المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منحته أموالها فتزوج من غيرها .....الخادمة والنذل .....(قصة واقعية)



سيد مرحوم
09-28-2004, 09:31 AM
منحته أموالها فتزوج من غيرها
الخادمة والنذل

ركنت زجاجة الدواء قرب السرير، وتحاملت على قواها ونهضت وهي عازمة على الخروج إلى العمل في هذا اليوم. يجب أن تستمر في جمع المال مهما كانت النتائج. اقترب موعد زواجها من إياد وعليها أن تفي بكل التزاماتها، ولن يضرها إذا أضافت إلى أوقات عملها ساعات أخرى، ولكن عليها أن تنهض الآن وتنسى آلام حنجرتها وتخرج إلى الشقق والبنايات فورا.

حين أنهت غسل درج إحدى البنايات شعرت بشيء من التعب، وجاءتها فوراً نوبة سعال متصلة، فظهر أبو رشدي من محل الشرقيات وهو يعيد نصائحه ويطالبها بأخذ استراحة من العمل، لكنها ابتسمت له وأكدت أن الألم في حنجرتها والطبيب أعطاها ثلاث علب من الدواء ولكنها تضايقت من البقاء في البيت ولم تكمل الدواء حتى الآن، بينما جسمها يتحمل العمل لأنه لم يتعرض للمرض من قبل.

وانتقلت سماح إلى بناية أخرى ومددت أنبوب الماء من إحدى الشقق وبدأت بغسل الدرج وهي تفكر بتوسيع أعمالها، وسوف تتفق مع أصحاب الشقق لتنظم برنامج عملها بشكل يومي، وبعد مرور فترة سوف تحصل على المال الوفير وهذا يساعد إياد في مشروعه الجديد ويجعل موعد الزفاف ثابتاً، وأكثر ما تخشاه في هذه الفترة ألا يتمكن إياد من جمع المال الكافي ليحوّل دكان الخضار إلى سوبر ماركت، وحينها سوف يؤجل الزواج مرة ثالثة.

على إيقاع الماء المتدفق من الأنبوب البلاستيكي، استعادت ذكرياتها الجميلة مع إياد. تعرفت عليه حينما كانت تقوم بتنظيف شقة سكنية في الحي الراقي، وانجذبت إلى ابتسامته وهي تفتح الباب ليظهر أمامها حاملاً أكياس المنظفات والمواد الغذائية بعدما طلبتها منه صاحبة الشقة في الهاتف. كان موعدها في هذه الشقة كل سبت، وكانت صاحبة الشقة تطلب الخضار في أول أيام الأسبوع، ما جعلها تلتقيه مرة في الأسبوع وهي تفتح له الباب وتحييه بابتسامة صغيرة وتتأمل ابتسامته الواسعة وهو يقدّم لها أكياس الخضار. وحينما دعاها لزيارة دكانه المجاور شعرت بفرح طارئ، وبعد الزيارة نمت المشاعر بسرعة ووصلت إلى الحب القوي وتم الاتفاق على الزواج، ويجب عليها الآن أن تساعده في مشروعه، وتبحث عن فرص عمل جديدة لتجمع مبالغ مالية جيدة وتساهم في تكوين حياتها الزوجية القادمة.

انطلقت عبر شوارع الحي الراقي الضيقة وقررت أن تنفّذ خطتها الجديدة فوراً. دخلت إلى المكاتب العقارية وطلبت من أصحابها أن يساعدوها بتأمين فرص عمل في شقق الحي وهي تؤكد قدرتها على تنظيف شقق كثيرة كل يوم. وزارت محل أبو رشدي، وشرحت له وضعها، وطلبت منه مساعدتها بإرسالها إلى بيوت العائلات الثرية.

حين عادت إلى شقتها الصغيرة، جمعت كل مدخراتها، وأخرجت حقيبة جلدية صغيرة من تحت السرير ووضعت ما بها من المال في حقيبتها اليدوية، وقررت أن تسلم هذا المبلغ إلى إياد في الصباح مع استمرارها في جمع المال وتسلّمه إليه كل يوم لكي لا يعرقل مشروعه الجديد.

في اليوم التالي استقبلها إياد بابتسامته المشرقة. أخذ منها الرزمة المالية وأحصاها بسرعة وسجل الرقم في دفتر حساباته، وحينما اعترضت أكد لها بأن المبالغ التي تدفعها له هي دين عليه سيعيده لها في وقت قريب.لكنها أكدت له بأنها لن تستعيد المبلغ إطلاقاً طالما أنهما سيعيشان حياة زوجية واحدة ولا توجد بين الأزواج حسابات.

مع مرور الأيام بدأت تشعر أن إياد يتغيّر بسرعة شديدة. افتقدت ابتسامته، وبدأ يظهر تذمره من مجيئها إلى السوبر ماركت. سألته عن أسباب حالته النفسية الطارئة، أكد لها ألا تعتاد على زيارة السوبر ماركت لأن الزبائن يبقون فترات طويلة لاختيار احتياجاتهم، ولا مجال للحوارات العاطفية. وقررت أن تحسم الأمر بسرعة، فسألته عن استعداداته للزفاف القريب، فتمهل قليلاً وقال إنه سيؤجل حفل الزفاف إلى وقت آخر، وحينما أظهرت ضيقها صرخ بحدة بالغة يطلب منها الخروج بسرعة لكي لا تعرقل عمله الجديد.

في اليوم التالي اتصلت به عبر الهاتف، وهي تشعر بالارتعاش يشمل جسدها بأكمله. لم تنم في تلك الليلة، وبدأت تتوجس من تأجيله موعد الزفاف. كل أموالها أصبحت في السوبر ماركت فقد جمعت عدة آلاف من جراء خدمتها في الشقق ما يقارب العشر ساعات يومياً، والآن تشعر أنها تفقد سعادتها تدريجياً. جاءها صوته عبر الهاتف غاضباً. طلبت أن تلتقي معه في مكان قريب، فصرخ محتجاً وقال إنه لم يعد مستعداً للاستمرار في هذه الترّهات، وحينما ذكّرته أنها خطيبته، أكد ان الخطبة مستمرة والزواج مؤجل حتى وقت آخر.

شعرت بشرود وهي تنظف شقة عائلة أم حسان. قبل ما يقارب الأسبوعين أرسلها صاحب المكتب العقاري إلى هذه الشقة لتداوم على تنظيفها كل أسبوع. وفي هذا اليوم ستظل حتى وقت متأخر بعدما طلبت منها أم حسان أن تتأخر حتى منتصف الليل لتساعدها في تأمين لوازم حفل خطوبة وعقد قران ابنتها ضحى. لم تستطع كتم ابتسامتها وهي تستعيد ملامح ضحى القاسية والبعيدة عن الأنوثة. سوف تتزوج ضحى هذه الليلة لأنها ابنة عائلة ثرية، وستظل هي بلا زواج رغم جمالها وأنوثتها لأنها خادمة في البيوت. لكنها ليست فقيرة لأنها تجمع من خدمة الشقق أضعاف ما يحصل عليه الموظفون الكبار من وظائفهم الرسمية، ولولا عملها المستمر لما تمكّن إياد من تحقيق مشروعه الجديد، وإجراء ديكورات جديدة لدكانه القديم.

في المساء أصاب الارهاق جسدها. لم تهدأ طيلة النهار، ومن الصباح وهي تغسل الغرف والصالونات، وتساعد الطاهية في المطبخ، وتنقل الأواني إلى غرفة الطعام. ونظرت إلى ضحى وهي ترتدي فستان عقد قرانها الأبيض، وتمنت أن يحقق أياد حلمها، وسوف تشتري فستاناً أفضل منه. واتجهت إلى المطبخ وجلست على مقعد قريب لتريح جسمها من تعب اليوم الطويل. بعد دقائق ارتفعت أصوات الزغاريد، وانطلقت الموسيقا في أرجاء الشقة الواسعة.

حين دخلت سماح إلى الصالون وهي تحمل أواني الطعام، لم تميز الوجوه المتقاربة. الصالون مملوء بالناس، والاحتفال صاخب والفرح يشمل الجميع. وفجأة تجمدت وهي تنظر إلى جهة بعيدة. كان إياد يجلس إلى جانب ضحى مرتدياً بدلة سوداء أنيقة، والزهور تتناثر حوله والفرح يملأ وجهه. ونظرت سماح إلى ابتسامته التي افتقدتها في الفترة الأخيرة. ثلاثة أشهر وهي تمنحه أموالها ليبني مستقبله المهني، والآن تخلى عنها وارتبط بضحى لأنها ابنة عائلة ثرية، وهي خادمة في شقق الأثرياء.

تقدّمت من إياد وعروسه ضحى وكأنها تريد أن تتأكد من شخصيته. نظرت إليه بغضب شديد ودفعت الأواني باتجاهه بقوة بالغة، فتناثرت المأكولات فوق بدلته السوداء، وصرخت ضحى وهي تبعد المأكولات عن فستانها الأبيض، بينما وجهت أم حسان وهي تصرخ غاضبة إلى وجهها لطمة قاسية، ونهض إياد ووجّه اليها ضربات متتابعة فيما وقعت هي مشدوهة نتيجة المفاجأة اللامتوقعة.

وشعرت أنها مهانة ومجروحة الكرامة. هذا الرجل هي صنعته وأوصلته إلى هذا الحفل الأنيق، والآن تتلقى لطماته الموجعة؟ ولم تشعر كيف امتدت يدها إلى الشمعدان الذهبي القريب، وحملته ولطمت به رأسه بضراوة بالغة. نفر الدم بسرعة، وهرع المدعوون وبدأوا يسعفون إياد بسرعة، فيما هو متكئ على جانب من المقعد محاولاً تفادي السقوط إلى الأرض، وضع يده على رأسه وهو يكرر صرخات الألم، وبعد لحظات سقط محدثاً دوياً عاليا.

أمام ضابط التحقيق صمتت سماح وهي تتلقى سؤالاً متكرراً عن أسباب قتلها إياد. وأطلقت ضحكة مدوية، وعبثت بأوراق طاولة الضابط، وانطلقت ترقص في أرجاء قسم الشرطة، وهنا قال مساعد الضابط: سيدي هذه امرأة مجنونة ولابد أنها صدمت ما جعلها تنتقم من الرجل الذي سبّب لها الصدمة.

وحين دخل أبو رشدي مهرولاً سمع كلام المساعد، فتوقف قليلاً وأشار إلى سماح مؤكداً أن القتيل هو الذي سبّب لها تلك الصدمة البالغة حينما استحوذ على أموالها وبحث عن أموال أخرى من خلال زواجه من فتاة ثرية.