المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نخبة التمديد وجماهيره



فاطمة
09-09-2004, 01:00 PM
وسام سعادة




يشترك كريم بقرادوني مع السيد حسن نصر الله في دعم خيار التمديد للعماد لحود. كما يشتركان في إبراز البعد الداخلي لخيار التمديد.
بيد أن كلاً من رئيس حزب الكتائب والأمين العام لحزب الله يجترح قراءة مغايرة لتبرير ذلك أو التأسيس عليه.

فالوزير كريم بقرادوني، وهو على رأس جماعة <<نخبوية>> داعمة للتمديد، يعتمد قراءة رئاسوية للحدث البونابرتي، ويحاول أن يسوّق ما معناه أن <<زمن التمديد>> كما يسمّيه، هو زمن يعيد إنتاج مارونية سياسية سرّية، تستعيد الغلبة في توازنات السلطة اللبنانية من خلال إعادة الاعتبار الى مقام الرئاسة، ومن خلال الاتكاء على المؤسسة العسكرية التي شكلت المختبر الأول لذلك، ناهيك عن اعتماد اللاتوطين كعقيدة رسمية وفعل إيمان، وهو تقليد مستلّ من الأيديولوجيا الكتائبية الصرف.

في المقابل، ومن موقع الكتلة الأكثر جماهيرية في هذا الخيار، يرى السيد حسن نصر الله الى التمديد والسجالات من حوله، بنظرة <<عددية>> تتخذ من زمن التمديد مناسبة للتلويح بمنطق الحسم الديموغرافي، حيث يجدر بديموقراطية الأقلية أن تلتزم ما تقرّره دكتاتورية الأكثرية، لا بل تخفي التصريحات الأخيرة لمسؤولي حزب الله تلميحات بأن لا يقتصر دور فصيلهم على وضعية الجهاز الرديف لأجهزة الدولة أو الحزب الجماهيري صاحب الكتلة البرلمانية، بل أن يكون للفصيل الخميني حصته العددية هو أيضا أسوة بحركة لا توازيه عدداً مثل حركة أمل.

تتعارض القراءتان الرئاسوية والعددية للحدث البونابرتي. إلا أنهما متفقتان على دعم خيار التمديد للشخص ذاته، وعلى الجنوح بعيداً عن اتفاق الطائف، باعتبار أن التمديد مناسبة لطلب المزيد، سواء باتجاه الحسم الرئاسوي للأزمة اللبنانية بإلغاء مبدأ تداول الرئاسة كما يطالب بقرادوني، أو باتجاه الحسم العددي لهذه الأزمة، بتنصيب الأكثرية الأثنية أكثرية سياسية وحذف منطق التداول من أساسه، كما قد يفهم من حديث نصر الله.

قد لا تعبر القراءتان المغايرتان والمغامرتان عمّا يدور في مكنونات العماد لحود نفسه، إلا أنهما تبرزان بالتأكيد حقيقة التمديد، ذلك أن تعليق العمل بالمادة 49 من الدستور قد أتى هذه المرّة على ما ورد في مقدمة الدستور نفسه من أن لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك. والمفارقة هنا، أن مناقضة الميثاق تتم من لدن تحالف يلتقي فيه من يطالب بمورنة سرّية لرأس الدولة مع من يطالب بأسلمة صريحة لبنية هذه الدولة.

لا شكّ بأن استطلاعات الرأي قد ألهمت كلا الفريقين التمديديين، فاسترسل الواحد بحلم الحسم الرئاسوي، فيما اتخذ الآخر بحلم الحسم الديموغرافي. اذ لا تداول على السلطة في أوقات الصمود، وانما مناورات بالاستفتاء حيناً، أو بسلة تعديلات دستورية حيناً آخر. تكشف استطلاعات الرأي اللحودية عن الجزئية التالية: نخبة التمديد مارونية، وجماهير التمديد شيعية! ان أقلية الأقلية تستند الى من يصنف نفسه أكثرية الأكثرية.

يؤلف التمديد بين حلمي الحسم الديموغرافي والحسم الرئاسوي، وهذا ما يفرض على أخصام التمديد جميعاً التمسك بالديموقراطية التوافقية كما فعل وليد جنبلاط مؤخراً، مع الانتباه الى أن الديموقراطية التوافقية تبقى في النهاية، هي أيضاً، مرتبطة بمسألة العدد. انها ديموقراطية توفق بين العدد وبين التعدد. وفي هكذا ديموقراطية يمكن حتى اللجوء الى مبدأ الاستفتاء في أمور يجري تحديدها، ولا خوف من ذلك. ولكن هل يمكن أن يطرح خيار الوجود العسكري السوري على الاستفتاء كما يطالب الأمين العام لحزب الله؟ من شروط الاستفتاء أن يتوارى هذا الوجود قبل تنظيم الاستفتاء نفسه. هل يمكن أن يطرح موضوع سلاح حزب الله على استفتاء؟ من شروط الاستفتاء أن لا يعود السلاح المعني لاعباً ضاغطاً في الاستفتاء نفسه!

http://www.assafir.com/iso/today/opinion/31.html

فاطمة
09-09-2004, 01:05 PM
فيصل سلمان


تستعد العاصمة المصرية بحزبها الوطني الحاكم ومؤسساتها، للموافقة على التجديد مرة خامسة للرئيس حسني مبارك والتأقلم مع حكومات من نوع جديد، كما الحالية، عماد خطتها الانماء الداخلي والاصلاح.

غير انه برغم الانشغالات الداخلية، تجد مصر دائما الوقت للاهتمام بملفات اساسية ترتبط بأمنها القومي وتنسجم في توجهاتها مع الرؤية العربية الجديدة المتقاطعة مع الرؤية الاميركية والغربية لقضايا المنطقة.

في مقدم هذه الملفات، يأتي الاهتمام بالملف الفلسطيني الذي يحظى باهتمام رسمي خاص عنوانه، ضرورة التوافق بين القوى الفلسطينية في اتجاه واقع قائم على اصلاحات جذرية تشكل مرتكزا لسلطة قوية وقادرة على مواجهة خطة الفصل والعزل التي يقودها ارييل شارون.
وإذ يتواصل الاهتمام المصري بما يجري في العراق وفي السودان، فإن ذلك الاهتمام يصل الى حد القلق من المواجهة الاخيرة بين مجلس الامن الدولي من ناحية وسوريا ولبنان من ناحية ثانية.

ومصر التي لم تنس انتماءها العربي لا يتردد شارعها في تأييد سوريا حالما يصير الخيار بينها وبين اميركا وإسرائيل، ويترجم هذا الخيار قرارا على المستوى الرسمي بدعم سوريا ظالمة او مظلومة.
غير ان القاهرة تحاول ان تخفي هواجسها من تداعيات القرار 1559 ولا يتردد كبار المسؤولين فيها من القول ان دمشق وبيروت هما اليوم في <<عنق الزجاجة>>.
وفيما يمكن لهؤلاء المسؤولين شرح الموقف المصري <<غير المعاند>> للمجتمع الدولي، لا يترددون في نصح لبنان بضرورة التحرك بسرعة في المحافل الدولية لتطويق التداعيات المرتقبة التي <<قد تكون مؤذية>> اذا لم يجر تطويقها.

ومع ذلك قد يسمع زائر القاهرة بعض العتب على سوريا وعلى لبنان اللذين لم يستنفرا الدعم العربي ولم يتشاورا مسبقاً مع إخوانهم العرب في ما وصل إليه الامر.
لا شك في أن مصر ستساعد، ولكن على دمشق وبيروت أن تحددا ما تريدان بعيداً عن مواجهة المجتمع الدولي.

http://www.assafir.com/iso/today/signature/66.html