المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طبيب لبناني ينسف قواعد «سيبويه» في اللغة العربية ويستبدل أخرى متطورة بها



على
12-22-2004, 11:01 AM
http://www.asharqalawsat.com/2004/12/21/images/daynight.272479.jpg

رغم كل ما قيل وما يقال عن صعوبة تعلم اللغة العربية لما تتضمنه من اجتهادات ومفارقات، إلا ان الطبيب اللبناني الدكتور رولان سيف أكد العكس، فقد اعلن في دراسة قام بها منذ فترة وجيزة أن العربية هي احدى اسهل اللغات واكثرها تطوراً وبالامكان اكتسابها في اقل من 24 ساعة من خلال طريقة ابتكرها بنفسه.

ويشير د. سيف، وهو اختصاصي امراض داخلية إلى أن غوصه في اللغة لا يعتبره بعيداً عن مهنته الاصلية ألا وهي اكتشاف المرض وتشخيصه، خصوصاً انه احد احفاد الاديب اللبناني احمد فارس الشدياق، وهو يرى ان اكتساب العربية لا يرتبط باللغة بحد ذاتها بل بطريقة تعلمها، والهدف من هذه الطريقة هو اكتساب القدرة على تحديد دور كل كلمة في الجملة، اضافة الى علامة الدور (التحريك) وتركيب جمل صحيحة واضحة. كما ان الاسلوب المعتمد يكمن في تغيير طريقة التعليم دون تغير القواعد. وتظهر الطريقة الجديدة اهمية اللغة العربية وتطورها من خلال تقسيم الجملة.

يشير سيف الى ان تحويل المعنى لا الموقع، يعتبر محوراً اساسياً لتحديد دور الكلمة في الجملة، فسيان إذا قلنا مثلاً: «التلميذ يدرس او يدرس التلميذ» لان المعنى قد تم. وينصح سيف بتحاشي استعمال مصطلحات معقدة، من شأنها إحداث بلبلة او تناقض في المنطق، كالمضارع والمبتدأ المؤخر، ونائب الفاعل..، من شأنها المساهمة في زيادة حجم المشكلة، لذلك يفضل عدم استعمالها.

وتتم طريقة التعليم على مرحلتين، تتألف كل منها من 6 ساعات، يتخصص قسم منها للشرح وقسم آخر للتمرين وتشمل مواضيع الكلام، وهي الاسم والفعل والاداة، ومواضيع الجمل، والاسماء المعرّفة وادوار الاسم في الجملة أو ادوار الفعل والاداة وادوار الجملة في النص. وهذا هو المفتاح الاول للمدخل الجديد، اضافة الى مفتاحين آخرين هما: الاعتماد على المعنى والفهم والمنطق وكذلك التمييز الواضح بين الجملة الاسمية والجملة الفعلية.

ويقول سيف: «حتى الآن تخرّج من هذه المدرسة حوالى 300 شخص، غالبيتهم من اهل الاعلام والمحاماة، وقد تابعوا هذه الدروس في دورات خاصة اقيمت في الفنادق او في مؤسسات وشركات عمل». وقريباً يبدأ سيف بإعطاء دروس خاصة للمراسلين الاجانب الراغبين في تعلم هذه اللغة ليتمكنوا من قراءة ومتابعة الاحداث السياسية عبر الصحف اللبنانية والعربية. ويتلقى الراغب طوال خمسين اسبوعا 3000 ساعة تدريس، فيتخرج بعدها حائزاً شهادة رسمية.

ولا يعلق سيف اهمية كبيرة على الاخطاء الشائعة، ويعتبرها مضيعة للوقت لان المطلوب فهم المعنى ليس اكثر. ويعتبر ان فشل طريقة التعليم القديمة ظهرت من خلال كره التلاميذ لهذه المادة وقلة عدد الاجانب الذين يتعلمونها والأداء اللغوي الضعيف لدى اكثرية الراشدين. ويضيف أن طريقة حفظ القواعد بدون فهمها ساهمت في الابتعاد عنها. كالاعتماد على الموقع لتحديد دور الكلمة في الجملة وخلط ادوار الاسم والفعل وأدوار الاداة.

فالمعروف مثلاً ان الفاعل يرفع دائماً وهو ما يخالف الواقع، اذ نقول «الرجل يسير» أو رأيت رجلاً يسيرُ» كذلك الامر بالنسبة للمفعول به فنقول «رأيت رجلاً» أو «التقيت برجل»، وشدد على رفض اعتبار المصطلحات القديمة امرا لا يمكن تغييره، خصوصاً انها موضوعة من البشر وبالإمكان تبسيطها.
وفي المقارنة بين العربية والفرنسية والانجليزية يعتبر سيف «الاولى اكثر مرونة ووضوحاً وايجازاً ووفاء فيما الثانية موسيقية انما معقدة وبدائية. اما الثالثة فهي بطيئة مجزأة لا موسيقى فيها. من هنا العربية واضحة فنكتب كتابا، دفترا، قلما اما بالفرنسية فنكتب أحرفاً لا نلفظها كذلك في الانجليزية».