المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رفض التنازل عن المعاش فتخلصت منه ...........حفر قبره بيديه .........(قصة واقعية)



سيد مرحوم
09-28-2004, 09:33 AM
رفض التنازل عن المعاش فتخلصت منه

حفر قبره بيديه

أسدلت محكمة جنايات بني سويف بصعيد مصر الستار على واحدة من حلقات المسلسل الدامي لقتل الأزواج. قررت المحكمة إحالة ربة المنزل قاتلة زوجها الثاني إلى فضيلة المفتي للموافقة على إعدامها. والغريب في الجريمة أن القاتلة طلبت من المجني عليه أن يحفر قبره بيديه قبل أن تقتله كما أن زوجها الثالث هو الذي أبلغ عنها!

انقبض قلب “سمية” عندما سمعت صوت طرقات على باب المنزل وكأن قلبها كان يشعر بحدوث شيء ما. إنها تعرف من الطارق ولماذا جاء، بالتأكيد إنه مطلقها “صبحي” الذي يحضر في مثل هذا اليوم من كل شهر، حيث تصرف هي معاشه الشهري كاملا من أحد البنوك بموجب التوكيل الرسمي الذي أعطاه لها ويحضر هو للقاء أطفاله في الزيارة المتفق عليها بينهما عند انفصالهما وأخذ جزء من المعاش وترك الباقي لها ولأطفالها. واستعدت “سمية” للقاء طليقها وهي تذكر نفسها بضرورة إقناعه بالتنازل عن المبلغ الذي يحصل عليه من المعاش لأن المعاش بالكامل لا يكفيها هي وأطفاله الأربعة وإلا فالويل له وسيكون هو الجاني على نفسه.

سمية كانت أكبر أخواتها (5 بنات و4 أولاد) وعت على الدنيا فوجدت نفسها تقيم في إحدى قرى محافظة بني سويف في صعيد مصر، توفي والدها وترك أمها تحمل عبء الأطفال التسعة بمفردها وعندما بلغت من العمر 14 عاما تقدم جارها الجزار للزواج منها، ورغم صغر سنها وافقت أمها على الزواج حتى ترفع جزءا من الحمل الثقيل عن كاهلها. وأنجبت سمية ابنها الأول “سيد” لكن بعد زواجها بخمس سنوات فقط تركها زوجها في منزل أسرتها بحجة سفره للبحث عن عمل جديد ثم فوجئت بوصول ورقة طلاقها على منزل أسرتها دون مبررات، فسافرت إلى القاهرة للبحث عن عمل وبالفعل وجدته في أحد مصانع الغزل والنسيج فأقامت في حجرة صغيرة على سطح أحد المنازل مع طفلها الصغير الذي كانت تضطر لتركه مع جارتها العجوز أثناء فترة وجودها في المصنع، ودارت الأيام وبعد مرور أربع سنوات من طلاقها الأول تعرفت عن طريق إحدى زميلاتها في المصنع الى “صبحي” ورغم أنه كان متزوجا في محافظة الشرقية ولديه أربعة أطفال إلا أنه أقنعها بأنه سيقف بجوارها وسيكون رجلها وسيساعدها في تربية طفلها “سيد” حتى وافقت على الزواج منه، وعاشت معه بالقاهرة أحلى سنوات عمرها وأنجبت منه 4 أطفال تباعا وبعد خروجه للمعاش أعطاها 17 ألف جنيه من مكافأة نهاية الخدمة، فاشترت منزلا في قريتها في بني سويف بالقرب من منزل أسرتها وانتقلت مع أولادها الخمسة إلى المنزل الجديد وكان صبحي يتردد عليها في المنزل عندما تسمح له ظروفه بذلك وقلما كانت تسمح لأن وقته مقسم بين عمله الجديد في القاهرة ومنزل زوجته الأولى وأولاده الأربعة الآخرين في الشرقية، وعندما توفيت والدة سمية طلب منها صبحي العودة للإقامة معه في القاهرة لكنها رفضت لأن حياتها وحياة أولادها تأقلمت على الإقامة في بني سويف، وكانت هذه أول شرارة للخلاف الذي احتدم بينهما بعد ذلك حتى أصبحت زيارات صبحي ثقيلة على قلبها فقد كان حديثه الوحيد يدور حول ضرورة لم شمل الأسرة، وأن أطفاله قد كبروا ويحتاجون لرعايته ووجوده معهم بصفة مستمرة بينما كانت هي رافضة الفكرة خاصة أن معظم وقته يقضيه مع زوجته الأولى وأولاده منها في الشرقية، وتكررت المشاحنات حتى أصبحت روتينا شبه دائم وكان لابد أن ينتهي الأمر بالطلاق. وبالفعل اتفق الاثنان على الطلاق وضغطت سمية عليه وهددته بأنها ستترك له أطفالهما أو تقوم بتوصيلهم بنفسها إلى منزل زوجته الأولى فاضطر صبحي للموافقة على عمل توكيل رسمي باسمها لتسلم معاشه الشهري على أن تعطيه الربع والباقي لنفسها هي وأطفالها على أن يقوم بزيارتهم مرة في كل شهر لرؤية أطفاله والحصول على نصيبه المتفق عليه من المعاش، ودارت بها الأيام مرة أخرى وظلت وحيدة فترة من الوقت حتى تعرفت إلى سائق الميكروباص “عادل” وأقنعها بكلماته المعسولة انه سيشاركها مسؤولية أبنائها الخمسة حتى أوقعها في شباكه وتزوجته وأقنعها ببيع المنزل ومشاركته في شراء ميكروباص بالتقسيط على أن يكون ثمن المنزل هو المقدم، ووافقت على كل طلباته دون أي اعتراض فقد كانت شبه مسلوبة الإرادة خاصة أنه أصغر منها بحوالي 10 سنوات كما أنها جربت حظها مرتين وفشلت في كل مرة ولا تريد أن تفشل للمرة الثالثة، واستنزفها عادل حتى النهاية حتى يئست منه فالميكروباص دائما معطل وكل الإيراد ينفق على إصلاحه ولم يعد لديها سوى المعاش الذي تحصل عليه من صبحي، وخلال زيارته الشهرية بدأت في محاولة إقناعه بالتنازل عن المعاش بالكامل لكنه رفض وأصر على موقفه فيكفيها المبلغ الذي تحصل عليه وأخبرها أنه لن يتكفل بالإنفاق على امرأة متزوجة من رجل آخر وهددها بإلغاء التوكيل وعليها في هذه الحالة اللجوء إلى المحكمة لتحصل على حقها، ونشبت الخلافات بينهما وتكررت عدة مرات حتى جاء يوم الجريمة.

فتحت سمية الباب وصح ما توقعته فقد كان صبحي بالفعل هو الطارق، استقبلته بالترحاب على غير العادة منذ فترة طويلة فقد كان رأيها قد استقر على ضرورة ملاطفته ربما يلين موقفه وأخذت تذكره بأيامهما الماضية والسنوات التي أمضياها معا في سعادة ولمحت إليه أنها على استعداد للحصول على الطلاق من زوجها الثالث عادل وأن تعود إلى عصمته مرة أخرى، وكاد صبحي يقع في الفخ ويوافق على طلباتها خاصة أن سمية كانت في ذلك الوقت قد دفعت أولادها إلى النوم وخلا أمامه الجو لكنه أفاق إلى نفسه في آخر لحظة وتذكر أنها هي التي رفضت أن تقيم معه في القاهرة كما طلب منها عدة مرات حتى اضطرته إلى تطليقها فأعلن لها إصراره على عدم زيادة مبلغ النفقة الذي اتفقا عليه. استشاطت من شدة الغضب فقد فشل الجزء الاول من خطتها لذلك فعليها أن تنفذ الشق الثاني الذي استقرت عليه. ادعت أنها تحتاج إلى تغيير البلاط في منور الشقة وطلبت منه مساعدتها في عمل حفرة في المنور وبعد أن انتهى من الحفر دخلت إلى المطبخ وأعدت كوبا من الشاي ودست فيه كمية من الأقراص المخدرة وقدمته إليه وبعد أن تناول صبحي الشاي استغرق في نوم عميق، على الفور قامت بخلع الإيشارب وخنقته به حتى اطمأنت إلى وفاته وبدأت في سحب الجثة إلى المنور استعدادا لدفنه في الحفرة التي حفرها بنفسه لكنها فجأة سمعت صوت طرقات على باب الشقة رغم تأخر الوقت، على الفور قامت بسحب الجثة أسفل السرير بحجرة النوم وأسرعت لتفتح الباب فوجدت زوجها الثالث عادل، سألته عن سبب حضوره في هذا الوقت خاصة أنه هجر المنزل منذ أكثر من شهر فأخبرها أنه التقى مع صبحي منذ حوالي ساعتين واتفق معه على انتظاره على المقهى حتى يزور أولاده ويعود إليه وعندما تأخر حضر للسؤال عنه! أنكرت سمية حضور صبحي وأظهرت لعادل تذمرها من وجوده وعدم ترحيبها به مما أثار الشكوك في نفسه، وغادر المنزل واتجه على الفور إلى قسم الشرطة ليبلغ رئيس المباحث بشكوكه خاصة أنه لمح بعض الملابس التي كان صبحي يرتديها ملقاة على الأرض، أسرع رئيس المباحث بالانتقال إلى منزل سمية وبمداهمته وتفتيشه تم العثور على جثة صبحي عارية من الملابس فقد كانت سمية تستعد كما اعترفت لتمزيق الجثة ودفنها في الحفرة التي أعدها في منور الشقة. أحيلت المتهمة إلى النيابة التي أمرت بحبسها على ذمة التحقيق بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار وإحالتها إلى محكمة الجنايات التي أحالتها إلى المفتي للموافقة على إعدامها.