المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضل الله: الشيعة أشد عروبة من الكثيرين ولم يفكروا في تاريخهم بهلال مذهبي



هاشم
12-26-2004, 12:37 AM
في اول ردّ وإن غير مباشر على إعلان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني تخوّفه من قيام «هلال شيعي» يضم العراق وإيران وسورية ولبنان، وصف المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله هذا الكلام بأنه «إثارة للحساسيات المذهبية بين المسلمين وكأن الشيعة يشكلون خطراً على العروبة والإسلام وعلى السنّة»، ملاحظاً «ان الذين يخافون على العراق من هلال شيعي مثلث لا يخافون عليه من صليب اميركي ـ بريطاني تتوسطه نجمة داوود وهو صليب لا يمثل المسيحية بل يمثل الاستكبار العالمي ضد الشعوب المستضعفة».

واذ اعتبر «ان هذه الاصوات تتحرك من خلال الخطة الاميركية في الضغط على سورية وإيران ولبنان لتقديم هدية مجانية لأميركا واسرائيل»، اكد ان «المسلمين الشيعة أشد عروبة من الكثيرين وعاشوا طوال التاريخ في مواجهة الاستعمار البريطاني تأكيداً لعروبتهم النقية الصافية التي لا تجد مشكلة في التزامها الاسلامي»، مشدداً على ان الشيعة «لم يفكروا في كل تاريخهم بهلال مذهبي»، ومطالباً بـ «تقديم الادلة المدّعاة على هذه الدعوى ليناقشها الشعب كله في ايران والعراق وسورية ولبنان، لانها لا تملك اي واقعية قانونية وسياسية».

كلام فضل الله جاء في خطبة الجمعة حيث قال: «(,,,) اما العراق الذي يتحرك في كارثة دموية يسقط فيها الابرياء وتنتشر فيها الفوضى الامنية (,,,) اما العراق الذي لا يزال يجسّد الوحدة الوطنية بالرغم من العناصر التكفيرية التقسيمية التي تحاول ان تهز وحدته في حساسيات مذهبية او دينية او عرقية، فإننا نسمع بعض الاثارات العربية من اعلى السلطات، لتتحدث عن الخوف على عروبة العراق من السيطرة الشيعية التي قد تجعله اسلامياً على الطريقة الايرانية من خلال الانتخابات، وعن الهلال الشيعي الذي يضم ايران وسورية والعراق ولبنان».
واضاف: «ان هؤلاء يثيرون مسألة الشيعة كما لو كان الشيعة خطراً على العروبة وعلى الاسلام وعلى السنة، في الوقت الذي لا يرى فيه هؤلاء الاحتلال خطراً على العراق وعلى المنطقة، ولا يرون في التدخل الاسرائيلي الخفي مشكلة للشعب العراقي؟ انهم يخافون على العراق من هلال شيعي مثلث ولا يخافون عليه من صليب اميركي ـ بريطاني تتوسطه نجمة داوود, وهو صليب لا يمثل المسيحية بل يمثل الاستكبار العالمي ضد الشعوب المستضعفة».

وتابع: «اننا نقول لهم: ان المسلمين الشيعة اشد عروبة من الكثيرين، وانهم عاشوا طيلة التاريخ في مواجهة الاستعمار البريطاني تأكيداً لعروبتهم النقية الصافية التي لا تجد مشكلة في التزامها الاسلامي، وانهم لم يفكروا في كل تاريخهم بهلال مذهبي لأنهم يجدون قوتهم في نطاق الواقع العربي والاسلامي، على اساس المساواة مع الاخرين في الحقوق والواجبات,.
اننا نطالب بتقديم الادلة المدّعاة على هذه الدعوى، ليناقشها الشعب كله في ايران وفي العراق وسورية ولبنان، لأننا نزعم انها لا تملك اي واقعية قانونية سياسية، واننا نأمل من بعض العرب ان يفكروا في الخطر الاسرائيلي الذي يعصف بالشعب الفلسطيني وبالمنطقة كلها، حتى في البلدان التي يتحدث زعماؤها بهذا المنطق,,, وان يكفّوا عن اثارة الحساسيات المذهبية بين المسلمين، لانها ليست في مصلحة احد حتى الذين يثيرونها».

واكد «ان الشعب العراقي ليس قاصراً ليتحدث هؤلاء عن الخوف عليه، بل انه عندما يملك الحرية فسيختار الذين يمثلونه ويؤكدون مستقبلهم في عراق عربي مسلم موحّد، يتعانق فيه السنّة والشيعة والاقليات الاخرى، ويتعاونون من موقع واحد في إخراج المحتل من الارض الطاهرة المقدسة», وقال: «ان هذه الاصوات تتحرك من خلال الخطة الاميركية في الضغط على سورية وايران ولبنان، لتقديم هدية مجانية لأميركا واسرائيل، فهل هذا هو الذي يحفظ للعروبة قوتها وفاعليتها ووحدتها؟».

وفي الشأن الفلسطيني، اعلن فضل الله ان زيارة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير للاراضي الفلسطينية كانت «اقرب الى تأييد اسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني», وقال: «من الطريف ان رئيس الحكومة البريطانية الذي كان يتحدث عن عقد مؤتمر دولي للسلام، قد خضع لشروط شارون في تحويله الى مؤتمر لإصلاح الواقع الداخلي للفلسطينيين، الذي يعني تنفيذهم لشروط اميركا واسرائيل، تماماً كما لو كان الشعب الفلسطيني قاصراً وبحاجة الى ارشاد وتوجيه واصلاح، ليحصل على البركة الاميركية ـ الصهيونية.

ثم تبنى منطق اسرائيل في الربط بين مفاوضات التسوية وإيقاف الانتفاضة، مع رفض اسرائيل الالتزام بالكف عن الاغتيالات والاعتقالات والاجتياحات وتدمير البيوت وتجريف المزارع ومحاصرة الشعب كله، ومصادرة البنية التحتية، في رفض لحق العودة وإزالة المستوطنات والجدار العنصري، ومنح الشعب الفلسطيني القدس الشرقية، بالاضافة الى مصادرة اكثر أراضي الضفة الغربية,,, لتبدأ المفاوضات بعد ذلك في ضغط اميركي وأوروبي، تحت عنوان تنفيذ خارطة الطريق بالشروط الاسرائيلية المتفق عليها مع الادارة الاميركية، في الرسائل المتبادلة بين بوش وشارون», واضاف:

«السؤال الموجّه الى رئيس وزراء بريطانيا الذي تتحمّل دولته المسؤولية التاريخية في الوطن القومي لليهود في فلسطين: ما هي صورة الدولة الفلسطينية في خطته، وهل يملك اعطاء الحق للشعب الفلسطيني في دولة مستقلة مترابطة متواصلة قادرة على الحياة، او ان التحالف الاميركي ـ الاسرائيلي لا يسمح للاتحاد الاوروبي او لروسيا او للامم المتحدة بتجاوز الخطوط الحمر الاسرائيلية»؟