المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صارحيه .. واخلصي!



المهدى
12-20-2004, 04:13 PM
عبد الله باجبير

كل زوجة تحب أن تضع زوجها في موضع اختبارات لا تنتهي، والمشكلة في ذلك أن هذه الاختبارات قد تتجاوز في بعض الأحيان الحدود المسموح بها مما يهدد العلاقة الزوجية بالانهيار. وهذا بالضبط ما حدث مع «كريمة»، الزوجة التي لم يمض على زواجها سوى عام واحد، وخلال هذه الفترة القصيرة في عمر الحياة الزوجية لم يكن لدى كريمة الثقة الكاملة في أن زوجها يوليها اهتماماً كافياً، وعندما تملكها الشك في حبه لها، بدأت تضعه في اختبار بعد اختبار، وكانت تقنع نفسها بأن نتيجة الاختبار ستؤكد لها صحة شكوكها فيه.

لجوء الزوجة إلى وضع زوجها موضع اختبار من وقت لآخر حتى تتيقن إما من حبه لها أو من صدق شكوكها في عدم إخلاصه لها، يبرّره أطباء النفس بأنه نتيجة طبيعية لافتقاد بعض الزوجات لغة الحوار الهادئ والناضج والصريح مع الزوج حول أدق تفاصيل حياتهما وحول بعض الأشياء التي قد يعاني منها كل منهما. وهذا الحوار الهادئ الناضج الصريح، يصفه أطباء النفس بأنه الحل السحري لأي مشكلات قد تعترض حياة الزوجين وبأنه الوسيلة لإغلاق باب الاختبارات التي تجريها الزوجة على زوجها.

إذا كان الزوج يجهل الطريقة المناسبة لإظهار اهتمامه بزوجته، فربما تحتاج الزوجة وقتاً طويلاً حتى تدرك أن زوجها من الذين نشأوا في بيئة ترى أنه من الصعب إظهار عواطفها، ومع ذلك فإن اللجوء إلى الحوار هو أسهل طريق لتبديد أي سوء فهم بين الزوجين.

كريمة من الزوجات اللواتي يعتقدن أن في اهتمامهن الزائد بأزواجهن شيئا من المهانة، لذلك كانت تلجأ دائماً إلى إجراء اختبارات على زوجها، وعندما تجاوزت هذه الاختبارات الحدود المسموح بها وتسببت في إحراجه أمام الأهل والاصدقاء، طلب زوجها منها أن تصارحه عند أي تغيير يحدث في مشاعرها تجاهه حتى توفر على نفسها المعاناة وعليهما معاً المشكلات التي قد ينجم عنها ما يهدد حياتهما الزوجية بالانهيار.

ينصح خبراء العلاقات الزوجية الزوجة بشكل خاص بألا تنتظر حتى يبدأ زوجها بالخطوة الأولى تجاه المصارحة، وأن تبادر هي بتهيئة أجواء المصارحة، كأن تعد فنجانين من الشاي وتطلب من زوجها الجلوس معاً، وخلال الجلسة عليها أن تفسر سبب الضجر والملل الذي تشعر به، وإذا كانت هناك بعض الشكوك فعلى الزوجة أيضا أن تصارح زوجها بها حتى تذوب خلال الحوار الهادئ والناضج الذي عادة ما يؤدي إلى تذويب الخلافات وإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي.. وببساطة.. صارحيه واخلصي.