المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حادثة الغدير فى نظر سماحة المرجع فضل الله



لا يوجد
05-26-2003, 01:19 AM
من كتاب فقه الحياة صفحة 279 ، تم توجيه سؤال إلى سماحة السيد المرجع فضل الله عن حادثة الغدير ، وتساؤل عن رأى السيد فى ما أشيع عنه بخصوص هذا الأمر فكان هذا السؤال وكان هذا الجواب :

سؤال / كيف نصب الرسول ( ص ) عليا خليفة له ، هل هو مجرد ترشيح – كما يقول بعض الكتاب – أم أنه عين عليا للخلافة بأمر من الله سبحانه وتعالى ؟

الجواب / عقيدتنا فى هذا المجال أن النبى ( ص ) عين عليا ( ع ) للخلافة فى ( يوم الغدير ) بأمر من الله سبحانه وتعالى ، باعتبار الآية التى نزلت ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) ( المائدة : 67 ) فهذه الآية بحسب التفاسير الواردة نزلت فى يوم الغدير ، ومعناها أنك – يارسول الله – إن لم تبلغ ما أنزل الله إليك فى على ( ع ) فكأنك لم تفعل شيئا ، وهذا أسلوب ليس فيه تهديد لرسول الله ولكنه أسلوب يختزن الكثير من القوة لأن قضية ولاية أمير المؤمنين ( ع ) باعتباره الأفضل والأعلم والأصلح تشكل الضمانه الكبرى والسليمة لاستمرار المسيرة الإسلامية على النهج الإسلامى الذى بدأه رسول الله ( ص ) ، علما أن عليا هو نفس رسول الله ( ص ) وأخوه وهو منه بمنزلة هارون من موسى .

والأمر الثانى أن النبى ( ص ) قال للمسلمين : " ألست أولى بكم منكم بأنفسكم " أى أننى أملك السلطة على المؤمنين أكثر مما يملكونها على أنفسهم، قالوا: اللهم بلى ، فقال لهم : اللهم اشهد ، ثم ثم قال " فمن كنت مولاه فهذا على مولاه " والولاية تمثل أحد عناصر حاكمية الحاكم ، وقد جعل الله للرسول ( ص ) هذا الأمر ، أى أنه أولى يالمؤمنين من أنفسهم ، والرسول جعله لعلى ، أى من كنت أولى به من نفسه فعلى أولى به من نفسه ، فهل هذا ترشيح أو هو تعيين ؟! أنه تعيين قطعا ، ثم نزلت الآية الكريمة ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم افسلام دينا ) (المائدة : 3 ) والمروى أن رسول الله ( ص ) نصب لعلى ( ع ) خيمة وطلب من المسلمين أن يحيوه بصفته أميرا للمؤمنين ، وقد نقل عن الخليفة الثانى أنه قال : " بخ ...بخ لك ياعلى ، أصبحت مولاى ومولى كل مؤمن ومؤمنة " ، فقضية الولاية كانت تعيينا من رسول الله ( ص ) بأمر من الله سبحانه وتعالى .

ولعل دراستنا لكل أحاديث النبى ( ص ) فى حق على ( ع ) تفيد أنها تمحورت حول تعميق الذهنية الإسلامية العامة فى إعتبار الإمام ( ع ) الشخص المتعين للخلافة ، وذلك بسبب كفاءته وقابلياته ومؤهلاته . ومن هذا المنطلق كان تعيين الله سبحانه وتعالى والرسول ( ص) له فليس دور النبى ( ص ) أن يمارس الترشيح فى مثل هذه القضية الحيوية والحساسة المتصلة بمستقبل الإسلام فى حركته ، بل دوره أن يعين ويخطط للمسلمين طريق المستقبل فى خط القيادة .

شاكر الموسوى الحسينى

يازهراء
05-26-2003, 02:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اقرؤوا هذه و تعرفوا راي فضل الله !!


بيان آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي عن الشريط المزور

حول البيان في قم 21/10/2002
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي حفظه الله.
صدر بيان في قم فيه كلام منقول عن سماحتكم يظهر أنكم تتبنون فيه الشريط المصور للسيد فضل الله، الذي يتحدث فيه عن موضوع النص على أمير المؤمنين عليه السلام، وأنكم تقولون إنه قد صرح بأن ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، ليست جزء من الدين، بل هي جزء من برنامج تنفيذي عملي للنبي صلى الله عليه وآله.
فما حقيقة ما قرأناه حول هذين الأمرين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
فإن ما أقوله حول شريط الفيديو الموزع، هو أنه لا ينبغي الالتفات إليه، ولا يصح الاحتجاج به، ولا حاجة إليه..
وأما فيما يرتبط بما قاله السيد فضل الله في كتابه: >نظرة إسلامية حول الغدير<.
فأقول: إنه مخالف لما عليه شيعة أهل البيت، إذ أنه وإن كان قد قال في ص62: >.. ثبت لدينا بالقطع أن النبي صلى الله عليه وآله، ولى علياً عليه السلام بنص من الله في يوم الغدير<.
ولكنه أوضح في مكان آخر: أن النص على علي عليه السلام، إنما هو لإكمال البرنامج العملي للرسول، لا لأجل أن ولاية علي جزء من الدين، وادعى أن النبي صلى الله عليه وآله، قد بلغ الرسالة.. لكنه لم يستطع أن يكمل برنامجه العملي فاحتاج الأمر إلى من يقوم بهذه المهمة، ففتشوا بين المسلمين عن من يستطيع ملء الفراغ، فلم يكن غير علي عليه السلام..
وكلامه الذي يقرر فيه هذا الأمر، قد أورده بعد أن تحدث عن آية: {اليوم أكملت لكم دينكم..} في ص18 و19 حيث قال:
(.. ولذلك فنحن نقول بأن النبي صلى الله عليه وآله قد استطاع أن يبلّغ الرسالة للناس، ولكنه لم يستطع أن يكمل برنامجه العملي في حركة الرسالة في الواقع، فكان يحتاج الأمر إلى من يقوم بهذه المهمة من بعده..)
ويتابع حديثه قائلاً:
(وعلى هذا الأساس فلا بد أن يتم التفتيش بين المسلمين عن الشخصية التي تستطيع ملء الفراغ بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وتنطلق بالإسلام في امتداد العمق، ولا نجد غير علي عليه السلام في هذا المجال..) انتهى كلامه.
فكلامه هذا مخالف ـ كما قلنا ـ لما عليه شيعة أهل البيت عليهم السلام، من أن ولاية علي عليه السلام جزء من الدين. ومخالف لآيتين قرآنيتين، تقرران أيضاً: أن الدين إنما يكمل بولاية علي عليه السلام.
أما هو فيقول: إن ولاية علي عليه السلام، ليست جزءاً من الرسالة، وإنما كان الرسول صلى الله عليه وآله، بحاجة إلى إكمال برنامجه العملي، ولم يكن سوى علي عليه السلام أهلاً لذلك.
كما أن الله سبحانه يقول للرسول: >إن لم تفعل< أي إن لم تبلغ ولاية علي عليه السلام >فما بلغت رسالته< ولكنه هو يقول: إن الرسول قد استطاع أن يبلغ الرسالة للناس، ولكنه لم يستطع إكمال برنامجه العملي.
فاتضح أن ما يقوله في الآية وفي الولاية لا يتلاءم مع قول الله ورسوله..
هذا ما نقوله، والصلاة والسلام على محمد وآله..
جعفر مرتضى العاملي

لا يوجد
05-26-2003, 02:07 AM
سبحان الله ...ما أشبه سيد جعفر مرتضى العاملى بجده جعفر الكذاب .:D

مهدي عمار
05-26-2003, 02:16 AM
أخ / لا يوجد نتمنى أن يكون الحوار علمي بعيدا عن التجريح
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مقتطفات من كتاب نظرة إسلاميةحول الغدير / للسيد فضل الله حفظه الله
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
من خلال كل ما تقدم نقول بأن واقعة الغدير لم تكن حدثاً استثنائياً بالنسبة لعلي في الواقع، بل كان ذلك هو السياق الطبيعي لتاريخ علي(ع)، لأنه هو المؤمل الوحيد بين المسلمين جميعاً لأن يكمل الرسالة في العمق والامتداد، بل إننا نعتقد أن الغدير كان نهاية المطاف، لأننا نتساءل: ما هو السبب الذي يدفع النبي(ص) لأن يتحدث عن علي بكل ما سقناه من الكلمات من أنه باب مدينة علمه، ومع الحق، وأن الحق معه، وأنه منه بمنـزلة هارون من موسى، وما إلى ذلك من قضايا تمسّ المسؤولية ولا تقبل المجاملة؟

من الطبيعي أن لا تكون المسألة تعبيراً من النبي(ص) عن عاطفته تجاه علي(ع)، لأن هذا يأباه حال النبي(ص) ومضمون الكلام، بل كان(ص) يعبّر عن مسؤوليته في تعميق الفكرة عن علي(ع) بين المسلمين، فيما يملكه من الخصائص التي تعيّنه ليقود المسيرة الإسلامية من بعده.

ونحن عندما نريد أن نؤكد مسألة الولاية لعلي(ع)، وللأئمة من أهل البيت(ع)، فإننا لا ننطلق في المسألة على أساس إثارة النعرات المذهبية والحساسيات الطائفية، بل ننطلق من خلال الأسس الفكرية الموضوعية التي يركزها القرآن في قوله تعالى: {فإن تنازعتُم في شيء فردّوه إلى الله والرسول} [النساء:59]، وذلك على أساس العلم والحجة والبرهان من خلال الثوابت التي نلتقي عليها.

ومسألة الخلافة في عقمها وحركيّتها ـ في واقعنا الحالي ـ هي في المصدر الذي نأخذ عنه معالم الدين، مما يمثل الحجة أمام الله سبحانه وتعالى، لأنّ علياً(ع) والآخرين قد انتقلوا عن هذه الدنيا، وعلى هذا الأساس، فإن الإخلاص للرسالة، والالتزام بالحجة، يفرض أن يبحث المسلمون جميعاً هذه المسألة، على أساس الحوار العلمي الهادىء، لأننا نرفض، من خلال التزامنا بالولاية، كل أسلوب في إثارة القضايا ـ حتى لو كانت حقاً ـ يمكن أن ينطلق في عملية فتنة أو تفرقة بين المسلمين، لأننا عندما نوالي علياً، فإننا نواليه من حيث عقله وهدفه الكبير، وأسلوبه ومنهجه في الحرب والسلم، من حيث أن علياً يمثل الإسلام في ذلك كله..

إنّ علياً(ع) يعلمنا أننا إذا وقفنا بين مصلحة الإسلام العليا، وبين خصوصياتنا فيما نلتزمه، فإن علينا أن نجمّد خصوصياتنا، وأن نراعي المصلحة الإسلامية العليا؛ ولا أقول هنا أن نلغي خصوصياتنا والتزاماتنا، لأن ذلك يعني أنك تتحرك في غير اتجاه مبادئك وقناعاتك في ما تفرضه مسألة الحجة بينك وبين الله عز وجل.

ونحن إذ نؤكّد على الحق في الغدير، فإن علينا أن ننهج نهج علي(ع) في الوحدة الإسلامية، وفي الحوار مع الذين اختلفوا معه، وأن نسلّم ما سلمت أمور المسلمين...
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
أخ / يا زهراء اقرأ كتب السيد وقارنها ببعض الكتب التي تهاجم السيد وسوف ترى كيف تقطع كلمات السيد بأسلوب
تحريضي .

يازهراء
05-26-2003, 02:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

بدينك يا اخي اعتصموا هل تغير شيء من ما نقلته ؟

ما هو قولك في ان الدين اكتمل قبل ولاية علي ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بربك !!

مهدي عمار
05-26-2003, 02:42 AM
من تفسير من وحي القرآن (سورة المائدة 3-4)

إكمال الدين.. بولاية عليّ (ع)

{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} هذا الدين الَّذي تكامل من خلال نزوله منجّماً على النبي(ص) حاملاً مع كل آية من آياته المفاهيم العامة للكون والإنسان والحياة. وكان التشريع يخطو خطواته الثابتة راصداً الواقع ومراقباً حاجاته ليأتي في حجم المشكلة، وكان الله رفيقاً بعباده، فلم ينزل عليهم القرآن جملة واحدة، ولم يبعث الأحكام لهم دفعة واحدة، بل كان التدرج هو الخط الَّذي خطّه الإسلام للإنسان ليصل به إلى التكامل، حتّى كانت نهاية المطاف وأكمل الله للمسلمين دينهم، وأتمّ عليهم نعمته به، فهو النعمة الّتي لا نعمة مثلها، لأنَّها السبيل إلى النجاة في الدنيا والآخرة.. فرضي لهم الإسلام ديناً.

ولنا أن نتساءل عمّا أنزله الله على رسوله فكمل به الدين، ورضيه للمسلمين ديناً، وتمت به النعمة؟ لقد اختلف المفسرون في ذلك، فمنهم من قال: إنَّه فرائض الله وحدوده وحلاله وحرامه، الّتي أكملها الله للمسلمين في ذلك الوقت بتنزيل آخر حكم شرعي، ومنهم من قال: إنَّه إكمال الحج وتخصيصهم بالبلد الحرام، بعد أن كان مشتركاً بينهم وبين المشركين، ومنهم من قال: إنَّه إكمال الدين بإكمال قوته وسلطته وكفايته الأعداء.. والمروي عن الإمام الصادق(ع) أنَّه قال: «آخر فريضة أنزلها الله تعالى الولاية، ثُمَّ لم ينزل بعدها فريضة، ثُمَّ نزل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} بكراع الغميم[9]، فأقامها رسول الله بالجحفة، فلم ينزل بعدها فريضة»[10].

وروى صاحب «مجمع البيان» عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، كما نقلها الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في كتاب «نزول القرآن» «أنَّ النبي(ص) أعطى في غدير خم علياً منصب الولاية، وأنَّ النّاس في ذلك اليوم لم يكادوا ليتفرقّوا حتّى نزلت آية: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، فقال له النبي(ص) في تلك اللحظة: الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي، وولاية عليّ بن أبي طالب من بعدي، وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله»[11].

وما يجاري صدقيّة هذه الرِّوايات ما رواه ابن جرير الطبري في كتاب الولاية عن زيد بن أرقم ـ الصحابي المعروف ـ أنَّ هذه الآية نزلت في يوم غدير خم بشأن علي بن أبي طالب. وكذلك روى الخطيب البغدادي في تاريخه عن أبي هريرة، نقلاً عن تفسير الأمثل، «عن النبي(ص) أنَّ آية: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} نزلت عقيب حادثة (غدير خم) والعهد بالولاية لعلي(ع)، وفي هذه المناسبة قال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم»[12].

وجاء في كتاب الغدير إضافة إلى الرِّوايات الثلاث المذكورة، ثلاث عشرة رواية أخرى في هذا المجال.

وورد في تفسير البرهان وتفسير نور الثقلين عشر روايات مختلفة حول نزول الآية في حق علي)ع(.

وهكذا نلاحظ استفاضة هذه الرِّوايات بحيث لا يمكن تجاهلها، أو اعتبارها أخبار آحاد كما يحاول البعض مناقشة المسألة في هذا الاتجاه[13].

وقد يثور اعتراض على القول بأنَّ هذه الآية قد نزلت في الإشارة إلى ولاية علي(ع)، بعدم وجود علاقة بينها بهذا المعنى، وبين الفقرات الأخرى السابقة واللاحقة المتحدثة عما يحلّ ويحرم من اللحوم، الأمر الَّذي يبعد هذا التفسير لمصلحة التفسير الآخر بأنَّه إشارة إلى إكمال الفرائض والحدود والحلال والحرام بالتنزيل في الوحي. والجواب عن ذلك، أنَّ الآيات القرآنية لم تجمع على أساس النزول التاريخي، فقد نجد بعض الآيات المكيّة واردةً في بعض السور المدنية، بل كانت تابعةً للمناسبات الّتي لاحظها النبي(ص) الَّذي جمع القرآن بإشرافه، وربَّما كانت المناسبة في الموضوع أنَّ الآية تتحدث عمّا شرعه الله في تفاصيل الأحكام الممثلة للدين، ولهذا من المناسب التحدث عن إتمام الدين الَّذي بدأ بالنبوّة، بقضيّة الولاية. والله العالم.

ومن هنا اعتبرت قضية الولاية من القضايا المهمة المصيرية في مستقبل الإسلام وقوته، ما يؤكد ويؤيّد اعتبارها إكمالاً للدين الَّذي يحتاج إلى الرعاية من الشخص الَّذي عاش فكره وشعوره وجهاده للإسلام، حتّى لم يعد هناك ـ في داخل ذاته ـ أيّ نوعٍ من الفراغ الَّذي يحتضن اهتمامات غير إسلامية. وقد يمكن للإنسان أن يفكر بأنَّ النبي(ص) لا يمكن له ترك قضية الولاية من بعده للاجتهادات المختلفة، الّتي قد تختلف على أسس ذاتية أو تقليدية، باعتبار أنَّها لا تخضع لبرنامج إسلامي ٍّتشريعيٍّ محدد. فالدين الَّذي قد تعرّض لكل شيءٍ في أحكامه وتشريعاته حتّى أدق التفاصيل، لا يتصور فيه أن يترك أمر الخلافة الكبير في أهميّته ونتائجه، لا سيما لجهة استمرار خط الرسالة والنبوة، حيث، وكما هو معلوم تاريخياً، لم يكن الوضع الإسلامي قد وصل إلى مستوى النضوج الكامل بفعل الأحداث الصعبة، ما يجعل تركيز مسألة الخلافة والولاية وتأكيدها أمراً أساسياً في حركة التشريع.

وعلى أيّ حال، فإنَّنا نثير هذه الأفكار انطلاقاً من وعينا لأهمية القيادة في حياة الأمة، ليكون هذا الاتجاه في التفكير أساساً للبحث من أجل مواجهة الموقف بجديّةٍ ومسؤوليّةٍ من ناحية المبدأ والمنطلق. ويبقى للأدلة والحجج والنصوص الشرعيّة الدور الأكبر الأساس في الحكم على ما حدث بعيداً عن كل اجتهادٍ ٍذاتي، أو انتماءٍ مذهبي، لأنَّ القضيّة قضيّة إيمان وعلم، فلا بُدَّ للمسلمين من الارتفاع في خلافاتهم إلى هذا المستوى الَّذي يقودهم إلى الحقيقة الدينيّة والتاريخيّة من أقرب طريق، ويعلمهم كيف يمارسون هذا الخلاف بالأسلوب الإسلامي للحوار الَّذي يعتمد على الإخلاص للحقيقة من خلال الإخلاص لله، ومواجهة المواقف من موقع الفكر العميق المنفتح المتأمل، والله من وراء القصد.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
سؤال لسماحة السيد في كتاب نظرة إسلامية حول الغدير

س : الاستدلال بحديث الغدير على ولاية علي بن أبي طالب(ع) يتوقف على صحة الحديث سنداً والإجماع عليه، فهل يتفق أهل السنة على ذلك؟ وهل هناك تشكيكٌ من أحد في سنده؟

ج : عندما ندرس كتب الحديث فإننا نجد أن هناك إجماعاً من الشيعة، وشهرة لدى السنة حول حديث الغدير، بل إن بعض أهل السنّة يعدّه متواتراً(72)، لهذا فإن سند حديث الغدير ثابت لا شك فيه، وإذا كان هناك بعض المناقشة فهو في بعض الكلمات مثل: "اللهم اخذل من خذله وانصر من نصره"، حيث يقول بها بعض الرواة في الوقت الذي لا يصححها رواة آخرون.

ومن المضحك المبكي أن كثيراً من الناس ينسبون إليّ أنني أشكك في سند الغدير، لأنهم قرأوا بعض كلماتي في كتاب "الندوة"(73) بأحقادهم ولم يقرأوها بتقواهم، فلقد كنت أقول "إن السنة لم يشككوا في السند، وينبغي أن ندرس ذلك أيضاً"، وكنت أقصد في "ذلك" هو هذا السؤال الذي وجه إليّ في هذه المسألة، أنه إذا كان السائل يتساءل: كيف تقولون إن هناك 120 ألف شخص شهدوا الغدير ثم أصبحوا أربعة أو خمسة، فقلت إن حديث الغدير لا إشكال فيه وينبغي أن تدرس هذه الشبهة، إذ كيف أصبح الـ(120) ألفاً أربعة أو خمسة، ولكنهم أرجعوا إسم الإشارة إلى السند، ولم يرجعوه إلى موضوع البحث، ولم يقرأوا نفس الكتاب. ومهما يكن من أمر، فإن سند الغدير لم يختلف في مشهور رجال الحديث من المسلمين، وإنما كان الجدال حول تفسير كلمة "المولى".