المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بوابة غوغل الإلكترونية تجعل محتويات خمس مكتبات عالمية في متناول اليد



جمال
12-15-2004, 08:22 AM
أعلنت شركة غوغل الأميركية التي تدير أقوى محرك بحث في العالم على شبكة الإنترنت أنها ستجعل الكتب والمصنفات الموجودة في خمس مكتبات عالمية في متناول اليد على شبكة الإنترنت.

وتشمل هذه الخطوة الطموحة إنشاء غرفة قراءة هائلة تحوي الكتب والمجلدات الموجودة في مكتبة نيويورك العامة إضافة إلى مكتبات تابعة لأربع جامعات شهيرة هي أوكسفورد وهارفارد وستانفورد وجامعة ميشغن. ووافقت «غوغل» على تأمين المشاريع الموقعة، وتوظيف تقنياتها لمسح مئات الآلاف من الصفحات في كل مكتبة يوميا وتحويلها الى الصيغة الرقمية. وتقدر كلفة تحويل كتاب واحد من اكثر من 15 مليون كتاب ووثيقة بـ 10 دولارات، فيما يتوقع ان يستمر المشروع عشرة اعوام.

وذكرت مصادر في شركة البحث الأميركية الشهيرة أن جامعتي ميتشغن وستانفورد وافقتا على تصوير كامل محتوياتهما إلكترونيا فيما وافقت مكتبة نيويورك العالمية على تصوير جزء كبير من كتبها التي لم تعد تخضع لقوانين حقوق الطبع. أما جامعة هارفارد فقد حصرت مشاركتها في 40 ألف مادة لقياس مدى نجاح التجربة للاستمرار فيها.

وفيما يتعلق بجامعة أوكسفور فقد اشترطت على شركة غوغل أن يقتصر تصويرها للكتب التي يعود تاريخ نشرها الأصلي إلى ما قبل عام 1901 .
يشار إلى أن هذه ليست التجربة الأولى لشركة غوغل في توفير الكتب إلكترونيا إذ أن لديها بالفعل برنامجا مشتركا مع شركة أمازون دوت كوم لعرض مقتطفات من الكتب الصادرة حديثا، ولكن مشروع غوغل الجديد من المتوقع أن يكون له تأثير كبير في الوصول إلكترونيا إلى معلومات في غاية الأهمية للباحثين.

وفي هذا السياق قال رئيس مكتبة نيويوك العامة باول ليكليرك إن المشروع سيكون فرصة جوهرية لعرض مواد هامة في المكتبة على بقية العالم. ورأى أن المشروع سيحل مشكلة قديمة وهي «إذا كان الناس لا يستطيعون أن يصلوا إلى المكتبات فكيف يمكن جعل المكتبات تصل إليهم؟»، كما أن مسؤولي المكتبات مبتهجون بالفرصة السانحة لخلق سجلات رقمية لعالم المواد القيمة المكتوبة قبل ظهور الكومبيوتر إلى الوجود.

وفي هذا السياق يقول جون ويلكين الموظف بمكتبة جامعة ميشغن «إن البعض يعتقد أن هذه هي بداية النهاية لعصر المكتبات ولكنه على العكس من ذلك سينعش المهنة وسيجعل للمكتبات معنى أفضل».
ومن المتوقع أن يمنح المشروع الجديد شركة غوغل ورقة تنافس جديدة في سباقها مع ياهو وميكروسفت إم إس إن اللتين تكادان تلحقان بها في مجال البحث الإلكتروني.

ومن المعروف أن جذب الزائرين لموقع غوغل بمختلف الوسائل يعتبر من الأمور الحيوية للشركة في سبيل حصولها على المزيد من الإعلانات المنشورة إلى جوار نتائج البحث.
ويشكل موضوع تصوير محتويات المكتبات الخمس المشار إليها تحديا كبيرا لغوغل ومهمة ليست بالسهلة رغم سجلها المعروف في عمليات البحث الإلكتروني إذ أن مكتبة جامعة ميشغن منفردة على سبيل المثال تحوي سبعة ملايين عنوان وحوالي 132 ميلا من الكتب، وتأمل غوغل أن تنتهي من مهمة التصوير الإلكتروني لهذا الكم الهائل من المواد خلال ست سنوات.

أما مكتبة جامعة هارفارد فإنها أوسع من سابقتها إذ أنها تحوي 15 مليون عنوان وقد تعهدت غوغل لها بأنها ستقوم بتصوير كتبها من دون أن تتسبب في إحداث أي تلف لأي من هذه الكتب الثمينة حيث أن جامعة هارفارد تحرص كثيرا على محتويات مكتبتها.
وسوف يتحتم على غوغل لإنجاح مشروعها أن تجد حلولا لمعضلتين رئيسيتين وهما طريقة التعامل مع مواد المكتبات المنشورة بلغات أخرى غير الإنجليزية إضافة إلى إيجاد وسيلة لحماية حقوق الملكية الفكرية تفاديا للتعرض إلى مساءلات قانونية ما زالت الشركة الفتية في غنى عنها.

ولن يكون الاتفاق حكرا على «غوغل»، ولذلك ستتبارى شركات كبرى مزودة لخدمة الإنترنت ومتاجر إلكترونية مثل «أمازون»، و«مايكروسوفت» و«ياهو» لتوفير خدمات الدخول الى المكتبات الرقمية مقابل نشر الاعلانات، فيما تحصل المكتبات، مقابل ذلك، على تسهيلات لتحويل مطبوعاتها رقميا.

وقال مايكل كيلير رئيس مكتبة جامعة ستانفورد: «خلال عقدين ستكون كل المعارف العالمية رقمية ومتاحة، وآمل ان تقرأ مجانا على الإنترنت، كما هو الحال في المكتبات حاليا». وتشمل المشاريع المماثلة لمشروع «غوغل»، المشاريع التي تنفذها مكتبة الكونغرس الاميركي لوضع افضل مختارات من مقتنياتها على الشبكة الإلكترونية.

واعلنت المكتبة اول من امس انها تخطط سوية مع مجموعة من المكتبات الدولية من الولايات المتحدة وكندا ومصر والصين وهولندا لوضع ارشيف رقمي متاح للجمهور يتألف من مليون كتاب توضع على الإنترنت. وستظهر وفق المشروع، او 70 الف مجلد العام المقبل.