المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المنشد الديني سيد الهلاوي: احترفت الإنشاد بسبب رؤيا في نومي وأنا ابن 7 سنوات



دشتى
08-04-2011, 04:47 PM
المنشد الديني سيد الهلاوي: احترفت الإنشاد بسبب رؤيا في نومي وأنا ابن 7 سنوات: «أستطيع حفظ القصائد بسهولة ويمكنني تلحينها على 53 نغمة»

http://aljaridaonline.com/wp-content/themes/aljaridaonline/timthumb.php?src=http://aljaridaonline.com/wp-content/uploads/2011/08/03/141050/1-2.jpg&h=240&w=280&zc=1&a=t


كتب: القاهرة - أحمد فوزي


نشر في 3, August 2011

تمرد على العائلة بسبب حبه للإنشاد الديني وعشقه للمديح النبوي، فهرب من قريته وعمره
لا يتجاوز الثامنة، وتجول بين القرى والنجوع والموالد يسمع وينشد ليشبع حبه لهذا الفن إلى أن استطاع المنشد الديني السيد حنفي عبدالخالق الشهير بالشيخ سيد الهلاوي أن يفرض نفسه على ساحة الإنشاد، وحقق جماهيرية عريضة داخل مصر وخارجها. رحلة طويلة في عالم الإنشاد الديني ما بين هروبه من قريته حتى الآن نتعرف عليها في حوارنا التالي:

• كيف بدأت حكايتك مع الإنشاد الديني؟

- حكايتي مع الإنشاد حكاية عشق بدأت منذ الصغر، حيث تفتحت عيناي على سماع الإنشاد حينما كان يأتي المداحون والمنشدون إلى قريتنا «الشيخ رحومة» بمركز طهطا محافظة سوهاج (في صعيد مصر) لإحياء مولد جدي الشيخ رحومة وهو من الأولياء الصالحين أصحاب المقامات. كنت أجلس وأستمع للمديح والإنشاد دون الاهتمام بأي شيء حتى الطعام ووجدتني أتجول بين القرى المجاورة فأقضي الليالي الطوال مستمعاً للمنشدين وفشلت محاولات والدي في إرسالي إلى كُتَّاب القرية لذا لم أتعلم في حياتي قط.

• هل كنت تخطط مع حبك الجارف للإنشاد لأن تصير منشداً؟

- مطلقاً، فلم يخطر ببالي ذلك ولكن المسألة كانت حالة شبيهة بالانجذاب المطلق لروحيات هذا الفن الذي ملك كل حواسي وعقلي، لذا قررت أن أروي عطشي منه. كان دليلي لاحتراف الإنشاد الديني مجرد رؤيا منامية رأيتها وعمري لا يتجاوز السابعة وهو ما اعتبرته إذنا ربانياً للسير في هذا الطريق فقد رأيت رجلاً يلبس أبيض في أبيض ممسكاً بزجاجة مليئة بسائل يشبه العسل فقال لي اشرب فقلت لن أشرب فكررها ثلاث مرات وفي النهاية شربت منه فشاهدت نفسي بعدها واقفاً أمام الناس أنشد أشعار المدح في الرسول (صلى الله عليه وسلم) فاستيقظت من نومي وقد أخذت عهداً على نفسي أن أتفرغ للإنشاد ومدح النبي الكريم.
انتشار

• وماذا حدث بعد هذه الرؤيا؟

- بعدما استيقظت من منامي أخذت أترنم بالأشعار التي حفظتها من المنشدين فسمعني جماعة بالقرية وأطربهم صوتي وطريقتي في الإنشاد فطلبوا مني إحياء ليلة دينية لديهم وبالفعل أحضروا ميكروفوناً ووضعوه أعلى نخلة بالقرية وأعلنوا فيه أن الشيخ سيد الهلاوي سوف يحيي الليلة فجاءت الناس من القرى والنجوع المجاورة للاستماع ومن يومها بدأت مرحلة الانتشار.

• ما موقف العائلة حينما علمت باتجاهك للإنشاد؟

- لم يتجه أحد أفراد عائلتي وهي عائلة كبيرة معروفة في صعيد مصر إلى هذا المجال قط رغم حبهم الكبير للإنشاد والمديح، وقد رفض والدي أن أصير منشداً واعتبر عملي في هذا المجال فضيحة، وقال لي: «أنت حتفضحنا بشغلتك دي إنت عايزني أسيبك تسرح في الموالد وتشحت في البلاد».

• هل نجحت في إقناع والدك بعد ذلك؟

- أبداً لم يقتنع وعمل على منعي وقتها، وقد كنت عزمت أمري واخترت طريقي فهربت من المنزل وتركت قريتي وسافرت إلى القاهرة في مولد السيدة زينب عام 1977 ولم يتعد عمري وقتها 9 سنوات، قمت بالإنشاد في إحدى الخيام فسمعني الشيخ عقيل إسماعيل مظهر أحد مشايخ طريقة سيدي إبراهيم الدسوقي، وأعجبه صوتي وطلب مني أن أنشد في حلقة الذكر التي يقيمها في المولد، ومن وقتها ذاع صيتي وعرفتني كل الطرق والمشايخ وأنشدت في حلقاتهم مثل الشيخ محمد النمر والشيخ جابر الجازولي شيخ الطريقة الجازولية والشاعر الشيخ علاء بكير والشيخ محمد عثمان البرهاني شيخ الطريقة البرهانية.

• كيف عادت العلاقة بينك وبين والدك؟

- بعد أن غبت عن قريتي فوجئت بوالدي يرسل إلي من يخبرني أنه يبارك طريقي وأنه قررعدم منعي من الإنشاد مطلقاً وحينها عادت المياه إلى مجاريها.
يقرأ ولا يكتب
• أعرف أنك لم تتعلم فكيف تختار أشعارك؟
- أنا أقرأ ولا أكتب وأحفظ القصائد دون تعلم وتلك موهبة ربانية وأقوم بقراءة الأشعار بالتشكيل والقافية بإجادة تامة دون خطأ ودون مساعدة من أحد.
• هل حدث تطور في أسلوبك الإنشادي؟
- طبعاً فقد بدأت الإنشاد معتمداً على الصوت فقط دون مصاحبة آلات موسيقية بعد ذلك أنشدت بمصاحبة الدف ثم الناي والطبلة والرق ومنذ خمس سنوات حرصت على إضافة آلات موسيقية لفرقتي لمجاراة العصر وجذب الجمهور وبخاصة أنها تخلق حالة من الوجد للمنشد والجمهور وجذب للكلمات والتفاعل معها.
• هل لديك دراية بالمقامات الموسيقية؟
- بالتأكيد وقد اكتسبت ذلك عن طريق السماع وليس الدراسة وبقدرة الله أستطيع أن ألحن أي قصيدة على ٥٣ نغمة لذا فإنني أجدد في الألحان وهو ما جعلني من مشاهير الإنشاد في العالم العربي.
• ما طقوسك قبل القيام بالإنشاد؟
- أنا لا أقوم بالتحضير حيث إن اختيار القصيدة يكون على المسرح مما أحفظ كما أحرص على صلاة ركعتين لقضاء الحاجة بنية التوفيق والقبول والإنشاد على طهارة ووضوء.
• متى بدأت تسجيل ألبوماتك؟
- منذ عام ١٩٨٥ ولي أربعة ألبومات «بأسمائك الحسنى»، «قف بالمقام»، «حبيت جميل»، «خطر الحبيب».
• ما أبرز الصعوبات التي واجهتك في مسيرتك؟
- مررت بضائقة مالية شديدة منعتني من التنقل بين المحافظات خاصة أنني كنت أنشد دون أجر فكان الأمر بالنسبة لي في البداية مجرد هواية كذلك عانيت من استغلال شركات الإنتاج طويلاً فأنا لا أسعى إلى الربح فالإنشاد مهمة ربانية وليست مادية أيضاً عانيت تجاهل وسائل الإعلام المصري للإنشاد والمنشدين رغم أن وسائل الإعلام في الخارج تحتفي به بشكل كبير، ما ساهم في تراجع هذا الفن في مصر وانحسار جمهوره في المناطق الريفية ولو اهتم الإعلام المصري بالمنشدين فستتغير أحوال المجتمع وتنهض فيه النواحي الدينية.
إسلام أجنبية
• كيف ترى وضع المنشد الديني راهناً؟
- ما زالت له مكانة مرموقة وجمهوره يزيد يوماً بعد يوم لأن مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) يخرج من القلب فيصل إلى القلب، نحظى بكل حب واحترام في زياراتنا للدول العربية والأجنبية ويكفي أن سائحة أجنبية استمعت لإنشادي ووقعت في أسر الإنشاد الديني عموماً وأعلنت إسلامها وتسمت بـ»قمر» وهي حاليا تقيم في مصر وتحرص على حضور حفلات الإنشاد الديني والموالد.
• حدثنا عن رحلاتك إلى الخارج؟
- سافرت إلى السعودية وقمت بإحياء حفلات إنشاد ديني في مكة والمدينة المنورة والرياض وجدة طوال 7 سنوات بين عامي 1990 و1997 وكان الإنشاد بالدف فقط دون آلات موسيقية بدعوة من بعض الأشراف هناك كما سافرت إلى الجزائر والسودان وكذلك سافرت إلى عدد من الدول الأوروبية.
• كيف كان استقبال الجمهور هناك؟
- استقبال حافل وتقدير بالغ الحفاوة وكان يحضر هذه الحفلات عدد كبير من المسؤولين في الدولة وهو ما يدل على مدى الوعي الكبير بأهمية الإنشاد الديني في هذه الدول.
• حدثنا عن شهر رمضان في حياتك؟
- رمضان هو شهر الإنشاد والمديح ينعقد السامر في «دوار القرية» طوال الشهر الفضيل ما بين قراءة القرآن والإنشاد والتواشيح، وهذا السامر يحضره الجميع وأعيان القرى المجاورة وبالنسبة لي في شهر رمضان أقوم بالتجول بين الدول المختلفة وإذا لم يكن هناك ارتباط بالسفر فأقوم بتقسيم الشهر على الأحباب في قرى مصر لإرضاء الجميع بإحياء ليالي رمضان بالإنشاد الديني.