المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الاول)



الدكتور عادل رضا
12-26-2004, 11:15 AM
ملاحظة: جميع ما جاء في هذا البحث يمثل وجهة نظر الكتاب الشخصية .



تمهيد

المرجع عند الشيعة عنوان كبير, من المفترض ان يكون نائباً للمعصوم عليه السلام ومرجعاً للأمة في كل شؤونها الآنية والمستقبلية ,الدينية والدنيوية, باعتباره الخبير في استنباط الحكم الشرعي من مصادره الأصيلة في الشريعة التامة الخاتمة التي ليس من بعدها شريعة ولا كمال , وفي زمان غيبة المعصوم لا يترك الشيعة مكانه شاغراً ولا يجمدون طاقاتهم الإبداعية ويكتفون بنصوص الماضي ويراوحون عندها, ويأبون أن ينظروا إلى الواقع المعاش بعيون الماضي , بل يحاولون قدر الإمكان ملأ الفراغ بمحاولاتهم الاجتهادية التي تظهر للعامة أحكام الله وتكاليفهم الشرعية إزاءها ضمن الواقع المعاش, وغالباً ما يظهر المجتهد الواعي الذي يعيش عصره مهارات إبداعية في حركات تجديدية في فهم النص ضمن سنن الله في النمو والتكامل , وبلغ كمال بعضهم - رضوان الله عليهم -في أخلاصه وتفانيه في خدمة الأمة درجة نيل الشهادة في سبيل الله , وما أدراك ما الشهادة لا ينالها إلا ذو حظ عظيم , (أوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) الواقعة(11, 12) حيث درجة الشهادة تفوق عند الله وعند الأمة أي درجة ممكن أن يطمح بها فقيه نحو آية الله العظمى أو الصغرى أو مقاسات أخرى ما أنزل الله بها من سلطان, (..إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ..) الحجرات13



ومع كل تلك المميزات والمظاهر فإن المرجع ليس معصوماً مفترض الطاعة, بل هو عبداً لله شأنه شأن بقية الناس الذي يمارسون وظائفهم في مؤسسات الأمة قد يصيب في أمر ويخطئ في آخر بما في ذلك أمور الشريعة , ولما كان المرجع غير معصوم من الأخطاء والعيوب , فإنه ليس من الغريب أن يتعرض للنقد والتصويب من أي جهة ترى عيوبه وأخطاءه لأجل مصلحة الجميع . بل الغريب أن لا يتعرض للنقد والمساءلة وكأنه معصوم كامل العصمة ,ولأجل ذلك أكتب هذه الدراسة النقدية التي أرجو من خلالها أن أبين لأبناء قومي الحقائق التي أوثقها فيه لعلها تكون لهم مرشداً ودليلاً في بعض مسائل محنتهم, إن كشف العلة نصف العلاج.



مسؤولية المرجع

إن من يعيش في هذا الزمان ( زمان الأحتلال, العولمة, دكاكين الأحزاب , بسطات المشاريع المستوردة ) ويشهد الأحداث الجارية في الساحة لا بد أن يصاب بالذهول - إن لم أقل المرارة والحيرة والاشمئزاز – للصمت غير المبرر لبعض المراجع التي من بينها مرجعية ( السيستاني) أزاء ما يجري للعراقيين بأيدي قوات الأحتلال والمرتزقة المتعاونين معهم وفئات اخرى , فمن المفترض برجل الدين الذي هذّبه القرآن الكريم وسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و المعصومين عليهم السلام أن يكون من أول الشاعرين بمأساة إخوانه المسلمين, ومن السبّاقين بمد يد العون والمساعدة إليهم وقت الحاجة , والمدافعين عنهم وقت الشدة والأزمات بمواقفه وفتاواه التي تحرّم قتلهم واستباحة أعراضهم ومقدساتهم وممتلكاتهم , وتحرّم التعاون مع أعداءهم ضدهم, وينبغي بالمرجع أن يكون أبعد الجميع عن اللامبالاة والاستهتار بدماء المسلمين ومصيرهم , حيث حرمة دم المسلم أكبر من حرمة الكعبة نفسها كما هو مؤكد وثابت.



ولكن للأسف الشديد لم نر أو نسمع من مرجعية السيستاني ما يشير إلى أنه في الصورة المفترضة تلك , حيث أنه إلى الآن لم يصدر فتوى واضحة تحّرم قتل العراقيين , ولا فتوى تحرّم الركون إلى الذين ظلموا ( اعني التعاون مع قوات الأحتلال) , ولا بيان شجب أو ادانة للجرائم والانتهاكات التي يمارسها الأحتلال والمرتزقة بحق العراقيين ومقدساتهم , حتى بات المتابع يتساءل هل هذا القتل وانتهاك الحرمات حلال أو مباح من وجهة نظر مرجعية السيستاني التي بات الصمت سمة مميزة لها طوال محنة الأحتلال ؟؟.



إن ما يجري اليوم في العراق – وكل محنة- إنما محك واختبار حقيقي لإظهار معادن الناس وبيان حقيقة إيمانهم بمواقف عملية بعيداً عن المهاترات والمراوغات التي يجديها البعض , ولا يكفي أن يدّعي المرء أنه مؤمن أو تقي أو ذو معرفة بالأحكام الشرعية ما لم يثبت ذلك بالعمل والموقف الواضح من قضايا الأمة وبالذات فيما يخص حياتهم وأمنهم .



السيستاني كما غيره يعلم أن العراقيين اليوم يعانون من احتلال ظالم غير شرعي, وأن هناك أحداثاً كثيرة جرت وتجري عليهم نحو قتلهم وانتهاك مقدساتهم وانتهاك حرمات إنسانيتهم في السجون (كما حدث في أبو غريب) يجب عليه كمسلم فضلاً عن كونه مرجع أن يظهر موقفه ويمارس دوره من موقع المسؤولية في الدفاع عنهم ووضع الحواجز الشرعية التي تحول دون استسهال قتلهم , وأن ويسارع في صف الصفوف في مواجهة الأزمة التي تمس أهم ما يمت إليهم من صله (أرواحهم ,إنسانيتهم , مقدساتهم) .



وهناك هم آخر يضاف للمسلم المؤمن التقي وهو: كيف يصلّي ويعبد الله كي يضمن المستقبل الأبدي الذي يبشر به القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وسيرة المعصومين, فهذه من أهم المسائل التي يفترض بالمرجع الاهتمام بها وإظهار أحكامها الشرعية للعامة الذين يرغبون بالامتثال لأمر الله ويؤدون ما عليهم من تكليف .



ولكن الذي يطالع الرسالة العملية التي قدمها السيستاني للمسلمين للعمل بها , يجد أموراً في غاية الغرابة والدهشة لا تقل عن صمته أزاء ما يحدث للعراقيين اليوم وهذا ما يفسر لنا شخصيته الغريبة العجيبة التي نبحث عن فك شفرتها وطلاسمها خلال هذه الدراسة, منها كثرة الاحتياط بصورة ملفتة للنظر وغياب أهم ركن من أركان الإسلام وهو الجهاد في سبيل الله وتكاليف الدفاع عن النفس والعرض والوطن والمقدسات, والتوزيع غير العادل للحقوق الشرعية سيأتي بيانها بالتفصيل.



فعند قراءتنا لموضوع الصلاة مثلاً في رسالته العملية نجد مصطلح (على الأحوط ) قد تكرر في جميع أركان الصلاة ومقدماتها ولواحقها دونما استثناء ابتداء من الآذان وحتى التسليم , و شمل أيضاً لواحق الصلاة مثل صلاة الشك وسجود السهو ونحو ذلك , فقد ذكر كلمة (الأحوط) 113 مرة , وهو رقم قياسي كبير جداً جداً جداً لا يمكن أن يصدر عن مجتهد يتقن عمله في مجموع رسالته التي يقدمها للأمة , فكيف والأمر يتعلق بالصلاة فقط وهي عمود الدين ؟؟



وكما يعلم الجميع – من الملتزمين- ان هذه الكلمة (الأحوط) تعني أن الفقيه لم يستطع أن يستنبط الحكم الشرعي الأكيد في المسألة التي يبحثها فلجأ إلى الاحتياط ريثما يظهر له الحكم الأكيد , وهذا قد يحدث لتلميذ في بداية مشواره الفقهي أو في مسائل مستحدثة صعبة للغاية و لا يليق أبداً بفقيه تجاوز السبعين من عمره وفي مسائل الصلاة التي هي من بديهيات الدين وعموده كما هو شائع, والغريب أن هذه الاحتياطات ( 113) التي وجدتها في رسالته العملية , قد أطلعت عليها من خلال تحديثها في موقعه الشخصي بتاريخ : 7- 12- 2004 , مما يعني أن أبحاثه الفقيهة إلى اليوم لا تزال في وضع الاحتياط في مسائل الصلاة -وفي مسائل أخرى بالطبع وهي مئات - ولم يبلغ الحكم الشرعي الأكيد الذي يظهر اجتهاده ويجعل مقلديه يطمئنون إليه كحكم شرعي يقيني . وإليك إحصائية باحتياطاته التي يسجلها في رسالته العملية (المسائل المنتخبة) في مسائل الصلاة (عمود الدين) فقط :



في مسائل لآذان والإقامة = 2 احتياط



أجزاء الصلاة و واجباتها:

1- في مسائل النية = 1 احتياط



2- في مسائل تكبيرة الإحرام = 7 احتياط



3- في مسائل القراءة = 24 احتياط ( حسبي الله ونعم الوكيل )



4-في مسائل الركوع = 16 احتياط



5- في مسائل السجود = 18 احتياط



6- في مسائل التشهد = 7 احتياط



7- في مسائل السلام = 2 احتياط



8- في مسائل القنوت = 1 احتياط



9= في مسائل مبطلات الصلاة = 10 احتياط



10- في مسائل الشك في عدد الركعات = 2 احتياط



11- في مسائل صلاة الاحتياط = 5 احتياط



12- في مسائل قضاء الأجزاء المنسية = 9 احتياط



13- في مسائل سجود السهو = 9 احتياط



مجموع الاحتياط = 113 . ما شاء الله ... هل هذا شأن فقيه مرجع في العقد السبعين من عمره يتقن عمله أم شأن تلميذ محتاط في بداية مشواره الفقهي ؟؟ إنها لمصيبة كبرى لا تقل عن مصيبة رفع فريضة الجهاد من أركان الإسلام التي سجلها هذا المرجع في كتبه, ولا عن مصيبة الاحتلال الذي نعاني منه اليوم , وهذه من أوضح علامات الساعة ولكن أكثر الناس لا يعلمون.



والشيء الآخر المهم الذي نجده في رسالته العملية هو غياب أهم ركن من أركان الشريعة الإسلامية الذي يحفظ حياة وأمن وكرامة المسلمين وهو الجهاد في سبيل الله والدفاع عن النفس والوطن والمقدسات ولم يعتبره من واجبات المسلمين ولا من أركان الإسلام الذي يستحق ذكره ولو بمسألة واحدة ( واجبة أو مستحبة), حيث لم يشر إلى أي مسألة تتعلق بحياة وأمن المسلمين وكأنه لا يعيش في هذا الزمان على الرغم من التحديثات التي نجدها بين آونة وأخرى في كتبه , إذ يقول في الصفحة19 ما يلي:



(( ( مسألة 23 ) : من أهم الواجبات في الشريعة الإسلامية:

1 ـ الصلاة.

2 ـ الصيام.

3 ـ الحج.

وهذه الثلاثة يتوقف أداؤها على تحصيل الطهارة بتفصيل سيأتي بيانه.

4 ـ الزكاة.

5 ـ الخمس.

6 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.))



هكذا دون أن يذكر أن الجهاد من ضمن الفرائض الواجبة على المسلمين سواء كان ابتدائي أو دفاعي , ولم يذكره أيضاً في أي مسألة من المسائل التي يبحثها في كتبه الفقهية كلها ( وهي خمسة فقط), على الرغم من عشرات الآيات القرآنية التي تأمر بالجهاد وتلوّح بأشد العذاب في حال تركه عند الأستطاعة, وقد مارسه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , و جُرِحَ جسدهُ الشريف في مرات.



يبدو أن التغييرات التي أجراها السيستاني على رسالة أستاذه الخوئي وقدمها للمسلمين باسمه الشخصي كانت في رفع فريضة الجهاد التي ذكرها الخوئي في رسالته مع بعض التغييرات الأخرى منها كثرة الاحتياط التي تملأ رسالته التي يقول في مقدمتها :



(( ان رسالة المسائل المنتخبة للسيد الأستاذ آية الله العظمى المغفور له السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي قدس سره لما كانت مشتملة على أهم ما يبتلي به المكلف من المسائل الشرعية في العبادات والمعاملات فقد استجبت لطلب جمع من المؤمنين أيدهم الله تعالى في تغيير موارد الخلاف منها بما يؤدي إليه نظري مع بعض التصرف في العبارات للتوضيح والتيسير وتقديم بعض المسائل او تأخيرها فالعمل بهذه الرسالة الشريفة مجزء ومبرئ للذمة و العامل بها مأجور ان شاء الله تعالى.))



في هذه المقدمة البسيطة مسائل هي :



1- إذا كانت رسالة الخوئي مشتملة على أهم ما يبتلي به المكلف في المسائل الشرعية -كما يقول السيستاني في المقدمة أعلاه- فإن مسائل الجهاد والدفاع عن النفس والوطن والمقدسات التي ذكرها الخوئي وهي موضع ابتلاء العراقيين اليوم يجب أن تكون من ضمن الرسالة التي نقلها لنا هذا المرجع عن أستاذه الخوئي ولا يجوز إهمالها أبداً ,لأنها من أهم المسائل التي تهم العراقيين في زمان الأحتلال , وفي زمان الطاغية صدام حسين أيضاً, ولا شيء اعز من حياة وأمن المسلم وأن حرمة دم المسلم أكبر عند الله من حرمة الكعبة نفسها , فلماذا قام بحذف تلك المسائل الأهم عند الله وعند المسلمين من الرسالة التي قدمها للمسلمين باسمه ؟ ما هو الغرض من وراء ذلك ؟؟ هل هذا هو الاجتهاد ؟؟



أرى أنه قد غش أتباعه ومقلديه ولم ينصح لهم حينما أخبرهم – في مقدمة رسالته أعلاه - انه ينقل لهم عن الخوئي مسائل بأهم ما يبتلى به المكلف , ثم حذف منها المسائل التي فيها أمنهم وحياتهم ومستقبلهم , إلا إذا كان يعتبر أرواح وأمن ومستقبل المسلمين ليست من المسائل الضرورية , وأن مسائل أحكام ماء البئر, تذكية الجرادة والحية , بلع السمكة وهي حيّة (التي نجدها في كتبه) أهم عنده من تلك التي تخص أرواح وأمن ومستقبل المسلمين.



2- إذا كانت رسالة السيستاني التي بين أيدينا هي في الأصل للسيد الخوئي ودوره هو - كما يقول في المقدمة أعلاه - يكمن في تأخير وتقديم عرض بعض المسائل والتوضيح والتيسير وتغيير موارد الخلاف , فأين اجتهاد المرجع الكبير ؟؟ إن هذا العمل يستطيع أن يقوم به أي طالب حوزة عمره 20 سنة ولا يليق بمرجع كبير أبداً, وأكاد أجزم ان هذا العمل لو قام به تلميذ حوزوي بسيط سوف لن نجد في رسالته 113 احتياط في ركن الصلاة , بل لا نجد هذا العدد من الإحتياطات في مجمل الرسالة التي يلفقها عن مصدرها الأصلي .



3-إن رسالة الخوئي لم تكن تتضمن 113 احتياط في مسائل الصلاة , وكانت تشتمل على مسائل فريضة الجهاد الذي يقسّمه إلى قسمين جهاد ابتدائي يرى أن الإمام المعصوم (عليه السلام) يأمر به , وجهاد دفاعي يأمر به مرجع التقليد ,أو يقوم به المكلف تلقائياً دونما الرجوع إلى مرجع, وهي اليوم موضع ابتلاء العراقيين .



4- إن هذا العمل يكشف لنا بوضوح الفرق بين المجتهد الذي يقدّم للأمة رسالة من جهده الخالص وبين المحتاط, والفرق بين الحريص على أرواح وأمن ومصلحة المسلمين وبين اللا أبالي الذي يتجاهل أهم فريضة من فرائض الإسلام التي تهم أرواحهم وأمنهم ومستقبلهم ولم يعتبرها من ضمن الواجبات ولا حتى من المستحبات, على الرغم من ابتلاء المسلمين بمسائلها هذه الايام , ثم يقول لهم – في المقدمة أعلاه- إن العمل بهذه الرسالة – التي لم تتضمن شيئاً عن مسائل الدفاع عن أمنهم وأراحهم ومقدساتهم ومستقبلهم- مجزء ومبرئ للذمة و العامل بها مأجور ان شاء الله تعالى.



عجيب أمر هذا المرجع ..! هل يعتقد أن الله يشاء و يرضى بدين من بضعة أركان ليس فيه فريضة واجبة فيها أمن وحياة ومستقبل المسلمين قد صرّح بها كتابه المجيد في عشرات الآيات , وأكدها رسوله الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الأطهار عليهم السلام طوال حياتهم الشرعية ؟؟؟ وقد ذكرها أستاذه الخوئي في رسالته وكل الفقهاء ما سواه .



و ماذا سيكون موقفه إن لم يشأ الله ولم يقبل بدين ناقص ليس فيه تلك الفريضة التي يصرّح بها كتابه العزيز ومارسها رسوله الأمين صلى الله عليه وآله وسلم ؟؟ بالتأكيد إن مصيبة كبرى أبدية سوف تحدث له يوم الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ,لأنه قد أسقط أهم ركن من أركان الإسلام ولم يعتبره من واجبات المسلمين ولا فريضة واجبة ولا حتى مستحبّة تستحق الذكر في كتبه وهذا ليس من حقه كما يعلم ويعلم الجميع , أنا هنا أتحدث عن الجهاد الذي يضمن أرواح وأمن ومستقبل المسلمين كفريضة واجبة وركن من أركان الإسلام يجب على من يدعي الاجتهاد بيان أحكامه للمسلمين -ولو من باب المسائل الكلاسيكية القديمة- وليس عن فتوى إعلان الجهاد- مع أهميتها هذه الأيام بشروط- فهذه غير تلك كما هو بيّن.



الرجولة

يجمع كل الفقهاء والمراجع – ضمنهم السيستاني– دونما استثناء على أن الرجولة من بين الشروط الشرعية الواجب توفرها بمرجع التقليد, ولعل السبب الشرعي في ذلك هو أن المرجع الرجل ينبغي ان يصلّي بالناس جماعة , وأن يخطب فيهم بالمناسبات العامة والخاصة , وأن يخالط الناس أصحاب التأثير وقيادي المجتمع الذين هم في الغالب من الرجال, وأن يجاهد في سبيل الله وقت الجهاد ويحرّض المؤمنين عليه , وأن يدافع عن مصالح المسلمين في المحافل الرسمية التي غالباً ما تكون من عمل الرجال .



وحينما نبحث عن هذه الشروط الشرعية (الرجولية) الواجب توفرها في المرجع, لا نجدها في سلوك السيستاني حيث لم نرَ له موقفاً جهادياً واحداً في حياته الفقهية كلها, لا كلمة حق أمام سلطان جائر -وما أكثرهم – ولا فتوى تحرّم قتل المسلمين, سواء كانوا في العراق أو فلسطين أو أي مكان آخر , ولا بحث فقهي يبيّن للمسلمين أحكام الجهاد و الدفاع عن النفس والأرض والمقدسات , بل تجاهل فريضة الجهاد والدفاع في كتبه الفقهية كلها (هي خمسة فقط) ولم يذكر مسألة واحدة تخص أمن وحياة المسلمين, وهذا السلوك لو مارسته أنثى بحجة أن الجهاد واجب على الرجال من دون الإناث وهي غير معنية به, وكانت في موقع فقيه مجتهد لما سوّغ لها ذلك, و لكانت مأثومة أمام عدالة الله لأنها أسقطت ذاتها ( أنوثتها) على شرع الله وقدمته للمسلمين على أنه هو الحق, فكيف يصدر ذلك عن فقيه رجل الجهاد من ضمن واجباته الشرعية ؟؟



أنا هنا لا أتعرّض لذكورة المرجع بل لمواقفه الرجولية وشتان بين الأثنين .



وهو – السيستاني- طوال عمره الفقهي لم يصلِ مع الناس جماعة لا إماماً ولا مأموماً , ولم يخطب في حياته( 73 سنة) خطبة واحدة بين جموع الناس , وقد قضى أكثر من عشرين سنة معزولاً في بيته عن الناس ولم يخرج خلالها حتى لزيارة مرقد الإمام على( عليه السلام) الذي لا يبعد عن بيته سوى أمتار وهو يدّعي حبه ومولاته , وهذا سلوك لا تمارسه حتى الأنثى المؤمنة التي تعتز بخدرها وتصون عفتها بالعزلة عن عالم الرجال , بل نجدها تشارك في صلاة الجماعة والزيارات والأنشطة الدينية والاجتماعية وحتى المسيرات الوطنية, وتهتم بأمور المسلمين تشجب وتدين وتحرّم قتلهم وتبدي رأيها من خلال القنوات التي تحافظ على خصوصيتها كأنثى مؤمنة , بل وحتى تجاهد وتُقتل في سبيل الله من أجل النفس والوطن والمقدسات, فما بال الرجل -المحتاط حتى في صلاته- لا يمارس ذلك ؟؟



أرى أن المشرّع الذي فرض أن يكون القيادي الشرعي رجلاً وليس أنثى , ليس له موقفاً سلبياً من الأنثى بقدر ما يريد أن يضع الأمانة الشرعية بيد من هو كفواً لها , يستطيع ان يتحرّك في المجتمع طوال الوقت بلا موانع بيولوجية (حمل, ولادة , دورة شهرية, خجل ), وأن تكون لديه جرأة وحضور في مجتمع المسلمين الذي هو مؤتمن على دينهم وحياتهم , وأمنهم القومي أيضا فيما يتعلق بالجهاد والدفاع عن ,الوطن, النفس ,العرض, المقدسات .



وعلى حسب هذه الحقائق الموضوعية فإنه لا يجوز شرعاً وعقلاً من كان لا تتوفر فيه الجرأة الاجتماعية والحضور الدائم في المجتمع والشجاعة في مواجهة أعداء الدين والملة وكانت صلاته كلها احتياط, أن يكون مؤتمناً على الشريعة ومرجعاً للمسلمين , لأن في ذلك مفسدة كبيرة, فضلاً عن مَنْ أسقط الجهاد من رسالته العملية التي يقدمها للمسلمين , في زمان باتت فيه النساء والفتيات يجاهدن في سبيل الله ويقمن بعمليات بطولية في غاية الشجاعة والنبل والحس الإنساني العميق, وقد تقتل من أجل حياة المسلمين بعزة وكرامة.



ما يثير الدهشة حقاً ان مسألة رفع فريضة الجهاد التي فيها أمن وحياة ومستقبل المسلمين , من أركان الإسلام ليست عارضة أو سهواً, بل سعى إلى تثبيتها في جميع كتبه الفقهية, على الرغم من التحديثات والطبعات الجديدة التي تجري عليها بعض التغييرات الشكلية الطفيفة بين آونه وأخرى , إلا أنه يصر في كل مرة على ألا يتناول الجهاد كفريضة واجبة ( ولا حتى مستحبّة) ولم يذكر مسألة واحدة قط تخص حياة وأمن المسلمين وحقهم في الدفاع ولو من باب المسائل الكلاسيكية القديمة, ولا حتى مجرد التعليق على آية قرآنية ذكر فيها أسم القتال في جميع كتبه وفي كل الطبعات والتحديثات , فالذي يطالع كتبه في طبعاتها القديمة والأقراص المدمجة ( c d) وما يصدر في هذه الأيام من تحديث لها يجد بعض التغيرات الطفيفة جداً التي لا تذكر , ويجد إصراراً مدهشاً على تجاهل فريضة الجهاد وعدم ذكرها في أي من كتبه والأقراص المدمجة ومواقع الانترنت التي تتحدث باسمه وتجيب عن بعض الاستفتاءات وتظهر المستجد من الفتاوى والبيانات, على الرغم من أبتلاء المسلمين – خصوصا العراقيين- بالاحتلال وما ينجم عنه من مآسي , مما يعني أن موقفه من فريضة الجهاد واضح وأكيد وقد عاشه طوال عمره الفقهي ولا يزال وهو يعيش في بلد محتل من قبل الشيطان الأكبر وأعوانه (كما يقول البعض من القوم) .



يؤلمنا جداً هذا الوضع البائس , وأن يصدر هذا البتر للشريعة المحمدية ويجري رفع أهم بند من بنود الإسلام من بعد الصلاة , فضلاً عن تقديم صلاة تتضمن 113 احتياط, من قبل أكبر المراجع في الحوزة و يصر على تثبيته في جميع إصداراته الفقهية وتحديثاتها وكأن شيئاً لم يكن على الرغم مما يشهده العراقيون اليوم من احتلال يوصف بالهمجية والكفر , وهم بحاجة إلى التفقّه ومعرفة تكليفهم الشرعي في هذه الأيام .

الدكتور عادل رضا
12-26-2004, 11:16 AM
أرى أن سكوت السيستاني على مثل هذه الأمور التي تمس أمن و حياة المسلمين لم ينفع إتباعه ومقلديه فهم لا يعلمون رأيه في الجهاد وشروطه واجباته , والبعض منهم يجهل حقه في الدفاع عن النفس والوطن والمقدسات, و يجهل أن الركون إلى الذين ظلموا خيانة عظمى لله وللرسول وللمسلمين تستوجب سخط الله والعذاب الشديد , لأن مرجعهم لم يذكر لهم مسألة واحدة لا في كتبه ولا في بياناته, وهذا تقصير واضح بحقهم , إن لم يكن غشاً شرعياً واستهتاراً بما يجري لهم في دنياهم وفي آخرتهم.



والسؤال هو:



على أي أساس وأي حجة شرعية قد سوّغ تجاهل فريضة واجبة صرح بها القرآن الكريم بعشرات الآيات و مارسها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طوال حياته النبوية الشريفة, وهي موضع ابتلاء المسلمين اليوم وهو يدّعي أنه نقل– عن الخوئي- للمؤمنين أهم ما يبتلى به المكلف ؟



أعني هنا فريضة الجهاد والدفاع الواجبة التي يصرح بها القرآن الكريم لا عن فتوى إعلان الجهاد فهذه غير تلك كما أسلفت.



والسؤال الآخر: مَنْ المسؤول أمام الله تعالى مجده عن هذا الذي يحدث للعراقيين وللأمة اليوم ؟؟ هل هو وحده باعتباره تجاهل حق الدفاع عن النفس والوطن والمقدسات ولم يعتبره من واجبات المسلمين ولم يظهر لهم أحكامه , وصمت طويلاً ولم يحرّم ولم يشجب قتل العراقيين وانتهاك مقدساتهم ... أم آخرون غيره؟؟



أرى أنه – دونما قصد- قد غشّ إتباعه ومقلديه ولم ينصح لهم حينما فقهتهم وشغلهم بمسائل اقل ما يقال عنها انها مضيعة للوقت بما لا ينفع, نحو أحكام ماء البئر و كيفية تذكية الجرادة والحية وكراهة ذبح الذبيحة أمام الحيوانات الأخرى وجواز بلع السمكة وهي حيّة ..الخ, ولم يذكر لهم مسألة واحدة تتعلق بحياتهم وأمنهم وكرامتهم كمسلمين على الرغم مما يجري لهم اليوم من قبل قوات الأحتلال والحكومة العميلة , وكأن ذبح الدجاجة وتذكية الجرادة والحية وبلع السمكة وهي حية في رأيه أهم من ذبح وقتل المسلم وبلع وطنه وتاريخه وهو حي , فقد أخذت تلك المسائل( غير الضرورية) فصول ومسائل كثيرة في كتبه الفقهية , بينما قتل المسلمين واحتلال بلدهم وهدم مساجدهم والاعتداء على مقدساتهم لم يذكرها ولو بكلمة واحدة إلى اليوم, لا في مسألة ولا فتوى ولا حتى في بيان على الرغم من مرور عشرون شهراً على ابتلاء العراقيين بالاحتلال , وهذا الأمر لا يمكن أن يكون مصادفة أبداً فقد سعى إلى تثبيته في جميع كتبه الفقيهة وتحديثاتها , ولم يجب على الاستفتاءات التي وجهناها له عن مسائل ابتلاء العراقيين بالاحتلال وتبعاته ورأي المرجعية مما يجري اليوم .







العدالة

تعتبر العدالة من أهم الشروط الواجب توفرها في الفقيه وهذا الشرط يقره السيستاني في كتبه واستفتاءاته, وحينما نطبّق هذا الشرط عليه في مسألة توزيع الأموال الشرعية على المستحقين ( الذي يعلن تفاصيله هو في مواقعه على الإنترنت) نجد أن عدالته قد أسقطها هو بنفسه , من خلال بيانه كيفية توزيعه وصرفه للأموال الشرعية.



فمن خلال موقعه على الأنترنت www.sistani.org نجد العجائب:



( أنا هنا استخدم النسخ من موقعه واللصق في هذا البحث مع الاختصار لكي لا يمل القارئ ولمن أراد التفاصيل فليذهب للموقع من خلال الرابط أعلاه , أو هذا الرابط www.seestani.com )



الموقع يقول: (( لقد أولت المرجعية الدينية لآية الله العظمى السيد السيستاني ... جل اهتمامها بالحوزات العلمية والمدارس الدينية(...) فأولته بالغ الأهمية ورفيع المنزلة، بحيث تنفق سنوياً على رواتب الحوزات العلمية مبالغ كثيرة في داخل إيران وخارجها , فيجري تأمين الرواتب الشهرية لأكثر من 300 حوزة علمية كبيرة وصغيرة في شتى أنحاء إيران ، لاسيما في مدينة قم المقدسة التي يقطنها أكثر من 35000 طالب علوم دينية، ومشهد التي يسكنها أكثر من 10000 طالب واصفهان التي تضم أكثر من 4000 طالب بالإضافة إلى سائر الحوزات العلمية والمدارس والمراكز الدينية المنتشرة في شتى مناطق إيران. ( المجموع49000 طالب).

كما يجري دعم هذه الحوزات بمختلف ما تحتاجه من الوسائل العلمية كإنشاء المكتبات والشبكات الكومبيوترية، ووسائل الراحة من أجهزة التدفئة والتبريد وبرادات الماء والأفرشة وغيرها، وسائر ما تفتقر إليه من مواد ولوازم يتم توفيرها عبر التنسيق مع مكاتب سماحته (دام ظله). ....

... كما يجري دعم الدورات التربوية والثقافية والمسابقات العلمية والقرآنية والرياضية ( انتبه إلى الكلمة الحمراء أرجوك) التي تنعقد بشكل مكثف ومستمر طوال أيام السنة في مختلف المدن الإيرانية.

هذا، ويقوم بين الفترة والأخرى وفد من مكتب سماحته (دام ظله) بزيارة الحوزات العلمية والمراكز الدينية المنتشرة في شتى مناطق إيران، لأجل الإطلاع على برامجها ونشاطاتها والاستماع لمشاكلها واحتياجاتها والسعي لدعمها وتطويرها مع إيجاد حالة من التواصل والمتابعة لغرض تنفيذ ما يمكن من خلاله تنمية هذه الحوزات وتوسعتها هذا على صعيد الجمهورية الإسلامية في إيران.

أما على صعيد الخارج فتتوزع على الدول الآتية:

1 ـ سوريا: ويجري فيها صرف أكثر من 000/700 دولار سنويا على رواتب طلبة العلوم الدينية.

2 ـ لبنان: ويجري فيها بين الفترة والأخرى توزيع هدية سماحة السيد( دام ظله) ( أنتبه إلى كلمة هدية)على كافة طلبة العلوم الدينية هناك والتي تبلغ في كل مرة حوالي 000/130 دولار.

3 ـ باكستان: ويصرف فيها أكثر من 000/500 دولار سنويا على رواتب طلبة العلوم الدينية.

4 ـ الهند: ويصرف فيها أكثر من 000/500 دولار سنويا لتغطية رواتب طلبة العلوم الدينية.

5 ـ آذربايجان: ويصرف فيها أكثر من 000/300 دولار سنويا لتغطية رواتب طلبة العلوم الدينية واحتياجات الحوزات العلمية والمراكز الدينية والمبلغين وتأسيس المكتبات ودور الترجمة.

هذا مضافا إلى ما يتم تقديمه من الدعم والتواصل مع مختلف الحوزات العلمية والمراكز الدينية والثقافية الشيعية المنتشرة في مختلف بقاع العالم من آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا بشتى الطرق والقنوات.



انتهى النقل عن موقعه :



أقول: هنيئاً لإخواننا المسلمين في إيران ورياضييهم بهذا الاهتمام من قبل مرجعية السيستاني ولكل المسلمين في العالم, ولكن هل قرأت شيئاً عن النجف وحوزات النجف التي يقطنها السيستاني أو أي شيء عن العراق في السطور السابقة ؟؟ قم بنفسك بزيارة صفحته على الانترنت لتتأكد من عدالة فقيهنا , سوف لن تجد شيئاً أسمه العراق ومؤسساته الدينية ومساجده , من الأموال الشرعية التي يصرفها هذا الرجل.



والسؤال هو : هل من العدالة هذا الاهتمام المفرط في شؤون إيران( مسقط رأسه) حيث 300 حوزة علمية و49 ألف طالب و21 مجمع سكني ومدينة كاملة بكل متعلقاتها تحمل أسمه الشخصي ( سيأتي بيانها), بالإضافة إلى سوريا ولبنان وباكستان والهند وآذربيجان ( ومختلف بقاع العالم من آسيا وأفريقيا وأوربا وأمريكا- كما يدعي هو) ويترك العراق وحوزاته العلمية ومسلميه دونما أي أشارة أو اهتمام ولو بدينار واحد لعراقي تحت أي عنوان أو مسمى؟؟



أقرأ الفقرة السابقة (2- لبنان) جيداً واحكم بنفسك على عدالة فقيهنا( ذو113 احتياط في صلاته), هل من العدالة أن يعطي الأموال الشرعية 130 ألف دولار في كل مرة , ليس بعنوان راتباً شهرياً إلى طلبة العلم أو حق الفقراء والمساكين وأبناء السبيل, بل بعنوان هدية , في الوقت الذي يعاني فيه العراقيون ويلات الاحتلال الظالم وتبعاته ؟؟ ولا ندري ماذا يقصد في كل مرة يعطي فيها هدية , هل في كل يوم أم كل شهر أم كل سنة , أو غير ذلك؟؟ الكل يعلم أن هناك الكثير من العراقيين اليوم بأمس الحاجة إلى حقوقهم الشرعية سواء كانوا طلبة علوم دينية أو فقراء مستحقين أو مرضى أو مجاهدين في سبيل الله من أجل الدين والأرض والأمة والإنسان.



وهل من العدالة أن يدعم هذا الفقيه المسابقات الرياضية في إيران ويترك مساكين وفقراء العراق يعانون تحت ويلات الاحتلال ؟؟؟ هل سمعتم يوماً أن الأموال الشرعية تستخدم لدعم الدورات والمسابقات الرياضية وتمنح بعنوان هدايا ؟؟ لو كان هذا الأمر في زمان السلم والرفاهية بحيث لا يوجد احتلال ولا فقر ولا مأساة لكانت من أكبر المحرمات الشرعية لأنه لا يجوز صرف الأموال العامة للمسلمين بمزاج شخصي, فكيف يأتي ذلك التصرّف في زمان يعاني فيه المسلمون الاحتلال والفقر الحاجة؟



و إليك الآن صفحة أخرى من موقع فقيهنا السيستاني ( نسخ ولصق كما السابق مع الاختصار) :



تحت عنوان : مدينة آية الله العظمى السيد السيستاني



بعد المقدمة والحاجة لهذه المدينة يقول:

(( وللوقوف على حجم هذا المشروع، لا بأس باستعراض نبذة مختصرة عن أهم ما يضم من أبنية وملحقات.

يقام مجمٌع آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) على أرض تبلغ مساحتها حوالي 40 ألف متر مربٌع في أحدى المناطق الواقعة وسط المدينة.

تمٌ وضع الحجر الأساس في 3 شعبان المعظٌم سنة 1416هـ.، ذكرى ولادة سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) وذلك بحضور ثلة من العلماء والأفاضل الكرام.

ويحتوي هذا المجمٌع على حوالي 320 وحدة سكنية، بعضها بمساحة 115 متراً مربعاً، وبعضها الآخر بمساحة 100 متر مربع، وتضمٌ كلٌ وحدة سكنية منها كامل المرفقات الضرورية ووسائل التدفئة والتبريد وما شاكل ذلك.

وأهم ما يلحق بهذا المجمٌع السكني الكبير:

1 ـ سوق عصري تتوفٌر فيه مختلف الاحتياجات والمتطلٌبات اليوميٌة الضرورية.

2 ـ قاعات مختلفة للبحث و التدريس.

3 ـ صالات لإقامة المجالس و الاحتفالات للرجال والنساء كل على انفراد.

4 ـ نادٍ رياضيٌ. ( انتبه لهذه العبارة )

العنوان: ايران ـ قم

ساحة الامام الخميني ـ شارع كارگر



انتهى النقل عن صفحة السيستاني



نبدأ بالسؤال عن الفقرة (4- نادٍ رياضي ) كم هي يا ترى تكاليف بناء وتجهيز هذا النادي من الدولارات ؟؟ وعلى أي مصدر شرعي استند في توزيع الأموال الشرعية في بناء وتجهيز ناد رياضي من أموال الفقراء , هل هذه عدالة ؟؟ ثم أين نصيب العراق -الذي يعيش فيه هذا الفقيه- وحوزاته العلمية من ذلك الكرم الحاتمي من الأموال الشرعية ؟؟ من أي دين يستمد فقهينا عدالته في توزيع تلك الأموال الشرعية ؟؟



لا حظ أنه قال : تمٌ وضع الحجر الأساس في 3 شعبان المعظٌم سنة 1416هـ.، ذكرى ولادة سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام). مما يعني أنه قد بنى هذه المدينة في نفس الفترة التي أصدر فيها فتواه( الشهيرة) التي يبيح بها للعراقيين أكل الميتة في زمان حكم صدام حسين وايام الحصار . ليست هذه عدالة... في العراق يصدر فتوى يبيح للمسلمين فيها أكل الميتة , وفي إيران يبني لأبناء قومه مدينة تحمل اسمه ( على غرار مدينة صدام , مدينة فهد , مدينة مبارك, مدينة القذافي ,, ونحو ذلك) والكثير من المجمعات والمرافق المجهزّة بأحدث التجهيزات كما يقول هو وسيتضح ذلك خلال الفقرات اللاحقة.



قم بزيارة مواقعه على الانترنت -بعد أن تنتهي من قراءة هذا البحث- لتعرف عدالة هذا الفقيه على حقيقتها.



ليست هذه المدينة التي تحمل اسمه الشخصي هي المشروع الوحيد الذي يصرف عليه الأموال الشرعية, بل هناك العشرات غيرها, فمن خلال زيارتنا إلى مواقعه على الانترنت نجد أنه قد باشر في بناء المشاريع التي ليس فيها نصيب للعراقيين الذين يعيش في نجفهم هذا الفقيه , ما بين مجمعات سكنية ومستشفيات ومراكز ومؤسسات دينية وعلمية مجهزة بأحدث التجهيزات العصرية الحديثة على حد قوله, ولا نعترض على أي شيء يستفيد منه المسلمون في أي مكان إذا كان بعدالة وبحق , بل اعتراضنا إنما على عدم العدالة والنظرة العنصرية في توزيع الأموال الشرعية , وعدم الصدق في تصريحاته التي يدعي انه يخالف الحكومة الإيرانية بينما يعمل على إقامة المشاريع والمؤسسات بالنيابة عنها من الأموال الشرعية للمسلمين.



فمن المشاريع التي قام ويقوم بها الفقيه من بعد تلك المدينة الكبرى التي تحمل اسمه هي :



2- مركز إغاثة اللاجئين العراقيين في إيران ديزل فول , وهو مشروع قديم على ما يبدو كان من أيام الحرب العراقية الإيرانية وأيام حكم صدام حسين , أرى أن هذا المشروع يساعد الحكومة الإيرانية بالدرجة الأولى في تحمّل مسؤلياتها بحق اللاجئين في أراضيها, كان أولى بهذا الفقيه أن يغيث العراقيين داخل العراق ويعطي لفقرائه حقهم الشرعي بدلاً من أن يبيح لهم أكل الميتة أيام الحصار في حكم صدام حسين, أما مسألة اللاجئين فهي من شأن الحكومة الإيرانية ينبغي أن تصرف عليه من أموالها الخاصة ( البترول ,المعادن التبادل التجاري,السياحة, الصناعات, الحقوق الشرعية لولاية الفقيه ونحو ذلك).



3- مركز مساعدة الفقراء والمحتاجين ومتضرري السيول والزلازل:

العنوان: ايران ـ دزفول

الهاتف: 5252281 641 0098

البريد الالكتروني: maay2000@hotmail.com



هذا المشروع أيضاً ينبغي أن يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه يخص رعاياها كمواطنين .







4- مركز مساعدة المهاجرين الأفغان..



العنوان: مدينة زابل الواقعة جنوب شرقي إيران. هذا أيضاً كما الأول والثاني ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية .



5- مستوصف الإمام الصادق ( عليه السلام) الخيري .



العنوان: ايران ـ قم

شارع نيروگاه ـ ساحة اميني بيات ـ اول شارع شاهد

الهاتف: 2 - 8844040 251 0098

الفاكس: 8844422 251 0098



هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .



6- مستشفى العيون



العنوان: ايران ـ قم

ساحة الامام الخميني ـ شارع كارگر ـ جنب مدينة آية الله العظمى السيد السيستاني .



هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الدولة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .



7- مستوصف الإمام الحسن المجتبى( عليه السلام) الخيري- ايلام .

العنوان : ايران ـ إيلام ـ شارع الولاية .

الهاتف: 3331289 841 0098

3339447

3354726

الفاكس: 3354724 841 0098

هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .



8- المستوصف الخيري في منطقة حاجي آباد.



العنوان: ايران ـ قم ـ حاجي آباد



هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .



9- مستشفى رقية (عليها السلام) الخيرية للولادة

العنوان : ايران ـ إيلام ـ شارع الولاية .

الهاتف: 3331289 841 0098

3339447

3354726

الفاكس: 3354724 841 0098



هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .



10- مجمع المهدية السكني .



العنوان: ايران ـ قم

شارع اصفهان ـ حيّ المهدية

الهاتف: 2952968 251 0098



هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .



11- مجمّع الزهراء ( عليها السلام ) السكني.



العنوان: ايران ـ قم

آخر شارع يزدان شهر ـ اول شارع 15 خرداد

الهاتف: 2938553 251 0098



هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .



12- مجمع ثامن الحجج ( عليه السلام ) السكني – مشهد

العنوان: إيران ـ مشهد ـ أول شارع قوچان

الهاتف: 6650573 511 0098



هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .



13- مجمع السكني في طريق سراجة ـ قم

العنوان: ايران ـ قم

ساحة پليس ـ ساحة آسايشگاه ـ ابتداء شارع سراجة

الهاتف: 7221199 251 0098

هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .



انتهى النقل عن موقع السيستاني.



أقول : نلاحظ مما سبق أنه يبالغ في بناء المشاريع والمؤسسات في إيران( مسقط رأسه) وتجهيزها بأحدث التجهيزات والمتطلبات العصرية, بما في ذلك المجمعات السكنية والأندية والمسابقات الرياضية بالأموال الشرعية للمسلمين الشيعة , في الوقت الذي صدرت منه فتوى شرعية يبيح فيها للعراقيين- الذين يعيش بينهم- أكل الميتة في زمان صدام حسين أيام الحصار, ولم يفعل لهم شيئاً يذكر أيام الاحتلال الأمريكي , لا مدينة تحمل اسمه الشخصي, ولا مستشفى, ولا مستوصف يعالج المصابين بقنابل الأحتلال , ولا حوزات مجهّزة بأحدث التجهيزات , ولا هم يحزنون , بل ولا حتى فتوى لا تكلف سوى سطرين وختم تحرم قتلهم .



مع العلم ان إيران ليست النجف التي يعيش فيها هذا الفقيه , بل إيران دولة مستقلة لها دخلها الخاص من النفط والمعادن والصناعات والتبادل التجاري ,ولها أيضاً أموال شرعية تصل لفقهاءهم الكثيرون وإلى (مرشد الجمهورية السيد على خامنئي ), فتلك المشاريع التي شملها كرم فقيهنا السيستاني (القابع في النجف) إنما من مسؤوليات الإيرانيين ينبغي تمويلها من أموال الدولة الإيرانية ومن أموال الفقهاء في إيران و ليست من أموال شرعية من فقيه يعيش في النجف على مرمى بصره آلاف العراقيين والكثير من المؤسسات بأمس الحاجة للمساعدة من حقوقهم الشرعية , علماً أن الكثير من الأموال الشرعية التي تصل إلى السيستاني من العراقيين أنفسهم .



إن من يزور العراق هذه الأيام يجد أموراً تدمي فؤاد حتى الكافر فضلاً عن المسلم حزناً وكمداً على أوضاع البعض من الفقراء حيث يسكنون -وقد رايتهم بعيني - في مدارس وحسينيات وفرق حزبية ومعسكرات الجيش التي خلفها النظام المقبور , إنهم بأمس الحاجة لحقوقهم الشرعية وبناء المجمعات السكنية والمستشفيات التي تعالجهم على غرار تلك التي يبنيها السيستاني في إيران, بل هم – على حسب نظرية التزاحم -أولى من الإيرانيين باعتبارهم عانوا طويلاً من حصار جائر كانوا هم الضحية , ومن بعد ذلك احتلال أجنبي وحكومة عميلة , بينما الإيرانيون لم يعانوا تلك المعانات ولديهم حكومة إسلامية وولاية فقيه لديه أموال شرعية كما السيستاني.



فهل ينبري أحد ممن يدعون التديّن أو الوطنية أو العمل من أجل العراقيين تحت عباءة السيستاني أن يفسر لنا هذا التوزيع غير العادل لأموال المسلمين ؟؟ وأن يخبرنا بدليل واضح وأكيد عن مؤسسة أو مجمع أو مستشفى أو بيت أو مشتمل أو غرفة صغيرة بناءها السيستاني في العراق لمصلحة عراقي واحد , وأن يخبرنا بوضوح عن موقف مرجعية السيستاني من هؤلاء الفقراء والمساكين ( الشيعة) الذي يقطنون الحسينيات والمدارس والفرق الحزبية و ومعسكرات الجيش التي خلفها النظام المقبور ؟؟؟ وهل أعطاهم حقهم وبنى لهم مدن ومجمعات سكنية ومستتشفيات كما فعل للإيرانيين ؟؟. بل هل أعطاهم السيستاني حقهم عليه من الفتوى وحرم بصورة واضحة قتلهم لكي يضع حاجزاً شرعياً يحول دون استسهال قتلهم أو التعاون مع أعداءهم ؟؟؟ لا نريد شعارات زائفة لا تسمن وتغني من جوع , بل نريد أشياء واقعية ملموسة يستفيد منها العراقي كتلك التي تعملها مرجعية السيستاني في إيران.



يا مرجعية يا رجال الدين يا قابضي أموال الخمس باسم السيستاني , يا سياسيون,...هل من مجيب ؟؟



نريد أن نعرف أين حقوق العراقيين ( الشيعة) من تلك الملايين التي يدفعها التاجر و المقلد ( العراقي) الطيب والتي تصرف باسم المرجعية بتلك الصورة التي يعلنون عنها بكل وقاحة ودونما خوف من الله ؟؟



البقية في الحلقة القادمة ( إنشاء الله تعالى )



* باحث في علوم المستقبل



Almehdi_9@hotmail.com

الدكتور عادل رضا
12-26-2004, 11:18 AM
المؤسسات الثقافية

في الحلقة السابقة تحدثنا عن بعض من سمات مرجعية السيستاني , والتي كان ضمنها صرفه للأموال الشرعية بطريقة غير عادلة , حيث بالغ كثيراً في صرفها على ابناء قومه في إيران في مشاريع ومجمعات سكنية ومدينة كاملة تحمل اسمه الشخصي ( مدينة السيستاني) ومستشفيات ونوادي رياضية ومستوصفات دون أن يقابل ذلك مشروع واحد ولو صغير أو حتى غرفة صغيرة يستفيد منها عراقي واحد في العراق على الرغم من تباين ظروف كلا البلدين بصورة واضحة, وفي هذه الحلقة أكمل البحث وأقول :

ليست تلك المشاريع والمؤسسات وحدها التي تصرف عليها مرجعية السيستاني في إيران من الأموال الشرعية للشيعة التي تقدر بالملايين ( بل المليارات) بصورة غير عادلة, بل هناك العشرات غيرها التي ليس للعراقيين فيها من نصيب, وإليكم صفحة أخرى من موقع السيستاني أنقلها هنا ( نسخ ولصق كما السابق ) لأضع بين يدي الجميع الحقائق التي تبين عدالة السيستاني بأوضح صورة .

( أريد من القاري اللبيب الذي يتابع معنا هذه السطور أن ينتبه فقط إلى كلمة إيران , قم, طهران, شيراز, مشهد, و نحو ذلك )

1-مركز الرسالة للدراسات والبحوث

العنوان: ايران ـ قم

بداية شارع سمية

ص. ب 737 / 73185

الهاتف: 7732013 251 0098

الفاكس: 7730020 251 0098

البريد الالكتروني : resala@rafed.net



3-مركز المصطفى (صلى الله عليه وآله) للدراسات الإسلامية



العنوان: ايران ـ قم

شارع فاطمي ـ اول فرع 9

الهاتف 7744374 251 0098

الفاكس: 7731612 251 0098

ص.ب: 3665 / 37165

العنوان على الإنترنت: www.almarkaz.net

البريد الالكتروني: info@almarkaz.net



5-مؤسّسة الإمام علي (عليه السلام)

العنوان: ايران ـ قم

صفائية ـ ممتاز ـ رقم 30

الهاتف : 7743996 251 0098

الفاكس: 7743199 251 0098

فاكس لندن : 8306858 181 0044

فاكس بيروت : 541431 11 0096

العنوان على الانترنت: http://www.alimamali.com

البريد الالكتروني: webmaster@alimamali.com



7-مؤسسة الإمام علي (عليه السلام) ـ بيروت

العنوان:

لبنان ـ بيروت

تلفاكس: 009611541431



9 مكتبة علوم الحديث المختصّة

العنوان: ايران ـ قم

شارع فاطمي ـ فرع 17

هاتف: 7733026 251 0098



11- مكتبة الفلسفة والكلام المختصّة

العنوان: ايران ـ قم

شارع الامين ـ مقابل مؤسسة الاذاعة والتلفزيون ـ فرع وكالة الانباء الايرانية

الهاتف: 2933206 251 0098





13-المكتبة التاريخيّة المختصّة



العنوان: ايران ـ قم

شارع سمية ـ شارع رجايي

هاتف: 7738081 251 0098

البريد الالكتروني: taryx@rafed.net





15-دار الزهراء (عليها السلام ) الثقافية

العنوان : ايران ـ قم

شارع سمية ـ مقابل شارع رجايي

الهاتف : 7737623 251 0098

العنوان على الانترنت: http://www.rafed.net/alzahra

البريد الالكتروني : darozahra-org@aalulbayt.org



17-مركز الإمام الصادق (عليه السلام) لبحوث الطب الإسلامي



العنوان: ايران ـ قم

شارع نيروگاه ـ ساحة اميني بيات ـ اول شارع شاهد

الهاتف: 2-8844040 251 0098



19-المركز الثقافي ـ بيت آية الله الشيخ الحائري (قدس سره)

العنوان: ايران ـ قم

شارع الانقلاب ـ فرع آية الله العظمى الگلپايگاني (قدس سره)

الهاتف: 7722291 251 0098



21- مركز آل البيت (عليهم السلام) العالمي للمعلومات

العنوان : ايران ـ قم

شارع فاطمي ـ رقم 294

الهاتف : 7745111 251 0098

الفاكس : 7742073 251 0098

العنوان على الانترنت :www.al-shia.com ، www.al-shia.org ، www.al-shia.net

البريد الالكتروني:info@aalubayt.org





23- شبكة يا زهراء (عليها السلام)

العنوان: ايران ـ اصفهان

الهاتف: 3-2651041 311 0098

العنوان على الانترنت:http://www.yazahra.net

البريد الالكتروني: info@yazahra.net



25- شبكة الامام الصادق (عليه السلام)

العنوان: ايران ـ طهران

الهاتف: 9-8502818 21 0098

العنوان على الانترنت: http://www.imam-sadiq.net

البريد الالكتروني:info@imam-sadiq.net



27- شبكة الامام الرضا (عليه السلام)

العنوان: ايران ـ مشهد

الهاتف: 8513700 - 8511010 - 8513820 511 0098

الفاكس: 8513708 511 0098

العنوان على الانترنت:www.imamreza.net

البريد الالكتروني: info@imamreza.net



29- شبكة الامام الجواد (عليه السلام)

العنوان: ايران ـ ايلام

الهاتف: 3341801 841 0098

الفاكس: 3341802 841 0098

العنوان على الانترنت:http://www.imamjawad.net

البريد الالكتروني: info@imamjawad.net



31- شبكة الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)

العنوان: ايران ـ اصفهان

الهاتف: 3-2651041 311 0098

العنوان على الانترنت: http://www.montazar.com

البريد الالكتروني: Info@montazar.net



33- شبكة الهدى

العنوان: پاكستان ـ لاهور

العنوان على الانترنت:www.alhoda.org

البريد الالكتروني:alhoda@alhada.org



2- مركز الابحاث العقائدية

العنوان: ايران ـ قم

صفائية ـ فرع ممتاز ـ رقم 34

ص. ب: 3331 / 37185

الهاتف: 7742088 251 0098

الفاكس: 7742056 251 0098

العنوان على الانترنت :www.aqaed.com ، www.aqaed.org ، www.aqaed.net

البريد الالكتروني: info@aqaed.com



4-مركز احياء التراث الإسلامي

العنوان : ايران ـ قم

شارع الامين ـ مجاور دائرة المرور

الهاتف: 2936311 251 0098

الفاكس: 2936312 251 0098

ص.ب: 159 / 37185

العنوان على الانترنت: http://rafed.net/turathis/index.html

البريد الالكتروني: turathis@rafed.net



6- مؤسّسة الإمام علي (عليه السلام) ـ لندن



العنوان: انكلترا ـ لندن

الهاتف : 02084598164 0044

الفاكس: 02084511072 0044

العنوان على الانترنت: http://www.najaf.org

البريد الالكتروني: post@najaf.org



8- مكتبة التفسير وعلوم القرآن المختصة



العنوان : ايران ـ قم

شارع فاطمي ـ زقاق 17

هاتف : 7736149 251 0098



10- المكتبة الفقهية الاُصولية المختصّة

العنوان: ايران ـ قم

شارع سمية ـ جنب منشورات مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)

الهاتف 11-7732010 251 0098



12- المكتبة الأدبيّة المختصّة

العنوان: ايران ـ قم

شارع سمية ـ جنب منشورات مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)

ص ب : 513 / 73185

هاتف : 7732015 251 0098

فاكس : 7732014 251 0098

البريد الالكتروني: adab_lib@aalulbayt.org



14-مكتبة المحقّق الطباطبائي (قدس سره)

العنوان: ايران ـ قم

شارع سمية ـ جنب منشورات مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)

هاتف: 7732055 251 0098



16- مركز البحوث والدراسات الفلكية

العنوان: ايران ـ قم

شارع الامين ـ جنب دائرة المرور ـ رقم 81

الهاتف : 5-2936313 251 0098

الفاكس : 2913555 251 0098

العنوان على الانترنت: http://rafed.net/arc/index.html

البريد الالكتروني:arc@rafed.net



18-مركز تأليف ونشر الكتب الدراسية الحوزوية



العنوان: ايران ـ قم

شارع صفائية ـ شارع ممتاز ـ التقاطع الاول

الهاتف: 7742850 251 0098



20- بنك المعلومات الإسلامية

العنوان: ايران ـ قم

شارع زنبيل آباد ـ فرع 11 ـ رقم 72

الهاتف : 6-2910705 251 0098

الفاكس : 2931356 251 0098

العنوان على الانترنت: http://www.islamicdatabank.com

البريد الالكتروني : info@islamicdatabank.com



22- شبكة النجف الاشرف



العنوان:العراق ـ النجف الاشرف ـ ساحة شارع الرسول

الهاتف :

0096433332690

0096433332691

0096433332692

العنوان علي الانترنت :www.holynajaf.net

البريد الألکتروني :admin@holynajaf.net



24- شبكة الامام الباقر (عليه السلام)

العنوان: ايران ـ شيراز

العنوان على الانترنت: www.imambaqer.net

البريد الالكتروني : info@imambaqer.net



26- شبكة الامام الكاظم (عليه السلام)

العنوان: ايران ـ مشهد

الهاتف: 8513820 511 0098

العنوان على الانترنت: http://www.imamkazem.net

البريد الالكتروني : info@imamkazem.net



28-مركز الإمام الرضا(عليه السلام) للبرامج الكومبيوترية ـ لندن



العنوان: انگلترا ـ لندن

العنوان على الانترنت: www.imam-reza.com

البريد الالكتروني : web@imam-reza.com



30- شبكة الامام الهادي (عليه السلام)

العنوان: ايران ـ ايلام

الهاتف: 3341801 841 0098

الفاكس: 3341802 841 0098

العنوان على الانترنت:www.imamhadi.net

البريد الالكتروني : info@imamhadi.net



32- شبكة الصراط

العنوان: پاكستان ـ كراچي

العنوان على الانترنت:www.alsiraat.com

البريد الالكتروني : webmaster@alsiraat.com

أنتهى النقل عن موقع السيستاني .

الدكتور عادل رضا
12-26-2004, 11:19 AM
أقول: إن اغلب تلك المؤسسات التي يصرف عليها السيستاني من أموال المسلمين(الشيعة) يستفيد منها الإيرانيون على حساب العراقيين الذين لا نجد لهم نصيبا ًمن تلك المشاريع والمؤسسات , وهي التي من المفترض أن تنهض بها الحكومة الإيرانية من أجل رعاياها في بلادهم ومن الأموال العامة للدولة, وليس من واجب المرجع الذي يقطن في النجف أن ينهض بتلك المشاريع والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية من الأموال الشرعية, فهناك الكثير من العراقيين ( الشيعة) بأمس الحاجة إلى تلك المدن والمشاريع السكنية والمستشفيات والمؤسسات التي تهتم بشؤونهم من الحقوق الشرعية .

ولما كانت تلك المشاريع التي أشرنا إليها تقدّر بالملايين من الدولارات إن لم تكن أكثر وهي جميعها من الأموال الشرعية , فإن من أسباب فقر الفقراء ومعاناتهم وحاجات المؤسسات العلمية والدينية في العراق, هو هذا التوزيع غير العادل للأموال الذي يصرّح به السيستاني في مواقعه على الانترنت دونما خجل أو خوف من الله , إنه بتلك المشاريع يساعد الحكومة الإيرانية – التي يزعم انه يخالفها -ويتحمّل المسؤولية بالنيابة عنها من الأموال الشرعية التي جعلها الله حق للفقراء والمساكين وأبناء السبيل , والعراقيون الذين عانوا حكم صدام والحصار في الماضي والاحتلال اليوم هم أولى بحقوقهم الشرعية وبالمساعدة من غيرهم سواء كان ذلك أيام الحصار في زمان الطاغية أو اليوم في زمان الأحتلال.

على حسب الذي علمناه عن هذا الفقيه إلى الآن- والآتي أعظم- , من إسقاط فريضة الجهاد من دين المسلمين عن سابق تصوّر وتصميم, وتقديم رسالة عملية تتضمن 113 احتياط في مسائل الصلاة وهي عمود الدين, وتوزيع غير عادل للأموال الشرعية , وعدم تحريمه قتل العراقيين ,ولا الركون إلى الذين ظلموا , ولا شجب و لا إدانه .. أرى أن لا عدالة لهذا الفقيه , وعن نفسي فإن تقليد هذا الفقيه ودفع الأموال الشرعية إليه من بعد هذا العلم -الذي هو مصدره- محرّم شرعاً ,لأنه يعد مشاركة فعلية معه في تلك المظاهر غير العادلة ( الظالمة) , أما الإنسان البسيط الغافل عن تلك الحقائق فإن الله غفور رحيم .

إن الذي جعلني أطلق ذلك الحكم – وإن كان بصورة شخصية- هو اننا نقرأ في المصادر الإسلامية- ضمنها رسالة السيستاني- انه محرّم تقليد من لا عدالة له ولا يجوز دفع الأموال الشرعية إليه , وغير العادل يعتبر ظالم في الفقه الإسلامي , وعلى هذا فإن الذي يحجب حقوق الفقراء والمؤسسات في العراق ويصرفها على أبناء قومه ( إيران) بصورة مبالغ فيها كتلك التي يعرضها على صفات الانترنت التي تتحدث باسمه وتحمل صوره الشخصية, يعتبر من ظالمين , والتعاون مع الظالمين من أكبر المحرمات الشرعية كما هو معلوم, ألسنا نكره الحُكّام الظالمين لأنهم يحرمون الفقراء من حقوقهم ويصرفون الأموال العامة على حسب أهواءهم ومصالحهم الشخصية ؟؟ فما الفرق بين هذا الفقيه وذلك الحاكم الظالم ؟؟ ألسنا ضد الدكتاتورية وحكم الفرد الذي يجعل نفسه فوق القانون ؟؟ فما الفرق بين هذا الفقيه الذي لا يرغب أن يجعل على سلوكه رقابه ولا يُسأل يوماً عن مسؤولياته وواجباته وبين ذلك الحاكم الظالم المستبد؟؟؟ أليست هناك سمات مشركة بين الأثنين؟؟

لقد بات الكثير من أتباع هذا المرجع (السيستاني) بعد أحداث النجف يقارنون بين الآثار المترتبة بين سلوك الحاكم الظالم والمرجع الظالم , وصاروا يرون أن تأثير الدكتاتور الظالم ينحصر على حياة الناس المظلومين الأولى فحسب ولا يتعدى إلى آخرتهم , بينما الفقيه الظالم الذي يعلّم الناس صلاة فيها 113 احتياط , ودين من أربعة أركان ليس فيه فريضة الجهاد الواجبة, ويصرف أموالهم الشرعية بطريقة غير عادلة ويتخلّى عنهم في محنتهم(يهرب على لندن) ويستهين بدمائهم بصمته وسكوته ولم يعطهم حقهم ولو بورقة صغيرة من سطرين تحمل ختم مرجعيته يحرم شرعاً قتلهم , قد يتعدى إلى آخرتهم أيضاً لأنهم يشاركوه من حيث يعلمون بالتقليد ودفع الأموال الشرعية , فالمؤمن يعلم أن الله يتعبّد الناس بالعقل ,( تفكّر ساعة خير من عبادة سنة- حديث شريف) ولا يرضى أبداً أن يتحوّل الإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم إلى ببغاء يقلّد الآخرين تقليد أعمى أو ينظر للواقع بعيون الآخرين ويلغي عيونه, فالله يحاسب على هذا السلوك الذي يذمه بصراحة في كتابه المجيد, حيث يقول :

( بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (23) الزخرف

على حسب علمي لم يعد أحد ممن يقرؤون كتب هذا الفقيه ويطلعون على نشاطاته في مواقعه على الانترنت وفي الواقع , يحتملون ممارساته غير العادلة وسكوته المريب مما يجري بحق أخوانهم العراقيين واستهتاره بالدين الذي يقدمه لهم, فأصحاب الغيرة على الدين لا يرضون ولا يسمحون لأي إنسان وإن كان من أصحاب الألقاب الكبيرة أن يسقط ركن من أركان الإسلام ( وهو الجهاد) ويصرف الأموال الشرعية بتلك الصورة التي يعلن عنها في مواقعه على الانترنت, أن يكون مرجعاً أعلى لهم , أليس إظهار الشهادة واجب وكتمها من المحرمات الشرعية المنصوص عليها بصراحة في القرآن المجيد ؟؟ (..وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) (283) البقرة (..وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ..) (2)الطلاق إنه لأمر في غاية الغرابة هذا الذي يحدث للدين وللناس في هذا الزمان العجيب , إنها من أكبر العلامات على اقتراب الساعة ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

مواقف الدفاع عن الأمة

يقول حديث الصادقين عليهم السلام: ( لتغربلن غربلة وليتبلبلن بلبلة حتى يكون أعلاكم أسفلكم وأسفلكم أعلاكم )

قد يدّعي الكثير من الناس الإيمان والتقوى والزهد والعدالة والحرص على مصالح المسلمين ..الخ , ولكن ليس كلهم يثبتون ما يدّعون , وتظهر الحقيقة جلية واضحة من خلال الاختبار الذي يسميه القرآن الكريم أبتلاء , فالبعض يسقط من القمة إلى الأسفل باختبار بسيط يكشف هشاشة ادعاءاته ومواقفه, والبعض يعلوا إلى أعلى عليين مع الشهداء والصديقين من خلال موقف, وهذا ما حصل فعلاً وظهر بوضوح في إحداث النجف الأولى والثانية التي كانت اختباراً حقيقياً كشف حقيقة المراجع القابعين في النجف الذين صمتوا في الأولى وهربوا بأنفسهم في الثانية وتركوا المسلمين ومقدساتهم تحت نيران الاحتلال وعملاءه, وفي المقابل أظهرت حقيقة معدن المؤمنين (المجاهدين الشجعان) الذين دافعوا عن أنفسهم ومقدساتهم بكل بسالة وبطولة دونما على الأحوط.. لا وجوبا ولا استحباباً , بل ذهبوا بأنفسهم إلى ساحات المواجهة وأثبتوا أصالة إيمانهم وحبهم وتفانيهم لمقدساتهم .

أما عن المرجع الذي تمارض وهرب بطائرة خاصة إلى لبنان ومن ثم إلى لندن , فقد أخبرني احد العارفين-صاحب كرامات- ممن يتشرفون كثيراً بلقاء الإمام صاحب الزمان والخضر عليهما السلام , أنه غادر النجف بناء على طلب أفراد من حكومة الاحتلال العميلة , وكذلك بقية مراجع النجف الكبار الذين اختفوا طوال أيام محنة النجف فهم كما كبيرهم كانوا على علم مسبق بما سيجري في النجف , وكانت لهم غايات ومصالح لا يفكّر بها حتى الكافر فكيف تصدر عن مراجع كبار ؟؟. ( احتفظ هنا بالتفاصيل المذهلة)

باعتباري مسلم شيعي – وغيري ملايين- اشعر بالعار من هذا السلوك المشين سواء صدر من مرجع كبير أو إنسان بسيط وأعتبره خيانة عظمى لله وللرسول وللمسلمين , وأعلن البراءة منه ومن كل شخص يتجاهل دماء ومقدسات المسلمين وهو في موقع المسؤولية ويهرب إلى أحضان أعداءنا أو يصمت على هذا الذي يحدث للعراقيين اليوم , فالساحة والحمد لله مليئة بالمخلصين لأمتهم والساعين لتوحيد صفوف الأمة وتحرير العراق مهما كلف الأمر.

وإذا كنت تبحث عن تفسير لسلوك السيستاني مما يجري, فانظر كيف يصرف الأموال الشرعية , وهل جعل للعراقيين لها من نصيب ؟؟ أم كلها في مصلحة الإيرانيون ؟؟

وأنظر أيضاً مصالح الحكومة الإيرانية في العراق وكيف هذا الفقيه يتحمل مشاريعها الكبرى بالنيابة عنها ويصرف عليها من الأموال الشرعية التي جعلها الله حق للفقراء والمساكين. واعلم أن هناك مشروع خفي ابشع من مشروع الصهيونية في المنطقة , وهناك خطوط خفية تتحكم في سلوك السيستاني وأمثاله (سوف أكتب عن كل ذلك في حينه إن شاء الله تعالى), فأنتبوا يا أولي الألباب .

ومن المفارقات التي تلفت الانتباه أن السيستاني يخبر الناس- في كتبه الفقهية- ان من المكروهات الشرعية ذبح الذبيحة أمام الحيوانات الأخرى, ولكنه لم يخبر أحداً بفتوى أو بيان أو حديث خاص ان ذبح العراقيين بقنابل ورصاص الأحتلال أوالمرتزقة أمام عيون البشر محرّم أو حتى مدان, على الرغم من كل تلك الفضاعات التي ارتكبها الأحتلال بحق العراقيين ومقدساتهم, و كان من الأوائل الذين أدانوا وشجبوا تفجير الكنائس في بغداد والموصل التي راح ضحيتها 11 من إخواننا العراقيين (مسيحيين ومسلمين اختلطت دماءهم الزكية), هذا موقف جيد لو عممه على جميع الحالات المماثلة التي تصيب العراقيين بغض النظر عن دينهم أو عرقهم لأنهم أبرياء, ولكنه عاد إلى صمته حينما قصفت الطائرت الأمريكية حسينية في الكوت قتلت وجرحت عدداً كبيراً من المصلين فيها ( اكثر من سبعين), وأستمر سكوته طوال فترة أزمة النجف ( وأزمات في مدن عراقية أخرى), إلا تصريح واحد طالب فيه الأطراف المتحاربة إنهاء الأزمة بأسرع وقت ممكن ... هكذا بكل برود, لا تحريم ولا شجب ولا إدانة , وكأنه تصريح صادر من دبلوماسي مراوغ بشان قضية لا تعنيه ولا يكترث بالدماء وقداسة المكان المتحارب فيه .

وحينما زحف العراقيون إلى النجف لحل أزمتها كما طلب منهم , قصفت قوات الأحتلال ومعهم الحرس الوطني مسجد الكوفة ( وما أدراك ما مسجد الكوفة- الذي سيكون مركز قيادة المهدي ع للعالم أجمع) وقتلت وجرحت عدداً كبيراً من المتواجدين فيه الذين كانوا يستعدون للزحف , وقد صوّر مراسل (العربية) قوات الاحتلال وهي تمارس تلك الجريمة, و تكرر نفس المشهد على الزاحفين العزّل في أبو صخير والحلة وأطراف النجف , كل الشرفاء أدنوا وشجبوا هذه الجرائم بحق الأبرياء إلا هذا الفقيه ( السيستاني) لاذ بالصمت كعادته مستهيناً بحرمة المساجد ودماء الابرياء وكأن شيء لم يكن, وبعد عدة أيام طالب بإجراء تحقيق , هكذا دونما تحريم لزهق الأرواح البريئة أو شجب أو إدانة للجرائم البشعة .

ومع ذلك نحن هنا نتساءل أين نتائج التحقيق الذي طالبت به يا سيستاني ؟؟ الايام تمر ولم تظهر نتيجة التحقيق كما لم تظهر نتائج التحقيق في قضية اغتيال السيد محمد باقر الحكيم والعشرات معه رحمهم الله .

بعد أحداث النجف مباشرة, اجتمع الهاربون الأربعة (كما يسميهم ذلك العارف الذي يتشرف بلقاء المهدي والخضر عليها السلام ) في النجف وقد نقلت وسائل الإعلام عنهم, أن المراجع يحرّمون استخدام المواجهات المسلحة مع قوات الاحتلال ( يبدو انه مطلب الأحتلال كما في قضية هروبهم), ثم جاء خبر على لسان أحدهم يقول: أن الأمر ليس كذلك, بل أن المرجعية ترى أن الوسائل السلمية مع الاحتلال لن تستنفذ بعد , وليس هناك داعي للمواجهة المسلحة في الوقت الحاضر ولم يوضحوا ما هي الوسائل السلمية وما الغرض منها , ذلك التصريح ( البارد) جاء والدماء الطاهرة التي سالت في صحن مرقد الإمام على (عليه السلام) لم تجف بعد , وما زالت العوائل تبحث بين أنقاض حسينية الكوت ومسجد الكوفة وفي النجف عن أشلاء الاحبة الابرياء والمجاهدين .

هكذا أظهر المراجع مواقفهم بلا اكثرات لأرواح المسلمين ومقدساتهم , لا حلال ولا حرام ولا شجب ولا ادانة ولا استنكار , ولا حتى كلمة تعاطف تشعر العراقيين أن هناك من يدافع عنهم أو على الأقل يتعاطف معهم في محنتهم أمام الاحتلال وأعوانه , بل لولا تواطؤ المراجع الأربعة وقبولهم طلب الاحتلال – بواسطة الحكومة العميلة- بترك النجف والصمت على ما يجري لما جرت أحداث النجف الأولى والثانية, ولو كانت لدينا مرجعية صالحة عادلة ونزيهة في صرف الأموال الشرعية وأمينة في ممارسة مهنتها أمام الله وتدافع عن الإسلام والمسلمين بجرأة وحزم , لما استمر احتلال العراق بهذه الصورة وما استسهلوا قتل العراقيين وانتهاك مقدساتهم بتلك الصورة الواضحة للقاصي والداني .

إن ذات المواقف المخزية تكررت في أحداث النجف وكربلاء الأخيرة التي راح ضحيتها العشرات من المسلمين الأبرياء , ولم تصدر من مرجعية السيستاني فتوى تحرّم قتل العراقيين , ولا حتى شجب أو إدانة, كما هو متوقع من كل مرجع في مثل هكذا ظرف ليحول دون استسهال قتلهم ويظهر تعاطفه مع الضحايا , والسؤال هنا لماذا لم تصدر فتوى التحريم من مرجعية السيستاني ؟؟ هل هذا الصمت يعني علامة الرضا , أم أنه يريد استمراره الوضع على ما هو عليه ؟؟ فإذا كان حريصاً على حقن دماء المسلمين , فإن من واجبه أن يعلن فتوى تحرم صراحة قتل العراقيين ليضع حاجزاً شرعياً يحول دون استسهال قتلهم , ويبرئ ذمته أمام الله انه قد قال كلمته وأعلنها ولم يكتم الشهادة.

أمام واقع مرير كهذا صار الكثير من الناس يشك في سلوك السيستاني ويفسر صمته وعدم تحريمه قتل العراقيين أو على الأقل إدانته او شجبه , أو إعلان تعازيه للضحايا , على أنه راضي عنه وبدوافع عنصرية كتلك الدوافع التي جعلته يصرف الأموال الشرعية على أبناء قومه ( الإيرانيون ) ويبني لهم العشرات من المجمعات السكنية ومدينة كبرى تحمل اسمه الشخصي و مستشفيات ومستوصفات طبية و مؤسسات ثقافية ومكتبات, دون أن يبنى مشتمل واحد لعراقي مسكين أو يعطيه حقه من مال الله , أو يضع حجراً واحداً في بناء ما في العراق, أو يتكرم على العراقيين بفتوى مجانية لا تكلف سوى سطرين وختم تحرم على أعداءهم قتلهم , وقد استمر على ذلك النهج عشرات السنين دونما خوف من الله أو وازع من ضمير .

من المؤسف حقاً ان يصبح حال المرجعية التي قدمت خيرة فقهاءها وعبقريتها شهداء في سبيل الله ومن أجل الإسلام بهذه الصورة المزرية .. فإذا كانت مواقف هؤلاء من قضايا المسلمين كما في صلاتهم ( على الأحوط وجوباً ), فإن الاستهتار بدماء المسلمين والسكوت على الظلم من أكبر المحرمات الشرعية , وهذا حكم مؤكد بلا احتياط يقره الجميع.

ومن خلال هذه المواقف – وغيرها كثير لن نذكرها للاختصار– يظهر لنا أن شخصية هذا البحث ( السيستاني), ليس محتاطاً في صلاته وأحكام الدين فحسب , بل في جميع مواقفه مما يجري في الواقع أيضاً, بل لو لم يكن محتاطاً ( متردداً) في حياته وسلوكه لما انعكس ذلك على ابحاثه الفقهية وصلاته ودينه الذي يقدمه للآخرين , والدليل على ذلك إنه لم يصدر منه موقفاً واضحاً وصريحاً بحق الكثير من القضايا التي تحدث للمسلمين ومقدساتهم طوال حياته الفقهية.

لن ننقاش مرجعية كهذه عن أحكام إعلان الجهاد والدفاع الخاصة بالمسلمين فمواقفه معروفة سلفاً من خلال توزيعه للأموال الشرعية وصرفها بتلك الصورة التي يعلن عنها في مواقعه على الانترنت دون خجل خوف من الله , بل نسأله باعتباره رجل دين يدّعي المعرفة بالأحكام الشرعية وعمله ينحصر في هذا حلال وذاك حرام ..

أقول : متى يمارس مهنته بأمانة وإخلاص ويحرّم قتل العراقيين ويقول هذا حرام كي يساهم في وضع حاجزاً شرعياً يحول دون استسهال قتلهم ؟؟ متى ينصح للمسلمين ( الشيعة) من مقلديه ويحرمّ عليهم الركون إلى الذين ظلموا كي لا يدخلوا جهنم وبئس المصير ولا يخرجوا عن ولاية الله كما يصرح القرآن الكريم (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ) (هود 113) أعني ان يعلن حرمة التعاون مع الاحتلال الذين يقتلون ابناء قومهم وينتهكون حرمات مقدساتهم. لماذا يغشهم بهذا الصمت الآثم ؟ . متى يشجب ويدين ممارسات الباطل بحق العراقيين أصحاب الحق في أرضهم كي نقول: أن المرجع متعاطف معنا وحريص على دمائنا الغالية وأنه شجاع لا يهرب أو يتمارض وقت المحنة .

والسؤال الأهم: على أي أساس وأي حجة شرعية يطالب السيستاني إقامة الانتخابات مع وجود قوات الاحتلال الموصوفة بالهمجية والظلم والكفر في البلاد؟؟ ألم يسمع كلام الله الواضح الصريح في تلك الآية – وعشرات غيرها- ويعلم أن هذا تهديد واضح بالخروج عن ولايته في حال حدوث ذلك ؟؟ فكيف يطلب من اتباعه الركون والاعتماد على قوات الأحتلال ( الظالمة) بإقامة الانتخابات التي تحدد مصير العراقيين و مستقبل الأمة ؟؟

الجواب واضح :

إن طريقته في توزيع الأموال الشرعية –التي لم يجعل للعراقيين نصيباً يذكر - واستمراره طوال سنوات بإقامة المشاريع الكبرى في إيران من الأموال الشرعية على حساب العراقيين, يجعلنا ندرك مواقفه من العراقيين بكل وضوح , ونعلم أي دافع عنصري يقف من وراء ذلك , وما الدعوة الحميمة لإقامة الانتخابات والصمت الآثم إزاء قتل العراقيين إلا مظهر من مظاهر التوجهات العنصرية التي يبطنها السيستاني , فهو يظهر موقفه منهم بتلك الصورة التي لا يرضى عنها الله ولا ورسوله وحتى أي إنسان يحتفظ بأبسط مقومات الإنسانية , فالذي يغدق الملايين من الأموال الشرعية على أبناء قومه ( إيران) ويبنى لهم المشاريع والمؤسسات الكبرى والصغرى ولم يذكر شيئاً عن الفقراء والمساكين وممن يسكنون المدارس والحسينيات والفرق الحزبية في العراق دونما خوف من الله أو وخزة ضمير , ويتجاهل الطلبات المتكررة التي وجهناها له ( ندعوه فيها للالتفات إلى محنة العراقيين وإعطاءهم حقوقهم عليه أو إصدار بيان يشجب قتلهم) ولا يجيب عليها , يقدر على أن يفعل ما هو أكبر من ذلك بشأن الانتخابات أو غيرها .

إن الانتخابات هامة ولكن ليس بوجود وإشراف الأحتلال الذي لفق أكاذيبه وشن حرباً باطلة شرعاً وقانوناً على بلادنا, وليس ضمن قانون الانتخابات الذي سنه الاحتلال الظالم الموصوف بالكفر, بل في الحرية أولاً وضمن قانون إسلامي صرف لا دخل لأي جهة أجنبية فيه وبإشراف جهات نثق بنزاهتها وليكونوا من المسلمين, وإن دماء وأمن ومقدسات المسلمين أهم عند الله وعند كل إنسان يحتفظ بأبسط مقومات الإنسانية , وهذا الاهتمام المفرط من قبل السيستاني بأمور الانتخابات والصمت المريب إزاء أرواح ومقدسات المسلمين وتوزيعه غير العادل للحقوق الشرعية, ووجود 113 احتياط في مسائل الصلاة التي يطرحها في رسالته العملية, واسقاط فريضة واجبة من تكاليف المسلمين ( الجهاد) ولم يذكرها حتى من باب المسائل الكلاسيكية القديمة, يكشف لنا حقيقة المرجع بأوضح صورة, فانتبهوا يا أولي الألباب .

السيستاني لا يصدق القول حينما يظهر انه لا يتفق مع الحكومة الإيرانية وطموحاتها, بل هو منسجم معهم إلى ابعد حدود الانسجام والدليل على ذلك تلك المشاريع والمؤسسات الكبرى والصغرى التي يقيمها في إيران بالنيابة عن الحكومة الإيرانية التي هي من مسؤوليتها الرسمية وليست من مسؤولية فقيه يقطن النجف , فهو عملياً يدعم الحكومة الإيرانية بكل مقدرات الحوزة من الأموال الشرعية ويحجب الفتوى التي تحرّم قتل العراقيين ربما ليعطي غطاءً شرعياً لاستمرار الفوضى في العراق ليستفيد منه الإيرانيون ويأمنون من التفات الأمريكان إليهم من بعد الفراغ من العراق, وما أدرانا لعل أبناء قومه الإيرانيون هم الذين يقومون بتلك التفجيرات في العراق أو بعضها وهو لا يريد أن يحرّم عليهم ذلك أو ربما يباركه , وإلا فما تفسير صمته مما يجري؟؟ , فهل نكذّب الواقع وما يفعله عملياً بطريقة صرفه للأموال الشرعية وموقفه من العراقيين , ونصدّق ادعاءاته وعدم انسجامه مع الحكومة الإيرانية ؟؟ هذا غير ممكن ولا يصدر عن عاقل وإن حاول البعض .

نكرر القول إن البحث يمثل وجهة نظر الكاتب الشخصية ولا نريد منه إلا أن يكون شهادة لله تعالى مجده أمام الأمة العراقية ومن أجل حقوقهم من الأموال الشرعية والفتوى التي في ذمة السيستاني , ما ضاع حق وراءه مطالب.

* باحث في علوم المستقبل

Almehdi_9@hotmail.com

الدكتور عادل رضا
01-08-2005, 10:12 AM
السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الثاني)

--------------------------------------------------------------------------------

المؤسسات الثقافية

في الحلقة السابقة تحدثنا عن بعض من سمات مرجعية السيستاني , والتي كان ضمنها صرفه للأموال الشرعية بطريقة غير عادلة , حيث بالغ كثيراً في صرفها على ابناء قومه في إيران في مشاريع ومجمعات سكنية ومدينة كاملة تحمل اسمه الشخصي ( مدينة السيستاني) ومستشفيات ونوادي رياضية ومستوصفات دون أن يقابل ذلك مشروع واحد ولو صغير أو حتى غرفة صغيرة يستفيد منها عراقي واحد في العراق على الرغم من تباين ظروف كلا البلدين بصورة واضحة, وفي هذه الحلقة أكمل البحث وأقول :

ليست تلك المشاريع والمؤسسات وحدها التي تصرف عليها مرجعية السيستاني في إيران من الأموال الشرعية للشيعة التي تقدر بالملايين ( بل المليارات) بصورة غير عادلة, بل هناك العشرات غيرها التي ليس للعراقيين فيها من نصيب, وإليكم صفحة أخرى من موقع السيستاني أنقلها هنا ( نسخ ولصق كما السابق ) لأضع بين يدي الجميع الحقائق التي تبين عدالة السيستاني بأوضح صورة .

( أريد من القاري اللبيب الذي يتابع معنا هذه السطور أن ينتبه فقط إلى كلمة إيران , قم, طهران, شيراز, مشهد, و نحو ذلك )

1-مركز الرسالة للدراسات والبحوث

العنوان: ايران ـ قم

بداية شارع سمية

ص. ب 737 / 73185

الهاتف: 7732013 251 0098

الفاكس: 7730020 251 0098

البريد الالكتروني : resala@rafed.net



3-مركز المصطفى (صلى الله عليه وآله) للدراسات الإسلامية



العنوان: ايران ـ قم

شارع فاطمي ـ اول فرع 9

الهاتف 7744374 251 0098

الفاكس: 7731612 251 0098

ص.ب: 3665 / 37165

العنوان على الإنترنت: www.almarkaz.net

البريد الالكتروني: info@almarkaz.net



5-مؤسّسة الإمام علي (عليه السلام)

العنوان: ايران ـ قم

صفائية ـ ممتاز ـ رقم 30

الهاتف : 7743996 251 0098

الفاكس: 7743199 251 0098

فاكس لندن : 8306858 181 0044

فاكس بيروت : 541431 11 0096

العنوان على الانترنت: http://www.alimamali.com

البريد الالكتروني: webmaster@alimamali.com



7-مؤسسة الإمام علي (عليه السلام) ـ بيروت

العنوان:

لبنان ـ بيروت

تلفاكس: 009611541431



9 مكتبة علوم الحديث المختصّة

العنوان: ايران ـ قم

شارع فاطمي ـ فرع 17

هاتف: 7733026 251 0098



11- مكتبة الفلسفة والكلام المختصّة

العنوان: ايران ـ قم

شارع الامين ـ مقابل مؤسسة الاذاعة والتلفزيون ـ فرع وكالة الانباء الايرانية

الهاتف: 2933206 251 0098





13-المكتبة التاريخيّة المختصّة



العنوان: ايران ـ قم

شارع سمية ـ شارع رجايي

هاتف: 7738081 251 0098

البريد الالكتروني: taryx@rafed.net





15-دار الزهراء (عليها السلام ) الثقافية

العنوان : ايران ـ قم

شارع سمية ـ مقابل شارع رجايي

الهاتف : 7737623 251 0098

العنوان على الانترنت: http://www.rafed.net/alzahra

البريد الالكتروني : darozahra-org@aalulbayt.org



17-مركز الإمام الصادق (عليه السلام) لبحوث الطب الإسلامي



العنوان: ايران ـ قم

شارع نيروگاه ـ ساحة اميني بيات ـ اول شارع شاهد

الهاتف: 2-8844040 251 0098



19-المركز الثقافي ـ بيت آية الله الشيخ الحائري (قدس سره)

العنوان: ايران ـ قم

شارع الانقلاب ـ فرع آية الله العظمى الگلپايگاني (قدس سره)

الهاتف: 7722291 251 0098



21- مركز آل البيت (عليهم السلام) العالمي للمعلومات

العنوان : ايران ـ قم

شارع فاطمي ـ رقم 294

الهاتف : 7745111 251 0098

الفاكس : 7742073 251 0098

العنوان على الانترنت :www.al-shia.com ، www.al-shia.org ، www.al-shia.net

البريد الالكتروني:info@aalubayt.org





23- شبكة يا زهراء (عليها السلام)

العنوان: ايران ـ اصفهان

الهاتف: 3-2651041 311 0098

العنوان على الانترنت:http://www.yazahra.net

البريد الالكتروني: info@yazahra.net



25- شبكة الامام الصادق (عليه السلام)

العنوان: ايران ـ طهران

الهاتف: 9-8502818 21 0098

العنوان على الانترنت: http://www.imam-sadiq.net

البريد الالكتروني:info@imam-sadiq.net



27- شبكة الامام الرضا (عليه السلام)

العنوان: ايران ـ مشهد

الهاتف: 8513700 - 8511010 - 8513820 511 0098

الفاكس: 8513708 511 0098

العنوان على الانترنت:www.imamreza.net

البريد الالكتروني: info@imamreza.net



29- شبكة الامام الجواد (عليه السلام)

العنوان: ايران ـ ايلام

الهاتف: 3341801 841 0098

الفاكس: 3341802 841 0098

العنوان على الانترنت:http://www.imamjawad.net

البريد الالكتروني: info@imamjawad.net



31- شبكة الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)

العنوان: ايران ـ اصفهان

الهاتف: 3-2651041 311 0098

العنوان على الانترنت: http://www.montazar.com

البريد الالكتروني: Info@montazar.net



33- شبكة الهدى

العنوان: پاكستان ـ لاهور

العنوان على الانترنت:www.alhoda.org

البريد الالكتروني:alhoda@alhada.org



2- مركز الابحاث العقائدية

العنوان: ايران ـ قم

صفائية ـ فرع ممتاز ـ رقم 34

ص. ب: 3331 / 37185

الهاتف: 7742088 251 0098

الفاكس: 7742056 251 0098

العنوان على الانترنت :www.aqaed.com ، www.aqaed.org ، www.aqaed.net

البريد الالكتروني: info@aqaed.com



4-مركز احياء التراث الإسلامي

العنوان : ايران ـ قم

شارع الامين ـ مجاور دائرة المرور

الهاتف: 2936311 251 0098

الفاكس: 2936312 251 0098

ص.ب: 159 / 37185

العنوان على الانترنت: http://rafed.net/turathis/index.html

البريد الالكتروني: turathis@rafed.net



6- مؤسّسة الإمام علي (عليه السلام) ـ لندن



العنوان: انكلترا ـ لندن

الهاتف : 02084598164 0044

الفاكس: 02084511072 0044

العنوان على الانترنت: http://www.najaf.org

البريد الالكتروني: post@najaf.org



8- مكتبة التفسير وعلوم القرآن المختصة



العنوان : ايران ـ قم

شارع فاطمي ـ زقاق 17

هاتف : 7736149 251 0098



10- المكتبة الفقهية الاُصولية المختصّة

العنوان: ايران ـ قم

شارع سمية ـ جنب منشورات مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)

الهاتف 11-7732010 251 0098



12- المكتبة الأدبيّة المختصّة

العنوان: ايران ـ قم

شارع سمية ـ جنب منشورات مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)

ص ب : 513 / 73185

هاتف : 7732015 251 0098

فاكس : 7732014 251 0098

البريد الالكتروني: adab_lib@aalulbayt.org



14-مكتبة المحقّق الطباطبائي (قدس سره)

العنوان: ايران ـ قم

شارع سمية ـ جنب منشورات مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)

هاتف: 7732055 251 0098



16- مركز البحوث والدراسات الفلكية

العنوان: ايران ـ قم

شارع الامين ـ جنب دائرة المرور ـ رقم 81

الهاتف : 5-2936313 251 0098

الفاكس : 2913555 251 0098

العنوان على الانترنت: http://rafed.net/arc/index.html

البريد الالكتروني:arc@rafed.net



18-مركز تأليف ونشر الكتب الدراسية الحوزوية



العنوان: ايران ـ قم

شارع صفائية ـ شارع ممتاز ـ التقاطع الاول

الهاتف: 7742850 251 0098



20- بنك المعلومات الإسلامية

العنوان: ايران ـ قم

شارع زنبيل آباد ـ فرع 11 ـ رقم 72

الهاتف : 6-2910705 251 0098

الفاكس : 2931356 251 0098

العنوان على الانترنت: http://www.islamicdatabank.com

البريد الالكتروني : info@islamicdatabank.com



22- شبكة النجف الاشرف



العنوان:العراق ـ النجف الاشرف ـ ساحة شارع الرسول

الهاتف :

0096433332690

0096433332691

0096433332692

العنوان علي الانترنت :www.holynajaf.net

البريد الألکتروني :admin@holynajaf.net



24- شبكة الامام الباقر (عليه السلام)

العنوان: ايران ـ شيراز

العنوان على الانترنت: www.imambaqer.net

البريد الالكتروني : info@imambaqer.net



26- شبكة الامام الكاظم (عليه السلام)

العنوان: ايران ـ مشهد

الهاتف: 8513820 511 0098

العنوان على الانترنت: http://www.imamkazem.net

البريد الالكتروني : info@imamkazem.net



28-مركز الإمام الرضا(عليه السلام) للبرامج الكومبيوترية ـ لندن



العنوان: انگلترا ـ لندن

العنوان على الانترنت: www.imam-reza.com

البريد الالكتروني : web@imam-reza.com



30- شبكة الامام الهادي (عليه السلام)

العنوان: ايران ـ ايلام

الهاتف: 3341801 841 0098

الفاكس: 3341802 841 0098

العنوان على الانترنت:www.imamhadi.net

البريد الالكتروني : info@imamhadi.net



32- شبكة الصراط

العنوان: پاكستان ـ كراچي

العنوان على الانترنت:www.alsiraat.com

البريد الالكتروني : webmaster@alsiraat.com

أنتهى النقل عن موقع السيستاني

الدكتور عادل رضا
01-08-2005, 10:13 AM
أقول: إن اغلب تلك المؤسسات التي يصرف عليها السيستاني من أموال المسلمين(الشيعة) يستفيد منها الإيرانيون على حساب العراقيين الذين لا نجد لهم نصيبا ًمن تلك المشاريع والمؤسسات , وهي التي من المفترض أن تنهض بها الحكومة الإيرانية من أجل رعاياها في بلادهم ومن الأموال العامة للدولة, وليس من واجب المرجع الذي يقطن في النجف أن ينهض بتلك المشاريع والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية من الأموال الشرعية, فهناك الكثير من العراقيين ( الشيعة) بأمس الحاجة إلى تلك المدن والمشاريع السكنية والمستشفيات والمؤسسات التي تهتم بشؤونهم من الحقوق الشرعية .

ولما كانت تلك المشاريع التي أشرنا إليها تقدّر بالملايين من الدولارات إن لم تكن أكثر وهي جميعها من الأموال الشرعية , فإن من أسباب فقر الفقراء ومعاناتهم وحاجات المؤسسات العلمية والدينية في العراق, هو هذا التوزيع غير العادل للأموال الذي يصرّح به السيستاني في مواقعه على الانترنت دونما خجل أو خوف من الله , إنه بتلك المشاريع يساعد الحكومة الإيرانية – التي يزعم انه يخالفها -ويتحمّل المسؤولية بالنيابة عنها من الأموال الشرعية التي جعلها الله حق للفقراء والمساكين وأبناء السبيل , والعراقيون الذين عانوا حكم صدام والحصار في الماضي والاحتلال اليوم هم أولى بحقوقهم الشرعية وبالمساعدة من غيرهم سواء كان ذلك أيام الحصار في زمان الطاغية أو اليوم في زمان الأحتلال.

على حسب الذي علمناه عن هذا الفقيه إلى الآن- والآتي أعظم- , من إسقاط فريضة الجهاد من دين المسلمين عن سابق تصوّر وتصميم, وتقديم رسالة عملية تتضمن 113 احتياط في مسائل الصلاة وهي عمود الدين, وتوزيع غير عادل للأموال الشرعية , وعدم تحريمه قتل العراقيين ,ولا الركون إلى الذين ظلموا , ولا شجب و لا إدانه .. أرى أن لا عدالة لهذا الفقيه , وعن نفسي فإن تقليد هذا الفقيه ودفع الأموال الشرعية إليه من بعد هذا العلم -الذي هو مصدره- محرّم شرعاً ,لأنه يعد مشاركة فعلية معه في تلك المظاهر غير العادلة ( الظالمة) , أما الإنسان البسيط الغافل عن تلك الحقائق فإن الله غفور رحيم .

إن الذي جعلني أطلق ذلك الحكم – وإن كان بصورة شخصية- هو اننا نقرأ في المصادر الإسلامية- ضمنها رسالة السيستاني- انه محرّم تقليد من لا عدالة له ولا يجوز دفع الأموال الشرعية إليه , وغير العادل يعتبر ظالم في الفقه الإسلامي , وعلى هذا فإن الذي يحجب حقوق الفقراء والمؤسسات في العراق ويصرفها على أبناء قومه ( إيران) بصورة مبالغ فيها كتلك التي يعرضها على صفات الانترنت التي تتحدث باسمه وتحمل صوره الشخصية, يعتبر من ظالمين , والتعاون مع الظالمين من أكبر المحرمات الشرعية كما هو معلوم, ألسنا نكره الحُكّام الظالمين لأنهم يحرمون الفقراء من حقوقهم ويصرفون الأموال العامة على حسب أهواءهم ومصالحهم الشخصية ؟؟ فما الفرق بين هذا الفقيه وذلك الحاكم الظالم ؟؟ ألسنا ضد الدكتاتورية وحكم الفرد الذي يجعل نفسه فوق القانون ؟؟ فما الفرق بين هذا الفقيه الذي لا يرغب أن يجعل على سلوكه رقابه ولا يُسأل يوماً عن مسؤولياته وواجباته وبين ذلك الحاكم الظالم المستبد؟؟؟ أليست هناك سمات مشركة بين الأثنين؟؟

لقد بات الكثير من أتباع هذا المرجع (السيستاني) بعد أحداث النجف يقارنون بين الآثار المترتبة بين سلوك الحاكم الظالم والمرجع الظالم , وصاروا يرون أن تأثير الدكتاتور الظالم ينحصر على حياة الناس المظلومين الأولى فحسب ولا يتعدى إلى آخرتهم , بينما الفقيه الظالم الذي يعلّم الناس صلاة فيها 113 احتياط , ودين من أربعة أركان ليس فيه فريضة الجهاد الواجبة, ويصرف أموالهم الشرعية بطريقة غير عادلة ويتخلّى عنهم في محنتهم(يهرب على لندن) ويستهين بدمائهم بصمته وسكوته ولم يعطهم حقهم ولو بورقة صغيرة من سطرين تحمل ختم مرجعيته يحرم شرعاً قتلهم , قد يتعدى إلى آخرتهم أيضاً لأنهم يشاركوه من حيث يعلمون بالتقليد ودفع الأموال الشرعية , فالمؤمن يعلم أن الله يتعبّد الناس بالعقل ,( تفكّر ساعة خير من عبادة سنة- حديث شريف) ولا يرضى أبداً أن يتحوّل الإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم إلى ببغاء يقلّد الآخرين تقليد أعمى أو ينظر للواقع بعيون الآخرين ويلغي عيونه, فالله يحاسب على هذا السلوك الذي يذمه بصراحة في كتابه المجيد, حيث يقول :

( بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (23) الزخرف

على حسب علمي لم يعد أحد ممن يقرؤون كتب هذا الفقيه ويطلعون على نشاطاته في مواقعه على الانترنت وفي الواقع , يحتملون ممارساته غير العادلة وسكوته المريب مما يجري بحق أخوانهم العراقيين واستهتاره بالدين الذي يقدمه لهم, فأصحاب الغيرة على الدين لا يرضون ولا يسمحون لأي إنسان وإن كان من أصحاب الألقاب الكبيرة أن يسقط ركن من أركان الإسلام ( وهو الجهاد) ويصرف الأموال الشرعية بتلك الصورة التي يعلن عنها في مواقعه على الانترنت, أن يكون مرجعاً أعلى لهم , أليس إظهار الشهادة واجب وكتمها من المحرمات الشرعية المنصوص عليها بصراحة في القرآن المجيد ؟؟ (..وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) (283) البقرة (..وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ..) (2)الطلاق إنه لأمر في غاية الغرابة هذا الذي يحدث للدين وللناس في هذا الزمان العجيب , إنها من أكبر العلامات على اقتراب الساعة ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

مواقف الدفاع عن الأمة

يقول حديث الصادقين عليهم السلام: ( لتغربلن غربلة وليتبلبلن بلبلة حتى يكون أعلاكم أسفلكم وأسفلكم أعلاكم )

قد يدّعي الكثير من الناس الإيمان والتقوى والزهد والعدالة والحرص على مصالح المسلمين ..الخ , ولكن ليس كلهم يثبتون ما يدّعون , وتظهر الحقيقة جلية واضحة من خلال الاختبار الذي يسميه القرآن الكريم أبتلاء , فالبعض يسقط من القمة إلى الأسفل باختبار بسيط يكشف هشاشة ادعاءاته ومواقفه, والبعض يعلوا إلى أعلى عليين مع الشهداء والصديقين من خلال موقف, وهذا ما حصل فعلاً وظهر بوضوح في إحداث النجف الأولى والثانية التي كانت اختباراً حقيقياً كشف حقيقة المراجع القابعين في النجف الذين صمتوا في الأولى وهربوا بأنفسهم في الثانية وتركوا المسلمين ومقدساتهم تحت نيران الاحتلال وعملاءه, وفي المقابل أظهرت حقيقة معدن المؤمنين (المجاهدين الشجعان) الذين دافعوا عن أنفسهم ومقدساتهم بكل بسالة وبطولة دونما على الأحوط.. لا وجوبا ولا استحباباً , بل ذهبوا بأنفسهم إلى ساحات المواجهة وأثبتوا أصالة إيمانهم وحبهم وتفانيهم لمقدساتهم .

أما عن المرجع الذي تمارض وهرب بطائرة خاصة إلى لبنان ومن ثم إلى لندن , فقد أخبرني احد العارفين-صاحب كرامات- ممن يتشرفون كثيراً بلقاء الإمام صاحب الزمان والخضر عليهما السلام , أنه غادر النجف بناء على طلب أفراد من حكومة الاحتلال العميلة , وكذلك بقية مراجع النجف الكبار الذين اختفوا طوال أيام محنة النجف فهم كما كبيرهم كانوا على علم مسبق بما سيجري في النجف , وكانت لهم غايات ومصالح لا يفكّر بها حتى الكافر فكيف تصدر عن مراجع كبار ؟؟. ( احتفظ هنا بالتفاصيل المذهلة)

باعتباري مسلم شيعي – وغيري ملايين- اشعر بالعار من هذا السلوك المشين سواء صدر من مرجع كبير أو إنسان بسيط وأعتبره خيانة عظمى لله وللرسول وللمسلمين , وأعلن البراءة منه ومن كل شخص يتجاهل دماء ومقدسات المسلمين وهو في موقع المسؤولية ويهرب إلى أحضان أعداءنا أو يصمت على هذا الذي يحدث للعراقيين اليوم , فالساحة والحمد لله مليئة بالمخلصين لأمتهم والساعين لتوحيد صفوف الأمة وتحرير العراق مهما كلف الأمر.

وإذا كنت تبحث عن تفسير لسلوك السيستاني مما يجري, فانظر كيف يصرف الأموال الشرعية , وهل جعل للعراقيين لها من نصيب ؟؟ أم كلها في مصلحة الإيرانيون ؟؟

وأنظر أيضاً مصالح الحكومة الإيرانية في العراق وكيف هذا الفقيه يتحمل مشاريعها الكبرى بالنيابة عنها ويصرف عليها من الأموال الشرعية التي جعلها الله حق للفقراء والمساكين. واعلم أن هناك مشروع خفي ابشع من مشروع الصهيونية في المنطقة , وهناك خطوط خفية تتحكم في سلوك السيستاني وأمثاله (سوف أكتب عن كل ذلك في حينه إن شاء الله تعالى), فأنتبوا يا أولي الألباب .

ومن المفارقات التي تلفت الانتباه أن السيستاني يخبر الناس- في كتبه الفقهية- ان من المكروهات الشرعية ذبح الذبيحة أمام الحيوانات الأخرى, ولكنه لم يخبر أحداً بفتوى أو بيان أو حديث خاص ان ذبح العراقيين بقنابل ورصاص الأحتلال أوالمرتزقة أمام عيون البشر محرّم أو حتى مدان, على الرغم من كل تلك الفضاعات التي ارتكبها الأحتلال بحق العراقيين ومقدساتهم, و كان من الأوائل الذين أدانوا وشجبوا تفجير الكنائس في بغداد والموصل التي راح ضحيتها 11 من إخواننا العراقيين (مسيحيين ومسلمين اختلطت دماءهم الزكية), هذا موقف جيد لو عممه على جميع الحالات المماثلة التي تصيب العراقيين بغض النظر عن دينهم أو عرقهم لأنهم أبرياء, ولكنه عاد إلى صمته حينما قصفت الطائرت الأمريكية حسينية في الكوت قتلت وجرحت عدداً كبيراً من المصلين فيها ( اكثر من سبعين), وأستمر سكوته طوال فترة أزمة النجف ( وأزمات في مدن عراقية أخرى), إلا تصريح واحد طالب فيه الأطراف المتحاربة إنهاء الأزمة بأسرع وقت ممكن ... هكذا بكل برود, لا تحريم ولا شجب ولا إدانة , وكأنه تصريح صادر من دبلوماسي مراوغ بشان قضية لا تعنيه ولا يكترث بالدماء وقداسة المكان المتحارب فيه .

وحينما زحف العراقيون إلى النجف لحل أزمتها كما طلب منهم , قصفت قوات الأحتلال ومعهم الحرس الوطني مسجد الكوفة ( وما أدراك ما مسجد الكوفة- الذي سيكون مركز قيادة المهدي ع للعالم أجمع) وقتلت وجرحت عدداً كبيراً من المتواجدين فيه الذين كانوا يستعدون للزحف , وقد صوّر مراسل (العربية) قوات الاحتلال وهي تمارس تلك الجريمة, و تكرر نفس المشهد على الزاحفين العزّل في أبو صخير والحلة وأطراف النجف , كل الشرفاء أدنوا وشجبوا هذه الجرائم بحق الأبرياء إلا هذا الفقيه ( السيستاني) لاذ بالصمت كعادته مستهيناً بحرمة المساجد ودماء الابرياء وكأن شيء لم يكن, وبعد عدة أيام طالب بإجراء تحقيق , هكذا دونما تحريم لزهق الأرواح البريئة أو شجب أو إدانة للجرائم البشعة .

ومع ذلك نحن هنا نتساءل أين نتائج التحقيق الذي طالبت به يا سيستاني ؟؟ الايام تمر ولم تظهر نتيجة التحقيق كما لم تظهر نتائج التحقيق في قضية اغتيال السيد محمد باقر الحكيم والعشرات معه رحمهم الله .

بعد أحداث النجف مباشرة, اجتمع الهاربون الأربعة (كما يسميهم ذلك العارف الذي يتشرف بلقاء المهدي والخضر عليها السلام ) في النجف وقد نقلت وسائل الإعلام عنهم, أن المراجع يحرّمون استخدام المواجهات المسلحة مع قوات الاحتلال ( يبدو انه مطلب الأحتلال كما في قضية هروبهم), ثم جاء خبر على لسان أحدهم يقول: أن الأمر ليس كذلك, بل أن المرجعية ترى أن الوسائل السلمية مع الاحتلال لن تستنفذ بعد , وليس هناك داعي للمواجهة المسلحة في الوقت الحاضر ولم يوضحوا ما هي الوسائل السلمية وما الغرض منها , ذلك التصريح ( البارد) جاء والدماء الطاهرة التي سالت في صحن مرقد الإمام على (عليه السلام) لم تجف بعد , وما زالت العوائل تبحث بين أنقاض حسينية الكوت ومسجد الكوفة وفي النجف عن أشلاء الاحبة الابرياء والمجاهدين .

هكذا أظهر المراجع مواقفهم بلا اكثرات لأرواح المسلمين ومقدساتهم , لا حلال ولا حرام ولا شجب ولا ادانة ولا استنكار , ولا حتى كلمة تعاطف تشعر العراقيين أن هناك من يدافع عنهم أو على الأقل يتعاطف معهم في محنتهم أمام الاحتلال وأعوانه , بل لولا تواطؤ المراجع الأربعة وقبولهم طلب الاحتلال – بواسطة الحكومة العميلة- بترك النجف والصمت على ما يجري لما جرت أحداث النجف الأولى والثانية, ولو كانت لدينا مرجعية صالحة عادلة ونزيهة في صرف الأموال الشرعية وأمينة في ممارسة مهنتها أمام الله وتدافع عن الإسلام والمسلمين بجرأة وحزم , لما استمر احتلال العراق بهذه الصورة وما استسهلوا قتل العراقيين وانتهاك مقدساتهم بتلك الصورة الواضحة للقاصي والداني .

إن ذات المواقف المخزية تكررت في أحداث النجف وكربلاء الأخيرة التي راح ضحيتها العشرات من المسلمين الأبرياء , ولم تصدر من مرجعية السيستاني فتوى تحرّم قتل العراقيين , ولا حتى شجب أو إدانة, كما هو متوقع من كل مرجع في مثل هكذا ظرف ليحول دون استسهال قتلهم ويظهر تعاطفه مع الضحايا , والسؤال هنا لماذا لم تصدر فتوى التحريم من مرجعية السيستاني ؟؟ هل هذا الصمت يعني علامة الرضا , أم أنه يريد استمراره الوضع على ما هو عليه ؟؟ فإذا كان حريصاً على حقن دماء المسلمين , فإن من واجبه أن يعلن فتوى تحرم صراحة قتل العراقيين ليضع حاجزاً شرعياً يحول دون استسهال قتلهم , ويبرئ ذمته أمام الله انه قد قال كلمته وأعلنها ولم يكتم الشهادة.

أمام واقع مرير كهذا صار الكثير من الناس يشك في سلوك السيستاني ويفسر صمته وعدم تحريمه قتل العراقيين أو على الأقل إدانته او شجبه , أو إعلان تعازيه للضحايا , على أنه راضي عنه وبدوافع عنصرية كتلك الدوافع التي جعلته يصرف الأموال الشرعية على أبناء قومه ( الإيرانيون ) ويبني لهم العشرات من المجمعات السكنية ومدينة كبرى تحمل اسمه الشخصي و مستشفيات ومستوصفات طبية و مؤسسات ثقافية ومكتبات, دون أن يبنى مشتمل واحد لعراقي مسكين أو يعطيه حقه من مال الله , أو يضع حجراً واحداً في بناء ما في العراق, أو يتكرم على العراقيين بفتوى مجانية لا تكلف سوى سطرين وختم تحرم على أعداءهم قتلهم , وقد استمر على ذلك النهج عشرات السنين دونما خوف من الله أو وازع من ضمير .

من المؤسف حقاً ان يصبح حال المرجعية التي قدمت خيرة فقهاءها وعبقريتها شهداء في سبيل الله ومن أجل الإسلام بهذه الصورة المزرية .. فإذا كانت مواقف هؤلاء من قضايا المسلمين كما في صلاتهم ( على الأحوط وجوباً ), فإن الاستهتار بدماء المسلمين والسكوت على الظلم من أكبر المحرمات الشرعية , وهذا حكم مؤكد بلا احتياط يقره الجميع.

ومن خلال هذه المواقف – وغيرها كثير لن نذكرها للاختصار– يظهر لنا أن شخصية هذا البحث ( السيستاني), ليس محتاطاً في صلاته وأحكام الدين فحسب , بل في جميع مواقفه مما يجري في الواقع أيضاً, بل لو لم يكن محتاطاً ( متردداً) في حياته وسلوكه لما انعكس ذلك على ابحاثه الفقهية وصلاته ودينه الذي يقدمه للآخرين , والدليل على ذلك إنه لم يصدر منه موقفاً واضحاً وصريحاً بحق الكثير من القضايا التي تحدث للمسلمين ومقدساتهم طوال حياته الفقهية.

لن ننقاش مرجعية كهذه عن أحكام إعلان الجهاد والدفاع الخاصة بالمسلمين فمواقفه معروفة سلفاً من خلال توزيعه للأموال الشرعية وصرفها بتلك الصورة التي يعلن عنها في مواقعه على الانترنت دون خجل خوف من الله , بل نسأله باعتباره رجل دين يدّعي المعرفة بالأحكام الشرعية وعمله ينحصر في هذا حلال وذاك حرام ..

أقول : متى يمارس مهنته بأمانة وإخلاص ويحرّم قتل العراقيين ويقول هذا حرام كي يساهم في وضع حاجزاً شرعياً يحول دون استسهال قتلهم ؟؟ متى ينصح للمسلمين ( الشيعة) من مقلديه ويحرمّ عليهم الركون إلى الذين ظلموا كي لا يدخلوا جهنم وبئس المصير ولا يخرجوا عن ولاية الله كما يصرح القرآن الكريم (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ) (هود 113) أعني ان يعلن حرمة التعاون مع الاحتلال الذين يقتلون ابناء قومهم وينتهكون حرمات مقدساتهم. لماذا يغشهم بهذا الصمت الآثم ؟ . متى يشجب ويدين ممارسات الباطل بحق العراقيين أصحاب الحق في أرضهم كي نقول: أن المرجع متعاطف معنا وحريص على دمائنا الغالية وأنه شجاع لا يهرب أو يتمارض وقت المحنة .

والسؤال الأهم: على أي أساس وأي حجة شرعية يطالب السيستاني إقامة الانتخابات مع وجود قوات الاحتلال الموصوفة بالهمجية والظلم والكفر في البلاد؟؟ ألم يسمع كلام الله الواضح الصريح في تلك الآية – وعشرات غيرها- ويعلم أن هذا تهديد واضح بالخروج عن ولايته في حال حدوث ذلك ؟؟ فكيف يطلب من اتباعه الركون والاعتماد على قوات الأحتلال ( الظالمة) بإقامة الانتخابات التي تحدد مصير العراقيين و مستقبل الأمة ؟؟

الجواب واضح :

إن طريقته في توزيع الأموال الشرعية –التي لم يجعل للعراقيين نصيباً يذكر - واستمراره طوال سنوات بإقامة المشاريع الكبرى في إيران من الأموال الشرعية على حساب العراقيين, يجعلنا ندرك مواقفه من العراقيين بكل وضوح , ونعلم أي دافع عنصري يقف من وراء ذلك , وما الدعوة الحميمة لإقامة الانتخابات والصمت الآثم إزاء قتل العراقيين إلا مظهر من مظاهر التوجهات العنصرية التي يبطنها السيستاني , فهو يظهر موقفه منهم بتلك الصورة التي لا يرضى عنها الله ولا ورسوله وحتى أي إنسان يحتفظ بأبسط مقومات الإنسانية , فالذي يغدق الملايين من الأموال الشرعية على أبناء قومه ( إيران) ويبنى لهم المشاريع والمؤسسات الكبرى والصغرى ولم يذكر شيئاً عن الفقراء والمساكين وممن يسكنون المدارس والحسينيات والفرق الحزبية في العراق دونما خوف من الله أو وخزة ضمير , ويتجاهل الطلبات المتكررة التي وجهناها له ( ندعوه فيها للالتفات إلى محنة العراقيين وإعطاءهم حقوقهم عليه أو إصدار بيان يشجب قتلهم) ولا يجيب عليها , يقدر على أن يفعل ما هو أكبر من ذلك بشأن الانتخابات أو غيرها .

إن الانتخابات هامة ولكن ليس بوجود وإشراف الأحتلال الذي لفق أكاذيبه وشن حرباً باطلة شرعاً وقانوناً على بلادنا, وليس ضمن قانون الانتخابات الذي سنه الاحتلال الظالم الموصوف بالكفر, بل في الحرية أولاً وضمن قانون إسلامي صرف لا دخل لأي جهة أجنبية فيه وبإشراف جهات نثق بنزاهتها وليكونوا من المسلمين, وإن دماء وأمن ومقدسات المسلمين أهم عند الله وعند كل إنسان يحتفظ بأبسط مقومات الإنسانية , وهذا الاهتمام المفرط من قبل السيستاني بأمور الانتخابات والصمت المريب إزاء أرواح ومقدسات المسلمين وتوزيعه غير العادل للحقوق الشرعية, ووجود 113 احتياط في مسائل الصلاة التي يطرحها في رسالته العملية, واسقاط فريضة واجبة من تكاليف المسلمين ( الجهاد) ولم يذكرها حتى من باب المسائل الكلاسيكية القديمة, يكشف لنا حقيقة المرجع بأوضح صورة, فانتبهوا يا أولي الألباب .

السيستاني لا يصدق القول حينما يظهر انه لا يتفق مع الحكومة الإيرانية وطموحاتها, بل هو منسجم معهم إلى ابعد حدود الانسجام والدليل على ذلك تلك المشاريع والمؤسسات الكبرى والصغرى التي يقيمها في إيران بالنيابة عن الحكومة الإيرانية التي هي من مسؤوليتها الرسمية وليست من مسؤولية فقيه يقطن النجف , فهو عملياً يدعم الحكومة الإيرانية بكل مقدرات الحوزة من الأموال الشرعية ويحجب الفتوى التي تحرّم قتل العراقيين ربما ليعطي غطاءً شرعياً لاستمرار الفوضى في العراق ليستفيد منه الإيرانيون ويأمنون من التفات الأمريكان إليهم من بعد الفراغ من العراق, وما أدرانا لعل أبناء قومه الإيرانيون هم الذين يقومون بتلك التفجيرات في العراق أو بعضها وهو لا يريد أن يحرّم عليهم ذلك أو ربما يباركه , وإلا فما تفسير صمته مما يجري؟؟ , فهل نكذّب الواقع وما يفعله عملياً بطريقة صرفه للأموال الشرعية وموقفه من العراقيين , ونصدّق ادعاءاته وعدم انسجامه مع الحكومة الإيرانية ؟؟ هذا غير ممكن ولا يصدر عن عاقل وإن حاول البعض .

نكرر القول إن البحث يمثل وجهة نظر الكاتب الشخصية ولا نريد منه إلا أن يكون شهادة لله تعالى مجده أمام الأمة العراقية ومن أجل حقوقهم من الأموال الشرعية والفتوى التي في ذمة السيستاني , ما ضاع حق وراءه مطالب.

* باحث في علوم المستقبل

Almehdi_9@hotmail.com

الدكتور عادل رضا
01-08-2005, 10:14 AM
المواقف السياسية للسيستاني مقال لزهير الاسدي

--------------------------------------------------------------------------------

السيستاني في الميزان



الحلقة الثالثة - بعد التعديل



زهير الأسـدي *



بناء على طلبات الأخوة القراء الأعزاء وإدارة هذا الموقع الشريف ( كتابات) من خلال رسائلهم التي تطالبني أن انشر تكملة البحث ,وكان كثير منهم ذوي اختصاصات ثقافية وعلمية عالية, ومنهم من يعاتبني على عدم التكملة, وطبعاً هناك من اعترض وهم قلة قليلة لا يتجاوز عددهم أصابع الكف الواحدة, قمت بتغيير بعض الفقرات , لكي لا يفهم البعض منها غايات بعيدة عن القصد , وقررت أن انشر هذه الحلقة ( الثالثة) بهذه الصورة . وكنت اتمنى على الذين كتبوا نقداً لموضوعي في ( كتابات) أن يذكروا انجازا ًمادياً واحدة أو أكثر قامت به مرجعية السيستاني من خزينة المرجعية ( وهي مليارات)لأجل العراقيين نحو المجمعات السكنية أو المستشفيات أو نحو ذلك و ولكنهم للأسف لم يفعلوا.



المواقف السياسية



إن من يتابع مواقف السيستاني السياسية بمعزل عن مواقفه الفقهية لا بد أن يصاب الذهول - ولا أقول المرارة والخيبة- لما يراه من تناقض واضح في مواقفه المعلنة, فهو يطالب بشيء ونقيضه في آن وأحيانا يظهر مواقف لا يبدو أنها شرعية ولا تليق بفقيه مثله ابداً , ولكن الوطأة تخف على اللبيب الذي يطلع على رسالته العملية وما فيها من الاحتياطات الكثيرة , وبالذات في عمود الدين ( الصلاة) حيث نجد 113 احتياط في مسائل الصلاة أما في مجمل الرسالة فهي أكثر بكثير , ليستنتج بعدئذ أن التردد وعدم اليقين (الاحتياط) هو السبب.

ولما كان الاحتياط يعني تردد الفقيه أمام المسألة التي يبحثها وعدم يقينه بمعرفة الحكم المؤكد فيها وإلا أظهره كحكم مؤكد وما لجأ إلى الاحتياط , ويعني أيضاً عدم جرأته على اتخاذ القرار الحازم في المسألة التي يناقشها فيحكم بالاحتياط ريثما يظهر له اليقين ليجزم به, فإن ذات الأسباب هي التي تجعل الفقيه يظهر الشيء ونقيضه أو يظهر تردده أو صمته إزاء قضايا الأمة السياسية .

فإذا كان السيستاني محتاطاً (متردداً) في أهم المسائل الشرعية على الإطلاق وهي مسائل الصلاة , ولديه فيها 113احتياط فلا عجب ان يظهر نفس السلوك ( الاحتياط) في مسائل اقل أهمية من الصلاة -من وجهة نظره هو على الأقل -وهي المسائل السياسية , فالشخصية التي لم تستطع أن تحسم أمر مسائل الصلاة وجعلت فيها 113 احتياط هي ذات الشخصية التي تظهر المواقف السياسية وتناقش مسائلها أمام المعنيين وتظهر للأمة وجهة نظرها, ولما كانت 113 مواقف غير يقينية في صلاة السيستاني التي يقدمها للأمة وهي أهم شيء بالنسبة له كمسلم وكفقيه متخصص بالفقه قضى جل عمره في ميدانه , فإننا نتوقع أن نجد ما يفوق ذلك العدد من أحكام غير يقينية في المسائل السياسية التي يتعاطى معها السيستاني الذي لا يؤمن بولاية الفقيه ولا يعتبر أن من مسؤوليته التعاطي في الشؤون السياسية .

وعلى هذا فإننا من خلال رسالته العملية التي قدمها للأمة التي تخلو من فريضة واجبة( الجهاد) صرحت بها عشرات الآيات القرآنية ومارسها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, ومن خلال وجود 113 احتياط بأهم المسائل الشرعية ( الصلاة), ومن خلال سلوكه ( المنزوي) غير القيادة ولا الجماهيري , لا نستطيع أن نطمئن بأن هذا الرجل قادر على التعاطي بالأمور السياسية ومؤهل للإفتاء بمسائلها بأحكام ومواقف يقينية, باعتباره لا يؤمن بولاية الفقيه ولا يعتبر أن من مسؤوليته التعاطي بشؤون السياسة ولم ينشأ علاقة جماهيرية مع الرعية ولم يخطب لهم خطبة واحدة ولا حتى أقام لهم صلاة جمعة واحدة لأنه لا يؤمن بإقامتها في زمان الغيبة , و من وجهة نظرنا كما لم يستطع السيستاني أن يحسم لنا مسائل الصلاة (عمود الدين) وقدم لنا من خلال رسالته العملية 113 موقفاً غير يقيني , كذلك الحال في مسائل السياسة قدّم لنا مواقف وفتاوى كثيرة غير يقينية سوف نستعرض نماذج منها .

1- انه قبل أيام من شن العدوان على العراق واحتلال أراضيه أفتى السيستاني بالجهاد , وقد عرض تلفزيون بغداد السيد عدنان البكاء وهو يقرأ نص الفتوى , ان هذه الفتوى من المفترض أن تمثل حكم شرعي مقدس يجب احترامه والعمل به, ولكنه تجاهله تماماً بعد سقوط النظام الظالم ( صدام حسين) واحتلال بغداد , ولم تظهر له أي فتوى أو بيان لفترة الثمانية الشهور الأولى , وكأنه هنا في وضع (على الأحوط ) كما في الصلاة ومسائل اخرى .

2- بعد (مرحلة الاحتياط ) الأولى وثمانية شهور من احتلال العراق , طالب السيستاني من موقعه كفقيه بالانتخابات, ثم ألغى طلبه ومكانته الشرعية في آن حينما ربط مطلبه ليس بمصدر ديني أو بشخصه كفقيه شرعي بل بجهة خارجية وطلب أن تكون الأمم المتحدة حكماً يقرر إذا كان بالإمكان إجراء الانتخابات أو عدمها , إنه هنا يظهر موقفاً متناقضاً , يقول بالشيء ونقيضه في آن, بل هو من خلال ربط مطالبه كفقيه بموافقة جهات خارجية ينقض المبادئ الشرعية كلها التي تسمح له من خلالها كفقيه مجتهد أن يقول راية في مصير الأمة أو أن يفتي بشؤونهم العامة , فهو بذلك السلوك يلغي دوره كمجتهد يعمل برأيه الاجتهادي-الذي يخوله أن يقول كلمته بأهم الشؤون التي تخص الفرد والجماعة في الأمة الإسلامية- ويعطي الآخر حق تقرير المصير في المسألة التي يريد تعميمها على الأمة , ويا ليت الآخر كان من المجتهدين أو حتى من المسلمين بل هو الأمم المتحدة التي تميل لصف العدو في الكثير من القضايا المصيرية للمسلمين نحو أصوات الظلم الأمريكي (الفيتو) فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وغيرها, فكيف فاتته تلك الحقائق واخذ يعطي للظالم حق أقامة انتخابات أو عدمها وهو يعلم أن الظلم الأمريكي يمر من خلال الأمم المتحدة ؟؟ ولماذا لم يجعل الحاكم هو الشرع (الله أو رسوله الأمين (ص)) من خلال نص قرآني أو حديث شريف يستنبط منه حكم شرعي فيما يخص الانتخابات أو تقرير المصير ويصر على أنه هو الحق الذي يجب أن نطالب به , ويتوكل على الله ويعتمد على جماهير الأمة, لا على أعداء الله و أعداء الأمة (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ..) (الطلاق3)

أقول : بما أن المطالبة بالانتخابات حق طبيعي مشروع , فإنها بالتأكيد ذات ارتباط سببي بالحق تعالى مجده باعتباره هو الحق ولا يصدر عنه إلا الحق ( حاشاه من الباطل ), وعلى هذا فإن الجهة التي تتولى مظاهر الحق التي تعيّن مصير الأمة ومستقبلها يجب ان ترتبط بالله تعالى مجده وما انزله من حق مبين, ولا يمكن أن يرتبط الحق ومظاهره بمصادر غير شرعية ( الأحتلال أو الأمم المتحدة أو غيرها) ثبت مراراً أنها دوائر لتمرير الباطل بحق الكثير من قضايانا المصيرية ضمنها احتلال العراق وفلسطين وتكريس حق الفتيو ونحو ذلك , فالأمم المتحدة وكما هو بين لها توجهاتها الخاصة ، التي تتجنب الاصطدام بإرادة القوة المستكبرة (أمريكا) ، التي تستضيف الهيئة العامة بكل موظفيها على أرضها ، وهذا مصدر تأثير على موظفيها وصانعي القرار ظاهر للعيان يجب ان ينتبه له كل من يريد ان يتعامل مع الأمم المتحدة.

وعلى هذا فإن الفقيه الذي يتقن عمله ويريد مصلحة الأمة يجب عليه أن لا يربط مطالبه- من موقعه كفقيه- بأي صورة من صور التبعية أو السيطرة أو الوصاية الأجنبية , فكما المسائل الشرعية ( الصلاة, الصوم , الزكاة ,الحج ,..الخ ) تكون مستقلة عن أي وصاية أو ولاية أجنبية وتتبع ولاية الله ورسوله (ص) كذلك المسائل التي تخص مصير الأمة والأفراد نحو الانتخابات والإشراف والتحكيم, يجب أن ترتبط بولاية الله ورسوله لا بأعداءه والتبعية لهم.

ومن هنا نستطيع القول إن الانتخابات إذا لم ترتبط بولاية الله وتستمد شرعيتها منه وبقيت تابعة للاحتلال وإذنابه فإنها باطلة من الناحية الشرعية والقانونية . وأن توكيل أمرها إلى جهة خارجية (خارجة عن ولاية الله ورسوله) هي اقرب للخصم من المناصر , ينم عن عجز عن إدراك الحق ومشروعية المطلب , وهذا لا ينسجم مع مباديء الشريعة ولا مع مباديء الاجتهاد التي تعطي للفقيه حق الكلمة العليا دونما الاعتماد ( الركون) إلى جهات خارجية.

3- ارتكب السيستاني نفس الخطأ أزاء ما سموه بـ (قانون الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية) الذي صرح السيد عبد العزيز الحكيم والجلبي وآخرون ، بأن هذا القانون فُرض عليهم فرضا وقد جاءتهم صيغته جاهزة ومعلبّة من اميركا دون ان يكون لأي عراقي دور في كتابته او اقتراح البعض من فقراته , فبدلاً من أن يمارس السيستاني وظيفته كفقيه مجتهد له كلمته في أهم القضايا التي تهم الأمة والأفراد ويصدر فتوى يبين فيها بطلان ذلك القانون ويكوّن قوة جماهيرية واعية ببطلانه تعمل على مناهضته أو عدم القبول به , ترك الامة و أرسل برقية شكوى إلى كوفي عنان يطالبه بعدم تأييد القانون أو تكريسه , وكأنه يشكوا إلى جهة عادلة أو ذات مكانة أعلى من مكانة فقيه يستمد قديسته من السماء , لقد جعل كلمة العدو أعلى من كلمة الله الواجب على الفقيه أن يظهرها ويجعلها هي العليا من خلال الفتوى التي تحرّم الباطل الذي اعترض عليه .

وبعمله هذا لم يظهر كلمه الله بل طالب أن تكون كلمة عنان هي العليا وهي التي تحكم الأمة وتقرر نعم أولا , وها هنا خطأ كبير , كانت النتيجة المترتبة عليه أنهم تجاهلوا شكواه وعملوا بالقانون , ولا يزال القانون الذي اعترض عليه يعمل ولم يصدر الفتوى التي تحرّمه وتحصن الناس من قبوله بل زاد على ذلك وصار يحث الناس على الانتخابات في ظل الاحتلال وضل ذلك القانون, وهنا هنا تقصير واضح بحق الأمة عليه كمرجع مسؤول عن أظهار حكم الله للعامة .

4- عندما حصلت التفجيرات الإجرامية في العاشر من محرم ( عاشوراء) في كربلاء والكاظمية , لم تصدر من السيستاني فتوى تحرّم الفعل ألأجرامي وتدين الفاعل ذاته ليضع حاجزاً شرعيا يحول دون تكراره أو على الأقل , ليظهر كلمه الله ( حكم الله ) للناس, بل أصدر فتوى بحرمة دخول الأراضي العراقية دون أذن السلطات , والسلطات هم الأحتلال بالطبع , وها هنا خطأ شرعي وقانوني كبير أكبر من ذلك الذي اشرنا إليه في الفقرة السابقة ,إنها فتوى تعطي الشرعية للاحتلال بكل وضوح وكأنه هو صاحب الحق والسيادة في العراق يجب على الناس احترام إرادتهم وقوانينهم وعدم مخالفتهم, وفي نفس الوقت تخفف عن الأحتلال الضغوط الخارجية التي تأتي من الجوار وتحاربه , وما أدرانا لعل الاحتلال هو الذي قام بتلك التفجيرات , وصوّر للسيستاني وللناس من خلال أبواق الإعلام إنها من فعل الغرباء الوافدون من الخارج , ليصدر السيستاني تلك الفتوى التي تصب لصالح الأحتلال . كان الأولى به أن يحرم الأحتلال ذاته , ويحرّم فعل التفجيرات الإجرامية ذاتها , لا أن يقدم خدماته للاحتلال بتلك الفتوى .

5- حينما ارتكب الاحتلال جرائمه الأخلاقية بحق السجناء المسلمين في أبو غريب ثارت ثائرة كل الشرفاء والخيرين في العالم بل وحتى العاهرات في الكثير من دول العالم وأدانوها بشدة, إلا السيستاني صمت وكأن شيء لم يكن, لم يحرّم هذا الفعل ولم يطالب بمعاقبة الفاعلين , ولم يدين ولم يشجب كما فعل الآخرون , إن موقعه كفقيه مرجع يدعي انه نائب للمعصوم عليه السلام يحتم عليه أن يمارس دور المعصوم بالنيابة ويقوم بواجبه بالدفاع عن المسلمين ولو عن طريق الرفض والاستنكار, وأن الصمت في مثل تلك المناسبات يعطي إيحاءات خطير في جميع الاتجاهات , وقد يفسرها العدو والصديق بتفسيرات كثيرة تحط من منزلة الإسلام كدين حضاري يرفض تلك الممارسات الإجرامية الشاذة البشعة وتحط من منزلة المرجع نفسه باعتباره لا يكترث بمثل تلك الأمور, فإذا كان الأمريكيون أنفسهم هم الذين كشفوها للعالم وأدانوها وطالبوا بمعاقبة المذنبين وحاكموهم, فماذا كان سيخسر السيستاني لو اصدر بياناً لا يكلف سوى بضع سطور و ختم المرجعية ؟؟ وما السبب يا ترى من وراء صمته ؟؟

يبدو أنه يريد أن يظهر انضباطه التام أمام الأحتلال وهذه فرصة مناسبة ليظهر لهم تفرده المميز عن الآخرين ,حيث كل العالم تشاغبوا ونغصّوا على الأحتلال فعلته وأحرجوه بما فيهم الأمريكيون أنفسهم ما سوى السيستاني الذي اظهر انضباطه وحسن سيره وسلوكه في حضرتهم .( إن الله أولى من الأحتلال بذلك ).

6- بعد تنصيب قوات الأحتلال العميل أياد علاوي الذي يتفاخر أمام وسائل الإعلام بكل وقاحة أنه يتعاطى مع الكثير من أجهزة الاستخبارات العالمية( يقال أن عددها 16) وكان بعثي سابق مشهور بجرائمه, بدل أن يحرّم السيستاني التعاون مع هذه الحكومة ورئيسها سارع إلى تأييده وحكومته بأسرع ما يمكن, وهذا لا يليق بفقيه مثله أبداً بل هو محرم عليه شرعاً بنص قراني واضح وصريح يهدد المخالف بعذاب النار والخروج من ولاية الله (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ) ( هود113) أي لا تعتمدوا على الظالمين في شؤون حياتكم ومن يفعل ذلك يخرج عن ولاية الله وله عذاب النار .

أقول : إن تأييد السيستاني من موقعه كفقيه لرجل لم يصلِ بحياته ركعة واحدة لله تعالى مجده بل مشهور بالفسق يركع ويسجد لـ 16صنم من أصنام الاستخبارات العالمية, يعطي إيحاءات خطيرة تفسد على العامة والمقلدين النسب والمفاهيم الثابتة التي كرستها الشريعة الإسلامية من خلال القرآن والأحاديث الشريفة وسيرة المعصومين عليهم السلام , إنه تأييد يشرعن الباطل على حساب الحق الواجب على الفقيه إظهاره للعامة .

7 - إثناء التحرشات الأمريكية بالنجف وأبناء النجف وقبل الاقتراب منها اعتبر السيستاني النجف خطاً احمراً لا يجوز تجاوزه من قبل قوات الأحتلال , و لكنه لم يحفظ كلمته تلك من موقعه كمرجع أمام الأمة ولا أمام الاحتلال وصمت على تجاوزات خطوطه الحمراء بل وعلى جرح قدسية قبة الإمام علي عليه السلام من قبل قوات الاحتلال دون أن يعلن موقفا ًواضحاً إزاء ذلك سوى أنه طالب الجهات المتحاربة ( الطرفين) أن تخرج من النجف, هل هذه مسألة في الصلاة كي يبنى حكمه على الاحتياط أم مسالة واضحة وضوح الشمس فيها طرفان حق وباطل , يجب عليه ان يقف مع الحق مهما كلف الأمر , ويجب عليه ان يتمسك بالدفاع عن خطوطه الحمراء ولو ببيان شجب أو إدانة ولكنه للأسف لم يفعل.

انه من خلال تلك الممارسات يثبت للناس انه لا يصلح أن يكون مرجعاً أو قائداً لمجموعة مهما كانت صغيره لأنه يخذلهم ولا يدافع عنهم, ولا حتى يظهر تعاطفه معهم بفتوى أو بيان أو كلمة موجهة, وهذا الموقف لا يزال يتكرر إزاء التفجيرات والاعتداءات التي ضحيتها من العراقيين وأطراف اخرى, فإذا أراد أن يقنعنا أن آراءه السياسية صائبة في مسالة الانتخابات أو غيرها فليحسم لنا أولاً مسائل الصلاة التي هي في صميم اختصاصه كفقيه قضى جل عمره فيه, ومن بعد ذلك يحاول إقناعنا انه قادر على التعاطي بمسائل السياسة التي هي طارئة عليه وليست من ضمن اختصاصه ولا حتى ضمن مسؤوليته باعتباره لا يؤمن بولاية الفقيه ويرى ضرورة عزل الدين عن السياسة .

ملاحظة : كان من المفترض ان أضع هنا نموذجاً عن الاتفاق الذي جرى بين السيد مقتدى الصدر وبين السيستاني بعد أحداث النجف الثانية الذي كان يتضمن إطلاق سراح جميع منتسبي جيش المهدي وعدم ملاحقتهم والسماح لهم بالصلاة في مسجد الكوفة وممارسة فعالياتهم كقوة جماهيرية فاعلة, ولكنني لن أفعل بسبب حساسية الموضوع الذي يجعل الناس ما بين مؤيد ومعارض .

( اللهم عجل لنا بظهور وليك المهدي عليه السلام ليظهر كلمتك ويجعلها هي العليا ويدحض كلمة الباطل ويجعلها السفلى واجعلنا أول المؤمنين به والناصرين له أنك سميع مجيب )



*باحث في علوم المستقبل



Almehdi_9@hotmail.com

السيستاني في الميزان - الحلقة الأولى

السيستاني في الميزان - الحلقة الثانية

السيستاني في الميزان - الحلقة الثالثة - قبل التعديل

الدكتور عادل رضا
01-08-2005, 10:16 AM
السيستاني و المرجعية مقال لسمير عبيد

--------------------------------------------------------------------------------

السيستاني والمرجعية قـُبيل الاحتلال وبعد فترة الاحتلال وانقلاب الوكلاء والمكاتب على المرجعية!!

كتابات - سميرعبيد

أسئلة لابد منها كي تكون مقدمة لموضوع يشغل القراء والباحثين والمتابعين:



السؤال الأول:



من المسئول عن الانحراف الوطني في مواقف المرجعيّة الشيعية التي عودت العراقيين والشيعة في العالم، والعالم أجمع على نضج القرار، وشجاعة الموقف، وتغليب العام على الخاص، والآخرة على الدنيا؟



السؤال الثاني:



ما لسر في تذبذب مواقف المرجعية الشيعية المتمثلة بالسيد السيستاني بين فترة قُبيل الاحتلال، وبدايات الاحتلال، والفترة التي بعدها وللآن؟



السؤال الثالث:



يطالب الشرفاء والمنتبهون من الشيعة العرب في العراق وخارج العراق، وأخيار العالم الإسلامي بجميع أطيافه ومذاهبه، وكذلك أخيار العالم بمعرفة مصير السيستاني الأول، وسر ظهور السيستاني الثاني المناقض تماما لمواقف السيستاني الأول ؟



السؤال الرابع والمهم:



ماذا قدمت المرجعية للعراقيين وخصوصا في الفترة الأخيرة، وتحديدا في الفترة الأخيرة التي ولدنا وعشنا فيها؟



فلم نشاهدها بنت مدرسة لتعليم التلاميذ أو الكبار، باستثناء المدارس الخاصة بكل مرجع والتي تعلم فكر المرجع فقط.



ولم نشاهد المرجعية عبّدت طريق، أو قامت بتشييد مستشفى، أو قامت بفتح مستوصف، أو قامت بفتح نهر أو تطهيره كي يغذي المزارع والناس، ولم نراها فتحت دارا للمسنين أو دورا للأيتام، ولم نشاهد مؤسسات خدمية أو ثقافية أو اجتماعية قامت بدعمها المرجعية، ولم نسمع بسوق خيري كانت وراءه المرجعية، ولم نراها قامت بترميم مشهود في المساجد والحسينيات كي تكون تحفة إسلامية وشيعية، بل من يقوم بذلك الخيرين والمؤمنين والمؤسسين لهذه الحسينيات، وتقوم بذلك الدولة في أغلب الأحيان، لم نرى غير صب اهتمامهم على مدارسهم ومقراتهم الخاصة فقط، ولم نلمس موقفا شجاعا من المرجعية طيلة حكم صدام حسين، باستثناء الصوت العربي داخل المرجعية، وكان بصوت الشهداء محمد باقر الصدر وشقيقته، والبدري، ومحمد صادق الصدر وبعض الأسماء العربية اللامعة!.



فنحن الغلابة والمساكين والبسطاء نمتلك حق السؤال والصراخ لحد المطالبة بالتحقيق والهتاف نريد حقوقنا ( أين ذهبت المليارات؟).



لقد عاش آلاف البسطاء ينحبون ويبكون ويذودون عن العلماء والمراجع بأرواحهم، ولقد ماتوا حفاة ومرضى وفقراء، ومنهم من مات عطشانا هم ومزارعهم وماشيتهم، ولم تنقذهم المرجعية أو المراجع، بل كانت قسم من المجالس تتندر بالنكات على هؤلاء البسطاء والفقراء والحفاة، والتيار الفارسي والآذري في المرجعية كان صاحب السبق في ذلك، فلم يكن هناك عدلا ولا إنصافا قط، يعيش ويموت الفرد الشيعي العربي، ولم يشاهد أربيل أو الرمادي، وأبنائهم وبناتهم يسافرون إلى البلدان الأوربية، والعربية والشرق آسيوية، و يتمتعون بلذات الحياة من حقوق الفقراء والمساكين!!!!!.



مقدمة لابد منها:



ليس لدينا أدنى شك إن قسم كبير من المستوطنين والدارسين في العراق، وفي مقدمتهم الإيرانيين وصلوا إلى مراكز علمية وفقهية ودينية متقدمه في الحوزة العلمية في النجف، وفي هرم المرجعية الشيعية في النجف، ومنهم الأساتذة الكبار في الحوزة ( وهي بمثابة الجامعة الشيعية للعالم الشيعي)، ومنهم المراجع الكبار، وقد يكون نظام التسجيل في الحوزة العلمية، كان ولازال صارما وخاصا، حيث لم يشجع ولم يقبل أبناء العمال والفلاحين والمسحوقين من العرب الشيعة، بل فقط أبناء العائلات ــ البازارية ــ وأبناء العائلات المتصاهرة مع التيار الفارسي، ولم يكسر هذا الطوق إلا الشهيد المرحوم آية الله السيد محمد صادق الصدر فقط، وحورب حتى قُتل، ولا ننكر قسم كبير من هؤلاء أحبوا العراق، ودافعوا عن العراق، وجعلوه الوطن الأول، والانتماء الأول، ومنهم من تجنّس بالجنسية العراقية، ومنهم من رفض التجنّس ولكن لا غبار على مواقفه اتجاه العراق والعراقيين، ونعطي مثال آية الله المرحوم (الشيرازي) الذي عشق العراق، وتراب العراق وهو رائد التيار القومي الديني الوسطي، وهو الذي كان مفكرا قبل أن يكون فقيها، وهو الذي كان بطلا من أبطال ثورة و استقلال العراق، وكذلك الشهيد آية الله ( الغروي)، والشهيد أية الله ( البروجردي) الذين قتلا بظروف غامضة قبيل الاحتلال بفترة قصيرة، ويجب التحقيق في مقتلهما لمعرفة أسرار وأبعاد مؤامرة القتل الشنيعة، لأنهما كانا يرفضا الهيمنة الأميركية، وكذلك كانا يرفضا الهيمنة الإيرانية على القرار الشيعي، وكانا عالمين كبيرين جدا.

كان الغروي مرشح كبير للمرجعيّة و بشهادة الجميع، وكذلك كان البروجردي مرشح كبير هو الآخر ليكون على هرم المرجعية الشيعية، وكان قبلهما المرحوم آية الله السيد عبد الأعلى السبزواري، لأن الأول والثاني يمتلكان جميع الأسس للوصول إلى هرم المرجعية، وأول هذه الأسس الفطحلة في العلوم الدينية والإنسانية والعلمية، وثاني الأسس هو حب الآخرة والزهد، وتغليب مصلحة الجماعة على الأفراد، ومن مظاهر الزهد نعطي مثالا بسيطا:

كان المرحوم آية الله الشيخ ( البروجردي) يعيش في النجف في بيت بسيط للإيجار عائد إلى عائلة ــ الياسري ــ في محلة العمارة، وكان زاهدا بكل شيء، وليس لديه غير خدمة العلم والدين، وكان يتمنى أن يموت في النجف الأشرف، وهو عم وكيل وزير الخارجية، والعضو البارز في البرلمان الإيراني الدكتور علاء بروجردي، وعم وكيل وزير الداخلية السيدة ( أ. بروجردي)، وصهر وزير الداخلية السيد لاري، وصهر رئيس الحكومة السابق الشهيد رجائي والقائمة تطول، ولكنه لم يمد يده لهؤلاء، ولم يوافق على نظام ولاية الفقيه، بل كان بنظر الحكم في إيران خارج عن الطاعة... هكذا العلماء الذين يستحقون الاحترام وإن كانوا من إيران أو الهند أو الصين، لأنهم لم يكن أحدهم سببا في إيذاء العراق والعراقيين، ولم يداهن أحدهم محتلا أو غازيا مهما كان نوعه، ولم يداهن أحدهم حتى نظام دولتهم الأصلية ـ إيران ــ.. فكيف لا نحترمهم ولا نتغنى بذكرهم!.

فالمرجعيّة الشيعية هي أول من حمل مشعل تحرير العراق من الاستعمار البريطاني، وهي المخطط والمفجّر لثورة العشرين، وذلك من خلال شجاعة الرهط الأول من العلماء ورجال الدين في ذلك الزمن، والذين كانوا عراقيين وإيرانيين وغيرهم، حيث كانت الراية المتفق عليها روحيا وقلبيا وجسديا هي راية الإسلام قبل أن تكون راية العراق، وكانت راية العراق قبل أن تكون راية الطائفة والحزب والقبيلة، ولهذا جاء النصر على الدولة التي لا تغيب عنها الشمس ــ بريطانيا العظمى ــ وبسلاح بسيط جدا لو قورن بالآلة العسكرية للاستعمار الإنجليزي، ومن المرجعية ذهبت شرارة الثورة للشمال ليكون رجال الدين والقبائل الكرد سندا للثورة، وكذلك استقبلت شرارة الثورة بالترحاب في وسط العراق حيث السنة، وكان رجال الدين والقبائل في المقدمة ومنهم الخالد المرحوم الشيخ ضاري الذي تعانقت بندقيته مع مصحف رجال الدين في النجف، ومع بنادق رجال القبائل في الفرات الأوسط حيث السيد علوان الياسري، وشعلان أبو الجون، وأبو طبيخ، والبطيخ، وغيرهم من النشامى لتكون سيمفونية شرف عراقي خلدت مع التاريخ والى الأبد، وخلدت معها أهازيج الثوار ( الطوب أكبر لو مكَواري*)و ( مشكول الذمّة على الفالة*)، وخلدت فتاوى رجال الدين في المرجعية الشيعية، والتي كانت زيت الثورة واستمرارها ونجاحها، وكانت ولازالت ذهب حروف التاريخ المجيد!.

فما الذي تغيّر في زمننا الغابر هذا..فالدين هو الدين، والعراق هو العراق، والناس هي الناس، وأرض المعركة هي ذاتها، والغازي هو ذاته الذي طردته المرجعية والقبائل والثوار عام 1920، فما السر في كل هذه المداهنة والسكوت، خصوصا ونسبة القتل والدمار و الإهانة أشد وأعنف، ونسبة الخراب أشد وأعنف، ونسبة نهب الثروات أشد وأعنف من الاستعمار الإنجليزي السابق الذي عاد متطورا ومتغطرسا ؟



المرجعية والسيستاني قُبيل الاحتلال وبعده بفترة قصيرة!



يتحّد العراقيون ومن مختلف مذاهبهم و طوائفهم وأديانهم على حب المرجعيّة وتاريخها المجيد، لأننا شعب يمتاز بالوسطية وغياب الطائفية، ولكنه شعب يتغنى بالتاريخ المجيد، ولا يهم من هو بطله سواء كان شيعيا أو سنيا أو كرديا أو مسيحيا أو يزيديا أو صابئيا أو غيره فالمهم أن يكون عراقيا وكفى، فإذن هو أسطورة في الخلود والنهل منه للحاضر، ولهذا زادت وتيرة التعجب والأسئلة والاستفسارات والإنشطار بعد الاحتلال، وبعد تذبذب مواقف المرجعية الشيعية من الاحتلال، والقضية ليست قضية اختلاف بالرأي كي تتجاوزها هذه الأطياف، القضية قضية مبدأ وطريق وتاريخ لا يجب التهاون فيه، وكذلك القضية ليست اختلاف مع شخص السيد السيستاني أو مع أفكاره أو مع تاريخه فهذه قضية نسبية بين شخص وآخر، فالسيستاني كرجل دين وكرجل كبير يجب علينا احترامه لشخصه ولكبر سنه، وهذه أسس تربينا عليها، ولكن من حقنا أن ننتقد مواقفه، ومن حقنا نحاوره ونجلس معه، ومن حقنا نسمعه كما كان يفعل الرسول (ص) والأئمة عليهم السلام جميعا، والصالحين والقادة السياسيين والعسكريين في التاريخ الإسلامي، فجميعا كانوا بين الناس، ولم يسمح هؤلاء أن يكون اللقاء والحوار مع الناس عبر حجاب أو ستار، علما كانوا يعيش الجميع في خيام وأسيجة من الأحراش، فكيف والآن قصورا وسراديب، وسيارات ضد الرصاص، وحمايات مدججة، وموانع كونكريتية، وأجهزة إنذار متطورة ومستوردة!!؟.



ما لذي تغير؟



فلقد شمرّت الحوزة العلمية في النجف عن سواعدها قبل أسبوع من بداية الغزو الأميركي للعراق، وأصدرت فتوى لن يستثنيها التاريخ العراقي، وتاريخ الحوزة العلمية في النجف وبغض النظر عن مواقف وتاريخ الحاكم، فلقد مر على العراق حكاما لا يختلفون عن صدام ومنهم الحجاج بن يوسف الثقفي وغيره، فلقد أصدرت الحوزة العلمية فتوى بتاريخ 13/3/2003 دعوا من خلالها المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى الجهاد لمقاتلة الأميركان المعتدين ومن يساندهم من كفرة ــ حسب ما جاء في الفتوىــ وتم عرضها من تلفاز بغداد بتاريخ 12/3/2003، ومن على جميع وسائل الإعلام العربية والعالمية، وقالت الفتوى ــ إن تقديم أي نوع من أنواع العون والمساعدة للمعتدين يعد من كبائر الذنوب، وعظائم المحرمات يتبعه الخزي والعار في الحياة الدنيا ــ!!.



فكيف تحولت إلى صغائر الأمور، وصغائر المحرمات، وهل اكتشفتم أنهم ليسو كفارا وليسو معتدين..أم ن القضية تجانب النفاق وبدون زعل أو انتفاخ؟



ومن هو الذي أصبح يتبعه الخزي والعار في الحياة الدنيا؟



هل تغيّر الأمر بعد أن تفاهمت إيران وأميركا على العراق، والذي فضحتها تصريحات مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران السيد ــ علي خامنئي ــ عندما عاتب وأنتقد الولايات المتحدة الأميركية قبل أيام وقال ( لقد نقضت أميركا العهود المبرمة معنا حول قضية العراق) وهي العبارة نفسها التي قالها صدام عندما هجمت الطائرات الأميركية على بغداد في عام 1991 ( لقد غدر الغادرون)!!.



ويسرنا هنا أن نضع فتوى سماحة آية الله العظمى المرجع الديني السيد علي السيستاني كما هي، والتي جاءت قبل أسبوع واحد من الغزو الأميركي وهي:



(بسم الله الرحمن الرحيم..قال تعالى ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا).. وقال عز من قال ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير) صدق الله العلي العظيم... إن واجب المسلمين في هذا الظرف العصيب أن يوحدوا كلمتهم، ويبذلوا كل ما بوسعهم للدفاع عن العراق العزيز ،وحمايته من مخططات الأعداء الطامعين، وليعلم الجميع أنه لو تحققت لا سمح الله مآرب المعتدين في العراق لسوف يؤدي ذلك إلى نكبة خطيرة تهدد العالم الإسلامي بصورة عامة.فعلى كل مسلم أن يعي هذه الحقيقة ويقوم بما يمكنه في سبيل الذود عن العراق المسلم ومنع العدوان عليه، ومن المؤكد أن العراقيين شعبا وقيادة سيقفون متراصين متكاتفين يشد بعضهم أزر بعض أمام أي اعتداء وسيقاومونه بكل قوة وسلامة وسيخيبون أمال المعتدين بعون الله تبارك وتعالى. وأن من يقدم أي نوع من أنواع العون للمعتدين يعد من كبائر الذنوب وعظائم المحرمات يتبعه الخزي والعار في الحياة الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة. لقد قال الأمام الصادق عليه السلام( من أعان على مؤمن بشطر كلمة لقي الله عز وجل يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمتي) فكيف بمن يعين على ضرب شعب مؤمن، ويتعاون مع الأجنبي في الاعتداء على بلاد المسلمين. اسأل الله العلي القدير أن يأخذ بأيدي المسلمين إلى ما فيه الخير والصلاح وأن يجنب العراق القدير شر الأشرار وكيد الكفار أنه سميع مجيب.) أنتهي.



بعد هذه الفتوى، من حقنا نسأل ومن حقنا نقول:



أين شيخنا السيستاني الذي قال هذا القول الوطني والديني والأخلاقي الرائع ، أين اختفى ومن هو المسئول عن اختفائه؟

وأن كان السيستاني، وحسب قول من هم تحت عباءته الآن، حي يرزق وأنه لم يتغير ولم يُبدل، إذن من حقنا نحاججه بفتواه وننقل منها الآتي:



قلت بفتواك (وأن من يقدم أي نوع من أنواع العون للمعتدين يعد من كبائر الذنوب، وعظائم المحرمات يتبعه الخزي والعار في الحياة الدنيا، والعذاب الأليم في الآخرة) ما لذي تغيّر، هل اكتشفت أنهم غير معتدين، عندما قلت فتواك الشهيرة أثناء أحداث انتفاضة الصدر الأولى في نيسان/ أبريل 2004 ( لا تردوا عليهم حتى وأن ضربوكم أو قتلوكم) والمنشورة في الصحف العربية، ومنها موقع ( إيلاف)، فكم من الوجوه التي تتردد على مقرك ومكتبك ــ إن كنت موجود ــ من السياسيين وغير السياسيين ينطبق عليهم ــ الخزي والعار في الحياة الدنيا، والعذاب الأليم في الآخرة ــ لأنهم وصل بهم الحد لقتل الشعب العراقي، وتهديم المدن، وتأسيس المقابر الجماعية من أجل عيون المعتدي، ولم نسمع منك تنديدا ولا شجبا، وأن كان تنديدا فلا يليق بمركزكم كمرجع أعلى، لأنه لا يشبع من جوع ولا ينجي مظلوم.

ونعود للقول الآخر في فتواك وهو (. لقد قال الأمام الصادق عليه السلام( من أعان على مؤمن بشطر كلمة لقى الله عز وجل يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمتي)، وهل الذي بدر من مكاتبكم، وجماعاتكم، وقسم من السياسيين العراقين ورجال الدين وغيرهم ليس عونا للمعتدي، نحن نعتقد عمل هؤلاء كان ولازال السمسرة، والعمالة، وخيانة الشعب والوطن، والاسترزاق غير المشروع، والنهب المبرمج للأموال العامة مشاركة مع المحتل والمافيا الدولية، وهناك تقارير ودراسات عالمية، وأقوال شهود من المحتل نفسه، ومن المراقبين الأجانب تثبت تورط هؤلاء، فلماذا تتعامل معهم، وتشجعهم، وتصر على انتخابات قررها قانون الدولة العراقية الذي كتبه يهوديا وإسرائيليا هو ــ نوح فليدمان ــ والمحتل ــ بريمر ــ وجماعته، فأصبح صكا من صكوك الغفران، فلماذا كنت ترفضه وتصر على عدم التوقيع عليه، وبقدرة قادر تصر عليه، بل تدافع عنه مع العلم هو مليء بالألغام والثغرات، وهو نواة وأساس لتقسيم العراق ( هل كل هؤلاء في جبهاتهم عبارة ــ آيس من رحمتي، أم أنهم الوجوه البريئة؟).

لذا نحن نريد السيستاني الذي رفض قانون الدولة العراقية، ونريد السيستاني الذي رفض مقابلة ــبريمر ــ في النجف، ونريد السيستاني الذي رفض أن يُدفن أعضاء مجلس الحكم في النجف أو يُصلى عليهم، ولا نريد السيستاني الذي بدأ نجمه يصعد منذ سماحه التوقيع على قانون الدولة العراقية سيء الصيت، ولا نريد السيستاني الذي يسمح للمكاتب بإصدار الفتاوى والتعليمات نيابة عنه، وبأختام مستوردة ولغة جديدة، وكأنها لغة الصحافة والمكاتب الحكومية، فهذا تزوير في التاريخ الشيعي، وتطور خطير في التعليمات والفتاوى والسياق الشيعي، لهذا ندعو الشيعة العرب في العراق المطالبة بالتحقيق الفوري، والمطالبة بلجنة نزيهة لمتابعة الأمر وقبل إجراء الانتخابات كي ــ لا يقع الفأس بالرأس ــ فالأمور تشير إلى مؤامرة وانقلاب مشبوه، وتشير هناك لعبة تُمارس باسم السيستاني الحقيقي، ويأكل طعمها الشيعة في العراق، ويُزور تاريخ المرجعية الناصع، وكذلك ينحرف مسار الحوزة العلمية في النجف، وقد تكون هي مؤامرة من الإيرانيين لزرع الفشل في مرجعية النجف الأشرف، وجعلها بنظر الشيعة في العالم، ونظر الشيعة في العراق مرجعية هزيلة لا قرار لها، بل داهنت المحتل والمعتدي كي يبسط سطوته وامتداده على العراق إلى تدهور، وهذا ما حصل ويحصل بوم بعد يوم، كي يتم بروز مرجعية وحوزة مدينة ــ قم ــ قي إيران ويُقرأ على مرجعية وحوزة النجف السلام، وهذا حلم أيراني بعيد وقد حاولوا ذلك طيلة الحرب العراقية الإيرانية ( 1980 ــ 1988) ولكنهم فشلوا، لذا أصبح الأمر سالكا لهم بعد احتلال العراق، لذا نطالب بتقوية المرجعية في النجف، وتنظيفها من التيارات الدخيلة وبسرعة، والتحقيق الفوري بالأفعال التي يمارسها التيار الإيراني والآذري وغيره في المرجعية الشيعية في العراق.

الدكتور عادل رضا
01-08-2005, 10:17 AM
ولو عدنا لمسألة الفتاوى، فبين أيدينا فتوى لا تختلف عن فتوى السيد السيستاني، وكلها تطالب بمحاربة المحتل، وصادرة بنفس التاريخ من آيات الله ( السيد محمد سعيد الطبطابائي الحكيم، الشيخ محمد أسحق فياض، الشيخ بشير حسين النجفي)، وبين أيدينا برقية مرسلة بتاريخ 8 محرم 1424 هجرية ومن علماء الدين في الحوزة العلمية في النجف الأشرف، مرسلة إلى الرئيس السابق ــ صدام حسين ــ تقول ( بسم الله الرحمن الرحيم.. قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) صدق الله العلي العظيم .. سيادة الرئيس المجاهد صدام حسين حفظكم الله ورعاكم، أن المرحلة الحاسمة التي تمر بها أمتنا الإسلامية وبالخصوص بلدنا العراق المسلم مرحلة دقيقة تستدعي إعداد كافة القوى الدينية لمجابهة التهديدات السافرة من الإدارة الأميركية الصهيونية التي تنوي الاستيلاء على البلاد الإسلامية والأماكن المقدسة ، وان الواجب الشرعي يحتم على المسلمين كافة ردع اعتداء المعتدين تحت راية الله أكبر التي يرفع ساريتها مقامكم الكريم ، وتعلن كبار علماء الدين في الحوزة العلمية في النجف الأشرف في هذا التجمع المبارك في الروضة الحيدرية المقدسة بالعهد عن الدفاع عن أرض العراق بكل ما تملك من حول وطول والله ناصر المؤمنين أن ينصركم الله فلا غالب لكم .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة / علماء الدين في الحوزة العلمية في النجف الأشرف 8/محرم الحرام/ 1424 هجرية)

نتمنى من كبار رجال الحوزة العلمية أن يعيدوا قراءة رسالتهم، كي يخففوا من بياناتهم التي تنهال على الصحافة والإعلام هذه الأيام، والتي في معظمها مهادنة للاحتلال، بقصد ودون قصد، ومعظمها وسائل تخدير للناس والشعب العراقي، والعجيب لم نسمع قول حق كما كان يخرج من الحوزة العلمية طيلة تاريخها المجيد اتجاه الغزاة والمحتلين، فما الذي تغير يا علماء الدين في الحوزة العلمية، وهل مهادنة الاحتلال والحزب والحركة أكبر من الإسلام والعراق والتاريخ، أم أن ما كُتب سابقا كان نفاقا؟.



الانقلاب داخل المرجعية!



لهذا نعتقد أن هناك انقلابا قد حصل في داخل المرجعية، والانقلاب قام به بعض الوكلاء التابعين للسيد السيستاني، وبعض مدراء المكاتب التابعين لمرجعية السيستاني وفي مقدمتهم ــ حامد الخفاف ــ المقرّب جدا من ــ جواد الشهرستاني ــ الذي يدير خطوط المرجعية كلها من تعيينات وفتاوى واستثمارات وتدابير لا يعرفها أحد بالأموال الضخمة جدا، ولدينا أسرار خطيرة حول سر علاقة الشهرستاني بالخفاف لا داعي لشرحها الآن، وقد نٌجبر لكشفها في المستقبل لو تأزمت الأمور وكذلك لو تمادى ــ الخفاف ــ وتكون بشهادة الشهود ومن الجنسين، لقد استطاعوا الإستلاء على الصوت الشيعي دون وجه حق، مع التستر وفرض الخطوط المانعة حول السيد السيستاني، مثلما فعلوها في لندن عندما وضعوا خطوط خارج وداخل المستشفى لمنع تسلل أحد العراقيين أو العرب أو الصحفيين كي يعرف حقيقة مرض السيستاني، و الذي هو عبارة عن حجة وتمثيلية مكشوفة للوصول إلى الأستلاء على القرار الشيعي، والأستلاء على صوت النجف الأشرف وتاريخها ومستقبلها القادم، وجميع الأطباء يقرون أن من يعمل ـ قسطرة القلب ــ لا يمكنه التحرك والسير كما لا حظناه على السيد السيستاني العائد من العلاج قويا متحملا لأعباء السفر والمخاطر، وقَبِل أن يُحمى موكبه بالطائرات الأميركية من الجو، وكان سعيدا بالاستفتاء الذي حشد الناس من أجله ليعطي رسائل إلى جهات مختلفة، ولكن الحق يقال فالرجل لم يتكلم، ولم يطلب ذلك بلسانه، ولم يخطب بالناس أو يوضح وجهة نظرة لهذا فنعتقد أنه خُطف ولازال مخطوفا ولا يسمج له بالكلام إلا بالأشياء التي هم يسمحون بها أو تمت تصفيته، لذلك فلحد الآن نعذر الرجل ولكن لن نعذر زملاء السيد السيستاني وفي مقدمتهم ــ محمد سعيد الحكيم، والنجفي، والفياض ـــ إلا إذا كانت عملية الإسكات جماعية، خصوصا ما خرج ويخرج من بيانات وتصريحات هي من بعض الوكلاء، وبعض مدراء المكاتب الذين يعينهم أمبراطور المرجعية ( جواد الشهرستاني)، وفي تاريخ المرجعية لم نسمع، ولم نقرأ أن تتدخل المكاتب في التوصيات والفتاوى والتعليمات الخاصة بالعامة ومستقبل البلاد، إلا في زمن بعد الاحتلال الغابر هذا، ـــ ونرفق أحد الفتاوي لترون أنها صادرة من مكتب قم الذي يشرف عليه الرجل الخطير جواد الشهرستاني ــ ، وكذلك المعروف عنه وفي جميع البلدان والطوائف العالمية عندما يمرض رجل الدين الأعلى، وهكذا في التاريخ الشيعي تصدر نشرة طبية عن صحته، وعندما يتعافى يجلس مع الناس ليتحدث لهم كي يطمأن المقلدين والمحبين ،ولكن كل هذا لم يحدث مع قضية مرض ومسيرة وخطوات السيستاني، ومن هنا ترشح قضية الانقلاب، وقضية حجر الرجل أو قتله أو حتى تبديله بشبيه، والعِلم المخابراتي توصل إلى خطوات متقدمة بهذا المجال، فما بالك أن من يخرج فصول المسرحية في العراق هو المخرج الأميركي والبريطاني، وهما المخرجان اللذان لا يعصيهما شيء في جميع التقنيات المخابراتية وتسويقها على أنها حقائق ونظريات واقعية.



شواهد مؤلمة نضعها أمام كبار المرجعيّة.. ليشهد الله والعراق والأجيال عليهم!!!

وهنا نعطي بعض الأمثلة، ونسأل قبل أن نسلسلها... أي مرجع أو رجل دين أو عراقي شريف أو مسلم شريف يقبل بما سندونه أدناه؟.



1. الانتهاكات الفضيعة والتي لازالت تتفاعل في سجن ــ أبي غريب ــ والتي تحرك من أجلها العالم كله، ولم نسمع إدانة من قبل المرجعية، وهذا يدل على أن الانقلاب حاصل وبالفعل داخل المرجعية، وهناك لجنة سداسية تحكم المرجعية، وهي بمثابة حكومة النجف، وعلى رأسها ـ محمد علي الشهرستاني ــ والتي تريد بسط نفوذها على النجف والجنوب بعد الانتخابات.

2. كشفت الصحف الإسرائيلية، وفي مقدمتها صحيفة ــ يديعوت إحرونوت ــ في 12/12/2004 أن هناك ثمانية خبراء إسرائيليين في شؤون البنى التحتية يعملون منذ أيام عدة في العراق بناء على طلب أميركي، وهم خبراء في التكنلوجيا المتقدمة، وهذا التعاون ثمن وساطة من دولة شرق أوسطية بين إسرائيل والسلطات العراقية( وجميع الدلائل تشير أنها الأردن)...يا ترى أين موقف رجال الدين من هذا، وهل التكنلوجيا المتقدمة هي التدريب على الاغتيالات الحديثة كما فعلوا مع ياسر عرفات، وخالد مشعل ؟

3. نشرت صحيفة أخبار الخليج في 14/12/2004 أن قيادات أمنية وعسكرية أميركية اعترفت بتخريج وتكوين وحدات خاصة ترتدي الملابس المدنية وتقوم بعمليات خارج القانون في العراق، فتداهم البيوت وتعتقل الأفراد ومصرّح لها بالتعذيب، وانتشرت في بغداد على نمط مجموعات القتل الإسرائيلي، وتتخذ من كتب الموساد كمراجع أساسية، ونقلت عن ــ فينسان كانسيرارو ــ المدير المساعد لشعبة محاربة الإرهاب بوكالة المخابرات ــ سي أي أية ــ قوله ( هذه الخطة التي عهد بها إلى السي أي إيه لأنها خرجّت بالفعل وحدات هي رهن الاستخدام اليوم في العراق........ هل سمعتم يا أعزائنا يا رجال الدين وأنتم يا شعب العراق؟

4. ذكر مصدر في ديوان الرقابة المالية العراقية أن هناك تقريرا محاسبيا نشر بتاريخ 15/10/2004 يكشف عن فضيحة مالية هي الأكبر من نوعها، ونشرت عن ذلك صحيفة ــ أخبار الخليج ــ البحرينية حيث أن الوزارات العراقية كانت تضيف آلاف الأسماء الوهمية إلى كشوفات الرواتب التي يتقاضاها موظفو الدولة، وأن مجموع المبالغ التي أتضح صرفها على نحو غير مشروع، والتي ذهبت إلى جيوب الحاكم المدني السابق للعراق ـــ بول بريمر ــ وعدد من مساعديه وبلغت (8,8) مليار دولار..فأين موقف علماء الدين حول هذه الفضيحة، والتي تكشف عمليات النهب المبرمج من قوت الشعب العراقي الذي يعيش على الكفاف، أنه اللص ــ بريمر ــ الذي وضع قانون الدولة العراقية ــ الذي أصبح مقدسا ــ عند الجميع، وفي مقدمتهم المرجعية المغصوب صوتها من قبل الانقلابيين، والذي يريدوا هؤلاء حكم الشعب تحت بنوده المشينة!!!!!.

5. أنها المفارقة حقا أن يناصر شعب العراق الغرباء والأجانب، ولم يناصره رجال ديننا وكبار العلماء في العراق، فحتى الرئيس الأميركي الأسبق ـــ جيمي كارتر ــ قال الحقيقة بمرارة في واشنطن بتاريخ 23/9/2004 ( إن تصاعد العنف في العراق يرجع إلى وجود قوات الاحتلال بالعراق، والغموض الذي يكتنف عودة القوات الأميركية الى أميركا) انظروا حتى كارتر يسميها قوات احتلال، وحتى كارتر يريد تاريخا لعودة القوات، وهناك في العراق يعيبون علينا عندما نقول قوات احتلال، وهناك من يريد لها البقاء من رجال الدين والسياسيين العراقيين، وقال كارتر ( إن هدف جورج بوش من الحملة الأميركية على العراق هو إقامة قاعدة أميركية دائمة هناك)..هل سمعت مرجعيتنا الموقرة بهذا؟

6. لقاء وزير خارجية إسرائيل، والشخصيات العراقية التي تتقاطر على إسرائيل هي من أقرب المقربين إلى المرجعية ــ الله أكبر ــ فلقد رحبت الصحف العبرية بلقاء وزير خارجية إسرائيل ــ شالوم ــ وبين الدكتور أياد علاوي في مبنى الأمم المتحدة بتاريخ 24/9/2004، وقال شالوم ( أن هذا ول اتصال رسمي بين مسئول إسرائيلي ومسئول عراقي منذ حرب العراق ) فكم هي اللقاءات غير الرسمية إذن يا شالوم؟

7. هل سمعت المرجعية الموقرة، وهل سمع شرفاء العراق إن ــ إسرائيل ــ أقامت محطة تنصت إستخبارية بالقرب من الحدود السورية العراقية، وفتحت عددا من مكاتب التجنيد للعملاء في بعض المدن تحت يافطات التنمية والإعمار، وأن المسئول عن هذه المكاتب والمحطة ضابط مخابرات إسرائيلي من أصل كردي ويقيم في بيت تحت حراسة مشددة في مدينة أربيل شمال العراق، وهو المسئول عن التنسيق وترتيب اللقاءات بين قادة الأكراد والمسئولين الإسرائيليين، راجع المنار بتاريخ 7/10/2004.

8. لم نسمع صوتا واحدا من المرجعية، ومن السياسيين العراقيين حول الدراسة التي قام بها باحثين أميركان ــ الحمد لله الذي سخر الغرباء لنجدة شعب العراق بعد أن تخدّر رجال دينهم وشُلّت ألسنة سياسيهم ــ لقد صدرت الدراسة عن كلية ــ جون هوبنكز بلومبرج ــ للصحة العامة بولاية ماريلاند، حيث حددت الدراسة أن أكثر من (100) ألف حالة وفاة إضافية حدثت منذ نيسان / أبريل 2003 ولحد نشر الرسالة في 29/10/2004... الله أكبر 100 ألف مدني عراقي يُقتلون بدم بارد..ألا يستحق هؤلاء فتوى يا مرجعيّة؟

9. هل حسّ رجال المرجعية، ورجال المسلمين عموما بقصد رئيس أركان القوات المسلحة الأميركية بتاريخ 12/6/2004 أمام لجنة شؤون القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، عندما قال ( الأرهابيون في العراق يريدون إقامة خلاقة إسلامية والعودة إلى القرن السابع)، نحن لم نسمع هناك فصيلا معارضا للاحتلال، ولا قوة عسكرية مقاومة تطرح إقامة الخلافة الإسلامية في العراق بل الكل يعرف خصوصية شعب العراق المتمدن والمعتدل، فهل حللتم عبارة ( القرن السابع)، فهي من وجهة نظرنا لا تختلف عن كلمة الرئيس ــ بوش ــ والذي قالها أكثر من مرة ( أنها حرب صليبية)، وكان يقصد الجنرال ــ مايرز ــ أن القرن السابع بنظر المسلمين قرنا مباركا، كونه قرن الرسول محمد (ص) حيث جرت هجرته أواخر القرن السادس الميلادي ... يا مرجعية يا كريمة!!!.

10. أين موقف المرجعية من كلام وزير الخارجية الأميركي ــكولن باول ــ بتاريخ 2/6/2004 عندما أعطى الفيتو للقوات الأميركية في العراق، من خلال لقاء تلفزيوني مع مركز الشرق الأوسط من دبي وقال فيه( إن الحكومة المؤقتة الجديدة في العراق لن يكون لها حق الاعتراض على القوات التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية بعد إنتهاء الاحتلال الأميركي البريطاني رسميا في 30 حزيران / يونيو 2004 ) وهذا يعني الضوء الأخضر للجندي الأميركي ومن معه أن يتفننوا بقتل الشعب العراقي، ناهيك عن النهب والسلب، والاستهتار بحقوق الإنسان في العراق..ولكن بالمقابل لم نسمع تعليقا واحدا من المرجعية وكأن هذا الأمر في الهند وليس في العراق!!!.

11. ولم نسمع أي تعليق من المرجعية التي من المفروض هي مصدر أمان للمجتمع العراقي، ودرع واقي من التفتت الوطني والاجتماعي، وعنصر وطني أول للتحسس من الأجنبي والمحتل، ولكن للأسف لم نر المرجعية تتحرك عندما صرح ــ جيمس جيفري ــ الرجل الثاني في الطاقم الدبلوماسي الأميركي في بغداد لوكالة الصحافة الفرنسية، ونقلته صحيفة الشرق الأوسط في لندن في 18/6/2004 عندما قال ( هناك 150 عضوا في السفارة الأميركية في بغداد سيكونوا مستشارين في الوزارات العراقية، بما في ذلك وزارة الداخلية، بناء على طلب من الحكومة العراقية، وسيكونوا الأعين والآذان في الوزارات )..طيب أعين وآذان لمن؟.. ولماذا تطلب الحكومة العراقية هؤلاء في الوزرات، وهناك وزيرة المهجرين تجوب دول العالم تحذر العراقيين والكفاءات من العودة للعراق، علما أنهم أشطر وأفضل من المستشارين الأميركان، و الذين كشفهم الزمن والأيام على أنهم لصوص ومخربين للعراق.. فلم نسمع تعليقا واحدا من المرجعية!!!!!!!!.

12. ونكرر يناصر شعبنا الأغراب، ويتفرج رجال الدين الذين هم أولى بالتحسس والمناصرة قبل غيرهم، ولكن لا حياة لمن تنادي، فهاكم صرخة الكاتب البريطاني ــ تيري جونز ـ ومن على صحيفة ــ الغارديان ــ البريطانية بتاريخ 7/7/2004، عندما يقول ( إن الحكومة العراقية الحالية لاتمتلك صلاحيات قانونية تخولها بمحاكمة جندي واحد من جنود الاحتلال، ولقد وضع الحاكم الأميركي ــ بول بريمر ــ قبل مغادرته بنود القانون العراقي، بما في ذلك قانون يحدد قيمة كافة الضرائب على الدخل بنسبة 15%، ووضع قوانينه بطريقة تجرد الحكومة العراقية من أية سلطة لتغييرها بما قي ذلك القانون رقم (39) الذي يفتح أبواب العراق على مصراعيها أمام المستثمرين الأجانب، وبشكل يتجاوز كثيرا تعليمات البنك المركزي، أو التعليمات المعمول بها في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، وبذلك يمكن للشركات الأجنبية الآن ووفق للقوانين أن تنهب الثروات العراقية وبالقدر الذي تريد دون أن تلزمها أية قوانين بإعادة استثمار جزء أرباحها محليا، أو حتى تتعهد بإعادة بعض الأرباح إلى العرافين)..مبروك على العراقيين سكوت حوزتهم ،فابشروا بالجوع ، وابشروا بالضرائب التي سوف تنهككم، وسيبقى المنعمون أصحاب المليارات من المرجعية والصفقات والبزنس، وسيتحول السواد الأعظم إلى عبيد وفقراء وإجراء عند هؤلاء المتلهفين على إجراء الإنتخابات كي يتسيدوا عليكم للأبد!!.



13. نشرت جريدة الحياة بتاريخ 17/6/2004 معلومات عن مصادر أمنية عراقية ترصد ومنذ ثلاثة أشهر نشاطات لرجال يعتقد بأنهم ضباط جهاز الاستخبارات الإسرائيلي ــ الموساد ــ يتخفون تحت واجهات تجارية وصناعية وشركات مقاولات.. وقالت أن عدد الشركات الإسرائيلية العاملة في العراق بات يتجاوز (150) شركة تعمل تحت ستار شركات غربية وعربية, وإن هناك جسرا جويا من إسرائيل إلى بغداد يواصل نقل الكثير من الشحنات المتعددة الأغراض لحساب جهات منها عسكرية وشركات مدنية تعمل ضمن المجهود العسكري الأميركي، وقسم منها لحساب تجار عراقيين.... هل سمعتم... وهل تحركتم؟ الجواب: لا ، والأمر لازال ساريا وكأن الأمر لا يعنيكم..اللة أكبر!!!.

14. لم نسمع تعليقا واحدا من المرجعية الشيعية وخصوصا مرجعية السيستاني، حول ما نشر في وسائل الإعلام الغربية والعربية وحتى الأميركية، والصور التي صاحبت التقارير، هناك جنود ما يسمى بالحرس الوطني العراقي يحملون ويوزعون صور ــ السيستاني ــ على الجنود المتقدمين نحو مدينة الفلوجة أخيرا، وهناك سلاسل تتدلى من خراطيم الدبابات المتقدمة نحو مدينة ــ الفلوجة ــ وهي تحمل الصليب المسيحي، بل والأدهى من ذلك مشاركة الجنود اليهود في المعركة، حيث نشرت صحيفة ــ ها أرتس ــ الأسرائيلية بتاريخ 22/11/2004 عن وجود عدد كبير من الجنود اليهود في العراق ومعظمهم يعملون في القنص، وهناك مجندات يهوديات، وكان هناك لقاء مع ــ الحاخام أرفينج ألسون ــ وهو حاخام يهودي بمدينة ــ نيويورك ــ قال وهو يشيّع جنازة القتلى اليهود الذين قتلوا في معارك الفلوجة الأخيرة، ومنهم المقدم ــ أندي شتيرن ــ والقناص ــ ماك أفين ــ وهو حفيد أحد الحاخامات الكبار في أمريكا... وقال أنها الحرب المقدسة..... بدون تعلق!!!.

15. أوضحت القاضية ــ زكية إسماعيل حقي ــ المفتش العام في وزارة العمل بتاريخ 15/7/2004، أن المستشار الأميركي كان يمارس الكثير من الخروقات والتجاوزات المالية والقانونية، ويضع موظفي الوزارة تحت طائلة الفصل والطرد عد اعتراضهم على أي حالة..وقالت أن المستشار الأميركي ــ روبرت كروس ـ أبرم عقدا مع شركة في جنوب أفريقيا لاستيراد (3 سيارات) مدرعة لحمايته بكلفة (770) مليون دينار عراقي دون الرجوع للوزارة، وبالرغم من عدم وصول السيارات أصلا، طالبت الشركة الوزارة بدفع قيمة المبلغ المتبقي وهو 60% من ثمن السيارات..... بالمناسبة ظهرت هذه المراجل والشجاعة بعد أن سافر ــ بريمر ــ واللصوص، وتم استبدالهم بلصوص جدد مع طاقم ــ نغروبونتي ــ، وهي كمراجل السيدــ محمد بحر العلوم ــ عندما صرح بعد سفر ــ بريمر ــ أنه كان يمنعهم حتى من شرب الماء، وأنه سرق 20 مليار دولار، وسرق حتى الزئبق الأحمر من العراق!!.

16. لقد تبين إن انعدام الأمن ذا فأئده على لصوص السفارة الأميركية في بغداد التي تتعاقد مع شركات الحراسة لجميع مرافق الدولة العراقية، وذا فائدة على اللصوص الذين يتحركون في بطانة حكومة علاوي، فلقد صرحت وزيرة الأشغال وحرم الرئيس المؤقت ـ نسرين برواري ـ للشرق الأوسط بتاريخ 8/19/2004 ( أن تفاهما قد جرى بين الحكومة الأميركية والبنك الدولي على منح الوزارة مبلغ (4 مليار دولار) ضمن المنحة الأميركية، لكننا فوجئنا باستقطاع (2 مليار دولار) من مبلغ المنحة لغرض تخصيصها لدعم المجال الأمني في العراق....طبعا يا معالي الوزير فاللصوص دائما لا يقبلون إلا قسمة ــ الففتي ففتي ــ، خصوصا وأن وزارتك لم تقدم للعراقيين شيئا..فالمهم شوارع المسئولين وفطاحل الزمن الأميركي معبدة ومحمية، فهذا يكفي !!!.

17. هل سمعت المرجعية بأن هناك ( 625) سيدة عراقية في السجن، أي 625 شرف عراقي مسجون في سجن الرصافة، و(750) سجينة في سجن الكاظمية منذ ديسمبر من العام الماضي 2003، وأعمار السجينات تتراوح بين 12 عاما إلى 60 عاما، وجاء ذلك على لسان السيدة ــ أيمان خماس ــ العاملة بالمركز الدولي لرصد الاحتلال في بغداد، وذلك لقناة الجزيرة في 26/3/2004، وقالت إن سلطات الاحتلال ترفض إعطاء الأرقام الحقيقية..فكيف تناموا يا مراجع يا عظام ، ويا رجال الدين ،وهناك شرف العراق والعراقيين وراء القضبان لأسباب نجهلها؟....

تذكروا الخليفة المعتصم الذي جيّش جيشا جرار لنصرة سيدة قالت ــ وامعتصماه ــ في عمورية وجاء بحقها!!!.

18. أنتم فقط تسابقون الزمن من أجل انتخابات نغروبونتي، ومن أجل فرض سيطرت لوائحكم على الناس، وتطرحون نظريات التقسيم، وترعون المؤتمرات حول ذلك، ومنها مؤتمر النجف الذي حضره (600) شخصية حسب البيان الصادر منكم، ورعته المرجعية الشيعية، وحزب المؤتمر العائدة ملكيته للبنتاغون، ووكيله المخول ـ الجلبي ـ والذي طرح مسألة انفصال الجنوب، ولا ندري منذ متى والمرجعية تؤيد التفتيت وتؤيد أفكار الغزاة والمحتلين؟

19. والقضية ليست جديدة فلها بدايات وسيناريوهات مرسومه من خارج العراق، حيث تم العثور على مجموعة من أوراق العملة الجديدة، والتي تختلف عن العملات الصادرة عن الحكومة الجديدة، والتي تم اعتمادها عقب الاحتلال الأميركي للعراق، وأوضح المصدر بتصريحات لصحيفة ــ العرب اليوم ــ الأردنية بتاريخ 12/7/2004 أن العملة تم ضبطها بحوزة مجموعة من الأشخاص العراقيين، وتضمنت أوراقا نقدية فئة (250) دينارا ومكتوب عليها ــ دينار شيعي ــ وعبارات منها ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه) وعبارة ( اللهم انصر من نصره وأخذل من خذله)، ويقول المصدر هناك كثير منها في مدن الجنوب، وتم كشفها بواسطة جهاز الكتروني خاص ومتطور لتفتيش الأشخاص الكترونيا لمعرفة ما بحوزتهم من معادن وذهب بعد تزايد عمليات التهريب..... نشتكيكم إلى علي بن أبي طالب (ع) فأن كان يرضى فنحن معكم.. ولكننا نجزم ونجزم بأنه غاضب عليكم لأنه رجل الوحدة والتوحد، والرجل الذي يرفض الذل والهوان!!!.

20. وأخيرا نضع أخر صرخة وأخر موضة أمام المرجعية، وأمام رجال الدين والسياسيين، والتي لم تحرك ساكنا وكأن الأمر في جزر ــ الواق واق ــ لقد نشرت تقارير إستخبارية غربية وأميركية حول تحول ممارسات القوات الأميركية الإنسانية في العراق إلى تجارة رابحة في الأسواق الأميركية، عبر قيام أطباء أميركيين بنزع بعض الأعضاء البشرية من بعض القتلى والجرحى قبل القضاء عليهم نهائيا لبيعها إلى المراكز الطبية والمرضى في أميركا..ويقول التقرير أن فريقا سريا من الأطباء الأميركيين يرافق القوات الأميركية من الخلف في هجماتها على المسلحين العراقيين، وذلك للتعامل الطبي السريع مع القتلى وأجراء عمليات انتزاع لبعض الأعضاء وحفظها بصورة عاجلة ومن ثم نقلها إلى غرفة عمليات خاصة قبل نقلها إلى أميركا على وجه التحديد لغرض بيعها، ويؤكد التقرير لقد عُثر على عشرات الجثث المشوهة والناقصة الأجزاء والأعضاء، وبعضها عثروا عليها بدون رأس، وقال التقرير أن عملية إحراق الجثث كان متعمدا لإخفاء الجريمة..... هل سمعت المرجعية بذلك، وهل سمع علاوي والسياسيين العراقيين بهذا..أم أنهم لم يسمعوا كعادتهم؟

وأين كلام النهي الديني، حيث لا يجوز التمثيل حتى ولو ــ بالكلب العقور ــ فكيف وهؤلاء شرفاء العراق، وأين فتاوى تحريم المتاجرة بأعضاء البشر...الله أكبر أين تذهبوا من الله وغضبه !!!!!!!!؟.

أقسم أحسست بالدوار، سأقف عند هذا القدر من النقاط المهمة، والجرائم المهمة، ولكني متأكد لن تحرك شيئا بقلوب وضمائر أصبحت لا تحس، خصوصا بعد انقلاب الوكلاء ومدراء المكاتب على المرجعية، وأصبح هؤلاء يلعبون بها شذرا مذرا، وبالعراق ومستقبلة يلعبون لعبة ــ الدمينوــ حيث المهم كسب النقاط، والمركز المتقدم!!!.

ويبقى السؤال:

إلى متى يسكت الشيعة العرب في العراق على هذه المهزلة؟

ــــــــ



· المكَوار: عصا بأحد أطرافها كمية من الإسفلت الجاف، وتكون على شكل كرة سوداء تستعمل للدفاع عن النفس.

· الطوب: يعني المدفع

· الفالة: هي قصبة قوية ــ الخيزران ــ أو غيره وفي نهايتها كف حديدي به أصابع عددها خمسة، وتكون مدببة تستعمل لصيد الأسماك، وللدفاع عن النفس أيضا... ولقد غرسها أحد الثوار العراقيين في صدر أحد الضباط الإنجليز أثناء ثورة العشرين، فنقلوه للعلاج خارج العراق دون أن يخرجوا أو يسحبوا الفالة من صدره، فجاءت الأهزوجة الخالدة.



كاتب وسياسي عراقي

28/12/2004

samiroff@hotmail.com

الدكتور عادل رضا
01-08-2005, 06:05 PM
المرجعية الشيعية والسياسة في العراق

دراسة للدكتور موسي الحسيني

الفصل الاول: المرجع والمرجعية الاجتهاد والسياسة عند الشيعة

تناقش هذه المقالة السلوك السياسي للمرجعية الدينية الشيعية في العراق بهدف التعرف على الألية التي تتحكم بهذا السلوك، وتاثير ذلك على الواقع السياسي العراقي بمختلف تركيباته الطائفية والدينية، بهدف استشراف السمات السلوكية العامة التي يمكن ان تعتمدها المرجعية الحالية للتعامل مع الحدث العراقي في الوضع الراهن.
سيحاول الكاتب ان يتحاشى الخوض في الامور والمسائل الفقهية، فتلك شؤون تحتاج لذوي الاختصاص ممن تبحروا في هذه العلوم، ويعترف الكاتب بعدم المامه بها باستثناء ما هو شائع ومعروف للجميع، إلا انه مثله مثل سائر البشر يمتلك العقل، وهو احد الادلة الشرعة الاربعة عند الشيعة " فمنذ ان تم تدوين اصول الفقه عند الشيعة اعتبر العقل واحد من الادلة الشرعية، وقالو ان الادلة الشرعية اربعة: الكتاب والسنة والاجماع والعقل." اكثر من ذلك يتميز الرواد الاوائل للمذهب الشيعي بالتركيز على قيمة العقل واهميته في استنباط الحكم الشرعي الى الحد الذي اعتبرو فيه ان " كل ما حكم به العقل حَكَمَ به الشرع" كأحد قواعد اصول الفقه.
المرجعية، كما هو واضح من لفظها تعني الرجل أو المؤسسة التي يرجع لها الناس لمعرفة صحة أو خطأ موقفاً ما في الامور الخاصة بحقل ما من حقول المعرفة اي الخبير المتمكن من خبرته بموضوع اختصاصه، وفي مقالتنا هذه، المرجعية المقصودة هي المرجعية الدينية التي يعتمدها الشيعة لمعرفة احكام الدين في الشؤون العامة ، والطقوس المختلفة. وهي تكاد ان تكون محصورة بشخص واحد ، لا مؤسسة. فمن بين مجموعة المجتهدين ، في مرحلة زمنية خاصة ، تتمثل المرجعية في اعلم هؤلاء المجتهدين. هذا ما يؤهله لكسب اكبر قدر من المقلدين أو الاتباع. وهوبالتالي يصبح صاحب الحُكمْ أو الرأي الاول ، الذي يُلزم بطريقة غير مباشرة بقية المجتهدين بتحاشي أتخاذ موقف او رأي مخالف منعاً لتعريض سمعتهم أو مركزهم للتهديد. كما حصل مثلاً للشيخ منتظري في ايران الذي انزوى من الصف الاول للمرجعية الى صف المنسين من المجتهدين. او ما حصل للشيخ مهدي الخالصي ، وابنه الشيخ محمد ، من عداء وتشهير بسبب قناعاته الفقهية التي مثلت مدرسة جديدة في الفقه الشيعي. ( على انه لا يمكن تغافل اصول الخالصي العربية التي قد تكون سبباً اخر وراء ما تعرض له.)

"

الدكتور عادل رضا
01-08-2005, 06:08 PM
ان الاجتهاد كمبدأ للتشريع برز عند الشيعة بعد غيبة الامام الثاني عشر ، وحاجة الناس لمعرفة احكام الدين. تلك المعرفة متوفرة ومعلومة لمن يريد الوصول لها في كتاب الله والحديث والسنة ، لكنها تحتاج لمقدمات أو وسائل عقلية او فكرية ، كالالمام بعلوم القرآن والتفسير ، والحديث والسيرة ، واللغة ، وغيرها من العلوم الاخرى ، اضافة الى أنها تحتاج لتوفر القدرات العقلية اللازمة للاستقراء والاستنتاج. وهذا يعني ان استنباط الحكم الشرعي السليم يحتاج لجهد ووقت غير عاديين ، لاتتوفران للانسان العادي . لذلك يتفرغ بعض الناس ، أو افراد قلائل لكسب هذه المعارف والعلوم ، تفرغاً قد يستمر لسنوات طويلة قبل ان يصلوا الى مرحلة القدرة على استنباط الحكم الشرعي الصحيح ، فيعتمدهم الناس حكاماً لمعرفة ما هو مبهم من الامور الدينية .



أرتبط مفهوم الاجتهاد بمفهوم أخر اصطلح على تسميته بـ - التقليد – اي ان يتبع الانسان أحد المراجع لمعرفة امور دينه. ومتى ما قلد الانسان مجتهداً ما ، لا يحق له تغيره ، مادام المجتهد حياً. ويحق له (المُقَّلدِ) ان يستمر في تقليد نفس المجتهد حتى بعد ممات هذا المجتهد . ولا يجوز الجمع بين مجتهدَّين او اكثر في وقت واحد . والانسان غير ملزم بتعاليم المجتهدين الاخرين.



يستمد المجتهد مكانته واحترامه كصاحب رأي او خبرة مميزة مثله مثل بقية المختصين في العلوم المختلفة ، إلا انه يتميز عن غيره في انه اكثر ارتباطاً بالانسان العادي ، وهو يمارس حياته اليومية ، ويصبح المجتهد بذلك اقرب لشخصية زعيم الجماعة او قائدها بأعتبار انه يمتلك الصورة الاوضح ، او الاقرب للشريعة، وتغدو اراءه واحكامه الشرعية نموذجاً للسلوك الملزم لجميع اتباعه الراغبين في معرفة ما هو حلال والابتعاد عما هو محرم من المواقف الشرعية.




والالزام هنا طوعي، يعتمد على رغبة المُقلِدْ، بأعتبار انه محكوم بمبدأ الثواب والعقاب في الدنيا الاخرة ، ولا يمتلك المجتهد الحق بفرض احكامه بالقوة . اي ألزام بما شرعه الباري(عز وجل) ، وهو وحده العالم ، العارف بما يبطنه الانسان او يظهره ، ولم يمنح تعالى اسمه الوكالة عنه حتى لنبيه .



الملاحظ ، ومنذ منتصف القرن الماضي ، ظهر اتجاه عام لتضخيم هذه المكانه ، واضفاء صورة القدسية عليها. واصبح المجتهد يلقب بألقاب توحي وكانها امتداد للربوبية ، مثل اية الله، وحجة الله ، كما أضيفت صفة العظمى للدلالة على المرجع الاكبر بعد ان كان المرجع يستعمل القاب التصغير للدلالة على التواضع كلما ارتقت درجته ، ويستخدم لختم فتاويه بالتوقيع بعبارات "الفقير لله"، "والحقير لله".



اتخذ نزعة التضخيم هذه شكلاً مغالياً ومتطرفا مع ظهور الخميني ، الذي اعتبر ان الفقيه يمتلك صفات من القدسية تضعه جنباً لجنب في صف الائمة والانبياء واعتبار ارادته امتداداً لارادة الخالق . مستنداً في ذلك لبعض الاحاديث المنسوبة للامام الصادق ، التي لا يخفى على عاقل حجم الاختلاق الوارد فيها . منظوراً لها من خلال نظرية الحسن والقبح العقلين ، والتي اخذها رواد المذهب الشيعي الاوائل من المعتزلة.



يقول احد هذه الاحاديث: " الراد على الفقيه كالراد على الامام ، والراد على الامام ، كالراد على النبي ، والراد على النبي كالراد على الله ، وهو على حد الشرك بالله."


او " علماء امتي بمنزلة انبياء بني اسرائيل."



لا شك ان واضع مثل هذه الاحاديث ينتمي لذلك النموذج من وعاظ السلاطين ممن لا يتحرج ان يختلق الاحاديث والروايات لتدعيم سلطة أو نفوذ " الحاكم بأمر الله " من الملوك والسلاطين ، وزعماء الجماعات .



تصدي السيد الخوئي لمثل هذه الاحاديث وتوصل الى انها احاديث قاصرة السند والدلالة. كما رفض الاخذ بها جميع المجتهدين الذين يمكن اطلاق مصطلح رواد لمدرسة النجف الفقهية، بما فيها المرجع الحالي السيد علي السستاني . أو رواد مدرسة الولاية الخاصة مقابل ما يمثله الخميني بأعتباره مؤسس مدرسة الولاية العامة للفقيه.



من الواضح جداً ، هنا ، اثر النزعات السياسية في مفهوم الاجتهاد وتطلعات المجتهد ذو الطموحات السياسية ، لاستخدام الاجتهاد في قيادة اتباعه ، وضمان مطاوعتهم الكلية له ، لقيادتهم بسهولة اكثر نحو الاهداف التي يرجو الوصول لها. فالخروج على المجتهد ، أو عدم اطاعته تحسب بحكم الشرك بالخالق ، ويحقق المرجع بذلك سيطرة سيكولوجية تتشكل داخل المنظومة النفسية للأنسان لتمنعه عن الاختلاف او التمرد وتضمن الخضوع التام للمرجع. كما ان مثل هذه التوجهات السياسية تعطي المجتهد حق استخدام الردع ضد مخالفيه على اساس انهم مشركين ، وليسوا معارضين ، ليقلل ذلك من رد فعل الناس ضد ممارساته القمعية . وهي ان جردناها قليلاً من لبوسها الروحي الذي حاول اتباعها اضافئه عليها ، لاتختلف في شئ عن نظرية " الخليفة الحاكم بأمر الله " ، التي ابتدعها الخلفاء الامويين والعباسيين من بعدهم وحاول ان يلعبها خلفاء بني عثمان عندما اجبروا واحدا من بقايا بني عباس التنازل لهم ليصبحوا بذلك وكلاء او امتداد لحاكمية الله .



كما تبدو هذه الاحاديث أقرب للبدعة التي تنسف جميع اساسيات المذهب التي وضعها رواده الاوائل، الذين قالو بتخطئة المجتهد بأعتبار " ان مختلف الناس يمكن ان يدركوا موضوعاً واحد بأدراكات مختلفة، فالحقيقة بالنسبة لكل فرد تختلف عنها بالنسبة للفرد الاخر."
يتماشى هذه الرأي مع النظريات السيكولوجية الحديثة التي تقر بتأثر الادراك كوظيفة عقلية ، بكثير من العوامل . فأدراك موضوع ما قد يختلف من فرد الى اخر ، بل يختلف ادراك الفرد الواحد لنفس الموضوع باختلاف الظروف البيئية وحتى السيكولوجية للفرد . فالمجتهد باعتباره بشراً لا يمتلك العصمة ، ويتأثر بمختلف المؤثرات السيكولوجية والاجتماعية والبيئية ، فهو يمكن أن يخطأ ويصيب .




لذلك عرف الشيعة بالمخطئة مقابل مذاهب اسلامية اخرى ترى ان الفقيه او المجتهد لا يمكن ان يخطأ ، فعرفوا بالمصوبة ، يؤكد مطهري هذه الرأي بقوله : " لا يمكن ان نتصور المجتهدين مصيبين دائماً. أو أنهم لا يحتمل ان يخطئوا ، اذ كيف يمكن ان نقول ان ما يدركه المجتهد هو الحكم الحقيقي عينه . مع أن من الممكن جداً ان يختلف عدد من المجتهدين في رأي واحد في مسألة واحدة . أو ان مجتهداً واحد يمكن ان تكون له وجهتا نظر مختلفتان في وقتين متباعدين . فكيف يمكن اذن ان يكون مصيباً في نظرته دائماً ."




ان الاشكالية التي تطرحها مثل هذه الاحاديث ، هي ان عدم الالتزام برأي الفقيه هو شكل من اشكال "الرد" ويصبح بذلك كل الشيعة من مقلدي المجتهدين الاخرين ، في "حد الشرك"، فالمقِلد لاحد المجتهدين غير ملزم باعتماد احكام المجتهدين الاخرين. نفس الامر يمكن ان يقال عن بقية المسلمين من المذاهب الاخرى ، أو جماعات الشيعة الاخبارية ، او ذلك المحتاط الذي يجد في نفسه الكفاية لاستنباط الحكم الشرعي دون ان يحتاج لتقليد احدا من المراجع .



ان سيرة الائمة الاثني عشر (عليهم السلام)، ليس فيها ما يدل أو يوحي انهم ادعو مثل هذه القدسية المبالغ بها لانفسهم ، لذلك ليس من المنطق ان يمنحوا ذلك لأتباعهم . يذكر الدكتور عبد الله فياض ( وهو متهم بالطائفية وكان من أوائل اساتذة الجامعة الذين احالتهم سلطة البكر- صدام على التقاعد ) من خلال مناقشة لموقف الامام الصادق من حركات الغلو التي ظهرت في زمانه والتي تنسب له أو لأباءه بعض السمات والصفات القدسية ، مجموعة من الاحاديث . نذكر منها الحديثان التاليان ، اللذان يعكسان موقف الامام من هذه الحركات والتوجهات المتطرفة :




الاول: "أشهد اني امرؤ ولدني رسول الله (ص) وما معي براءة من الله ، ان اطعته رحمني ، وان عصيته عذبني ."


الثاني: "لا تقبلوا علينا حديثاً إلا ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهداً من احاديثنا المتقدمة ، فان المغيرة بن سعيد لعنه الله دس في كتب اصحاب ابي أحاديث لم يحدث بها ابي ، فأتقوا الله ولا تقبلو علينا ما خالف ربنا تعالى ، وسنة نبيه محمد (ص)..."



المرجع بشر كسائر الناس ، وليس هناك من سند فقهي يمكن ان يضعه فوق مستوى البشر ، وما يمكن ان يتعرضوا له من ارتكاب للاخطاء ، حتى لو استند الادعاء بالقدسية على حديث او اكثر من احاديث الائمة ، فالثابت لدى محققي الشيعة " ان الغلاة كانوا ينتحلون الاحاديث عن الائمة ويضعونها على ألسنَّة دعاة من ثقات الشيعة المعتدلين ليضمنوا رواجها بين الناس بعامة وجماعات الغلاة خاصة ." وحدد هؤلاء المحققين شخصيات بعض من هؤلاء الغلاة ، أمثال بنان والمغيرة بن سعيد ، محمد بن بشير ، وابو الخطاب ، وغيرهم .



يحدد الشيخ محمد جواد مغنية في دراسته المعروفة عن "الخميني والدولة الاسلامية"، دور علماء الدين ، بانهم "يمتازون عن غيرهم بأنهم دعاة خير واصلاح ، يامرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر وفيما عدا ذلك فهم والناس بمنزلة سواء ."

الدكتور عادل رضا
01-08-2005, 06:09 PM
الفصل الثاني: الاجتهاد والسياسة:

ان الجدل حول موضوع منزلة المجتهد واختصاصاته ، يتمحور اساساً على علاقة المجتهد بالسياسة ، اي ما اذا كان المجتهد يمتلك الحق في ان يكون حاكماً ومشرعاً ، نيابة عن الامام الغائب ، كما يرى اصحاب نظرية الولاية العامة ، أو يكتفي بالاختصاص في الافتاء والقضاء، اي "التصدي لنصب القيم والولي على العصر والمتولي على الاوقاف التي لا متولي لها والحكم بالهلال وغيرها". وهذا ما يفسر وقوف بعض المجتهدين في العراق موقف المتفرج من الاحداث السياسية التي مرت بالعراق ، ويمكن فهم بعض تدخلاتهم من باب علاقتهم المباشرة بالشرع ، كما حصل في فتوى المرجع السيد محسن الحكيم ضد الشيوعية في 1960. في حين وقف السيد الخوئي موقفاً محايداً من احداث انتفاضة اذار 1991، وما تلاها من عمليات قمع واسعة تعرض لها الشيعة (انصار الخوئي نفسه) .




يظل الجهاد ، ومقاومة المحتل الاجنبي : باعتباره ركناً اساسياً من اركان الاسلام ، هو الموقف السياسي الوحيد الذي يجمع عليه جميع المجتهدين من انصار المدرستين على انه واحداً من مهام المرجع الذي لا يحتاج للافتاء به الحصول على اذن مسبق من الامام . للشروع فيه. ويسمى بالجهاد الدفاعي ، تمييزاً له عن الجهاد الابتدائي اي ابتداء المسلمين بالهجوم على بلاد الكفار بغاية دعوتهم للاسلام والذي لا يجوز الا بفتوى مباشرة من الامام المعصوم .




يسجل تاريخ المرجعية الشيعية ، الالتزام الكلي بهذا المبدأ ، ليس فقط ضد الغزو العسكري المباشر ، بل ازاء اية خطوة مهما كانت صغيرة ، اذا كانت تشكل مساساً باستقلال وسيادة الدولة الاسلامية ، كما حصل في قضية التنباك المشهورة ، حيث منح شاه ايران ناصر الدين امتياز احتكار التنباك وبيعه في كافة انحاء ايران لشركة بريطانية عام 1891. مما دفع المرجع الميرزا محمد حسن الشيرازي لتحريم استعماله ، وهذا ما اجبر الشاه على التراجع ، والغاء الاتفاقية. كما استجاب شيعة العراق ومراجعهم لدعوة الجهاد التي اعلنها المراجع في ايران ضد الاحتلال الروسي لمدينة تبريز الايرانية عام 1911.




قد يوحي الحدثان ، وكان مجتهدي الشيعة معنيين فقط بالشؤون الايرانية ، وباعتبار طبيعة الحكومة التي تتبنى المذهب الشيعي ، الا ان موقفهم ازاء كثير من الاحداث التالية التي مرت بالبلاد العربية والعراق ، تبعد مثل هذا التصور ، فقد اشترك مجتهدين الشيعة مع اخوتهم من علماء السنة بالفتوى بالجهاد عن طرابلس الغرب( ليبيا حالياً). عندما تعرضت للاحتلال الايطالي عام 1911. وليبيا عملياً موطناً للمسلمين السنة ، تابعة للدولة العثمانية ، التي ظل التمييز الطائفي ضد الشيعة يحكم سلوك خلفائها وسلاطينها حتى سقوطها. الامر نفسه يمكن ان يقال عن حركة الجهاد التي قادها علماء الشيعة لمواجهة طلائع الاحتلال البريطاني في العراق عام 1914، حيث سار مجتهدي الشيعة شوطاً بعيداً في الدفاع عن الدولة العثمانية ، ولم يكتفوا بالافتاء بالجهاد ، بل تبوء معظمهم ادواراً قيادية ميدانية ، وساروا على رأس حملات عسكرية لتجمعات من المجاهدين المتطوعين لمواجهة قوى الاحتلال، كالسيد محمد سعيد الحبوبي، والشيخ مهدي الخالصي، والسيد محمد الحيدري وكثيرون غيرهم .




سجل هؤلاء العلماء مواقف مميزة من الاستعداد للتضحية بالنفس والمال في مقاومة المحتل ، ويدون لهم التاريخ " انهم لم يكتفوا بأنفاق المبالغ التي وضعت تحت تصرفهم على حركة الجهاد ، بل زادوا على ذلك فأنفقوا من اموالهم الخاصة أو من الحقوق الشرعية التي كانت تُقدم لهم . وقيل عن الحبوبي بوجه خاص انه كان غنياً له املاك خاصة فرهنها لكي ينفق منها على المجاهدين ."




عندا تحقق لقوات الغزو البريطانية الانتصار على القوات التركية ، وقوات المجاهدين ، واحتلال العراق . وتوجه القوة المحتلة لتنصيب برسي كوكس حاكماً للعراق ، كما هو حالة بريمر الآن . تحرك علماء الشيعة بقيادة الميرزا محمد تقي الشيرازي والشيخ مهدي الخالصي لمواجهة واحباط مخططات المحتل، وقيادة ثورة 1920 التي اجبرت البريطانيين على التراجع ، والخضوع لارادة العراقيين بأختيار فيصل الاول ملكاً على العراق .



يسجل التاريخ ايضاً ، لكل من الميرزا محمد تقي الشيرازي ، والشيخ مهدي الخالصي ، ومن أزّرهما من العلماء ، ارتقاءهم فوق مستوى الانتماءات الطائفية ، ليبرزا كقائدين لجميع العراقيين وبمختلف طوائفهم. واذا كان الموت قد قطع الدور الذي تبوءه الشيرازي ، ظل الشيخ مهدي الخالصي يتحرك كقائد لكل العراقيين في تصديه لترسيخ اهداف ثورة العشرين ومنع توقيع المعاهدة التي ارادت بريطانيا ان تقيد بها العراق ، وتنتقص من استقلاله .



اضافة لتحركه بالمطالبة ببناء قوات مسلحة وطنية تتولى الدفاع عن امن البلاد وحدوده ، بعد ما عرف بغارة الاخوان على عشائر مدينة الناصرية في 11/أذار/1922.



تلك المطالبة التي كانت تعبر عن رغبة العراقيين بكل طوائفهم ، ووقف السنة كما هم الشيعة جميعاً خلف الخالصي ، وشارك علماء السنة بقيادة عبد الوهاب النائب في مؤتمر كربلاء الذي دعى له الخالصي ، كما شارك مندوبوا وممثلوا المدن السنية الموصل ، وتكريت ، وعشائرهما في المؤتمر. وارسل اهاليهما برقيات تاييد للشيخ الخالصي تؤكد على استعدادهم "لتنفيذ اي قرار يصدر منه بأموالهم وأنفسهم" ترأس وفد تكريت في هذه المؤتمر مولود مخلص ، كما ترأس كل من سعيد ثابت وعجيل الياور وفد الموصل .




جرى هذه في الوقت الذي أنشق فيه بعض شيوخ العشائر الشيعة على الخالصي ، وعقدوا مؤتمر في الحلة ، يؤيد توقيع المعاهده ، ويطالب بتفويض قوات الاحتلال مهمة الدفاع عن العراق ، ورفض تشكيل جيش عراقي مستقل . ونذكر هناك حقيقة كون تشكيل الجيش العراقي كان مطلباً شيعياً ، وليس كما يحاول ان يروج بعض مزوري التاريخ من الشعوبيين من انه اسس لقمع الشيعة ، وضد رغبتهم وارادتهم ، ولم تكن هذه الدعوات الشعوبية الا مقدمات لتدمير الدولة العراقية بالاحتلال كما حصل فعلاً .




وهكذا وقف مع الخالصي غالبية الشعب العراقي من الشيعة والسنة باستثناء قلة من الطرفين كانت قد حسمت موقفها مع المحتل الاجنبي دون اعتبار لقيم دينية او طائفية او وطنية.
الفقيه الشيعي ، اذاً ، وان كان من مدرسة الولاية الخاصة ، وغير معني شرعاً بالسياسة ، إلا انه مكلف تكليفاً شرعياً بأتفاق الاراء بمقاومة اي شكل من اشكال الاحتلال ، ولاي بقعة من بلاد المسلمين ، واذا كان هناك حالات شاذه قليلة حاولت ان تتخذ من مفهوم الولاية الخاصة غطاء لتتهرب لسبب أو اخر عن اداء هذا التكليف الشرعي . كما هي حالة السيد كاظم اليزدي الذي كان يتهرب عن دعم ومؤازرة المطالب الشعبية العراقية ، بالاستقلال ، وتعين حاكم عربي مقابل توجهات قوى الاحتلال البريطاني لتعيين حاكم بريطاني في العراق عام 1918، بقوله "انا كرجل دين لا يعرف غير الحلال والحرام ، ولا دخل له بالسياسة مطلقاً، فأختاروا ما هو اصلح للمسلمين ."




ان شذوذ السيد اليزدي هذا ، لا يلغي حقيقة اجماع فقهاء الشيعة اصحاب المدرستين على مبدأ مجاهدة اي شكل من اشكال الغزو والاحتلال الاجنبي لاي بقعة من ارض المسلمين ، بغض النظر عن طبيعة الحكم ، وشخصية الحاكم .



الفصل الثالث: موقف الائمة المعصومين من الاحتلال الاجنبي





من الصعب الحكم بالاصل الشرعي لمسؤولية الفقيه عن الجهاد الدفاعي ، إلا ان مراجعة سيرة الائمة من آل البيت ، قد تفسر ذلك الاجماع باعطاء الاولوية لمقاومة الاحتلال الاجنبي حتى على مقاومة الحاكم الظالم ، أو غير الملتزم بتطبيق الشريعة الاسلامية .

الدكتور عادل رضا
01-08-2005, 06:11 PM
فمن الروايات الشائعة عن الامام علي (ع) ، ما عبر به أمام جيشه في معركة النهروان ، عن استعداده للتغاضي عن انشقاق معاوية ، ووضع يده بيد معاوية للتوجه لمقاومة الروم الذي استغلوا انشغال المسلمين في حروبهم الداخلية ليحتلوا قرية في شمال بلاد الشام تابعة ادارياً لسلطة معاوية (وليس لسلطة الامام) .




وكان أحد الخيارت التي عرضها الامام الحسين عند محاصرته في كربلاء من قبل جيش عمر بن سعد ، هو ان يتركوه ، ما داموا مصممين على قتله ، ليلحق بجيوش المسلمين للدفاع عن الثغور ليقاتل هناك حتى يُقْتلَ .




تلك كانت جيوش الدولة الاموية ، الخاضعة لسلطة يزيد بن معاوية ، الذي خرج الحسين (ع)ليقود الثورة عليه.



يقدم الامام الرابع علي زين العابدين بن الامام الحسين (ع) ، منهجاً واضحاً للتمييز بين دولة المسلمين وحاكمها الظالم أو الغير ملتزم بالشريعة الاسلامية ، من خلال الدعاء المعروف بدعاء الثغور ، وهو أحد أدعية الصحيفة السجادية التي يعتز بها الشبعة جميعاً بمختلف توجهاتهم ومدارسهم الفقهية. الغاية من الدعاء هو شد أزر ودعم معنويات الجنود المسلمين المقاتلين دفاعاً عن ثغور المسلمين ، مع انهم جنود الدولة الاموية ، اي انهم مقاتلي نفس الجيش الذي قتل ابيه وسبعون من اهله وأعوان ابيه ، وأسَّرَه وبقية أسرته من النساء والاطفال.



ومع ذلك يدعو الامام زين العابدين لهم بالنصر ، بمفردات ملهوف يستخدم فيه كل عبارات التمني بالانتصار ، وبكل عبارات الكره ، وتمني الشر لاعدائهم . اغرب ما في الامر ورغم ام ادعية الامام زين العابدين (ع) شائعة جدا ويروج لها بكل المناسبات ، لكن هناك تغييب يبدو مقصود لهذا الدعاء ، الذي لايعرف به الا قلة من الشيعة . (تكرر قناة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله يوميا قراءة هذا الدعاء وكانها تريد ان تذكر رجال الدين الشيعة بالامر ، وان تقول بشكل غير مباشر ما نقول نحن هنا بوضوح ) .




التراث الشيعي اذاً وكما يتمثل من خلال سيرة ائمتهم الابرار ، الذين وان ابتعدوا عن طلب الحكم والتدخل بالسياسة ، حتى في ظل سلطة حاكم جائر ، إلا انهم كانو قد جسموا موقفهم من اية قوى محتلة غازيه يمكن ان تتطاول على بلاد المسلمين ، ينسون معارضتهم او سلبيتهم تجاه السلطة الحاكمة ، ويستنهضوا شيعتهم واصحابهم لمقاومة الغازي. كان موقفهم من الوضوح بحيث لم يستطع جميع فقهاء الشبعة تجاوز الأمر ، فأقروا جميعاً وعلى امتداد المسيرة الطويلة لمبدأ الاجتهاد بواجب الجهاد الدفاعي ، لا يعفيهم عن هذا الواجب ، قرارهم بالولاية العامة أو الخاصة.




ينتمي المرجع الحالي السيد علي السستاني لمدرسة الولايه الخاصة ، وهو لم يتخلى عن اداء واجبه الشرعي بالافتاء بالجهاد لمواجهة الغزو الاميركي. فكما عرض تلفزيون بغداد ، ولايام قليلة قبل العدوان السيد عدنان البكاء ، وهو يقرأ نص الفتوى ، التي لم تأخذ صداها المطلوب ، لعل سبب ذلك اعتقاد الناس ان تكون الفتوى ملفقة ، أو ان السيد كان قد دبجها تحت ضغط السلطة . وفي هذا تجني على السيد ، فالشجاعة شرط من الشروط الشرعية للاجتهاد. ولايمكن ان يتحمل السيد هذه المسؤولية ، وهو على ما هو عليه من الورع والتقوى ، فيظل صامتاً على هذا التزوير مع ان له كثير من الوكلاء والمكاتب المنتشرة في كافة انحاء العالم ، يستطيع من خلالها على الاقل تكذيب خبر الفتوى ، والتقية بمثل هذه الامور باطلة ، فالغاية الاساس من التقية هي الحفاظ على الذات ، والافتاء بالجهاد قد يعرض ارواح الكثير من الناس للموت ، يعني ان درء الاذى لا ينسجم مع القول بمبدأ الجهاد .




إلا ان ما يثير الاستغراب ، موقف السيد السستاني بعد الحرب ، وانتصار قوى الاحتلال ، حيث انزوى في منزله بما يشبه حالة مقاطعة توحي عند الاخذ بنظر الاعتبار الفتوى بالاجتهاد ، وكأنه موقف احتجاج سلبي ضد الاحتلال ، بل وحتى استنكار لموقف اتباعه السلبي من فتواه. يتحول الاستغراب الى حالة من الدهشة وحتى الصدمة عندما كسر السيد صمته وتحرك حركة غير موفقة للاسف ، سيكون لها انعكاساتها السلبية على صورة المرجعية عند انصارها ، كما في نظر قوى الاحتلال ، فبعد صمت دام حوالي ثمانية اشهر بادر السيد للمطالبة بالاتخابات كبديل وطني لاتفاق نقل السلطة بين قوى الاحتلال وصنائعها. إلا انه عاد فألغى او عطل هذا المطلب عندما علقه بشرط ان تكون الامم المتحده حَكماً ، ليقرر ما اذا كان بالامكان اجراء الانتخابات في هذه المرحلة ، أو ...لا. اي ان السيد قال بالشئ وضده في نفس المطلب .



هذا التناقض في الموقف ، المطالبة بالانتخابات ، وبما يعطلها بنفس الوقت ، ينقض المبادئ الشرعية العامة التي قام عليها مبدأ الاجتهاد بل ويلغي الاسس التي قام عليها الاجتهاد عند الشيعة . فالاجتهاد بأعتبار انه " العمل بالرأي." وهذا يعني انه في الحالات التي لم يتعين فيها التكليف الالهي أو انه متعين ولكنه خاف ، يرجع المرء الى العقل والذوق . فما كان اقرب الى الذوق والعقل والحق والعدل واشبه بالتعاليم الاسلامية . يحكم به." .هذا يعني ان السيد ينفي مبدأ العمل بالرأي ، فهو لايعمل برأيه كمجتهد يمتلك القدرة على استنباط الحكم الشرعي ، بل برأي الاخر ، وهو ليس مسلما ولا مجتهد ، ويميل لصف العدو ، فهو لايصلح ان يكون حتى حَكما عادلا .




عندما يضع الانسان جانباً حقيقة ان الحكم بالجهاد الدفاعي ، واضح جداً من خلال مواقف الائمة الابرار من آل البيت ، الذين يرتكز المذهب الشيعي على اساس الولاء لهم ، والاقرار بأنهم الاكثر ثقة في تفسير الكتاب الحديث فأن الاجتهاد كمبدأ والذي كان السبب في وضع السستاني فيما هو فيه من مكانه ، سيهتز بمثل مواقف السيد هذه .



فأما ان تكون مطالبته ناتجة من احساس بموقعه القيادي لطائفة كبيرة من مسلمي العراق ، الذين يتعرضوا ظلماً لاسوأ انواع الخسف والاستهانه من قبل قوى الاحتلال . والتي تتنافى كلياً مع أبسط مبادئ حقوق الانسان ، والقواعد العامة للقوانين التي تحدد سلوك سلطات الاحتلال ، ناهيك عن تصادمها مع القيم الاسلامية التي يفترض ان السيد يقف في موقع الحامي المطلوب منه الحفاظ عليها ، والدفاع عنها .




المطالبة بالانتخابات ، هي مطالبة بحق طبيعي ، يفترض ان دوافعه من المطالبة بها ترتكز على اساس الفهم السليم لحق الانسان الطبيعي في ان يتحكم بأقداره ومصيره ، بأرادته هو بعيداً عن شكل من اشكال السيطرة او التبعية او الوصاية للاجنبي . ويفترض بزعيم الجماعة ، اية جماعة ، عندما يطالب ببعض حقوقها يدرك جيداً اكثر من اية هيئة دولية أو انسان أخر ، ما هي هذه الحقوق ، وكيف يمكن استعادتها أو تحقيقها ، دون ان يحتاج لمشورة احد ، ولا حتى هيئة الامم المتحدة أو خبرائها. فهو الاخبر بالامر من مراقب خارجي له حساباته الخاصة ، التي تاخذ بنظر الاعتبار عدم الاصطدام بارادة القوة العظمى ، التي تستضيف الهيئة العامة بكل موظفيها على ارضها ، وهذا مصدر اخر للتأثير على موظفيها الاداريين .



ان الزعامة أو القيادة تعني بمفهومها السياسي أو الاجتماعي قدرة الزعيم على فهم مطالب الجماعة ، واعتماد السلوك الانسب لتجسيدها ، والحرص الشديد على تحقيقها ، والمحافظة عليها. اما استعانة الزعيم بطرف خارجي للحكم في امكانية تحقيق ما هو حق طبيعي للجماعة او الشعب ، يعني ان الزعيم يتخلى عن أهم ادواره القيادية ، مع ان العراق ليس عقيماً الى هذا الحد ، وفيه من الخبرات الوطنية ما يغني عن الحاجة لتحكيم السيد انان او ممثليه . وهذا يعني عجز الزعيم على ادراك حقوق الشعب .



بقدر ما يعني استشارة طرف خارجي ، هو اقرب بالواقع لموقف الخصم ، العجز عن ادراك الحق والحقيقة ، فهو ايضاً تصرف لا ينسجم مع مبادئ العقل والذوق والحق والعدل ...!؟ ويزعزع مبدأ الاجتهاد من اساسه ، لانه يوحي بالعجز على ادراك المشكلة ، بما يمنع من اتخاذ الموقف الشرعي المناسب .



ان ثمانية أشهر من الصمت الذي لازمه السيد السستاني كانت كافية لان تكشف للعالم اجمع زيف أدعاءات الادارة الاميركية حول الاسباب التي دفعتها للعدوان والغزو. وظهر بوضوح عدم صدق تخريصات كولن باول امام مجلس الامن عن مخابئ الاسلحة العراقية التي التقطتها الاقمار الصناعية ، والمختبرات التي عرض صورها ، وما ردده الرئيس الاميركي واعضاء ادارته عن يقينهم الثابت بوجود صناعات متطورة لاسلحة الدمار الشامل في العراق، ودحضه واستخفافه بالتقارير المتواصلة لهيئات التفتيش التي ارسلتها الامم المتحدة ، بطلب من امريكا وتحت اشرافها المباشر ، والتي تؤكد خلو العراق من هكذا أسلحة. مع ذلك لم تتحرك الامم المتحدة لمنع الحرب او على الاقل استنكارها بل تحولت الى هيئة لشرعنة الحرب ، ثم الاحتلال ، وكأنها مجرد هيئة دعائية واعلامية تابعة لأحد مكاتب البيت الابيض.



هذا اضافة الى المذكرات العديدة ، والاعترافات التي آدلى بها بعض موظفي الادارة الاميركية انفسهم على الاسباب الحقيقة للعدوان ، وكيف انه كان عدوان مبيت حتى من قبل احداث 11 ايلول (سبتمبر) ، بكثير. واعترافات بول اونيل ، وزير التجارة الاميركية السابق. أضافة الى ان الاطلاع على الاسباب التي دفعت اميركا لتشكيل قوات التحرك السريع ، في اواخر السبعينات من القرن الماضي ، ومخطط شارون – اتيان الذي نشر عام 1982، حول رغبة اسرائيل في تقسيم العراق والدول العربية الاخرى الى دويلات صغيرة ، ومتنازعة. ثم تصريحات كولن باول عن نيات الادارة الاميركية لاعادة العراق الى مرحلة ما قبل الثورة الصناعية.


أَلم يكفي كل ذلك لأن يدرك السيد ، حقيقة كون ما سُميَّ بحرب تحرير العراق ما هي بالحقيقة إلا حرب تحرير اسرائيل من عقدة الخوف من القوة العراقية ..!



اذا كان الناس لازالوا مدهوشين بهول صدمة الاحتلال المشوشة والمختلطة بالشعور المفاجئ بالتخلص من حكم طاغية مجرم ، مارس كل اشكال القمع والجريمة ضد شعبه. فأن على الفقهاء والخبراء والمثقفين ان يبادروا لكشف الحقيقة لمواطنيهم ، وتعريفهم بالاسباب والمعاني الحقيقية للاحتلال . وهذا يشكل جزءً من التكليف الشرعي المناط بهم

الدكتور عادل رضا
01-08-2005, 06:13 PM
الفصل الرابع:الشيعة والحكم

يُفسر البعض عدم وضوح موقف السيد السستاني من الاحتلال بخوف الشيعة في ان لا تتكرر تجربة الحكم في بدايات تشكيل الدولة العراقية الحديثة ، حيث يروج بعض المرتبطين بدوائر المخابرات الغربية والصهيونية لفكرة مختلَّقة عن اتفاق كان قد تم بين الانكليز ومشايخ السنة في العراق على تسليم الحكم للسنة وابعاد الشيعة .


المتتبع لتاريخ ظهور هذه الفكرة يستطيع ان يرصد بدايات ظهورها بشكل مكثف بعد نشر المخطط الصهيوني المعروف بخطة شارون – ايتان عام 1982، والذي يرمي الى تمزيق الدول العربية الحالية ، والعراق من ضمنها الى دويلات صغيرة متناحرة من اجل اضعاف العرب ، وحماية أسرائيل . فظهرت مباشرة بعد ذلك مجموعة من الكتب تتناقل رواية مزعومة عن اتفاق تم بين عبد الرحمن النقيب ، والمندوب السامي البريطاني الببرسي كوكس على ابعاد الشيعة عن الحكم . والرواية تم صياغتها على اساس احتمالات طرحها الدكتور على الوردي ، وهو يتساءل عن اسباب موافقة النقيب على منصب رئاسة اول وزارة عراقية ، بعدما كان يرفض ذلك .



ان ببرسي كوكس كان قد التقى مع المرجع الاعلى في حينها السيد كاظم اليزدي ، الذي رفض المشاركة في الحكم . لا يدري الانسان لماذا لا يعتبر ذلك الموقف السلبي من الحكم عند السيد كاظم اليزدي ، هو المؤامرة الحقيقية ، اذا كان هناك أية مؤامرة لابعاد الشيعة.!؟



بعد ان تم تنصيب الملك فيصل الاول على عرش العراق ، كان الملك يطمح للتخلص من عبد الرحمن النقيب ، المعين بوظيفة رئيس الوزراء من قبل الانكليز ، لانه عميل يحرص على كسب رضى الانكليز على حساب رضى الشعب ، فارسل الملك فيصل الشيخ عبد الواحد سكر الى النجف لدعوة علماء ووجهاء الشيعة للتعاون معه في تشكيل وزارة وطنية برئاسة واغلبية شيعية .


إلا ان دعوة الملك والشيخ عبد الواحد قوبلا بالرفض والاتهامات ، حتى ان الشيخ عبد الواحد شعر بالخجل والاحراج من العودة للملك ونقل صورة الرفض المتشنج الذي واجهه ، ففضل العوده الى قريته ، ليكتب من هناك رسالة يخبره فيها برفض العلماء للمشاركة بأي حكومة . مما اضطر الملك الى ان يلجأ لمجموعة الضباط الذين شاركوه في الثورة ضد الاتراك.
لم يكتف مراجع وعلماء الشيعة بالمقاطعة السلبية ، بل افتوا بتحريم الوظائف ، وتحريم حتى ارسال اولاد الشيعة للتعلم في المدارس الحكومية. وشن الشيعة حملات تشويه وتشكيك ضد كل من يشارك بالحكم كما حصل لعبد الحسين الجلبي ، الذي رفض الالتزام بالفتاوي، وشارك بالوزارة ، ولمرات عديدة . كما اطلق الناس لقب "علماء الحفيز" على من يتصل بالحكومة من رجال الدين الشيعة .



عندما بدأ الشيعة يتحللون من الالتزام بفتوى تحريم التعلم في المدارس الحكومية ، كانت فرص التوظيف امامهم قليلة بسبب ملأ الشواغر الحكومية. مع ذلك تمكن ابناء الشيعة الذين اكملوا دراستهم الجامعية من الوصول لأعلى الوظائف بما فيها الوزارة ورئاسة الوزارة .



اغرب ما في نظرية المؤامرة المزعومة ، هذه ان نسبة توظيف الشيعة في الوزارات المختلفة في زمن نوري السعيد وعبد السلام عارف كانت اعلى بكثير مما هي عليه في فترة حكم عبد الكريم قاسم، ومع ذلك أَتهِمَ الاولان بالطائفية ، وبرئ الاخير ، مع انه حاول ان ينقض على الاسلام ككل .



حاول بعض مثقفي الشيعة أتخاذ مثل هذه الروايات ليبرروا عمالتهم لاميركا واجهزة المخابرات الغربية والصهيونية بحجة الحرص على "حقوق الطائفة"، وتصوير العمالة وكانها الوسيلة الوحيدة للتخلص مما يروجون له عن "مظلومية الشيعة".




حصل خلال انعقاد ما عرف بمؤتمر لندن للمعارضة العراقية ، الترويج المكثف لهذه الفكرة. وأصبحت قيم اليمين المسيحي المتطرف ، لاقيم ومبادئ علي (ع) وابناءه الائمة الابرار ، هي الحل الامثل للتخلص من هذه المظلومية.


وصعد الطابور الخامس من العملاء والوصوليين والشعوبيين من الطرفين ، ممن يحرص ولاسباب مختلفة على تحقيق اهداف مشروع شارون _ ايتان، من حملته للترويج لمقولة ان الارتماء على المقعد المريح في القطار الاميركي هو الحل السليم لما قيل عن "مظلومية الشيعة" . أهتزت بفعل هذه الجملة قناعات بعض الاحزاب الدينية الشيعية والسنية ، بشكل لا يتناسب مع درجة الوعي السياسي الذي يدعونه. وكانت المفاجأه قبول كل من الحزب الاسلامي ، وحزب الدعوة للمشاركة بلعبه ما يسمى بـ "مجلس الحكم".



يفترض ان السيد على درجة من الورع والتقوى ما يجعله في موقع الحصانة من التاثر بأية هزة من هذا النوع ، بل وهو بحكم موقعه هذ ا، وما عليه من الورع والتقوى يصبح واجبه ان يشكل مناعة مضادة لتهدئة هزات الاخرين من المسلمين بمتختلف طوائفهم ، ليرتقي بذلك لمستوى الزعامة العراقية الروحيه ولكل العراقيين بدون استثناء .



وتجربة الشيخ مهدي الخالصي في عشرينات القرن الماضي خير مثال . كما أن لنا في سلوك الشيرازيين ، الميرزا محمد حسن ، والميرزا محمد تقي خير اسوة وقدوة في احباط مخططات قوى الاحتلال البريطاني لتعميق الهوة، واثارة النزاع بين الشيعة والسنة ، لاحباً بواحد منهما ، بل رغبةً بأنهاكهما ، وتدمير الاسلام والمسلمين . ففي حادث لابن الميرزا محمد حسن الشيرازي مع احد الاشخاص من اهل سامراء، قُتل ابن الميرزا . "ولم يحرك الامام المجدد ساكناً مطلقاً فالتفت اعداء الاسلام – يقصد بهم الانكليز - الى هذه الناحية وارادوا شراً بالعراق في استغلال الموقف ، وقصدوا الامام المجدد الى سامراء طالبين منه الاحتجاج على هذا التصرف المهين ضد مقامه العالي ، فردهم الامام الشيرازي بقسوة قائلاً لهم :


ارجو ان تفهموا جيداً ان لا دخل لكم ببلادنا مطلقاً وما هذه القضية إلا حادث بسيط بين اخوين ." وهناك رواية اخرى تقول انه رفض اصلاً استقبال القنصل البريطاني " وبعث له شخص يبلغه بكلمته وهي "نحن مسلمون فلا حاجة لتدخلكم بيننا".



حاول المندوب السامي الانكليزي ان يكرر المحاولة مع الميرزا محمد تقي الشيرازي عام 1919، فزاره في مقره في كربلاء ليعرض عليه ترشيح شخص شيعي ليحل محل كليدار سامراء في حينها ، وهو سني . فردَّ عليه الميرزا الشيرازي بقوله : "لا فرق عندي بين السني والشيعي ، وان الكليدار الموجود رجل طيب ولا اوافق على عزله ."



لم يكن الامام علي (ع) شيعياً ، بل مسلما ً، شايعته فئة من المسلمين لاعتقادها أَنه افضل من يجسد قيم الاسلام ومبادئه . ومع ذلك لم تجد في حياته ولا مثلاً واحد يمكن ان يقدم دلالة على انه غلب مصلحته الخاصة على مصلحة عامة المسلمين ، أو دولتهم ، وبغض النظر عن رضاه او معارضته للحاكم . وقصته في رفض مبادرة ابو سفيان لمبايعته معروفة ، يوم جاءه ابو سفيان قائلاً "مد يدك لأبايعك." وتفسير الامام علي عندما سؤول عن سبب ممانعته للاستجابه لذلك: " انها يد امتدت لهد الاسلام." مع ان الامام كان يعلم ان تحالف الهاشميين مع ابناء عمومتهم من الامويين كان يمكن ان يقلب معادلة الحكم لصالحه .



واذا سلم الجميع بالأحقية المطلقة في الخلافة لامام علي (ع) ، يمكن ملاحظة ان فرصاً عدة تهيأت للامام في التخلص من الخليفة عمر بن الخطاب ، إلا ان موقفه الواضح في مثل هذه الفرص يعكس حالة خوف وحرص شديدين على حياة الخليفة عمر اكثر من اي صحابي اخر، عندما اقترح جميع الصحابة على عمر بأن يخرج على راس الحملة الموجهة لفتح العراق ، إلا الامام علي كان الوحيد الذي عرض مخاوفه من ان يُمسَّ عمر بمكروه فتهتز بذلك دولة الاسلام

الدكتور عادل رضا
01-08-2005, 06:14 PM
من بعده . وفي موقعين في نهج البلاغة يربط الامام علي وجود الاسلام ودولته بوجود الخليفة عمر . يخاطبه في احدهما "ان الاعاجم ان ينظروا اليك غدا يقولوا هذا اصل العرب فاذا قطعتموه استرحتم فبكون ذلك اشد لكلبهم عليك وطمعهم فيك "

ما يستنتجه الانسان من مثل هذه القصص ان الصراع على الحكم مهما بلغت حدته يجب ان لا يوظف لصالح عدو خارجي ، يتربص لاحتلال دولة من دول المسلمين أو بعض ما اراضيها. وليس هناك في تراث الائمة (ع) ولو اشارة صغيرة ما يشير الى نزعة أو توجه للتحالف مع عدو خارجي مع ما عرف عنهم من معارضة مطلقة لانظمة الحكم السائدة في حينها. فهل يحق لأحد ان يكون علوياً اكثر من الامام علي ..!؟ ويغلب رغبته في الحصول على وازارة أو رئاسة وزارة يمكن ان يتولاها تحت اشراف جزمات اليمين المسيحي المتطرف ، وعلى حساب سلامة العراق وسيادته ، واستقلاله ، بحجة حبه وحرصه على تراث الامام علي وآل بيته.
اية قدسيه ستبقى لمهد التشيع الاول ، وكل ما فيه يداس بجزمات اليمين المسيحي المتطرف ، الذي يؤمن بان الحفاظ على دولة اسرائيل ، واجب مقدس ، وشرط اول لظهور المسيح ، بعد تحقق الشرط الثاني ، وهو حصول مذبحة كبيرة في بلاد المسلمين يُقتل بها الملايين منهم. تلك الخرافة التي ظلت تضغط على عقل الرئيس بوش وادارته ، الى حد الرغبة في البحث عن مبرر لتصعيد الحرب ضد العراق الى حد استخدام الاسلحة النووية وقتل الملايين من العراقيين، بأمل التعجيل بظهور المسيح ثانية ليعيش 800 عام وينعم بوش وانصاره بمثل هذا العمر الطويل باعتبار انهم هم الذين مهدوا لظهور المسيح ..!

وقد تحقق الشرط الاول ، بتخليص اسرائيل من هاجس الخوف من الخطر العراقي المحتمل ، الذي يمكن ان يؤخر معجزة ظهور المسيح ، فأن ضياع الفرصة لتحقيق الشرط الثاني بقتل الملايين من العراقيين بدفعة واحده ، يمكن تعويضها بحرب اهلية يقتل فيها العراقيين بعضهم بعض .

ان نفس الملامة يمكن ان تؤخذ السادة علماء السنة الذين بادروا لتشكيل مرجعية دينية سنية ، للحفاظ على حقوق الطائفة . كان يفترض منهم ان يدركوا جيداً ، ان المستقبل سيكون لمن هو اكثر حرصاً على المصالح الوطنية العراقية ، شيعياً كان او سنيا ً. وهم بهذا السلوك يضيعوا فرصة الاجماع الشعبي الوطني حول ايه شخصية وطنية شيعية او سنية يمكن ان تبرز كممثلة للمصلحة الوطنية ، ويضعفوا موقفه امام حملات التشويه المشبوهة التي ستركز على الانتماء الطائفي لهذا الرمز أو ذاك، عبد الله الركابي أو وميض عمر نظمي ، زيدان خلف النعيمي أو رياض عبد الكريم حسن ، صبيح عبد الله أو عبد الجبار الكبيسي . حارث الضاري أو مقتدى الصدر .... وغيرهم من الوطنيين من ابناء الطائفتين .


ليس هناك في قاموس هرطقات وخرافات اليمين المسيحي المتطرف ما يشير الى ان تعين رئيس وزراء شيعي او سني يمكن ان يعجل بظهور المسيح ، فمعجزه الظهور ليست طائفية ولا اسلامية ايضا ، ولا تميز بين مسلم شيعي او سني . ورد الفعل السياسي الغير مدروس يخدم شئنا ام ابينا مخططات عدو مشترك.


لم يكن موقفاً عفوياً ، كما انه لم شيعياً من الموالين لعلي بن ابي طالب ، من يروج للغة النِسَّبْ السكانية على حساب المصلحة الوطنية . ويجب ان يُفهم على حقيقته ، كأجير مامور ، يردد ما يمليه عليه سيده مقابل أجرا ً، أو وعداً "بملك الري" . كما ان الانجرار ، أو رد الفعل امام هذه الاشاعات والدعايات الموجهة توجيهاً سيكولوجياً مدروساً لا يدل على عمق في الوعي السياسي بالمخططات التي تروج لها قوى الاحتلال . وتخدم او تسهل تحقيق هذه الخطط الاميركية- الصهيونية.


ان الاذلاء من العملاء المأجورين المحسوبين ظلماً على التسنن الذين اتصلو بالحزب الاسلامي يحثونه على المشاركة في مؤتمر لندن مخافة ان يتفق الشيعة مع الاميركان للاستيلاء على الحكم ، معروفين جيداً بأن ليس هناك من رادع اخلاقي يحركهم بعيداً أو يمنعهم من ممارسة العيب ، كما هم المأجورين من الشيعة الذين نشطوا يتباكون على مظلومية الشيعة ، ويبشرون بالفرج في الركض وراء قوى العدوان كي لا تتكرر قصة المؤامرة المزعومة عن اتفاق السنة مع قوى الاحتلال البريطاني في بداية العشرينات من القرن الماضي.


لا..أولئك كانوا حريصين على قيم ومبادئ عمر ، ولا..هؤلاء يؤمنون فعلاً بالمدرسة الاخلاقية للامام علي . بل يقفون بالواقع في صف اعداء عمر وعلي، صف الصليبين والصهاينة، واليمين المسيحي المتطرف .


ان عمر وعلي كانا مدرستين اخلاقيتين ، قبل ان يكونا مجرد خليفتين . الولاء لهما لا يتحقق بتكتيف الايدي او تسبيلها عند الصلاة (هذا اذا كان فعلاً من بين هؤلاء الاجراء من يحفظ القراءات المطلوبة عند الصلاة) ، أو يتولي وزارة تخضع لأمرة الجزمة الاميركية . بل يتحقق اولاً بالالتزام بأخلاقياتهم قولاً وفعلاً ، والارتقاء فوق مستوى النزعات الذاتية ، لا من خلال الطاعة العمياء لتعليمات المعلم بريمر ، أو طمعاً بمكافأته . بل بمعرفة الرسالة الاخلاقية ، والوطنية - العروبية لعمر وعلي .


ان قدسية الارض اي بقعة من الارض لا تأتي من خلال عجن ترابها لصنع "تربة للصلاة" أو بناء قصر عليها ، او الحصول على وزارة لنهب اموال ابناءها. بل من خلال ما تكتنزه من تراث ، وحضارة ، وتفاعل ابناءها مع حركة التطور العالمي في مسيرة الحضارة الانسانية .


وصحيح ان الاسلام كان قد أنطلق من الجزيرة العربية ، لكنه لم ينضج ويتخذ مدارسه الفكرية المعروفة الآن ، إلا في العراق . فهو مهد التشيع الاول كما هو المركز الذي انطلقت منه المذاهب السنية المختلفة ، وظهرت فيه حركات المعتزلة والمرجئه والخوارج ، بل وحتى حركات الزندقة ، والقرامطة.


على ارض العراق تشكلت العقلية الاسلامية . ونضج وتكون "العقل العربي" . ان الشيعي او السني في الهند او باكستان والخارجي في عمان أو المغرب ، بل وحتى الاشتراكي او الشيوعي في روسيا أو البحرين ، يعود الفضل في تشكيل اساليبهم الفكرية بل وحتى بعض انماط سلوكهم وعاداتهم الى نشاطات أما لاهل الكوفة او البصرة او بغداد . فهل نصدق ما يقوله هذا الدعي الشيعي او السني بأن العراقيين بحاجة لعبقرية المعلم الاستاذ الكبير بريم ر، الذي سينقذهم من المخططات المزعومة لشخصية وهمية اسمها "الزرقاوي" . وينسى هؤلاء الادعياء ان ارض العراق تضم اكثر من ستة عواصم لدول كبرى في التاريخ ، بابل وآور ونينوى ، والكوفة وبغداد وسامراء منذ زمن لم يكن هناك كوخاً واحد قد شُيّدَّ في واشنطن او لندن او حتى في بلد الازياء الجميلة ، والجمال والفن باريس .


تلك هي المقدمات الحقيقة التي جعلت من احتلال العراق ، المفتاح، أو الخطوة الاولى للانطلاق نحو تحقيق مشروع الشرق الاوسط الجديد . والاساس للانطلاق لتخريب العقل العربي والاسلامي من هناك من ارض الكرامات ، كما تشكل بالاصل من هناك .


يقول الامام زين العابدين (علي بن الحسين):

" أوليس بدعائهم أياك حين دعوك ، جعلوك قطباً ادارو بك رحى مظالمهم ، وجسراًَ يعبرون عليك الى بلاياهم ، وسُلماً الى ضلالتهم ، داعياً الى غيهم ، سالكاً سبيلهم . يدخلون بك الشك على العلماء ، ويقتادون بك قلوب الجهال اليهم . فلم يبلغ أخص وزرائهم ولا أقوى اعوانهم إلا دون ما بلغت من اصلاح فسادهم ، واختلاف الخاصة والعامة اليهم . فما اقل ما اعطوك في قدر ما أخذوا منك ، وما أيسر ما عمروا لك في جنب ما خربوا عليك . فانظر لنفسك فانه لا ينظر لها غيرك، وحاسبها حساب رجل مسئول."

الدكتور عادل رضا
01-08-2005, 06:16 PM
الا يوضح هذا القول ما المطلوب عمله تجاه قوى الاحتلال.. وما هو واجب كل مَنْ هو شيعياً علوياً فعلاً ، لا شعوبياً يتغطى باسماء الموسوي او الياسري ، او الربيعي او الزبيدي ، او الجبوري .. او الشمري ، والحداد والقصاب والباجه جي ( اي بائع لحمة الرأس او الباجه باللهجة العراقية) أو ابن بائع الجوادر ( اي ستائر الخيمة) .

الفصل الخامس: المرجعية والتكليف الشرعي والاحتلال

يتعتبر الجهاد عند الشيعة ، كما هو عند بقية المذاهب الاسلامية الاخرى ، ركناً من اركان الدين ، مثله مثل الصلاة والصوم والزكاة والحج ، ولا يقل اهمية عن اي من هذه العبادات . اتفق فقهاء الشيعة ، من اصحاب المدرستين ، على أحقية الامام الوصي وحده في اعلان الجهاد الابتدائي ، اي حالة اعلان الحرب لفتح بلاد أخرى بهدف نشر الدعوة الاسلامية ، إلا انهم (اي الفقهاء) تركوا حق الافتاء في الجهاد الدفاعي. - اي مقاومة احتلال اجنبي- للفقيه أو المرجع . وكما لاحظنا من خلال سلوك أئمة الشيعة المعصومين ، وحتى غالبية فقهاؤهم ، يميزون بين طبيعة نظام الحكم وشخصية الحاكم وبين البلد او الدولة الاسلامية ، التي تتخذ هويتها هذه من خلال كون جمبيع أو أغلبية سكانها من المسلمين ، كما هي الدولة الاموية والعباسية والعثمانية ، ونفس الامر يمكن ان ينسحب على الدول الاسلامية الحالية والعربية من ضمنها.

لم يشذ السيد السستاني عن هذه القواعد الفقهية التي يجمع عليها مجتهدي ومراجع الشيعة ، والدليل على ذلك مبادرته للافتاء على مقاومة العدوان الاميركي الاخير على العراق ، بأيام قليل قبل الحرب . إلا ان السيد لجأ للعزلة والانزواء بعد انتصار قوى الاحتلال . واثار بذلك تساؤلات الكثير من الشيعة وبقية المسلمين . هل يجوز لزعيم ، قائد ، مرجع ، فقيه ان ينزوي بمثل هذه الاحوال ، وجزمات جنود اليمين المسيحي المتطرف تدوس على كل ما هو مقدس . فجأة خرج السيد من عزلته وصمته ليدعوا لاجراء الانتخابات كبديل عن اتفاق نقل السلطة الذي تم بين بريمر وموظفيه من العراقيين العاملين فيما سُمي بمجلس الحكم . لكن المفارقة العجيبة ان السستاني تخلى أو ألغي مطلبه الخاص في اجراء الانتخابات ، عندما وضع شرط اجرائها بموافقة الامم المتحدة . تلك الهيئة الدولية التي لم يعد يُخفى على الجميع ، في انها تحولت بعد العدوان على العراق – على الاقل- الى شبه مؤسسة تابعة لادارة الرئيس بوش ، تنحصر مسؤولياتها في تبرير التوجهات الاميركية المعادية للعرب والمسلمين ، وشرعنة سلوكيات هذه الادارة . اي انها سوف لن تنصح بأتخاذ موقف يمكن ان يزعج او يشوش على النوايا الاميركية اتجاه العراق . اي كمن يقول انا اطالب بالانتخابات اذا وافقت اميركا على هذا الطلب . أو كمن يقول لجائع منقطع ، يتضور جوعاً ، خذ هذه التفاحة ، سد بها رمقك ، وانقذ حياتك من الموت ولكن انتبه الى ان التفاحة مسمومة..!


فالسيد وكما ذكرنا طالب بالانتخابات ، ورفض هو بنفسه مطلبه بنفس الوقت من خلال نفس الاعلان .

ان مطالبته هذه لا يمكن ان تفهم إلا تحت عنوان "المناورة" اللبقة ، أو صورة من صور استعراض القوة تظل في جوهرها أدنى من ان تثير بحجمها واتجاهها حفيظة قوات الاحتلال ، وتوحي للناس بأنه ادى واجبه الشرعي بمواجهة بعضٍ من ممارسات المحتل . أدرك بريمر طبيعة اللعبة ، فأظهر بشكل مكشوف استخفافه بها ، من خلال تصريحاته المتتالية بالتاكيد على المضي في انجاز ما يسمى باتفاق نقل السلطة . وحرك موظفيه في مجلس الحكم لنقل رسالته هذه للسيد السستاني . شارك الامين العام لهيئة الامم المتحدة بدوره في اللعبة ، فارسل رسالة للسستاني ، نقلها عنه الباجه جي مفادها : "اذا أردنا ان نلتزم بالموعد المحدد لنقل السلطة والسيادة في 30 حزيران الى العراقيين ، من الصعب ان تجري انتخابات تعكس حقيقة الرأي العام الشعبي العراقي ."


ثم تم اخراج اللعبة بالشكل الذي يحفظ ماء وجه السيد ، بتوصية من الابراهيمي مندوب الامين العام لهئية الامم المتحدة ، وبنفس لغة "اللعم" ، التائهة بين لا.. ونعم. نعم للانتخابات لكن الوقت غير مناسب الآن . أو ان "انتخابات مبكرة قد يكون ما شأنها افادة المتطرفين اكثر من المعتدلين ، وقد تعزز انقسام المجتمع العراقي ."


وهي نفس النغمة التي يكلم بها السيد ولو بكلمات ومصطلحات اخرى .


او كما يقول احد موظفي مجلس الحكم عدنان الباجه جي " اذا ما اردنا ان ينتهي الاحتلال وتنتقل السلطة ونحصل على السيادة في 30 حزيران فلا مجال لاجراء انتخابات الان ، الوقت غير كاف ."


اما كيف يمكن ان ينتهي الاحتلال بدون وجود قيادة وطنية يمكن ان تستلم السلطة . واية سيادة هذه التي سيهبها بريمر لموظفيه .!


استثمرت سلطة الاحتلال وموظفيها من العراقيين فرصة دعوة السيد السستاني لاطلاق حملة اعلامية مكثفة لتبرير استمرار الاحتلال بأعتباره "احسن ما تيسر"، وقبول السستاني بتأجيل البحث في موضوع الانتخابات ، يقدم دالة جديدة على صحة ذلك الطرح .

بغض النظر عن صحة او خطأ كل هذه الاطروحات ، إلا ان ما هو ثابت ، هو انتصار ارادة بريمر على كل ما عداه ا. اي انتصار الرأي الذي قال به الحاكم الاميركي في ان ليس هناك من حل بديل لاتفاق نقل السلطة إلا بالطريقة التي ارتأها هو . استوعب بريمر بذلك موقف السستاني نفسه ليحوله الى دليل أخر يؤكد صحة وسلامة خطته . فها هو المرجع الاعلى يتوقف ويسحب مطالبته بالانتخابات – وهذا يعني في المحصلة النهائية القبول باستمرار الاحتلال بشكل سافر ومباشر ، أو بشكله المقنع كما نص على ذلك اتفاق نقل السلطة . وبنفس الطريقة الوقحة التي يصف بها بريمر ابطال المقاومة ، بأنهم اجانب . فانه قد لا يتردد غداً في ان يتهم كل من يطالب بانهاء الاحتلال بأنه خارج على رأي المرجع وقناعاته . وهذا يمثل شكلاً من اشكال الرد على الفقيه، "والرد على الفقيه ... كالراد على الله، وهذا بحكم الشرك." وجزاء "حد الشرك" معروف . من يدري أن لايطرح بريمر نفسه عندها كحاكم بامر المرجعية ، منتقلا تدريجيا ليصل للحاكم بأمر الله .


لعل بريمر استند لهذه القاعدة الشرعية لتبرئة ذمته عند اغتيال الدكتور عبد اللطيف المياح بعد ظهوره على شاشة الجزيرة ليعلن تاييده للمطالبة بالانتخابات . اي ان السيد السستاني وقف موقف من يشرعن استمرار الاحتلال من خلال مطالبته بأجراء الانتخابات ، ومن ثم تراجعه عن هذا المطلب بعد اقتناعه التام برأي الابراهيمي في ان ليس هناك من حل غير ما قال به بريمر.
لم تتوقف سلطة الاحتلال عند هذه الحد لاثبات ان سيادتها تعلو على كل ارادة ، فقامت وبعد ايام قليله من تراجع المرجع عن مطالبته بالانتخابات ، بأبدال المجلس البلدي المحلي في كربلاء ، دون استشارة احد ، أو الاخذ برأي المرجعية في هذا الامر في تحدي مقصود يقول للاخرين أن لا صوت يعلو فوق صوت بريمر حتى في معقل المرجعية نفسها .


كل ما حققه السستاني من مكاسب في لعبة المطالبة بالانتخابات ، هو الظهور الاعلامي المكثف على الصفحات الاولى لكبريات الصحف العالمية ، وشاشات التلفزيون .


عند تحليل معنى هذه الحملة الاعلامية المكثفة ، وفقاً لمناهج الحرب النفسية ، ومناهج علم النفس الاجتماعي في الدعاية والاعلان ، يمكن القول ان الغاية المرجوة من هذه الرسالة هي:

الدكتور عادل رضا
01-08-2005, 06:17 PM
لاحظوا ان هذا الرجل العظيم الحريص على مصلحة شعبه، اقتنع اخيراً ان ليس هناك من حل لمستقبل العراق غير ما تراه وتخطط له سلطة الاحتلال.

حاشى ان نتهم السيد بما يمكن ان يوحي بالمساس بنزاهته ووطنيته ، لكن ما لا يمكن تجاوزه هو انه اجتهد فأخطأ ، خطأً جسيماً يحسب عليه بحسابات غلطة الشاطر ، وقدم بذلك خدمات جليلة ما كانت تحلم بها قوة الاحتلال ولا حتى في الخيال . إلا ان ما يتمناه المرء هو ان لا يكون هذا الخطأ اساساً لتراكمات جديدة من الاخطاء ، بما يمكن ان يجعله في موقف لا يحسد عليه ، دنياً ولا دنيا .



الفصل السادس :مصادر الخطأ:

لا شك ان هناك اسباب مختلفة مباشرة او غير مباشرة هي التي قادت السيد السستاني للوقوع بمثل هذا الخطأ ، يمكن تشخيص بعضها بما يلي:

1- بعد احتلال بغداد ، بالرغم من ان السستاني كان قد افتى بالجهاد ضد العدوان انزوى السيد واعتكف في منزله ، وكما مر الاشارة له ، في وقت كان فيه الناس في احوج ما يمكن لقيادة ، او زعامة دينية ، تهدأ من حالة الاهتزاز الفكري والتشوش النفسي الذي عانوا منه. وكما هو ثابت علمياً ، يشعر الانسان عادة بالحاجة للقيم الروحية والدينية لتدئة مشاعر الاحباط والاحساس بالفشل والهزيمة عند وقوع الشدائد والمصائب الكبيرة .

ان انسحاب السيد السستاني هذا ، خلق حالة من الفراغ في القيادة الدينية أو الروحية ، مما فتح الباب واسعاً اما السيد مقتدى الصدر لأن يأخذ هذا الدور ، رغم انه ليس مرجعاً دينياً ولا فقيه ، بل رجل دين ، وابن مرجع كبير ، تداخلت هذه العوامل مع ما عنده من سمات الزعامة والقيادة ، والقدرة على التعبير عن مطالب شعبه بطوائفه المختلفة ، فألتف حوله مقلدي ابيه مع اعداد كبيرة من الشباب الشيعة ممن تتأجج فيهم المشاعر الوطنية والرغبة في الخلاص من الاحتلال.


ان الظهور الكبير للسيد مقتدى الصدر، ولا شك سيكون له اثاره في تأجيج نزعات الحسد والغيرة عند البعض من اتباع السيد السستاني ، خاصة حاشيته ووكلائه ، الذين لابد أنهم عانوا من الاحساس بفراغ وغموض الموقف الذي يعيشونه. هذا اضافة الى ان وسائل الاعلام بدأت تعرض صور وتصريحات وكلاء السيد الصدر ، مهملةً بشكل كلي السستاني ووكلاءه .


لا شك ان مشاعر الحسد تفاعلت بشدة مع المركبات اللاشعورية للأحساس بالذنب ، وما تخلقه هذه التقاعلات من اوهام ، فتخيل بعضهم وكأن السيد مقتدى يشكل حاجزاً بينهم وبين رغبتهم في اداء ادوارهم الوطنية أو الاجتماعية ، عبرت هذه الانفعالات عن نفسها بتوجهات بعيدة عن ما مطلوب منهم عمله في هذه المرحلة وبدأت تظهر مشاكل هي أبعد عن الدين أو الموقف المناسب للتعامل المعاناه الوطنية ، وغدت الامور الثانوية التي يمكن ان تندرج تحت مفهوم المنافسة على الزعامة وكانها هي السبب وراء ما ألت اليه الحالة في العراق ، وتناقلت وسائل الاعلام الاخبار عن صراعات حول من يمتلك الاحقية في ادارة العتبات المقدسة وهل يمتلك السيد مقتدى الصدر الحق في ان يحتل موقع المرجعية وشنوا ضده حملة قوية لتسفيه شعاراته ومواقفه الوطنية ، سبيهة بتلك الحملة التي شُنت على المرحوم الشهيد والده السيد محمد صادق الصدر ،بدوافع الخوف من قيادته التي بدات من خلال استقطابها للناس تشكل تهديدا لطموحات الزعامة التي تضغط على نفوس بعضهم بشكل مرضي.


سواءً اكانت مشاعر الحسد هذه قد نفذت تلقائيا ً، ويحكم الطبيعة البشرية، لنفس السيد السستاني ، أو انها أُستُثيرت من خلال حاشيته واتباعة الذين امتعضوا من ارتفاع اسهم شعبية السيد مقتدى الصدر ، فكان رد فعل السيد السستاني ، على ما يبدو ، بطريقة تشبه محاولة تاكيد الذات ، وأشعار الاخرين بوجوده ، وحجم قوته. لكنه لم ينطلق في ذلك من موقعه كفقيه ، وهو ما يتفوق فيه على السيد مقتدى الصدر أو اي من الزعامات الدينية الاخرى. بل حاول ان يضع نفسه يموقع الزعيم الشعبي ، وبرؤى سياسية ، محكومة بعقدة الحفاظ على الموقف الوسط ، أو المنزلة بين المنزلتين المعتزليه ، التعبير عن رغبة القاعدة العريضة من ابناء الطائفة في الاستقلال ورفض الاحتلال ، وتحاشي الاصطدام بقوى الاحتلال ، أو أثارة امتعاضها منه . فكانت لعبة المطالبة بالانتخابات ، وتعطيل هذا الطلب بربطه بارادة الامين العام لهئية الامم المتحدة ، لا بأرادة الشعب .


أي انه انطلق من موقع الزعيم السياسي ليدعم زعامته الدينية ، فسجل فشلاً في ترسيخ دوره السياسي وبشكل يمكن ان يضعف مكانته الدينية.مع انه كان له يمكن ان يكسب الزعامتين الروحيه والسياسيه ، لو انه قد انطلق من موقع الفقيه ، باعلان ما مكلف به من واجب شرعي والافتاء بالجهاد الدفاعي ، أو على الاقل الافتاء بمقاطعة المحتل وتحريم التعاون معه اذا كان هناك من الموانع العامة أو الشخصية ما يجعله يتردد في الافتاء بالجهاد. فمن الصعب ان يقتنع المسلم العراقي ، شيعياً أو سنياً ، ان منح امتياز زراعة وتوزيع التنباك في ايران لشركة بريطانيه ، اكثر اهمية في استثارة المرجعية من احتلال العراق ، وتخريب بناه الاقتصادية والاجتماعية ، وانتهاك حرماته المقدسة .


2- ان عملية اتخاذ القرار وهي عند المرجعية تساوي تحديد أو استنباط الموقف الشرعي من موضوع ما ، تعتمد عادة على مجموعة كبيرة من العوامل ، اهمها مصادر الحصول على المعلومات عن الموقف المطلوب اتخاذ قرار بصدده .
ومصادر المعلومات عند المرجعية تعتمد على ركيزتين:


الاولى: الحاشية: وتعني مجموعة المساعدين المقربين للمرجع والذين يساهموا بأدارة الشؤون اليومية للمرجعية . كجباية الاموال ، والاشراف على توزيع بعضها ، والاشراف على الاوقاف والمدارس الدينية ، وتنظيم مواعيد المرجع ، واستقبال ضيوفه ، وغيرها من الشؤون الاخرى .


وتضم عادة اولاده أو بعض من اقاربه.

ويتميز افراد الحاشية بقدراتهم على التأثير في عقلية المرجع وتوجهاته ، بحكم ما يمنحه القرب والتعامل اليومي من امكانية التعرف على طرق تفكير المرجع ورغباته ، وما يثير حنقة أو رضاه.


الثانية: مجموعة الوكلاء: وتتشكل في العادة من ممثلي المرجع في المدن والمناطق المختلفة . ويقوم الوكيل عادة ، بكل ما تقوم به الحاشية ضمن حدود المدينة او المنطقة منسب للعمل بها. اضافة للصلاة بالناس ، والارشاد ، ونقل فتاوي المرجع واجتهاداته لمقلديه.


هناك دائماً نوع من التنافس او الصراع الخفي بين هذين المصدرين ، ويتهم الوكلاء افراد الحاشية ، بأنهم ينزعون الى محاصرة المرجع وعزله عن مقلديه ، ووكلائه ، ومنع وصول الحقيقة أليه، كما هي في الواقع. وينَسِبْ الوكلاء اخطاء المرجع الى الحاشية، وعدم امانتهم في نقل الحقيقة اليه.


ولسنا على اتصال ، أو معرفة مباشرة بالحاشية المحيطة بالسيد السستاني ، للحكم عليها ، لكن

الدكتور عادل رضا
01-08-2005, 06:19 PM
ما يلاحظه الناس من بعض "اجازات الوكالة" التي منها السيد لبعض الناس الذين ليسوا غير مؤهلين ، فقط ، بل هم اقرب في ممارساتهم اليومية لدور رجل الاعمال ، او البائع المتجول وحتى دور النصاب منه لرجل الدين التقي الورع المؤهل لان يمثل المرجعية . وعند الاستفسار عن المعايير التي اعتمدها السيد في منح مثل هذه الاجازات ، يكتشف الانسان ان هذه الاجازات يمكن ان تباع وتشترى في بعض الاحيان دون اعتبار الاهلية الشخص . يمنح السيد هذه الوكالات على اساس تزكية اثنين من وكلاءه ، أو احد الوكلاء ، وأخر من الحاشية .كل اهلية هؤلاء الوكلاء على المرجعية هي قدراتهم بالاتصال بتجار الخليج ، والاحتيال عليهم باسم المرجع للحصول منهم على مالديهم من اموال الحقوق والخمس والزكاة والتبرعات ، التي لا يصل منها في المحصلة النهائية لميزانية المرجعية إلا أذن الجمل ، الذي يذهب جميعه وبما حمل لصالح (رجل الاعمال هذا- الوكيل) واولئك الذين رشحوه أو اعانوه على الحصول على الوكالة.


عندما تكون مصادر معومات صاحب القرار منخوره او فاسدة بهذا الشكل ، سيكون القرار بالنتيجة ضعيفاً او بعيداً عن ملامسة جوهر المشكلة المطروحة ، ولا يدل هذا على خلل في أعلمية السيد السستاني الذي شهد له بها الجميع . بل يكون في مثل هذه الحالات بموقع الضحية . لكنه هنا يمثل مرحلة من تاريخ المرجعية أو الطائفة عامة ، تصبح الطائفة مجسدة بمرجعيته هي الضحية.


يأمل الانسان ان يتجاوز السيد مكامن الخلل هذه ، منعاً من الوصول لحالة من تراكم الاخطاء الى الحد الذي لا يتمناه الانسان ، وان يأخذ المرجع دوره المكلف به شرعاً لمواجهة المحنة التي يمر بها شعبنا المسلم في العراق بشيعته وسنته ، دون حساب لرضى أو زعل هذا الطرف أوذاك ، وبما يحقق مرضاة رب العالمين . بذلك سيتبؤا السيد الزعامتين الروحية والسياسية بدون منازع والله من وراء القصد . ويشهد الله اني كتبت ما كتبت حباً ، وتقديرا ً، واجلالاً لمكانة السيد السستاني ، أملاً وكل المخلصين من ابناء الطائفة ، ان نكون جنداً بقيادته ، لعل الله يغفر لنا ما تقدم أو تأخر من الذنوب ، وعلى اساس الرأي القائل صديقك من صدَّقْك لا من صَدَقك.


والموت حق ، وقد علمنا جدنا الامام الحسين ، صحة ما قاله الفيلسوف اليوناني ارسطو ، حين وصف موت الجبناء بالموت غرقاً أو الموت على فراش المرض ، واسمح لنفسي في ان اتفلسف أو أتطفل على الفلسفة ، فاضيف لهما الموت بحادث سيارة ، أو بصاروخ اميركي ، او اسرائيلي جاء خطأ ليهدم بيت أو يقتل اولئك الذين اختاروا حالة "احسن ما تيسر" ، واطفالهم ، ليجلسوا ويتباكوا على منازلهم وذويهم ، او يصرخوا هل تقبل هذا ياعلي ، يا ابا عبد الله الحسين ، وكأن الحسين قد قال لهم ان يركنوا للذل والاستكانة والتباكي امام عدوان غاشم .

الدكتور عادل رضا
01-08-2005, 06:21 PM
االمرجعية الشيعية والسياسة في العراق

القسم الثاني : عندما يلبس مخلب القط العمامة

النص التالي ماخوذ من البيان التاسيسي للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق ، الصادر في 1983 ، والذي وقع عليه في حينها جميع الاحزاب والحركات الاسلامية ، مثل المجلس بتركيبته الحالية – انصار الحكيم - ، حزب الدعوة باطرافه المختلفة ، منظمة العمل الاسلامي ، جند الاسلام وغيرهم من الاطراف والشخصيات التي تشارك جميعها او تنتظر دورها للمشاركة في الادارات المحلية التي شكلتها سلطة الاحتلال ، سواء ما عرف منها بمجلس الحكم ، او الحكومة المؤقته . وتحت عنوان فرعي في البيان التأسيسي " الخطوط العملية العامة للتحرك " وبعد مناقشت الفرق بين العمل السياسي والعمل الجهادي وتأكيد البيان لرفض العمل السياسي ، يقول البيان معرفا العمل السياسي اولاً : " ولايعني العمل السياسي الا التفاهم المطلق مع الاستكبار العالمي ، والمستكبرون ليسوا أناس مغفلين او ضعفاء العقول يمكننا تحقيق أهدافنا عن طريقهم ونحتفظ بوجودنا وأستقلالنا ، فالأستكبار العالمي يرى نفسه ( الرب الأعلى ) الذي بيده زمام الأمور ، والتفاهم معه يعني الأستسلام المطلق له .


ونقول للبعض ممن يفكر بهذا الشكل ، أن الأستكبار اذا أراد التفاهم فأنه لايتفاهم مع الطيبين من أبناء الاسلام ، لأنه لايحبهم ولا يراهم مؤهلين لهذا التفاهم ، وهناك أناس أقرب الى ذوقه وفهمه وتفكيره وأخلاقياته يراهم وؤهلينلذلك ، ويمكنهم ان يتحولوا الى أتباع ، ونحن لايمكن ان نتحول الى اتباع ، وأقول لهؤلاء المسلمين الذين لديهم رغبة في ذلك حيث نلاحظ مع الأسف هذه الظاهرة عند بعض الاشخاص ممن كان يطرح الشعارات الاسلامية ويتحدث بالاسلام ينحدر تدريجيا بهذا المنحدر ويتحول بالتدريج الى تابع وعميل للاستكبار لحل مشاكله ، ونحن نقول لهم ان الأ ستكبار مع ذلك لايقبل بكم ويختار غيركم ويستخدمكم مخلب قط لايذاء اخوانكم."


والسؤال ونحن نرى المساهمات النشطة لهذه الاحزاب في اعانة الاستكبار ( ولايحتاج المصطلح للتعريف ، فالمقصود به الاستعمار ) ، ليس فقط في احتلال البلد بل ومؤازرته للاستمرار في تثبيت الاحتلال وديمومته وبقاءه لاطول فترة ممكنة ، والى حد المساهمة في ايجاد التبريرات لضرب قوى المقاومة ليس تلك التي اتهمت زورا بانها اجنبية ، وارهابية ، بل حتى التيار الشيعي منها ، والى حد الوقوف موقف المتفرج ، والداعم احيانا لقوى الاحتلال وهي تدنس المدن المقدسة الشيعية . وتذبح الشيعة بدون حساب وتجرح قباب الائمة ، مع ذلك فهي لاتحرك ساكن ، تحرك بعضها بعد تصاعد حدة الاستنكار الشعبي والعالمي ليستنكر ، ويدعو للعقلانية . ومن الواضح ان استنكارها هذا يندرج تحت باب رد العتب والمناورة لانهم يمثلون جزءً من هذه السلطة التي تمارس كل هذه الممارسات الشريرة ضد المسلمين في العراق ، والشيعة ومدنهم المقدسة خاصة .
عندما نقول جزء من السلطة لانعني به ذلك الجزء الذي يمكن ان يشبه راس القط او بدنه بقدر ما هم ليسوا الا بموقع المخالب التي يستخدمها الاستكبار لايذاء شعبهم وطائفتهم .ما الذي تغير هل لبس القط لبوس الاسلام فامنوا به الاه جديد أم انهم هم الذين تبرعوا للعب دور القط مقابل عظمة رماها لهم الأستكبار ، فأنستهم دينهم وطائفتهم ومثلهم ، بل وأطروحاتهم عن الادوار العميلة لمخالب القط . ( سنناقش مواقف هذه الحركات في الجزء الثاني من هذا الباب ) .


اذا كانت هذه الاحزاب ، وكما شخصت هي في برامجها ، تحولت للعبة الشيطان – السياسة – " لاهداف مشبوهة او بسبب الأنحراف في التفكير والترف السياسي والتعامل مع قضايا الأمة بروح اللامبالاة " . لكن السؤال المحير ما بال المرجعية الدينية التي يفترض ان تكون بموقع البوصلة التي تحدد الاتجاهات السليمة ليس للاحزاب التي كانت تدعي الحرص على حقوق الطائفة ، بل لعموم الطائفة والمسلمين جميعا ، فمهما يتقول الموظفيين لترويج الطائفية ، تكشف الحقائق التأريخية تمسك سنة العراق بالمرجعيات الشيعية اوقات الشدات والمحن ، ويتناسى الجميع انهم شيعة او سنة ، او حتى مسلمين وغير مسلمين ، تجلى ذلك بوضوح في موقف الشيخ ضاري يوم رفض التعاون مع الحاكم العسكري البريطاني متمسكا بموقف المراجع في النجف . كما هو الحال في موقف اهالي تكريت وسامراء والموصل الذين عرضوا استعدادهم للوقوف المطلق بالمال والسلاح مع الشيخ الخالصي وعلماء النجف للتصدي للعبات سلطات الاحتلال البريطاني التي دفعت عصابات الاخوان لمهاجمة المدن الشيعية وقتل ابنائها ونهب مواشيهم واموالهم . فالموقف الوطني السني لم ينعزل يوما او يتحرج في السير تحت قيادة المراجع الشيعة عندما تكون رمزا للالتزامات الوطنية الطامحة لتحقيق الاستقلال ، وتاكيد السيادة الوطنية .


ولا نستغرب اليوم ان يقدم الوطنيون من السنة تايدهم للسيد القائد مقتدى الصدر ، كرمز وطني معبر عن اماني وطموحات غالبية الشعب العراقي الا من ارتضى لنفسه ان يتخذ دور مخلب القط .


نعود للقول اذا كانت هذه الاحزاب قد ارتضت للاسباب التي شخصتها هي ان تكون في موقع دور المخلب لقوى الاحتلال ، وتتامر وتحث قوى الاستكبار العالمي على القضاء على ظاهرة السيد مقتدى الصدر بعد ان تعودة على رفاهية العيش بدور المعارضة في الخارج متمتعة بكل الامتيازات التي قدمتها لها قوى الاستكبار العالمي ، فما بال المرجعية التي يفترض انها محكومة بشروط الاجتهاد ، كالتقوى ومغالبة الهوى والورع والزهد .


يسلط هذا الجزء الضوء على دور المرجعية الذي وضعها في موقع مخلب القط ، هي الاخرى .

سيبتعد الكاتب جهد الامكان عن تكرار ما تم الحديث عنه من شؤون المرجعية كمعناها ، ومراحل تطورها وواجباتها مما سبق مناقشته في القسم الاول من هذه الدراسة ، والذي لازال تحت يد من يرغب الاطلاع علية في ارشيف جريدة القدس والكثير من شبكات الانترنت (1) . سنقتصر في هذا الجزء على بعض الاستنتاجات التي يمكن الوصول لها من القسم الاول ، لنعتمدها في محاكمة سلوك المرجعية الدينية المتمثلة بمرجعية السيد السستاني حيال ما يجري الان في العراق والتي تكللت بهروبه الاخير من الساحة في لحظة يعيشها الشيعة والمسلمون ، هم فيها احوج ما يكونوا للمساهمة الفاعلة للمرجعية .



دور المرجعية في خدمة الاحتلال

ان مصطلح المرجعية يشير لاكتساب خبرات معرفية في العلوم الفقهية ، بمستوى يستطيع معه المرجع ان يستنبط الحكم الشرعي الاقرب للصحة من وجهة نظر دينية . فهو كاي خبير في شتى حقول المعرفة ، يكتسب احترامه ومنزلته من اجادته لصنعته كما يعني الاجتهاد المعرفة الدقيقة بالقيم الاخلاقية التي هي بالاساس معايير سلوكية حددتها الاديان المختلفة ، والاسلام خاصة ، باعتبارها المعايير التي تمثل ارادة الخالق التي يريد من خلقه اعتمادها لضبط جميع سلوكياتهم مع وجود الرقيب او بغيابه ، ما دامت الغاية مرضاة الله الموجود مع العبد في خلوته واجتماعه . لذلك يتوقع الناس من المرجع ان يكون مثالا للخلق الكريمة ، وهذا ما يفسر معنى استخدام المراجع الاوائل لألقاب الدالة على التواضع بعكس مرجعيات عصر مابعد الحداثة والعولمة . كان لقب الحقير ، او الفقير لله هو الشائع في الدلالة على مستوى الاعلمية التي وصلها المرجع ، وظل هذا سائدا حتى اواخر الخمسينات وبداية الستينات . ولم تعرف هذه الالقاب الغريبة التي يستعملها مجتهدي عصر العولمة كآية الله العظمى ، وحجة الله على ارضه ، وغيرها من الالقاب التي توحي بالقدسية ، وكان المجتهد ارتقى او سما فوق مستوى البشر . لكنها باعدت بالحقيقة بين المرجعية والسماء لتغدو وكانها وظيفة دنيوية الغاية منها احراز افضل المراكز الاجتماعية وضمان العيش الرغيد للمرجع وابناءه واحفاده من بعده . لقد اصبحت اقرب لحالة الاقطاعية في العصور الوسطى ، فما على العبد الا السمع والطاعة ، ويقف السيد المرجع – الاقطاعي موقف المتفرج على عبيده وهم يقتلون ظلما ، مادامت حياته واملاكه واطيانه بعيدة عن الخطر ، ويعطي الحق لنفسه للتلاعب بالشريعة بحجة انه وحده الذي يمتلك الخبرة التي تمكنه من التعبير عن ارادة الله ، ويلغي باسم الله كل الشروط المطلوب توافرها بالفقيه ليكون في موقع يؤهله للافتاء .


ويتستر بعض المراجع وراء الكثير من الاحاديث المختلقة ، ليعيث وابنائه من بعده استهانة بحقوق المسلمين والطائفة ، ما دام محتميا بتلك الاحاديث التي تجعل من مرضاته بمستوى مرضاة الله ورسوله وائمته ، والقول بعكس ما يقوله يقع في حد الشرك حتى لو كان سلوكه يمثل خروجا على تعاليم الائمة ، والرسول الاعظم ، والخالق . فهو ابن الله – المرجع – اية الله العظمى ‘ وما اليه ، ان السستاني باعتباره من مقلدي الخوئي _ كما سياتي ذكر ذلك - يخرج بما يضفيه من حق لنفسه على تعاليم مرجعه ، حيث يؤكد السيد الخوئي ان جميع الاحاديث التي تقال عن تعظيم دور المجتهد هي اما مختلقة او انها قليلة السند – اي مشكوك فيها - .


تمادي فقهاء الولاية الخاصة التشبث بمفاهيم لاعلاقة لها لاباساسيات المذهب ولا الدين ، مثل التقية التي هي ليست الا تكتيكا بمفاهيم عصرنا ، جوز بعض الفقهاء العمل به لحماية الذات - ونركز هنا على مصطلح الذات - عندما يكون الانسان في موقف من لايستطيع حماية نفسه من خطر يمكن ان يتعرض له بسبب الاعلان عن عقيدته ، الا ان هذا السلوك او التكتيك لايُجوز الاخلال بالعقائد الاساسية ، بل يرتبط بالمظهرية والانية من العبادات ، اما ما يجري من تضخيم للمفهوم لاعطاءه صفة الوجوب والالزام فليس الا تعبير عن التطلع للهروب من تحمل المسؤولية عند بعض الفقهاء مع اعطاء هذا التهرب صبغة القدسية وكانه يمثل ايضا ارادة الله .


وبقدر ما يمثل مبدا الولاية الخاصة موقفا اكثر عقلانية للتعايش مع الواقع ، وفهم دور الفقيه على انه يظل بشرا غير معصوم لايجوز له تحمل المسؤوليات الاساسية للامام ، الا ما يحقق خدمة الناس منها ،مثل تعريف الناس بالاحكام الشرعية ، واعتماد ه كوسيط مؤتمن على استلام الحقوق الشرعية لوضعها في مكانها السليم من خلال توزيعها على فقراء المسلمين . وهو غير معني بالتالي بمسالة الحكم والسياسة ، باعتبارها من مسؤوليات الامام .



الا ان هناك فارقا كبيرا بين السياسة ، كلعبة من لعب الشيطان – كما كان يوصفها بعض المتاسلمين - ، وبين التحرك للدفاع عن الدين امام خطرحقيقي يهدف للقضاء عليه، او الدفاع عن ارواح المسلمين عندما تزهق بدون حق من قبل اعداء الاسلام والمسلمين . والعدوان الحاصل والمستمر على العراق ليس سياسة من تلك التي عناها فقهاء المذهب الاوائل واباءه ، ولا تندرج تحت مفهوم التقيه التي يراد بها حفظ الذات . وسواء اكان ما صرح به بوش علانية بعد 11 ايلول – سبتمبر – من انه سيعلنها حربا صليبية ، هفوة لسان او سوء استخدام غير مقصود للمصطلح ، او حتى لو كان مجرد استخدام للمصطلح بمعنى مرادف اخر لاعلاقة له بالمعنى العدائي ، فان ما يجري على الارض هو حرب صليبية واقعية وحقيقية ، وان لم تكن لصالح المسيحية هذه المرة بل لصالح الصهيونية العالمية وتنفيذا لمخطط اسرائيل الاستراتيجي في الثمانينات من القرن الماضي الذي تأخر العمل به الى ان تهيأت في اميركا الادارة المستعدة لتنفيذه ، وارتقاء صاحب المخطط شارون لسدة الرئاسة في الكيان الصهيوني . أي أنه اصبح بموقع صاحب القرار الذي يمكنه من المباشرة في التنفيذ .



اذا كان فقهائنا لايعرفون معنى ما يجري لحد الان فهم اعجز من ان يكونوا مراجعا قادرة على استنباط الحكم السليم على الامور عامة ، اما اذا كانوا يعرفون ويدركون معنى ما يجري ، ومع ذلك يلوذوا بالصمت بحجة التقية او الالتزام بعدم التدخل بالسياسة ، سيصل الانسان في مثل هذا الحالة لاحكام قاسية عليهم ، فالموقف السليم من الاحتلال والمجازر التي يرتكبها بحق العراقيين ، ليس فقط واجبا دينيا او وطنيا بل هو موقف تفرضه الخصائص والقيم الانسانية الاخلاقية التي علمنا عليها نبينا وآل بيته . بعد ان حصل في العراق كل ما يستفز المشاعر الانسانية ، من نهب للبلد – وتلك اموال عامة للمسلمين - ، اعتداء على مقدساته ، دوس لكرامة الانسان المسلم ، اغتصاب لنساء المسلمين واعتداءات جنسية على رجالهم . واخرها انتهاك المدن المقدسة ، كل ذلك والمرجع السستاني يهدد بانه سوف لن يسكت اذا تجاوزت قوات الاحتلال الخطوط الحمر . انتهك الاميركان كل الحرمات في المدينة المقدسة النجف كما في كربلاء ، ولا نريد ان نتكلم عن سامراء التي الغت التقية وغياب العدل ومغالبة الهوى قدسيتها . ان قدسية كربلاء او النجف لم تاتي من اقامة المرجع كما هي الفاتيكان بل من خلال وجود مراقد الائمة فيها ، ونفس المعيار ينطبق على سامراء ، وسكانها مسلمين ايضا وان اختلفوا بالمذهب . وتتميز سامراء كما هي الكاظمية بان فيها مرقدين وليس واحد ، اضافة لاخر مسكن اقام به الامام الثاني عشر ، وسجل غيابه ، وهو عند الشيعة يساوي في قدسيته مراقد الائمة . مع ذلك ظلت كل هذه المقدسات المنتهكة دون حد الخطوط الحمر ، التي تفهم على انها منزل السستاني واموله الخاصة التي يبدو انها اقدس ما لديه في الدنيا . نحن هنا امام حالة مرضية من " الانا المضخمة " التي تختزل كل القيم الاخلاقية والدينية من خلال رغبات الذات المبتلاة باناها المريضة .



ان التدقيق في سلوكيات المرجع السستاني تشير بوضوح او بمعانيها السياسية ، والكاتب مختص بالسياسة كما السستاني مختص بالفقه ، انه لم يلتزم فعلا بمبدا البعد عن الساسة ، بل تدخل كثيرا ولكن تدخلاته تصب جميعها في المحصلة النهائية لصالح قوات الاحتلال وفي خدمتها :


1: بدءً بدعوته للانتخابات التي الغاها بنفس الديباجة التي طرحها للمطالبة بأجرائها عندما ربطها بارادة الامم المتحدة وليس بارادته كمرجع ولا بارادة الشعب وغالبيته من المسلمين . وكما ذكرنا في الجزء الاول اصبح المطلب اداة بيد قوى الاحتلال لتبرر به هروبها من الخضوع لمطالبة الشعب باجراء الانتخابات ، وعملت مناورة السيد هذه على امتصاص النقمة الشعبية ضد تهرب سلطة الاحتلال من العمل على اجراء الانتخابات . تكررت اللعبة نفسها في الموقف من ما عرف ب " قانون الولة العراقية للمرحلة الانتقالية " فبدلا من ان يتخذ السيد السستاني موقف الفقيه ويفتي ببطلان القانون الذي كشف عن معارضته له ، اكتفى بارسال برقية استنكار وشكوى للامين العام للامم المتحدة يطالب بعدم تاييد القانون والامتناع عن تشريع القرارات التي تثيت العمل به . وكان السيد لايعرف ان ادوار الامم المتحدة تحولت من منظمة دولية للتحكيم بين الدول وضبط سلوك الدول تجاه بعضها من خلال الطرق السلمية وبالخضوع للقوانين والاعراف الدولية الى مجرد منظمة لتبرير وشرعنة الهيمنة الاميركية على العالم ، أولم يعرف السيد ان نفس مجلس الامن الذي رفض العدوان على العراق شرعن هذا العدوان باقرار الاحتلال ، وان استعمال مصطلح الاحتلال كان التفافا على القوانين الدولية التي تحرم الاستعمار ، فتم التلاعب بالمصطلحات لشرعنة استعمار همجي . ومع ذلك تم اقرار القانون وعمل به ، وبدى اعتراض السيد وكان الغاية منه امتصاص النقمة . تحاشا السستاني ، هنا ، دور الفقيه حيال القانون واعتمد دور السياسي المناور الطامح لكسب رضى جميع الفرقاء على اختلاف توجهاتهم ومواقفهم .فهو يظهر امام الشعب بمظهر المدافع عن حقه الرافض للظلم الواقع عليه ، وهو يرضي سلطة الاحتلال لانه يعرض رائياً ولا يرفض ، او يحرم ، وهو بالتالي يعرض انضباطاً ينقله للتعايش لعصر العولمة بعد ان ظل الاخرين يتشبثون بقيم ما قبل الحداثة والعولمة . أي أنه مارس بذلك حقه وفقا للقيم الديمقراطية لا الدينية التي تفرضها واجبات المرجعية ، وهو يكسب ايضا جميع المتأسلمين المشاركين بما يسمى بمجلس الحكم ممن يظهرون له الولاء ، الذين كان يمكن ومن خلال الفتوى ان يجبروا على الاستقالة او ان يصروا على فرض رايهم بتغير القانون الذي اقر السيد عبد العزيز الحكيم – عضو مجلس الحكم – كما هو الجلبي ايضا ، بأنه فُرض عليهم فرضا وانهم استلموه صيغة جاهزة وردتهم من اميركا دون ان يكون لعراقيا دورفي كتابته او اقتراح بعض من فقراته .


انه ، بلا بما لايقبل الشك ، موقف سياسي مناور متآمر وليس فقيه يحسب حسابات تقوى الله والخوف منه ، فيغالب هواه ..!؟
لانعتقد ان ذاكرة السستاني ضعيفة او ضيقة الحدود بهذا الشكل . كان بامكانه ان لم يجد في رسالة الخوئي _ وهو كما قلنا كان مقلداً له واجتهاده كان يتوقف اساساً على شهادة الخوئي له بالاجتهاد - يمكنه ان يتذكر موقف الميرزا محمد حسن الشيرازي من قضية التنباك ، الذي لم يتدخل بالسياسة ويحرم الاتفاقية بل حرم تدخين

الدكتور عادل رضا
01-08-2005, 06:22 PM
التنباك ، ليسقط بذلك اتفاقية اعطاء امتياز زراعة التنباك وتوزيعه لشركة بريطانية . او موقف فقهاء ومراجع النجف من موضوع المشروطة ، ولغتهم الصريحة في تاييد قوانين مجلس الشورى . ولانعتقد ان السستاني لايدرك ، وهو يدعي القدرة على استنباطالاحكام الشرعية ، ان دوره ووظيفته او التكليف الشرعي المناط به ، هو ان يفتي بتحريم التعامل مع حكومة او ادارة تتعامل بهذا القانون ، وذلك يكفي لعزل سلطة الاحتلال ويحرج المتعاملين معها .، اما الشكوى للامم المتحدة فهذا من مهمات السياسين وليس الفقهاء ..



.
2: بعد التفجيرات الاجرامية التي حصلت في 10 عاشوراء في كل من كربلاء والكاظمية ، ورغم وضوح بصمات قوات الاحتلال وعملاء الصهيونية عليها ، التي حاولت ان تغطي جريمتها بنسبتها لشخصية وهمية قادمة من خارج العراق ، تلك الشخصية التي اذا كانت موجودة فعلا لابد انها تعمل بالتنسيق والاتفاق الكلي مع الصهيونية والاحتلال ، مع ذلك يسارع السيد لتبرأت الفاعل الحقيقي ويصدر فتوى بتحريم الدخول الغير شرعي للعراق من المنافذ التي لاتخضع لسيطرة قوات الاحتلال ، مرددا بذلك ما تقوله وسائل الاعلام الغربية وقوى الاحتلال وعملاءها ، واعطاء قوات الاحتلال شرعية مسك الحدود العراقية لمنع المقاتلين العرب من المجئ للوقوف بجانب اخوانهم العراقيين .


3 :افتعلت قوات الاحتلال الاعذار لتصعيد المعركة مع التيار الصدري ، أغلقت جريدة الحوزة ، وتطلق النار على المظاهرات السلمية التي انطلقت من مدينة الصدر ، وحالما أعلن السيد مقتدى الصدر تاييده لحماس وحزب الله يوم الجمعة / / فاجئت سلطة الاحتلال العالم في ظهر اليوم التالي لتعلن صدور قرار اتهام باطل بحق السيد مقتدى الصدر وتطالبه بتسليم نفسه او المبادرة بقتله بحجة مساعدة القضاء العراقي على تطبيق القانون ، والامر صادر من نفس القاضي الذي تتهمه سلطة الاحتلال الان بالقتل واستغلال موقعه لتحقيق ارباح تجارية واقتصادية . وهاجمت القوات الاميركية مدينة النجف وتتعرض احدى منائر حضرة الامام لاطلاق النار ، والسيد ساكت يهدد بعدم تجاوز الخطوط الحمراء ، ثم يفاجئ العالم بمطلبه الغريب بدعوة المقاتلين للخروج من المدينة ، اي انه يريد من ابناء المدينة ان يتركوا منازلهم ليدخلها المحتل بامان وسلام . بحجة الحفاظ على حرمة المدينة .


لايدري الانسان ما الذي بقي من الخطوط الحمر ما لم تدوسه جزمات تحالف الصهيونية العالمية مع اليمين المتطرف ، سوى منزل السيد السستاني نفسه . كما لايدري الانسان هل هذه العدالة والتقوى المفروض توفرها في المرجع ، ان يختزل كل الحرمات بمنزله هو وبوجوده هو ..!؟


4 : صمت السيد السستاني عن المطالبة باقامة الحد على مرتكبي جرائم ابو غريب ، مع انها وقعت على ارض اسلامية ضد نساء ورجال من المسلمين بدون حق او جريمة تذكر بدليل اطلاق سراح المعتدى عليهم . والصمت بالنسبة لمن هو بموقع السيد السستاني يعني اما القبول او الاستهانة بالامر ، وفي كلتا الحالتين يمثل ذلك مساس بدور المرجعية ، ووظيفة الفقيه .
يبرر أحد عناصر حاشية السستاني ، الذي كتب تحت اسم ابو ولاء مقالا على شبكة اخبار النجف الاشرف تحت عنوان" فتوى الاجتهاد " ، يوضح بها الاسباب التي تمنع السيد السستاني من الافتاء بالجهاد ضد الاحتلال ، وهو يدرك جيدا ان جريمة ابو غريب وحدها كافية لان تدفع الفقيه الملتزم بخط الائمة المعصومين لان ينتفض ويثور ، ولا يكتفي بالافتاء فقط . لذلك يضطر الكاتب التلاعب بالعبارات ليبرر للاميركان ممارستهم التعذيب في سجن ابو غريب ، ليصل بالتالي لايجاد المخارج لهذا الصمت الذي تتعمده المرجعية ، ننقل هنا بعض الاجزاء المطولة لهذه التبريرات ، ليكتشف القارئ كيف ان مرجعية عصر العولمة تحسب حساباتها على اسس لادخل لها بالشرع والشريعة التي يسميها الكاتب " عناصر غيبية " حيث يقول مبررا امتناع السستاني عن الجهاد " بعيداً عن العناصر الغيبية بل أنطلاقاً من الواقع الميدانية ، القائد يجب ان ينظر بواقع ميداني لابعنصر غيبي "


ثم يناقش الكاتب مساؤي الاحتلال ، ومأساة ابو غريب منها فيقول : " وأقول لكم ما يعرفه العراقيون في الداخل ان الصورة التي تنقلها وسائل الاعلام العربية عن صورة الحال داخل العراق ووضع الشعب في ظل الاحتلال هي خلاف الصورة الواقعية ، وهذا لا يعني ان المحتل لم يمارس التعذيب المستنكر والمستهجن في حق المعتقلين في سجن ابو غريب بل مارس ومرفوض ولايمكن تقبله باي صورة من الصور ولكن ان تقدم الصورة الى العالم على ان ممارسات المحتل الاميركي هي ابشع من الممارسات الصدامية فهذا مرفوض تماما ولايقبل به كل من سالتهم من الاهل والاصدقاء من ابناء الشعب العراقي ...
زاسال سؤال واحد اتمنى ان اجد الاجابة عليه :


هل يستطيع احد صادق ان يقسم ان ما جرى في سجن ابو غريب من ممارسات لاتجري في الدول العربية او الشرق اوسطية بل الاسلامية بشكل متكرر . "


وهكذا يتم تزييف الحقائق لكي تقترب المرجعية في تقاعسها عن اداء دورها مقتربةً مما اعتبره الكاتب " الواقع الميداني " ، هروبا من الاحكام الشرعية التي اصبحت عند مرجعيات عصر العولمة تمثل " العناصر الغيبية " ، وفات اية الله ابو ولاء وسيده السستاني ان يشير الى شرط الاجماع كأحد مصادر التشريع عند الشيعة ، وشيوع التعذيب في الدول العربية والاسلامية والشرق اوسطيه يحقق هذا الشرط ، ويبرر للفقيه ان يجوزه من خلال السكوت عليه . اما تقديم الكاتب لشرط القول بان ما جرى من الممارسات الصدامية هو ابشع من الممارسات الاميركية كي تقر المرجعية ببشاعة ممارسات قوة الاحتلال . ولايدري الانسان لماذا لم تتصدى المرجعية لممارسات صدام ولماذا لزمت الصمت ، اليس في هذا ما يدينها على التقاعس عن اداء دورها مرتين ، مرة في زمن الدكتاتورية واخرى في زمن الاحتلال ، اي انها مرجعية فاشلة في اداء ادوارها في كل العصور والعهود ، ولاتجيد الا جباية الاموال ، تحقيقا لزينتي الحياةالدنيا " المال والبنون "


اين شراءط المرجع العادل ، المغالب لهواه ، الحريص على مرضاة مولاه ، ونذكره ان المولى المقصود هنا هو الله عز وجل ، وليس قوى الاحتلال .



5 : اعلن السيد تاييده لما عرف بالحكومة المؤقته وهي حكومة منصبة من قبل رئيس سلطة الاحتلال الذي لاجدال في انه لن يختار ماهو خبير ، او وطني حريص على المصلحة الوطنية العراقية بل من يبدي استعداد اكثر لخدمة سلطة الاحتلال . والسيد هنا اما انه لايعرف الفرق بين الادارة المحلية ، التي تستخدم فيها سلطة الاحتلال وجوها محلية من عملائها لتسير بعض الشؤون الادارية بهدف التقليل من خسائرها وتهدئة قطاعات واسعة من الشعب وابعادهم عن الانضواء والالتحاق بالمقاومة ، وبين الحكومة الوطنية الممثلة للشعب ، والعاملة باتجاه خدمة مصالحه الوطنية . ولايدري الانسان كيف يمكن لسلطة محلية معينة من قبل سلطات الاحتلال ان تتحرك "لاستحصال قرار من مجلس الامن باستعادة السيادة على بلدهم كاملة غير منقوصة " كما اشترط السيد على ما سمي بالحكومة الوطنية .



هل تمتلك هذه السلطة الجديدة القدرة على المطالبة بما هو ضد قناعات من اوصلها ونصبها في المواقع التي هي بها . ان اعلان السيد يوم 3 / 6 / 2004 تاييده للسلطة المنُصبة من قبل بريمر، كان نفس اليوم الذي شارك فيه هوشيار الزيباري في جلسة مجلس الامن للمطالبة ببقاء القوات الاميركية في العراق وللجم المطالبة الروسية – الفرنسية بانسحاب القوات الاميركية من العراق . وقبل اعلان السيد تاييده للسلطة المؤقته بيومين كان الزيباري في طريقه لنيويورك لهذا الغرض ، معلنا اسباب سفره بشكل مكشوف كمندوب عن الحكومة الجديدة لايصال الرسالة للمجلس ليغدو الاحتلال وكأنه مطلب عراقي ، الا يستطيع السيد استنباط الرأي الذي يقول ان بقاء قوات الاحتلال حتى اذا افترضنا انها سوف لن تتدخل في الشؤون الداخلية ، يشكل حالة مساس بمطالبته " باستعادة السيادة كاملة غير منقوصة " . وبالعودة لما قدمه ابو ولاء الوارد ذكره في تعريفه للاسباب التي منعت السستاني عن الافتاء بالجهاد ضد الاحتلال ، وبعد ان يستعرض مساؤي الجهاد يقول : " طيب ما السئ في الخيار السياسي ؟



اشد ما فيه من سوء هو ان الوطن يكون تحت الاحتلال وتواجد العدد الكبير من القوات داخل العراق وهذا الاحتلال رغم سوءه الا انه سوف ينتهي بقرار من الامم المتحدة وامريكا نفسها وتسلم السلطة الى حكومة عراقية ، والعدد الكبير من القوات سوف يتم ممارسة الضغوط السياسية الواحدة تلو الاخرى في سبيل اخراجها بعد بناء جيش عراقي وطني يمكن الاعتماد عليه في ضبط الامن والحدود العراقية "



لسنا بصدد مناقشة مثل هذه الافكار السطحية التي لاتقنع حتى الرجل البسيط القليل الخبرة . الا اننا نود ان نذكر بان الحديث يجري عن الاسباب التي تمنع المرجع من الافتاء بالجهاد ، ولكي نقتنع باقوال السيد ابو ولاء ،ونتاكد من صحة ما قلناه عن تطوع السستاني لخدمة قوى الاحتلال املا في ان يحقق من خلالها اشباع الرغبة بالانتقام من السيد محمد صادق الصدر ممثلا بابنه ، نسال الاخوة القراء هل سيثير هذا القول اية غرابة لو نسبناه لبريمر او كولن باول او اي من عملائهم ..!؟ ،



العناصر الغيبية ، التي يعني بها السيد ابو ولاء شروط المرجعية وخلق ومثل الائمة المعصومين اختفت هنا ، وارتقت المرجعية لعصر العولمة ، فالحل ليس بالافتاء بالفرائض ، ولا باحكام الشرع ، بل بانتظار قرار ات الامم المتحدة ، وقناعة اميركا بضرورة الانسحاب ، وغفل او تغافل الكاتب ، لماذا جاءت اميركا حتى تنسحب .. ! ؟ ذلك ما لايعلمه الا ابو ولاء ومرجعه والغارقون بالعلم .



لايدري الانسان هل ان مطالبة الزيباري تشكل استهانة مقصودة او غير مقصودة بمطالبة السيد ، او انها حالة او شكل من اشكال تبادل الادوار لتهدئة الشعب واقناعه بالقبول الخانع لسلطات الاحتلال .



على كل حال أُستُخدم تاييده للحكومة الجديدة ، كنوع من الدعاية لها وشرعنة وجودها واضفاء صفة الوطنية عليها ، ولم يأخذ احدا بالشروط التي طرحها . مما يؤكد رجحان الفرضية الثانية ، كون السيد بدأ يلعب لعبة تبادل الادوار ليشرعن الاحتلال ويوحي باستفلالية وشرعية الادارة الجديدة ، والدليل ان السيد سكت ولم يستنكر مطالبة الادارة المحلية المنصبة من قبل قوات الاحتلال ، بديمومة الاحتلال وبقاءه ، ليبدو وكانه مطلب وطني عراقي . كما لم يطالب بتنفيذ شروطه ، وهو بهذه المناورة الجديدة كسب ايضا رضى الاطراف المختلفة ، أيد الحكومة ، ودغدغ عواطف المطالبين بالاستقلال ، ولم يزعج او يغضب احدا الا ابناء الشعب العراقي الذين اصابتهم الخيبة من مثل هذه المواقف التي لايمكن ان توصف حتى بالوسطية .


ان كل هذه المواقف التي قدمت للاحتلال خدمات ما كان يحلم بها ، تقدم التفسير الحقيقي لسفره المفاجئ الى لندن تحت غطاء العلاج ، ولا يستبعد الانسان حصول امراض مفاجئة لرجل بعمر السستاني ، لكن ان يحصل هذا

الدكتور عادل رضا
01-08-2005, 06:24 PM
بنفس التوقيت مع الهجمة العدوانية لقوات الاحتلال على مدينة النجف وسامراء وانتهاك قدسية المدينتين – او ما يسميه السستاني بالخطوط الحمراء – يغدو هروبا منظم ومقصود ومنسجم مع عموم سلوكياته ، ويمارس السيد اسلوب المناورة هذا الذي يبدو كأنه غير مقصود للتخلي عن دوره كفقيه ، وحتى كرجل مسلم مطالب باتخاذ موقفاً محدداً من هذا العدوان ، كشيعي تنتهك مقدساته .مع ان السيد يحرم هذا النوع من الهجرات في مايعرف ب " المسائل المنتخبة " ، يقول في " المسائلة 24 : من اهم المحرمات في الشريعة الاسلامية : " ويورد تحت بند 3 من 43 من المحرمات ما يلي : " 3- التعرب بعد الهجرة ، والمقصود به الانتقال الى بلد ينتقص فيه الدين اي يضعف فيه ايمان المسلم بالعقائد الحقة او لايستطيع ان يؤدي فيه ما وجب عليه في الشريعة المقدسة او يتجنب ما حرم عليه فيها "



ولايدري الانسان القليل الخبرة في الفقه مثل الكاتب ، الا ينطبق الشرط الثاني "لايستطيع ان يؤدي ما وجب عليه في الشريعة المقدسة " على سفر السستاني نفسه . اعرف ان منافقا ما سينبري ليقول : ان الوجوب هنا يعني اداء العبادات والفرائض . وهذا صحيح لاي انسان اخر الا ان وضع السستاني يختلف عن بقية المسلمين كفقيه ، او زعيم روحي لطائفة دينية ، من الفرائض المطلوبة منه ان يقف مع ابناء طائفته يمنع عنهم عمليات القتل والابادة ، وهو يستطيع اداء مثل هذا الدور ، كقوة ضغط على سلطة الاحتلال والسلطة المحلية التابعة لها . خاصة وان التقارير الطبية تقول انه لايحتاج لعمل جراحي ، اي مجرد مجموعة من الفحوصات ، التي كان بالامكان استدعاء نفس الاطباء لاجرائها له وهو في منزله او اي مستشفى عراقي ، كما كان يمكن اجراؤها في بيروت ليومين او ثلاث ثم العودة للبلد الذي يتعرض لعدوان ظالم ، واول ما يقع هذا الظلم على ابناء طائفته ، الا اذا كان السستاني يعتقد ان المسلمين والشيعة هم فقط مقلديه اما الاخرين فهم كفرة لايعنيه امرهم . وهذا خروج على شرط العدالة المطلوب توفره في الفقيه ، لانه حتى في مثل هذا الموقف ، يدرك السستاني ان ليس هناك من مناطق عازلة تحمي مقلديه وتبعدهم عن القصف بالقنابل العنقودية والمدفعية الثقيلة اذا افترضنا ان الاسلحة الخفيفة يمكن السيطرة عليها او تغذية عقولها الالكترونية وتوصيتها بتجاوز من هو من مقلدي السستاني ، والتوجه نحو الاخرين فقط .



ان احد التفسيرات التي يمكن ان تتبادر للذهن ان السيد لم يستطيع ان يتخلى عن حقده على الشهيد المرحوم السيد محمد صادق الصدر ، ذلك الحقد الذي امتد على ابنه من بعده ، نحن هنا امام شحنة من الحقد تنكرها الاخلاق لو برزت عند اي انسان اخر من عامة الناس ، فكيف عندما تاتي ممن يعتقد ان مرضاة الله – رب الرحمة والخير والتسامح – تتوقف على رضاه وارادته ، وهو حقد ليس له ما يبرره من الاسباب غير المنافسة التي حصلت على مكانة المرجعية بينه وبين الشهيد الصدر ، ويسجل عليه سابقاً عدم مبالاته بقضية اغتيال الشهيد الصدر ورفضه الصلاة على جنازته ، قد ينسجم هذا مع مبدأ التقية ، هذا المبدأ الذي ابتدعه بعض الفقهاء ، واسندوه بروايات واحاديث نبويه او منقولة عن الائمة ليبرروا به على ما يبدو بعض سلوكياتهم غير المقنعه ، او تلك الشبيهة بما يقفه السستاني وغيره من المراجع ورجال الدين من السيد مقتدى ، بسبب الحسد الذي تشكل في نفوس لم تنقيها العمامة او المرتبة الدينية التي ينسبونها لانفسهم .



تضمن التقية لاولئك المتعلقين بملذات الدنيا او الذين اتخذوا من الدين مهنة السلامة من الاذى من خلال تهدئة الحاكم وتطمينه على انهم سيساعدوه على لجم الناس وكبت استيائهم على الظلم والقمع ، ما دام هذا الكبت اصبح شكل اخر من اشكال العبادة .والملاحظ ان السستاني لجأ ، طيلة الثمان اشهر التالية للاحتلال ، للصمت المطلق ولم يسمع منه صوتا ، واول تقرب له ، والشعب في عز الصراع مع قوات الاحتلال ، دفع السستاني بانصاره لافتعال بعض الحوادث غير المنطقية مع جماعات الصدريين ، ومواجهتهم بالسلاح لاثبات احقية المرجعية في ادارة العتبات المقدسة .كأنه اراد بذلك ان يقدم كشف براءة لسلطات الاحتلال من مطالبة السيد مقتدى الصدر بانسحابها .كما يمكن ان تحسب سياسيا بحسابات من يريد ان يقول ها انا جاهز استطيع ان اخدم وأُأدي دورا مفيدا للجم ومشاغلة بعض اطراف المقاومة .



يورد السستاني في مسائله المنتخبة ، وتحت عنوان المحرمات ، مايلي : "43- كتمان الشهادة ممن اشهد على امر ثم طلب منه اداؤها بل وان شهده من غير اشهاد اذا ميز المظلوم من الظالم فانه يحرم عليه حجب شهادته في نصرة المظلوم "
فهل تقع هذه الحرمة على سائر المسلمين ويعفى منها الفقهاء ..!؟



ام ان السيد لم يتوصل بعد لتشخيص من هو الظالم ، ومن هو المظلوم فيما يجري من قتل وذبح لمئات الشيعة يوميا في العراق ، واذا كان يتعسر عليه فهم الامر الى هذا الحد ، ورغم كل مظاهر اللعبة المكشوفة التي تلعبها سلطة الاحتلال وتوابعها من الاداريين المحليين ، فكيف يتحمل مسؤولية ان يقف في صف الفقاهة العادلة ليحدد للناس ما هو صحيح وما هو خطأ من سلوكيات دينية ..!؟



ان الملاحظ من تدخلات السستاني ، التي اقتصرت على مجرد دعوة الاطراف المتنازعة على التخلي من ممارسة العنف واللجوء للحلول السلمية ، وهو يساوي في هذه الدعوات بين ابن البلد الذي يقاوم الاحتلال ، وقوة الاحتلال ، وكانهما يمتلكان نفس الحق في التواجد على ارض العراق . ففي نداءاته تختفي صورة الظالم والمظلوم ، وتتساوى اطراف النزاع . ولا يدري الانسان كيف يمكن ان يغفل المرجع ، وهو يمتلك ادوات المعرفة التي تمكنه من استنباط الاحكام السليمة التي تمكنه من الاقتراب من الحكم العقلاني ، او الموضوعي في مختلف مناحي المعرفة وفي مختلف الشؤون الدنيوية . كيف اذا يعجز عن ادراك من هو الظالم ومن هو المظلوم في الصراع الدائر بين مختلف قطاعات الشعب وقوى الاحتلال في العراق . انه لاشك موقف مقصود ، ومدرك تماما من قبله .


لم يتوقف السيد عند حد اعتبار حق التواجد الاميركي في العراق يساوي نفس حق المقاومين من ابناء الشعب العراقي لتواجدهم في العراق ، بل تمادى ولمرات عديدة ليغلب حق القوات الاميركية في التواجد علىحق المقاومين العراقيين ، عندما دعى الى خروج ما اسماهم بالمسلحين من النجف لابطال حجة الاميركان في مواجهة هؤلاء السكان بسبب تواجدهم في مساكنهم ومدنهم . لكي تدخل جزمات تحالف الصهيونية العالمية مع اليمين المتطرف بسلام للارض المقدسة بسلام ودون ان تخدش مسامعها اصوات الاستنكار التي يمكن ان يطلقها اهل المدينة . ما الذي يمنع السستاني من ان يتعلق بالنجف ويحبها بنفس مستوى حب ابنائها لها ، ذاك الحب العظيم الذي يدفعهم للتضحية بدمائهم من اجل ان يحافظوا على طهارة المدينة وقدسيتها . هذا لايعني صحة الرأى القائل بان اصول السستاني ، وهو كما يقال من الاكراد الايرانيين هي السبب وراء موقفه .فموقف السيد محمد تقي الشيرازي بطل ثورة العشرين ، يعكس حالة من الالتصاق بالارض العراقية وحرية الشعب العراقي ما لانجده الان عند البعض من ابناء البلد الاصليين . كان محمد رضا ابن السيد محمد تقي الدين الشيرازي من اوائل من انتبه لاهمية المحيط العربي للعراق ، ومن اوائل الرواد الذين دعوا للوحدة العربية . فالولاء لايتوقف على الرس في النظرية القومية العربية بقدر ما انه يعكس فهما موضوعيا واعيا للانسان لادراك معنى التفاعل بين الانسان والارض والثقافة ، كما عبر عن ذلك الرائد العربي الاول النبي محمد (ص ).، عنما قال : ليس العربية منكم باب او ام ، العربي من تكلم اللغة العربية . ان عدم ادراك وفهم الانسان لمعنى العلاقة بين الانسان والارض ، وما يفترضه من ولاء والتزامات يعكس حالة خلل في الادراك الشخصي اكثر من اي شئ اخر .
يفسر البعض الاخر من الاخوة هذه السلوكيات ، بانها محصلة حتمية لممارسات الحاشية المحيطة بالمرجع ( سبق الحديث عن هذا الموضوع في القسم الاول من هذه الدراسة ) ، الا ان مثل هذا الاعتقاد لايستند للمنطق ، فالحاشية بامكانها ان تخفي على المرجع بعض المعلومات البسيطة عن شخص او قضية ، لكن ما يجري من مظالم في العراق تجري بشكل مكشوف امام عدسات وسائل الاعلام وهدير الدبابات والمدفعية والطاتئرات التي تسمع الاصم .



كذلك الحال ما يخص سقوط الحجج الواهنة التي أستخدمتها الادارة الاميركية لتبرير حربها العدوانية المستمرة على العراق والعراقيين ، وظهور حقيقة دوافعها . وبما لايستطيع احدا اخفاءه .. واذا افترضنا ان حاشيته تمتلك كل هذه القدرات لحجب الحقيقة عنه وعزله كليا عن الواقع .. ترى من المسؤول على تجميع هكذا حواشي فاسدة ..!؟



والسؤال الذي يفرض نفسه عند الحديث بصراحة عن مثل هذه الامور التي تمس كيان ووجود شعب مسلم ودولة مسلمة ، اذا كان الفقيه لايستطيع ان يكسر حاجز حاشيته ليصل للحقيقة في موضوع مكشوف كهذا ، كيف يرتضي تحمل مسؤولية زعامة طائفة ..!؟ وتحمل مسؤولية الزام المسلمين بمواقف تعكس مصالح الحاشية ولاتتماشى مع الشريعة وسلوكيات النبي والائمة المعصومين ..



ان مثل هذا الحديث يعني بقية المراجع ، كما يعني السيد السستاني ، فمن الغريب ان يكتشف الانسان انهم غادروا العراق جميعا بصمت وهدوء ، مستحسنين السلامة في البعد ، والغريب ان الوعكات الصحية التي اصابت السستاني في نفس توقيت بدء الهجوم الاميركي على النجف وتكثيف الحملات العسكرية على المدن الاخرى ، امتدت عدواها لتصيب السيد ابراهيم الجعفري الذي سافر الى لندن للعلاج . بما يعكس انها من نوع الاوبئة الجماعية .



ما فائدة زعيم او زعماء جماعة او طائفة يفضلون السلامة بالهروب من تحمل مسؤولياتهم في ازمات هي من اشد ما تعرض لها الشعب العراقي خلال المئة سنة الماضية ، ليعودوا في اوقات الهدوء والاستقرارليعلمونا : " المسألة 1169 : الحيوان وحشيا كان ام اهليا ... اذا ذكي بالذبح على الترتيب الاتي في هذا الكتاب وخرجت روحه يحل اكله ، هذا في غير الابل والسمك والجراد ، اما هذه الثلاثة فتذكى بغير الذبح على ما سيتضح في المسائل الاتية ." او " المسالة 1173 : الحيوان المحرم اكله اذالم تكن له نفس سائلة – كالحية – لا اثر لذبحه او صيده لان ميتته طاهرة " ، وغيرها من تلك المسائل التي وصفها السيد محسن الامين العاملي في انها ليست الا من " قفبيل تضييع العمر بلا فائدة " ، لم يدرك السيد محسن الامين التطورات التي خطتها المرجعية كي تتوافق مع عصر العولمة ليدرك ان هذه المسائل ليست بلا فائدة ، فهي بقدر ما تشاغل الناس بما لانفع فيه تدر بالوقت نفسه مئات الملايين التي تضمن للمرجع مستقبل ابناءه من بعده ليموت قرير العين مطمئناً . وليذهب ابناء جميع الشيعة والمسلمين للجحيم . فالدين اصبح على مايبدو شطارة كما هي التجارة . ومن لايرضى فتهمة الزندقة والخروج على الطائفة اوالاتهام بالتامر مع الطوائف الاخرى جاهزة ، فاللمرجعية اسليبها القمعية الكفيلة بحماية دكتاتوريتها ، وتفردها برضى الله .
ما حاجة الانسان المسلم في العراق لان يتعرف الاحكام الشرعية في كيفية اكل الجرادة او الحية ، وهو يتعرض للذبح اليومي مهددا بماله وعرضه وروحه ودينه . وما فائدة ان يكون الفقيه رحيما كريما عطوفا على الحيوانات ويفتي بحرمة ذبحها امام حيوان من جنسها - المسالة ، ولا يحرم الذبح اليومي للانسان العراقي ، امام انظار البشر ، واغتصاب النساء امام عيون الرجال وكاميرات المصوريين ، ولايقول شيئا ، بل يساوي بين الضحية والقاتل ، بحجة التقيه ، ولا يحسب حساب لتقوى الله ..!؟


لذلك لانستغرب ان نجد كتاب المسائل المنتخبة للسيد السستاني المؤلف من 600 صفحة ، و1452 مسالة ،ليس من بينها واحدة تتناول موضوعة الجهاد ، وكأن السيد لايحسبه فريضة من الفرائض الخمسة ، مع انها وباتفاق علماء المسلمين – والشيعة من ضمنهم – يمثل الركن الخامس من اركان الدين ، اي العبادات الخمسة ، الصلاة والصوم ، الزكاة ، الحج ، الجهاد ، الا ان السستاني يلغي الجهاد ويتجاهل ذكره ويضيف الخمس كركن خامس بدلا منه ، وكان المطلوب من الشيعي على راي السيد ان يلغي هذه الفريضة التي امر بها الله . فهل يحق للفقيه ان يلغي غدا الصوم او الصلاة والحج مثلا ، لماذا الجهاد بالذات وبأي حق ..!؟ ليس هناك من تفسير غير ان الغاء الجهاد يضمن السلامة ويحقق للانسان المتعة بالامتيازات التي يحققها الدين ، دين عصر العولمة ..!



مع ان الكتاب يخصص 19 مسالة في الذباحة ، و23 مسالة في الصيد ، و32 مسألة في الخمس ، مع ان قضية الخمس ، ضلت تثير الكثير من الجدل حتى عند بعض علماء الشيعة .



المعروف عن السستاني ، انه واحدا من المجتهدين المقلدين ، ولم يكن مجددا ، على شاكلة الشهيدين الصدريين ، والسيد فضل الله ، ويتضح ذلك بوضوح حتى من خلال رسالة الاجتهاد التي عادة ما يكتبها الفقيه للدلالة على قدرة استباط الاحكام الشرعية ، لذلك لجأ لتبني رسالة الاجتهاد للسيد محسن الحكيم والتي سبق ان تبناها السيد الخوئي من قبله ، مع " تغيير مواضع الخلاف منها مما يؤدي اليه نظري ، مع بعض الحذف والتبديل والاضافة والتوضيح لكي تكون اقرب الى الاستفادة والانتفاع " كما عبر هو عن ذلك ، ويستمد عادة السستاني فتاويه من احكامها ، فهو مقلد اكثر منه مجتهد ، لذلك يعيب عليه اتباع الشهيد السيد محمد صادق الصدر هروبه من المناظرة مع السيد الصدر ، ويعتقدون انه غير مؤهل للمرجعية ، وان مكانته استمدها من القدرة الاعلامية والاقتصادية لابناء المراجع السابقين الذين لهم مصالح اقتصادية اوسياسية لظهور مرجع بمثل شخصية السستاني ، كما سياتي ذكره .



الا ان السيد الخوئي لم يغفل او يغيب فريضة الجهاد ، الذي قسمه الى جهاد ابتدائي : اي غزو المسلمين لبلاد غيرهم بهدف نشر الاسلام ، وتلك من وظائف الامام المعصوم ، والجهاد الدفاعي ويعني مواجهة غزو خارجي يقع على بلاد المسلمين من قبل دولة غير مسلمة ، ويلزم الخوئي المجتهد للمبادرة بالافتاء ضد مثل هذا الغزو . ويبدو السستاني هنا حتى كمقلد فاشل خارج على فتاوى وتشريعات المجتهد الذي اختار هو بنفسه رسالته كمرجع لفتاويه .



افتى السستاني بالجهاد لمواجهة الغزو الاميركي قبل بدأ الحرب بشهر او اكثر وظهر على شاشة تلفزيون بغداد جالسا ومجموعة من العلماء خلف السيد عدنان البكاء الذي كان يقرأ الفتوى . وعندما اشاع بعض مؤيديه في الخارج بان الفتوى غير صحيحة او انها أُخذت بالقوة ، عاد مكتب السستاني في النجف ليرد عليهم بتاكيد صحة الفتوى وانها كانت طوعية دون اكراه من احد . والسؤال من يتحمل ازر من قتل من ابناء الطائفة ممن قاوم الغزو خلال الحرب وقتل استجابة للفتوى .



ثم ما هو الموقف الشرعي السليم مقاومة الاحتلال وهو عدوان مستمر ، كما افتى السستاني من قبل بذلك ، ام التعايش معه وقبوله كامر واقع . ثم ما معنى الصمت والسكوت الذي مارسه السيد في الاشهر الثماني الاولى ، ثم فجأة يتحرك لقدم لسلطة الاحتلال المبررات الشرعية على كامل تصرفاتها كما ذكرنا في اعلاه .



المرجعية في عصر العولمة


رغم كل هذه الالقاب التي استخدمت لرفع مكانة المجتهد لمستوى من القدسية ، الا ان حقيقة الامر ليس هناك من نص او تشريع الهي او حديث نبوي ما يسند هذه القدسية ( سبق ان ناقشنا هذه المسالة في الجزء الاول من هذه الدراسة ) الا تطلع المستفيدين للتمتع بالحياة من خلال رفع منزلة المجتهد لمستوى الائمة المعصومين والانبياء ، واضفاء ما لا يقبله الائمة لانفسهم من الصفات والسمات – كما ذكرنا في الجزء الاول من هذه الدراسة ، فقد اضحت المرجعية سوق رائجة ، لها مؤسساتها المالية والاعلامية ومراكزها الخاصة ، والاعداد الهائلة من الموظفين والمستفدين دون ان يكون لهم من فائدة تذكر سوى جمع الاموال و تنفير الناس من الاسلام والمرجعية بما يمارسونه من سلوكيات غير مقبولة ( نستنكف عن ذكرها لما فيها من قصص يشيب لها الطفل )

الدكتور عادل رضا
01-08-2005, 06:26 PM
، يستخدم المستفيدين منها اسم المجتهد لجني الارباح الطائلة يتساوى في ذلك ابناء المجتهدين وعائلته او حاشيته وبعض وكلاءه ،مستثمرين الحالة النفسية القلقة للانسان المسلم وحالة اختلال التوازن التي تعاني منها الامة ليقدموا انفسهم من خلال المجتهد وكانهم يمتلكون الخلاص الذي سينقذ الانسان مما يعاني منه من خوف وضياع وشعور حاد بفقدان الامن ، فحاولوا تصوير المجتهد كوسيط بين العبد وربه وهم وسطائه بالتبعية ، يبيعون الوعود والخرافات . وظيفتهم جني الارباح وبيع الاوهام .
لذلك بدأت المرجعية تميل لان تصبح قريبة من الملكيات الوراثية ،لايكتفي فيها الابناء وراثة اموال المسلمين التي بعهدة المرجع وكانها حق خاص ، بل تضخيم مكانة المرجع وادواره ليحتفظوا بعد مماته بنفس الامتيازات التي يتطلع الابناء وبعض الاتباع لاستمرار في وراثتها بل وتوريثها لابناءهم من بعدهم . من هنا وجدنا ان بعض ابناء المراجع ومن اجل الاحتفاظ بامتيازات المرجعية يتدخل لتحديد المرجعية الجديدة من خلال ما يملكه من امكانات مادية واعلامية ، ليفرض عليها عدم المطالبة باستعادة اموال المرجعية السابقة وامتيازاتها التي يريد حيازتها لنفسه مع انها اموال عامة ، تعود ملكيتها لفقراء المسلمين ويفترض ان تنتقل للمرجع الجديد ، كما حصل مع مرجعية السستاني التي ما كان لها ان تتحقق لولا تدخل ابناء المراجع السابقين ، ابناء السيد الخوئي لرغبتهم بالاحتفلظ بامتيازات واموال المرجعية ، واولاد السيد المرجع محسن الحكيم بسبب تطلعاتهم السياسية التي هددها بروز السيد محمد صادق الصدر كمرجع وكزعيم سياسي ، فادلوا بدلوهم في التشكيك بعلميته ، بل حتى بعقله ونزاهنه ، واتهموه بالعمالة للنظام . فكان لهذه الحملة اثرها في اضعاف مرجعية السيد الشهيد محمد صادق الصدر ، وترجيح كفة السيد السستاني . فكانت مرجعية الاخير اقرب لولادة قيصرية خدمها بشكل كبير استشهاد السيد محمد صادق الصدر بوقت مبكر . ، مما اخلى الساحة من منافس شديد ، لذلك يمكن ان يقال ان بعض مرجعيات عصر العولمة محكومة بزينتي الحياة – الاموال والبنون – اكثر مما هي محكومة بالورع والتقوى .




يسجل للسيد الخميني مبادرته لمنع اولاده او احفادة للعب مثل هذه الادوار فابعدهم عن المركز التي تمكنهم من استغلال اسمه بل اعتقل حفيده عندما حاول ان يستغل قرابته للسيد كي يتدخل بشؤون المرجعية والدولة في ايران .




كما لايمكن النظر لبروز السيد القائد مقتدى الصدر بنفس المنظار، فلم يعرف عنه انه تلاعب او ورث شيئا من املاك المرجعية ، كما ان بروزه لم يكن بفعل هذه الظاهرة الشاذة للمرجعية الوراثية بقدر ما ان الرجل برز كقائد معبر عن ارادة الملايين للخلاص من الاحتلال وتحقيق السيادة الوطنية ، قد تكون اصوله خدمته كثيرا في بروزه بسرعة وتجميع الانصار والمؤيدين من خلفه لكنه يمتلك ايضا القدرات الخاصة ليتجاوز دور ابن المرجع الى دور الزعيم السياسي صاحب الموقف الخاص ، وهو لم ينافس احدا على مرجعيته او امواله بقدر ما انه اتخذ دوره كمواطن قادر على فهم واستيعاب هموم ابناء وطنه . واذا كان لدور ابن المرجع من اثر عليه فهو قدرة المرجع السيد محمد صادق الصدر على نقل قيم الفضيلة والشجاعة والزهد والتمسك بالقيم الدينية والروحية الى حد الاستعداد المطلق للاستشهاد ، وليس كامتياز للتمتع بالحياة الدنيا . ويمثل ابناء الخالصي نموذجا اخر لهذه النزعة في وراثة قيم الفضيلة من المرجعية لااموالها او مكانتها الاجتماعية لاستخدامها كاساس لبناء زعامة سياسية او التحول لمركز تجاري لدعم النزعات الفردية الشاذة في تاكيد الذات ولو على حساب اموال المسلمين ودمائهم .



ان هذه القدسية التي يحاول ان يعطيها البعض للمجتهد تتناقض كليا مع اساسيات المذهب ، حيث عرف الشيعة بالمخطئة ، اي ان مؤسسي المذهب واباءه الاوائل يرون ان المجتهد بشر يمكن ان يخطأ ويصيب . فهو ليس معصوم من الخطأ ، الا ان جميع المجتهدين وعلماء المذهب يتفقون على ان من اهم صفات المرجع ان يكون على درجة من التقوى والورع اللتان تمكنانه من مغالبة هواه ، وكما عبر عن ذلك السيد الشهيد محمد باقر الصدر : " وبقدر عظمة المسؤولية التي اناطتها الشريعة بالعلماء شددت عليهم وتوقعت منهم سلوكا عامرا بالتقوى والايمان والنزاهة نقيا من كل الوان الاستغلال للعلم لكي يكونوا ورثة الانبياء .
فقد جاء عن الامام العسكري عليه السلام في هذا السياق قوله فاما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لامر مولاه فاللوام ان يقلدوه ."



اما ان يقف السيد السستاني مع قوات الاحتلال ، ويدعمها بمناورات ظاهرها محاولة ضبط سلوك سلطة الاحتلال ، الا انها تخدم بالمحصلة النهائية وجود واستمرار الاحتلال ، وتضبط سلوك قطاعات كبيرة من الشعب وفقا لمعايير الخنوع والاستسلام بالطريقة التي تريدها هذه السلطة، كل هذا من اجل اشباع رغبة الاانتقام من الشهيد الصدر من خلال ابنه السيد مقتدى الصدر ، وجماعات الصدريين الذين على ما يبدو انه اخرجهم من قائمة المسلمين ، يحلل قتلهم ، فهو وان لم يفتي بذلك الا ان السكوت دلالة على الرضا. مع ان الآيات والاحاديث التي تحرم دم المسلم ليست بعيدة ، فأية شريعة هذه التي يستند لها السستاني في سكوته .




قد يقول جاهل ومنافق ، ان هذه الاستنتاجات لاتمثل موقف السيد السستاني ، وانه لابد اتخذ موقفه هذا على اساس سند شرعي . والسؤال اي شرع هذا يمكن ان يرتضي سكوت من يكون في موقع المرجع الاول للطائفة ويرى ابنائها يقتلون ظلما وهو ساكت فرح بالطائرة الخاصة التي هيئتها له قوات الاحتلال للسفر بها من اجل اجراء فحوصات في الخارج . ويخطأ السستاني اذا اعتقد ان القتل سيطال جماعات الصدريين فقط فليس هناك من مناطق سكنية تعزل الشيعة من مقلدي الصدر عن غيرهم ، اي ان القتل سيطال ايضا مقلدي السستاني ومقلدي المراجع الاخرين ، وحتى انصار الاحزاب المتاسلمة الاخرى السائرة في فلك الاحتلال فرحة بمنصب وزاري او اكثر ، تعتقد انه حقق لها انتصارها في تحقيق اهدافها في ان تتموضع في موقع مخلب القط ضد شعبه ومواطنيه . فمن المسؤول غدا عن هذه الدماء ، وهل سيبقى للورع والتقوى ومغالبة الهوى من وجود ، يمكن ان يلزم المسلم لتقليد مثل هذه المراجع والاحزاب التي تتامر على الطائفة . ومع من .. مع الشيطان الاكبر ، الذي كان جميع مراجع الطائفة العظام ، وحتى من يدعون تمثيلها سياسيا ان التعاون معه سيحول المتعاون الى مخلب قط لايذاء اخوانه ، وتابع وعميل للاستكبار .



يطمح السستاني على مايبدو ان تحقق له قوى الاحتلال ، ما لم تحققه له الشريعة او الاعلمية التي يدعيها ، التخلص بالقتل والقمع من انصار وكوادر التيار الصدري اولئك الذين خذلوه ورفضوا ادعاءاته بالاعلمية ، ويضمن بذلك وحدانية وجوده على الساحة ويضمن ايضا عودة اموال الخمس والحقوق له ، وله وحده . مما سيحقق له ميتة قرير العين المطمئن على مستقبل اولاده من نكبات الدهر ، فما سيخلفه يكفي لان يهرب ابناءه او احدهم الى اي من عواصم العالم ليبني مركزا اسلاميا يضمن له تلقي المزيد من التبرعات والتهرب من الضرائب تحت غطاء ما يعرف بالمؤسسات الخيرية او الدينية والثقافية ، ويعيش عيشا هنيأً تحت غطاء خدمة آل البيت ونشر مبادئهم ومذهبهم ، مع ان احدا من آل البيت لم يترك من ارث لاولاده واحفاده ، ولم يترك احدا دار الاسلام ليهاجر بعيدا متمتعا بمبادئ حقوق الانسان والديمقراطية. وهذا الامام علي الذي يدعون الاقتداء به ،يغضب ويبكي ابنته زينب في ليلة العيد عندما يكتشف انها استعارت عقدا من بيت المال تتزين به ، ويؤنب صاحب بيت المال لسماحه لها بذلك .. وعندما جاءه ابنه الحسن في الليلة الثانية من جرحه الذي مات بسببه بطبق فيه رغيف من الخبر واناء من اللبن ، يساله بني حسن أأطعمت اسيرك ، ويجيب الحسن بالنفي ويبرر ذلك بان ليس هناك من طعام في البيت غير هذا الذي الطبق ، ويصر عليه السلام ان يتقاسم الرغيف واناء اللبن مع عبد الرحمن ابن ملجم . فاين هو تراث اهل البيت الذي يدعون نشر ثقافته ، مقابل هذه الامبراطوريات المالية التي يهربون بها للخارج ، وملايين الشيعة من العراقيين يتضورون جوعا ، ويعانون من شظف العيش ، محرومين من الكثير من الاساسيات الضرورية للعيش بكرامة .



وهل يحق لاي مرجع ان يتجاوز هذه القيم بحجة القدرة على استنباط الحكم الشرعي ، ويتغافل عن ما اوجبه الخالق من فرائض باسم آل البيت ..!؟



حدود صلاحية المجتهد




ان الاجتهاد مسؤولية وليس امتياز ، فتفرغ رجل ما لاكتساب المعارف الدينية ، لايعطيه اي حق في للتحكم في مصائر البشر ، او القدرة على تزكيتهم او ادانتهم ، تكفيرهم او الشهادة في حسن اسلامهم . فذلك حق لم يمنحه الله حتى للانبياء ( ما انت عليهم بوكيل ) ، والاجتهاد كمبدأ الغاية منه متابعة تطورات الحياة وتغيراتها ، ونبذ الجمود واستعمال العقل في التمييز بين ما له علاقة بمصالح الامة الاسلامية ، وما هو ضار من الامور الدنيوية ، مما لم يرد به حكم صريح في القرآن والسنة ، ولا يحق للمجتهد ان يخرس من اجل ان يضمن سلامته عن الافتاء بالاحكام الصريحة ، لان ذلك يضعه في خانت الشيطان الاخرس ويسقط عنه سمات المرجعية والاجتهاد التي تؤكد على العدالة ومغالبة الهوى وطاعة المولى ( نذكر دائما ان المقصود به هو الله عز وجل وليس السيد بريمر او اتباعه من الاجراء المحليين ) .



والتقية ، وان ادعى البعض بانها واجبة ، الا ان وجوبها محدود بما هو مظهري وانيفي اداء العبادات ، الا انها لاتلغي باية صورة من الصور هذه العبادات ، او بعض من احكام الخالق وحدوده ، لانها تتحول عند ذلك الى حالة من حالات النفاق ، الذي ينقل المؤمن الى حالة اخرى نهى عنها الخالق ووصفها بالاعمال الشيطانية . .والمجتهد يمتلك الحق في استنباط الحكم الشرعي في فروع الدين ، ولايحق له ذلك بما يتعلق في الاصول ، كما يعتقد المرحوم الشهيد السيد محمد باقر الصدر حيث يرى " وفي الوقت الذي اوجبت به الشريعة التقليد بالمعنى الذي ذكرناه في فروع الدين من الحلال والحرام حرمته في اصول الدين ، فلم تسمح للمكلف بان يقلد في العقائد الدينية الاساسية ، وذلك لان المطلوب شرعا في اصول الدين ان يحصل العلم واليقين للمكلف بربه ونبيه ومعاده ودينه وامامه ودعت الشريعةكل انسان الى ان يتحمل بنفسه مسؤولية عقائده الدينية الاساسية بدلا عن ان يقلد فيها ويحمل غيره مسؤوليتها "



ويرى الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ان العبادات الخمسة هي من اصول الدين وليس فروعه ، والجهاد هو الفريضة الخامسة من هذه العبادات ، وهي اهم على ما نعتقد من صيد الجراد او الحيات وغيرها من الامور التي لايمكن ان تفهم الا انها مضيعة للوقت ، في وقت تتكالب فيه قوى الشر والعدوان لذبح العراقيين كالخراف ، قبل ان يتوفر لهم الوقت الكافي لمعرفة ما اذا كان الواجب اكل الجرادة بالذبح او بدونه . فقد سمم اليورانيوم المخضب حتى الجراد والحيات .



والمجتهد مسؤول لتنبيه الامة عما لم تنتبه اليه من المخاطر التي تهدد مصيرها ووجودها ، او ما هو على علاقة مباشرة بمستقبلها . انتهى عصر صيد الجراد والحيات ، ونحن الان احوج ما نكون لدين يعلمنا كيف نتعامل مع الصواريخ التي تتساقط على رؤوسنا دون ذنب ، او جريرة .



وعلى مفكرينا وعلمائنا ان يخرجوا من صمتهم لاعادة صياغة مفهوم الاجتهاد وشروطة ، ليعود كمبدأ لخدمة الانسان وتعريفه بما يجهل من امور دينه ودنياه ، لا مجرد منصب مقدس لجمع الضرائب والاموال التي يهدر الكثير منها في غير مرضاة الله . ولايسعني هنا الا ان انصح بقراءة كتب المفكر المجدد الاستاذ عادل رؤوف الذي اطلعت على كتابه القيم "عراق بلا قيادة " بعد الانتهاء من كتابة مقالتي هذه ، رغم ان سماحة الشيخ الجليل محمد مهدي الخالصي كان قد اهداني نسخة منه في العام الماضي وضعته بين مجموعات الكتب الجديدة بانتظار قرائته ، فاستعاره احد الاصدقاء الذي اراد على ما يبدو ان يثبت انه الاذكى فلم يعيده لي لحد الان ، الا ان صديقا اخر احضر لي نسخة جديدة بعد ان اطلع على مسودة مقالتي هذه . وبقراءة بعض الفصول اكتشفت انه يناقش الكثير من الموضوعات الواردة في هذا الجزء وما سيليه من الاجزاء ، بتوسع اكثر ، وحجم كبير من الوثائق والمصادر ، اضافة الى ان الرجل يمتلك اطلاع على الامور الفقهية اكثر بكثير من كاتب هذه المقالة . وبالقراءة السريعة لبعض فصوله انصح كل مسلم على مذهب اهل البيت قرائته ليكتشف كيف ان الدين اصبح لعب وتجارة بيد بعض ممن يدعون التصدي لحمايته .



كما انبه وانصح بقراءة المفكر الاسلامي المجدد الدكتور علي شريعتي شريعتي ، خاصة كتابه " التشيع العلوي والتشيع الصفوي " . والدكتور شريعتي من المتبحرين بالفقه وعلومه ما يعطي كتاباته نكهة خاصة .


سيناقش الجزء الاخير من هذه الدراسة موقف الحركات السياسية الاسلامية من المحنة العراقية والانتفاضة الصدرية ، والذي تعمدنا تاجيل نشره الى حين الانتهاء من القراءة المركزة لكتاب الاستاذ عادل رؤوف .

.



الدكتور موسى الحسيني
mzalhussaini@btinternet.com

جمال
01-09-2005, 09:27 AM
هل يعتقد الكاتب إنه فى الإمكان عمل مثل هذه المؤسسات الكثيرة فى العراق فى ظل وجود النظام البعثى .... الجواب لا ؟

فلماذا يتظاهر بعدم معرفة هذا الشىء ؟

هاهم الأمريكان يصرفون المليارات فى المشاريع الإنشائية والإقتصادية فى العراق ونجد ما يسمى بالمقاومة وهى تقتلهم وتحاربهم ، فلماذا تريد من السيستانى ومؤسساته أن يتعرضوا لهذا الأمر .

وجود أى مؤسسة خيرية أفضل خارج العراق لسلامة العاملين وإستمرار الطرح .

الدكتور عادل رضا
01-11-2005, 12:31 AM
كتابات - كريم علي فياض

قبل البدء بمقالي هذا 00 اتوجه الى جميع الاخوة الكتاب الذين اراهم اليوم وعلى موقع كتابات يسطرون با اناملهم تلك الرؤى الواضحة والحقيقية والحريصة على دماء ابناء الشعب العراقي البطل وهم الان يشاركون ابناء الشعب العراقي البطل بمقالاتهم التي تساند ابناء ه وهم يقفون في خندق المواجهة 0 ارى الاخوة الكتاب الشرفاء يعبرون اليوم بصدق مشاعرهم وارائهم النيرة في خدمة الشعب العراقي 00


وتبقى الاسماء التي اراها اليوم وهي منفردة الان على موقع كتابات واصبحت نشاز وان هولاء ليس لهم اي راي سوى تحقيق اوامر اسيادهم الذين كلفوهم بمواصلة الهجوم على التيار الصدري وغيره من ابناء الشعب العراقي الاصيل الذين الان يقدمون ارواحهم فداء للوطن الغالي00 فالف تحية واعتزاز لمن قال الحق وندد با الاحتلال 00 وخزي وعار للذين لازالوا يكتبون ويؤيدون الباطل وان اسمائهم معروفة وستبقى لعنات العراقيين الشرفاء الذين يقفون الان بوجه المحتل ستطاردكم ياخونة ياعار 0فتعسا لكم والى اقلامكم بماكنتم تكتبون00



نريد اليوم نستعرض المسيرة التي عاشها علي السيستاني في العراق منذ دخوله وحتى خروجه با الامس من العراق الى بيروت ومن ثم الى لندن عبر طيران الشرق الاوسط وتحديدا على متن الطائرة المسماة (بساط الريح) ولعل الاخو ة القراءقد يتفاجئون من الصراحة المعلنة من قبلي 0 فهذه الوقائع التي سأتعرض الى ذكرها في المقال كلها وقائع جرت على ارض العراق وعرفها وعاشها ابناء الشعب العراقي لحظة بلحظة مع علي السيستاني تحديدا لاانه صاحب الامر المعني اليوم 0



وحتى لايتهمني البعض من جماعة(عباد الاصنام ) باني اتجاوز وافتري على المراجع وعلى علي السيستاني 00 اقول الى هولاء هذه الوقائع ليس بدع مني اوكذب كل00 والف كلا انها لحقيقة معروفة ولانريد ان نعطي الى علي السيستاني العصمة الابدية ونعتبره كجبرائيل وميكائيل عليهم السلام انه بشر وكفاكم دفاع عن الباطل ايها الساكتين 00 دخل علي السيستاني الى العراق عن طريق احدى الدول الخليجية في سنوات الحرب التي افتعلها النظام العراقي مع ايران وفي عهد مرجعية الخوئي واصبح من تلامذة الخوئي 00




وشهد هذا الرجل معظم انتهاكات الطاغية هدام سواء كان في عهد استاذه او بعده حيث تصدى للمرجعية بعد وفاة استاذه مدعوما من مؤسسة الخوئي السيئت الصيت ولكن هذا الرجل لم يستوعب مقلدا واحد وذلك لوجود اية الله العظمىالسيد السبزواري0 تزامنت سنوات مرجعيته مع الطغيان حيث القتل الجماعي واحتلال الكويت والانتفاضة الشعبانية والاعتقالات العديدة التي طالته هو الاخر ولكنه افرج عنه بعد ايام وسمح له الدخول النجف ولكن الاخرين ظلوا منتظرين الاوامر امام سيطرة النجف حتى يسمح لهم بلدخول (اقصد السيد محمد صادق الصدر) لم يشهد لهذا الرجل علي السيستاني ان كان في يوم من الايام في العراق منذ دخوله وحتى خروجه الان من العراق ليس معارضا لسياسة النظام الارهابي في العراق لامن بعيد ولامن قريب 00




وكان على اساس وتلك كلها تفاهات من مقلديه لجبنه والوقوف بصلابه بوجه المجرم صدام كان يساير النظام على مبدء التقية 00لكن هذا الجبن بعينه اي تقية يقبلها الله سبحانه وتعالى والرسول عليه وعلى اله السلام يصمت هذا المرجع والشعب يذبح يوميا وتغتصب النساء والرجال وتهدم الدور على ساكنيها وتعتقل الاطفال ويرمون في السجون وهو في تقية 00



هذه حجة شرعية المراد منها تهربه من المسئولية الكاملة امام الله والمجتمع الذس عاش معه ولكن لم يعايش هذا المرجع سنوات الحصار والمحنة والذلة والانتهاك كما عاشها الشعب العراقي في عهد الطاغية كان حتى لم يذهب لزيارة امير المؤمنين عليه السلام في هذه السنين اصبح من زمان رهين الفراش والوسادة لم يشهد له الشعب العراقي اي موقف بطولي وديني ورجولي بوجه ذلك الطاغوت الصدامي اشاعوا مقلديه اشاعة في العراق مفادها ان السيستاني عليه اقامة جبرية من النظام الصدامي 00



هذه نكته قويه المراد منها عدم الخروج من اعتكافه وهروبه من المجتمع ومايتعرض اليه من طغيان الصامي ثم ما الذي فعله السيستاني حتي يصبح رهن الاقامة الجبرية بل العكس كان موافق وحاضر ومؤيد كل اعمال الطاغية هدام واركان نظامة القتلة اذن ما الداعي لفرض الاقامة الجبرية وهو يعمل لرضى النظام وذلك من خلال صمته وان دل هذا على شي فا انما يدل على ان السيد علي السيستاني موافق لسياسة النظام الارهابية ضد الشعب العراقي 0



كان يتحاشى اي مناقشة دينية تصدمه بلواقع العراقي 0هذا مرجع برايكم المرجع الذي يتألم على مجتمعه وشعبه ليس بمرجع كان الشعب العراقي يئن ويبكي من المعاناة التي عاشها في زمن صدام اين كان هذا المرجع من هذه المعاناة اليس الشعب العراقي مسلم والسيستاني مرجع يهمه امر المسلمين اذن اين الاهتمام من قبله اتجاه الشعب العراقي 00




اشيع عن اغتيال خادمه عباس وعلى اساس ان النظام العراقي عرف ان عباس هذا الخادم يهتم بامر المسلمين في العراق فقتله النظام الجائر وهذه الحادثة ربما نصدقها لاان عباس عراقي وربما قال كلام هنا وهناك يجب على السيستاني ان يتحرك ولايصبح حجر عثرة امام الاخرين فقتله النظام نقول له ان عباس المواطن العراقي تألم فا انت اين0 لم يكن له موقف مشرف ومساند الى السيد الصدر رضوان الله عليه بل كان العكس هو وابنه الفاشل والحاقد على الرس العربي محمد رضا0 وكم طالب السيد الصدر من السيستاني ولو موقف اعلامي مساند لحملته الجهادية التي اعلنها ضد النظام الجائر كم من الخطب دعاه ودعى جماعته الذين على شاكلته واراد منهم ولو موقف مؤيد له بل كان يتهم بلعماله منه ومن ولده ومن محمد سعيد الحكيم وغيرهم من المراجع الاخرين 00



السيستاني لايهتم ولا يريد ان يهتم لما يجري على الشعب العراقي من المجرم صدام ولو كان عكس هذا لقام بتائيد على الاقل لموقف السيد الصدر 00 ولكن السيد الصدر رضوان الله عليه قد قالها في احدى خطب الجمعة وبا الاخص (خطبة 27) حينما قال لقد تركوا السيد محمد الصدر يواجه الطغيان لوحده في الميدان 0 وهذا الدليل القوي الذي يبين على ان السيد محمد الصدر كان يحظى بمواقف سلبية منه ولم يسانده بلوقوف بوجه صدام 0 وهذا ايضا دليل يضاف الى سجله المملوء بلفشل والمواقف المخجلة الدينية التي يلزم الله بها عباده اذن كيف اذا كان مرجع على مستوى سيد علي السيستاني00 وقتل النظام المجرم السيد الصدر ونجليه وذهب اليه الشيخ البطل علي الكعبي رحمة الله عليه وطرق بابه ليريد من علي السيستاني الصلاة على الجثمان الطاهر المرمى في الصحن الحيدري الشريف فرفض هذا العرض 0



وحتى الارواح الطاهرة التي لحقت بلسيد الشهيد اولئك الشهداء الذين ساروا على درب السيد الصدر واعدمهم النظام المجرم لم يكن للسيستاني اي ادانة على هذه الافعال وان الكثيرين من العوائل تهدمت دورهم واصبحوا نزلاء في حاويات النفايات في العديد من المناطق الشعبية بعد ما اعتقل رجالهم واعدم ابنائهم لم يكن للسيد السيستاني اي موقف مشرف من قبله اتجاه هولاء 00 وقبل البدء بقيام القوات الامريكية بغزو العراق اصدر فتوى جهادية طالب فيها العراقيين بلدفاع ضد المحتلين الامريكان القادمين الى العراق وعندما نفتها المعارضة العراقية هذه الفتوى وقالت انه صدرت بلقوة وتحت الاجبار الذي تعرض له السيد علي السيستاني من قبل النظام الصدامي اصدر مكتب علي السيستاني في النجف ونفى ان يكون قد تعرض الى الضغط والاجبار الى اصدار مثل هذه الفتوى وانها صادرة بملئ الارادة السيستانية 0




وحتى لو نفترض انه قد تعرض الى الفتوى فكيف اذن هو مرجع ويساير الظالم وما ذنب مقلديه الذين انصاغوا الى هذه الفتوى وقتلوا على ايادي المحتلين فماهو رده اليوم على هذه الفتوى هل يصر انها صادرة من ارادته ام ان هناك كلام اخر00 وانزاح النظام المجرم الصدامي من دكة الحكم ومن هنا انطلقت الالسن التي كانت في الامس خرساء وعبرت بعض الاقلام العميلة والخائنة بان السيد علي السيستاني كانت له مواقف مشرفة ضد النظام الصدامي 0




فيا عجباه اين تلك المواقف المشرفة والله انها لمواقف مخزية حتى يستحي الانسان ان يقول هذا مرجع والسيد الخميني ومحمد باقر الصدر ومحمد محمد صادق الصدر مراجع 00 اليس من السخف ان نساوي بين هذا وهولاء الذين لازلوا تذكرهم الشعوب الاسلاميه في العراق وكل المدن الاسلامية بفخر واعتزاز 00 واليوم ترك الشعب العراقي يموت ويواجه المحتل و هذا ليس بجديد عليه فهو في خانة الصامتين ترك الشعب العراقي وفي معظم مدن العراق يواجه المحتلين 0 وذهب على اساس انه مريض وعنده اظطرابات في القلب اي هروب هذا اذا كنت تهرب من الشعب العراقي الان وتتركه يعيش محنة هذه المواجهة التي تطلب منك موقف مرجعي قوي لايقبل بلذل والعارر ولايابه بقواهم المحتله فكيف تهرب من الله سبحانه وتعالى عندما يسألك في ذلك اليوم تقول له عندي اظطرابات قلبية وذهبت الى لندن لكي اتعالج واحصل على فترة نقاهه 00 والله واقسم لو كنت حريص على الدماء المسلمة التي تراق الان لما ذهبت وتزحزحت من مكانك لكنك لك سجل كبير على الصمت ازاء الاعتداءات على المسلمين وحقوق المسلمين 00





لابد ان نقول الحقيقة ان اي انسان مسلم ان لم يهتم با امور المسلمين فليس مسلم 00 كمل روي في الحديث الشريف 00 اذن اين اهتمامك والنجف والعمارة والبصرة والناصرية ومدينة الصدر وابناء والكوت والحلة وكربلاء 00 اليس هولاء مسلمين ويدافعون اليوم عن بلادهم 00 اذهب الى لندن ونام هناك وسوف تتدثر جيدا حيث الجو بارد هناك وان المرافقين لك لن يسمحوا الى اي انسان ان يذكر امامك اخبار العراق خوفة منهم عليك 0على اساس انك حريص على العراق وشعبه 0 ذهابك الى لندن في ظل هذه الاحداث العقيمة ماهي الارسالة وموافقة منك على اقتحام مدينة النجف وقتل الابرياء الابطال بنيران دبابات المحتل وبتوصيات من الخونة صاحبك موفق الربيعي والذرفي والجزائري ومن لفه لفهم الذين يخدمون المحتل وماهو هولاء الا خدمة مأجورين 00





ومنذ ساعة وصولك الى لندن اسرعوا مرافقيك بتصريحاتهم حيث قالوا ان السيد علي السيستاني لن يخضع الان للعلاج الا بعد ايام من النقاهة ثم وصول طاقمه الطبي من العراق ثم عرضه على الاطباء البريطانين 00 يعني وبصريح العبارة لايعود السيد الا بتحقيق كل الاهداف الامريكية وغيرها في العراق وذلك من خلال قتل او اعتقال اي صوت عراقي عربي شريف 00 يرجع السيد ليس بعودة واستقرار حالته هو الصحية ولكن بعودة واستقرار العراق بنظر المحتل الخلاص من التيار الصدري وغيره الذين هم الان شوكة في خاصرة السيستاني والمحتل 00 فهذه حقائق وبدون مجاملة 0 ولانريد من الان وصاعدا الا قول الحق بعد ما انكشفت كل المؤامرات والخطط الخبيثة التي تبينت اليوم وغدا سو ف ننتظر المزيد من الحقائق تظهر هذه الايام و لانضع اقلامنا في اغمادها الا مانكشف كل الخبائث 0والويل كل الويل لمن يتأمر على العراق وشعبه مهما كان نوعه .

الدكتور عادل رضا
01-12-2005, 01:06 AM
شجب واستنكار لتصريحات المدعو برزاني وما يحدث في مدينة تلعفر التركمانية الأبية

كتابات - لجنة أهالي تسعين/ كركوك

ارتأى إلى مسامعنا قبل يومين تصريح عنصري كريه للمدعو مسعود ابن العميل الصهيوني مصطفى برزاني يهدد بخوض (حرب) لجعل كركوك التركمانية الشامخة مدينة كردية بحتة، إننا في لجنة أهالي تسعين البطلة نعبر عن شجبنا واستنكارنا الشديدين لهذه التصريحات العنترية الفارغة ونقولها بملئ الفم لهذا الصعلوك أن أباك العميل الذي حاول بشتى الوسائل الإرهابية القضاء على الأغلبية الساحقة من أبناء شعب كركوك وهم التركمان فتحالف حينها مع الشيوعيين الأوباش وارتكبوا سوية تلك المجزرة البشعة في سنة 1959 ضد شعبنا الصامد إلا أنهم فشلوا فشلا ذريعا وارتدت سهامهم المسمومة الحاقدة إلى نحورهم القذرة فحمل أبوك أحلامه الشوفينية تلك في كركوك كردية إلى قبره ليكون عبرة لمن اعتبر من أمثالك، ولكن يبدو أنك تريد أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء من جديد وتحقق ذلك الحلم المدفون مع أبيك وتريد أن تشعلها حربا تأكل الاخضر واليابس لذلك نقول لك: كد كيدك واسع سعيك ونفذ وعيدك إن كنت رجلا وسترى حينها كل التركمان بشبابهم وشيوخهم ونسائهم وأطفالهم يحاربونك من بيت إلى بيت ومن زقاق إلى زقاق وإلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا وستكون العاقبة للمتقين والغلبة لأصحاب الأرض الشرعيين وستأخذ أحلام أبيك المريضة هذه المرة إلى قبرك بإذن الله تعالى ناصر المؤمنين.

كما أننا ندين وبشدة الهجمات الإرهابية لقوات الاحتلال الأمريكية المجرمة وعملائها من قوات الحرس (اللاوطني الصدامي) وقوات البيشمركة الكردية الصهيونية ضد أبناء شعبنا المجاهد البطل في تلعفر الصامدة ونؤكد وقوفنا التام والكامل إلى جانب اخواننا وأخواتنا من أهالي تلعفر التركمانية ونتألم لمصابهم ونحزن لفقدهم العشرات من أحبتهم وذويهم ونرفع أيادينا إلى عنان السماء طالبين من الله عز وجل أن يتغمد شهداءنا برحمته الواسعة ويسكنهم في فسيح جنانه مع محمد وآل محمد (ص) وأن ينعم بالصحة والشفاء للجرحى والمرضى، آمين يا رب .

إننا في هذا الوقت العصيب لا نعزي أحبتنا في تلعفر الأغر فعزاؤنا ليس فيهم فهم أبطال بكل ما للكلمة من معنى بل في الأعضاء (الشيعة) المتواجدين في جهاز ما يسمى بالحكومة المؤقتة وخصوصا السيدين إبراهيم الجعفري (الناطق الرسمي لحزب الدعوة) وعبد العزيز الحكيم (رئيس المجلس الأعلى) اللذين التزما السكوت التام ولم يصدرا أي بيان إدانة لما يتعرض له أبناء تلعفر المظلومين من التركمان (الشيعة) أو يطالبا بإيقاف نزيف الدماء في المدينة على يد الأمريكان المجرمين وجحوشهم من الحرس اللاوطني والبيشمركة الكردية أو يتدخلا لإيجاد حل للمشكلة

كما أنه لمن الغريب والعجيب سكوت المرجعيات الدينية (الشيعية) في كربلاء والنجف والعلماء والأحزاب السياسية الشيعية وكأن الأمر لا يخصها، أما حكومة علاوي العميلة فلا عتب لدينا عليها فما فعلته قواتها الوحشية الهمجية بأبناء ومنازل ومقابر النجف الأشرف – على مشرفها آلاف التحية والثناء – وفي الفلوجة كذلك تقوم هذه القوات بنفس الدور الآن وهي تتقدم الأمريكيين المجرمين لتضرب في الأرض أبناء تلعفر الغيارى وتنشر الدماء والدمار في المدينة، ويكفي حكومة علاوي عارا وخزيا إلى يوم الدين أن تتصدى (الحكومة التركية السنية بوزير خارجيتها وأركان جيشها) للدفاع عن التركمان الشيعة ويطالب الأمريكان المجرمين بوقف العمليات ضد التركمان الشيعة، أو ليست الحكومة التركية أكثر (عراقية) من علاوي وشلته المجرمة من الذين باعوا أنفسهم للشيطان الأكبر ؟!

الدكتور عادل رضا
01-13-2005, 07:05 PM
--------------------------------------------------------------------------------

الحوزة تتهم الشهيد محمد باقر الصدر بالعمالة !!!

السيد الشهيد الخالد محمد باقر الصدر ( رضوان الله عليه ) يتهم بالعمالة من قبل الحوزة الخضوعية كتابات - احمد الفتلاوي

ahmad_599@hotmail.com
بعد ان شددت السلطة الصدامية المجرمة قبضتها على السيد الشهيد , ومنعوا الناس من زيارة السيد او المرور على بيته,هناك معانات كان يعيشهامن خلال تصريحات بعض المراجع والاغايونات والحواشي التي كانت تنسجم افكارها ومواقفها مع افكار وتوجهات السلطة المجرمة وهذا من الجوانب المؤلمة في حيات السيد ومن الظلامات التي كانت تحوط بالسيد الشهيد , وفي تلك الفترة العصيبة والسيد الشهيد يعيش تلك المشاكل الكبيرة , ويتحملها بروح الصابرين المؤمنين . يبعث احدهم (وهو من ابناء الاغايونات )اليه برسالة مضمونها كما يلي : (اننا نعلم أن الحجز مسرحية دبّرهالك البعثيون , وانت تمثّل دور البطل فيها , والغرض منها اعطاؤك حجما كبيرا في اوساط الامة , اننا نعلم انك عميل لامريكا , ولن تنفعك هذه المسرحية ) ؟

يقول الشيخ النعماني , رايت السيد الشهيد قابضا على لحيته الكريمة وقد سالت دمعة ساخنة من عينه وهو يقول : (لقد شابت هذه من اجل الاسلام , افؤتهم بالعمالة لامريكا وأنا في هذا الموقع ) ؟
هذه هي الحوزة التي تقتل خيرة رجالها لانه يحمل روح الوعي والانفتاح, وهذا لايروق لغالبية المراجع والاغايونات والحواشي لانه يضر بمصالحهم والى يومنا هذا يكرهون اسم السيد الشهيد ولكنهم يخافون من ثورة الناس بوجوههم ان يتكلموا على السيد الشهيد .

بالامس القريب كان مجيد الخوئي يقول ان الصدر هو مشروع المخابرات العراقية, اليس ال الخوئي اكثرالذين تحركوا لقمع السيد الشهيد ,وكان اتصالهم مباشرة بالقيادة , اصبحت الان الامور غير خافية على احد وليس هناك مصلحة من كتمانها وحتى يعرف العراقيون ما يخطط لهم من قمع قادتهم ومن يريد ان يحقق امنياتهم ومصالحهم ورقيهم يقمع ويقتل من قبل الحوزة المباركة ومن قبل المراجع بسكوتهم ومن قبل اولادهم وحواشيهم اخزاهم الله في الدنيا والاخرة

حسن 06-26-2003 11:56 PM

--------------------------------------------------------------------------------

كذب وافتراء على الحوزة العلمية المباركة وعلى الشهيد السيد محمد باقر الصدر ( رحمة الله عليه )

سيد مرحوم 06-27-2003 06:23 AM --------------------------------------------------------------------------------

الموضوع موثق ويعطي صورة عن صراع الحواشي في ادارة رؤية المرجعية التي تؤمن بها مقابل رؤى المرجعيات التي تختلف معها في الرؤية والتطبيق00

راجع كتاب الشهيد الصدر سنوات المحنة وايام الحصار

للشيخ محمد رضا النعماني000حيث كان المرافق الوحيد للسيد الشهيد في ايام حصاره0


رابط الكتاب للاطلاع عليه000

http://uofislam.hostme.com/uofislam...alnomani/a1.htm


مع خالص الشكر والمحبة

خباز 06-27-2003 07:15 AM

--------------------------------------------------------------------------------

معلومات هامة ، شكرا ياسيد مرحوم على الرابط .

الملاك 06-27-2003 08:54 AM --------------------------------------------------------------------------------

سمعت من الشيخ النعماني نفسه يقول ان الذي قال للسيد الصدر ان الحجز مسرحية دبرها لك البعثيون .... هو الشيخ علي الكوراني...

وقد قال ذلك الشيخ النعماني في محاضرة له بعد احداث الكوراني ...

النظير 06-27-2003 04:42 PM

--------------------------------------------------------------------------------

أيها الاحبة و الأخوة ...
فلتدعو إلى سبيل الله ببصيرة و هدى ،،،
و ليس بمثل هذا تكون الدعوى إلى الحقيقة و السلم في الإسلام ..

فليس الشهيد رحمه الله أول مظلوم في الإسلام و ليس بآخر من يظلم ؟؟!!
والشر و الخير موجدان دام الإنسان موجود على هذه البسيطة
و لابد من أن يتعدى الشر على الخير ...

و لكنكم الآن بوقفكم بوجه الحوزة تجعلون وصمة عار في جبين أمتكم و أبناء مذهبكم ،، فتكونون أنتم الفئة الضالة حقيقة فلا تقفوا من الحوزةشتما و إساءة و إثارة للضغينة و العداوة أم أخترتم الوقوف دون حياء او تقية .. بجانب الشر و الخطر و الحاد جدا ...

رحم الله الشهيد العظيم الصدر ...
والحق أن لو سألتموه عما أنتم فيه الآن لما أيدكم و لا وافقكم و لا دعا لكم بالتوفيق إن لم يدعوا عليكم بالضعف و الخزي ،،
لو كنتم تفهمون فكره النير و كلامه السديد ،،

حشرنا الله و أياه في زمرة أهل البيت عليهم السلام

سيد مرحوم 06-27-2003 06:11 PM --------------------------------------------------------------------------------

اشكر جميع الاخوة الذين يدعون الى الالفة والاخاء والمحبة تحت لواء المذهب الواحد

ولكن00

فاتهم ان الوحدة لاتفيد اذا مابقيت عوامل التفرقة

ولاتفيد اذا مابنيت على المجاملات

ولاتفيد اذا تركنا اصحاب الفتن ينخرون فيها

لافائدة في وحدة شكلية ندعي فيها الاخاء والمحبة بينما علاقتنا تضج بالقطيعة والتخاصم

فلنبحث اسباب هذا التخاصم واسباب هذه القطيعه

ومن ابرز اسبابها علماء السوء

وهؤلاء لو اردنا ان نسلط الضوء عليهم فلابد ان نفتش عن الفكر الذي يرعاهم والمصدر الذي يوجههم او يغطي على اخطائهم ويبرر لهم كل هذه التجاوزات00

انها الحوزة بمافيها من نماذج سيئة
بمافيها من (بعض )مرجعيات ضعيفة الادارة
بمافيها من (بعض) حواشي تلعب بالاموال
بمافيها من(بعض) طلبة علم لاشغل لهم الا القيل والقال وهتك العراض
بمافيها من(بعض) خطباء هم اس الفتن وحقيقته


اننا نحاول بهذه الكلمات ان نعري الجانب الفاسد بمانملك من حقائق ووقائع عشناها مع هذه النوعية الفاسدة

فنحن لانعري الحوزة بل نصفيها بهذا النقد

اذا لم نتجه لتصفية الحوزة ونقدها نقدا بناءا فسوف ينفض الناس ايديهم منها لمافيها من فساد رائحته يزكم الانوف

انا اتحدث وانا البسيط الذي لعبت العمامات الفاسدة دورا كبيرا في تفريق الاخوة في الساحة الواحدة
والسبب هو الاموال هو التنافس هو تصفية الحسابات

كفى خرافات تقودنا الى الجهل

كفى شعارات تقودنا الى الاستغراق في العواطف والاحلام

لابد من جلسة محاسبة لهذه الفئة الضالة والنماذج كثيرة00وهم ليسوا فوق الحساب ولا اقل من غيرهم في العقاب

ان حديث البعض عن محاربتنا للحوزة ووقوفنا في وجهها مبالغ فيه لاننا ننقد جانب مظلم فيها ونعتز بالجوانب المضيئة فيها00اننا نحاول بنقدنا هذا ان نبعث الوعي في الناس لكي يفلس العالم الفاسد ولايجد له سوق ترحب به ولا مشتر ملبوس عليه يشتري بضاعته المسمومه00

ان لنا اسوة في حديث اهل البيت
ان لنا اسوة في احاديث العلماء وسيرتهم من امثال00

الامام الخميني
الشهيد الصدر الاول
والشهيد الصدر الثاني
والشهيد مطهري
والسيد فضل الله
والامام البغدادي
والامام الخالصي
والسيد احمد البغدادي

وغيرهم الكثير الكثير000

اقرأوا كتاب المحنة للشهيد الصدر
اقراوا خطاب الامام الخميني للحوزة العلمية
اقرا وا حديث الشهيد مطهري عن الحوزة العلمية
اقراوا حديث السيد فضل الله عن الحوزة العلمية
اقراوا احاديث العلماء جميعا والتي لا ارى نفسي انتهي لو عددت لك مقتطفات من حديثهم السلبي عن بعض الجوانب المظلمه في الحوزة وعن العلماء

لقد شبعنا وحدة تحت ظل الفساد

اننا نريد وحدة تحت ظل الصلاح والاصلاح

كفى وحدة وهمية تلمع فيها الاسنان بابتسامة يتربص فيها كل واحد فينا للاخر احتقارا له

ان لنا ان نتكاشف

فلم يبقى هناك شيء ليخفى علي الناس


علينا ان نتكاشف باحترام وبحقائق موثقة00

كل عالم لابد ان ياخذ حجمه الحقيقي00
ان مايدعونا لذلك هو فوضى الالقاب الفارغة من محتواها العلمي
وفيضان الاموال المسروقه باسم المصالحات المالية المجحفة والوكالات المزورة

لقد وصل الامر الى ادعاء خطيب تافه الاجتهاد متكلا على حفظه الذي ينطلي سحر ترانيمه المصفوفه على البسطاء لتجعلها كافية لديهم لاثبات علميته فتجده لايقبل الا بدام ظله بعد كل حديث ينتهي باسمه


انها مهزلة المهازل000

لن نسكت ولا اقول بطريقة شعاراتيه00

ان للحقيقة ان تبدد الخرافة

ان للامانة ان تبدد غيوم السرقة

ان للاخلاق الكريمة ان تبدد سحب التصنع والنفاق


لن نرضى باقل من عالم شريف ونزيه يعمل لصالح هذه الامة دون خنوع او كسل او برود في معالجة قضايا الامة الحقيقية

لاتكفي الدروس الجامدة
والقدسية المتكلفة
والانزواء المريض

لابد من اشراف وادارة فاعلة
لابد من رقابة حقيقية على الجهاز المرجعي
لابد من فتاوي واعية

واخيرا 00
يامن تعدون هذا تهجما00

اقراوا اقراوا اقراوا 000

لان كلماتكم هذه تستفزنا اكثر للكتابة ولاتجعلنا نمسك عن فضح هذه الفئة الفاسدة00

كفى تلاعبا بجمل عاطفية لتثنونا عن الكتابة

انا معكم لو دعوتم الى ترشيد الاساليب والعبارات السلبية في عملية النقد لو وجدت هنا وهناك اما ان تقففوا في وجه النقد جملة وتفصيلا فهذا ما لا اقف فيه معكم 000

فوالله ان عملنا هذا يرضى عنه الله ورسوله والائمة لان يصب في خدمة نصرة العلماء الحقيقين وفضح العلماء المزورين00

واترككم مع هذه الروايات الشريفه المروية عن اهل بيت النبوة عليهم السلام00

روي عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال:
((لو ان حملة العلم حملوه بحقه لاحبهم الله وملائكته واهل طاعته من خلقه ولكنهم حملوه لطلب الدنيا فمقتهم الله وهانوا على الناس))البحار 2/37-عن كنز الفوائد

عن النبي (ص)
(((من ازداد في العلم رشدا فلم يزدد في الدنيا زهدا لم يزدد من الله الا بعدا))
فلذلك انا اكره العالم غير الزاهد

وعن الامام الصادق (ع)

((اشد الناس عذابا عالم لاينتفع من علمه بشيء))


وعنه ايضا (ع)

((العلماء همتهم الرعاية والسفهاء همتهم الرواية))


لذلك انا اكره العالم الذي لايحسن غير الانشائيات والكلام الدعائي والخطابي الذي لايتجاوز اذاعة العلم دون التفاعل معه حقيقة ورعايته بمايمارسه من رسالية حقيقية في الساحة الاسلامية يخطط فيها لاخماد حركة المعصية والباطل لاحياء حركة الحق والطاعة0


وعن الامام علي (ع)

((كفى بالعالم جهلا ان ينافي علمه عمله))

لذلك انا اكره هذه النوعية لجهلها لان علمها لايتجاوز سقف حلقها دون ان ارى اثاره على اطرافها فاتاثر به بل ارى اثار الجهل عليها فتضل بدلا من ان تهدي0

وعنه ايضا (ع)

((فان العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لايستفيق من جهله بل الحجة عليه اعظم والحسرة له الزم وهو عند الله الوم)))

لذلك تقل محبوبية هذه النوعية التي لاتعي ماتعلم ولاتعمل به لانها جاهلة عن حقيقة العلوم التي في صدرها من خلال تطبيقها لجهلها المركب الذي لايعلم بان العلم الذي تحمله يحتاج الى عمل تطبيقي حقيقي في الواقع وليس العكس القعود والاستمرار في حياة الخمول0

وعن الامام السجاد (ع)

((الناس في زماننا على ست طبقات اسد وذئب وثعلب وكلب وخنزير وشاة00واما الثعلب فهؤلاء الذين ياكلون باديانهم ولايكون في قلوبهم مايصفون بالسنتهم))

لذلك فانا اكره هذه النوعية المدلسة من العلماء والتي لاتفهم سوا لغة النصب والحلب!!

وعن النبي (ص)
(مثل الذي يعلم الخير ولايعمل به مثل السراج يضيؤ للناس ويحترق نفسه))

لذلك فانا وان كنت انكر على العالم غير العامل عدم عمله الا ان ذلك لايمنع من استضائتي بمايعلم وقراءة نتاجاته ولايمنع ان اعلم بعلمه ان امتنع عن الانكار عليه عدم عمله به 0

هذه اصناف كثيره اكرهها من العلماء واما الذين احبهم

فهم هؤلاء00

النبي (ص)

((رحم الله خلفائي فقيل من خلفاؤك؟ ((الذين يحيون سنتي ويعلمونها عباد الله)

((الا اخبركم بالفقيه حقا؟ من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤمنهم من عذاب الله ولم يؤيسهم من روح الله ولم يرخص في معاصي الله00))


عن الامام الصادق(ع)

((العالم بزمانه لاتهجم عليه اللوابس))

هذا العالم الذي يعيش عصره ويفهم لغته وثقافته ليستخرج من علمه مايداوي به جراحات الناس في هذا الواقع ويحل لهم مشاكلهم ويرفع عنهم عقد من يشتبه عليهم من افكار فكرية منحرفة هو الذي اقدسه واحترمه00

وعن الامام الصادق (ع)

(رواية لحديثنا يبث في الناس ويشدد في قلوب شيعتنا افضل من الف عابد))

وتفسر الرواية بهذا الحديث المروي عنه ايضا (ع)

((العلماء همتهم الرعاية والسفهاء همتهم الرواية))

فلابد من روايته على نحو الرعاية لا على نحو اللقلقة الفارغة00

وعن الامام علي (ع)
((اوضع العلم ماوقف على اللسان وارفعه ماظهر في الجوارح والاركان))

هذا هو العالم الذي احبه واعشقه من علمه ظاهر في كل حركة من حركاته فاذا قرا علي شيء من الرواية التي تدعو للامر بالمعروف والنهي عن المنكر اراه مصداقا حقيقيا وقياديا في مقدمة المسير لا خلفه00

كل هذه الصفات وهناك المزيد هي التي دعتني الى بغض هذا وحب ذاك وحب هذا اكثر من ذاك00

ولا اراني انتهي لو اردت الاسهاب اكثر واكثر00

واخيرا00

النقد الموجه هنا للعلماء لايعني اشخاص العلماء وتقواهم او ورعهم او علمهم بقدر مايعني في اغلبه الاداء المرجعي في الساحة العامة من حيث تقييم سلبيات مرجعيته وايجابياته طمعا في تقويم ادائها وبث الوعي العام لدى الناس حول ذلك ايضا00وان كنت اختلف مع بعض من يتسببون بالتهكم او الشتم والكلمات البذيئه غير اللائقة للاسف00انا مع مواجهة السلبيات بالنقد الايجابي المحترم البناء00وضد من يسمي النقد للمرجع شتما لانه هناك فرق واضح بين النقد وبين الشتم وبين التوجه للعمل والتوجه للشخص

المشكلة ليست في ذم العلماء او المراجع لانه لا احد يذم العلماء او المرجعية او جميع العلماء والمراجع والعياذ بالله
بل حتى من تلوث لسانه بالشتم لايقصد ذلك لاجمعهم بل يتعصب لخط معين من المرجعيات يرى خطها هو الاصلح لقيادة الخط المرجعي وينتقد الخط الاخر
فسواء من ايد الخط الاصلاحي ضد التقليدي او من ايد التقليدي ضد الاصلاحي فالكل ينتمي لخط دون خط
فالمسالة ليست كما يظنها البعض نقد وتهجم على المرجعية كمرجعية او العلماء كعلماء000 بل نقد خط لصالح خط اخر
فلابد من ترشيد هذا النقد بذكر الايجابيات والسلبيات معا تحت قاعدة النقد البناء المحترم حتى ياخذ النقد قالب البناء لا الهدم00فكلنا في سفينة واحدة ومن الخطا اتهام كل احد منا للاخر بانه ضد المرجعية00نعم كل شخص يرى بان توجه الاخر هو مايعرقل مسيرة المرجعية من حيث الفكر الذي يتبناه ولكن لابد ان يتعدى ذلك الى الظن بنية كل طرف وسلامتها تجاه التشيع وخط المرجعية00

اللهم احفظ لنا المرجعية و مراجعنا الكرام من كل سوء
واغفر لنا اي كلمة نقد لادائهم شابها اي شيء لشخصهم لاننا لانريد ذلك ولانقصده وندعو لمحاربة من يقوم به

ودمتم في رعاية الله وحفظه00

الدكتور عادل رضا
01-17-2005, 07:20 PM
- سالم علي
لا يخفي الكثير من المراقبين استخفافهم بالحركة المسرحية التي لجأت اليها مرجعية السيد السيستاني في قضية عودته الى العراق بعد الاختفاء المريب له ولثلاثة من المراجع العظام في عملية هروب مثيرة للتساؤل والاتهام والريبة.



ورغم أن الموقف التقليدي العام لشيعة العراق حالة موروثة خلقها تراكم الايهام المبرمج بقدسية المراجع الفرس، وجدارتهم بالتصدي لادارة الطائفة دون غيرهم من المراجع العرب الذين لا يطول بهم المقام دون اتهام مبطن أو صريح بالعمالة، أو القصور عن ادارك المكانة السامقة والسامية لعلماء بلاد فارس، ناهيك عن المؤمرات المتعددة والمحبوكة التي تتوالى عليهم فتحيل نهارهم الى ليل، وعيشهم الى جحيم.



فهلا وجدت مرجعاً عربياً سلم من توالي هذه الاتهام، وترادف هذه المؤامرات، وعصرنا الحاضر كنا ولازلنا شهوداً عن تلكم الحالات المثيرة للاستهجان والامتعاض.



فالصدر الاول رضوان الله تعالى عليه المفكر العظيم حورب، وهوجم، واتهم، وضيّق عليه، واستخف به وبمؤلفاته، وكنا ولازلنا نذكر كما اليوم تلك الاتهامات المريعة له، والتصرفات السمجة معه، حتى بلغ بعضها تصرف الصبيان وأفعال الحمقى، كما كان يعمد اليه اولئك الافاقين عند قدوم السيد رحمه الله الى المجالس المختلفة حيث يوسعون من مجالسهم ليحولوا دون جلوسه الى جوارهم في صدر المجلس بتعمد وصفاقة فليجأ رضوان الله تعالى عليه الى الجلوس وسط الناس الذين كان يستقبلونه بالصلوات العالية...




ذلك العالم المفكر، والمرجع الزاهد حقاً، لم يكن يروق لهذه الجماعات التي جهدت لازاحته عن الواجهة ليخلو لها الزمان لجني المليارات وايداعها في حسابات لا يعلم بها إلا الله تعالى وهم، ولتصبح لهم ملكاً صرفاً إن انفقوا الفتات منها على فقراء الشيعة وأصحابها الشرعيين فذلك منّاً منهم وفضلاً عظيماً...



ويوم اقدم صدام على قتله تخلّت الامة عنه إلا الصفوة والمخلصين وهم قلة قليلة، فقد ألف الناس على اتباع غير ذات الشوكة، وهو منهج المدرسة الفارسية التي تحكم النجف ومن خلاله العراق، فهي تدعو للسلام مع كل من هب ودب لانها تريد أن تتفرغ لجمع المال وممارسة الشأنية بأبشع صورها وأكثرها اساءة للتشيع وأهله.



استشهد الصدر الاول، وبقيت هذه المدرسة الفارسية، ومارست المسكنة مع صدام حتى النخاع وهو يهلك الحرث والنسل، والاخضر واليابس، وبقيت الساحة حتى تصدى لها مرجع عراقي عربي آخر هو الصدر الثاني، وكرّت الدائرة نفسها، وتفرغت للاساءة له والكيد به عين المراكز المعروفة في العراق، وفي ايران أيضاً حيث كان لاحد وجوههم وهو القبانجي الدور الريادي في التأليب على تشويه صورة ذلك المرجع المجاهد، والطعن فيه... وكان لهم الامر حين تمت تصفيته أمام أعين الناس وفي وضح النهار من قبل النظام البعثي الفاسد، وصمتت الامة إلا القليل منها... فمدرسة "الياخذ امي ايصير عمي" هي منهج مراجعنا الفرس في العراق، وهم الذي فروا كالغزلان حين احتدام الخطب واشتداد الامور...



تضييع مبرمج لارادة الامة، وتغريب لمبادئها بدت ثماره منذ زمن، وستبدو أكثر بعد العرض المسرحي الذي رافق العودة الاستعراضية للمراجع الغائب دائماً عن الساحة إلا من خلال ولده الذي تحول الى آية عظمى بلا شك، وأخيراً من خلال الخفّاف الذي تحول بارادة شهرستانية صرفة من موظف صغير، الى مدير مؤسسة في بيروت كان همّه الأكبر تعيين السكرتيرات الجميلات بشكل دوري عرف به، واشتهر عنه، وتحول اليوم الى متحدث الى المؤمنين من الشيعة، فواسفاً على شيعة العراق اذ بات باب مرجعهم حامد الخفّاف.



لقد أعادت الحركة المسرحية الاخيرة لعودة السيستاني وتقاطر الوفود التي حركتها أوامر مكاتبه التي تعد اتباعها بالمن والسلوى، والنجاة يوم الحشر، واصطفافهم خلف المرجع الذي سافر بسرية تامة، وعاد بموكب عظيم، فكثير من شيعة العراق بلا شك ألفوا ان يسيروا خلف مراجع الفرس لانهم لن يقودوهم الى أي صدام أو معركة، فهم أبعد الناس عن الاقدام على هذا الامر الخطير، اذن فذات غير الشوكة هي ما جمع الناس، والتأثير الروحي للشحن المبرمج منذ مئات السنين حول قدسية المراجع الفرس فعل فعله، ومن هنا فقد عادت تلك المرجعية الى الواجهة، ولكن الى حين فلا تلبث أن تنكشف الكثير من عوارتهم، ويدرك الناس ان الوهم لن يصمد أبداً أمام الحقيقة...

1/9/2004

Ahmad
02-02-2005, 06:21 PM
ان ما نجده في هذا البحث القيم الاستا زهير لهوا الموت
نعم فبعد ما قراءت ماذكره الباحث حقيقة صدمت من الوقائع التي لا يرغب في سماعها الكثير منا
نعم لاءن الكثير ليس لهم اطلاع او لاءعتقادهم بصنمت المرجع او لابسي العمائم ؟
فليس كل الرجال رجال
1 فما نجده في مقدمة الرساله العمليه للسيد السستاني وما يطلبه من مقلديه من البقاء على ما كان عليه السيد الخوئي
ومن ثم يعدل فيها ويرفع الجهاد ويدخل الاحتياط113؟

انما يدل وفقط انما كان يخطط لاءن يجمع مقلدين فقط اي السابقين مع اللاحقين
فماذا تسمى هذه
لا اعرف ما اسميها لكن في المصطاح العامي يسمونها وعفوا اقولها لواته ؟
انما اراد كسب اكبر عدد ممكن على حساب العلم والاعلميه والحق والحقيقه

2 واتسائل ايظا لماذا
ذكرتم الرجوله وما المقصود منها اذا ما كان المجتهد لا يخالط ولا يخرج ولايخطب ولا يصلي جماعه او جمعه
مكذلك لي سؤال لم اجد له جواب لماذا لم يقر المرجع الكبير بصلاة الجمعه بحياة محمد صادق الصدر عندما طلب منه ذلك
فقال له انت الامام وانا الخطيب او انا الامام وانت الخطيب
لم يقبل سماحته
لاءنه لاتجوز في غيبة الامام
لكن لماذا وكيلكم سيدي يقيمها الان
هل ظهر الامام ؟

3 كذلك الان عرفت جوابا كنت اسائله نفسي
اليس من الواجب على الانسان الدفاع عن الوطن
فلم اجد الجواب الا اليوم
لاءن هذا الواجب الذي اقره الله عطل فلا واجب ولا حتى مستحب وليس عندهم باب الجهاد فهنيئا لهم

فتذكرت اهلي عندما ذبحوا فلم ينصروا من اصحاب الاجتهاد
فحسدت الذبيحه لاءنهم ذكروه ان لا تذبح امام الحيوانت ولا بد من سقيها

فهنيئا لكل حيوانننننننننننننن ؟

وعندما اقراء بقية البحث اصاب بالدهشه بل انصدم وعدم الرظا
واصرخ بقلبي واقول الله اكبر
متمنيا الكل يسمعني
الله اكبر
لاءني ارى اخوتي من طلبة الحوزه جياع في العراق لا يملكو قوت يومهم بل حتى البعض يسميهم بالمجاديّ؟؟
وبنفس الوقت اقراء في البحث ان في ايران تدفئه وتبريد وماء بارد
وللبنان هدايا
ودعم الحركه الرياضيه في ايران ؟؟؟؟؟؟
الله اكبر فنحن الكرة والكل يضرب بنا لاءرضاء غرائزه
بل نحن عدم ولا من سامع

فاتسائل بتفكير ساذج هل يمكن للاب ان يترك اولاده جياع
ويوزع الهدايا للجار
يا ابي انهم غير مستحقين وان كانوا كذلك فشكرا لكم وبوركتم لكن سيدي ساونا معهم ؟

ولكن كيف اذا كانت امانه
فما عساي ان اقول
لا شيء
الا قولي لاءمي ساعك الله يا ام كم عشت مرارا دون سند
فالان عرفت لم انت جائعه فخيرك لغيرك

واذا كان للرياضيين فعلى العالم سلام

الله اكبر نكررها مرارا
لاءننا سمعنا ان البعض باع بناته زوجها واي زواج هو
لعدم تمكنه من العيش ولخوفه عليهن زوجهن لسترهن
واخرون لا يملكون حتى حق شراء الدواء
واخرون اجرموا لحاجتهم للمال والذي صرف على الرياضيين


اهناك جواب ام لا
ليس لنا لكن عند المحشر
هناك يوم الحساب
لسي بعيد فهو على بعد خطوات
قد تسبقنا لها سيدي او اسبقكم
لا اعلم فالله العالم

لكن لا بد من جواب

فاتسائل هل هناك حقا دعم للمسابقات الرياضيه
ام الاسدي غير متاءكد
صدقوني سوف اصاب بالجنون
وهل حقا في حصار صدام والناس تاكل بلحم اجساها وقد حللت الميته لقلت الزاد
تبنى مدن باسم المراجع العظام
ومن اموال اليتامى والشهداء والفقراء

لماذا اذن ننتقد صدام
لماذا ندعي التشيع
لماذا نقول نحن اصحاب فضيه
لماذا ولماذا و
انا اذكر الهدام صدام لعنه الله كذلك كان يساعد اهله وبنى لهم واعطى لهم الجزاءءءءءءءءءءء

انا العبد الحقير اسائل المرجع الكبير وشاكر عمله
فلربما نحن خاطئون وعلى الاكثر نحن مخطئون
فما هي مصلحته فهل هو حب الدنيا
لااعتقد ذلك
لاءنه وانا متائكد انه افهم مني فكيف انتقده
ومن انا حتى انتقده

لمن اسائلك سيدي وبارك الله فيك
اين عناوين مساعدة العراقيين المحتاجون
وهل بنية دور لعراقيي الحرب المتضررين اسوتا باخوتهم في ايران

كذلك اشاطر الاسدي
انه حز في انفسنا ما جرى لاءهلنا في النجف فلا من مدافع ولا محامي من المراجع ولو بكلمه
ولا فتوى كتلك الفتاوي التي كانت تلعلع في عهد صدام
واين هم من قصف مسجد الكوفه والكوت ومدينة الصدر

واين انتم من شروط وقف اطلاق النار واعتقال احمد الشيباني والذي قتل بدم بارد
فهل من جواب

قال لي الكثير من لتباعه وهم غير مقتنعيين
ان اسيد لم يتكلم ضد الامريكان؟
لماذا ؟ خوفا على الدماء
لكن اياك ان تخبر احد
سبحان الله
يخاف على الدماء
فهل دماء اخوتي دماء شياه
فما اقول غير الله اكبر


يا استا زهير نضع صوتنا مع صوتك

ونتسائل لما دا ممثل السيد
البكاء ظهر وافتى بالجهاد في عهد صدام واليوم لا؟

اتذكر بعد استشهاد السيد الحبيب محمد صادق الصدر
اني صادفت رجل هنا في الخارج
وهو من النجف من بيت العوادي اهله ساده لكنه بعثي كان
اقسم لي ايمان مغلض
فقال كنا في كل مناسبه او امر ما حالما ياءمر صدام بفتوى
فنذهب للمراجع فنطلب منهم ذلك
فيقولوا سمعا وطاعه واهلا وسهلا ؟؟؟؟؟؟
فيصدروا الفتوى

الا
الا محمد محمد صادق الصدر
او كل الرجال رجال
فالسلام عليك سيدي يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا



كذلك وقفت عند سؤال طالما حيرني فوجدت الاستا زهير يقرءه بقلمه وهو
ما دور المجتهد بزمان الغيبه
هل هو حاكم ام متفرج ام فقط مفتي ام لروءية الهلال
او محاييد؟

اقول لو كان المجتهد يبين فقط الحلال والحرام والحيض والاستحاضه
لكفانا رسالة الشيخ الطوسي
اما اذا سائلنا العقل عن الجهاد الدفاعي والابتدائي
فاضن العقل سيجيب ان لا تنتظر المعصوم
لاءن الامام المعصوم هو العقل
لذلك يقره العقلاء في رمن الغيبه والا هتكت حرمة الاسلام

نحن اليوم نبحث عن خالصي جديد لبناء قواتمسلحه حقيقيه لخدمة الاحراروبحاجه ايضا الى حبوبي جديد ليؤثر بماله علينا فنحن المساكين
فلا نحتاج لكاظم اليردى فعندنا منه كثير فهم لا يعرفون من السياسه غير الحلال والحام

كذلك اظم صوتى لصوت الاخ رهير بان مقتدى الصدر قد اثار تاجيج نراعات الحسد لما عند البعض من فراغ وغموض في الموقف

اخيرا اقول ل
سعد حبيب و احمد الخفاف و محمد حسين الكربلائي
كفانا عنصريتا
فعلينا ان نبحث جادين للوصول للحقيقه
وان نترك الصنميه
والسلام
احمد البهادلي

محب الأئمة
02-04-2005, 08:58 PM
أيا كانت أخطا ء السيد السيستاني فنحن لا ننظر إليه نظرتنا إلى المعصوم ، وقد أثبت سماحة السيد حنكة فريدة فى إدارة أزمة النجف تفوق فيها على الكثير من رجال الدين فى العراق وخارجها فاستحق بذلك الثناء الجزيل على ما قام به من عمل عظيم للعراقيين .

محمود الجوراني
04-10-2005, 11:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا رد على عجل على الاخ زهير الاسدي
لما كتبه في حق السيد السيستاني....... اقول له تعال الى العراق وشاهد هذا الرجل
الزاهد المحنك......

الدكتور عادل رضا
08-22-2009, 01:24 PM
لكي لا ننسي

الدكتور عادل رضا
08-22-2009, 01:30 PM
للرفع

مع محبتي

الدكتور عادل رضا
07-31-2010, 01:07 PM
في أواخر الستينات , أجتمع عدد من العراقيين في أحد بيوت كربلاء , مع الشهيد الصدرالاول , و كان البيت يستخدم كمضافة عند زيارة كربلاء من قبل السيد محمد باقر الصدر و من يعمل معه أنذاك , و كان الشهيد الصدر رحمة الله عليه, ينام علي فراش مكسور, بفراش من الليف الخشن , و باقي العراقيين الذين معه كانوا ينامون علي الحصير , في الصالة المجاورة للباب الرئيسي , و في أغلب الاحيان , هو الاخر كان ينام علي الحصير في الغرفة المجاورة للصالة الرئيسية.

كانوا هؤلاء من النخبة ومن الدائرة المحيطة التي عملت مع السيد محمد باقر الصدر في ذلك الحين , و كان بينهم المسلم الشيعي و المسلم السني , و الملحد و الشيوعي , و كانت تلك النخبة مخترقة بأثنان من الامن العام.

و أنضم الي هذه النخبة فيما بعد عدد من المسيحيين , لا أعرفهم شخصيا , و لكن للتأريخ أقول:

أن السيد محمد باقر الصدر لم يكن يمنع أحد يريد العمل معه من العمل , فكان الدخول الي الدوائر التي حوله متاحا للجميع , فمن يريد الانضمام يدخل ضمن الدائرة و الدوائر المحيطة و يعمل , بغض النظر من أي دين و مذهب و أنتماء سياسي أخر ينتمي اليه.

ألي هؤلاء النخبة التي نامت علي الحصير في تلك الايام , و الي السيد محمد باقر الصدر, أهدي هذه المقالة, ما عدا الاثنان الخونة من الامن العام.

منذ حادثة جسر الائمة أُصبتُ بأحباط شديد , و حزن عميق , ضارب في الاعماق , علي كبر حجم المأساة , و لعلها المصيبة و الفاجعة التي فجرت قنبلة الاحزان المتراكمة في صدري , نتيجة لما يحصل من تأمر علي قتل و أذلال العراقيين , هذا القتل و الاذلال المستمر و المبرمج , و المخطط له, بشيطانية أستخباراتية , منذ بداية الاحتلال الأجنبي القديم الجديد للعراق الجريح.


الاحتلال الأجنبي القديم, كان أحتلالا غير مباشر, يتم بواسطة النظام السابق.


و الاحتلال الأجنبي الجديد , هو الان أحتلال مباشر , عسكريا و أستخباراتيا و أقتصاديا , بواجهة من الصداميين الجدد , الذين كانوا يبررون مشاركتهم في المشروع الأجنبي , من باب أنهم يستطيعون تغييره من الداخل من خلال المشاركة مع الاحتلال الأجنبي الجديد المباشر.

و الجدير بالذكر أن عدد من هؤلاء الاشخاص ممن فاتحوا كاتب هذه السطور بذلك التبرير المبني علي أنهم دخلوا ضمن اللعبة الأجنبية من أجل تغيير ذلك المشروع من الداخل لصالح المشروع الاسلامي الثوري!!!!؟؟

و من أجل مصلحة العراقيين!!!!!! و من باب تجربة شيء جديد من العمل الحركي الساعي الي السلطة من أجل تطبيق الفكر و من أجل الناس , و من باب:

أنه أذا تركنا المجال السياسي خاليا , فغيرنا من غير المخلصين للأسلام و للعراق , سيأخذون المواقع السلطوية بدلا منا , فالافضل أن نسبقهم ألي التعاون مع الاجنبي , لنأخذ تلك المواقع السلطوية بدلا منهم , لأننا مخلصين و هم ليسوا كذلك , و علي أساس أننا نمثل المظلومية التأريخية للشعب العراقي.

و لست أريد نقاش تلك المسألة , و هي مسألة جدلية لها أخذ و رد ضمن النقاش السياسي, و لكن أقول:

أن العديد من تحركوا في وجهة النظر تلك تم أغتيالهم بظروف غامضة علي مدي الثلاث السنين الماضية , ضمن عمليات تصفيات داخلية يفعلها الصداميون الجدد بين بعضهم البعض , و هو نفس الاسلوب الصدامي القديم الذي كان يتحرك به صدام حسين في السبعينات بكثرة , لتصفية المناوئين له و المعارضين المحتملين لصعوده.

و أيضا نقول:

أن وجهة النظر هذه الي حد علمي ليس لها غطاء شرعي و أستناد فكري , فيما عدا تحريك العواطف , و طرح نظرية جديدة في العمل السياسي علي المستوي العراقي , و هي نظرية كما أسلفنا ليس لها غطاء شرعي قرأني و الكثير ممن تحركوا بها بالتنظير علي المستوي الاعلامي , أشخاص مشبوهين , ليس لهم تأريخ مشرف , و لهم أرتباطات بعثية سابقة , و أجنبية حالية, مما يثير الكثير من علامات الاستفهام و الحذر كذلك .

و علي العموم من تحركوا من هذا الباب الي الان , لم يثبت نجاحهم علي الساحة العراقية في كل المجالات السياسية و الخدمية و الاقتصادية...الخ , و هذا أمر يقوله الواقع المعاش علي الارض و ليس نحن من نتقول علي الاخرين بل أن ما هو موجود علي الارض هو من يتكلم( اذا صح التعبير).

و لكن هناك رأي مخالف يقول:

أن من قبل الدخول ضمن المشروع الأجنبي , قد تعدي الخط الاحمر فيما يخص بالمبدأ الاسلامي الحقيقي, بقبوله الدخول في تنازلات مبادئية تخترق الخطوط الحمراء , بما يتعلق بما هو مبد أ, و ما هو فكر أسلامي أصيل لا نقاش عليه , هذا من ناحية , و من ناحية أخري من تحرك في خط التنازل لم يقف عند خط أحمر واحد , من التنازل و الالغاء الفكري للمباديء , بل تم التنازل عن خطوط حمراء أخري( اذا صح التعبير) , أي أن هناك تراجعا أخلاقيا مستمرا منذ القبول بالتعاون مع الغازي القديم الجديد علي أرض العراق الجريح.

أن من بدأ التنازل لم يتوقف عن التنازل هذه من ناحية, و من ناحية أخري فشل من تنازل عن تقديم أساسيات الحياة من ماء و كهرباء و مجاري و امن شخصي و عام الي الشعب العراقي الجريح .


و يضيف هذا الرأي:

أن من تحرك في خط التبرير في الدخول ضمن المشروع الأجنبي , لم يقدم شيئا الي الناس و المحرومين الحقيقيين علي أرض السواد , ما عدا أستمرار القتل و السرقات بمئات الملايين من الدولارات و التأمر علي أغتيالات هنا و تصفية تيارات شعبية مليونية هناك , و صدامية جديدة بأسم المذاهب و القوميات هنالك.

حتي أن أحد أقدم المعارضين للنظام السابق في العراق قال كلمة مؤلمة :

أن ممارسات حزب البعث التي حاربناها طيلة الخمس و الثلاثين عاما , قام هؤلاء القادمين مع المشروع الأجنبي, بعملها جميعا في ثلاث سنين فقط.


و ما كان يثير الغضب مع مرور الايام , هو أكتشاف أن الاغلب الاعم من كتاب المقالات الاستكبارية , و ممن يظهرون علي شاشات الفضائيات, المتحركين بالتنظير للمشروع الأجنبي , هم بالاصل بعثيون و من أتباع النظام السابق , و هم ممن تحركوا بالدعم الاعلامي و العسكري و الاستخباراتي , و ممن قدموا كل شيء حتي من أجل أثبات ولائهم للنظام السابق.


و هؤلاء منهم ضباط أستخبارات بعثيون , و مسئولين فرق حزبية, وأشبال حزبيين, وأعلاميين , و الان أصبحوا بقدرة قادر يتحركون بأسم أبناء المقابر الجماعية!!!!!! و هم من ساهم بقتل شهداء تلك المقابر , بصورة مباشرة أو غير مباشرة .

أن هؤلاء بعد أن أدركوا أن سفينة النظام السابق ستغرق , ما قاموا به هو أنهم أنتقلوا من السفينة القديمة , الي السفينة الجديدة.

و يتحرك هؤلاء المنظرون للمشروع الامريكي الجديد , من منطلق أنهم يدافعون عن ضحايا النظام السابق , و من خلال هذا الدفاع يحاولون تمرير الخطط الأجنبية الموضوعة للتنفيذ علي أرض العراق الجريح .

أن هؤلاء يمررون السم التنظيري للاحتلال الجديد القديم للعراق الجريح , أن هناك محاولة لخلط السم بالعسل , من أجل تمرير السم علي عوائل و أبناء و بنات شهداء المقابر الجماعية مرورا بباقي العراقيين.

أن هناك محاولات مستمرة لأستغلال عذابات الناس و مأسيهم , و التسلق عليها, لتنفيذ مخططات الاخرين من أهل الاستكبار العالمي , تلك المخططات التي تصب في خدمة من ساند و دعم النظام السابق , في قتل أهل تلك المقابر الجماعية.

أن من يقول أنه يتحرك في خط الدفاع عن ضحايا النظام السابق , هو من كان يدعم ذلك النظام في ذلك الوقت هذا من ناحية, و من ناحية أخري الاستكبار العالمي هو من دعم و ساند و غض الطرف عن ذلك القتل المليوني للأنسان العراقي , و هو نفس الاستكبار الذي يأتي الان و يقول:

أننا ندافع عن مظلوميتكم , فتعالوا الينا و نفذوا خططنا نحن أتيناكم بالحرية و الديمقراطية فنفذوا ما نريد.

طبعا التنفيذ لما يريده الاستكبار العالمي فقط لا غير , و أي شخصية أو تيار أو حزب يخرج عن ما يريده الاستكبار العالمي , يتحرك المنظرون للمشروع الاجنبي ضدهم بالتشويه و محاولات الاسقاط و التسقيط الاعلامي.

و أقل شيء يقال لمن يرفض تنفيذ ما يريده الاستكبار و الصداميين الجدد , هو الاتهام بالدعم للنظام القديم!!!!!!!!و هذا ما يُضحك و يثير الغضب بنفس الوقت.

و هو أن يأتي عفلقي ساقط و مجرم قاتل , و يتهمك بالبعثية و الصدامية .


أن هؤلاء المنظرين و المبررين للمشروع الأجنبي, لا يستحون و لا يخجلون, و يحاولون ألغاء الطرف عن تأريخهم الاسود,اذ كان هؤلاء في الثمانينات من أبناء النظام السابق, من الدرجات الثالثة والرابعة ( اذا صح التعبير) و من أدوات حكمه , و ألان يتحركون بأستغلال مأسي العراقيين الذين عاشوا المصائب و القتل و التعذيب و التهجير و التصفية الجماعية علي يد النظام السابق.

ماذا كان البديل عن المشروع الأجنبي أنذاك ؟


أن البديل كان موجودا , و هو ما صرح به التيار الصدري في أوائل الاحتلال , من أن المرجعية هي المشروع السياسي البديل المطلوب في المرحلة القادمة لما بعد سقوط النظام الصدامي القديم.

أن هذا الكلام يذكرني بما حدث في نهاية السبعينات , عندما عاد الامام روح الله الخميني الي أرض أيران , ليقول أنه هو من يشكل الحكومة.

أن الامام روح الله الخميني بأعتقادي , تحرك من واقع تكليفه الشرعي و نظرته الواعية البصيرة , في حين تخلف الاخرون عن تكاليفهم الشرعية عداءاً للثورة أو ولاءاً للاستكبارالعالمي.

فقام الامام روح الله الخميني بالأعلان عن حكومة مؤقتة أدارت أجهزة الدولة القديمة.

و ما حدث لمن كان يتبع النظام الشاهنشاهي المقبور من أفراد و شخصيات قيادية , فهؤلاء من أنفسهم تراجعوا عن العودة ألي هياكل الدولة من باب الخوف, ومن باب التسليم أنه ليس لهم مكان ضمن النظام الجديد بطبيعة الحال.

أو أنهم كانوا يهربون الي خارج البلد أنذاك, هربا من محاكمات تدينهم بأنتهاك حقوق الانسان و العمالة و نهب ثروات البلد.

لذلك أن ما قام به التيار الصدري بالاعلان من أن المرجعية هي المشروع السياسي, كان بأعتقادي ينصب في تلك الناحية من المطالبة للأخرين في المرجعية الدينية العليا , بتحمل مسئولياتهم الشرعية, كما تحملها الرجل العظيم و الروحاني العاشق للخالق الامام روح الله الخميني, و التي ترتب عليها أنذاك بعد أسبوعين فقط , انتخابات و كتابة دستور, و من ثم أنتخابات أخري لتشكيل حكومة منتخبة , و سارت المسيرة علي أرض ايران منذ ذلك الحين الي الان .

و لم يقم أحد علي أرض أيران, بألغاء كل مؤسسات الدولة القديمة و أداراتها و بيروقراطيتها , و تسريح جيوش موظفيها و رميهم في الشارع , و لم يقم أحد بحل كل أجهزة الشرطة و الجيش, و حرس الحدود و الاستخبارات, و سلاح البحرية و الطيران, و الاستخبارات و باقي الوزارات , لقد تمت أدارة الدولة القديمة لأسبوعين من قبل حكومة تحمل شرعية ثورية , و بعد الانتخابات تم تشكيل حكومة ثورية دستورية.

هذا علي العكس مما حدث علي أرض العراق الجريح بعد سقوط الاحتلال الأجنبي الغير مباشر, بأنتهاء حكم النظام السابق , و بداية الحكم الأجنبي المباشر منذ التاسع من أبريل.

أن المشكلة أن المرجعية في النجف لم تقم بواجباتها الشرعية بتشكيل حكومة مؤقتة , تمثل الواجهة التي يمكن من خلالها أدارة الدولة العراقية بمؤسساتها القديمة , الي حين أقامة الانتخابات و كتابة الدستور , كما جري في ايران.

أن المرجعية كان بأمكانها أن تقلب الطاولة علي المشروع الأجنبي برمته و لكن للأسف الشديد , نقول:

أن المرجعية الدينية العليا في النجف هي مرجعية خادمة للأجانب و الاستكبار العالمي , أكثر من كونها مرجعية دينية تعيش التكليف الشرعي و المسئولية القرأنية.

و مادام الاجانب راضيين علي المرجعية الدينية العليا في النجف ,فلابد أن يكون هناك شئ خاطيء , و لا بد أن نراجع مواقفنا تجاه المرجعية الدينية العليا , فأما هي مرجعية جاهلة و لا تملك الوعي السياسي و الشرعي , أو أنها مرجعية تتحرك في خدمة المشروع الأجنبي علي أرض السواد , و هي ما كانت تقوم به منذ سقوط بغداد , و ما الدعم الاعلامي الاستكباري لمرجعية من هذا النوع ألا دليل أخر علي ما نقول.

أن من تحرك بالدعم الاعلامي للمشروع الأجنبي علي أرض السواد هو من يدعم مرجعية من هذا النوع , فلماذا يا تري؟

الا لأن هذه المرجعية تتحرك في خط خدمة الأجانب و الحرب علي العراقيين الحقيقيين , بل أنها حرب علي الاسلام , لأنها المرجعية المفترض بها أنها قائدة للمشروع الاسلامي الي حين أنتهاء الانتظار للمهدي المنتظر( اذا صح التعبير) , فاذا من يفترض أن يكون قائدا للمشروع الاسلامي حسب النظرية التي تقول بالمرجعية , اذا كان من يفترض به أن يكون قائدا للأسلام أصبح خادما لأعدائه, فعلي الاسلام السلام.

أن المرجعية الدينية العليا قد تم تفريغها من محتواها , مادامت قد تخلت عن تكليفها الشرعي و واجباتها الدينية , و ما دامت المرجعية قد تحركت ضمن أدوات مشروع أستكباري معادي للعراق و مضاد للأسلام.


الدكتور عادل رضا

الدكتور عادل رضا
07-31-2010, 01:10 PM
بناء على طلبات الأخوة القراء الأعزاء وإدارة هذا الموقع الشريف ( كتابات) من خلال رسائلهم التي تطالبني أن انشر تكملة البحث ,وكان كثير منهم ذوي اختصاصات ثقافية وعلمية عالية, ومنهم من يعاتبني على عدم التكملة, وطبعاً هناك من اعترض وهم قلة قليلة لا يتجاوز عددهم أصابع الكف الواحدة, قمت بتغيير بعض الفقرات , لكي لا يفهم البعض منها غايات بعيدة عن القصد , وقررت أن انشر هذه الحلقة ( الثالثة) بهذه الصورة . وكنت اتمنى على الذين كتبوا نقداً لموضوعي في ( كتابات) أن يذكروا انجازا ًمادياً واحدة أو أكثر قامت به مرجعية السيستاني من خزينة المرجعية ( وهي مليارات)لأجل العراقيين نحو المجمعات السكنية أو المستشفيات أو نحو ذلك و ولكنهم للأسف لم يفعلوا.



المواقف السياسية



إن من يتابع مواقف السيستاني السياسية بمعزل عن مواقفه الفقهية لا بد أن يصاب الذهول - ولا أقول المرارة والخيبة- لما يراه من تناقض واضح في مواقفه المعلنة, فهو يطالب بشيء ونقيضه في آن وأحيانا يظهر مواقف لا يبدو أنها شرعية ولا تليق بفقيه مثله ابداً , ولكن الوطأة تخف على اللبيب الذي يطلع على رسالته العملية وما فيها من الاحتياطات الكثيرة , وبالذات في عمود الدين ( الصلاة) حيث نجد 113 احتياط في مسائل الصلاة أما في مجمل الرسالة فهي أكثر بكثير , ليستنتج بعدئذ أن التردد وعدم اليقين (الاحتياط) هو السبب.

ولما كان الاحتياط يعني تردد الفقيه أمام المسألة التي يبحثها وعدم يقينه بمعرفة الحكم المؤكد فيها وإلا أظهره كحكم مؤكد وما لجأ إلى الاحتياط , ويعني أيضاً عدم جرأته على اتخاذ القرار الحازم في المسألة التي يناقشها فيحكم بالاحتياط ريثما يظهر له اليقين ليجزم به, فإن ذات الأسباب هي التي تجعل الفقيه يظهر الشيء ونقيضه أو يظهر تردده أو صمته إزاء قضايا الأمة السياسية .

فإذا كان السيستاني محتاطاً (متردداً) في أهم المسائل الشرعية على الإطلاق وهي مسائل الصلاة , ولديه فيها 113احتياط فلا عجب ان يظهر نفس السلوك ( الاحتياط) في مسائل اقل أهمية من الصلاة -من وجهة نظره هو على الأقل -وهي المسائل السياسية , فالشخصية التي لم تستطع أن تحسم أمر مسائل الصلاة وجعلت فيها 113 احتياط هي ذات الشخصية التي تظهر المواقف السياسية وتناقش مسائلها أمام المعنيين وتظهر للأمة وجهة نظرها, ولما كانت 113 مواقف غير يقينية في صلاة السيستاني التي يقدمها للأمة وهي أهم شيء بالنسبة له كمسلم وكفقيه متخصص بالفقه قضى جل عمره في ميدانه , فإننا نتوقع أن نجد ما يفوق ذلك العدد من أحكام غير يقينية في المسائل السياسية التي يتعاطى معها السيستاني الذي لا يؤمن بولاية الفقيه ولا يعتبر أن من مسؤوليته التعاطي في الشؤون السياسية .

وعلى هذا فإننا من خلال رسالته العملية التي قدمها للأمة التي تخلو من فريضة واجبة( الجهاد) صرحت بها عشرات الآيات القرآنية ومارسها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, ومن خلال وجود 113 احتياط بأهم المسائل الشرعية ( الصلاة), ومن خلال سلوكه ( المنزوي) غير القيادة ولا الجماهيري , لا نستطيع أن نطمئن بأن هذا الرجل قادر على التعاطي بالأمور السياسية ومؤهل للإفتاء بمسائلها بأحكام ومواقف يقينية, باعتباره لا يؤمن بولاية الفقيه ولا يعتبر أن من مسؤوليته التعاطي بشؤون السياسة ولم ينشأ علاقة جماهيرية مع الرعية ولم يخطب لهم خطبة واحدة ولا حتى أقام لهم صلاة جمعة واحدة لأنه لا يؤمن بإقامتها في زمان الغيبة , و من وجهة نظرنا كما لم يستطع السيستاني أن يحسم لنا مسائل الصلاة (عمود الدين) وقدم لنا من خلال رسالته العملية 113 موقفاً غير يقيني , كذلك الحال في مسائل السياسة قدّم لنا مواقف وفتاوى كثيرة غير يقينية سوف نستعرض نماذج منها .

1- انه قبل أيام من شن العدوان على العراق واحتلال أراضيه أفتى السيستاني بالجهاد , وقد عرض تلفزيون بغداد السيد عدنان البكاء وهو يقرأ نص الفتوى , ان هذه الفتوى من المفترض أن تمثل حكم شرعي مقدس يجب احترامه والعمل به, ولكنه تجاهله تماماً بعد سقوط النظام الظالم ( صدام حسين) واحتلال بغداد , ولم تظهر له أي فتوى أو بيان لفترة الثمانية الشهور الأولى , وكأنه هنا في وضع (على الأحوط ) كما في الصلاة ومسائل اخرى .

2- بعد (مرحلة الاحتياط ) الأولى وثمانية شهور من احتلال العراق , طالب السيستاني من موقعه كفقيه بالانتخابات, ثم ألغى طلبه ومكانته الشرعية في آن حينما ربط مطلبه ليس بمصدر ديني أو بشخصه كفقيه شرعي بل بجهة خارجية وطلب أن تكون الأمم المتحدة حكماً يقرر إذا كان بالإمكان إجراء الانتخابات أو عدمها , إنه هنا يظهر موقفاً متناقضاً , يقول بالشيء ونقيضه في آن, بل هو من خلال ربط مطالبه كفقيه بموافقة جهات خارجية ينقض المبادئ الشرعية كلها التي تسمح له من خلالها كفقيه مجتهد أن يقول راية في مصير الأمة أو أن يفتي بشؤونهم العامة , فهو بذلك السلوك يلغي دوره كمجتهد يعمل برأيه الاجتهادي-الذي يخوله أن يقول كلمته بأهم الشؤون التي تخص الفرد والجماعة في الأمة الإسلامية- ويعطي الآخر حق تقرير المصير في المسألة التي يريد تعميمها على الأمة , ويا ليت الآخر كان من المجتهدين أو حتى من المسلمين بل هو الأمم المتحدة التي تميل لصف العدو في الكثير من القضايا المصيرية للمسلمين نحو أصوات الظلم الأمريكي (الفيتو) فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وغيرها, فكيف فاتته تلك الحقائق واخذ يعطي للظالم حق أقامة انتخابات أو عدمها وهو يعلم أن الظلم الأمريكي يمر من خلال الأمم المتحدة ؟؟ ولماذا لم يجعل الحاكم هو الشرع (الله أو رسوله الأمين (ص)) من خلال نص قرآني أو حديث شريف يستنبط منه حكم شرعي فيما يخص الانتخابات أو تقرير المصير ويصر على أنه هو الحق الذي يجب أن نطالب به , ويتوكل على الله ويعتمد على جماهير الأمة, لا على أعداء الله و أعداء الأمة (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ..) (الطلاق3)

أقول : بما أن المطالبة بالانتخابات حق طبيعي مشروع , فإنها بالتأكيد ذات ارتباط سببي بالحق تعالى مجده باعتباره هو الحق ولا يصدر عنه إلا الحق ( حاشاه من الباطل ), وعلى هذا فإن الجهة التي تتولى مظاهر الحق التي تعيّن مصير الأمة ومستقبلها يجب ان ترتبط بالله تعالى مجده وما انزله من حق مبين, ولا يمكن أن يرتبط الحق ومظاهره بمصادر غير شرعية ( الأحتلال أو الأمم المتحدة أو غيرها) ثبت مراراً أنها دوائر لتمرير الباطل بحق الكثير من قضايانا المصيرية ضمنها احتلال العراق وفلسطين وتكريس حق الفتيو ونحو ذلك , فالأمم المتحدة وكما هو بين لها توجهاتها الخاصة ، التي تتجنب الاصطدام بإرادة القوة المستكبرة (أمريكا) ، التي تستضيف الهيئة العامة بكل موظفيها على أرضها ، وهذا مصدر تأثير على موظفيها وصانعي القرار ظاهر للعيان يجب ان ينتبه له كل من يريد ان يتعامل مع الأمم المتحدة.

وعلى هذا فإن الفقيه الذي يتقن عمله ويريد مصلحة الأمة يجب عليه أن لا يربط مطالبه- من موقعه كفقيه- بأي صورة من صور التبعية أو السيطرة أو الوصاية الأجنبية , فكما المسائل الشرعية ( الصلاة, الصوم , الزكاة ,الحج ,..الخ ) تكون مستقلة عن أي وصاية أو ولاية أجنبية وتتبع ولاية الله ورسوله (ص) كذلك المسائل التي تخص مصير الأمة والأفراد نحو الانتخابات والإشراف والتحكيم, يجب أن ترتبط بولاية الله ورسوله لا بأعداءه والتبعية لهم.

ومن هنا نستطيع القول إن الانتخابات إذا لم ترتبط بولاية الله وتستمد شرعيتها منه وبقيت تابعة للاحتلال وإذنابه فإنها باطلة من الناحية الشرعية والقانونية . وأن توكيل أمرها إلى جهة خارجية (خارجة عن ولاية الله ورسوله) هي اقرب للخصم من المناصر , ينم عن عجز عن إدراك الحق ومشروعية المطلب , وهذا لا ينسجم مع مباديء الشريعة ولا مع مباديء الاجتهاد التي تعطي للفقيه حق الكلمة العليا دونما الاعتماد ( الركون) إلى جهات خارجية.

3- ارتكب السيستاني نفس الخطأ أزاء ما سموه بـ (قانون الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية) الذي صرح السيد عبد العزيز الحكيم والجلبي وآخرون ، بأن هذا القانون فُرض عليهم فرضا وقد جاءتهم صيغته جاهزة ومعلبّة من اميركا دون ان يكون لأي عراقي دور في كتابته او اقتراح البعض من فقراته , فبدلاً من أن يمارس السيستاني وظيفته كفقيه مجتهد له كلمته في أهم القضايا التي تهم الأمة والأفراد ويصدر فتوى يبين فيها بطلان ذلك القانون ويكوّن قوة جماهيرية واعية ببطلانه تعمل على مناهضته أو عدم القبول به , ترك الامة و أرسل برقية شكوى إلى كوفي عنان يطالبه بعدم تأييد القانون أو تكريسه , وكأنه يشكوا إلى جهة عادلة أو ذات مكانة أعلى من مكانة فقيه يستمد قديسته من السماء , لقد جعل كلمة العدو أعلى من كلمة الله الواجب على الفقيه أن يظهرها ويجعلها هي العليا من خلال الفتوى التي تحرّم الباطل الذي اعترض عليه .

وبعمله هذا لم يظهر كلمه الله بل طالب أن تكون كلمة عنان هي العليا وهي التي تحكم الأمة وتقرر نعم أولا , وها هنا خطأ كبير , كانت النتيجة المترتبة عليه أنهم تجاهلوا شكواه وعملوا بالقانون , ولا يزال القانون الذي اعترض عليه يعمل ولم يصدر الفتوى التي تحرّمه وتحصن الناس من قبوله بل زاد على ذلك وصار يحث الناس على الانتخابات في ظل الاحتلال وضل ذلك القانون, وهنا هنا تقصير واضح بحق الأمة عليه كمرجع مسؤول عن أظهار حكم الله للعامة .

4- عندما حصلت التفجيرات الإجرامية في العاشر من محرم ( عاشوراء) في كربلاء والكاظمية , لم تصدر من السيستاني فتوى تحرّم الفعل ألأجرامي وتدين الفاعل ذاته ليضع حاجزاً شرعيا يحول دون تكراره أو على الأقل , ليظهر كلمه الله ( حكم الله ) للناس, بل أصدر فتوى بحرمة دخول الأراضي العراقية دون أذن السلطات , والسلطات هم الأحتلال بالطبع , وها هنا خطأ شرعي وقانوني كبير أكبر من ذلك الذي اشرنا إليه في الفقرة السابقة ,إنها فتوى تعطي الشرعية للاحتلال بكل وضوح وكأنه هو صاحب الحق والسيادة في العراق يجب على الناس احترام إرادتهم وقوانينهم وعدم مخالفتهم, وفي نفس الوقت تخفف عن الأحتلال الضغوط الخارجية التي تأتي من الجوار وتحاربه , وما أدرانا لعل الاحتلال هو الذي قام بتلك التفجيرات , وصوّر للسيستاني وللناس من خلال أبواق الإعلام إنها من فعل الغرباء الوافدون من الخارج , ليصدر السيستاني تلك الفتوى التي تصب لصالح الأحتلال . كان الأولى به أن يحرم الأحتلال ذاته , ويحرّم فعل التفجيرات الإجرامية ذاتها , لا أن يقدم خدماته للاحتلال بتلك الفتوى .

5- حينما ارتكب الاحتلال جرائمه الأخلاقية بحق السجناء المسلمين في أبو غريب ثارت ثائرة كل الشرفاء والخيرين في العالم بل وحتى العاهرات في الكثير من دول العالم وأدانوها بشدة, إلا السيستاني صمت وكأن شيء لم يكن, لم يحرّم هذا الفعل ولم يطالب بمعاقبة الفاعلين , ولم يدين ولم يشجب كما فعل الآخرون , إن موقعه كفقيه مرجع يدعي انه نائب للمعصوم عليه السلام يحتم عليه أن يمارس دور المعصوم بالنيابة ويقوم بواجبه بالدفاع عن المسلمين ولو عن طريق الرفض والاستنكار, وأن الصمت في مثل تلك المناسبات يعطي إيحاءات خطير في جميع الاتجاهات , وقد يفسرها العدو والصديق بتفسيرات كثيرة تحط من منزلة الإسلام كدين حضاري يرفض تلك الممارسات الإجرامية الشاذة البشعة وتحط من منزلة المرجع نفسه باعتباره لا يكترث بمثل تلك الأمور, فإذا كان الأمريكيون أنفسهم هم الذين كشفوها للعالم وأدانوها وطالبوا بمعاقبة المذنبين وحاكموهم, فماذا كان سيخسر السيستاني لو اصدر بياناً لا يكلف سوى بضع سطور و ختم المرجعية ؟؟ وما السبب يا ترى من وراء صمته ؟؟

يبدو أنه يريد أن يظهر انضباطه التام أمام الأحتلال وهذه فرصة مناسبة ليظهر لهم تفرده المميز عن الآخرين ,حيث كل العالم تشاغبوا ونغصّوا على الأحتلال فعلته وأحرجوه بما فيهم الأمريكيون أنفسهم ما سوى السيستاني الذي اظهر انضباطه وحسن سيره وسلوكه في حضرتهم .( إن الله أولى من الأحتلال بذلك ).

6- بعد تنصيب قوات الأحتلال العميل أياد علاوي الذي يتفاخر أمام وسائل الإعلام بكل وقاحة أنه يتعاطى مع الكثير من أجهزة الاستخبارات العالمية( يقال أن عددها 16) وكان بعثي سابق مشهور بجرائمه, بدل أن يحرّم السيستاني التعاون مع هذه الحكومة ورئيسها سارع إلى تأييده وحكومته بأسرع ما يمكن, وهذا لا يليق بفقيه مثله أبداً بل هو محرم عليه شرعاً بنص قراني واضح وصريح يهدد المخالف بعذاب النار والخروج من ولاية الله (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ) ( هود113) أي لا تعتمدوا على الظالمين في شؤون حياتكم ومن يفعل ذلك يخرج عن ولاية الله وله عذاب النار .

أقول : إن تأييد السيستاني من موقعه كفقيه لرجل لم يصلِ بحياته ركعة واحدة لله تعالى مجده بل مشهور بالفسق يركع ويسجد لـ 16صنم من أصنام الاستخبارات العالمية, يعطي إيحاءات خطيرة تفسد على العامة والمقلدين النسب والمفاهيم الثابتة التي كرستها الشريعة الإسلامية من خلال القرآن والأحاديث الشريفة وسيرة المعصومين عليهم السلام , إنه تأييد يشرعن الباطل على حساب الحق الواجب على الفقيه إظهاره للعامة .

7 - إثناء التحرشات الأمريكية بالنجف وأبناء النجف وقبل الاقتراب منها اعتبر السيستاني النجف خطاً احمراً لا يجوز تجاوزه من قبل قوات الأحتلال , و لكنه لم يحفظ كلمته تلك من موقعه كمرجع أمام الأمة ولا أمام الاحتلال وصمت على تجاوزات خطوطه الحمراء بل وعلى جرح قدسية قبة الإمام علي عليه السلام من قبل قوات الاحتلال دون أن يعلن موقفا ًواضحاً إزاء ذلك سوى أنه طالب الجهات المتحاربة ( الطرفين) أن تخرج من النجف, هل هذه مسألة في الصلاة كي يبنى حكمه على الاحتياط أم مسالة واضحة وضوح الشمس فيها طرفان حق وباطل , يجب عليه ان يقف مع الحق مهما كلف الأمر , ويجب عليه ان يتمسك بالدفاع عن خطوطه الحمراء ولو ببيان شجب أو إدانة ولكنه للأسف لم يفعل.

انه من خلال تلك الممارسات يثبت للناس انه لا يصلح أن يكون مرجعاً أو قائداً لمجموعة مهما كانت صغيره لأنه يخذلهم ولا يدافع عنهم, ولا حتى يظهر تعاطفه معهم بفتوى أو بيان أو كلمة موجهة, وهذا الموقف لا يزال يتكرر إزاء التفجيرات والاعتداءات التي ضحيتها من العراقيين وأطراف اخرى, فإذا أراد أن يقنعنا أن آراءه السياسية صائبة في مسالة الانتخابات أو غيرها فليحسم لنا أولاً مسائل الصلاة التي هي في صميم اختصاصه كفقيه قضى جل عمره فيه, ومن بعد ذلك يحاول إقناعنا انه قادر على التعاطي بمسائل السياسة التي هي طارئة عليه وليست من ضمن اختصاصه ولا حتى ضمن مسؤوليته باعتباره لا يؤمن بولاية الفقيه ويرى ضرورة عزل الدين عن السياسة .

ملاحظة : كان من المفترض ان أضع هنا نموذجاً عن الاتفاق الذي جرى بين السيد مقتدى الصدر وبين السيستاني بعد أحداث النجف الثانية الذي كان يتضمن إطلاق سراح جميع منتسبي جيش المهدي وعدم ملاحقتهم والسماح لهم بالصلاة في مسجد الكوفة وممارسة فعالياتهم كقوة جماهيرية فاعلة, ولكنني لن أفعل بسبب حساسية الموضوع الذي يجعل الناس ما بين مؤيد ومعارض .

( اللهم عجل لنا بظهور وليك المهدي عليه السلام ليظهر كلمتك ويجعلها هي العليا ويدحض كلمة الباطل ويجعلها السفلى واجعلنا أول المؤمنين به والناصرين له أنك سميع مجيب )


زهير الاسدي

الدكتور عادل رضا
08-15-2010, 03:29 AM
عندما سقط الجميع في وحل التأمر علي أبناء "لا"

--------------------------------------------------------------------------------

أن نتحدث الي الاخرين فهو حديث لاجل ما نعتقده حقيقة من أجل كشف الانحراف عن خط الاسلام الثوري الحقيقي , من أجل سعادة الانسان و صناعة الحضارة الحقيقية للمجتمع.
أن الدم يسيل في النجف و الارواح تزهق بالعشرات في ارض العراق الجريح , و كأن هؤلاء العراقيون ليسوا بشرا , و كأن ليست هناك أية قدسية للمؤمنين , أو أليست للانسان العراقي كرامة , أو اليست للانسان العراقي حقوق؟
أن ما يجري الان في العراق الجريح , شيء كبير جدا جدا , كما ذكرنا في مقالات سابقة , ان العراق الجريح قدر له أن يكون محور الصراع العالمي , و قدر له أن يكون وجه المدفع للشر العالمي كله.

و هاهم العراقيون الحقيقيون صدموا العالم ,,,,كل العالم , عندما بزغوا من قمة الالم و قمة الحرمان و من أعمق مدي للمعاناة .

تفجر العراقيون الحقيقيون و قالوا "لا" عالية و مدوية.
أن التيار الصدري قد اعاد الحياة و الامل للامة كل الامة الانسانية , و لقد كشف أن الثورة الاسلامية العالمية و أن أصحاب المباديء و الضمير لا زالوا موجودين و أن من يتحركون من أجل المبدا و من أجل أتمام مسئوليتهم الاجتماعية العبادية لا زالوا موجودين و يتحركون علي ساحة الصراع العالمي حتي الاستشهاد من أجل الضمير و المبدأ و المسئولية الاجتماعية الالهية.

أن تلك ال "لآ" التي قالها العراقيون الحقيقيون في وجه الشيطان الاكبر , و ما حملته تلك ال "لا" من نشر للوعي و للبصيرة .

ان تلك ال "لا" قد كان عقابها عن المجرمين الامريكان و من معهم من أحزاب و تنظيمات و مراجع تقليد يزيدية للشيطان الامريكي.
لقد كان العقاب هو القتل و الابادة و الامحاء لتلك ال "لا".
أن هناك مؤامرة كبيرة من الكثيرين( أحزاب ,تنظيمات, شخصيات, رموز) , و منهم كذلك مراجع التقليد الصفويون , ضمن مؤامرة تصفية و قتل ال "لا" العراقية النبيلة الصافية المتحركة من أجل الله.
أن هناك خيانة من المراجع الدينيون المزيفون , أن هذه حقيقة يجب أن نسلم بها , و لا ينفع تبرير هنا و تقديم الاعذار الواهية هناك .


لذلك ما قاله السيد حسن نصر الله ليس صحيحا , من ان كل المراجع ضد أجتياح النجف , هذا ألامر ليس صحيحا , أن السيد حسن نصر الله يريد أن يكذب علي نفسه , ليصدق نفسه بعد ذلك ,و من معه كذلك, ممن يريدون تصديق التبرير و تقديم الاعذار للخيانة و العمالة و الاجرام بحق ال "لا" التي قالها العراقيون الحقيقيون .



أن التبرير و تقديم الاعذار , هما أشياء من باب الكذب علي الذات و من ثم تصديقها , هما أشياء تبريرية و ليست أمور واقعية .

أن محاولة تبرير الجريمة أمر غير مقبول .

و أن محاولة صم الاذان عن خيانة و سقوط من هو في مواقع المسئولية , مواقع مرجعية كانت أو حتي للاحزاب و تنظيمات سياسية , أن محاولة كتلك هي محاولة للكذب علي الذات ( أذا صح التعبير ) و هي أيضا خوف من الحقيقة التي يكشفها الواقع المعاش و المكشوف بأحداثه امام الجميع.

و هي كذلك محاولة للتبرير عن طريق السكوت و عن طريق الامتناع عن التفكير بمواقف هؤلاء المراجع و الاحزاب الذين تركوا الساحة , عندما أحتاجتهم الامة .



أذا أردنا التخفيف و الحركة في مجال التبرير فأن جل ما نستطيع قوله هو :

أن كل مراجع النجف قد هربوا و لزموا الصمت أمام قتل الناس و محاولة ابادتهم.

أن العبارة السابقة هي أقصي ما يمكننا قوله , من باب تخفيف الحقيقة قدر الامكان.

هل المطلوب منا تغييب عقولنا عن التحليل و التفكير ؟
هل المطلوب منا السكوت و أبعاد النظر عن الحقيقة؟
و لكن فلنتحرك في التحليل العميق كما تعودنا و عودنا القاري و القارئة الكريمة , لنفكر معا في صوت عالي , لنكشف الحقيقة لانفسنا أولا و من ثم الي من يريد الحقيقة ثانيا , و ليس الي أصحاب نظرية التبرير و تقديم الاعذار , و ايضا ليس الي العملاء الاستخباراتيون و الخونة .
يقولون في مكتب المرجعية:

أن السيد السيستاني عنده مشاكل في القلب.
و قالوا أيضا أنه تم عمل قسطرة للقلب و عملية أخري لماء العين.
اذن بناء علي تصريحات المكتب السيستاني هناك تشخيص طبي بضيق الشرايين و ليس أنسدادها( أنسداد الشريان يعتبر حالة طارئة تؤدي الي الذبحة الصدرية Mi )
اذا كان الامر كذلك ( ضيق في الشرايين فقط) فلماذا السفر العاجل ؟
أن هذا النوع من ألالام القلب يمكن التحكم بها عن طريق حبوب الاسبرين و حبوب الgtn عند اللزوم مع تغيير نمط الحياة الشخصي .

و يستطيع الفرد المصاب أنتظار عملية القسطرة الي فترة من الزمن.

و في لندن المرضي المصابون بضيق الشريان ينتظرون الي ستة أشهر أنتظارا لعملية القسطرة , التي تجري في غضون النصف ساعة الي الساعة تقريبا بدون بنج عام , أي أن المريض يكون مستيقظا.

فلماذا كانت العجلة , الي السفر الي لندن , و التشخيص المذكور لا يتطلب تلك العجلة.

و لكن لنستمر و نقول أن الحالة طارئة و هي ليست كذلك طبعا , و لكن لنستمر في التفكير , و لنقول أن الحالة طارئة.

لماذا الذهاب الي لندن ؟

هناك دولة الكويت و هي اقرب بكثير جدا , و هناك الجمهورية الاسلامية و هي ايضا قريبة , و هناك الاردن و هناك المستشفي الامريكي في لبنان .

و المستشفي الامريكي بالخصوص , مستشفي معروف و ممتاز , و تم علاج شخصيات كبيرة و ذات وزن سياسي و مجتمعي من أمثال نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام و سماحة المرجع الحقيقي للعراقيون!!!!؟؟؟؟؟ محمد حسين فضل الله.
اذا كانت الحالة طارئة و مستعجلة حسب ما أعلن مكتب المرجعية .
فلماذا الذهاب الي أقاصي الدنيا ؟
مع أن العلاج التشخيصي المطلوب و هو القسطرة القلبية , متوافر علي مسافات اقرب كثيرا و بنفس الكفاءة العلمية ؟؟؟!!!
في العام 1963 في المدرسة الفيضية , في بداية أنطلاق الثورة الاسلامية , كان الامام الخميني يخطب في الجماهير الثورية و هو كان يعاني من ضيق في الشرايين , و الالام الصدر الحادة تداهمه من حين الي أخر, و كان الامام العظيم يناهز من العمر أنذاك الثالثة و الستين , و يعاني من ضيق في شرايين القلب , مع هذا كان يفجر ثورة استمرت في النضال ألي أن انتصرت في العام 1979 .
( راجع نص الخطبة الاولي للامام الراحل روح الله الخميني في كتاب الكوثر)

فلماذا الحالة المرضية عند الامام الخميني لم تمنعه من اداء واجبه الالهي في الثورة علي الظالم و نصرة المظلوم , و منعت السيد علي السيستاني من اداء الواجب من نصرة المظلومين من ابناء " لا " في العراق الجريح؟؟!!!

و اسئلة أخري تتفجر امامنا , و لا يوجد لها أجابة .
و هي أنه في البداية عند وصول السيد السيستاني الي لندن , تم الاعلان أنه لا يحتاج الي قسطرة , و بعد ذلك تم الاعلان أنه يحتاج اليها!!!!؟؟؟؟
و ايضا أذا كانت الحالة طارئة , كيف تم الاجتماع مع الاستاذ نبيه بري لاكثر من سبعين دقيقة في لبنان ؟
و ايضا كيف تم عمل الاقامات في اقل من يوم واحد , مع أن السواح العاديين القادمون من البلدان الغنية المعروفة بمجيئهم المتكرر الي بريطانيا للسياحة , تستغرق عمل الاقامة لهم اقل شيء فترة أسبوعين للمحظوظين طبعا.

فما بالك بأنسان أيراني الجنسية قادم من العراق( كالسيد علي السيستاني) , كيف تم عمل الاقامات له و للوفد المرافق في أقل من يوم؟

و لماذا هذه الصدفة الغير سعيدة!!!!!؟؟؟ , بخروج كل ( و نقول كل) مراجع التقليد من النجف في نفس اليوم , و في نفس الوقت يتم الهجوم فيه علي أبناء العراق الحقيقيون , لابادتهم و القضاء عليهم و تصفيتهم .
و لماذا هذه البيانات المتأخرة التي لا تنصر المظلوم و تصب في خدمة الظالم , و لا تسند أحد من ابناء الضحايا و عوائل الشهداء الذين ذهب أبنائهم؟
و هي بيانات مبهمةغير مفهومة , و غير صريحة و ايضا متأخرة.

و الفقرة السابقة تنطبق علي مراجع النجف و قم و مرجع كربلاء المدرسي.

نريد جواب علي أسئلتنا و تساؤلاتنا.


أن باقي المرجعيات في النجف و قم و كربلاء
و من ضمنهم السيد علي السيستاني
و محمد سعيد الحكيم
و أسحاق الفياض
و بشير النجفي
في العراق نيام و شعبهم يقتل و يسحل في مدينةالنجف؟

من دون أي تحرك , أو مطالبة واقعية تتحرك في خط النصرة لهؤلاء الابرياء الذين يقتلون .

فأما أنهم متأمرون علي قتل هؤلاء؟

و أما أنهم لا يهمهم أمر الناس التي تقتل, أو اي سبب أخر لا أعرفه.


لهذا قلنا أن المرجعية الوحيدة للعراقيون هو السيد فضل الله , لانه هو من ساندهم في حين غاب الاخرون و هربوا جميعا من العراق في وقت واحد و نقول جميعا؟؟!!!!

و تركوا الناس يقتلون في العراق.


لماذا لا يحترق قلب أحد من الخونة العملاء علي أبناء العراق الجريح؟
لماذا ليس لدي أدعياء التدين من أحزاب تدعي الاسلام و مراجع صفوية الحرقة علي المؤمنين الذي يعتبرهم الله كما هو معروف في الحديث المأثور حرمتهم أكبر من الكعبة و أعظم منها.


أن التسنن الاموي يقدس الصحابة , و التشيع الصفوي يقدس المراجع , فما هو الفرق بين المذهبين ؟

فلندافع عن كرامة الانسان و لنتحرك في خط النقد و التفكير العلمي لمن أنحرف عن الاسلام العلوي الحقيقي و أن كان في موقع مرجعي, يقدسه البعض , نتيجة لموروث يعيش الخرافة ,و يقدس البشر من دون الله .


أن المسألة ليست نتظيرا لمرجعية ضد مرجعية أخري , و ليست المسألة محاولة أرغام أحد المرجعيات علي تبني رأي خاص بي شخصيا أو بأحد التيارات , هذه المسألة الاخيرة اشدد عليها , و اضع علي العبارة السابقة أكثر من خط للتأكيد عليها.

أن هناك واقعا دمويا يجري الي الان , و هناك واقع أخر بخروج كل ( و نقول كل) من يحتلون مواقع المرجعية في نفس الوقت من العراق , مع السكوت المريب , و حتي مع أنطلاق البيانات المتأخرة , فأن تلك البيانات ليست بيانات علي مستوي الحدث الاليم من قتل شعب عاني و يعاني منذ أكثر من خمسة و ثلاثين سنة , سابقا من أبن امريكا صدام اللعين و الان من أباء صدام الامريكان المجرمون القتلة.


فلنتحرك مع علي أبن أبي طالب بالتفكير و استقلال الراي عندما يتعلق الموقف بأنسان يحتل موقع مسئولية دينية له قداسة و هيبة طبيعية عند الكثير من الناس.
و هو موقع المرجعية أو أي موقع أخر.


قال علي بن أبي طالب

أعرف الحق تعرف أهله .

أن علينا أن لا ننظر الي الاشخاص كأشخاص بل الي الموقف للشخص الذي يترجم الحق من الباطل.

أن الموقف هو ما يكشف لنا الحق من الباطل و ليس الشخص كشخص.

علي سبيل المثال لا الحصر:


أبو بكر هو الصديق الشخصي للرسول محمد و أحد قادة الاسلام , و أحد انسباء النبي.

و عمر بن الخطاب أحد قيادات التي ساهمت في قيام الاسلام كدولة , و ايضا احد انسباء الرسول.

و عائشة هي زوجة الرسول.

أن هؤلاء يحتلون مواقع مهمة و غيرهم من العشرة المتأمرين.

أن نفس الكلام كان يقال لعلي بن أبي طالب :

كيف مستحيل أن يخون ابو بكر
من المستحيل أن ينحرف عمر

كيف يكون عثمان بن عفان من السراق و هو ذو النورين و لقد ناسب الرسول مرتين.


قال لهم علي بن أبي طالب الكلمة المشهورة :

أعرف الحق تعرف اهله.

ليس بالموقع أيها الاحبة نعرف الحق .

أن الحق نعرفه من التحليل للموقف و دراسة التاريخ و كشف التناقض و التحليل الاجتماعي و الصراحة في القول ,,,, و منطقية الاحداث,,,,,,ألخ


أن الحقيقة هي من تكشف أهل الحق و ليس الموقع أو الانتماء العشائري , أو المواقف الجيدةالقديمة للانسان.

أن الموقف هو ما يكشف حقيقة الشخص و ليس الموقع هو ما يمثل الحقيقة.

الدكتور عادل رضا
dradelreda@yahoo.com

النراقي
08-15-2010, 05:52 PM
باسمه جلت ألاؤه
هل يدعي الأسدي هذا أنه يتمكن من تقييم السيستاني ؟ وهل يستطيع أن يعلق على العروة الوثقى ؟؟

مارادونا 99
08-16-2010, 02:54 AM
نحن نقدس السيدالسيستاني شاء من شاء وأبى من أبى "واللي ما يعجبه يشرب من البحر" فالسيد لا يطمع في دنيا.
.. اذهبوا إلى بيته في النجف سترونه من الطين، وسنبقى من مقلديه ومن محبيه ومن المتفانين فيه... ليس هذا انفعالا، هذه حقيقة، ليس عندنا خطاب معلن وغير معلن. نحن نقدس المراجع لأنهم صمام الأمان لديننا ودنيانا ولا نملي على أحد كاتبا كان أو مثقفا أو نائبا، ولا نسمح بهذا التطاول على مراجعنا لأن السفه وقلة الذوق وصلا إلى مستوى لا يطاق وإذا كان هناك من عضلات حميمية وحمية كبرى فها هي الانظمة بينكم والوثائق والعلائق تجرى امامكم ارونا بطولات نقدكم. الآن أصبح السيدالسيستاني هو الذي يريد الاستعمار وصمت عن الظلم؟
اين نخوتكم أيها القوميون والمراجع تذبح وتتساقط يوميا طيلة حكم صدام؟ هل جف دم الصدر؟ هل ننسى تعذيب بنت الهدى؟ من قتل مراجعنا؟ اين انتم في ذلك الزمن الكئيب... اين انتم من قتل 20 عالما من عائلة الحكيم؟ أين انتم من مذبحة حلبجة... كلامي ليس لكل اصحاب التيار القومي ولكن لبعضهم لبعض المهووسين في حب صدام والآن اخذوا يضربون على أوتار طائفية عبر القنوات وعبر الصحف وبدأوا يتطاولون على المراجع وعلى السيدالسيستاني، السيدالسيستاني موقفه واضح دعا إلى انتخابات عامة. هذا رأيه ولك أن تختلف معه، اما ان تخونه، ان تسبه فهذا لا نقبل به، واذا كنتم تحبون صداما فشمروا عن سواعدكم واذهبوا لنصرته... تزايدون على الشعب العراقي بأنه متواطئ مع الاميركان... هذه اجمل نكتة قرأتها فما هذه الانتقائية؟ 22 دولة عربية كلها مع علاقات مع الاميركان ولدي هنا اسئلة اريدكم ان تجيبوا عليها. 1- هل الطائرات التي تخرج لضرب العراقيين هي من قواعد عسكرية ملك للسيستاني؟ اين كتاباتكم وصراخكم طيلة هذه السنين؟ لم نر ولا مقالا واحدا ام انكم ترون بعين واحدة؟ هذا الخليج كله وهذا العالم العربي كله مليء بالعلاقات الكبرى مع الاميركان بل بعضهم حتى مع "اسرائيل" فلماذا لا تبدأون بالنقد هنا، اين هي شجاعتكم؟ اين هي نخوتكم؟ حتى سقوط صدام هل سقط بيد السيستاني ام بيد هذه القواعد؟ سؤال آخر: هل السيستاني هو وراء العلاقات الحميمية بين صدام والاميركان عندما دفعوه لحرب الخليج الأولى... اين كانت النخوة عندما كان الخط الساخن ممتدا بين بغداد وواشنطن؟ هل السيستاني وراء الحرب المتهورة الثانية؟ هل هو الذي قاد الاتفاقات الامنية مع الاميركان؟ هل هو وراء العلاقات الاسرائيلية التي زرع بعضها عبر مكاتب ولقاءات في الخليج والعالم العربي؟ لماذا لم تنجسوا النفط ذا الرائحة الاميركية عندما كانت تؤسس عليه جمعيات التوعية؟ هناك الباء تجر وهنا الباء لا تجر.
هل السيستاني وأتباعه هم وراء صفقات التحالف ما بين الاميركان والمجاهدين العرب أيام الغزو السوفياتي للأفغان؟ لماذا تزايدون على السيد؟ هل السيد السيستاني هو وراء اتفاق اوسلو للسلام؟ هل هو وراء الصفقات التجارية السرية منها والمعلنة مع الاسرائيليين في العالم العربي؟ هل هو الذي دعا الرؤساء إلى أن يجتمعوا في شرم الشيخ في منتصف التسعينات والآن ها هم العرب يجتمعون وكان موقفهم مع اجراء الانتخابات العامة في العراق، معظمهم يرى ذلك. أرونا الآن نخوتكم وانتقاداتكم الصريحة وبالاسماء لا بالغمز لنرى شطارتكم فلماذا تذهبون للعراق والتناقضات التي "ترفضونها" بين أظهركم؟
وأخاطب هنا بعض مثقفينا الشجعان ومن كل الاطراف ممن تعدوا على السيستاني بالكلام الهابط والبذيء اقول لهم: اذا كنتم شجعانا فأرسلوا ابناءكم إلى العراق للقتال، تريدون من السيستاني الافتاء بالحرب المسلحة من دون النظر الى عواقبها وتوفرون أبناءكم في الجامعات للدراسة، ويا للمفارقة تطالبون السيستاني بالفتوى وابناؤكم يدرسون في الجامعات الاميركية والبريطانية ورحم الله المتنبي اذ يقول:
وإذا ما خلا الجبان بأرض
طلب الطعن عنده والنزالا
ثم ما هذه المزايدات؟ تتهموننا بالتعاطي مع الاميركان؟ ما اعجب هذا الزمان 50 عاما والمنطقة كلها ترضع من ثدي اميركا والآن أصبح الثدي الآخر من "اسرائيل" وعلى الملأ وبالمكشوف لم نر احدا عمم الحكم على أمة بكاملها أو علماء بل هناك علماء دين وفروا غطاء الشرعية للسادات ولعرفات وأفتوا بعدم جواز العمليات الاستشهادية بل الآن هناك من راح يفتي بعدم جواز الذهاب إلى الحرب في العراق... اين هؤلاء الكتاب والمثقفات خصوصا العجائز منهم من كل ذلك؟ الآن فجأة راحت تلقى علينا القمامات بل وصل الأمر إلى أن تلقى على مراجعنا؟ ما هذا المنطق. ابدأوا بدياركم أولا ثم زايدوا على مراجعنا، من الذي افتى بجواز الاستعانة بالاميركان ايام حرب الخليج الثانية هل هو السيستاني؟ مع العلم ان السيد اختار المواجهة السلمية لعدم وجود توازن في القوى ودعا إلى انتخابات شرعية من الشعب لأن العراق مازال يحصد الدمار والحرق والقتل بالأمس من صدام والآن من الأميركان.
ما حدث في الفلوجة جريمة نكراء ضد الانسانية لأنه سقط فيها ابرياء وهي ستبقى في ذاكرة التاريخ، والاميركان ما جاءوا الا للسيطرة على كل عالمنا العربي... فيجب ألا يستدرجنا الاميركان إلى أن ننسى معركتنا معهم ونذهب لنحمل آخرين او مراجع خطيئة تاريخ دموي متكامل شارك في صنعه كل المتمصلحين من كل الاطراف من انظمة ودول وشعوب واحزاب وتيارات، فلما تعقدت القضية ذهبنا في تحليل تبسيطي انتقائي لنضع على السيد فلان او السيد علان. هذا ظلم، فجريمة الاحتلال في العراق كانت خطيئة العرب والمسلمين.
أيها السيد السيستاني عذرنا إليك كبير، سر ونحن من ورائك نحو وحدة وطنية اسلامية لصالح جميع المسلمين علينا ان ندفع عبر خطاباتنا بما يوحد العراق فالعراقيون كانوا بخير في وحدتهم الاسلامية والوطنية لولا هذه القنوات وأولئك الذين يقودون المعارك في الفضائيات فيحصد العراقيون الموت والقتل على الساحة... إنهم بذلك أصبحوا شركاء مع الاميركان في زرع الفتنة.
ختاما بإمكان هذه العجوز "القومية" الشمطاء أن تجز شعرها وأن تخمش خدها عبر القنوات الفضائية وأن تنال من مذهب عظيم وفقهاء عظماء ولكنها لن تغير من الحقيقة شيئا!


(( للامانة هذا مقال لسيد ضياء الموسوي ))

مجاهدون
08-16-2010, 02:57 AM
سؤال الى ضياء الموسوي

كم قرآنا اهدى السيستاني البلوشي لصدام ايام حكمه ؟

ولماذا تخلى ضياء الموسوي نفسه عن العمامة ؟

مارادونا 99
08-16-2010, 02:58 AM
السيستاني: لن أسمح بتوقيع اتفاق أمني مع المحتلين




26/05/2008 أعلن المرجع الديني سماحة آية الله العظمي السيد علي السيستاني معارضته الشديدة للاتفاق الامني بين العراق و الولايات المتحدة الامريكية و أكد أنه لن يسمح بالاتفاق الامني مع امريكا مادام حيا .ووفقاً لما نقل موقع «الجوار» الالكتروني، فان سماحته اعلن ذلك خلال استقباله رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم الخميس الماضي.

و أفاد مصدر مقرب من بيت المرجع السيستاني في النجف الاشرف أن سماحته اكد للمالكي أنه لن يسمح بانعقاد مثل هذا الاتفاق بين الادارة الامريكية المحتلة، و العراق المسلم مادام على قيد الحياة ، مجددا دعمه لحكومة نوري المالكى في السعي لاقرار الامن والثبات في البلاد.

و كان المرجع الديني آية الله السيد كاظم الحائري اصدر هو الاخر بيانا اكد فيه رفض الحوزة العلمية العراقية الاعتراف بشرعيّة اتّفاق امني مع الولايات المتحدة الامريكية .


(( المصدر قناة المنار ))

مارادونا 99
08-16-2010, 03:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا لمقال منقول للرد على فيدراليه ومن حذا حذوه اللذين يقلبون الحقائق
مرحلة جديدة من تطور الفكر السياسي الشيعي …التجربة العراقية والإمام السيستاني


الشيخ حبيب آل جميع 1


n من النائيني الى السيستاني:

في بداية القرن الماضي وعندما انطلقت أهم حركة سياسية عرفتها إيران، والتي أطلق عليها اسم "المشروطة" للمطالبة بوضع دستور للبلد وإقامة نظام نيابي للحد من استبداد الشاه، كان الشيخ النائيني الذي استلم مقاليد المرجعية بعد ذلك، من أهم وأكبر الدعاة الذين ساندوا هذه الحركة ودعموها ليس بالمواقف والفتاوى بل بكتابة اهم كتاب أصّل للمشروطة ودافع عن الحكم الدستوري، ونعني به (تنبيه الأمة وتنزيه الملة). في هذا الكتاب الذي اعتبره عدد من الكتاب والمؤرخين اللبنة الأولى التي انطلق منها وتأسس عليها الفكر السياسي الشيعي الحديث والمعاصر نجد تحليلاً دقيقاً للاستبداد وكشفاً لمساوئه. ودفاعاً عن حقوق الأمة السياسية.

لقد اكتشف الشيخ النائيني تجذر الاستبداد السياسي في وجدان الأمة ومفاصلها الاجتماعية والثقافية والدينية. وصعوبة اقتلاعه بين عشية وضحاها، لذلك جاء دفاعه عن الحكم المشروط والمقيد إيماناً منه بأن تقييد الاستبداد بالدستور والبرلمان ومراقبة الشعب للحكومة ومشاركته في انتخاب نوابه هو مرحلة ومحطة أولى وأساسية للقضاء على الاستبداد من حياة الأمة.

إنّ الحاكم المطلق (أي الشاه) وغيره من المستبدين يغتصبون في آن معاً منصب الإمام الغائب عليه السلام وحقوق الناس والشعب، وإذا كان إنهاء اغتصاب منصب الإمام الغائب، مرتبطاً بظهوره يوماً ما ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، وهذا اليوم في علم وحكمة الله عز وجل، فإن إنهاء اغتصاب حقوق الناس والشعب موكول اليهم (فبإمكانهم لو أرادوا) ان يتحرروا من هذا الاستعباد الذي فرض عليهم الظلمة عبر العصور حتى ظنوا (لجهلهم) أنه قضاء وقدر وهو ليس كذلك.

من هنا انطلق الشيخ النائيني ليصب جام غضبه على جهل الناس وليرفع صوته عالياً منادياً بضرورة التحرر من الاستبداد السياسي، عن طريق إيجاد دستور مكتوب على غرار المسائل والفتاوى الشرعية، ينص فيه كاتبوه وواضعوه على جميع حقوق الرعية وخصوصاً السياسية منها، لكي يعرف الكل حقوق الحاكم والسلطات السياسية الأخرى وصلاحيات هذه السلطات في مجالات التشريع والتنفيذ والحكم، ويكون الشعب وأفراده على بيّنة من حقوقهم كافة.

لقد تحدث الشيخ النائيني مطولاً عن مشروعية النظام النيابي، وضرورة إحكام المراقبة والمحاسبة من طرف مندوبي الشعب على السلطات الحاكمة، وقدم تأصيلاً شرعياً متميزاً لتحديد السلطة، وأهمية الشورى في الحكم، وردّ على جميع المغالطات التي كان يروج لها الشاه وأتباعه من المفكرين ورجال الدين المستفيدين من الاستبداد، لتشويه صورة الحكم المشروط أو المقيد، وخصوصاً مغالطة الجميع بين التحرر من الاستبداد السياسي والتحرر من أحكام الشريعة، أو الإدعاء بأن المطالبة بإيجاد دستور يتنافى مع وجود القرآن الكريم والسنة النبوية لدى المسلمين وهما دستورهما الشرعي، وكذلك الشبهة المتعلقة بعمل النواب وصلاحيتهم التشريعية، وكما قلنا فند الشيخ النائيني كل هذه المغالطات والشبهات وقدم خطة متكاملة لعلاج الاستبداد السياسي والقضاء عليه، ولم يكتف بالتنظير بل شارك في دعم حركة المشروطة بكل ما أوتي من جهد وقوة. وإذا حالت الظروف والملابسات التي أحاطت معركة المشروطة دون نجاح هذه التجربة السياسية كما نظّر لها الشيخ النائيني، إلا أن جهوده التنظيرية لم تذهب سدى، لأن التراكمات على المستويين الفكري والواقائعي أسفرت عن تطور مهم ومرحلة جديدة، بل محطة أساسية في تطور الفكر السياسي الشيعي، فإذا كانت مطالب الشيخ النائيني في بداية القرن الماضي لم تتجاوز الدعوة والمطالبة بتقييد الاستبداد بالدستور والمجلس النيابي، واكتفاء الفقيه أو الفقهاء بمراقبة السلطة التشريعية كي لا تخالف تشريعاتها الأحكام والمبادئ الإسلامية، فإن الفقيه والمرجع روح الله الموسوي الخميني، سيطالب بإلغاء الاستبداد السياسي جملة وتفصيلاً وإقامة نظام إسلامي يتولى فيه الفقيه المرجع، السلطة والولاية السياسية ويشرف على تطبيق الشريعة الإسلامية وإدارة الحكم، وبذلك أنهى الإمام السيد الخميني قدّس سرّه حقبة طويلة من الانتظار السلبي، لينقلب على النظرية التقليدية التي لا تعتقد بشريعة أي عمل أو تحرك سياسي من أجل إقامة دولة إسلامية زمن الغيبة. وبذلك (وسع نجاح الثورة الإسلامية في إيران) كان الفكر السياسي الشيعي على موعد مع محطة جديدة ونقلة نوعية أخرى، من المطالبة بتقييد الاستبداد الى القضاء عليه، ومن المشاركة المحدودة للفقهاء في البرلمان لصفة مراقب، الى استلام الحكم وإدارة الدولة مباشرة ولا تزال التجربة قيد المراقبة والاختبار، وقد حققت الكثير من الإنجازات وسط بحر من التحديات الداخلية والخارجية، والتاريخ كفيل بالحكم عليها.

n العراق الجريح وموقف المرجعية:

لن نخوض في تفاصيل الشأن العراقي، قبل صدّام وبعد الإطاحة به واحتلال العراق فهي معروفة لدى الكل. فالفضائيات العربية والغربية تنقل أخبار العراق لحظة بلحظة، لكن ما يهمنا هنا هو موقف المرجعية الشيعية وبالخصوص موقف المرجع الديني الأعلى الإمام السيد علي السيستاني الذي تربع على كرسي المرجعية في النجف الأشرف بعد وفاة الإمام السيد الخوئي قدّس سرّه وفي ظروف سياسية بالغة التعقيد، حيث خرج العراق من حربه ضد إيران منهكاً ومدمراً اقتصادياً ليتورط في حرب أخرى مع الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، زادته إنهاكاً وتدميراً، ثم تلتها سنوات من الحصار الاقتصادي أكلت الأخضر واليابس في العراق لتنتهي باستعماره واحتلال أراضيه.

على طول هذه السنوات ورغم ما شهده العراق من أحداث جسام كان صوت المرجعية خافتاً باستثناء شهرة الإمام السيد الخوئي ومرجعيته التي بلغت الآفاق، وقد وجهت للنجف الكثير من الانتقادات واتهم علماؤها (البعض منهم وليس كلهم) بالسلبية وقلة الفاعلية، لكن المطلع على حقائق الأمور يعرف أن صدام لم يترك للحوزة العلمية أي مجال للتحرك، بل كان يتعامل مع علمائها وطلبتها تعامل الحجاج بن يوسف الثقفي مع أعداء بني أمية، فقد كان يقتل على الظن ويتهم القلوب وما تخفي الصدور، بل إن صدام كان مستعداً لإبادة المناطق الشيعية برمتها وهدم النجف الأشرف على رؤوس ساكنيها، علماء وعامة، وهذا ما ظهر بوضوح في ثورة الجنوب سنة (1991 م).

لذلك تصرفت الحوزة العلمية وعلماؤها حسب ما تمليه عليهم ظروفهم القاسية، حفاظاً على النفس من جهة وحفاظاً على الحوزة العلمية وتراثها العلمي ومآثرها ومراقد الأئمة الأطهار ، ومع ذلك كله فإن مسلسل الاغتيالات للعلماء والمراجع لم يتوقف أبداً، فقد استشهد عدد من كبار العلماء وهجّر البعض الآخر، ودمّرت البيوت والحسينيات بل قصفت مراقد الأئمة الأطهار كذلك.

هذا الموقف السلبي للمرجعية من الأحداث الداخلية والخارجية سرعان ما بدأ يتغير بعد سقوط نظام صدام واحتلال العراق، حيث توجه الكل صوب المرجعية الدينية الأهلية ومواجهة الاستعمار الأمريكي، مما كان من المرجعية (ممثلة في الإمام السيد علي السيستاني) إلا ان لبّت نداء الجموع التي تقاطرت على ذلك البيت المتواضع في النجف الأشرف مطالبة بالمساعدة والتدخل، وخلافاً لكل التوقعات كان رد فعل المرجعية إيجابياً الى حد كبير، فقد أخذ السيستاني زمام المبادرة وبدأ فعلاً في توجيه الرأي العام العراقي، بفتاواه وآرائه الحكيمة التي ساعدت العراقيين على الخروج من صدمة الانتقال من فترة الاضطهاد الصدامي الى فترة الحرية المقيدة والمشروطة في ظل الاحتلال الامريكي.

لقد كان لتدخل المرجعية والتفاف العراقيين حولها دلالات عدة، يمكن الإشارة الى أهمها:

فاستنجاد العراقيين بالمرجعية وثقتهم المطلقة بها، وحرصهم على الرجوع إليها والخضوع لآرائها، يؤكد المكانة التي لا تزال تحظى بها المرجعية الدينية في العراق، رغم ما تعرض له من تهميش ومضايقات لفصلها عن الواقع والقضاء على روابطها الاجتماعية والتخفيف من تأثيرها وقدرتها على التوجيه، وهذا بدوره يؤكد ان المرجعية الدينية لا يمكن القضاء عليها أو إسكات صوتها الى الأبد، بل أنها تتحين الفرصة فقط للإدلاء بدلوها في كل ما يتعلق بمجتمعها وقضاياه المصيرية، من جهة أخرى أثبتت المرجعية الدينية ومن خلال تعاطي السيد السيستاني مع الأحداث المحلية أن الموقف التقليدي للمرجعية من العمل السياسي هو موقف مرن، فعندما تتعرض الأمة للخطر تتصرف المرجعية بمسؤولية وبما يمليه عليها الواجب الشرعي، وهكذا كان موقف أئمة أهل البيت ، رغم موقفهم من السلطة غير الشرعية والمغتصبة لحقهم، لذلك فالذين تفاجؤوا بموقف المرجعية الرائد لا يقرؤون التاريخ، فالمرجعية لم تغير رأيها بل هي منسجمة مع مبادئها وقيمها وهذا ما كشف عنه الإمام السيستاني.

الأمر الآخر الذي فاجأ المراقبين والمحللين سواء داخل العراق أو خارجه وحتى في الأوساط الدولية، سرعة تعاطي المرجعية الدينية مع الشأن السياسي بحكمة وواقعية، كشف عن انفتاحها على قضايا العصر ومعرفتها الدقيقة بملابسات الشأن الداخلي وعلى جميع المستويات، وكذلك إطلاعها على الوضع العالمي وتعقيداته، في الوقت الذي كان البعض يعتقد أن المرجعية تعيش في برجها العالي و أن لا علاقة لها بالواقع.

n تحرك المرجعية على أرض الواقع:

تحرك آية الله العظمى الإمام السيد السيستاني بأناة وحكمة ورويّة، نأت به من تأييد الاحتلال الأمريكي ناهيك بالتعاون والتنسيق، حتى أنه رفض مقابلة أي مسؤول أمريكي ما دام الاحتلال قائماً، ولكن في الوقت نفسه أعلن ان المقاومة يجب ان تكون سلمية، وأبى ان يدفع الشيعة لحمل السلاح في معركة يجني أعداؤهم ثمارها، كما فعل غيره، لم تحكمه عقدة "الشعارات" ولا انخدع باللافتات والعناوين الوهمية، ولا انبهر بتسليط الأضواء والظهور على شاشات التلفزة والإعلام، ولا اختزل الآخرين في شخصيته ليصبح بطل الخط وخط البطل، ولا سعى لبطولات فارغة تطرى شجاعته وجهاده وما الى ذلك بل عاش المسؤولية فكان خيمة تظلل على الجميع ومارس الحس الأبوي بتمام معناه... فدماء الأبناء أغلى ما يكون، ولا يجوز تسخيرها في معارك وجهات وهمية لا مردود من ورائها إلا ثناء الفضائيات العربية ورضا بعض التيارات المتشددة! فـ "المؤمن" وحرمته أعظم ما يهم الإمام السيستاني، وهو ينظر الى كل مسلم على أنه ابن له، يحرص على سلامته لا الجسدية فقط، بل حتى الروحية والأخلاقية، فلا يذهب بولائه شرقاً ولا غرباً. لذا لم يتاجر بدماء المؤمنين ولم يسمح لنفسه ان يجعل من معارك وحروب تراق فيها الدماء، أوراقاً تلقى على مائدة اللعبة السياسية.

لم يلج الإمام السيستاني الميدان السياسي إلا بهمّة العظيم المتعالي على صغائر الأمور وجزئياتها، حيث اكتفى بالكليات والخطاب العام الذي لا تتجاوز محاوره: رفض الاحتلال عبر المقاومة السلمية، والدعوة للانتخابات، وصياغة دستور إدارة الدولة العراقية، وبين هذا وذاك دعوة علماء الدين للابتعاد عن الخوض في الشأن السياسي، وترك هذا الميدان لغيرهم فالتجربة الإيرانية تلقي بظلالها، وتداعيات الموقف الدولي تحتم تحركاً يفصل شيعة العراق فصلاً تاماً عن النظام الإيراني على مختلف الأصعدة، بدءً من الارتباط التنظيمي، وانتهاءً بالجانب التنظيري والفكري الذي يستلهم التجربة الإيرانية.

وعندما دعاه الداعي وألحّ في طلبه حتى شكّل واجباً متعيناً... مضى آية الله الإمام السيد السيستاني بثبات ووقار، كالجبل الأشم لا تهزه العواصف، وراح يقود المعركة من داره المتواضعة، كربّان خبير، يدير دفة سفينة في بحر متلاطم، ويصارع أعتى الأمواج، ينشر شراعاً هنا، ويطوي آخر هناك، يلقي ببعض الحمولة تارة ليقي سفينته ريحاً هوجاء، ويسرع تارة أخرى ليقطع طريق العصيان والهلاك على بعض البحارة حيث يصرون على أن ترسو السفينة في جزيرة لاحت لهم أو ميناء خادع مرّوا به!

ولم تكن الأحداث قد كشفت حقيقة الدور الذي ينهض به هذا السيد الجليل حين قارب نهاياته، فلا حب ظهور هنا، ولا عقد شهرة كالتي تحكم بعض السياسيين والدنيويين! عندما نزلت به الأزمة القلبية واقتضى الأمر سفره الى الخارج للعلاج وقعت أزمة حصار النجف الأشرف من قبل القوات الأمريكية والحكومية، إثر تمادي التيار الصدري وتحصنه في الصحن الحيدري الشريف، فقطع السيد دام ظله فترة نقاهته وراحته بعد العلاج وعاد مسرعاً الى العراق، ولكن بتكتيك أربك من كان يبيّت الشر بالنجف الأشرف عامداً أو جاهلاً، وأزعج غيرهم ممن لم يكن يعبأ بالدماء والمقدسات.

نزل البصرة قادماً من الكويت، وعبئ العشائر ودعاهم للإلتحاق بركبه، وأعلن أنه سيزحف بجموع الجماهير باتجاه النجف الأشرف ليفك حصارها، ويخرج المتمردين منها.. ورغم السعي الحثيث لثنيه عن هذا الموقف بشتى الذرائع والأعذار ومنها الخطر الذي يتهدّده، تقدّم بإصرار لم يملك أمامه كلا الطرفين المتصارعين إلا القبول والنزول على رأي السيد.

دخل النجف الأشرف، بل فتحها، وأنهى الأزمة وحال دون مجزرة كانت ستردي بالآلاف، وستدمر أشرف العتبات الشيعية، مرقد أمير المؤمنين عليه السلام، وعاد ليخوض المعركة السياسية من جديد، وكان فصلها التالي تحديد موعد الانتخابات للجمعية الوطنية التي ستدون الدستور العراقي، وتشكيل الحكومة المنتخبة التي ستجلي الاحتلال، وهنا بدأ السعي المعاكس مرة أخرى لتأجيل موعد الانتخابات، وراحت الضغوط لتبلغ حداً خيالياً زعزع الجميع فكاد يثنيهم، الا ان سماحة الامام السيستاني أصر، ودفع في هذا الطريق، حتى لم تجد الحكومة المؤقتة وقوات الاحتلال بداً من العمل بالموعد المقرر، وعندما أصدر حكمه التاريخي بوجوب المشاركة في الانتخابات وإلزام كل مكلف بها، حتى النساء، وعاد من جديد، حين وجد ان الأمر في طريقه للفلتان والضياع، وان تضحيات القبور الجماعية، ودماء الشهداء، وما لا يحصى من المعاناة ستضيع في معترك الصراع الحزبي والفئوي.. ليأمر بلجنة للتنسيق والتآلف، ثم تدخل بكلمات مقتضبة، أنارت الطريق للأمة الملتزمة ولم تترك المؤمنين في تيه: "التصويت لقائمة الائتلاف العراقي مبرئ للذمة".

وكانت الاستجابة الشعبية رقماً أذهل العدو والصديق، وعلى امتداد هذه الخطوات المصيرية، كابد الإمام السيستاني وجاهد بصبر وتحمّل أذهل الجميع، وهو يأبى على الجماعات والعشائر الشيعية الرد على الاستفزازات الطائفية التي بلغت حد القتل على الهوية، وكان يحرم الانتقام! فأنجى البلاد من الفتنة والحرب الأهلية، وحصّن ذمم الشيعة من الخوض في دماء أهل السنة، فالانتقام لم يكن ليتوجه الى القتلة بطبيعة الحال، بل كان سيأخذ منحاً طائفياً وعشائرياً ظالماً، وظل مصراً على الصيغة الحضارية والعقلائية المتمثلة بترك الأمر للدولة والسلطات المختصة حتى تأخذ إجراءاتها.

بعد هذا التحرك الواعي والمتزن وهذه المواقف الحكيمة يحق لنا أن نتساءل: كيف ملك هذا الرجل القلوب؟ ماذا كان الشعب سيفعل لو كانت الأمور بيد غيره؟ إلى أين كان سينتهي الصراع السياسي الداخلي؟

إنه نموذج لمن تربّى في مدرسة الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، فنهل من علوم الحوزة العلمية، فقهاً، وأصولاً، وفكراً، مكنته وهيأته لفهم أدق الحركات الاجتماعية، والتحركات السياسية المعقدة... وتزوّد من التقوى والورع ما ألهمه بصيرة نافذة، وحباه حنكة وحكمة، فأصبح إماماً للحرية والمحبة والتسامح والحوار والسلام.

n أساسيات المشروع السياسي لدى الإمام السيستاني:

لا يمكن الحديث الآن عن مشروع سياسي متكامل قدمته المرجعية إلا أن مواقفها وفتاواها وتعاطيها الإيجابي مع الواقع كشف عن ملامح مشروع سياسي في طريقه للتبلور. فعلى مستوى شخص المرجع نرى أن الإمام السيستاني كما يقول الكاتب الأستاذ عمار البغدادي: ينتمي الى المرجعيات المتحركة التي تستجيب لمتطلبات العصر وأسئلته الاستثنائية وضغطه المتواصل، كما مقتضيات الزمان والمكان، وتلاحق المستجدات والمتغيرات، وتلك هي المهمة الحقيقية الملقاة على عاتق المرجعيات المرجعيات الدينية القيادية الكبيرة 2 .
v الحرص على مصلحة الشعب العراقي أولاً وأخيراً، والتشخيص الدقيق لاحتياجات المرحلة، لذلك نجده يحرص على قيام الدولة ومؤسساتها، باعتبار ذلك يحقق استمرارية الشعب وبقائه موحداً.
v الحرص على الانتخابات الشعبية النزيهة، ليتمكن الشعب من انتخاب حكامه وبذلك يتجاوز مشاكل وأزمات الشرعية السياسية التي عانى منها النظام السابق، وهذه الحكومة المنتخبة والشرعية هي التي ستنجز الاستقلال الكامل وتجنب البلاد كل المشاكل التي قد تترتب عن عدم وجود حكومة شرعية يعترف بها الشعب ويدعمها، وتستطيع أن تجعل الاستعمار الغربي يستمع لها، باعتبارها حكومة شرعية.
v موقفه الحكيم من الصراعات المحلية، فهو لم يقف مع طرف ضد طرف سياسي او طائفي وانما احتفظ بنفس المسافة تجاه التيارات العراقية المختلقة، وهذا الموقف لا ينطلق من فراغ او مجرد موقف سياسي يواكب المرحلة الحرجة من تاريخ العراق، وانما ينطلق من إيمانه بالاختلاف والتعددية سواء داخل الوسط الشيعي أو خارجه.
v موقفه المتميز من الطائفية، فقد حرص منذ البداية على حماية الشيعة والسنة من أخطار الفتن الطائفية التي تحاول بعض الجهات الخارجية تأصيلها وتكريسها في أواسطهم ومما قاله المرجع الإمام السيستاني للدكتور عبد الحميد أنه لو تم اغتياله في النجف الأشرف على يد رجل سني، فلا يفترض ان يعلن هذا الخبر على الملأ ويستفيد منه أعداء الوحدة الإسلامية وأعداء الشيعة والسنة في العراق 3 .
لذلك فقد حافظ على هدوئه وطالب بضبط النفس وعدم الانجرار وراء القتل والانتقام وهو يسمع ويشاهد المجازر اليومية التي يتعرض لها الشيعة وقياداتهم الدينية والسياسية، وقد طالت هذه الاغتيالات بعض المقربين منه، لكن ذلك لم يغير من رأيه في مواجهة الطائفية البغيضة وعدم السقوط في أوحالها، لأن أي حرب أهلية ستعطي للمستعمر المبررات للبقاء أطول.
v إيمانه بالحوار الموضوعي الصادق والواقعي كوسيلة لحل جميع الخلافات بين العراقيين السياسية منها وغير السياسية، وان يلامس ويعالج هذا الحوار كافة القضايا والمشكلات العقلية، وطي صفحة الماضي وأساليبه التي كان يستخدمها ضد المخالفين له في الرأي، أي الإقصاء والاغتيالات.
v دعوته الى ان يكون الانتماء السياسي انتماء للوطن ولقضايا المجتمع والدولة، والى ترسيخ الوحدة الوطنية على قاعدة القيم والأخلاق والمبادئ، وليس على قاعدة الحصص والمكاسب الفئوية، على قاعدة التزام كل فريق بالآخر، بما له من مخاوف وآلام، والتزام الكل بالكل، بالحقوق المتساوية للجميع، والواجبات المتساوية للجميع، والكرامة للجميع.
هذه بعض ملامح المشروع السياسي للمرجعية الدينية في العراق، وقد كشفته النتائج الأولية لتطبيق بنوده عن صوابية آرائه وصحة تشخيصه للوضع العراقي واحتياجاته، فقد تمت الانتخابات بكثافة وإقبال حيّر المراقبين، كل ذلك بفضل دعوات الإمام السيستاني الشعب للمشاركة في هذه الانتخابات واختيار مندوبيهم في المجلس الوطني، كما انبثقت عن هذه الانتخابات حكومة شرعية تمثل العراقيين جميعاً، وقد بدأت بمعالجة الملفات الشائكة التي ورثها عن النظام البائد، كما بدأت مفاوضاتها مع المستعمر لجدولة خروجه من العراق...

مجاهدون
08-16-2010, 03:11 AM
يالحبيب من صجك ؟



اذا تبي مقالات تمدح صدام ترى موجوده لكن المنطق يضربها

تبي تقارن بين النائيني والسيستاني البلوشي تقدر تكتب مقالات وتنقل بس هل سالت نفسك ،

النائيني كان عايش وسط الناس ويشوفهم ويشوفونه ويخطب فيهم ويصلي فيهم ويسألونه

مو واحد مثل البلوشي مو معروف حي ولا ميت قاعد ببيته

بعدين وين الفكر اللي تتكلم عنه موجود عند البلوشي ، في أي خطبة وفي اي كتاب موجود ؟

نبي توثيق لو سمحت

مارادونا 99
08-16-2010, 03:16 AM
وحفظ الله النجم الازهر سماحة المرجع الاعلى اية الله العظمى السيد السيستاني

من شر الحاسدين والحاقدين

مارادونا 99
08-16-2010, 03:19 AM
الاخ مجاهدون

احترم نفسك وحسن اخلاقك واعرف كيف تختار كلماتك عندما تتكلم عن العظماء كالمرجع السيستاني

والا سوف نرد عليك بالمثل والبادئ اظلم !!!!