المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تدريبات أمريكية “وهمية” على ضرب منشآت نووية إيرانية



سيد مرحوم
09-21-2004, 11:09 AM
الولايات المتحدة و”إسرائيل” بحثتا في إجراء عسكري محتمل

تدريبات أمريكية “وهمية” على ضرب منشآت نووية إيرانية

واشنطن - “الخليج”:

ذكرت مجلة أمريكية أمس (الاثنين) أن وكالتي الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.ايه) والدفاعية (دي.آي.ايه) نفذت ضربات عسكرية وهمية وقائية على مواقع نووية إيرانية. لكن مسؤولاً في سلاح الجو الأمريكي أكد أن تلك الضربات لن تحل الأزمة حول الملف النووي الايراني، بل ستفاقمها. وكشفت مجلة “نيوزويك” في عددها الجديد أمس أن مسؤولين أمريكيين و”اسرائيليين” تباحثوا الأسبوع الماضي في شأن عمل عسكري محتمل ضد إيران. ونسبت الى مسؤول “اسرائيلي” كبير لم تسمه قوله: “يجب أن نبدأ ترويض أنفسنا على التسليم بأن إيران أضحت تملك القنبلة النووية”.

وأشارت “نيوزويك” الى أن واشنطن وحلفاءها يشعرون بالقلق من أن البرازيل ربما كانت تحذو حذو إيران في تخصيب اليورانيوم، علماً أن البرازيل ليست ضمن الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي. وقالت إن الضربات الاستباقية الوهمية على منشآت إيرانية مفترضة خضعت بعد تنفيذها لتحليل دقيق من قبل مسؤولي وكالتي الاستخبارات المذكورتين.

أضافت انه بعد فضيحة غزو العراق بدعوى امتلاك أسلحة دمار شامل لم يتسن العثور عليها أضحى صعباً على صقور إدارة الرئيس جورج دبليو بوش إيجاد أرضية مقنعة لاعتماد سياسة “تغيير النظام” في طهران.

وأشارت الى أنهم عمموا مذكرات داخل الإدارة في شأن ضربة محتملة لإيران تحت عنوان “مسودة” أو “مسودة عملية” لتفادي تدخل الكونجرس. ونسبت الى مطلعين داخل الإدارة قولهم إن المذكرات المشار إليها تنادي بإجراء مماثل لما حصل في العراق: إطاحة النظام الإيراني وتنصيب حكومة موالية للولايات المتحدة في طهران تعلن نبذ الطموحات النووية ثم تنسحب القوات الأمريكية.

وأوضحت “نيوزويك” أن هذه الخطة أثارت فزع قادة الجيش الأمريكي ولم تحظ بمساندة تذكر على صعيد مجلس الوزراء في إدارة بوش.

وفي طهران، نقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية عن الرئيس محمد خاتمي قوله أمس في محافظة أذربيجان إن بلاده ستقاوم المطالب “المبالغ فيها” من جانب القوى العظمى. وأضاف ان ما حصل في الأيام الماضية في شأن البرنامج النووي الايراني “مؤشر على الانحلال الأخلاقي في العالم وهيمنة القوة والنفاق على العلاقات الدولية”.

واستبعدت مصادر أمريكية مطلعة في تصريحات ل “الخليج” أن تستخدم إدارة بوش الخيار العسكري ضد إيران، على الأقل حتى انقضاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ووصف ضابط أمريكي متقاعد الحملة الأمريكية الاعلامية الحالية التي تتهم ايران بمعاونة ومساعدة ما يوصف بالتمرد العراقي ضد القوات الأمريكية والحكومة العراقية المؤقتة الموالية لواشنطن بأنها محاولات تصعيد تستهدف التهويش والتهديد في إطار شن حرب نفسية.

وحول قيام وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ووكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية بإجراء تجارب “ألعاب الحرب” لتحليل النتائج في حالة توجيه ضربة استباقية الى منشآت إيران النووية، وأسفرت عن نتائج غير ناجحة، تظهر أنه في حالة القيام فعلياً بهذه الضربة الاستباقية لا يمكن عملياً السيطرة على ردود الفعل، أكدت المصادر ل “الخليج” ان هذه النتيجة طبيعية ومتوقعة، لا سيما أن الولايات المتحدة موجودة في المنطقة وفي العواق، وهي على مرمى وسائل الدفاع الايرانية.

وكشفت المصادر ل “الخليج” قيام قيادات عسكرية أمريكية بتحذير الجناح المدني داخل “البنتاجون” وعدد من كبار المسؤولين بالإدارة الأمريكية من مغبة خيار عسكري ضد ايران في ضوء التورط الأمريكي بالعراق، والصعوبة اللوجستية والعسكرية وعدم إمكان توفير القوات اللازمة للتعامل مع ردود الفعل المتوقعة لدولة مسلحة جيداً يصل تعداد سكانها الى 60 مليون نسمة.

مصار أخرى تحدثت إلى “الخليج” كشفت أيضاً أن هناك محاولات متكررة من اللوبي الموالي ل “إسرائيل” داخل الإدارة الأمريكية للدفع بفكرة الخيار العسكري على “أجندة” الإدارة الأمريكية للتعامل مع إيران. وتلخصت تلك الأجندة في ثلاثة اتجاهات أساسية أصر “نادي اسرائيل” بالبنتاجون على وأد اتجاهين منها، وهما:

التوصل لاتفاق مع إيران تتحسن بمقتضاه العلاقات.

إخراج إيران من العملية النووية على نسق النموذج الليبي بالتوصل الى اتفاق مع طهران مع السماح للأخيرة بالاستمرار في تجارب نووية سلمية تتم مراقبتها جيداً لمنعها من إنتاج الوقود النووي.

أما البند الثالث فهو الخيار العسكري لتدمير نشاط إيران النووي.

وذكّرت المصادر بواقعة التحقيق في قضية جاسوس “اسرائيل” بالبنتاجون لاري فرانكلين المسؤول عن ايران بمكتب الخطط الخاصة، وهو المكتب الذي أعلن إنشاؤه في وزارة الدفاع الأمريكية في اغسطس/ آب 2002 كإجراء لتوسيع مكتب العراق بالبنتاجون، حسبما أبلغ المسؤولون الأمريكيون مرؤوسيهم في وزارة الدفاع، ولكن موظفي المكتب فوجئوا بعد نحو شهرين بنقل لاري فرانكلين الخبير في شؤون إيران الى العمل معهم، في اشارة ضمنية الى إدخال إيران ضمن مهمات المكتب.