المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نكات من التراث



جمال
11-15-2004, 10:05 AM
اختيارات: نجم عبد الكريم

* رأس الديك
* قال دعبل: «كنا عند سهيل بن هارون، فحان وقت الغداء، فأمر غلامه بإحضار الطعام، فأتى بقصعة، فيها ديك مطبوخ، تحته ثريد.. فتأمل سهيل الديك، فرآه من غير رأس، فقال لغلامه: أين الرأس؟ فقال الغلام: رميته. فاحتد سهيل، وقال: والله إني لأكره من يرمي برجله، فكيف برأسه؟ ويحك، أما علمت أن الرأس هو سيد الأعضاء عند الديك؟!، ففيه يصيح، وفيه عرفه الذي يتبرك الناس به، وفيه عينه التي يضرب بها المثل، فيقال: «شراب كعين الديك»؟ ودماغه دواء عجيب لوجع الكلية، ولم نجد عظما أهش تحت الاسنان من عظم رأسه.

ثم قال للغلام: «انظر في أي مكان رميته، فأتني به.. وما أن أتم كلامه، وإذا بديك الجيران يصيح، فخرج الغلام، وعاد برأس ديك يقطر دماً، وما هي إلا لحظات، وإذا بجارهم وزوجته يقتحمان بيت سهيل بن هارون ويطالبان برأس ديكهما حيا.
فما كان من سهيل إلا أن تدارك الموقف، فأهدى لهما بديلا عن رأس ديكهما، ألا وهو الغلام الذي قطع رأس الديك.

* عين حاسدة
* في عصر أشعب، اشتهرت امرأة بإصابة عينها، فهي لا تنظر إلى شيء باستحسان إلا وحلت به كارثة.
ودخلت هذه المرأة على أشعب وهو في النزع الأخير من عمره، فارتعدت أوصاله، وقال لها: «بالله عليك ان استحسنتي مني شيئا، فقولي ما شاء الله.. فقالت المرأة: أي شي استحسنه فيك؟ وأنت في الرمق الأخير من عمرك؟.. وليس فيك من شيء جميل فقال أشعب: «أعلم ذلك، ولكني فكرت في نفسي ان تكوني قد استحسنت خفة الموت عليّ، وسهولة النزع، فيشتد ما أنا فيه. فخرجت من عنده حانقة غاضبة، وهي تسبه، فلم يمت أشعب.. وامتد به العمر».

* ذكاء
* قال أحدهم: ما سمعت شيئا قط إلا وحفظته، ولا حفظت شيئا قط فنسيته، ثم صاح: يا غلام، هات نعليّ، فأجابه: هما في رجليك يا سيدي.