المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خبر عاجل .... مقتل الصحفى فى قناة الجزيرة ماهر عبدالله مقدم ( الشريعة والحياة )



المهدى
09-13-2004, 08:01 AM
توفي في العاصمة القطرية الدوحة أول من أمس الصحافي ماهر عبد الله إثر حادث مرور مؤسف.

عمل الفقيد لدى قناة «الجزيرة» التلفزيونية منذ عام 1998، حيث كان يقدم برنامج «الشريعة والحياة» وكان يستضيف الشيخ يوسف القرضاوى فى أغلب الحلقات .

ولد عام 1959 في محافظة جنين بفلسطين، وعمل في عدة مؤسسات إعلامية عربية، منها صحيفة «الحياة» ومركز تلفزيون الشرق الأوسط MBC في مقره السابق في لندن. وللفقيد ثلاثة أبناء.

المهدى
09-13-2004, 08:12 AM
الأحد 28/7/1425هـ الموافق 12/9/2004م


ماهر عبد الله يترك الشريعة والحياة يتيما

http://www.aljazeera.net/mritems/images/2002/9/30/1_116533_1_4.jpg

http://www.aljazeera.net/mritems/images/2000/12/24/image_design1876_3.jpg


فقدت الجزيرة الإعلامي العربي ماهر عبد الله مقدم برنامج "الشريعة والحياة" الذي توفي الليلة الماضية في حادث مروري بالدوحة.

وأدى الحادث كذلك إلى إصابة المفكر والأكاديمي بشير نافع الذي شارك في اجتماع الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي يومي الأربعاء والخميس الماضيين بالعاصمة القطرية.

وكان الزميل الفقيد المشهود له بالقدرة العالية على إدارة الحوارات إلى جانب تقديم برنامج "الشريعة والحياة" مسؤول العلاقات الدولية في قناة الجزيرة حيث أشرف بشكل مباشر على تنظيم منتدى الجزيرة الإعلامي الذي نظمته المحطة في يوليو/ تموز الماضي بالدوحة.

ولد الزميل ماهر عبد الله محمود أحمد يوم 19 يوليو/ تموز1959 بإحدى قرى محافظة جنين بالضفة الغربية، وتربى في كنف أسرة فلسطينية محافظة تتكون من أربعة أبناء كان أكبرهم، إضافة إلى ثلاث بنات.

تابع الفقيد دراسته في المراحل التعليمية الأولى في فلسطين، وبعد احتلال القوات الإسرائيلية الضفة الغربية عام 1967 انتقل إلى مدينة الرصيفة القريبة من الزرقاء في الأردن حيث درس وتخرج من الثانوية هناك. بعد ذلك توجه إلى بريطانيا عام 1979 لدراسة الهندسة الميكانيكية وتزوج إحدى قريباته هناك وله منها أسامة ورباب وضحى.

ماهر عبد الله ..... مشوار حافل

كان ماهر عبد الله أحد أنشط الطلبة العرب في الجامعات البريطانية، وكثيرا ما كان يستضاف في وسائل الإعلام البريطانية للحديث عن القضية الفلسطينية.

في بداية مشواره الإعلامي عمل ماهر عبد الله في الصحافة المكتوبة وغطى حرب البوسنة لصحيفة الحياة اللندنية، ثم انتقل بعد ذلك للعمل في تلفزيون الشرق الأوسط (MBC) بالعاصمة البريطانية حيث أشرف على إعداد وتقديم بعض البرامج الحوارية.

في العام 1998 انتقل ماهر عبد الله للعمل في قناة الجزيرة حيث ارتبط اسمه ببرنامج "الشريعة والحياة" الذي استضاف فيه عددا من المعنيين بالشأن الديني والسياسي في العالم الإسلامي، إضافة إلى تقديمه برامج حوارية أخرى.

ويحتفظ مشاهدو قناة الجزيرة لماهر عبد الله بذكرى طيبة لمشاركته ضمن فريق المحطة في تغطية الغزو الأميركي للعراق حيث كان ضمن الذين نقلوا يوميات ما يجري في العاصمة بغداد وكان هو الصوت العربي الذي نقل للعالم أحداث سقوط بغداد ومشهد إزالة تمثال الرئيس العراقي صدام حسين حينها.

عرف الفقيد بولعه بالقراءة منذ نعومة أظافره حيث كان يقرض الشعر، ولم يتمكن من نشر ديوانه الأول، وله كتاب غير مطبوع يتناول تغطية قناة الجزيرة للحرب على العراق.

المصدر : الجزيرة

سيد مرحوم
09-13-2004, 08:29 AM
رحمه الله00 فقد كان مذيعا مثقفا وناجحا وملائما لبرنامج الشريعة والحياة واظنه كما هي وجهة نظري كان انجح من الناحية الثقافية من مذيعه السابق احمد منصور على رغم ان الاخير كان افضل من الناحية الادارية له...اتصور ان فترة الاستقرار على اختيار جديد يساويه او يفوقه سيطول نظرا لان المذيع الراحل كان مالئا لمكانه..كما اتمنى اتمنى ان يكون الاختيار الجديد موضوعيا من الناحية المذهبية قدر الامكان من الناحية الذاتية لا الشكلية كمايتطلب الاعداد والمواصفات الرقابية في المحطة

شبير
09-13-2004, 09:39 AM
الله يرحمه ... لقد كان ناجحا وهادئا وخلوقا

رحم الله من قرأ الفاتحة

الدكتور عادل رضا
09-15-2004, 05:33 PM
رحمه الله , و رحم الله من يقرأ الفاتحة .
أنا لله و أن أليه لراجعون

جمال
09-18-2004, 10:22 AM
الحياة التي لا تستحق ان يغادرها اطفالها بأكثر من ابتسامة

حازم الأمين
الحياة
2004/09/17

http://www.daralhayat.com/celebrities/09-2004/20040916-17p19-02.txt/MAHER_19.jpg_200_-1.jpg

حين اهتزت الكاميرا وتعثر المراسل, كانت الصورة الأولى من بين الصور الكثيرة التي وصلتنا من بغداد قبل سقوطها بأيام قليلة, تحمل هذا القدر من الارتجاج. مراسل ضئيل الجسم والصوت, وصل لتوِّه الى بغداد. انه ماهر عبدالله مقدم برنامج "الشريعة والحياة" في قناة الجزيرة. لا ادري لماذا لم اقم في حينه علاقة بين الصورتين, أي بين صورة مقدم البرنامج, وصورة المراسل الواصل لتوه الى بغداد. ربما لأن ذاكرتي طاردة لما لا يستهويها من الصور, فأسقطت صورة المقدم وأبقت صورة المراسل.


ماهر عبدالله.
لست هنا في وارد امتداح المراسل والتحفظ على المقدم, لكنني اصبت بما يصاب به عادة من يصادف وجهاً مختلفاً تماماً لشخص يعرفه في التلفزيون. لم يكن ماهر في ذلك المشهد سوى انسان تكثفت في صورة ارتعاده من القصف ملامح الانسان الذي يهوي بفعل قذيفة سقطت في جواره. كان هذا ما نحتاج ان نعاينه في الحرب. المراسلون الذين لم تهزهم القذائف والانفجارات لم يضيفوا كثيراً إلى ما نعرفه, وهم ايضاً اخفوا الكثير الكثير عنا. ما يعوزنا كان صورة ماهر عبدالله منزلقاً الى خوف فطري يشبه خوف طفل. رجل يذهب الى بغداد بغية التقاط لحظة خوف وضعف.

لم يكن الصوت خارجاً من "ميكروفون" الكاميرا, كما هو حال اصوات المراسلين المتماسكين خلف كاميراتهم, كان صوتاً متهدجاً ومتقطعاً مثل حال اصـوات سكان بغـداد وأهـلها في لحـظات الذروة تلك, ولهذا كان يمكن ان نصـدق ذلك الصـوت في وقت كانت الثقة منعدمة بيننا وبين الفـضائيات العربية, فنحن هنا حيـال انين خـارج من جـسم مرتعد. لم يعد مهماً ما تؤديه الجمل والكلمات حين يخرجها عبر ميكروفونه: "ايها المشاهدون... الحال في بغداد يمكنكم ملاحظتها على وجهي. لا تصدقوا كلماتي ولا ارقامي ولا المعلومات المتوافرة. انها انا في هذه اللحظة التي اهوي فيها من امام الكاميرا, والتي اكاد ابكي لشدة وطأتها علي وعلى اهالي بغداد". لم ينطق ماهر بهذه العبارات, ولكنه كاد يفعلها, او هكذا خُيل الينا.

عاد ماهر من بغداد الى "الشريعة والحياة", ولكن بغداد مسته, اذ ان مشهده فيها جعل يُلح على مقدم البرنامج, صرنا نحن الذين اختلفنا معه في مأزق, واكتشفنا هشاشة انحيازاتنا التي تهتز عند منعطف مشهد تلفزيوني. كيف لنا نحن المختلفين مع ماهر ان نوفق بين الرجلين؟ ربما لعبت المعرفة المباشرة دوراً في رأب الصدع بين صورتي الرجل... وهكذا كان واستطاع ماهر ان يبدد تلك المسافة من دون ان يقنعنا, اذ لم يكن يسعى الى ذلك اصلاً. كنا كثراً في الفندق, وكان يقترب منا جميعاً من دون ان يحدث جلبة. ليس هذا شأن نجوم الفضائيات الذين يعجزون عادة عن الانفصال عن الكاميرا, فيمضون اوقاتهم كلها معتقدين ان الكاميرا وراءهم, وحاملين وجوهاً باردة لا يعوزها بله الأضواء.

في الدوحة تمكن ماهر عبدالله من اقناعنا بأن صورته في بغداد هي الأصل لتنويعات اخرى من الصور ربما كانت ابعدها صورته مقدماً برنامج "الشريعة والحياة". اشعرنا اولاً بأن اختلافاتنا ليست على قدر من الأهمية بحيث تلغي توافقات جوهرية اخرى. لا تلغي اننا اناس ضعفاء, واننا نأنس لابتسامة غير متحفظة, واننا احياناً نسمع اصواتاً تحيلنا اطفالاً.

لا ادري لماذا حين استعيده اتذكر سيارته السوداء التي ربما قضى فيها, والصورة الأخيرة له يقود السيارة في شوارع الدوحة مبتسماً وخفيض الصوت, ومتحدثاً عن اشياء لا نستطيع قولها على الشاشة او كتابتها في الصحف. ربما مات ماهر مبتسماً, فالحياة لا تستحق ان يغادرها اطفالها بأكثر من ابتسامة.

مجاهدون
10-01-2004, 12:59 AM
ماهر عبدالله: الصهيل عند الحافة!

خالد الحروب

الحياة 2004/09/26

تباً لهذا الموت ما أقبحه! يباغت فجأة, يغدر, يأتي من حيث لا يحتسب حصان جامح أو وردة طالعة. يطيح بشبه حلم لراكض ما مل الركض وصار حلمه بعد عرق مديد كأنما قيد التحقق. بين الغدر الكبير والغدر الصغير أحلام كسيرة, حيوات مقصوفة, وفوضى يجرجرها اللامعنى. يقودها من حيث لا نعلم إلى حيث لا نريد. في الغدر الكبير يتربص الموت الرخيص خلسة بروح ماهر إذ يصهل ليلاً وصيفاً في خليج لزج بالرطوبة والحرارة وأشباح الأسئلة. في الغدر الصغير يبرز الموت أكثر عند نواصي الحياة وعلى مفترقات العمر. كان ماهر, وكما كل خيّال, يتوقع ضربة الموت, منتصباً: يكافحه تحدياً بتحد. وجه أليف لكن معقود في ناصيته الرفض, يرصد الموت محمولاً على طائرات ضخمة في سماء بغداد, في أي لحظة قد يهبط مع هبوط المغول عليها, لكن ماهر متحفز.

لم لا يبطش الموت بطشةً فيها القدر القليل من اللاغدر, فيها بعض مروءة بالمبطوش فيهم. فليرينا نفسه, ليخلع معطف التسلل والخديعة إذ يتقدم إلينا مدججاً بالإطاحة. ليتجرأ بأن يدعنا نتوقعه. في حرب ترش الموت على الحياة أو في سلم يتسلل الموت فيه على أسرّة المرضى وكبار السن, لربما ما كنا نشعر بالحنق عليه. نكرهه, قطعاً, كراهية المحايد المستسلم, لكن نقر به. نعترف به حقيقة مرة, كما لغزاً ملغزاً نتضاءل أمام قسوته, مهزومين أمام قسوته ندور حول أنفسنا خائفين مرعوبين. ماهر الذي كان يتوقع من الموت مواجهة فيها بعض شجاعة: وجهاً لوجه في بغداد, أو قبلها في البوسنة, توارى منه الزائر المباغت الجبان. إختبأ خلف الأيام القادمة, حيث لا رصاص ولا قنابل. تربص به, وبطش به, برخص وسهولة وعبثية فاضحة. ماهر غادر حيث ما كان يجب أن يغادر. حصان راكض على الدوام, يعانق كل الأرياح, يقف عند الحواف, يصهل صهلة كلها هزء ولامبالاة عند كل حافة. لا يحول دون قفزه فوق هذه الحافة أو تلك كاسراً كل القيود سوى أيام وصورة وتاريخ صنعها بيديه ووقع أسيرها.

روعة ماهر كانت في بشريته. في كسره للصورة, ولنمطيتها. في إعلائه العفوي لصفة الإنسان فيه. في تمرده على "القالب". في أخطائه وإعترافاته كما في كسبه وإنجازاته. في علاقاته الواسعة التي ما استثنت لوناً أو جنساً أو أعاقها حكم مسبق. في إسلاميته وقوميته, في محافظته وليبراليته, في سجائره وسهراته, في تحزبه وتفلته, في كل تناقضاته التي جعلته ممثلاً لجيل من حيارى الإسلاميين, وناطقاً بإسم كثيرين ما كانوا يتجرأون, وما زالوا لا يتجرأون, على قول ما كان يقول وفعل ما كان يفعل. لم يكن ينقص ماهر الصهيل الأخير عند الحواف, لكن كانت أرجل خيله ترتبك من القفزة الأخيرة.

لم يكن ماهر آبهاً بإخفاء صفته الإسلامية الفكرية, كما لم يكن متبجحاً بها. لم يكن يشعر بأنه "الوصي على الأمة", كان واحداً من أفرادها يريد أن يخدمها بإخلاص كما يمليه عليه ضميره. كان رأيا من آراء في زوابع الرأي والرأي الآخر. كيف يستطيع إخفاء ما لا يريد إخفاءه وهو يطل على ملايين العرب كل أسبوع في "شريعة وحياة" مطّها مطاً لتطال كل ما هو غير تقليدي, تحرشاً بالحواف وصهيلاً عندها.

سنوات المعرفة الطويلة بماهر تؤكد عمق بشريته. عندما صهلت هذه السطور صهلتها الأخيرة وقفزت عن الحافة, كان ماهر من الذين فهموا, ومن الذين لم يرتدّوا إلى التقزيم الأيديولوجي في الحكم على البشر. ظللنا نتحدث ونهذر كلما إلتقينا كأنما ما صار شيء, وكأننا نقف عند نفس الحافة. كنا في الواقع قد صرنا على طرفيها المتباعدين. كان ماهر الأنسنة قد تغلب من زمن على ماهر الأدلجة.

عندما سألتني هيئة الإذاعة البريطانية قريباً ما هو المميز في ماهر وكيف أتذكره, لم أتردد, ولم أفكر. قلت أكثر صورة أراها لصيقة به هي الأجندة المفتوحة, والكتاب المفــتوح, والسر المفتوح. مليء بالمشروعات والأجندات والأفكار, لكنها جلها لا تصل إلى دفء الإغلاق: تظل مفـــتوحة. شاعر لم يـــــنشر ديوان شعر, وباحث لم يلملم ما بحث فيه بين دفتي كتاب, ورحالة لم يصل إلى مرفأ أخير. يفتح أجــــندة, يغرق فيها, تظن لفترة أنه وجد ذاته فــيها, ثم سريعاً يتـــركها مشــرعة, ويغرق في غيرها. قليل الحيلة أمام الأجندات الجـــديدة, يغرق فيها وبها, ويسهر معها الليالي, ثم لا يلبث أن ينتصر فيه الملول فيتركها ويمضي. خلفه تعسف الريح بأوراق فيها نصوص غير مكتملة, وكتب مقلوبة من منتصفها على قفاها آثار قهوة ورماد سجائر, ودفتر تلفونات لا يفك طلاسمه أحد حتى ماهر نفسه.

شغفه بالسهر هو ذاته مشروع مفتوح: لا حد بين الليل والنهار ما دام ثمة ما يمكن التسامر حوله أو الحديث عنه. لا, ليس صحيحاً أن كل تلك الأحاديث كانت جدية وتدور حول "هموم الأمة": في ذلك جرح لبشريته. كان كثيرها تسامراً وفقط, لكنه تسامر لذيذ. كان كثيرون يأخذون عليه السهر, لكنهم سرعان ما يقعون في شباك لياليه الطويلة إن قابلوه: كأنما لا يستطيعون مقاومتها, أو لا يرغبون في المقاومة أساساً. كأنما يتجرأون على كسر رتابة أوقاتهم, يختبئون خلف ماهر ويتذرعون بمعيته كي يمارسوا تمرداً طفيفاً على ذواتهم يتوقوا إلى إضعافه في دواخلهم.

كثيرون كانوا يظنون أنهم محط سره. وكثيرون كانوا يفاجأون بأن سره المحفوظ لديهم محفوظ أيضا لدى غيرهم. كان سراً مفتوحاً! لكن كان هؤلاء وهؤلاء مقربين من ماهر يبادلونه السر بالسر ويشاورونه. السر الوحيد, لغرابة الأقدار, الذي ما كان معروفاً لملايين متابعيه في الشرق والغرب هو أنه كان أسير الصورة التي صنعتها الشاشة عنه. كأنما ثمة ماهران: ماهر الشاشة وماهر الإنسان. الثاني هو صاحب الصهيل عند الحواف, الأول كان قيد الإرتهان, وقيد الدور. لم يكن ماهر يحب المبالغات في وصفه. ولا يجب أن يكون في تقريظ المغادرين أية إهالة من فيض القدسية عليهم. هذه السطور تتغزل ببشرية ماهر وأخطائه الصغيرة وصهيله القلق, لا بمعصومية هو منها براء! وداعاً ماهر.