يقول «وجعلنا من الماء كل شيء حي».

وكذلك المعادن الموجودة في قبور الفراعنة لها إشعاع. وهذا الإشعاع قاتل ايضا. تصور ـ أرجو ان تتصور ـ أن هؤلاء الأثريين عندما يفتحون احدى المقابر يدفعهم الحماس العلمي الي أن يطلوا برؤوسهم ويملأوا صدورهم بهواء راكد آسن كأنه هو أيضا قد مات. لا بد أن ما لا عدد له من الميكروبات قد ملأت صدورهم. ولا بد أن تكون لهذه الشحنة السامة آثارها الضارة يوما ما. ورغم التحذيرات الفرعونية فإنهم يستخفون بكل ذلك، حبا للحقيقة، وفرحة بها..
وكأنما الشاعر الإيطالي دانتي قد وجه تحذيرا الي علماء الآثار المصرية. فقد كتب الشاعر على باب الجحيم في ملحمته الشهيرة هذه العبارة: أيها الداخلون اتركوا وراءكم كل أمل في النجاة!

ولعل الزعيم السوفياتي خورشوف قد تنبه أو نبهه العلماء الروس الي ذلك. فعندما أعلن خروشوف عن رغبته في دخول هرم خوفو.. واستعدت أجهزة الأمن والإعلام لهذه الزيارة التاريخية. فوجئ الجميع بأن الزعيم السوفياتي قرر ألا يذهب. ولم يعتذر. فقد تلقى برقية من العلماء الروس يحذرونه فيها من التعرض لهذه اللعنة المميتة!

وعندما وجه وزير الثقافة المصري فاروق حسني الدعوة للرئيس مبارك لزيارة إحدى المقابر التي اكتشفت أخيرا، طلبت الي الرئيس مبارك ألا يذهب وذكرته بما فعله خورشوف. ولم يذهب الرئيس. وأرجوا ألا يذهب وألا يجاري علماء الآثار في حماسهم!

وفي التليفزيون الإيطالي رويت تجربتي، ولكني رويت أيضا تفسيري للعنة الفراعنة. وللعلم لم أدخل مقبرة فرعونية واكتفيت برؤيتها على الشاشة. فهذه أحداث لا يمكن تجاهلها، وفي نفس الوقت لا تساوي أن نموت من أجلها ـ أما هي فلن تموت.. وكذلك الملك توت الذي يكتب لنفسه كل يوم شهادة ميلاد جديدة ـ فظله التاريخي أطول من قامته القصيرة ألوف المرات!

مجاهدون
02-04-2005, 09:07 AM
الخنازير والثورة الفرنسية!

أنيس منصور

4 ـ من تورينو ( ايطاليا)..
ومن ثلاثين عاما ظهر كتاب لباحثة فرنسية. هذه الباحثة استأنفت الحكم في عجائب الثورة الفرنسية 1789 ولعنة الفراعنة ايضا..

اما كتابها فقد سجلت فيه اثناء دراستها للثورة الفرنسية انها لاحظت وجود مظاهرات عجيبة غريبة في الريف الفرنسي تهتف وتحتشد وتتفرق من دون اتفاق واضح بين عشرات الفلاحين.. وكأنهم يسيرون بقوى خفية شيطانية ويتجمعون امام بيت العمدة. ويقفون هناك صامتين. ولا كلمة. وفجأة ودون ان يلاحظ احد ان هناك زعيما أو قائدا أو عصا سحرية تحركهم، يتفرقون وينتشرون ودون اتفاق علي الغرض من هذه المظاهرات او على مدلول الهتافات. يهتفون في حماس محموم وعرق شديد : تسقط الخنازير.. تسقط تسقط.. تعيش الصراصير.. تعيش تعيش.. تسقط الامطار تسقط تسقط.. اقتلوا الارانب.. اقتلوها اقتلوها..

ولم يكن هؤلاء الفلاحون رسامي كاريكاتير ولا كانوا ادباء ساخرين.. ولا كانت لهم اهداف واضحة.. وانما هم تجمعوا وتحركوا واتجهوا بغير هدف.. وكما تجمعوا تفرقوا من دون ان يتفقوا على شيء. وفي اماكن اخرى يتجمع فلاحون وعمال وقساوسة وينظمون خطوطهم.. ويهتفون ويصرخون ويبكون ويتمرغون على الارض؟! وبعض المؤرخين الفرنسيين قد وصفوا هذا الهوس بأنه ترحيب محموم بالثورة الفرنسية. وان جنون الفلاحين يقابله جنون المثقفين في باريس ، فمن جنونهم القتل والرغبة الشديدة في الانتقام واقامة المشانق في كل مكان.. هناك عبارة للاديب اسكندر ديماس الصغير تقول: كأن نهر السين وكل الآبار قد جفت فلم يجد الفرنسيون الا دماءهم يشربونها!

اما تفسير هذا الذي حدث في الريف الفرنسي فقد اكتشفته هذه الباحثة الطبيبة ، تقول انه تصادف في ايام الثورة ان سقط الجليد والبرد كثيفا على حقول القمح فأهلكها تماما. ولم يجد الفلاحون الا القمح المخزون في الصوامع.. انه قمح قديم. ولأنه قديم فقد ظهرت عليه فطريات.. هذه الفطريات التي اصابت الناس بالهلوسة والحمى والموت ثم كانت هذه المظاهرات التي لاعلاقة لها بالثورة الفرنسية والفرحة بأنها جاءت تقضي على فساد النبلاء والكهنة. وانما هي أعراض مرض من الامراض.. تماما كالامراض التي اصابت الذين ملأوا صدورهم بهواء المقابر الفرعونية!!

ومما عثرت عليه الباحثة الفرنسية ايضا وجود لوحات سريالية لعدد من الفنانين المجهولين. وان هذه اللوحات العجيبة تشبه تماما لوحات الفنانين المعاصرين الذي يتعاطون المخدرات والمهلوسات.. فهذه المهلوسات مثل (ل.س.د) قد نقلت هؤلاء الفنانين من حالة شعورية واعية الى غيبوبة لا يمكن بلوغها بالعقل والمنطق وانما بالغليان والجنون! وقد عرفنا في الشرق على ايام الحشاشين مثل هذه الهلوسات التي دفعت الى القتل تحت تأثير هذه المنشطات الجنونية والمغيبات الهذيانية..

لقد استطاعت هذه الطبيبة الفرنسية ان تجيب عن اسئلة كثيرة لم تقصدها. فهي قد اجابت على «لعنة الفراعنة» ثم قدمت تفسيرا للسريالية والدادية والحوشية عند عدد من الشعراء الذين تعاطوا المخدرات والمنبهات والمنومات والمهلوسات.
ولكن بقيت «لعنة الفراعنة» اليوم كما كانت من 83 عاما عندما انفتحت على الدنيا اورع مقبرة لأصغر ملك..

ولما سألوني في التليفزيون الايطالي ان كان الذي حدث لي ود. زاهي حواس اخيرا له تفسير علمي؟ فهززت رأسي وكتفي واطبقت شفتي ـ بما معناه لا اعرف. فقد اختفت ساعة يدي وساعة د. زاهي حواس وبحثنا وفتشنا وتعبنا اياما ثلاثة وفي الطائرة وجد كل منا ساعته لا في جيبه ولكن في يده؟!

جليل
02-12-2005, 08:09 AM
معنى الكلام .. وكان موته أعظم

أنيس منصور

1 ـ من تورينو ( ايطاليا)

العالم المصري د. زاهي حواس فتح ملف الفرعون الصغير توت عنخ آمون بالكلمة والصورة أمام جمهور بالألوف. فهذا الملك الصغير كان مماته أهم كثيرا من حياته. فلم تكن لحياته أية قيمة تاريخية. وإنما مقبرته والكنوز التي عثر عليها المكتشف الإنجليزي كارتر سنة 1922 هي التي وهبته الحياة حتى اليوم وغدا.. وقد ذهب زاهي حواس يعرض على الدنيا ماذا وجد في مقبرة الملك توت (18 او 20 او21 سنة).. وليس في مقبرة توت شيء جديد.. ولكن الجديد هو كيف مات؟ هل قتلته زوجته؟ هل كبير الكهنة، هل قائد الجيش.. هل سقط من فوق عربته الحربية؟ ثم ما هذه العلامة في جبهته؟

(إن العلامة تذكرني أنا بعلامة وجدناها في جبهة أستاذنا عباس العقاد. وقد هالنا المصاب الأليم فلم نتساءل..)

فمنذ الملك توت حتى الرئيس السادات تساقطت دماء كثيرة لعدد من الملوك والزعماء المصريين.. وسوف نفتح الملفات ويعاد التحقيق. أما الملك توت فقد التقط الأطباء لبقاياه ألوف الصور. ولم يصلوا بعد إلى قرار. وان كان المؤرخون يستبعدون أن تكون زوجته هي التي قتلته. ولا يستبعدون أن يكون الكهنة أو العسكريون. ولم تبق إلا أيام قليلة حتى نعرف ما الذي أصاب الملك توت وكم كانت سنه وحالته الصحية ومرضه وأمراض عصره أيضا. وقد لا نصل إلى شيء ويبقى الفرعون الذهبي لغزاً ثلاثين قرنا أخرى!

وإذا كنا لا نعرف حتى الآن من الذي قتل الرئيس كيندي.. هل هو واحد أو اثنان أو ثلاثة.. شيء عجيب. انه أقوى رجل لأقوى دولة. اغتالوه في عز الظهر. ومع ذلك لا يزال موته سرا. وقبل كيندي اغتيل ثلاثة رؤساء أيضا هم لنكولن وجارفيلد وماكنيلي.
وقد استبعد الأطباء أن يكون موت الفرعون الصغير مسموما كما مات نابليون وستالين وعرفات والمشير عبد الحكيم عامر.

ولا بد أن الذين يبحثون في نهاية عشرات من هؤلاء الكبار سوف يندهشون جدا لما كتبه المؤرخ الطبري عن مقتل احد ولدي آدم عليه السلام. فالطبري قد سجل أول جريمة في التاريخ وكأنه صحفي شاطر. فلم يكتف الطبري بتسجيل هذه الجريمة المبكرة. وإنما وصف الحالة النفسية الحزينة لأبينا آدم وقد استبد به الحزن حتى ارتجل قصيدة من الشعر العربي الموزون والمقفى! أي ان لغة أبينا آدم كانت العربية الفصحى.. كيف؟ وانه كان شاعرا كيف؟ وان شعره كان سهلا معاصرا؟! ولم يقل لنا الطبري كيف جاءته هذه القصيدة، وأين قرأها، ومن الذي كتبها فور سماعها، ومن الذي احتفظ بها مليون سنة حتى ألقت بنفسها بين يديه لينشرها دون أن يتساءل كيف ومتى وأين؟ وهو لم يتساءل، ونحن أيضا. فقد قرأنا وابتسمنا ورفضنا هذه الترهات التاريخية التي كتبها رجل طيب مثل الطبري!

وقد وجهت إلى العالم المصري زاهي حواس عدة أسئلة. وكذلك فعل الإيطاليون..

ومن الغريب أن المكتشف البريطاني هوارد كارتر عندما كشف الغطاء عن جثة الملك توت سجل على نفسه انه انتزع الغطاء الذهبي للتابوت. ولكن الذي لم يذكره هو انه حطم الجثة. وتركها سبعة أجزاء أو ثمانية. ولم يقل لنا لماذا؟ ولا عن أي شيء كان يبحث . واغلب الظن انه حاول أن يكتشف أن كان القتلة قد تركوا خناجرهم الذهبية إلى جوار جثة الملك اعترافا بأنهم فعلوا ذلك لأسباب دينية.. فهم لا يؤمنون بما كان يؤمن به الملك توت وأبوه الملك اخناتون. ربما. ولا يزال الملك توت يشغل الباحثين والأطباء ولا تزال علامات استفهام أكثر من علامات التعجب. لقد مات الملك توت صغيرا جدا. وبعد شهرين من الوفاة عرضت زوجته نفسها على عدد من الملوك الأجانب تطلب عريسا. وجاءها العريس قبل أن تجف دماء توت عنخ آمون.. ولم تمت ابتسامته الجميلة من وجهه الذهبي الذي لم تظهر عليه أية علامات للفزع والمفاجأة.

جليل
02-12-2005, 08:19 AM
لعنة في المكسيك!

أنيس منصور

في الوقت الذي قام فيه العالم المصري زاهي حواس باستخراج جثة الملك توت وادخالها احدث أجهزة للأشعة المقطعية ليعرف كيف مات الفرعون الصغير، كان الإنجليز في المتحف البريطاني يفكرون في تحطيم تحفة تاريخية قد ثبت لديهم بأنها مزورة. وإن صح ذلك سوف يكون صدمة لملايين المعجبين بها.

أما جثمان الفرعون فقد التقطت له ألوف الصور. والعلماء عاكفون عليه لعلهم يعرفون ماذا حدث منذ 33 قرنا. وهل ما تزال (لعنة الفرعون) نافذة المفعول. ولماذا؟!

أما الذي حدث في المتحف البريطاني فقد أعاد الأثريون الإنجليز النظر إلى جمجمة بالحجم الطبيعي. إنها مصنوعة من الكريستال سليمة تامة، ناعمة باهرة، قد صنعها أهل المكسيك القدامى قبل عصر اكتشاف كولمبوس لأميركا في آخر القرن الخامس عشر. وقد اكتشفوا هذه الجمجمة في مواقع أثرية. وانتقلت من يد إلى يد حتى وصلت إلى المتحف البريطاني في أواخر القرن التاسع عشر. فقد اقتناها تاجر فرنسي اسمه بوبان، ثم عرضتها، (تيفاني) سلسلة محلات المجوهرات الشهيرة في نيويورك. وكان قد عرضها قبل ذلك على متحف سمثونيان في واشنطن. ثم بيعت واحدة مماثلة لمتحف الإنسان في باريس..

وقد ظلت هذه الجمجمة مغطاة بطبقة من عجينة غريبة. عرفوا في ما بعد أنها معجون الأسنان الذي يستخدمه الأطباء. ثم أمكن غسل الجمجمة ومسحها جيدا فازدادت بهاء وجمالا..

ولكن الدراسات المتأنية لهذه الجمجمة في السنوات الأخيرة جعلت العلماء يتشككون في صحتها.. بل قطعوا بأنها مزيفة. أما الأسباب فهي انه أولا لم يثبت أن في المكسيك مناجم للكريستال من الممكن أن تخرج منها كتلة واحدة بهذا الحجم. وثانيها أن هذا الكريستال قد تم طلاؤه بصورة خشنة ومن عادة أبناء المكسيك القدامى أن يكون أسلوبهم ناعما في مسح وقطع الصخور.. وثالثا: لاحظوا أن شكل عمليات المسح والجلاء حول العينين دائري.. وكذلك في الوجنتين. ومعنى ذلك أن الأدوات التي استخدمت كانت عجلات أو تروسا تتحرك وبشكل دائري وبسرعة ولم يكن هذا معروفا في المكسيك القديمة. وانما ظهرت هذه الاختراعات عند الجواهرجية في القرن التاسع عشر..

ولذلك أعلن د. فريستون مدير الأبحاث العلمية بالمتحف البريطاني أن هذا الاكتشاف علمي لا شك فيه. وأنها صدمة كبيرة لعشاق المتحف البريطاني وللشعوب اللاتينية ولكن لا مفر من إعلان ذلك.

بقيت مشكلة خطيرة، هم الذين يقولون إنها خطيرة. وإنها تشبه لعنة الفراعنة، ولكنها لعنة مشروطة، تقول الأسطورة إنه يوجد في العالم 13 جمجمة كريستالية.. عشر منها معروضة في متاحف مختلفة مرصودة ومسجلة ولكن ثلاثا منها يملكها أشخاص مجهولون. وهم لا يعرفون من بينهم اثنين، أما الثالث فمرة يقال انه في استراليا أو يقال في الصين ومرة يقال في أواسط أفريقيا.. ومرة يقال إنه كان ضمن ركاب الباخرة تيتانيك ـ وقيل أيضا أن أحد أسباب غرق الباخرة تيتانيك وجود مومياء فرعونية مهربة؟!

وتقول الأسطورة إن هذه الجماجم الثلاث عشرة إذا اجتمعت معا كانت وبالا على الإنسانية وهذه الجماجم تشبه 13 فصلا من كتاب واحد عن تاريخ الإنسانية ومستقبلها. ويقال إنها إذا اجتمعت معا أضاءت وظهرت عليها كلمات ونبوءات..

وخير للبشرية ألا تجتمع هذه الجماجم معا لأي سبب!
يقول د. فريستون: إن أحدا لن يصدقنا ولن يغفر لنا إذا حطمنا هذه الجمجمة المزيفة! فسوف تجيء الملايين تتفرج حتى لو كتبنا تحتها أنها صنعت في ألمانيا في القرن التاسع عشر!
فلا تزال الأسطورة أقوى وأجمل من الحقيقة!

المهدى
02-22-2005, 07:27 AM
أنيس منصور مطلوب حتى في الصين



أرد على بعض ما ورد في تعليقات القراء حول مقالات أنيس منصور وكتاباته في «الشرق الأوسط»، ومنها مقاله «سافرت لك.. شاهدت لك!»، المنشور بتاريخ 20 فبراير (شباط) الحالي، وأقول متسائلا: «من الذي لم يقرأ حول العالم في 200 يوم.. ومن لم يشتر الكتاب عدة مرات بعد ان سطا عليه الاصدقاء. وقد كنت اعتقد ان الكتابة عن زيارات الشرقين الأقصى والأدنى هي ممتعه لنا فقط نحن العرب. لكنني كنت في زيارة لأحد أصدقائي، كان والده يعمل في سفارة مصر في الصين، ووجدته يحتفظ بحرص شديد على طبعة باللغة الصينية للكتاب، وبنفس غلاف الطبعة العربية الشهير. وقد حمل العنوان باللغة الصينية. وقد اخبرني ان الكتاب لاقى رواجا هائلا هناك.

هشام الصادق

heshamelsadek@yahoo.com