المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حدائق القصيدة الايرانية الحديثة: أزرع على رأس كل حائطٍ قرنفلةً



المهدى
09-16-2004, 09:29 PM
غسان حمدان


لا شك في ان الشعر الايراني, بعد الاسلام, تأثر كثيراً بالشعر العربي. وفي هذه الألف سنة - مع انقطاع يزيد على مئة عام يمثل فترة الهجوم والحكم المغوليين - اجتاز الشعر الفارسي العقبات وشكل ارضية مثمرة للترابط والحوار ما بين الثقافات والشعوب المجاورة والبعيدة. وكما انه وهب الكثير فقد تقبل الكثير ايضاً من ثقافة الآخرين... ففي فترة الحكم القاجاري الظالم في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وقيام الشعب الايراني للمطالبة بحكم ملكي مشروطي, متأثراً بحركة سنة 1905 في روسيا وتأسيس المجلس النيابي (الدوما), دخل الكثير من العقائد والآراء والثقافات والأيديولوجيات من طريق تركيا العثمانية, التي كانت تمر هي الاخرى بفترة مخاض دولة جديدة, الى ايران وأثّر في الثقافة والوعي الايرانيين اللذين كانا يعانيان من النظام الاقطاعي والملكي المتحالفين.

حصلت تغييرات جذرية في مسار الشعر الفارسي في النصف الثاني من القرن الماضي, فجرت اضافة الاشكال الجديدة او الشعر الحديث, على رغم استمرار الاطر, الى القوالب الشعرية الفارسية.

حاول بعض الأدباء, من امثال تقي رفعت, ابو القاسم لاهوتي, والشاعرة شمس كسمائي, تغيير العروض الكلاسيكي وأوزانه وابتدعوا شعرهم الخاص, لكنه لم يكن يختلف كثيراً عن نظيره السابق وبقي مضمونه واحداً, حتى ظهور قصيدة "أفسانه" لنيما يوشيج, المعروف بأبي الشعر الفارسي الحديث.

ان الموسيقى في الوزن وضرورة تناسب الكلمات والظرافة واستخدام المعاني القريبة والبعيدة لبعض المفردات وأساليب التعبير اللغوية وكذلك حتمية القافية في ما عدا السباحة في مجال التخيل, جعل الشعراء الذين حاولوا كسر الاسلوب الشعري الكلاسيكي, يدركون صعوبة تحقق امانيهم, ولذلك توقفوا او عادوا الى الشعر الكلاسيكي.

ولكن علي أسفندياري (1897 - 1960) المعروف بنيما يوشيج اذ بدأ بأسطورته فإنما هو انهى اسطورة الشعر الكلاسيكي الذي بدأه رودكي, وجعل القافية والوزن دلواً فارغاً لا يروي العطشى.

ومع ان النقاد والادباء هاجموا نيما على كسره التقاليد الا انه كان يقول: "اني نهر يدخل فيه الدلو من اي مكان تريد".

قصدت الأنغاسية المدينة/ واجتازت اليمين والشمال في مسيرها/ فوجدت على الارض مرآة ملقاة/ فقالت:"يا لها من جوهرة فريدة!"/ ولمّا تناولتها كي تدقق فيها/ رأت صورتها/ فرمت المرآة معتذرة:/ "اعذريني يا أختاه!/ لم اكن اعلم ان هذه الجوهرة لك!"/ نحن كتلك المرأة القروية/ سذّجٌ وسهلو الخداع/ اذ في مرآة الحياة/ نكون لا نعرف انفسنا.

مع ان موضوعات شعر نيما يوشيج لم تتعد الطبيعة ووصف مفاتنها, الا ان ظهور رضا خان, مؤسس السلسلة البهلوية, الذي جلب معه تشديد الاستبداد, جعل نيما منزوياً لا يكتب الشعر الحديث ولا ينشره اكثر من عقد, ولمع نجوم الكلاسيكيين الجدد, مرة اخرى, حتى اسقاط الملك من قبل قوى الحلفاء عام 1941.

يقول نيما: الشعر ان لم يستطع ان يكون جميلاً وله وقع في حياة الانسان وتسلية سيكون عبئاً على حياته. وعلى الشاعر ان يكون لديه ارضيته الخاصة تصف آلامه ومشاهده وتوقعاته:

اني انتظرك في الليل/ اذ تصطبغ الظلال في اغصان الاشجار البرية/ بلون السواد/ فيصيبني الملل والحزن/ اني انتظرك في الليل/ ان كنت تذكرني ام لا, لن انساك/ فاني انتظرك في الليل.

صعوبة درك شعر نيما وجوّه الكئيب وحتى ابتعاده شخصياً عن معاشرة الادباء والمثقفين لم تجلب له الشهرة والإقبال في حياته, ولكن بعد وفاته بعقد تهافت الناس على اقتناء مجموعاته الشعرية, التي طبعت بعد وفاته بفترة قصيرة.

يا عازف الناي/ يا من اخذتك ألحانه/ الى ابعد الطرقات/ اين انت؟/ افكر/ بالأيام المتألقة/ التي افتقدتها/ وبمواجهة الشمس/ احدق في فسحة البحر.

ان عدم ترحيب الناس في الاربعينات وما قبلها من القرن الماضي بالشعر الحديث كان له تأثيره ايضاً, ايجابياً, في ابداع قصائد كلاسيكية وبروز اسماء لامعة ترسخت في ساحة الادب الفارسي, كملك الشعراء بهار, برويز ناتل خانلري ومحمد حسين شهريار وفريدون توللي وآخرين...

لا شك في ان شهريار (1904 - 1988) - ولقبه الحقيقي بهجت تبريزي - الذي اشتهر بقصيدته الطويلة "سلاماً لا يا حيدر بابا" والتي كتبها باللغة التركية, كان اكبر شاعر كلاسيكي في القرن الماضي في ايران. اختار هذا الشاعر وصف الطبيعة في المناطق الجبلية في اذربيجان وأناسها الطيبين والساعين...

مرت ثانية, برقة وهدوء/ من جانب السلم/ كانت تفكر ماذا تهيئ من طعام لمريضها؟/ مع هذا كانت تضمها هالة سوداء/ هي ميتة, ولكن/ ما زالت ترعانا نحن الاحياء.

ان اجتياز الروادع العالية منوط بالشجاعة والصبر وهذا ما نجده عند هذا الشاعر الذي بقي علماً امام تغير الثقافة والعواصف السياسية.

كنا نأتي وكنتُ حائراً/ كأنما يذوّبون الزئبق في فؤادي/ كانت مشاهد الارض والزمان مختلطة/ وكان الكل/ يتهربون من بعضهم/ صامتين خائفين.

ان انزه الاحساسات وأنظفها يمكن ان نجده في توصيف شهريار للقرى والجبال, في وصف الشارع والاشجار...

كانت السماء تدور لكي تقرع رأسي/ كانت الدنيا في عيوني المذنبة سوداء/ وصراخ الريح/ يأي من شقوق ومنافذ السيارة/ وكان نداء ضعيف يتراكض خلفي/ ويخز قلبي.

ومن الجدير بالذكر ان شهريار بعد فشله في قصة حب ترك دراسة الطب وبحث عن عمل مكتبي حتى استقر في عملٍ في أحد مصارف مدينته تبريز شمال غربي ايران.

العودة الى الشعر الحر

اذا كان نيما يوشيج أبا الشعر الحديث, فإن احمد شاملو (1925 - 2000), اضافة الى كونه ابا قصيدة النثر الايرانية اعاد للشعر الحر مكانته...

لم يكن موضوع الشعر لدى الشاعر القديم/ عن الحياة/ وفي سماء مخيلته القاحلة/ لم يكن يتحدث الا مع الخمر والحبيبة/ كان يعيش في الخيال ليل نهار/ مقيداً بشراك ضفائر المعشوقة المضحكة.

في قصائد شاملو يحس نوع من الخوف: خوف من العوالم المجهولة. فهو مثل اي شخص ابتلي سابقاً بمصيبة ما والآن اذ يتذكر ذلك, يتوقف قلبه... في شعره ثمة يأس ولكنه ليس ابدياً.

من الكوة/ بقلبٍ متعب, وشفتين مزمومتين, ونظرة باردة/ ألقي نظرة, صباحاً, بعينيّ الناعستين/ الى الخارج:/ في الهواء المضب المبلل المحزن/ نتف حبال فضية في مسبحة الجواهر.../ وفي موقد الريح, تلك النار الملولة/ التي تحرق, رويداً رويداً, وبلا شعلة/ اوراق اجمات خضراء...

يعتبر شاملو الشعر حادثة, حادثة مسببها الزمان والمكان. ولكن شكلها يتحقق في اللغة... ليست المفردات في الشعر مظاهر الاشياء. وانما هي نفسها اشياء تجد حضورها فيه, في الكلمات, بلونها ومذاقها, بصوتها وحجمها ورقّتها, بالايحاءات التي توجدها, بالتداعيات الممكنة فيها, بكل الطاقة التي يمكن ان تكون لها, بكل الثقافة المستترة وراء كل منها, بكل الطيف الذي يمكنها ان تحدثه, وبكل التاريخ الذي لها. وعلى الشعر ان يكون قبل كل شيء شعراً, يعني: اولاً الشعر وبعده الالتزام. يجب الفصل بين الشعر والشعار:

يا للطريق البعيد!/ يا للطريق البعيد الذي لا ينتهي!/ لا للقدم العرجاء!/ النَفَس مع التعب في حربٍ/ انا مع ذاتي/ والقدم مع الحجارة!/ يا للطريق البعيد/ يا للقدم العرجاء!

يدعي احمد شاملو ان قصيدة النثر او الشعر الابيض, كما يسميها, هي شعر لا يريد ان يظهر على شاكلة الشعر... ربما هي رقص لا يحتاج الى ايقاع او موسيقى حسية, الشعر الابيض لديه فكر سام ولطيف ولكنه متمرد بحيث لا ينحصر في اي قالب ووزن ولا يستطيع المرء لجمه...

ولادة اخرى للشعر الحر

مع ان فروغ فرّخزاد (1935-1967) ولدت في عائلة مهتمة بالثقافة, والأدب خصوصاً, لكن هذا لم يكن السبب الاصلي لاتصالها بالمجتمع الثقافي والأدبي, بل روحها المتمردة التي تغرد خارج السرب, وتجاربها الشخصية, وأهمها طلاقها وحرمانها من رؤية ابنها الوحيد, وضعتها في مسار اعتبر شذوذاً عن المجتمع:

إن الذي خفيٌّ فيَّ, بحرٌ/ الى متى يمكنني أن اخفيه؟/ معك, أنت, في هذا الطوفان المخيف/ يا ليتني كنت أملك الشجاعة لأتكلم.

إن الشعر الفارسي الحديث مدين بالكثير لفروغ, التي فاجأت المجتمع الادبي الايراني بمجموعتها الشعرية "ولادة اخرى" باعتبرت, لفيضان عواطفها النسوية, اكثر شاعرات ايران انثوية: قام حتى الشعراء الرجال بتقليد اسلوبها ومزج الخيال بالرقة والعواطف, وأقبل الناس على الشعر وزادت مبيعات الدواوين والمجموعات الشعرية في اواخر الخمسينات وبداية الستينات من القرن الماضي:

ان جئتَ الى بيتي, اجبل لي/ أيها الحنون/ سراجاً ونافذة صغيرة,/ كي انظر منها/ الى زحام الزقاق السعيد.

في اعتقاد فروغ ليس ثمة شعر قديم وجديد... "الشيء الوحيد الذي يميز شعر اليوم عن شعر الأمس هو الفاصلة بين المضمون المادي والمعنوي لحياة مع حياة الامس. وأنا لا استطيع ان افسر لماذا اكتب الشعر, ربما يكون ما احتاج اليه مقاومة الزوال... ان الشعر نافذة وكلما أدنو منها, تُفتح الظلفتان بذاتهما فأجلس تحت النافذة: أحدق, أغني, أصرخ, أبكي, وأمتزج مع صورة الاشجار, فإني اعرف ان في ذلك الجانب من النافذة ثمة فضاء وفي الفضاء أمرؤ يسمع".

شجرتي الصغيرة/ كانت عاشقة الريح/ عاشقة الريح المشوشة/ اذاً, اين بيت الريح؟/ اين بيت الريح؟

الانزواء الجديد

كانت مفاجأة سقوط حكومة مصدّق التأميمية بوساطة الانقلاب الأنكلو - الاميركي عام 1953, وتأثيرها المخرب, من تثبيط الهمم بحيث انها اصابت المجتمع الايراني, وبالأخص المثقفين, بالخيبة ودفعتهم الى اليأس والكآبة, ومنها نرى اثر هذا التحول والتطور السياسي في الادب القصصي والشعري الايرانيين. ويعتبر مهدي اخوان ثالث (1928-1990), ابرز ممثلي شعراء اليأس في هذه الفترة.

فالجو كئيب, والأبواب موصدة, والرؤوس في الياقات,/ والأيدي مخفية,/ الانفاس غيومٌ, والقلوب متعبة وحزينة,/ والأشجار هياكل من بلور مرصوف,/ والارض ميتة القلب, والسماء واطئ سقفها,/ الشمس والقمر يعلوهما الغبار/ انه الشتاء.

مع هذا فإن اخوان ثالث يعتبر من اهم الشعراء في ايران, كما يعتبر ابرز من قلدوا الاسلوب الخراساني, حيث القصيدة طويلة جداً. وفي اواخر حياته مال الى الشعر الذي ينتهي بالآمال والسعادة!... يعتبر اخوان الشعر وليد لحظات القلق وعدم استقرار الانسان, حينما يشع عليه شعور الإلهام.

الكل يقول: انت تعشقها/ - مع انني أدري ان الجميع يعشقونها -/ لكنني اخاف, يا رب!/ اخشى ان يكون ما يقولونه صحيحاً.

في اواخر الخمسينات وبداية الستينات من القرن الماضي ظهرت موجة جديدة من شعر له صبغة ورائحة سوريالية, حيث رفع سُهراب سبهري (1928-1980) راية هذه الجماعة مع فارق بسيط انه كان يمزج شعره بنوع خفيف من العرفان والدروشة, بادئاً مسيرته الشعرية برصانة وقوة.

إن جئتم في طلبي/ مهلاً تعالوا, على رؤوس اصابعكم/ كي لا تتفطر/ آنية وحدتي الخزفية الرقيقة.

من الخصائص الظاهرة لشعر سبهري الفنان, الخيال الحر والبحث عن الروابط المعروفة للأشياء والمفاهيم على نحو ممزوج بالتخيل. اما من حيث البناء والقالب, فشعره المتحرر من قيد الوزن والعروض والروي والقافية, قدم في اغلب الاحيان "موقّعاً". انه, بالاستفادة من الاصوات والكلمات, يخلق موسيقى.

مع ان شعر سهراب سبهري ينطوي على فضائل انسانية مفقودة, الا انه لم ينل في حياته قبولاً عاماً, بل قوبل بانكار وانتقاد. ذمَّ الشعراء والنقاد الملتزمون شعره وأسلوب كتابته, وقدموه باعتباره سلبياً عديم المسؤولية ومتغالياً على المجتمع والناس. ولكن سهراب واصل عمله محتمياً قدر الامكان بشعره ورسمه من دون اي اهتمام لهذه المذمات والضجيج.

سآتي يوماً/ وأجلب معي نبأ ما/ وسأصب النور في الشرايين

...

سأمحو كل شتيمة عن الشفاه/ وأهدم كل جدار/ وأقول لقطاع الطرق: جاءت قافلة متاعها البسمة/ وسأمزق الغيوم/ وأزرع على رأس كل حائطٍ قرنفلةً.

لا شك في ان انتصار الثورة الاسلامية وسقوط النظام الملكي في ايران قد اثرا في شكل عميق في الفكر والأدب والفن في هذا البلد, فولدت ثقافة جديدة اشتهرت بثقافة الثورة وازدهرت في بداية الثمانينات من القرن الماضي منسجمة مع فضاء الثماني سنوات من الحرب ولكن مع هذا يمكن تقسيم شعر ما بعد الثورة الى مرحلتين: شعر الحرب, وشعر ما بعد الحرب.

بيني وبين الأسماك

خلال خمس وعشرين سنة من ولادة نظام جديد ظهرت اسماء بارزة اخرى في ساحة الادب خصوصاً الشعر ولكن المجال لا يسمح بذكر كل الشعراء وتعريف اسلوبهم, لذا نكتفي بالاشارة الى عدد منهم, يمثلون مرحلتي ما بعد الثورة.

شقائق النعمان, هذه الزهرة ذات اللون الاحمر القاني والعمر القصير هي رمز الشهادة في الادب الفارسي المعاصر, وسلمان هراتي (1959-1986) هو شاعر الشهادة وشقائق النعمان, فالشهادة عنده ربيع يضج بالجمال والحياة. والشهادة تشع الحب باستمرار والشهيد شجرة لا تسقط اوراقها حتى في الخريف:

أنت مملوء بالبراعم وتفيض ربيعاً/ فأنت سروٌ أخضر لا ينفض اوراقه في الخريف/ وأنت شمسٌ سامقة ممتلئة بالحب/ تنثر النجوم في الليل.

يحس هراتي ذاته وحيداً وعلى روحه ان تعود الى موطنها مسرعة تاركة سجنها, وهذا ما تحقق له اذ توفي في حادث وهو في عنفوان شبابه.

ايها الحائر/ اذا اعتقدت بالموت/ فالموت جاذبية تهيّجك/ وتجعلك اكثر اخضراراً من ألف ربيع.

مع ان هراتي يعتبر رائداً في حد ذاته الا انه تأثر الى حد كبير بأسلوب سهراب سبهري المفعم بالسريالية وذي النكهة العرفانية.

عندما يصبح الغمام صميمياً/ يهبط الى حيث يُلمس/ وأنا أناديه/ بعبارة صميمية./ ايها الضباب!/ من رطوبة اي هبة سماوية/ تبلل جسمك؟

انتظار عودة المفقودين في الحرب او عدم التصديق لشهادة الاصدقاء هي ايضاً الوجه الآخر في الشعر ايام الحرب وهنا قطعة من قصيدة "خلال فجأة من زهور وابتسامات" لعلي رضا قزوة (مواليد 1962).

السماء تضرب على الدفوف/ بسبع أياد خضراء خفية/ والأموات والأحياء منغمسون في الإنشاد/ يا لسماء الرجال ذوي البذلات الترابية,/ وذوي السحنات الصباحية,/ والذين يغسلون وجوههم في هطول النيران,/ ليتهم يعودون/ ويضعون مناديلهم المضرجة/ على مفرق التراب المشقق.

فترة الإعمار هي مرحلة ما بعد الحرب المدمرة حين اعاد الشعراء المحدثين الطبيعة والمسائل اليومية الى الشعر الفارسي الحديث مرة اخرى.

فحين يكتب حسن حسيني (1956-2004):

على شجرة عجوز/ انا توتٌ فجٌّ/ مصان من اضرار الآفاق جميعاً/ والبعوض يترنح من حولي/ وجودي, صبغة من التجاهل/ لكني اعلم جيداً انني/ - مع كل مرارتي -/ سأكون في النهاية/ فريسة حلوة للغربان.

تكتب فاطمة راكعي (مواليد 1954):

قلبي جزيرةٌ غاضبة على البحر/ انا في وسط المياه, لكني/ جرداء عطشى كما الصحراء/ يا لها من عزلة سيئة/ افكر ونفسي/ يا لها من مسافة بيني وبين الأسماك.

afak
08-12-2009, 02:48 PM
ممكن نكون اصدقاء