المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهدهد ... محرك عربي جديد للبحث فى الإنترنت يقدم مزايا فريدة



مجاهدون
10-05-2004, 10:15 AM
بينها قاموس مجاني وبرنامج «الناطق» لقراءة النصوص العربية في صفحات المواقع

لندن: وليد الأصفر

http://www.asharqalawsat.com/2004/10/05/images/internet.258704.jpg

يروي القرآن الكريم أن من أتى بالأخبار للنبي سليمان عليه السلام كان طائر الهدهد، فقد جاءه قائلا «أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ» (سورة النمل:22). ولذلك لم تجد شركة «إيه تي إيه» لتقنية البرمجيات المحدودة (ATA) في تراثنا أفضل من اسم الهدهد لتطلقه على محرك البحث العربي الجديد الذي ستعلن عن إصداره النهائي قريبا.

وعلى الرغم من أن الخدمة الجديدة ما زالت في طور التجارب النهائية، أو ما يعرف بإصدار «بيتا» كما يقول التقنيون، إلى أن هذا لم يمنع الشركة من إتاحة الفرصة للجمهور للإطلاع عليها من خلال الموقع www.alhoodhood.com، كما أخبرنا طارق إبراهيم أحد مديري الشركة، الذي أوضح أن تطوير هذا المحرك الجديد قد جاء بعد سنوات من البحث والتطوير، اعتمادا على قدرات مبرمجيها من دون الاستعانة بأية تقنيات أجنبية، واستفادة من خبرتها الطويلة في حلول الترجمة الإلكترونية من وإلى اللغة العربية، التي عرفها الجمهور من خلال موقع «المسبار» الشهير، وبرامج الترجمة الآلية، مثل «المترجم العربي» و«الوافي للترجمة العربية».

وأسوة بمحركات البحث الشهيرة، تقدم الشركة مع محركها الجديد شريط استخدام يتم دمجه مع برنامج التصفح، إلا أنه يختلف عنها بتقديمه ما تنفرد به الشركة من تقنيات، فبالإضافة إلى البحث السريع عن الكلمات، يقدم «شريط الهدهد» خدمات أخرى إضافية مهمة هي الترجمة الفورية لأي كلمة يتم اختيارها في صفحات المواقع، وبرنامج «صوت الهدهد» الذي يقرأ أي مجموعة من الكلمات العربية يتم تظليلها في أي صفحة موقع، ومفتاح للوصول إلى خدمة «بريد الهدهد» المجانية، بالإضافة إلى أداة تمنع ظهور نوافذ الإعلانات المزعجة، هذا عدا عن خاصية تكبير أو تصغير حجم الخط الذي يظهر على الشاشة بمجرد النقر على مفتاحين خاصين بذلك.

وتعليقا على قدرات البحث الذي لم يعط عندما فحصناه خلال الأسبوع الماضي نتائج بحث كثيرة مقارنة مع محرك «غوغل»، قال طارق ابراهيم، إن محرك البحث الذي صمم خصيصا للبحث باللغة العربية، مازال في طور الإعداد ولم يغط المواقع العربية بالكامل بعد، وأن الشركة تعمل على زيادة عملية فهرسة المواقع فيه بشكل مستمر، وبالتالي لا يمكن مقارنته بمحرك بحث غير حديث نسبيا مثل «غوغل» الذي يضم فهرسه مليارات من المواقع.

ويبدو تركيز «الهدهد» على اللغة العربية واضحا، ففي صفحة البحث التفصيلي فيه، يقدم خيارات عديدة، كالبحث عن الكلمة بغض النظر عن شكل حرف الألف فيها (ا - أ - إ - آ)، أو وجود الحركات والشدّة، أو البحث عن الكلمات المنتهية بالياء أو الألف المقصورة، والكلمات المنتهية بالهاء أو التاء المربوطة، ويراعي حتى الاختلاف في طريقة كتابة بعض الكلمات مثل «شؤون وشئون».

كما يهتم بالتحليل الصرفي للكلمات العربية ليعطي الباحث الفرصة للبحث عن كلمات مثل «يصومون»، حتى وإن كان البحث هو عن كلمة «صام» فقط. وعلى الرغم من أن شريط الهدهد سيتيح الاشتراك والدخول إلى بريده المجاني الذي تقدمه الشركة للمرة الأولى، إلى أنها تركز فيه بشكل خاص على واحد من أهم مشاريعها التقنية الذي تأمل أن يحدث وهو برنامج أو خدمة «الناطق»، الذي يقدم «الهدهد» جانبا منه سيساهم في إعطاء بعد جديد لتصفح مواقع الإنترنت.

إذ أنه يتيح الفرصة لمتصفحي المواقع تشغيله لقراءة أي كلمة أو أكثر بصوت عربي، الأمر الذي سيزيد من فرص الاستفادة من مواقع الإنترنت العربية بالنسبة للمكفوفين، أو غير القادرين على قراءة اللغة العربية مع أنهم يستطيعون فهمها إن هي قرأت عليهم، أو حتى استخدامه لقراءة النص كالمذياع، أثناء القيام بعمل آخر، مما يساهم في زيادة الإنتاجية.

وتعليقا على جودة الصوت الحالي الذي يقدمه البرنامج، قال طارق إبراهيم إن العمل جار حاليا على تحسين الخدمة باستمرار، وإضافة إمكانية اختيار أصوات رجالية ونسائية، وأشار إلى أن شركته تعمل على برنامج «الناطق» منذ سنوات كتطبيق عالي المستوى، سيكون مناسبا بالإضافة إلى البحث لعمل تطبيقات جديدة وحلول مناسبة للمؤسسات.

ولأن الشركة في مثل هذا الشهر من العام الماضي كانت قد بدأت بتقاضي رسوم مقابل السماح بالاستفادة من خدمات الترجمة الإلكترونية الفورية التي تقدمها من خلال موقع «المسبار» www.almisbar.com، سألنا طارق ابراهيم عن مدى نجاح هذه الفكرة بعد مرور عام، فقال «لقد كان قرارنا ذلك بمثابة اختبار حقيقي للسوق العربية التي قال البعض إنها تفضل البرامج المجانية ولا تحب أن تدفع أموالا مقابل شراء برامج الكومبيوتر، خاصة مع انتشار القرصنة التي عانينا نحن منها كذلك، إلا أننا اكتشفنا أن هناك الكثيرين من العرب من الذين لديهم الاستعداد في دفع رسوم للحصول على حلول برمجية مفيدة.

ولاحظنا أن الكثيرين قد جددوا الاشتراكات بعد مرور العام مع أن البعض قال لنا إن أسعار الخدمة مرتفعة، وأصبح عدد المشتركين لدينا الآن يقدر بالآلاف، ومن جميع دول العالم، وبالذات من بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة، ومن كافة أنحاء العالم»، وأشار إبراهيم إلى أن الإقبال على خدمة «المسبار» في العالم العربي بازدياد مستمر، وبخاصة مع اهتمام مزودي خدمة الإنترنت في بعض الدول كالسعودية ومصر وسورية للتعاقد مع ATA من أجل توفير خدمة «المسبار» لمشتركيها بشكل حصري. إلا أنه أكد في الوقت نفسه أن «الهدهد» والخدمات الأخرى التي تأتي معه ستظل مجانية.