المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "تويتر" يعرض أسرار مليون مغرد عربي للبيع



مجاهدون
03-01-2012, 01:16 AM
عقد صفقة مع "داتاسيفت" البريطانية لتسويقها بألف
دولار شهرياً
01/03/2012




لم تعد اجهزة المخابرات العربية, وغير العربية, بحاجة الى مراقبة تغريدات المغردين من مواطنيها على موقع التواصل الاجتماعي"تويتر" اذ بات بامكان هذه الاجهزة شراء اسرار الناس بألف دولار اميركي,اي ما يعادل 277 دينارا كويتيا, شهريا ولعامين فقط, بل تستطيع عقد اتفاق مع ادارة الموقع المذكور او مع شركة"داتاسيفت" لتزويدها بالتغريدات وتصنيفها اولا بأول.

طرحت شبكة "تويتر" كل التغريدات التي كتبها مشتركوها على مدى عامين, للبيع, وذلك بموجب اتفاق بين "تويتر" وشركة "داتاسيفت" Datasift البريطانية التي تحولت بموجبه إلى وكيل لبيع أرشيف جامع لكل تغريدات المشتركين في الشبكة الشهيرة, وعددهم يزيد عن 300 مليون, بينهم أكثر من مليون عربي, وهذه التغريدات معروضة "لمن يرغب بشرائها" وفقا لما اعلنه موقع"Mashable" الشهير بمتابعة أخبار شبكات التواصل الاجتماعي, والذي كشف عن هذا الاتفاق بين الشركتين ليل الاثنين الماضي( وفقا لما نشرته" العربية نت").

وتعني عبارة "كل تغريدات المشتركين" الواردة بالاتفاق ما كتبه المشترك منذ يناير عام 2010 حتى يناير الماضي, أي طوال سنتين حين كتب المغرد خلالهما عشرات آلاف العبارات وأرسل صورا وروابط الى مغردين آخرين, علما ان عدد التغريدات اليومية في "تويتر" يزيد عن مليارين, بينها مليونان و200 ألف بالعربية على الأقل, ونحو50 ألفا لعرب يغردون بلغات أجنبية.

ويبدو ان المغردين على"تويتر" تعرضوا لخدعة اذ ان الاتفاق الذي يقبل به المغرد حين ينشئ حسابا على الموقع وهو بعنوان"بيان الخصوصية وشروط الاستخدام" لم يلحظ ان الموقع يحتفظ بارشيف كامل للتغريدات, علما ان موقع "تويتر" يمحو التغريدة المنشورة فيه بعد أسبوع من تدوينها, لكنها تبقى بأرشيفه كوديعة دائمة, حتى ولو حذفها المشترك من سجل تدويناته, لأن لوحة بيانات المشترك في صفحته على الموقع منفصلة عن ذاكرة حفظ الموقع نفسه, لذلك عقد الموقع في العام 2010 صفقة مع "مكتبة الكونغرس" الاميركية لتزويدها يوميا بما يصب فيه من تغريدات منذ تأسيسه في 2006 وبلا توقف حتى إشعار آخر.

اما فيما يتعلق بالزبائن المحتملين لشراء هذه التغريدات فهي الشركات التي تسوق منتجات استهلاكية والغاية من شراء التغريدات وأرشيفاتها القديمة التوصل الى معرفة الميول الاستهلاكية والشرائية للمشتركين, وهم بالنسبة إليها شريحة من المجتمع الكبير الذي يعيشون فيه, وكل مقابل الف دولار اميركي شهريا تدفع منها "داتاسيفت" حصة ل¯"تويتر" الذي لا يمانع بما هو أخطر.

والأخطر هو أن الاتفاق يسمح ببيع التغريدات لمن يرغب بشرائها من دون أي انتقاء وتمييز او حماية خصوصية, وهذا يعني أن ميول وأفكار واتجاهات العالم العربي كله, وكذلك غيره, يمكن أن تصبح بحوزة مخابرات كل بلد عربي وأيضا نظيرتها في أي دولة أخرى, وهو اختراق يومي للمنطقة العربية بأسرها, وبثمن يقل عن اشتراك شهري في ناد اجتماعي.

وقالت "داتاسيفت" في بيان غير تفصيلي اصدرته اول من أمس, عن بنود الاتفاق, إنها ستنشئ للمشتركين رابطا يدخلون عبره إلى ما سمته"Historics Datasift"وهو مخزن لأرشيف التغريدات التي ستحصل عليها من "تويتر" مزود بفيلتر بحث سريع الفرز حسب الطلب.

ويسمح الفرز لأي كان بمعرفة ما كتبه السعوديون مثلا, والذين يشكلون 35 في المئة من مشتركي "تويتر" العرب, فيتم اكتشاف ميولهم السياحية أو آرائهم السياسية واتجاهاتهم الاستهلاكية بدقائق قليلة, وبحسب الاطلاع عليها يمكن التوجه إليهم بإعلانات تناسب الشركات.

أما أجهزة المخابرات فبسهولة تستطيع اختراق الدفين في أفراد كل مجتمع عربي بمجرد فرز ما يغردون به في "تويتر" الذي يبدو حتى الآن ضاربا بحقوق مشتركيه عرض الحائط, فهو ليس مهتما ابدا بموقفهم إلى درجة أنه لم يصدر أي بيان يبرر إقدامه على بيع ما غردوه, خصوصا أن البيع يشمل الافصاح عن المكان الذي كان فيه المشترك حين دون تغريدته في وقت ما من يوم محدد, وهذه وحدها خصوصية لا تباع ولا تشترى والكشف عنها قد يحمل الشر والضرر.