المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكويت تبحث عن «مقابر» للدبابات العراقية الملوثة بالإشعاعات النووية



على
10-01-2004, 02:50 PM
عادت قضية التعامل مع المواد المشعة الموجودة في الآليات العراقية المعطوبة بفعل القصف الجوي بعد انسحاب الجيش العراقي من الكويت في عام 1991 الى نقطة الصفر، بعد فشل المفاوضات بين الكويت وروسيا التي كان من المفروض أن تأخذ هذه الدبابات مقابل مبلغ من المال.

وزار وفد روسي الكويت وفحص نحو 150 دبابة ملوثة من أصل 1500 دبابة عراقية معطوبة. ووعد الوفد بدراسة امكانية نقل هذه الدبابات ودفنها في روسيا لكن يبدو ان موسكو غير متحمسة.

جبار
10-25-2004, 07:31 AM
ركام الذخائر المشعة والمخلفات الملوثة للبيئة تهدد مواطني الدول العربية

http://www.asharqalawsat.com/2004/10/24/images/technology.261970.jpg

تبدي المؤسسات المسؤولة عن الإدارة البيئية في المدن العربية اهتماماً ملحوظاً بعقد المؤتمرات والندوات والحلقات، التي اقتصرت على دراسة قسم من النفايات والمخلفات الملوثة للبيئة، بينما أهملت قسماً اَخطر،ركام الحروب المضروب بذخيرة اليورانيوم المشعة، رغم ما يشكله من خطر داهم بيئياً وصحياً، يهدد المواطن والثروة الحيوانية والنباتية.

ندوات بيئية وقد شهدت الاشهر الاخيرة من العام الحالي وحده العديد من الفعاليات البيئية، منها الندوة التي إنعقدت في حلب بسورية بين 12 و14 سبتمير (أيلول) الماضي، بعنوان: «الإدارة البيئية للنفايات في المدن العربية»، والتي نظمها المعهد العربي لإنماء المدن، بالتعاون مع مجلس مدينة حلب ونقابة المهندسين السوريين، وتركزت موضوعاتها حول الاتجاهات الحديثة للإدارة البيئية للنفايات، والنفايات الصلبة والتلوث البيئي، والنفايات الطبية والصناعية الخطرة، وخصص محور خاص لتجارب المدن والجهات ذات العلاقة. وصدرت عن الندوة توصيات مهمة، أبرزها:

إدخال التعليم البيئي في مختلف المراحل الدراسية بما يخدم التوعية البيئية وتوعية مختلف قطاعات المجتمع بأهمية تدوير النفايات، توفير المعلومات عن النفايات الصلبة وتوثيقها من خلال قواعد معلومات تتاح للجميع. كما اوصت بتفعيل مركز البيئة بمدينة دبي بدولة الإمارات، وتفعيل الأنظمة والتشريعات الخاصة لإدارة النفايات في كل بلد عربي، اعتماد أسلوب الإدارة التشاركية للنفايات في التجمعات السكنية الصغيرة من خلال لجان تشكل في هذه التجمعات. وضع برامج محلية لتأهيل العاملين في مجال البيئة. ولم تشر وثائق الندوة الى ركام الحرب في العالم العربي.

كما عقد إجتماع المكتب التنفيذي لوزراء البيئة العرب في القاهرة في 26/9/ 2004، وشارك فيه الوزراء المسؤولون عن البيئة في كل من مصر والسعودية والامارات واليمن ولبنان والجزائر والمغرب ، وناقش عددا من قضايا العمل البيئي العربي المشترك، خاصة الحرب في العراق وتاثيراتها علي تحقيق فرص التنمية المستدامة، والانتهاكات الاسرائيلية، التي طالت البيئة الفلسطينية...ولم يتطرق كالعادة لركام الحرب.

اما الحلقة النقاشية لمحافظات وبلديات دول مجلس التعاون الخليجي، التي افتتحت في الكويت تحت عنوان:« دور المحافظات في حماية البيئة»، وشاركت فيها محافظات وبلديات دول مجلس التعاون الخليجي، والاتحاد العربي للشباب والبيئة، والشبكة العربية للبيئة والتنمية، والمنظمة العالمية لاستثمار اوقات الفراغ بالعلوم والتقنية، واللجنة الكويتية للعمل التطوعي، والامانة العامة للاوقاف (الصندوق الوقفي للتنمية الصحية)، فقد تم خلالها إستعراض تجارب دور مجلس التعاون في حماية البيئة وتبادل الخبرات البيئية والتعرف على المستجدات كافة في هذا المجال، لكنها هي الأخرى تجاهلت ركام الحرب.

وانعقدت في عمان ورشة عمل في 14 اكتوبر (تشرين الأول) الحالي، نظمتها الجمعية العلمية الملكية، بالتعاون مع وزارة البيئة، وأمانة عمان الكبرى، وجمعية البيئة الأردنية، وبدعم من وكالة الإنماء الـــــدولي الأميركية، بهدف التعريف بمــــشروع فــــرز النفايات الخطرة عن النفايات المنزلية الذي نفذ في أحد أحياء عمان، والبحث في إمكانية تطبيق نتائج المشروع على البلديات والمؤسسات الحكومية والجهات غير الحكومية. ولم تتطرق الورشة الى الخردة العراقية الملوثة بالإشعاع.

وشهد العام الماضي ندوة»إدارة النفايات الصلبة القابلة للتدوير وإعادة الإستخدام»،التي عقدت في مدينة بنغازي بليبيا، 7 ديسمبر (كانون الاول)، تحت شعار: «لتكن النفايات مواد أولية»، ونظمها المعهد العربي لإنماء المدن، بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين والهيئة العامة للبيئة في الجماهيرية الليبية. وتوخت تحقيق هدف محاورها، وهو التعرف على الطرق الحديثة للإدارة الجيدة للنفايات الصلبة من حيث طرق جمعها، ونقلها وتدويرها وإعادة استخدامها والتخلص الأمثل منها، الإطلاع على التجارب الإقليمية والدولية في هذا المجال، والعمل على تنسيق وتكثيف الجهود لوضع استراتيجيات عربية لإدارة النفايات الصلبة القابلة للتدوير وإعادة الاستخدام بما يتناسب مع ظروف كل دولة.

وقد تبنت الندوة توصيات مهمة، منها وضع استراتيجيات بيئية وطنية بالدول العربية للتخلص من النفايات الصلبة خاصةً الخطرة منها لتفادي تأثيراتها على صحة الإنسان والبيئة، استكمال منظومة التشريعات البيئية في إطار التنمية المستدامة ووضع الآليات اللازمة لتطبيقها، التأكيد على أهمية التكامل بين القطاعات المختلفة ذات العلاقة بالنفايات الصلبة، والعمل على إيجاد مراكز معلومات وطنية بالدول العربية عن النفايات الصلبة وغيرها، وإنشاء مختبرات بيئية مرجعية في كل دولة. ولم يأت ذكر لركام الحرب في البلدان العربية ولسبل التخلص من مخاطره.

مؤتمر جديد وتشهد مدينة شرم الشيخ المصرية فعالية كبرى بين 23 و25 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل انعقاد المؤتمر العربي الثالث للإدارة البيئية، تحت شعار «الاتجاهات الحديثة في إدارة المخلفات الملوثة للبيئة»، الذي تنظمه المنظمة العربية للتنمية الإدارية. وستكون محاوره وموضوعاته الرئيسية: مفهوم وأنواع المخلفات الملوثة للبيئة وأساليب معالجتها، الأطر والنظم والأساليب الحديثة لإدارة المخلفات الملوثة للبيئة، إعداد وتطوير الموارد البشرية اللازمة لإدارة المخلفات الملوثة للبيئة. الموارد المالية اللازمة لإدارة المخلفات الملوثة للبيئة، دور المجتمع المدني في إدارة المخلفات الملوثة للبيئة. وستسبق المؤتمر ورشة عمل بعنوان: «التنمية المستدامة» بين 21و22 من الشهر نفسه.

ويتساءل المختصون ان كان المؤتمر سيولي إهتماماً لمشاكل مخلفات الحروب، المنتشرة في العديد من البلدان العربية، ويبحث في سبل التخلص من مخاطرها الصحية والبيئية وفقاً للإتجاهات الحديثة في إدارة المخلفات الملوثة للبيئة. وندعو المؤتمرين الى التحلي بالجرأة والشجاعة وبروح المسؤولية فيتناولوا مخلفات إستخدام ذخيرة اليورانيوم المنضب Depleted Uranium بإعتبارها ذخيرة حربية فتاكة، مشعة وسامة، مصنعة من نفايات نووية ناتجة عن عملية تخصيب اليورانيوم للحصول على النظير U 235 بتركيز أكثر من 3.5 بالمائة لأغراض الطاقة الذرية وبتركيز أكبر في صنع الأسلحة النووية.

وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الركام المضروب بتلك الذخيرة يبقى ملوثاً بالإشعاع لسنين طويلة. وأثبتت ذلك القياسات التي أجراها العالم البريطاني كريس بسبي بنفسه عام 2000 لركام الحرب المنتشر في مدينة البصرة العراقية، والدراسة الميدانية العلمية الواسعة التي أجراها المركز الدولي لأبحاث اليورانيومUMRC في العراق خلال الفترة من 27/9 الى 10/10/ 2003، وأثبتت وجود نشاط إشعاعي خطير مصدره الركام المضروب بتلك الذخيرة. وقد سببت الحرب الأخيرة انتشار التلوث الإشعاعي في أرجاء العراق بما يزيد عن 30 ألف مرة عن الحد المسموح به.

وفي الكويت إعترف مسؤول بيئي بوجود أكثر من 150 دبابة مضروبة بذخيرة اليورانيوم تأكد أنها ملوثة بالإشعاع، وما تزال موجودة لليوم في الأراضي الكويتية، ولم يتم التوصل بعد لطريقة للتخلص منها. وتؤكد التقارير وجود المئات من القنابل وقذائف اليورانيوم المشعة، الى جانب الركام، مطمورة في الأراضي العراقية والكويتية والسعودية، وغيرها. ومع هذا لم تنشر ولا دراسة واحدة، ولم يعلن عن أية إجراءات جدية للتخلص منها، بينما يواصل مسؤولون عن البيئة هنا وهناك تكرار مقولات وزارة دفاع الاميركية من قبيل «لا يشكل اليورانيوم المنضب خطراً»، و«لا علاقة» لإنتشار أمراض السرطان بإستخدامه، و«لا توجد» أدلة علمية على أضراره الصحية والبيئية،الخ، توافقاً وسياستها للتنصل من مسؤولية إستخدام لذخائر اليورانيوم المشعة وتداعياتها على المدنيين والعسكريين، وما يترتب عليها قانونياً ومادياً.

وأحدث ما يدحض هذه المقولات النافية للتلوث الإشعاعي للذخيرة المذكورة، هو إعلان خبراء وأكاديميين أردنيين ان الخردة العراقية التي يتم جمعها في الأردن تشكل مصدرا لإشعاعات نووية تلحق ضررا كبيرا بالمواطنين. وأكد أستاذ الكيمياء النووية بالجامعة الأردنية الدكتور فواز الخليلي ان الخردة العراقية، وهي عبارة عن معدات وآليات الجيش العراقي التي دمرتها القوات الاميركية في حربها على العراق، تحتوي على نسبة كبيرة من الاشعاعات، موضحا ان تدمير هذه الآليات تم باستخدام صواريخ وقذائف تحتــــوي على اليورانيوم.

وأوضح ان منطقة «الموقر» الواقعة شــــرق العـــــاصمة الاردنية، والتي كانت تخزن فيها الخردة العراقية، تشكل مصدر تهديد خطير للبيئة الاردنية والسكان في المناطق المجاورة بسبب احتوائها على نسبة عالية من الاشعاعات، مما حدا بالحكومة الاردنية الى اغلاق المنطقة امام الخردة العراقية بعد ثبوت وجود اشعاعات فيها («الشرق الأوسط»، 19/9/2004). علماً بأن مئات الأطنان من الخردة العراقية (السكراب) تسربت خلال الأشهر الماضية الى العديد من البلدان العربية المجاورة، وثبت بأنها تشكل خطراً على السكان، فمنعت كل من الكويت والإمارات والأردن دخولها الى أراضيها. ومنعت السلطات العراقية تصديرها للخارج من دون موافقة وزارة البيئة.. وضحايا التلوث الإشعاعي يشغلون القسم الأكبر من أسرة المستشفيات العراقية.

فليدرك الجميع إن حماية بيئة الدول العربية من مخاطر ركام الذخائر المشعة هي حماية لحياة شعوبها ومستقبل اجيالها، لاسيما وان العلماء النوويين يجزمون بان اليورانيوم المنضب يبقى مشعاً لمئات اَلاف السنين !