المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلات الحجيج بين الماضي والحاضر



جليل
01-14-2005, 05:00 PM
علي محمد المهدي

بدأت رحلات الحجيج تتوافد على الاراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وبدأ الحجاج يتوافدون الى تلك الديار المباركة لاداء فريضتهم وذلك امتثالاً لامر الله تبارك وتعالى الذي يقول في كتابه الكريم (ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا) (آل عمران اية رقم 97)، ان الحج فريضة ملزمة واجبة على كل مسلم ومسلمة متى ما بلغ سن التكليف الشرعي من عقل واستطاعة ونحو ذلك، ومن وفقه الله تبارك وتعالى لاداء هذه الفريضة الاساسية في ديننا الحنيف وهو في فتوة الشباب وقوة الرجال فليشكر الله وليحمده كثير اً على ذلك.

لم تكن رحلات الحجاج في الماضي كما هي عليه الآن من حيث السهولة واليسر والامن والامان، بل كان الحجاج في الماضي يتحملون المشاق والتعب، وكان السفر الى الحج بالامس غير مأمون على الحال والمال، فمثلاً كان الحجاج الكويتيون والخليجيون يعدون انفسهم مبكرين للتوجه الى بيت الله الحرام بعد شهر رمضان المبارك مباشرة، ان لم يكن قبل ذلك، او اثناء الشهر الفضيل، وكانوا يقطعون المسافة بين بلدانهم والاراضي المقدسة خلال شهرين او اكثر على ظهور الجمال قبل استحداث وسائل النقل الحديثة كالسيارات والطائرات .

وكانت رحلتهم غير مريحة وبالغة الخطورة، حيث القتل والنهب والسرقات التي يقوم بها قطاع الطرق في صحراء الجزيرة العربية الواسعة والمترامية الاطراف، وكان الحاج الكويتي والخليجي لا يغادر بلده الا بعد ان يؤدي ما في ذمته من ديون وماله وما عليه للناس، كما ويكتب وصيته لانه قد لا يعود الـي بلده واهله سالماً، بمعنى انه اما مفقود او مولود.

نعم هكذا كان حال الحجاج والمعتمرين الكويتيين والخليجيين وغيرهم في الماضي، اما اليوم ولله الحمد فقد اختلف الوضع تماماً وبشكل جذري، حيث الامن والامان والخير والاطمئنان وسهولة الطريق وتوفر وسائل النقل الحديثة والطعام الصحي والشر اب النقي والعلاج الطبي وكل الامور والمتطلبات الخاصة بسلامة الحاج وكفالته، وتوفير كافة مستلزمات الحياة الضرورية لجميع الحجاج، اليسوا هم ضيوف الرحمن؟

ومن اكرم مضيفاً من الله سبحانه وتعالى؟ ولكن الله جل وعلا جعل لكل شيء سبباً، فان السبب الاول و الرئيسي في استتباب الامن وتوفر الامان في الديار المقدسة يعود بعد توفيق الله الى الرجال المخلصين الذين يتولون ادارة وقيادة تلك البقاع الطاهرة، ان الانسان المسلم الذي يوفق للحج والعمرة وزيارة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومسجده الطاهر يعود من مكة المكرمة و المدينة ولسانه يلهث بالشكر والثنا، على ما لقيه من رعاية واهتمام من المسؤولين عن شؤون الحج والحجاج في الدولة الشقيقة المملكة العربية السعودية، وعن التسهيلات الكبيرة التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين لضيوف الرحمن وزوار نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

واما الانجاز ات العمرانية الواسعة التي تقوم بها السلطات السعودية في المشاعر المقدسة وغيرها من الاماكن الطاهرة هناك فحدث ولا حرج، فكل عام انجازات ومشاريع متنوعة، وكل عام انجازات ومشاريع متنوعة وكل عام نجد شوارع جديدة قد شقت وفنادق ضخمة قد اقيمت في مختلف ارجاء الاراضي المباركة، ونرى ان حكومة المملكة العربية السعودية تنفق مبالغ طائلة لتنفيذ تلك المشاريع الكبيرة لخدمة الحجاج الكرام الذين يبلغ عددهم سنوياً نحو مليوني حاج وحاجة او اكثر، عدا المعتمرين والزوار الذين لا ينقطع سيلهم على مدار العام، ان توفير اكثر من مليوني اضحية ومليارات الجالونات من المياه العذبة الباردة الصالحة للشرب وانواع مختلفة من الاطعمة التي توضع تحت تصرف ضيوف الرحمن وما الى ذلك من وسائل الاتصالات الحديثة والشعور بهدوء البال وراحة النفس واطمئنانها.

ما يجعل الحجاج يقومون بأداء مناسكهم بيسر وسهولة كاملتين ويعودون الى اوطانهم معززين مكرمين حاملين معهم اجمل الانطباعات وافضلها واجمل الذكريات واحسنها عن تلك الديار المباركة وقادتها الموقرين، حقيقة ان الجهود الجبارة التي تقوم بها قيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة لراحة وسلامة جموع الحجيج التي يزداد عددها عاما بعد عام هي لعمري جهود عظيمة لم تكن معهودة قبل قيام هذه الدولة الشقيقة، ولم يكن الحاج ينعم بها قبل مجيء الحاكم العربي المسلم الراحل الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعو د مؤسس المملكة العربية السعودية وقائد نهضتها الحديثة الذي كان بحق قائداً مسلماً وفر الامن والامان لكل شبر في الجزيرة العربية، وقد حمل الامانة من بعده انجاله الكرام الذين ساروا ويسيرون على نهج والدهم المؤسس، وفق الله حجاج بيت الله الحرام في هذا العام وفي كل عام وتقبل الله حجهم وشكر سعيهم، وكل عام والجميع بخير.

almahdi@buـsalah.com